لخّصلي

-النوابت حسب قول الفارابي السياسي: سنجد أن النوابت حسب قول الفارابي؛ يقول الفارابي: "والمدينة الفاضلة تضادها المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة، وفي المحصلة فإن هؤلاء القوم ضارون بالمدينة الفاضلة. وفي الأخير يقترح الفارابي حلا لمشكلة وجود النوابت في المدينة :"فمن أجل ذلك واجب على رئيس المدينة الفاضلة تتبع النابتة وإشغالهم وعلاج كل صنف منهم بما يصلحه خاصة إما بإخراج من المدينة و بخلاف الفارابي الذي اعتبر النوابت / النابت، ونابت و هو نتيجة وجود المدن الفاسدة. لما رأو أن المتوحد لا يمكنه أن يقوم بكل ما به إليه حاجة دون أن يكون له موازرون ومعاونون،

-النوابت حسب قول الفارابي السياسي:
إن النوابت هم أشبه بالبهائم أو الأشواك النابتة بين الزروع في الحقول ، وإذا أردنا أن نقوم بمماثلة لهذا المفهوم على مستوى الفلسفة السياسية، سنجد أن النوابت حسب قول الفارابي؛
يوجدون في المدن الفاضلة ولكنهم يعيشون على تخومها في الوادي ويجب استبعادهم أو قتلهم كالحيوانات المتوحشة... وهو يريد أن يشير هنا إلى مجتمع الجريمة، ويشتمل على المجرمين في المدينة وعلى البغاة وقطاع الطرق،
و أهل البدو الرحل الذين يقومون بشن غارات حربية على مجتمعات المدن، قصد السطو على ممتلكاتهم والسيطرة عليهم وتخريب ما هو جميل بالمدينة الفاضلة.
يقول الفارابي: "والمدينة الفاضلة تضادها المدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة، والمدينة الضالة. ثم النوابت في المدينة الفاضلة، فإنّ النوابت في المدن منزلهم فيها منزلة الشيلم في الحنطة"1 .
يضيف الفارابي بخصوص النوابت" وأما النوابت في المدن الفاضلة فهم أصناف كثيرة منهم صنف متمسكون بالأفعال التي تنال بها السعادة، غير أنهم ليس يقصدون بما يفعلونه من ذلك السعادة
بل شيئا آخر مما يجوز أن يناله الإنسان بالفضيلة... فهؤلاء يسمون متقنصين"2 .
فهم لدى الفارابي طوائف كثيرة، منهم المتقنصون وهم الذين لهم أهداف لا تتطابق مع ما يدعونه من خطابات، ومنهم المحرفون الذي يأولون الشرائع بما يوافق هواهم، ومنهم المارقة الذين يخطئون في فهم الشرائع عن قصد،
وبعضهم لهم مقصد صحيح في تطور المدينة ولكنهم يتخذون الوسائل غير الصائبة للوصول إليه... وفي المحصلة فإن هؤلاء القوم ضارون بالمدينة الفاضلة.
وفي الأخير يقترح الفارابي حلا لمشكلة وجود النوابت في المدينة :"فمن أجل ذلك واجب على رئيس المدينة الفاضلة تتبع النابتة وإشغالهم وعلاج كل صنف منهم بما يصلحه خاصة إما بإخراج من المدينة
أو بعقوبة أو بحبس أو بتصريف في بعض الأعمال وإن لم يسعوا له "3 .
و بخلاف الفارابي الذي اعتبر النوابت / النابت، فردًا أو أفرادًا مخالفين وخارجين عن آراء أهل المدينة الفاضلة، يقدم ابن باجة مرادفين للمتوحد كدلالة على المتوحد4
، فهو غريب، ونابت و هو نتيجة وجود المدن الفاسدة.
فمتوح الفارابي كما سنرى في قول الفارابي يبقى دائما قاصرا على فعل الأشياء وحصولها عنده لوحده، فهو إذن بحاجة لموازرون ومعاونون، وهذا المشكل حله يكمن في الاجتماع والتعاون.
يقول الفارابي:" وآخرون، لما رأو أن المتوحد لا يمكنه أن يقوم بكل ما به إليه حاجة دون أن يكون له موازرون ومعاونون، يقوم له كل واحد بشيء مما يحتاج إليه رأو الاجتماع." 5