لخّصلي

فما يتجاوز الشهر واحد إلى ويكون قد اشترى رقماً مميزاً جديداً، وعند معيشة المزادات العلنية للأرقام لا يمكنه فرد وسطي الوضع من طينة جميع الأشياء عشرة وعشرين درهم مثلي الاستحواذ على هذه الارقام نتيجة لـ المزايدة الشديدة وازدياد قيمتها إلى أرقام فلكية. كنت اخرج مع أصدقائي في سياراتهم التي تحمل ارقاما متميزة فتشدني نظرات الاعجاب والابتسامات العريضة للجنس اللطيف، في حين الحال مغاير كلياٍ لي عندما اتجول بسيارتي في شارعي الجميرا والضيافة متكرر كل يوم الخميس ويوم الجمعة، أضف إلى هذا فالرقم المتميز له هيبة في الشارع لاسيما نحو استخدام الأضواء العالية، ولو تجرأ باستخدام الأنوار العالية أو البوق لتنبيه قائد السيارة، ففي معظم الأحيان دلالة بذيئة تقوم برفع ضغطك ونسبة السكر في دمك. وكلما استفسرت منه عن طريقة حصوله عليها يجيبني بحصوله عليها بأسلوب الاستثناء دون الاحتياج إلى الدخول للمزاد العلنية ، والمصيبة أن جميع الاستثناءات التي حصلت عليها كانت في غير صالحي بأي حال من الأحوالً ، ولم أتمتع يوماً بأي استثناء مثل غيري الذين يتم استثناؤهم دون غيرهم ، الاستثناء الأول كان عندما نشر مديري في الدوام قراراً بترقية جميع من المستوظفين الذين أكملوا عشر أعوام في درجاتهم الجارية باستثنائي أنا لأغير ، والاستثناء الثاني عندما تزوج اشقائي كلهم في حفل زواج جماعي باستثنائي أنا رغم أني تقدمت بطلبي معهم في نفس اليوم ، وكي لا أقف مكتوف الأيدي مقهوراً مدحوراً، فعقدت العزم أن أحصل على استثناء يتيح لي امتلاك رقم ثنائي وإن كان غير هذا فأضعف الإيمان رقم ثلثي، وإن كان غير ممكن فرقم رباعي يقرأ من الجهتين ، فما صرت أطيق أن تكون سيارتي بلا رقم متميز ، أسوة بأصدقائي الشبان ، وما عدت قادراً على وقف سيارتي بعيداً عن مركبات أصدقائي حتى لا أكون شاذاً عنهم برقمي المبعثر واشعر بعدها بعقدة الندرة . وبناء على هذا اتخذت قراري بالتوجه إلى دائرة أرقام المركبات لعلي أجد حلاً في مصابي الجلل الذي نتج عنه إصابتي باكتئاب حاد مداواته الأوحد كما نوه لي الطبيب في اقتناء رقم متميز يساعدني على الشفاء الأمر الذي وجع بي ، توجهت في الفجر الباكر إلى دائرة الأرقام المتميزة ، فاكتشفت بأني لست الأوحد الذي أعاني من إشكالية الأرقام المبعثرة بل كان هناك الكثير من المراجعين الذين يسعون للاستحواذ على أرقام متميزة ، قبل دخولي على الفور للمكتب تقابلت مع اثنين من المراجعين والابتسامة تكاد تشق فمهما ، استقبلني المدير بكل ود وترحاب ثم سألني : - نعم تفضل ، يمكنها الاستحواذ على الأرقام الفريدة بواسطة مشاركتك في المزاد . - سمعت بوجود استثناءات تمكنني من الاستحواذ على رقم متميز، - الاستثناءات في حواجز المعقول ولا يمكنني استثناء الجميع، الاستثناء من الممكن أن يشمل من قدم خدمات جليلة للدولة. - لا أعرف من يكون السهج، هنا أعطت الانطباع بوادر الانتكاس تبدو على وجهي، وكادت تسقط من عيني دمعة لولا إني تداركتها قبل خروجها، وهنا شعر المدير بنوع من التعاطف: - لم أتعرف على اسمك. - خالد محمد. - والنعم فيك يا بو المولود، هل تقصد بلا أوراق ثبوتية مثل القلة الذي كان بلا ثم صار يحمل جواز جزر القمر. لا اعلم لماذا بذكري كلمة بلا انهزمت تعاطف المدير الذي بال عديدة لحظات، هل هي حكمة من حكم الله أن أعيش دون التمتع بأي استثناء لصالحي، تأخرت عن الدوام من شدة القهر فاتصل بي زميلي: - لماذا تأخرت يا خالد عن الدوام، لم يكن هناك أي استثناء لي، على كل حال أنا في طريقي للدوام. فإما أن يكون الاستثناء للجميع وإما فلا. ففي ذلك الزمن غير ممكن المكسب بالأسلحة التقليدية ولا مفر من أن تكون لنا كلمة مسموعة. لا استغرب عدم حصولك على تحسين منذ 15 عاماً، - اشرح لي وخذني على قد عقلي يا أبو الذكاء. يلزم أن تكون القوانين جلية فيما يتعين بالاستثناءات وألا يترك الحبل على الغارب الشهوات المسؤولين كل يهيل النار نحو قرصه وقرص معارفه. تجاهلت سالم ولم أرد عليه ثم نظرت إلى عبد الله 
ما عليك سوى استعمال البلاك بيري لنشر الصفحة، كبسة زر واحد ببرودكاست اكتب فيها إشاعة من هذه الأخبار الكاذبة، ولا بأس أن تومئ فيها إلى صور بنات وغيرها من الموضوعات التي تجتذب الشبان، وبهذه الأسلوب سيصل الموضوع إلى شريحة عظيمة من الحسد. - اتفق معك في موضوع البلاك بيري وإنما لا أريد أن يكون الموضوع عن البنات ، ثم يلزم ألا نتخطى أي حواجز ، يلزم أن نكسب مصداقية الناس، وأدى هذا إلى تفاعل واسع المدى من الحشد ، ثم خرجت العديد من الدعوات للاعتصام في مواجهة دائرة الأرقام المتميزة لتسجيل موقف مقابل الاستثناءات ، 96 اوكي لا يتم شرح الاعتصام على أنه اعتراض سياسي أو ما شابه ، حرصنا على مخاطبة القنوات الحكومية لاستخراج بيان من الجهات المقصودة للاعتصام على حسب ما كفله لنا التشريع وفي محيط حرية إبداء الرأي والمحافظة على الإطار ، وتم الاتفاق مع الزملاء منظمي الاعتصام بحيث يكون في يوم جمعة كي لا يتم تعطيل المراجعين ، وأطلقنا على هذه يوم الجمعة شعار ( جمعة مكافحة الاستثناء ) . ما كان بودنا أن تتعب نفسك معنا. - ذلك لازم على المسؤولين، نحن حريصون على سماع مشكلات وطلبات المدنيين، - ليست لدينا أي طلبات معينة، الاستثناء على ناس وناس، والمبدأ صار بالمقلوب بلا أي منطق. - أتفهم ما ترمي إليه، ولكن من المتعارف عليه ن يكونانا أن يكون هناك استثناءات في أي تشريع. - لا اختلف معك يا سعادة الوكيل، إنما يلزم أن يكون هناك نوع من الإنصاف في أسلوب الاستثناء، وغيره لم يحصل على أي رقم، - موضوع الأرقام طفيف، الموضوع صار ظاهرة غريبة، أرقام التليفونات والسيارات ومنح الزواج والإسكان ووزارة الشغل وكل ما يرتبط بالخدمات المدنية. - أعدك بأن أوصل رسالتك للمسؤولين النقاش ذلك الموضوع، كما أتمنى أن ينتهي الاعتصام بصورة حضارية كما هو ملحوظ لي حتى هذه اللحظة. وهو بذلك أعطى درساً لعدة المسؤولين المتزمتين، وتمنيت إذا كان فعلاً يمكنه تصرف شيء ما قضينا بعدها 1/4 ساعة من الزمن نهنئ أنفسنا بذلك التجاوب متفائلين بما قد تفسر عنه الأيام القليلة المقبلة من مستجدات سارة 1/2 الجميع. وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ اخترقت الجموع المحتشدة عدد من الكلاب العنيفة التي بدأت تهاجم المعتصمين، تفرقنا في كل الاتجاهات كل واحد منا يعمل على للنجاة بنفسه، وطاردني كلب الذي يبدو كما لو أنه قد تم تخصيصه لي شخصياً، ولم تنجح محاولاتي في الإفلات منه إذ كان مصمماً على الإيقاع بي مهما كان السعر من منزل إلى منزل، ومن دار إلى دار ومن زنقة إلى زنقة، ولم ينقذن من براثنه إلا شرطي من فرقة مكافحة الشغب تمَكّن إبعاده عني بعدما عضني في مؤخرتي استلزم معها حقني بإحدى وعشرين حقنة لأغير ليس إلا. وأثناء عشر دقائق تمكنت فرقة مكافحة الشغب من فرض السيطرة على الكلاب التي اتضح بأن اختراقها للجموع المحتشدة كان بإجراء فاعل. وانسحب اغلب المعتصمين إما إلى منازلهم أو إلى المصحة لتلقي الدواء من عضات الكلاب، فرجعت أنا وأصدقائي إلى منازلنا نجر خلف انا أذيال الهزيمة النكراء وبالرغم من وطأة الهزيمة التي تلقيناها اليوم لكن الاتصالات العديدة التي تلقيتها من شخصيات مرموقة لا أعرفها خففت من وطأة الحزن الذي كان يرافقني يومها، وزادتني تلك المكالمات إصراراً في الاستقرار على المتطلبات المشروعة. ويظهر أن المجهود والإرهاق قد اخذ مني ما اخذ في هذه الليلة فنمت قبل إجابات الساعة العاشرة، وان كنت بين حين وآخر كنت استيقظ من السبات متخيلاً بأني أتعرض المسعى اغتيال من قبل واحد من الكلاب البلطجية. إذ أفردت الصحف نبأ الاعتصام في الصفحة الأولى، وسماها بعض كتاب الصحف بمعركة الكلاب، وحدا القلة بوصفي بطل موقعة الكلاب، ما عدا بعض الأصوات النشاز التي تطلع مرة تلو الأخرى. ولم تتهاون قوات الأمن في التقصي عمن يقف خلف موقعة الكلاب، وقد أسفرت التحقيقات الأولية عن تورط مجموعة من الأثرياء وشرذمة ممن يحصلون على جميع الأشياء بالاستثناء وهذا لأن الاعتصام ومطالبنا لم ترق لهم بل كانت تهددهم على نحو مباشر، وأثناء نفس الأسبوع عقدت عديدة اجتماعات ثقافية وحلقات تلفزيونية تم تسليط الضوء فيها على موضوع الاستثناءات، وقد سماها القلة بالورم السرطاني الذي يكبر وينتشر بحيث غير ممكن الهيمنة عليه، إذ يلزم أن يكون الاستثناء على حسب ضوابط محددة غير ممكن تجاوزها أو التحايل عليها. فلم استكمل الاجتماع، نعم سأنتقد عندما يستوجب الانتقاد، وسأثني عندما يكون هناك موقع للثناء، ويظهر أن التفاعل مع قضيتي قد بلغ إلى فترة متقدمة إذ كانت البشارة أثناء خاتمة الأسبوع عندما صدرت توجيهات عليا بإصدار تشريع حظر الاستثناءات، واستبشرنا بحياة لا يبقى فيها استثناءات أو وساطات سوى في أضيق الأطراف الحدودية. مرت عديدة أيام كنت اعتبر نفسي فيها بطلا قومياً تمَكّن أن يتولى قيادة رياح التحويل في دوائر رسمية من دون استثناءات، وكنت أتعمد المرور والوقوف في مواجهة منزل حالي لأغيظه سوى أنني لم أتصادف معه في أثناء الأيام الآتية لقرار حظر الاستثناء. وقد تفاجأت بعربته الحديثة ذات العدد الثنائي. - ما شاء الله عليك طول الوقت مميز وعندك رقم فريد - ذلك من ذوقك عقبالك يا بطل.