لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (45%)

أولاً: تعريف القيم الإسلامية
والقيمة في اللغة: القدر. وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ : ثَمَّنْتُها ) ، والقِيَامُ والقوام : اسم لما يقوم به الشيء ويثبته كالعماد والسناد لما يعمد ويسند به (۲). وتقوم عليها الحياة الاجتماعية، ويتم التعبير عنها باستخدام الأقوال والأفعال.والقيم بمعناها الاصطلاحي الشامل تعني : ( مجموعة معايير تتكون كقناعات لدى الفرد تمكنه من تحقيق هدفه في الحياة، وقيل أيضا: القيم هي ( مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يتخذ منها الناس ميزانا يزنون بها أعمالهم، ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية؛ فالقيم إذاً هي مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه أو نقيس به أو هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية وتختلف بها عن الحياة الحيوانية؛ لذا تختلف الحضارات بحسب تصورها للقيم. ولما كانت القيم والمبادئ العليا قد حددها الوحي بالفعل، فإنه يمكننا أن نُعرّف القيم في المفهوم الإسلامي بأنها : مجموعة من الأخلاق الفاضلة التي اعتمدت على المنهج الإسلامي في توجيه السلوك البشري نحو طلب الحق وفعل الخير.بين منهج الإسلام ومنهج الغرب
ترجع بعض القيم الإنسانية إلى وضع البشر،بخلاف القيم السماوية التي كلها إيجابية، وقد ترجع بعض القيم إلى عصور قديمة؛ كبعض القيم العربية الإيجابية، كالعصبية القبلية.وفي العصر الحاضر أصبحت المجتمعات - بسب الانفتاح العالمي - تأخذ الكثير من القيم عن غيرها، فتتأثر الشعوب الضعيفة بقيم الشعوب القوية حتى لو كانت تلك القيم سلبية .ومما لا شك فيه أن طريقة الغرب في بحث القيم كان ولا يزال مختلفا عما بحثه المسلمون الأوائل، حيث صور الغرب القيم من خلال مفهومين منفصلين تقريباً : مفهوم مادي (الحضارة الغربية)، ولم يتصورها من الجانبين معا (۱).وفي المقابل كان تصور المسلمين للقيم من الجانبين معا (مادي وروحي)؛ دین ودنيا، وليس كما هو الحال في الفكر الغربي.لذا سندرس القيم وفق تصور المسلمين لها، وليس وفق المصادر المعرفية الغربية، ومع ذلك لا ننكر جهد الفكر الغربي في إعادة تبويب القيم أو تصنيفها بطريقة أيسر حتى من الفكر الإسلامي، الذي جاء فيه مبحث القيم متناثراً عبر نصوص التراث كما بينا ، وهذا طبيعي في استفادة اللاحق من السابق، فالفكر الغربي استفاد من التصنيف العلمي الذي تركه قبله الفكر اليوناني والفكر الإسلامي.إن أبرز القيم الإسلامية يمكن أن تدرج تحت أي من النوعين التاليين من
الرحمة، الصدق). النظافة، التفاؤل).أهمية القيم عند البشرية
للقيم أهمية عظيمة في حياة المجتمع بكل أطرافه، مطمئن النفس، راقي الطباع، ملتزماً بالحقوق، قائما بحق الله تعالى وحق عباده، وهذا - بلا ريب - من أهم أسباب استقرار النفس الإنسانية.أما القيم الحضارية وهي الاستخلاف والمسؤولية والنظام والانضباط والنظافة والتفاؤل) فهي تكشف عن الجانب الحضاري في المجتمع، وتضبط سلوك الأفراد تجاه مجتمعهم؛ فالتزام كل طرف منهم بهذه القيم ينشر السلام في المجتمع، ويجعله قوياً متماسكا متعاطفاً غيوراً على مصالح الوطن.وأما التزام الأفراد بالقيم الخُلقية؛ فهي تقوي روابط المجتمع وتزكي قيم التعاون والاحترام، ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي تسوده تلك القيم يُعد مجتمعاً مطمئنا تكثر فيه الفضيلة وتتضاءل فيه الرذيلة، وهذه غاية نبيلة.ثانياً: مصادر القيم الإسلامية
لما كان الدين قيمة عليا في حد ذاته، فإنَّه لا يدعو إلى القيم فقط؛ ومن ثم تصبح عناصره الكلية ومبادئه السامية قيماً فرعية؛ فالعبادة قيمة من قيم الدين، والعدل قيمة من قيم الدين والدعوة إلى مكارم الأخلاق قيمة من قيم الدين، وهكذا.فدين الإسلام يُهْدِي إلى من يعتنقه مجموعة من القيم تُمثل كل قيم الإنسان العليا؛ كالحق والخير والجمال والرحمة والإحسان والبر والتعاون والأخوة الإنسانية والعدل والحرية وغيرها؛ ففي قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَابِي ذِي الْقُرْفَ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: ٩٠]،وجاء في السنة النبوية كثير من هذه القيم التي كان يُعليها بعض الناس فلما شعر أن الدين الجديد يدعو إليها أسلم؛ فقد جاء ( عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ) يسأل النبي عما أرسله به ربه، فأجاب النبي الكريم : «أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ،ولما كان القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدرا هذا الدين العظيم كانا بالتالي مصدري القيم في الإسلام، إضافة إلى ما نتج عنهما من تشريع وأحكام؛ وبالتالي فإن مصادر القيم عند المسلمين هي : القرآن الكريم، والسنة النبوية،قيم اعتقادية؛ وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وغير ذلك من الأمور التي يجب اعتقادها.قيم خُلقية؛ تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل وما يتخلى عنه من الرذائل.قيم عملية؛ تتعلق بما يصدر عن المكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات،وهي على نوعين:
أ- العبادات؛ ويقصد بها : تنظيم علاقة الإنسان بربه.ب -المعاملات؛ ويقصد بها: تنظيم علاقات المكلفين ببعضهم.ومما يلاحظ في طريقة عرض القرآن للقيم أن القيم المتعلقة بالعبادات والأحوال الشخصية من المعاملات مُلْزِمَةٌ ثابِتَةٌ لأنها تتعلق بأمر تعبدي، لا مجال للعقل فيه ولا يتطور بتطور البيئات (١).أما فيما عدا العبادات والأحوال الشخصية من المعاملات فتأتي القيم عامة لم يتعرض القرآن الكريم لتفصيلها أو الإلزام بأحكام معينة في كل جزئياتها؛ لأنها تتطور تبعاً لتغير البيئات والمصالح. فالسنة النبوية التي هي المصدر الثاني من مصادر الإسلام تشريعاً ومنهجاً وطريقاً لم تخل هي أيضاً من شرح وبيان وتفصيل لكثير من هذه القيم التي جاءت في القرآن الكريم فقد فسرت السنة وبينت مراد القرآن منها ؛ بل كما أنه جاءت في السنة تشريعات لم تأت في القرآن فكذلك جاءت في السنة قيم لم ينص عليها القرآن مباشرة؛ مثل قيمة الاستشفاء، فالقرآن لم ينص صراحة على طلب الاستشفاء؛ لكن جاء في السنة النبوية عدد من الأحاديث تطالب المسلم بالاهتمام بصحته وأن يبذل لذلك كل ما يمكنه؛ إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءٌ . لذا قال العلماء: إنَّ التداوي من التوكل.وسنرى في حديثنا التفصيلي عن القيم العليا أو القيم الحضارية كثيراً من الأحاديث التي تشرح بعض القيم الإسلامية وتبينها.المصدر الثالث: الفقه الإسلامي وقواعده وأصوله
يعد الفقه الإسلامي مصدراً من مصادر القيم بما أنتجه من قواعد أصولية وفقهية تربى عليها المسلمون عصراً بعد عصر ؛ إذ القواعد الكلية والفرعية قيم ومبادئ يسير عليها الفقيه المسلم.فالقواعد الكلية الكبرى مثل : قاعدة (الأمور بمقاصدها)، و(اليقين لا يزال بالشك)، و (العادة مُحَكَّمة)، و (المشقة تجلب التيسير)، و(لا ضرر ولا ضرار)، تعد هذه القواعد وأمثالها قيماً مهمة عند الفقيه والمشرع، بل هذه القواعد متفق عليها عند المذاهب الأربعة (١)، فلا يستطيع أحد تجاوزها في بناء حكم فقهي أو شرعي، وهي - من جانب آخر - قيم إنسانية رائعة، يحافظ بها الإنسان - لو عمل قاضياً أو مشرعا أو فقيها - على حقوق الناس أجمعين في التقاضي وفي التشريع وفي الفتوى.والقواعد الفَرْعِيَّة مثل : قاعدة لا يُنسب لساكت قول)،


النص الأصلي

أولاً: تعريف القيم الإسلامية


القيم جمع قيمة، والقيمة في اللغة: القدر. وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ : ثَمَّنْتُها ) ، والقِيَامُ والقوام : اسم لما يقوم به الشيء ويثبته كالعماد والسناد لما يعمد ويسند به (۲). وتعرف القيم في الاصطلاح بأنها مجموعة الصفات العليا، التي يتميز بها البشر، وتقوم عليها الحياة الاجتماعية، ويتم التعبير عنها باستخدام الأقوال والأفعال.


والقيم بمعناها الاصطلاحي الشامل تعني : ( مجموعة معايير تتكون كقناعات لدى الفرد تمكنه من تحقيق هدفه في الحياة، وقيل أيضا: القيم هي ( مجموعة المبادئ والقواعد والمثل العليا التي يتخذ منها الناس ميزانا يزنون بها أعمالهم، ويحكمون بها على تصرفاتهم المادية والمعنوية؛ فالقيم إذاً هي مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه أو نقيس به أو هي القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية وتختلف بها عن الحياة الحيوانية؛ لذا تختلف الحضارات بحسب تصورها للقيم. ولما كانت القيم والمبادئ العليا قد حددها الوحي بالفعل، فإنه يمكننا أن نُعرّف القيم في المفهوم الإسلامي بأنها : مجموعة من الأخلاق الفاضلة التي اعتمدت على المنهج الإسلامي في توجيه السلوك البشري نحو طلب الحق وفعل الخير.


بين منهج الإسلام ومنهج الغرب


ترجع بعض القيم الإنسانية إلى وضع البشر، وذلك من خلال تعايش المجتمعات وتلاقح أفكارها، ويكون بعض هذه القيم إيجابياً وبعضها سلبياً،
.
بخلاف القيم السماوية التي كلها إيجابية، وقد ترجع بعض القيم إلى عصور قديمة؛ كبعض القيم العربية الإيجابية، مثل: النخوة والشجاعة والكرم وإغاثة الملهوف، أو بعض القيم السلبية؛ كالعصبية القبلية.


وفي العصر الحاضر أصبحت المجتمعات - بسب الانفتاح العالمي - تأخذ الكثير من القيم عن غيرها، فتتأثر الشعوب الضعيفة بقيم الشعوب القوية حتى لو كانت تلك القيم سلبية .


ومما لا شك فيه أن طريقة الغرب في بحث القيم كان ولا يزال مختلفا عما بحثه المسلمون الأوائل، حيث صور الغرب القيم من خلال مفهومين منفصلين تقريباً : مفهوم مادي (الحضارة الغربية)، ومفهوم روحي (الدين والضمير)، ولم يتصورها من الجانبين معا (۱).


وفي المقابل كان تصور المسلمين للقيم من الجانبين معا (مادي وروحي)؛ بمعنى أن القيم جاءت جزءاً من التصور الإسلامي للإنسان كإنسان (روح ومادة، دین ودنيا، وليس كما هو الحال في الفكر الغربي.


لذا سندرس القيم وفق تصور المسلمين لها، وليس وفق المصادر المعرفية الغربية، ومع ذلك لا ننكر جهد الفكر الغربي في إعادة تبويب القيم أو تصنيفها بطريقة أيسر حتى من الفكر الإسلامي، الذي جاء فيه مبحث القيم متناثراً عبر نصوص التراث كما بينا ، وهذا طبيعي في استفادة اللاحق من السابق، فالفكر الغربي استفاد من التصنيف العلمي الذي تركه قبله الفكر اليوناني والفكر الإسلامي.
.
أنواع القيم الإسلامية


إن أبرز القيم الإسلامية يمكن أن تدرج تحت أي من النوعين التاليين من
القيم:
النوع الأول: قيم عليا؛ مثل: (العبادة، الحق، الإحسان، الحكمة، الرحمة، الصدق).
النوع الثاني: قيم حضارية؛ مثل : (الاستخلاف، المسؤولية، النظام والانضباط، النظافة، التفاؤل).


أهمية القيم عند البشرية


للقيم أهمية عظيمة في حياة المجتمع بكل أطرافه، فالمجتمع الملتزم بالقيم الإيجابية مجتمع راق تسوده الطمأنينة والاحترام، وما ذاك إلا ثمرة من الثمار الطيبة للقيم.


إن القيم العليا وهي العبادة والحق والعدل والإحسان والحكمة والصدق) تجعل من الفرد في مجتمعه إنسانا سويا، مطمئن النفس، راقي الطباع، ملتزماً بالحقوق، قائما بحق الله تعالى وحق عباده، وهذا - بلا ريب - من أهم أسباب استقرار النفس الإنسانية.


أما القيم الحضارية وهي الاستخلاف والمسؤولية والنظام والانضباط والنظافة والتفاؤل) فهي تكشف عن الجانب الحضاري في المجتمع، وتضبط سلوك الأفراد تجاه مجتمعهم؛ فالتزام كل طرف منهم بهذه القيم ينشر السلام في المجتمع، ويجعله قوياً متماسكا متعاطفاً غيوراً على مصالح الوطن.


وأما التزام الأفراد بالقيم الخُلقية؛ كالصدق والبر والأمانة والتعاون والوفاء والصبر والشكر والحياء والنصح والرحمة وغيرها فلا يخفى ما فيها من مصالحللفرد والمجتمع معا، فهي تقوي روابط المجتمع وتزكي قيم التعاون والاحترام، ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي تسوده تلك القيم يُعد مجتمعاً مطمئنا تكثر فيه الفضيلة وتتضاءل فيه الرذيلة، وهذه غاية نبيلة.


ثانياً: مصادر القيم الإسلامية


لما كان الدين قيمة عليا في حد ذاته، فإنَّه لا يدعو إلى القيم فقط؛ وإنما يدعو الناس إلى اختياره طريقاً ومنهجاً كقيمة عليا أولاً، ومن ثم تصبح عناصره الكلية ومبادئه السامية قيماً فرعية؛ فالعبادة قيمة من قيم الدين، والعدل قيمة من قيم الدين والدعوة إلى مكارم الأخلاق قيمة من قيم الدين، وهكذا.


فدين الإسلام يُهْدِي إلى من يعتنقه مجموعة من القيم تُمثل كل قيم الإنسان العليا؛ كالحق والخير والجمال والرحمة والإحسان والبر والتعاون والأخوة الإنسانية والعدل والحرية وغيرها؛ ففي قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَابِي ذِي الْقُرْفَ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: ٩٠]، نرى هذه الآية قد جمعت قيم العدل والحق والخير والإحسان والجمال والتعاون والبر والبعد عن الفواحش التي تقضي على جماليات الحياة.


وجاء في السنة النبوية كثير من هذه القيم التي كان يُعليها بعض الناس فلما شعر أن الدين الجديد يدعو إليها أسلم؛ فقد جاء ( عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ) يسأل النبي عما أرسله به ربه، فأجاب النبي الكريم : «أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَدَ اللَّهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ (١).
ولما كان القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدرا هذا الدين العظيم كانا بالتالي مصدري القيم في الإسلام، إضافة إلى ما نتج عنهما من تشريع وأحكام؛ وبالتالي فإن مصادر القيم عند المسلمين هي : القرآن الكريم، والسنة النبوية، والتشريع الإسلامي بكل مكوناته المعرفية وأدواته الاستنتاجية.


المصدر الأول: القرآن الكريم


القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للقيم الإسلامية، والتي تنتظم فيما


)1( يلي


قيم اعتقادية؛ تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، وغير ذلك من الأمور التي يجب اعتقادها.


قيم خُلقية؛ تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل وما يتخلى عنه من الرذائل.


قيم عملية؛ تتعلق بما يصدر عن المكلف من أقوال وأفعال وعقود وتصرفات،


وهي على نوعين:


أ- العبادات؛ ويقصد بها : تنظيم علاقة الإنسان بربه.


ب -المعاملات؛ ويقصد بها: تنظيم علاقات المكلفين ببعضهم.


فنجد القرآن الكريم قد اعتنى - أيما عناية - بإرساء القيم الإيجابية في النفوس في كل ما يتعلق بالأنواع السابقة الذكر.


ومما يلاحظ في طريقة عرض القرآن للقيم أن القيم المتعلقة بالعبادات والأحوال الشخصية من المعاملات مُلْزِمَةٌ ثابِتَةٌ لأنها تتعلق بأمر تعبدي، لا مجال للعقل فيه ولا يتطور بتطور البيئات (١).


أما فيما عدا العبادات والأحوال الشخصية من المعاملات فتأتي القيم عامة لم يتعرض القرآن الكريم لتفصيلها أو الإلزام بأحكام معينة في كل جزئياتها؛ لأنها تتطور تبعاً لتغير البيئات والمصالح.


المصدر الثاني: السنة النبوية


إذا كان القرآن الكريم قد دعا إلى تمسك الإنسان بقيم عديدة، فالسنة النبوية التي هي المصدر الثاني من مصادر الإسلام تشريعاً ومنهجاً وطريقاً لم تخل هي أيضاً من شرح وبيان وتفصيل لكثير من هذه القيم التي جاءت في القرآن الكريم فقد فسرت السنة وبينت مراد القرآن منها ؛ بل كما أنه جاءت في السنة تشريعات لم تأت في القرآن فكذلك جاءت في السنة قيم لم ينص عليها القرآن مباشرة؛ مثل قيمة الاستشفاء، فالقرآن لم ينص صراحة على طلب الاستشفاء؛ لكن جاء في السنة النبوية عدد من الأحاديث تطالب المسلم بالاهتمام بصحته وأن يبذل لذلك كل ما يمكنه؛ مثل قول النبي ﷺ : تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءٌ ... (۲)؛ لذا قال العلماء: إنَّ التداوي من التوكل.


وسنرى في حديثنا التفصيلي عن القيم العليا أو القيم الحضارية كثيراً من الأحاديث التي تشرح بعض القيم الإسلامية وتبينها.


المصدر الثالث: الفقه الإسلامي وقواعده وأصوله


يعد الفقه الإسلامي مصدراً من مصادر القيم بما أنتجه من قواعد أصولية وفقهية تربى عليها المسلمون عصراً بعد عصر ؛ إذ القواعد الكلية والفرعية قيم ومبادئ يسير عليها الفقيه المسلم.


فالقواعد الكلية الكبرى مثل : قاعدة (الأمور بمقاصدها)، و(اليقين لا يزال بالشك)، و (العادة مُحَكَّمة)، و (المشقة تجلب التيسير)، و(لا ضرر ولا ضرار)، تعد هذه القواعد وأمثالها قيماً مهمة عند الفقيه والمشرع، بل هذه القواعد متفق عليها عند المذاهب الأربعة (١)، فلا يستطيع أحد تجاوزها في بناء حكم فقهي أو شرعي، وهي - من جانب آخر - قيم إنسانية رائعة، يحافظ بها الإنسان - لو عمل قاضياً أو مشرعا أو فقيها - على حقوق الناس أجمعين في التقاضي وفي التشريع وفي الفتوى.


والقواعد الفَرْعِيَّة مثل : قاعدة لا يُنسب لساكت قول)، و(ما أُبيح لضرورة يتقدر بقدرها)، و (ما جاز لعذر بطل بزواله)، و (الأصل براءة الذمة)، و(المعروف بين التجار كالمشروط بينهم)، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح)؛ فكل تلك القواعد وغيرها تُعَدُّ قيما عليا - بلا شك - للمسلمين عموماً، ولمن يتولى أمور التشريع وصياغة أحكام الفقه بصفة أخص.


وكذلك ما نتج عن تلك القواعد من فقه وفهم لعلماء المسلمين المعتبرين يعد أيضاً مصدراً للقيم عند المسلمين، فالمسلم يحترم ويقدر العلماء العاملين والمربين الواعين الذين أناروا بالفهم الصحيح للإسلام الطريق أمام جهور الآمة، فكانوا - بلا ريب - قدوة ومثلاً يحتذى في الممارسة والتطبيق بعد المصطفى .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

**آداب مع الله ...

**آداب مع الله عز وجل:** طيوه فإن تهتدو كل على فضل الله عز وجل معرفة بحسن الاختيار ولله على الله قم...

الأرضيات الذكية...

الأرضيات الذكية المنتجة للطاقة هي تقنية حديثة تهدف إلى تحويل الطاقة الحركية الناتجة عن حركة المشاة إ...

من المؤسف أن ال...

من المؤسف أن البعض يقلل من Zahide بسبب نجاحها على تيك توك، لكن هذا ناتج عن الحقد والغيرة. يجب على هؤ...

المبحث الأول: ا...

المبحث الأول: المصالحة في الجرائم الجمركية أصبحت فكرة المصالحة الجمركية سائدة، حيث فرضت نفسها ...

خضع الأردن للان...

خضع الأردن للانتداب البريطاني، وكان سمو الأمير عبد االله بن الحسين المؤسس قد زار بريطانيا أواخر 192...

في ظل الوضع الح...

في ظل الوضع الحالي لمنهجية التحسين، وقدرة مبادئ الإنتاج الرشيق على معالجتها، بالإضافة إلى البساطة ال...

أسس وفلسفة التر...

أسس وفلسفة التربية الرياضية: الفصل الأول الفلسفة هي دراسة الأسئلة الأساسية المتعلقة بالوجود، الحقيقة...

Introduction ...

Introduction The nervous system coordinates the activities of many other organ systems. It activat...

(I) ALYAHAR KG...

(I) ALYAHAR KG, a co-educational government school in Alyahar Al Ain outskirts, serves KG1-KG2 with...

عندما باشرت آن ...

عندما باشرت آن الذهاب إلى المدرسة في اليوم الأول من شهرايلول. راقبتها ماريلا وصدرها يعتلج بالوساوس ا...

تعد الاسرة المك...

تعد الاسرة المكون الاساسي للمجتمع والذي هو عبارة عن مجموعة من الاسر المترابطة فيما بينها, و التي تتق...

أولاً: تعريف ال...

أولاً: تعريف القيم الإسلامية القيم جمع قيمة، والقيمة في اللغة: القدر. وقَوَّمْتُ السِّلْعَةَ : ثَمّ...