لخّصلي

خامسا: الاستطلاع
1.5 مقدمة
ثمة عمل استطلاعي في كل دراسة بغض النظر عن إطارها المنهجي وهدفها. وفي بعض الحالات يكون هذا العمل أساسيًا يساعد في صوغ الفرضيات و/ أو تحديد المفاهيم إجرائيا. وفي حالات أخرى تشكل الدراسة الاستطلاعية جزءا رئيسًا من البحث، كما هو الحال في بعض أشكال البحث النوعي. وتُجرى الدراسات الاستطلاعية عادة عندما لا تتوافر معلومات كافية عن موضوع الدراسة حيث يكون صوغ الفرضيات والتعريفات الإجرائية صعبا أو مستحيلا. علاوة على ذلك، تجرى الدراسات الاستطلاعية لأسباب محددة (9) كما نشاهد في الإطار 5.6.
2.5 أنواع الدراسات الاستطلاعية
تتخذ الدراسات الاستطلاعية أشكالاً عدة وفقا لطبيعة الدراسة الرئيسة وهدف البحث، أفراد الدراسة الوضع الراهن للمعرفة في ميدان البحث، هدف الدراسة الاستطلاعية. وبصفتها تمهيدًا لدراسة كمية، تتخذ الدراسة الاستطلاعية أحد الأشكال الآتية (10):
مراجعة الدراسات السابقة
مقابلات مع خبراء في الميدان تحليل دراسات حالة
الإطار 5.6
لماذا الاستطلاع؟
الجدوى: يُظهر الاستطلاع ما إذا كان الموضوع قابلا للدراسة وجديرا بها وذا جدوى.
التعرف: تعرف الدراسة الاستطلاعية الباحث بالسياق الاجتماعي للبحث، وتوضح له العلاقات
والقيم والمعايير والعوامل ذات الصلة وطرائق البحث.
أفكار جديدة قد تساعد الدراسة الاستطلاعية في توليد أفكار جديدة وآراء ووجهات نظر حول
موضوع البحث، وتعد هذه الأمور مهمة في سيرورة البحث.
صوغ الفرضيات توضح الدراسة الاستطلاعية ما إذا كانت المتغيرات مرتبطة بعضها ببعض،
وإذا
كان الأمر كذلك يوضح الاستطلاع شكل هذا الارتباط واتجاهه ودرجته.
التحديد الإجرائي للمفاهيم يساعدنا الاستطلاع في تحديد المفاهيم إجرائيا وذلك بتوضيح بنيتها وتحديد المؤشرات.
يستخدم معظم مشروعات البحث أكثر من شكل من أشكال الدراسات
الاستطلاعية، خصوصا مراجعة الدراسات السابقة. وعندما نستخدم أكثر من
طريقة للدراسة الاستطلاعية نكون قد بدأنا الخطوة الأولى في عملية الاستطلاع.
وتساعدنا مراجعة الدراسات السابقة في تقرير ما إذا كنا في حاجة إلى مزيد من
الاستطلاع، وفي تحديد نوع الدراسة الاستطلاعية المطلوبة.

• مراجعة الدراسات السابقة
  يتضمن هذا النوع من الاستطلاع تحليلا ثانويا للمعلومات المتاحة والمنشورة
  بشكل ما. وقد يكون دراسة في موضوع البحث وحده، بهدف جمع البيانات عن بنية الموضوع وعملية البحث والعلاقات، وبهذا تزداد معرفة الباحث بموضوع
  البحث وتتعزز صدقية المشروع.
  فضلا عن ذلك، قد تساعدنا هذه المراجعة في ربط الدراسة السابقة بالدراسة
  الحالية. وقد تكون الدراسة السابقة ذات منحى تحليلي تاريخي أو مقارن الموضوع الدراسة، وهذا يضع الدراسة الحالية في سياق تاريخي. أخيرا، قد تشتمل الدراسة السابقة على مراجعة لنظرية أو طرائق وأساليب بحثية ملائمة للدراسة الحالية،
  حيث يستطيع الباحث الاطلاع على طرائق الباحثين الآخرين في معالجة الموضوع
  و تقويم مدى ملاءمتها وفاعليتها.
  تقليديا، تراجع الدراسات السابقة في المكتبة، ويسمى هذا النوع أحيانًا
  البحث المكتبي. وقد أدى ابتكار الإنترنت إلى توسيع دائرة البحث بإضافة المكتبة
  الافتراضية، وبذلك لم تتسع حدود المكتبة فحسب بل أصبح البحث أسهل
  وأسرع.


• مقابلة الخبراء: يتضمن هذا النوع من الاستطلاع مقابلات مع خبراء لديهم معرفة جوهرية وتمرس في ميدان البحث. وقد تكون خبراتهم غير منشورة لكنها
  ملائمة لموضوع البحث، ولا يمكن الحصول عليها إلا بهذه الطريقة.
  دراسة الحالة: عندما تكون
  المعلومات التي جمعها الباحث من خلال مراجعة الدراسات السابقة ومقابلة الخبراء غير كافية، يلجأ الباحث إلى جمع
  معلومات مباشرة من خلال دراسة بعض الحالات، حيث يختار حالات معينة
  ملائمة لموضوع بحثه ويدرسها من أجل جمع بيانات للدراسة الرئيسة.
  من الجدير بالملاحظة أن دراسات الحالة، باعتبارها مفهوما، يمكن أن تكون
  تصميم بحث كما يمكن أن تكون طريقة لجمع البيانات. أما اعتبارها تصميما
  للبحث فيلائم الدراسات النوعية، في حين تستخدم الطريقة لجمع البيانات في الدراسات الكمية الاستطلاعية. وسنناقش هذين النوعين من دراسة الحالة لاحقا.