خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
والصلاة والسلام على خير الأنام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان واهتدى بهديهم إلى يوم البعث والمقام، فحيا هلا بكم معشر طلبة العلم في هذا اللقاء المبارك من ضمن لقاءات ليسير في وكما تعلمون بارك الله فيكم أنه لا بد لطالب العلم وخصوصا طالب علم التفسير من زاد يسير به في طريق الطلب، وإن من خير ما يتزود به طالب العلم في علم التفسير زاد المسير لأبي الفرج بن الجوزي عليه رحمة الله. بالكتاب الذي هو محل التعريف أن نتناوله من وجوه تسع، أما الوجه الأول فهو التعريف بالمؤلف، فالمؤلف هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القراشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي ينتهي نسبه إلى أبي بكل أبو الفرج ابن الجوزي نسب أحد أجداده وهو جعفر إلى محلة بالبصرة تسمى فرضة الجوز، وقيل كانت في داره في واسط جوزة لم يكن بواسط جوزة ولد المؤلف رحمه الله في بغداد سنة عشر وخمسمائة، ولما بلغ سن التمييز حافظ القرآن على يد شيخه أبي الفضل محمد بن ناصر الفقيه اللغوي، وقد كان أبو الفرج رحمه الله مجدا في طلب العلم منكبا على وكان في الجملة على معتقد السلف وإن كان لهم خالفات وخصوصا وكان حنبلية المذهب في الفروع إضافة إلى زهده في الدنيا وتقلوله كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، رجب في الذيل حيث يقول الأخير ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف، بمقبرة باب حرب في الجانب الغربي من بغداد عند أبيه، بالقرب من الإمام أحمد رحمة الوجه الثاني التعريف بالمؤلف، عرف المصنف رحمه الله بكتابه في المقدمة، فذكر أن علم القرآن هو أشرف العلوم، والفهم لمعانيه أوف الفهم، على كتابة كتاب في التفسير، لكنه قبل شروعه فيه سبر المصنفات التي سبقته، وصغير لا يستفاد كل المقصود عنه، سطرت يداه هذا الكتاب الذي وصفه بقوله، بهذا المختصر اليسير منطويًا على العلم الغزيري، وذكر أنه قد بالغ في اختصار لفظه، وقد أكد على ذلك في نهاية الكتاب، فلا يعتقدن من رأى اختصارنا أننا أقللنا، فقد أشرنا بما ذكرنا إلى ما تركنا ودللنا، فليكن الناظر في كتابنا متيقظاً لما أغفلنا، فإنا ضمننا الاختصار معنيه للمراد، انتهى كلامه رحمه الله ثم إنه قد نص على تسمية هذا الكتاب في مقدمته، وَوَسَمْتُهُ بِزَادِ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ وكذلك فعل في آخر الكتاب، حيث قال تَمَّ الْكِتَابُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ فَهَذَا آخِرُ زَادِ الْمَسِيرِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْإِنْعَامِ الْغَزِيرِ انتهى كلامه رحمه الله وذكر تسمية التسمية أيضاً في مواضع أخر من كتبه، استهل خطبة الكتاب بما ذكرنا أعقبها بعدة فصول، والفرق بين التفسير والتأويل، وعرّج على مدة نزول القرآن ومنها إلى الخلاف في أول ثم ختم ذلك ببيان طريقته في الكتاب، فإن أبا الفرج بن الجوزي عليه وكان كثير التصانيف حتى قال عنه الذهبي ما عرفت أحداً صنّف ما صنّف، وكتبه معروفة مشهورة وكان المصنّف رحمه الله يدرك أن في كتب التفسير المتقدمة ما يحوي أحاديث باطلة، فاشتغل بتهذيب علم التفسير عن الأغاليط، نواسخ القرآن ونتج عن هذا التهذيب أن كتب في التفسير أربعة كتب رأى فيها التدرج في فألف المغني في التفسير وهو كتاب كبير، بكتاب متوسط الحجم وهو كتاب لهذا زاد المسير، وقال عن هذين الكتابين في لفتة الكبد وما ترك المغني وزاد المسير لك حاجة في شيء من التفسير، الأريب في تفسير الغريب ثم قال كما في مقدمة النواسخ، مع كونها مهذبة عن خللها، انتهى كلامه رحمه الله. فإن كتاب زاد المسير كتاب متوسط، قد بالغ المصنف رحمه الله في وكان قد فعل ما فعل بغية حفظه، كما أشار إلى ذلك في المقدمة ومن هنا فقد بالغ العلماء في الاحتفاء به، خصوصاً تقي الدين الحفيد شيخ الإسلام، فهو من أعظم مصادره في التفسير، وسنبين ذلك إن شاء الله لاحقاً ويعد هذا السفر من الكتب المتميزة في جمع الأقوال وتحريرها، وعليه يعتمد كثير من المتأخرين في إرادة الأقوال تعالوا إلى الوجه الرابع المتعلق بمصادر المؤلف في تفسيره، وهو كما ذكر عنه الذهبي في تجلى أثر ذلك في تنوع مصادره وتعدد مشاربه وسيكون حديثنا هنا وكالمعتاد عن مصادره في التفسير، ومصادر أبي الفرج في الزادي، الوقوف على كلام أولئك الأسلاف، ومن مصادره أيضاً ما نقله مباشرةً عن مشايخه. فإذا ذهبت تنظر إلى مصادره في لغة القرآن، فقد نقل عن الخليل بن أحمد، وعلى رأسها معاني الفراء والزجاج بمزيد عناية حتى أضحيا من أهم مصادر المؤلف مضيفا إليهما مجاز أبي عبيدة وغريب ابن قتيبة ويتبع ذلك بقية كتب المعاني كمعاني الأخفشي وأبي جعفر للنحاس ويلحق بهم كتب ابن الأمذاري في عراب القرآن أو في بيان المشكل وأضف إلى ما سبق كتب أبي عبيد القاسم بن سلام على الجميع رحمة الله. أما في مجال توجيه القراءات فكتاب الحجة لأبي علي الفارسي وكتاب الكشف عن وجوه القراءات لمكي بن أبي طالب على رأس القائمة. وفي مجال النسخ كتاب الناسخ والمنسوخ لهبة الله ابن سلامة وكثيرا ما يصردح المسنف به. أما في مجال التفسير فقل ما شئت من كتب التفسير سواء من كتب المتقدمين الأوائل أو من منتبعهم فيكن تفسير مقاتل حاضر بين يديك مضيفا إليه تفسير الطبري والكشف والبيان للثعلبي والوسيطة والبسيطة لأبي الحسن الواحدي وكثيرا ما يصردح المؤلف باسم الواحدي قائلا علي بن أحمد النيسابوري ولا تنس أن تعرج على كتاب النكة والعيون للماوردي فكثيرا ما يذكر ابن الجوزي أقوالا ويعزوها له وهي في الغالب من المحتملات التي ذكرها الماوردي. وثم تمصادر مفقودة أكثر ابن الجوزي من النقل عن أصحابها كنقله مثلا عن أبي سليمان الدمشقي ونقله عن أبي يعلى الفراع كذلك نقل أبو الفرج بن الجوزي عن مشايخه مباشرة وسماه فنقل عن أبي منصور الجواليقي وأكثر عنه ونقل كذلك عن شيخه أبي الحسن الزاغوني وعادة ما يسميه فيقول شيخنا علي بن عبيد الله ونقل كذلك عن أبي محمد الخشاب وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهم هذه أبرز مصادر أبي الفرج بن الجوزي. أما الوجه الخامس وهو بيت القصيد وهو الذي يتعلق بأبرز معالم الكتاب ومنهج مؤلفه فيه فأشرنا فيما سبق أن كتاب الزاد من الكتب المتوسطة وأن مصنفه قصد بتأليفه تقريب هذا الفن لطالبيه وإن من أبرز معالم الكتاب ومنهج مؤلفه فيه:
يتقدم بين يدي السورة بذكر مقدمات يذكر فيها غالبا نوع السورة ويذكر فضلها
المعنى الإجمالي وبيان المفردات الغريبة وربما توسع في ذلك مع تعريجه على النسخ
أقوال المفسرين في الآية معتنيا بذكر القراءات وتوجيهها وليس له في ذلك ترتيبيسدر مواطن الاتفاق بقوله قال المفسر أما مواطن الاختلاف فكان حريصا على
أحيانا تصرف في لفظها أو نقلها بالمعنى وهذا أمر مهم ينبغي أن يتنبه له كل من
ينقل عنه أقوال المفسرين والسلف على وجه الخصوص. 4. يتعرض لذكر المسائل الفقهية ويعتلي بذكر مذهب الحنابلة وأحيانا يصرح بقوله وهذاالأحيان كما أنه يريد شيئا من قصص السيرة عند الآيات المناسبة لها وهذا أمر
بدهي بالنسبة للمؤلف خاصة إذا علمت أنه من من اشتغل بجمع الأخبار ولا أدل على
ذلك من كتابه المنتظم. 6. يكثر في زاد المسير من أسلوب الفنقلة وكثيراً ما يستخدمه المصنف رحمه الله في
الإجابة عن إشكالات يريدها أو نكة يكشف عنها. 7. وقد قال عن نفسه في المنتظم في أحداث سنة سبعين وخمسمائة قال وفي يوم السبت
أذكر في كل مجلس منه آيات من أول الختمة على الترتيب إلى أن تم فسجدت على
المنبر سجدة الشكر وقلت ما عرفت أن واعظاً فسر القرآن كله في مجلس الوعظ منذ
نزل القرآن فالحمد لله المنعم انتهى كلامه رحمه الله. 8. لا يكذر المؤلف ما فسره قبل وإذا مر بما قد فسره أحال إليه وهذا من أهم مقاصد
المؤلف التي سعى إليها وهي الاختصار. إذا تقرر هذا فإننا سنتقل للوجه السادس المتعلق بأهم مزايا الكتاب فإن من أهم ما
يميز كتاب من الجوزي عليه رحمة الله ثلاث مزايا:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ذو الجلال والإكرام، والطول والإنعام، أحمده
سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، والصلاة والسلام على خير الأنام، النبي الأمي،
صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، وعلى آله وصحبه أولنها
والأحلام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان واهتدى بهديهم إلى يوم البعث والمقام، أما
بعد.
فحيا هلا بكم معشر طلبة العلم في هذا اللقاء المبارك من ضمن لقاءات ليسير في
التعريف بكتب التفسير. وكما تعلمون بارك الله فيكم أنه لا بد لطالب العلم وخصوصا
طالب علم التفسير من زاد يسير به في طريق الطلب، وإن من خير ما يتزود به طالب العلم
في علم التفسير زاد المسير لأبي الفرج بن الجوزي عليه رحمة الله. وهذا الكتاب موضع
دراستنا في هذا اللقاء، وقد جردت العادة في مثل هذه اللقاءات أن نتناول التعريف
بالكتاب الذي هو محل التعريف أن نتناوله من وجوه تسع، وهذا أوان الشروع فيها.
أما الوجه الأول فهو التعريف بالمؤلف، فالمؤلف هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي
بن عبيد الله القراشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي ينتهي نسبه إلى أبي بكل
الصديق رضي الله عنه وارضاه. أبو الفرج ابن الجوزي نسب أحد أجداده وهو جعفر إلى
محلة بالبصرة تسمى فرضة الجوز، وقيل كانت في داره في واسط جوزة لم يكن بواسط جوزة
سواها. ولد المؤلف رحمه الله في بغداد سنة عشر وخمسمائة، ونأش أيتيما حيث توفي
والده وله من العمر نحو ثلاث سنين، ولما بلغ سن التمييز حافظ القرآن على يد شيخه
أبي الفضل محمد بن ناصر الفقيه اللغوي، وسمع منه الحديثة وكان يحمله إلى الشيوخ
يسمعه الكتب الكبار، وقد كان أبو الفرج رحمه الله مجدا في طلب العلم منكبا على
تحصيله صاحب همة عالية، وكان في الجملة على معتقد السلف وإن كان لهم خالفات وخصوصا
في باتبه الصفات. وكان حنبلية المذهب في الفروع إضافة إلى زهده في الدنيا وتقلوله
منها، بيد أنه كان معتداً بنفسه، كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية، وابن
رجب في الذيل حيث يقول الأخير ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم
وكثرة الدعاوة، ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف، والله يسامحه، انتهى كلامه، توفي
عليه رحمة الله ليلة الجمعة في الثاني عشر من رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن
بمقبرة باب حرب في الجانب الغربي من بغداد عند أبيه، بالقرب من الإمام أحمد رحمة
الله على الجميع.
الوجه الثاني التعريف بالمؤلف، عرف المصنف رحمه الله بكتابه في المقدمة، ومهد لذلك
بمقدمات، فذكر أن علم القرآن هو أشرف العلوم، والفهم لمعانيه أوف الفهم، ولذلك عزم
على كتابة كتاب في التفسير، لكنه قبل شروعه فيه سبر المصنفات التي سبقته، فوجدها ما
بين كبير قد يأس الحافظ منه، وصغير لا يستفاد كل المقصود عنه، ومتوسط قليل الفوائد
عدم الترتيب. ولما كان الأمر كذلك، سطرت يداه هذا الكتاب الذي وصفه بقوله، فأتيتك
بهذا المختصر اليسير منطويًا على العلم الغزيري، وذكر أنه قد بالغ في اختصار لفظه،
وذلك لحكمة كان يرجوها، وهي تسهيل حفظه، وقد أكد على ذلك في نهاية الكتاب، حيث قال
فلا يعتقدن من رأى اختصارنا أننا أقللنا، فقد أشرنا بما ذكرنا إلى ما تركنا ودللنا،
فليكن الناظر في كتابنا متيقظاً لما أغفلنا، فإنا ضمننا الاختصار معنيه للمراد، وقد
فعلنا، انتهى كلامه رحمه الله ثم إنه قد نص على تسمية هذا الكتاب في مقدمته، فقال
وَوَسَمْتُهُ بِزَادِ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ وكذلك فعل في آخر الكتاب،
حيث قال تَمَّ الْكِتَابُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ فَهَذَا آخِرُ زَادِ
الْمَسِيرِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْإِنْعَامِ الْغَزِيرِ انتهى كلامه رحمه
الله وذكر تسمية التسمية أيضاً في مواضع أخر من كتبه، ثم إنه رحمه الله بعد أن
استهل خطبة الكتاب بما ذكرنا أعقبها بعدة فصول، تحدث فيها عن فضيلة علم التفسير،
والفرق بين التفسير والتأويل، وعرّج على مدة نزول القرآن ومنها إلى الخلاف في أول
وآخر ما نزل من القرآن، ثم ختم ذلك ببيان طريقته في الكتاب، والتي سيأتي بيانها إن
شاء الله عند الحديث عن منهجه.
أما الوجه الثالث، والذي يحمل قيمة الكتاب العلمية، فإن أبا الفرج بن الجوزي عليه
رحمه الله من الأئمة المتفننين في العلوم، وكان كثير التصانيف حتى قال عنه الذهبي
في السير، ما عرفت أحداً صنّف ما صنّف، وقد صنّف في القراءات، والتفسير، وعلوم
القرآن، والغريب، والناسخ، والمنسوخ، والوجوه، والنظائر، وكتبه معروفة مشهورة وكان
المصنّف رحمه الله يدرك أن في كتب التفسير المتقدمة ما يحوي أحاديث باطلة، وأراء
فاسدة، فاشتغل بتهذيب علم التفسير عن الأغاليط، وهذا ما صرّح به في مقدمة كتابه
نواسخ القرآن ونتج عن هذا التهذيب أن كتب في التفسير أربعة كتب رأى فيها التدرج في
علم التفسير، فألف المغني في التفسير وهو كتاب كبير، وذكر أنه يقفي عن جنسه، وأردفه
بكتاب متوسط الحجم وهو كتاب لهذا زاد المسير، وقال عن هذين الكتابين في لفتة الكبد
وما ترك المغني وزاد المسير لك حاجة في شيء من التفسير، انتهى كلامه، ثم إنه جمع
كتاباً دون الزاد، وسمّاه تيسير البيان في علم القرآن، ثم اختصره بعد في تذكرة
الأريب في تفسير الغريب ثم قال كما في مقدمة النواسخ، وأرجو أن تغني هذه المجموعات
عن كتب التفسير، مع كونها مهذبة عن خللها، سليمة من زللها، انتهى كلامه رحمه الله.
إذا تقرر هذا، فإن كتاب زاد المسير كتاب متوسط، قد بالغ المصنف رحمه الله في
تحريره، واختصار لفظه، وكان قد فعل ما فعل بغية حفظه، كما أشار إلى ذلك في المقدمة
ومن هنا فقد بالغ العلماء في الاحتفاء به، وفي حفظه، واستظهاره، وكان آل تيمية
أحفياء به، خصوصاً تقي الدين الحفيد شيخ الإسلام، فهو من أعظم مصادره في التفسير،
وكثيراً ما يصدر عنه، وسنبين ذلك إن شاء الله لاحقاً ويعد هذا السفر من الكتب
المتميزة في جمع الأقوال وتحريرها، وعليه يعتمد كثير من المتأخرين في إرادة الأقوال
وحكايتها.
تعالوا إلى الوجه الرابع المتعلق بمصادر المؤلف في تفسيره، لما كان ابن الجوزي عليه
الرحمة الله ضليعاً في التفسير، وله فيه اليد الطولة، وهو كما ذكر عنه الذهبي في
السير بقوله وكان بحراً في التفسير، تجلى أثر ذلك في تنوع مصادره وتعدد مشاربه
وسيكون حديثنا هنا وكالمعتاد عن مصادره في التفسير، ومصادر أبي الفرج في الزادي،
منها ما وصل إلينا مطبوعاً، ومنها ما هو في عداد المفقود، وهذا أمر مهم وذلك في
الوقوف على كلام أولئك الأسلاف، ومن مصادره أيضاً ما نقله مباشرةً عن مشايخه.
فإذا ذهبت تنظر إلى مصادره في لغة القرآن، فقد نقل عن الخليل بن أحمد، وسيبويه،
وقطربة، والمبرد، وثعلب، والأزهري، وابن فارس، وجماعة، وقد حظيت كتب معاني القرآن
وعلى رأسها معاني الفراء والزجاج بمزيد عناية حتى أضحيا من أهم مصادر المؤلف مضيفا
إليهما مجاز أبي عبيدة وغريب ابن قتيبة ويتبع ذلك بقية كتب المعاني كمعاني الأخفشي
وأبي جعفر للنحاس ويلحق بهم كتب ابن الأمذاري في عراب القرآن أو في بيان المشكل
وأضف إلى ما سبق كتب أبي عبيد القاسم بن سلام على الجميع رحمة الله.
أما في مجال توجيه القراءات فكتاب الحجة لأبي علي الفارسي وكتاب الكشف عن وجوه
القراءات لمكي بن أبي طالب على رأس القائمة. وفي مجال النسخ كتاب الناسخ والمنسوخ
لهبة الله ابن سلامة وكثيرا ما يصردح المسنف به. أما في مجال التفسير فقل ما شئت من
كتب التفسير سواء من كتب المتقدمين الأوائل أو من منتبعهم فيكن تفسير مقاتل حاضر
بين يديك مضيفا إليه تفسير الطبري والكشف والبيان للثعلبي والوسيطة والبسيطة لأبي
الحسن الواحدي وكثيرا ما يصردح المؤلف باسم الواحدي قائلا علي بن أحمد النيسابوري
ولا تنس أن تعرج على كتاب النكة والعيون للماوردي فكثيرا ما يذكر ابن الجوزي أقوالا
ويعزوها له وهي في الغالب من المحتملات التي ذكرها الماوردي.
وثم تمصادر مفقودة أكثر ابن الجوزي من النقل عن أصحابها كنقله مثلا عن أبي سليمان
الدمشقي ونقله عن أبي يعلى الفراع كذلك نقل أبو الفرج بن الجوزي عن مشايخه مباشرة
وسماه فنقل عن أبي منصور الجواليقي وأكثر عنه ونقل كذلك عن شيخه أبي الحسن الزاغوني
وعادة ما يسميه فيقول شيخنا علي بن عبيد الله ونقل كذلك عن أبي محمد الخشاب وأبي
الفضل محمد بن ناصر وغيرهم هذه أبرز مصادر أبي الفرج بن الجوزي.
أما الوجه الخامس وهو بيت القصيد وهو الذي يتعلق بأبرز معالم الكتاب ومنهج مؤلفه
فيه فأشرنا فيما سبق أن كتاب الزاد من الكتب المتوسطة وأن مصنفه قصد بتأليفه تقريب
هذا الفن لطالبيه وإن من أبرز معالم الكتاب ومنهج مؤلفه فيه:
إذا تقرر هذا فإننا سنتقل للوجه السادس المتعلق بأهم مزايا الكتاب فإن من أهم ما
يميز كتاب من الجوزي عليه رحمة الله ثلاث مزايا:
الوجه السابع أهم المآخذ على الكتاب من أهم ما يأخذ على ابن الجوزي رحمه الله في
هذا الكتاب كلامه في تأويل الصفات والضرابه فيه وهذه قضية قد أنكرها عليه أئمة أهل
السنة ممن عاصره وجاء بعده حتى أرسلت إليه رسائل خاصة بهذا الشأن تناقشه وتنصحهم
فيه ولذلك يقول تقي الدين ابن تيمية عليه رحمه الله عنه في هذه القضية إن أبا الفرج
نفسه متناقض في هذا الباب لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات انتهى كلامه
رحمه الله وبنحوه قال ابن رجب وقال الذهبي في السير فليته لم يخف في التأويل ولا
خالف إمامه.
ثانيا مما يؤخذ عن المصنف إراده لبعض الأحاديث المنكرة دون التنبيه عليها وهو إمام
له مشاركة وباع في علم الحديث.
ثالثا فيما يتعلق بإراد الأقوال فإنه في بعض الأحايين لا يستوعب خلاف المفسرين في
الآية وإذا ذكر بعض أقوال المفسرين فإنه قد يهم في نسبة بعضها لأصحابها.
الوجه الثامن أثرهم في من بعده لما كان هذا السفر بهذه المكانة السامقة بين كتب
التفسير اعتنى به العلماء أيما عناية وأصبح قبلة يثوبون إليها ومن أبرز أولئك
العلماء أبو عبد الله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن وتقي الدين ابن تيمية عليه
رحمة الله وعليه استدراكات وتعقبات ويعد الزاد من أهم مصادر شيخ الإسلام في التفسير
بل كان آل تيمية جميعهم أحفياء بهذا الكتاب كما ذكر ذلك ابن رجب في الدين ومن من
أفاد من ابن الجوزي كذلك أبو حيان الأندلسي في البحر وابن القيم في مواضع من كتبه
وابن كثير في تفسيره وكذلك في البداية والنهاية والسمين الحلبي في الدر المصون وابن
عادل في اللباب وابن رجب الحنبلي في مواضع من كتبه وكذلك الزركشي في المرهان وابن
حجر في العجاب وغيرها من كتبه وكذلك الخازن في تفسيره والبقاعي في نظم الدرر وكذلك
في مصاعد النظر والسيوطي في الإتقان وغيره وأبو السعود في الإرشاد والشهاب الخفاجي
في حاشيته وكذلك الألوسي في الروح وجماعة من المفسرين.
أما الدراسات العلمية المعاصرة فلم تترك جانبا من الجوانب إلا وكتبت فيه فكتب في
منهجه في التفسير ودرست ترجيحاته وأراؤه وجمعت المسائل الفقهية التي عرضها في كتابه
ودرست التساؤلات التي أوردها وكذلك درست المشكل عنده وغير ذلك مما هو مشهور وذكور
في كشافات الرسائل والبحث غير أن أقول إن ثم تجوانب عديدة في هذا الكتاب بحاجة إلى
دراسة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الباحثين لإبرازها والكتابة عنها.
خاتمة عقد هذه الوجوه يتمثل في الوجه التاسع وهو في طبعات الكتاب طبع تفسير ابن
الجوزي عليه الرحمة الله عدة طبعات وأجودها طبعتان:
وبعد فهذا السفر من أفضل الأسفار التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يحرص على اقتنائه
والقراءة فيه وأن يتزود منه في سيره في طلب علم التفسير وتزودوا فإن خير الزاد
التقوى فجز الله أبا الفرج خير الجزاء على ما كتب وجعل ذلك ذخرا له يوم لقاه وقفر
لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات والله تعالى أعلم وأجل وهو حسبنا ونعم
الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
إيميل A FORMAL EMAIL که تحمل From: Antonio Ricci [[email protected]] The Priory Language Sch...
لم يتفق الباحثون على تعريف جامع للشيخوخة، وذلك لأنها ليست من الظواهر الثابتة التي تحدث في المراحل ال...
وتناولت دراسة (فياض، والزائدي 2009) الأزمة المالية العالمية وأثرها على أسعار النفط الخام، تناولت بش...
تعتبـــر التغذية الصحية مهمة جدا خلال الســـنتين الاولى من عمر الطفل حيث يتطور النمو العقلي والجســـ...
ﻦ ﷲ، إﻻ إﻟﮫ ﻻ ﯾﺎﻣﻮﺳﻰ: ﻗُﻞ ْ ﻗﺎل: ﺑﮫ، وأدﻋُﻮك َ أذﻛﺮُك َ ﺷﯿﺌًﺎ ﻋَﻠﱠﻤﻨﻲ ؟ ھﺬا ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻋ ِ ﺒﺎدِك َ ﻛﻞ ﱡ ...
معايير التقييم الأساسية المهارة النسبة الفهم السمعي 20% التعبير الشفهي 25% القراءة والفهم 20% الكت...
التحسّس المبكّر لأمراض الكلى ضروري لمنع أو تأخير تطور المرض إلى مراحله النهائية. يشتمل التشخيص المبك...
عـهـدنـا كـنـزنـا حلم سـيـنــمـو فـينـا درب طـويــل و عـزمـنـا جــبـال فــيـنــا اهـدؤوا و ابـدؤو...
تحسن معدلات النجاة عالميًا: بفضل برامج التطعيم، وتحسن الرعاية الصحية الأولية، وانخفاض معدل الفقر. ...
. أوبين فلم إطا الوية واماعلى الإساة غير عاوية زى بلغ الزاع ر الهدة والتظيم تجلد خاضأو لأحكام القانو...
I have a request: whenever we make an appointment and it's an automated call reminder about the appo...
• في الدعائم ذات البنية المغلقة أو الشكل المصمت، يقتصر التحلل غالباً على السطح الخارجي، ما يؤدي إلى ...