لخّصلي

يلخص هذا النص مفهوم التربية البدنية والرياضية، بدءًا بتعدد مفاهيمها عند العلماء رغم اتفاقهم على كونها جزءًا لا يتجزأ من التربية العامة، وهدفها تكوين فرد صالح بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا وانفعاليًا من خلال النشاط البدني. يقدم النص عدة تعريفات للتربية البدنية والرياضية من قبل علماء متخصصين، موضحًا اختلافها بحسب فلسفة كل مجتمع، لكنها جميعًا تتفق على أهميتها في التنمية الشاملة للفرد. ثم يحدد النص أهداف التربية البدنية والرياضية، بما في ذلك التنمية العضوية، وتنمية القدرات والمهارات الحركية، والتنمية النفسية والعقلية والاجتماعية والخلقية والجمالية، بالإضافة إلى ترويح أوقات الفراغ. وأخيرًا، يوضح النص خصائص التربية البدنية والرياضية من الناحية المعرفية والتربوية والاجتماعية والصحية والنفسية، مشيرًا إلى تنوع الأنشطة الرياضية واختلاف متطلباتها النفسية. باختصار، يبرز النص أهمية التربية البدنية والرياضية في التكوين المتكامل للفرد والمجتمع، متجاوزًا الجانب البدني البحت ليشمل جوانب نفسية وعقلية واجتماعية.

1. مفهوم التربية البدنية والرياضية: لقد تعددت مفاهيم التربية البدنية والرياضية عند العلماء ورغم وجود اختلاف في شكلها فإن مضمونها واحد لم يتغير فالتربية البدنية والرياضية جزء متكامل من التربية العامة وميدان تجريبي هدفه تكوين الفرد الصالح واللائق من الناحية البدنية والعقلية والجسمية والانفعالية وذلك عن طريق ألوان من النشاط البدني المتكامل.
   وهي جزء متكامل من التربية العامة بحيث تعتمد على الميدان الترويحي لتكوين الأفراد عن طريق ألوان من النشاطات البدنية والرياضية المختلفة، وتعمل على تحسين بدن الفرد ومكوناته من جميع الجوانب العقلية والنفسية والخلقية والصحية لضمان تكوينه وتطويره وانسجامه في مجتمعه ووطنه.


2. تعريف العلماء للتربية البدنية والرياضية: تختلف تعاريف التربية البدنية والرياضية باختلاف فلسفة كل مجتمع من عالمنا الذي نعيش به، فلم يتفق أخصائي التربية البدنية والرياضية على مفهوم واحد مشترك حول مفهوم التربية البدنية والرياضية، ومن هذا المبدأ إليكم بعض التعريفات الخاصة بهذا المصطلح:

• 
  

  تعريف لوبوف: بأنها عملية تربوية وتطويرية لوظائف الجسم من أجل وضع الفرد في حالة تكييف حسن للحالات الممارسة. ومن بريطانيا ذكر بيرت أرنولد بأنها ذلك الجزء المتكامل من العملية التربوية التي توافق الجوانب البدنية والعقلية والاجتماعية والوجدانية لشخصية الفرد بشكل رئيسي عبر النشاط البدني الرياضي.

  
  


• 
  

  تعريف كوبسكي وكوزليك: التربية البدنية والرياضية جزء من التربية الشاملة، والتي تهدف إلى تكوين المواطن عقليا، وبدنيا، وانفعاليا، واجتماعيا، بواسطة عدة أشكال وأنواع من النشاطات البدنية والرياضية.

  
  


• 
  

  تعريف روبرت بوبان: هي مجموعة النشاطات المختارة لتحقيق وإشباع حاجات الناس العقلية والنفسية في سبيل تحقيق النمو المتكامل للإنسان.

  
  


• 
  

  تعريف عبد الفتاح لطفي: هي صورة من صور التربية، وأسلوب حياة لا بد أن يعيشه الفرد حتى تبعث في روحه مشاعر الرضا، والارتياح، والتفاؤل.

  
  


• 
  

  تعريف كويل: عملية اجتماعية تُستخدم لتغيير سلوكيات الكائن البشري واستثارة اللعب لديه من خلال ممارسة الأنشطة العضلية المختلفة.

  
  


• 
  

  تعريف كونر فيري: هي ذلك الجزء من التربية العامة الذي يتم عن طريف النشاط الذي يستخدم الجهاز المركزي لجسم الانسان والذي ينتج عنه أن يكسب الفرد الاتجاهات السلوكية.
  من خلال التعريفات السابقة للتربية البدنية والرياضية نجد أنها جزء مكمل للجانب التربوي الإنساني، ومجموعة من النشاطات التي تعتمد على العضلات والحركات المختلفة للجسم من أجل كسب خبرات سلوكية حياتية، وهي مجموعة من الأساليب الفنية والنظريات والقيم التي تهدف إلى كسب القدرات البدنية والمهارات الحركية.
  كما أن معنى التربية البدنية والرياضية لا يقتصر فقط على التكوين البدني الجسمي، بل يتعداه إلى التكوين من الجوانب العقلية والخلقية والاجتماعية والسياسية، كما أنها جز بالغ الأهمية من التربية العامة، بحيث أنها تنمي الفرد اجتماعيا ونفسيا وعقليا بطريقة صحيحة، وهذا ما يثبت أن أهدافها تتعدى كونها ذات أبعاد بدنية جسمية بحتة.

  
  

3. أهداف التربية البدنية والرياضية:

• التنمية العضوية: تهتم التربية البدنية والرياضية في المقام الأول بتنشيط الوظائف الحيوية للإنسان من خلال اكسابه اللياقة البدنية والقدرات الحركية التي تعمل على تكييف أجهزة الانسان البيولوجية ورفع مستوى كفايتها الوظيفية واكسابها الصفات التي تساعد الانسان على القيام بواجباته الحياتية.


• تنمية القدرات والمهارات الحركية: من أهم أغراض التربية البدنية والرياضية تنمية الصفات البدنية الأساسية للفرد، كالقوة العضلية والحيوية وتبعث في النفس أمل الحياة للإنسان وبهجته وسعادته.
  كما يعتبر الاهتمام بالمهارات الحركية وتطويرها وتحسين الأداء الحركي من خلال التمارين الرياضية، من أهم الجوانب التي توليها حصة التربية البدنية والرياضية اهتماما بالغا، فالتنمية الشاملة للقدرات البدنية والحركية يعتبر المطلب الذي يجب تحقيقه في الحصة.


• التنمية النفسية: تلعب التربية البدنية والرياضية دورا كبيرا في الصحة النفسية وتعتبر عنصرا هاما في تكوين الشخصية الناضجة السوية كما أنها تعالج الكثير من الانحرافات النفسية بغرض تحقيق التوازن النفسي، كما أنها تربي الطفل على الجرأة والشجاعة والثقة بالنفس والصبر والتحمل.


• تنمية القدرات المعرفية: من الأكيد أن النشاط البدني والرياضي يعزز نمو الجانب المعرفي، لأن الأنشطة البدنية والرياضية تساعد التلميذ على تحسين قدراته الإدراكية والتفكير التكتيكي خاصة في الألعاب الجماعية وهذا ما يحتم عليه معرفة القوانين والخطط وطرق اللعب وتاريخ اللعبة، فهذه الجوانب لها طبيعة معرفية.


• التنمية العقلية: يشير غرض التنمية العقلية إلى تجميع المعارف وتفسيرها وأوجه النشاط البدني، لذلك فهناك حاجة إلى التفكير من جانب الجهاز الذهني وينتج عن ذلك اكتساب المعرفة وهذا يؤدي إلى أن يملك الفرد قدرة أكبر على الوصول إلى قرارات حكيمة ويستطيع التفريق بين الخطأ والصواب، ويستطيع أن ينمي إحساسه بالقيم وتنمية اليقظة والمقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة.


• التنمية الاجتماعية والخلقية: يرى العلماء أن الفعاليات الرياضية تتم في مجالات اجتماعية عديدة وبهذا الاتجاه فإنها تظهر واحدة من العناصر الضرورية للتطور الحضاري والاجتماعي في المجتمع مما يؤكد أهمية التربية البدنية بصفتها أداة فعالة في عملية الإعداد المتكامل للفرد والمجتمع، كما أن التربية البدنية والرياضية وسيلة وليست غاية حيث تسمح بتطوير سلوكيات التلميذ في مظاهره المعفية، الحركية، والاجتماعية كما تحقق للتلميذ الشعور بالمسؤولية والصرفات التي تخدم الصالح العام.


• التنمية الجمالية: بحيث تتيح الخبرات الجمالية الناتجة عن ممارسة النشاط الرياضي قدرا من المتعة والبهجة، كما أنها توفر فرص التذوق الجمالي والأداء الحركي المميز في الأشكال المختلفة، كالرياضة والفنون الشعبية، والعروض الجمالية للتمرينات والجمباز.


• الترويح وأنشطة الفراغ: تتيح المشاركة في البرامج الرياضية فرص التنفيس عن مشاعر التوتر والشد العصبي التي أصبحت تلازم الحياة اليومية المعاصرة.


• كما أن أهداف التربية البدنية والرياضية لا تنحصر في تكوين وبناء الجسـم فقط، كما هو شائع في كثير من الأوساط.
  بل تتدخل بشكل مباشر، وتساهم بقسط وافر في تنمية وتطوير الشخصية بكل أبعادها (الحسية الحركية المعرفية، العلائقية). شأنها شأن المواد الأخرى، فهي موجهة لتكوين المواطن الواعي، المسؤول والمثقف.
  ويتمثل هذا في التحكم في التصرفات وتنظيم السلوكات والمساهمة الفعالة في بناء المشاريع والخطط وهو ما يبرز فيما يلي:
   البعد المعرفي: معرفة مدى قدرته وتحكمه في جسمه ومحيطه وضبط حركاته.
   البعد العلائقي: المساهمة البناءة وضمان الجماعة والمبادرة للأعمال الصالحة.
   البعد التنفيذي: التحكم في حركاته وتوزيع مجهوداته حسب الموقف.

4. خصائص التربية البدنية والرياضية:
   للنشاط البدني والرياضي خصائص عدة نذكر منها:

• من الناحية المعرفية: تجعل قاموسه اللغوي يزداد ثراء، وتدفع به إلى التحكم في مدلول القيم والمفاهيم من خلال الممارسة، وتجعله يتعرف ويتابع بشغف الأحداث الرياضية الوطنية والدولية.


• من الناحية التربوية: نظام يستثمر الغريزة الفطرية المتمثلة في اللعب لبلوغ أهداف تربوية في شكلها، ثقافية اجتماعية في جوهرها.


• من الناحية الاجتماعية: تساعد على إعداد الفرد لحياة متزنة وممتعة، وتمكنه من التكيف مع الجماعة والوسط الذي يعيش فيه، وتدعم العلاقات الودية بين الأفراد، كما أنها تبرز قيمة احترام الغير حتى ولو كان خصما منافسا.


• من الناحية الصحية: تساعد التربية البدنية والرياضية على نمو وتطور القدرات البدنية والنفسية والحركية والفكرية، وعند بذل الجهد أثناء الممارسة تساعد على التخلص من التوترات والضغوطات الانفعالية، وتساعد على اكساب الأجهزة الحيوية قدرة على أداء مهامها والمداومة على بذل المجهود.
  ويمكن تلخيص أهم الخصائص المرتبطة بممارسة النشاط البدني والرياضي فيما يلي:


• النشاط البدني الرياضي عبارة عن نشاط اجتماعي وهو تعبير تلقائي عن متطلبات الفرد والمجتمع.


• له أثر واضح أثناء الفوز أو الهزيمة وما يرتبط بكل منهما من النواحي السلوكية الواضحة.


• يحتوي النشاط البدني والرياضي على عدة مزايا مفيدة تساعد الفرد على التكييف مع محيطه ومجتمعه، حيث يستطيع إخراج مكبوتاته والاستراحة من حالات عالقة في ذهنه.


• يختلف النشاط الرياضي عن النشاط اليومي العادي للإنسان من ناحية المتطلبات والأعباء البدنية والنفسية، فالمجهود البدني الكبير المرتبط بالنشاط الرياضي يؤثر على سير العمليات النفسية للفرد لأنه يحتاج لدرجة عالية من الانتباه والتركيز.


• إن النشاط يحمل في طياته" الطابع التنافسي" وذلك بالنسبة لرياضة المستويات العالية التي يهدف فيها الفرد إلى الوصول لأعلى مستوى ممكن في نوع النشاط الرياضي التخصصي، ويعتبر بعض العلماء، أن كل نشاط بدني له صيغة اللعب ويتضمن تنافسا مع الذات أو مع الغير، أو مواجهة مع العناصر الطبيعية فهو رياضة.
  كما أن للنشاط البدني والرياضي خصائص نفسية نذكر منها:
  هنالك الكثير من الأنشطة الرياضية المتعددة والمتنوعة، ولكل نشاط رياضي خصائصه النفسية التي ينفرد ويتميز بها عن غيره من أنواع الأنشطة الرياضية الأخرى سواء بالنسبة لطبيعة أو مكونات أو محتويات نوع النشاط، أو بالنسبة طبيعة المهارات الحركية أو القدرات الخططية التي تشمل عليها أو بالنسبة لما يتطلبه النشاط من عمليات عقليا عليا (كالإدراك والتصور والتذكر والتفكير والانتباه) أو بالنسبة لما ينبغي أن يتميز به اللاعب من سمات نفسية معينة (كالتعاون والشجاعة وقوة الإرادة كالتصميم وضبط النفس والمثابرة).
  وقد حاول بعض علماء النفس الرياضي تصنيف النشطة الرياضية إلى مجموعات طبقا لمتطلباتها النفسية وكانت كما يلي:


• أنشطة رياضية تتطلب لتوافق ما بين" اليد والعين" الرماية.


• أنشطة رياضية تتطلب التوافق الكلي للجسم(الجمباز).


• أنشطة رياضية تتطلب تعبئة طاقات الجسم المختلفة القوة والتحمل السباحة الدراجات.


• أنشطة رياضية ترتبط باحتمال إصابة الملاكمة المصارعة.


• أنشطة رياضية تتطلب توقع حركات أخرى.