لخّصلي

" إن التعليم ليس شيئا يصنعه المعلم، بل إنها عملية طبيعية تنمو في الكائن البشري تلقائيا ولا يتم التوصل إليها عن طريق الإصغاء بالكلمات، بل بفضل الخبرات التي يقوم بها من خلال العمل في محيطه." (مونتيسوري، 2007، ص 209) بعد أن درست بالتفصيل فلسفة مونتيسوري، سوف يساعدك ذلك على الفهم والعمل على وحدات المنهاج الدراسي بحيث تصبح على دراية بالمواد وكيفية استخدامها. تحتوي المواد والأنشطة على قيمة في حد ذاتها، ولكن هذه القيمة محدودة إذا كان نهج مونتيسوري (روح الفلسفة دون عمق في كل جانب من جوانب الحياة اليومية في الحضانة. ما هي مبادئ التدريس الرئيسية (التربوية) والمبادئ الفلسفية التي يقوم عليها نهج مونتيسوري؟ يتوجب علينا كمعلمون مونتيسوري أن نثق في إمكانات كل طفل، نتقبل أن الأطفال يأتون إلينا مع مهارات حياتية يومية وقدرات مختلفة ومتفاوتة. فعلى سبيل المثال، معرفة كيفية استخدام الملعقة للأكل مهارة الكثير من الأطفال قادرون عليها، كما يتمكن الأطفال التعرف على بعض الألوان والحيوانات، لأنهم غالبا ما يعرفون أصواتها وأسمائها من خلال بيئتهم إذا علينا أن ننظر إلى الطفل ليس كلوحة أو صحيفة فارغة، بل يجب أن نحترم الطفل، ونفهم أن كل طفل هو فرد مستقل بذاته.كما يوجب علينا بكلمات مونتيسوري أن نقوم بمتابعة الطفل وذلك من خلال توفير بيئة مهيأة للوصول به إلى قدراته وإمكاناته الكاملة في جميع مجالات النمو، وليس فكريا حيث بناء هذه البيئة المهيأة بما يتناسب مع وأن نوفر البيئة التي تعزز شعور الطفل بالانتماء ما تسميه الدكتورة ماريا مونتيسوري باستخدام مصطلح "التماسك الاجتماعي" والاحترام. وتؤكد مونتيسوري بأنه يجب علينا أن نعد أنفسنا روحيا ومهنيا على حد سواء من خلال الدراسة والتدريب حتى على دراية تامة وتعاطف تجاه اهتمامات واحتياجات كل العملية مهمة لأن:
١)الأطفال بحاجة إلى صقل مهاراتهم الحالية واكتساب مهارات جديدة.
٢)الأنشطة نفسها ليست مهددة لأن المواد مألوفة لهم من بيناتهم المنزلية.
٣)الأنشطة تعطي الطفل الأمن العاطفي عند دخوله لأول مرة بيئة جديدة غير مألوفة.
٤)مدعمة بفلسفة مونتيسوري.
جميع أنشطة المهارات الحياتية لها أهداف محددة وواضحة، ترتبط عادة مع مهارات معينة يقوم الطفل على تطويرها أو تحسينها باستخدام المواد المخصصة. كما تشمل جميع هذه الأنشطة تقريبا على أهداف غير مباشرة منها: الاستقلال، والتركيز، والمهارات الاجتماعية، والنظام. ترتبط هذه الأهداف غير المباشرة مع فلسفة مونتيسوري سواء بالنظر إلى الفترات الحساسة، أو الدافع الداخلي (هورمي) أو بناء الانضباط الذاتي، كلها تؤدي إلى نمو الإرادة والقدرة على الطاعة. إنه الدليل الذي يدفع الطفل ليصبح عضوا متمكنا في المجتمع.

الطفل الذي يدخل حضانة مونتيسورية في سن سنتين وإلى ثلاث سنوات من العمر يكون على اعتاب المرحلة الثانية من العقل الماص، حيث يكون الكثير من البناء الداخلي للطفل قد تم. وبدأت أنانية الطفل تزول (انظر وحدة الفلسفة وأصبح الآن قادرا على فهم احتياجات الآخرين، سواء أن كانوا أطفالا أو كبار. تعتبر هذه بداية المرحلة الواعية للعقل الماص، والمرحلة الجنينية الاجتماعية، عندما يمر الطفل بالفترة الحساسة للنمو الاجتماعي. تساند القواعد الأساسية في احترام البيئة والنفس والآخرين في هذه الفترة، ويمكن لهذه القواعد الأساسية تحديد السلوكيات المقبولة في البيئة. إن دورة النشاط انظر) في وحدة (الفلسفة تعزز مفهوم الاحترام من خلال احترام احتياجات الآخرين وذلك بتنظيف مكان العمل وإرجاع النشاط إلى المكان المخصص إكمال دورة النشاط).

عندما يصبح الطفل واعيا اجتماعيا، تدعم مهارات أنشطة الحياة اليومية ليصبح الطفل جزءا من مجتمع الحضانة الروضة. التمارين التي تشمل الاحترام والمجاملة أمثلة واضحة وكذلك مهارات النظافة والرعاية الشخصية، والاهتمام بالبيئة، بالإضافة إلى المشاركة وانتظار الدور (تأجيل الإشباع الفوري - أنظر في وحدة نمو الطفل). إن قدرة الأطفال في العمل ضمن هذه الحدود من السلوكيات الملائمة اجتماعيا يسهل التماسك الاجتماعي المذكور أعلاه. عندما يدرك الأطفال ما هو المتوقع منهم يمكنهم من السيطرة على تصرفاتهم من أجل رفاه الجميع، وهذا مؤشر لتطور الإرادة التي يكون فيها الطفل في بداية قدرته على التسامي وضع احتياجات الآخرين أولا قبل رغباته واحتياجاته الخاصة. هذا هو أساس قدرة الطفل على الطاعة.

لدى الأطفال رغبة فطرية للقيام بالأشياء لأنفسهم، فيقول "ساعدني لأساعد نفسي". تسمي مونتيسوري هذا الدافع الداخلي الذاتي بـ (هورمي). إذا لم نعي ونعمل على تسهيل هذ الدافع الداخلي للطفل، فإننا نحبط مساعيه، الأمر الذي سيؤدي إلى انحراف الطفل عن المسار الطبيعي للنمو. فمن خلال عرض الأنشطة الحياتية للأطفال وتمكينهم في استخدامها، سيتمكن الأطفال من نقل المهارات المكتسبة إلى أنشطتهم اليومية مثل صب العصير أو الماء، وقطع الثقة بقدراتهم الخاصة للبدء في أخذ زمام المبادرة في كل من العمل والفكر. الفواكه، وتنسيق المائدة، لبس وخلع الملابس تعزز هذه المهارات استقلالية الأطفال واعتمادهم على أنفسهم ومنحهم
الثقة بقدراتهم الخاصة للبدء في أخذ زمام المبادرة في كل من العمل و الفكر.
تؤكد مونتيسوري إن الأطفال يميلون للنظام من الولادة. إن النظام الخارجي المعتمد على ثبات ووضوح الروتين
يعزز النظام الداخلي. فالأطفال بحاجة إلى معرفة أن الأشخاص والبيئة متاحة وثابتة. هذا يمكن الأطفال من استيعاب وبناء فهمهم للعالم مما يؤثر على أمنهم العاطفي. عندما يفهم الأطفال" "ما هو متوقع منهم" فأنهم يتصرفون على غراره النظام الخارجي أمر حيوي يعمل على تمكين الطفل لبناء المعرفة عن العالم مع وجود ضبط الخطأ في بعض الأنشطة وخاصة تلك التي تعمل واحد إلى واحد مثل الأقفال والمفاتيح والبراغي والعزاقات)، يكون الطفل قادر على النجاح في النشاط من خلال التجربة والخطأ ويعمل على الفرضيات عن طريق ربط حجم البرغي، على سبيل المثال، مع حجم العزاق.

صقل المهارات الحركية هي أحد الجوانب الرئيسية في المهارات الحياتية وذلك من خلال تعامل الأطفال مع الأدوات المستخدمة في هذه الأنشطة. الأطفال الصغار حساسون للحركة، لذا يستمتعون بالقيام بالنشاطات، وليس بالضرورة الوصول إلى الهدف أو النتيجة النهائية. اكتساب المهارات الجديدة تعزز من احترام الطفل لذاته وتشجعه على المحاولة للقيام بأنشطة جديدة، وتحفز تطوير المبادرة والاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة.
عندما يشارك الأطفال في الأنشطة، وفي الكثير من الأحيان تكرار النشاط مرارا، فهذا يبدي السيطرة على حركتهم حتى أن تصبح الحركة نفسها فعل انعكاسي لم يعد يتطلب جهد معرفي - بذلك يعمل العقل والجسم معا في ونام. مع المشاركة المتكررة يقضي الأطفال فترات طويلة من الوقت منهمكين في مختلف الأنشطة، وهكذا تزيد نسبة التركيز. فالتركيز والسيطرة هما جوانب من الانضباط الذاتي، لذا فإنه من خلال الجهود المبذولة يبدأ الأطفال التعزيز الإرادة.