لخّصلي

تقوم حياة المجتمعات على حاجات متعددة ومتنوعة ولتلبية هذه الحاجات يُبنى الاقتصاد. وكلما تطورت المجتمعات وتحسن مستواها المعيشي تنوعت حاجاتها وزاد الطلب عليها ، وبذلك ينشط اقتصادها ويتطور. فما هذه الحاجات؟ وكيف يسهم الاقتصاد في تلبيتها ؟

أولا : الحاجات أساس الاقتصاد

١ - تنوع الحاجات البشرية
صنف الاقتصاديون الحاجات البشرية أصنافا عديدة
منها تصنيف ماسلو. وتنقسم هذه الحاجات إلى:
أ- حاجات أساسية مشتركة بعضها مادي كالحاجة إلى الغذاء والسكن والكساء ، وبعضها الآخر معنوي كالحاجة إلى الأمن والحماية والانتماء والتجديد والاكتشاف. ويتجه الإنسان إلى إشباع حاجاته وصولا إلى تحقيق الذات.
ب - حاجات ثانوية غير مشتركة: وهي حاجات تظهر
مع تطور المجتمعات وتحسن مستواها المعيشي، ومنها ما هو مادي كالسلع الاستهلاكية مثل العطور، ومنها ما هو غير مادي كالترفيه. وكلما أشبع الإنسان حاجة سعى إلى تحقيق التي تليها في سلم أولوياته. وليحقق الإنسان هذه الحاجات بأنواعها ابتكر الوظائف والأعمال

۲ - تطور الوظائف الملبية للحاجات
لا مجال أمام الإنسان لتلبية حاجاته سوى العمل والإنتاج. ولما أصبحت هذه الحاجات متنوعة ومتعددة كان عليه أن يتخصص في وظيفة محددة، ويتبادل السلع والخدمات، ففي الماضي كان التبادل يُنجز بوساطة المقايضة وبعد ابتكار النقد أصبح ينجز بالبيع والشراء في السوق. ثم أصبح التخصص قاعدة الإنتاج سواء من حيث نوع المهنة كالتجارة والزراعة أو من حيث مستوى العمل كالتخطيط والتنفيذ ويتبع هذا التخصص في المؤسسات الاقتصادية الحديثة في الدول المتقدمة، حيث يقسم العمل إلى مهمات تتوافق مع العمل الآلي وسلاسل الإنتاج، وهو ما يسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج ورفع الإنتاجية وتحسين الجودة والحد من هدر الوقت. وكلما زاد التطور الاقتصادي والرخاء الاجتماعي تعددت الوظائف بتعدد الحاجات وتنوعت الاختصاصات وتعقدت ، وهذا ما يميز سوق العمل في الدول الصناعية عمّا في الدول النامية. ولتحقق المؤسسات المزيد من الإنتاج تولد عن طريق الدعاية المبرمجة حاجات جديدة لدى المستهلكين وغالبا ما تكون هذه الحاجات ثانوية ، كما تسهم الدعاية في تشغيل الآلاف من العاملين كالرسامين والصحفيين وعلماء النفس
والاقتصاد

٣- قيمة الحاجات ومفهوم السوق
يحدد العمل قيمة السلع والخدمات التي تتطلب مهارات وجهودا كبيرة، فيكون ثمنها مرتفعا في حين يكون ثمن السلع والخدمات البسيطة رخيصا . كما تتأثر هذه القيم بأوضاع السوق التي اتسع مفهومها في عصرنا الحاضر وأصبح يشمل مجموع العرض والطلب السلعة أو خدمة معينة، فإذا كان الطلب على سلعة أو خدمة معينة أكبر من العرض، فإن سعر هذه السلعة أو الخدمة يرتفع بما يتناسب مع حجم الطلب. وتنخفض أسعار هذه السلع والخدمات إذا كانت الكميات المعروضة أكبر من الطلب عليها ، وبذلك تتحرك أسعار السلع والخدمات وفقا للعرض والطلب، وهذا ما يعرف بآلية السوق. كما تشمل السوق عمليات التبادل التجاري بين الدول وترصد أجهزة الإعلام والمؤسسات التجارية الكميات المتوقع إنتاجها من السلع والخدمات، والطلب العالمي المتوقع وهو ما يسمح بتوقع تغيرات الأسعار وتجنب الخسائر. ونتيجة لذلك أصبح لكل إنتاج أساسي بورصة خاصة به مثل بورصة الذهب والنفط والقطن والحبوب والحديد والنحاس

ثانيا : الاقتصاد والمجال الجغرافي

۱ - قطاعات الاقتصاد
يقسم الاقتصاد إلى ثلاثة قطاعات أساسية هي:
أ- الزراعة وتشمل الإنتاج النباتي والحيواني والصيد
والموارد الغابية.
ب- الصناعة وتشمل الصناعة الاستخراجية والتحويلية والحرفية وصناعة مواد البناء.
ج- الخدمات وتشمل التجارة والمواصلات والمال والإدارة والسياحة وغيرها.
٢ - تشكل المجال الجغرافي
المجال الجغرافي هو الحيز من الأرض الذي نظمه الإنسان من أجل إنتاج سلعة أو خدمة معينة.
وتقسم المجالات الجغرافية إلى مجالات زراعية ومدينية.
٣- تماسك المجالات الجغرافية
تترابط المجالات الجغرافية على أنواعها بوساطة شبكات النقل والاتصالات، وعبر هذه الشبكات يُجرى تبادل السلع والخدمات والأموال والأشخاص ما بين مجال وآخر وفقًا لنظام معين ودون انقطاع، فكثافة التبادل في منطقة جغرافية معينة دليل واضح على تماسكها ووحدتها.