لخّصلي

كث��ا ما وجھ الدارسون ا�حدثون انتقادا��م إ�� ال��جمات العر�ية القديمة لكتاب“فن الشعر“ لأرسطو، ع�� اعتبار أ��ا لم تنقل بالأمانة اللازمة مقاصد المعلم الأول[1]. وقد �ان �ل هؤلاء مس�ح�ن بن�عة موضوعية تتنا�� مع طبيعة الأعمال الأدبية ال�ي تقوم ع�� أساس �عدد القراءات والتأو�ل. حيث يرى جورج �ادامر أن: ر�ما لم تخطر ببال مؤلفھ أو جمهوره المعاصر لھ . 2]“ ومن هنا نرى أن إعادة قراءة ترجمات الفلاسفة المسلم�ن لكتاب فن الشعر لأرسطو �� ضوء جماليات تضع تأو�لات الفلاسفة للمفاهيم الشعر�ة الأرسطية موضعها ال�حيح ، و�عيد النظر �� مسألة الأثر شروح الفلاسفة المسلم�ن لكتاب “ فن الشعر“ لأرسطو) . ع�� اعتبار أن هذه النظر�ات قد ركزت ع�� النصوص الإبداعية (الشعر�ة والن��ية) �� تحديد الأ�عاد التأو�لية لوقع النصوص ع�� القراء. فهذا �عا�ج المعا�ي، غ�� أن النقد يحتل م�انا وسطا ب�ن العلم والقراءة. إن علاقة النقد بالعمل �� علاقة المع�ى بالش�ل، �ستطيع الناقد أن يزعم أنھ ي��جم العمل، 3]“ وقد س�� (لو�ا�ش) إ�� تحطيم ا�حدود ب�ن النقد والإبداع �� نظر�تھ ال�ي ضم��ا كتابھ : ”الروح والأش�ال“. بل إنھ يصبح جزءا من الأعمال

كث��ا ما وجھ الدارسون ا�حدثون انتقادا��م إ�� ال��جمات العر�ية القديمة لكتاب“فن الشعر“ لأرسطو،
ع�� اعتبار أ��ا لم تنقل بالأمانة اللازمة مقاصد المعلم الأول[1]. وقد �ان �ل هؤلاء مس�ح�ن بن�عة موضوعية
تتنا�� مع طبيعة الأعمال الأدبية ال�ي تقوم ع�� أساس �عدد القراءات والتأو�ل. حيث يرى جورج �ادامر أن:
”العمل الأد�ي لا�ستنفده مقاصد مؤلفھ فبمجرد انتقال العمل الأد�ي من سياق ثقا�� أو تار��� إ�� آخر،
�ستخلص منھ معان جديدة، ر�ما لم تخطر ببال مؤلفھ أو جمهوره المعاصر لھ .[2]“
ومن هنا نرى أن إعادة قراءة ترجمات الفلاسفة المسلم�ن لكتاب فن الشعر لأرسطو �� ضوء جماليات
التلقي كما تبلورت عند أقطا��ا الألمان خاصة مع (ها�س رو�رت ياوس) و (وولف غا�غ إيزر). من شأ��ا أن
تضع تأو�لات الفلاسفة للمفاهيم الشعر�ة الأرسطية موضعها ال�حيح ، و�عيد النظر �� مسألة الأثر
الأرسطي �� البلاغة العر�ية بصفة عامة.
وقد �ع��ض مع��ض بأن نظر�ات التلقي قد لا يتلاءم مع طبيعة النصوص النقدية ، ال�ي نقار��ا هنا، و�� :
(شروح الفلاسفة المسلم�ن لكتاب “ فن الشعر“ لأرسطو) . ع�� اعتبار أن هذه النظر�ات قد ركزت ع��
النصوص الإبداعية (الشعر�ة والن��ية) �� تحديد الأ�عاد التأو�لية لوقع النصوص ع�� القراء.
والرد ع�� مثل هذا الاع��اض هو : أن النصوص النقدية لا تتلاءم مع الموضوعية العلمية، وأول قناعتنا ��
هذا الصدد ما ع�� عنھ (رولان بارث) بقولھ : ”ليس النقد هو العلم، فهذا �عا�ج المعا�ي، وذلك ينتجها. غ��
أن النقد يحتل م�انا وسطا ب�ن العلم والقراءة...إن علاقة النقد بالعمل �� علاقة المع�ى بالش�ل، ولا
�ستطيع الناقد أن يزعم أنھ ي��جم العمل، ولا �ستطيع ، خصوصا، أن يجعلھ أك�� وضوحا. و�ن �ل ما
�ستطيع أن يفعلھ أن يولد مع�ى �شتقھ من الش�ل.[3]“
وقد س�� (لو�ا�ش) إ�� تحطيم ا�حدود ب�ن النقد والإبداع �� نظر�تھ ال�ي ضم��ا كتابھ : ”الروح والأش�ال“.
حيث أكد أن النقد : “ لا ينحصر دوره �� مجرد الفهم والتحليل والتفس��، بل إنھ يصبح جزءا من الأعمال
الأدبية ال�ي لا تكتمل إلا بھ، ولا يمكن أن يحقق وجودا إلا ��ا[4].“
وقد دفع هذا التداخل ب�ن النقد والإبداع (تودوروف) إ�� أن : ”يق��ح �سمية النقاد الذين يبدعون نقدا
يصبح، هو بدوره، شكلا من أش�ال الأدب بالنقاد الكتاب. [5]“
و�صرح (لادم��ال) بأن م��جم النصوص الفلسفية، والعلوم الإ�سانية بصفة عامة، لا �ستطيع التخلص
من الأ�عاد الأدبية ا�خالصة المتخفية �� ثنايا هذه النصوص، ولا من الصعو�ات ال�ي �ع��ض �ل محاولة
ل��جم��ا. وهو الأمر الذي يرغمھ ع�� الاع��اف بأنھ �عا�ي أمام نص شعري، و�لا فأمام نص أد�ي.