لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

تُعرّف الأنثروبولوجيا الثقافية بأنها علم دراسة الإنسان كعضو في مجتمع ذي ثقافة خاصة، بما في ذلك قيمه، عاداته، نظامه، ولغته. تهتم بدراسة الثقافة الإنسانية، أساليب الحياة، والسلوكيات النابعة منها، سواءً في الشعوب القديمة أو المعاصرة. هدفها فهم الظاهرة الثقافية، عناصرها، عمليات التغيير والتمازج الثقافي، والخصائص المشتركة بين الثقافات، بالإضافة لدراسة المراحل التطورية للثقافات. تعتمد على التراث المكتوب والآثار، بالإضافة لدراسة الإنسان المعاصر ضمن إطاره الاجتماعي، متصلة بعلم اجتماع الثقافة الذي يحلل العلاقة بين أنماط الإنتاج الفكري والبنية الاجتماعية. تتضمن دراسة الأنثروبولوجيا الثقافية جانبين: دراسة متزامنة (في زمن واحد) ودراسة تتبعية أو تاريخية (عبر التاريخ)، حيث يُعنى علم الآثار بالدراسات التتبعية. ظهرت الأنثروبولوجيا الثقافية كفرع مستقل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بفضل جهود رواد مثل إدوارد تايلور. مرت بمراحل متعددة: مرحلة البدء (حتى نهاية القرن التاسع عشر) ركزت على رسم صورة عامة لتطور الثقافة، المرحلة التكوينية (1900-1915) ركزت على دراسة مجتمعات صغيرة، مرحلة الازدهار (1915-1930) شهدت كثرة البحوث والمناقشات، المرحلة التوسعية (1930-1940) شهدت اعتراف الجامعات بها، والمرحلة المعاصرة (منذ 1940) شهدت توسعًا عالميًا وظهور اتجاهات جديدة كالاتجاه القومي. تناولت الدراسات روادًا كتايلور، فريزر، ومالينوفسكي، كما غطت مواضيع متنوعة كالثقافة، الأنثروبولوجيا الاجتماعية والبيولوجية، اللغوية، الاقتصادية، السياسية، الطبية، دراسة الهوية، والأنثروبولوجيا التاريخية والبيئية والمعاصرة. تطرقت أيضًا إلى تأثير الثقافة على الشخصية، مستعرضة دراسات مارغريت ميد وروث بنديكت، بالإضافة لمناقشة مفهوم الثقافة والتحولات الاجتماعية، والتعريف بالهوية الثقافية ومكوناتها وأنواعها.


النص الأصلي

تعريف الأنثروبولوجيا الثقافية
تعرف الأنثروبولوجيا الثقافية - بوجه عام - بأنها العلم الذي يدرس الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع له ثقافة معينة. وعلى هذا الإنسان أن يمارس سلوكاً يتوافق مع سلوك الأفراد في المجتمع (الجماعة) المحيط به، يتحلى بقيمه وعاداته ويدين بنظامه ويتحدث بلغة قومه .
ولذلك، فإن الأنثروبولوجيا الثقافية : هي ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الثقافة الإنسانية، ويعنى بدراسة أساليب حياة الإنسان وسلوكاته النابعة من ثقافته وهي تدرس الشعوب القديمة، كما تدرس الشعوب المعاصرة (بيلز وهو يجر، 1976، ص (21) فالأنثروبولوجيا الثقافية إذن، تهدف إلى فهم الظاهرة الثقافية وتحديد عناصرها. كما تهدف إلى دراسة عمليات التغيير الثقافي والتمازج الثقافي، وتحديد الخصائص المتشابهة بين الثقافات، وتفتر بالتالي المراحل التطورية لثقافة معينة في مجتمع معين ولهذا استطاع علماء الأنثروبولوجيا الثقافية أن ينجحوا في دراساتهم التي أجروها على حياة الإنسان سواء ما اعتمد منها على التراث المكتوب للإنسان القديم وتحليل آثارها، أو ما كان منها يتعلق بالإنسان المعاصر ضمن إطاره الاجتماعي المعاش . وهذا يدخل - إلى حد بعيد فيما يسمى علم اجتماع الثقافة والذي يعني تحليل طبيعة العلاقة بين الموجود من أنماط الإنتاج الفكري، ومعطيات البنية الاجتماعية، وتحديد وظائف هذا الإنتاج في المجتمعات ذات التركيب التنضيدي أو الطبقي لبيب 1987، ص 24 (26 )
وتكون دراسة الأنثروبولوجيا الثقافية ذات جانبين:
الجانب الأول: هو الدراسة المتزامنة أو في زمن واحد أي دراسة المجتمعات والثقافات في نقطة زمنية من تاريخه.
الجانب الثاني : هو الدراسة التتبعية أو التاريخية وهو دراسة المجتمعات والثقافات عبر التاريخ. ومن الواضح أن علم الآثار يكرس نفسه للدراسات التتبعية، حيث يركز في الأساس على المجتمعات والثقافات القديمة، وكذلك على المراحل الغابرة من الحضارات الحديثة، وهو يحاول إعادة رسم صورة الأشكال الثقافية الماضية، وتتبع أثرها وتطورها عبر الزمان.


2 - نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية ومراحل تطورها :
لم تظهر الأنثروبولوجيا الثقافية كفرع مستقل عن الأنثروبولوجيا العامة، إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر . وربما يعود الفضل في ذلك إلى العالم الإنكليزي / إدوارد تايلور / الذي يعد من رواد الأنثروبولوجيا، والذي قدم أول تعريف شامل للثقافة عام 1871 في كتابه " الثقافة البدائية " . وقد مرت الأنثروبولوجيا الثقافية بمراحل متعددة، منذ ذلك الحين حتى وصلت إلى)Barnouw, 1977( ما هي عليه في العصر الحاضر
مرحلة البدية : وتمتد من ظهور هذه الأنثروبولوجيا وحتى نهاية القرن التاسع عشر. وكانت عبارة عن محاولات الرسم صورة عامة لتطور الثقافة منذ القدم، والبحث أيضاً عن نشأة المجتمع الإنساني.
وظهر في هذه الفترة إلى جانب العالم الإنكليزي / تايلور / ، العالم الأمريكي / بواز / الذي أخذ بالاتجاه التاريخي في دراسة الثقافات الإنسانية، وذلك من جانبين ؛ أولهما : إجراء دراسات تفصيلية لثقافات مجموعات صغيرة، كالقبائل والعشائر، ومراحل تطورها ..
وثانيهما : أجراء مقارنة بين تاريخ التطور الثقافي عند مجموعة من القبائل بغية الوصول إلى قوانين عامة أو مبادىء، تحكم نمو الثقافات الإنسانية وتطورها. وهذا ما يعطى أهمية للأنثروبولوجيا باعتبارها علماً له منهجيته الخاصة .
المرحلة الثانية : وتقع ما بين (1900- 1915م)، وتعد المرحلة التكوينية، حيث تركزت الجهود في الأبحاث والدراسات، على مجتمعات صغيرة محددة لمعرفة تاريخ ثقافتها ومراحل تطورها، وبالتالي تحديد عناصر هذه الثقافة قبل أن تنقرض . واستناداً إلى ذلك، جرت دراسات عديدة على ثقافة الهنود الحمر في أمريكا، وتوصل الباحث الأمريكي / وسلر / إلى أسلوب يمكن بوساطته من دراسة أي إقليم أو منطقة في العالم تعيش فيها مجتمعات ذات ثقافات متشابهة، أو ما أصطلح على تسميته بـ (المنطقة الثقافية ). وقد شبه / وسلر / المنطقة الثقافية بدائرة تتركز معظم العناصر الثقافية في مركزها، وتقل هذه العناصر كلما ابتعدت عن المركز.
المرحلة الثالثة : ونقع ما بين 1915 1930م) وتعد فترة الازدهار، حيث تميزت بكثرة البحوث والمناقشات في القضايا التي تدخل في صلب علم الأنثربولوجيا الثقافية، ولا سيما تلك الدراسات التي تركزت في أمريكا .
ويرجع ازدهار الأنثربولوجيا في تلك الفترة، إلى نضج هذا العلم ووضوح مفاهيمه ومناهجه وترافق ذلك بازدهار المدرسة التاريخية في أمريكا، وظهور المدرسة الانتشارية في إنكلترا، ولا سيما بعد الأخذ بمفهوم المنطقة الثقافية) الذي طرحه / وسلر / كإطار لتحليل المعطيات الثقافية وتفسيرها، والتوصل إلى العناصر المشتركة بين الثقافات المتشابهة.
المرحلة الرابعة : ومدتها عشر سنوات فقط، وتقع ما بين 1930 1940م). وعلى الرغم من قصر مدتها، فقد أطلق عليها الفترة التوسعية، حيث تميزت باعتراف الجامعات الأمريكية والأوروبية بالأنثروبولوجيا الثقافية كعلم خاص في إطار الأنثروبولوجية العامة وخصصت لها فروع ومقررات دراسية في أقسام علم الاجتماع في الجامعات.
وظهرت في هذه الفترة النظرية (التكاملية) التي تبناها / سابير / عالم الاجتماع الأمريكي، واستطاع من خلالها تحديد مجموعة متناسقة من أنماط السلوك الإنساني، والتي يمكن اعتمادها في دراسة السلوك الفردي، لدى أفراد مجتمع معين، حيث أن جوهر الثقافة هو في حقيقة الأمر، ليس إلا تفاعل الأفراد في المجتمع بعضهم مع بعض، وما ينجم عن هذا التفاعل من علاقات ومشاعر وطرائق حياتية مشتركة
وقد تأثرت الأنثروبولوجيا في هذه الفترة إلى حد بعيد بالأنثروبولوجيا الاجتماعية، ولا سيما في مفاهيمها ومناهجها، وذلك بفض الأبحاث التي قام بها كل من / مالينوفسكي وبراون / في مجالات الأنثربولوجيا الاجتماعية . المرحلة الخامسة : وهي الفترة المعاصرة التي بدأت منذ عام 1940، وما زالت حتى الوقت الحاضر. وتمتاز هذه المرحلة بتوسع نطاق الدراسات الأنثروبولوجية خارج أوروبا وأمريكا، وانتشار الأنثروبولوجيا الثقافية في العديد من جامعات الدول النامية، في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينينية. وترافق ذلك مع ظهور اتجاهات جديدة في الدراسات الأنثربولوجية، كان الاتجاه القومي في مقدمة هذه الاتجاهات الحديثة في الأنثروبولوجيا الثقافية، والذي يهدف إلى تحديد الخصائص الرئيسة للثقافة القومية. وقد أخذت بهذا الاتجاه الباحثة الأمريكية / روث بيندكيت / التي قامت بدراسة الثقافة اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية .
ويستى الاتجاه القومي في تقييم الثقافة : " الانطوائية القومية " والتي تعني: أن الانسان يفضل طريقة قومه في الحياة، على طرائق الأقوام الأخرى جميعها. تلك هي النتيجة المنطقية لعملية التثقيف الأولى، والتي يتفق بها شعور معظم الأفراد نحو ثقافتهم الخاصة، سواء أفصحوا عن هذا الشعور أو لم يفصحوا .
وتتجلى الانطوائية القومية لدى الشعوب البدائية بأحسن أشكالها ، في الأساطير والقصص الشعبية، والأمثلة والعادات اللغوية فأسطورة أصل العروق البشرية لدى هنود (الشيروكي) تعطينا مثالاً حياً عن الانطوائية القومية.
3-رواد الانثروبولوجيا:
إدوارد تايلور يُعدّ إدوارد تايلور المؤسس لعلم الأنثروبولوجيا الثقافيّة، وهو أكاديميّ، وباحث إنجليزيّ له العديد من الكتابات أهمّها كتاب الثقافة البدائيّة، حيثُ استطاع أن يوضح الصلة بين الثقافة والبيولوجيا، فاستحدث مفهومًا جديدًا في علم الأنثروبولوجيا الثقافية.[١] تهدف دراساته إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الصفات البيولوجيّة الظاهرة على جسم الإنسان، والبيئة الثقافيّة والاجتماعيّة التي ينشأ فيها، أي أنّه يُمكن للعلماء اكتشاف الأسباب التي أدت إلى أن يكون الإنسان على ما هو عليه في مجتمع ما.[١]
جيمس فريزر يُعتبر جيمس فريزر من أهمّ علماء الأنثروبولوجيا البريطانيين الكلاسيكيين، حيثُ درس في جامعة كامبريدج، وأسس لعلم الأنثروبولوجيا الاجتماعيّة، وهذا الفرع ذو صلة رئيسيّة بالأنثروبولوجيا الثقافيّة، كما يُعدّ كتابه "The Golden Bough" مرجعًا رئيسيًّا لكّل من أراد دراسة الأنثروبولوجيا عامةً، أو الاختصاص في فرع من فروعها.[٢]
مالينوفسكي يُعدّ العالم مالينوفسكي من أهمّ رواد علم الأنثروبولوجيا في القرن العشرين، ولم تقتصر دراساته على نطاق معين، بل قام بدراسات ميدانيّة أهمّها دراسته لشعوب أوقيانوسيا، كما اهتمّ في الأنثروبولوجيا الثقافيّة، والأنثروبولوجيا الاجتماعيّة، وذلك من خلال دراسته لثقافات الشعوب، فن الفلكلور، واللهجات.[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ من أهمّ الدراسات الأنثروبولوجيّة التي قام بها؛ دراسته لشعوب البحر منطقة الأبيض المتوسط، وذكرت المراجع أنه كان على صلة بالعالم جيمس فريزر.[٣]


4-مواضيع الانثروبولوجيا:
الأنثروبولوجيا هي علم دراسة الإنسان، وقد تطرقت إلى عدة مواضيع تتعلق بالسلوك البشري، الثقافة، تطور الإنسان، والمجتمعات البشرية عبر الزمن والمكان. تنقسم الأنثروبولوجيا إلى مجالات مختلفة، ومن أبرز المواضيع التي تناولتها:



  1. دراسة الثقافة (الأنثروبولوجيا الثقافية)
    تدرس الأنثروبولوجيا الثقافية التقاليد والعادات والممارسات الاجتماعية والرموز التي تشكل حياة الإنسان. تشمل دراسة الدين، الفنون، الأنظمة القانونية، التعليم، والقيم الاجتماعية.

  2. الأنثروبولوجيا الاجتماعية
    تركز الأنثروبولوجيا الاجتماعية على فهم الهياكل الاجتماعية والعلاقات بين الأفراد داخل المجتمعات. يتم التركيز على النظم الاجتماعية مثل الأسرة والطبقات الاجتماعية.

  3. الأنثروبولوجيا البيولوجية (الإنسانية)
    تركز على دراسة تطور الإنسان من خلال فحص التغيرات البيولوجية والمورثات الوراثية. تشمل تطور الدماغ، الجينات، والأنواع البشرية القديمة.

  4. الأنثروبولوجيا اللغوية
    تدرس العلاقة بين اللغة والثقافة، وتفحص كيفية تأثير اللغة على التفكير والسلوك الإنساني. تشمل أيضًا تطور اللغات وارتباطها بالجماعات الاجتماعية.

  5. الأنثروبولوجيا الاقتصادية
    تهتم بدراسة الأنظمة الاقتصادية في المجتمعات المختلفة، بما في ذلك التجارة، العمل، الإنتاج، والتوزيع. تناقش أيضًا تأثير العولمة على الاقتصاديات المحلية.

  6. دراسة الإنسان والتكنولوجيا
    دراسة تأثير التكنولوجيا على المجتمع البشري وسلوك الأفراد. تشمل هذه الدراسات تأثير الأجهزة الإلكترونية، الإنترنت، والذكاء الاصطناعي على الأفراد والجماعات.

  7. الأنثروبولوجيا السياسية
    دراسة السلطة والنفوذ، الهياكل السياسية، والنزاعات الاجتماعية. يتم التركيز على دراسة الدولة، القوى السياسية، والنظام القانوني.

  8. الأنثروبولوجيا الطبية
    دراسة تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على الصحة والمرض. تشمل كيفية تأثير الثقافات المختلفة على فهم الأمراض وعلاجها.

  9. دراسة الهوية
    تدرس الأنثروبولوجيا كيف يشكل الأفراد والجماعات هويتهم الشخصية والجماعية من خلال التفاعلات الاجتماعية والرمزية.

  10. الأنثروبولوجيا التاريخية
    تركز على دراسة الإنسان في سياقات تاريخية باستخدام الأدوات الأنثروبولوجية لتحليل التغيرات الثقافية والاجتماعية عبر الزمن.

  11. الأنثروبولوجيا البيئية
    دراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته الطبيعية. تشمل التفاعل بين المجتمعات البشرية والعوامل البيئية وتأثير التغيرات البيئية على السلوك البشري.

  12. الأنثروبولوجيا المعاصرة
    تركز على قضايا معاصرة مثل العولمة، الهجرة، القضايا البيئية، والنزاعات الثقافية والعرقية.
    5-الثقافة والشخصية:
    وضمن هذا الاتجاه، يمكننا الوقف على الدراسات التالية:
    دراسة "مارغريت ميد: "
    وجهت مار غربت مید (Margaret Mead أبحاثها حول الكيفية التي يتلقى بها الفرد ثقافته ونتائج ذلك على تكوين شخصيته، ومن أبرز أبحاثها في هذا الفعال بحث أجري على ثلاث مجتمعات في عينيا الجديدة وهم : الأرابيش المولد يقومور - الشبيلي
    إن الشخصية الذكرية والأنثوية التي نرى بأنها عالمية بسبب نظامها البيولوجي، لا توجد بنفس الكيفية، وذلك لارتباط كل مجتمع بنسق ثقافي معين في التربية فمثلا في المجتمع الأول الأرابيش كل شيء يظهر عندهم في الطفولة لبناء رجل وامرأة المستقبل كي يصبح كائنا هادئا، حساسا، خدوما (لا يفرقون بين الذكور والإناث على مستوى تكوين الشخصية)، بينما المجتمع الثاني: المونديقومور النظام (النسق) التربوي يدفع إلى المتنافس الذييصل إلى النزعة العدوانية سواء عند الذكور أو عند الإناث أو فيما بينهم.
    ففي النموذج الأول الأطفال مدللون Choyis ليس بينهم تمييز، أما في الثاني فقد تربوا بصعوبة لأنه لم يكن مرغوبا فيهم مهما كان جنسهم (ذكورا أم إناثا).
    هذان المجتمعان انتجا من خلال مناهجهما الثقافية نمطين من الشخصية المتناقضة، وبالمقابل لهما نقطة مشتركة لا يفرقان بين السيكولوجية الأنثوية والسيكولوجية الذكورية، بينما تجد العكس عند المجتمع الثالث الشمبيلي" يفكر مثلنا، ويرى بأن الجنسين يختلفان عن بعضهما من الناحية النفسية، فهم واثقون بأن طبيعة المرأة النشاط مع غيرها من النساء، فهي ملتزمة ومنبسطة، أما الرجل حساس، أقل ثقة بنفسه، بسهولة يغار عمن يشبهه، مهتم كثيرا بمظهره، كما أن النساء يمتلكن السلطة الاقتصادية التي تؤمن العيش الضروري للمجموعة، بينما الرجال يكرسون نشاط الهم الاحتفالية والجمالية التي تجعلهم دائما في تنافس مع بعضهم البعض. إن الحوار الخاص بمدى التمييز بين الذكور والإناث في دراستنا الميدانية يعكس اختلاف النقل الثقافي بين مناطق الجزائر سوف التطرق إلى ذلك لاحقا وبالتفصيل في الدراسة الميدانية لنرى مدى تناسب نظرية مارغريت عبد مع معطياتها الميدانية


دراسة "روث بنديكت"
لعل من الممارسات التطبيقية للعالمة " بنديكت " في الأنتربولوجيا النفسية هي دراستها التي قامت بها عن الثقافة والشخصية على ثلاثة قبائل: قبائل "زوني Zuni" في الجنوب الغربي بالولايات المتحدة، وهو شعب محافظ ومسالم ومتضامن بقوة مع بعضه بشكل عميق، كما يحترم الآخرين، وهو معتدل في التعبير عن مشاعره، ويمتاز أعضاؤه بالهدوء والوداعة والتألف وخير الهم من قبائل كواكيوتل Kwakiutl في الشمال الغربي من كنداء كنموذج من "هنود البلين" (Indiens Plaines)، وهو شعب طموح، فردي عدواني، بل وعنيف، ويتميل إلى التميز بالعاطفة الجياشة، وغير متحكمين في مشاعرهم، وهم يمتازون بالتطرف والنزوع إلى الانفرادية والميل إلى التنافس" وقبائل "دويو Dobu المالينيزية، وهم مشهورون بالتشكك والارتياب والميل إلى المشاحنات والمنازعات والعدوانية.
وقد لاحظت "بندكت أن ثقافات تلك القبائل طبعت حامليها بسمات معينة واستخدمت "بندكت" في مقارنتها بين تلك الثقافات وتأثيرها على الشخصية مفهومين هما: الأسلوب "الديونيزي" والأسلوب "الأبولوني". وبينت أن ثقافات أخرى ترتبط بهذين الأسلوبين (النموذجين)، وبينهما أنماط وسيطة. وهما مصطلحان يشيران إلى لطين مختلفين من أنماط الشخصية. فالشخصية الديونيزية أو ذات الأسلوب الديونيزي هي شخصية تتسم بالعنف والرغبة في تحطيم القيود والدخول في تجارب الفعالية عالية ومتطرفة مثلما في حالة السكر، وهذا هو طريق أصحابها للوصول إلى أكثر اللحظات قيمة في الوجود. أما الشخصية الأبولونية أي صاحبة الأسلوب الأبولوني فهي تبتعد عن العنف والإفراط، وهي متزنة الفعاليا، ولا تفقد وعيها عن طريق السكر، ولا تدخل في تجارب النفسية عميقة ممزقة.
وقد لاحظت "بنديكت" أن اتجاهات معظم قبائل الهنود الحمر نحو الحياة تقترب من الأسلوب الديونيزي الذي وجدته سائدا بين قبائل الكواكتيل، في حين أن نمط الشخصية الأبولونية وحدته سائدا في ثقافة الزوني، وبينت بذلك كيف تؤثر الثقافة في شخصية حامليها، وكيف أدى هذا التأثير إلى وجود نمطين مختلفين تماما من الشخصية الديونيزية والشخصية الأيونية.
6-المفهوم الثقافي والتحولات الاجتماعية
تعتبر الثقافة والتحولات الاجتماعية من المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع، حيث تسهم في فهم كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية على تشكيل المجتمعات. كما أن التحولات الاجتماعية تتضمن التغيرات التي تطرأ على الهياكل الاجتماعية وكيفية تفاعل الأفراد مع محيطهم.



  1. المفهوم الثقافي:
    الثقافة تشير إلى مجموعة من القيم والمعتقدات، الرموز، العادات، والتقاليد التي تتبعها جماعة معينة، وتعتبر أساسية في تشكيل الهوية الفردية والجماعية. الثقافة تُنقل عبر الأجيال من خلال التعليم والتواصل الاجتماعي. تشمل الثقافة عناصر متعددة مثل:
    • اللغة: أداة التواصل الرئيسية التي تحدد كيفية فهم الأفراد لمحيطهم.
    • العادات والتقاليد: هذه هي الممارسات اليومية التي تحدد سلوك الأفراد والجماعات.
    • الفنون: الأدب، والموسيقى، والفن، والتي تعكس القيم الثقافية والجمالية.
    • الدين: يمثل جزءًا مهمًا من الثقافة التي تحدد المعتقدات الروحية وتوجهات الأفراد.
    • الرموز الاجتماعية: مثل الشعارات الوطنية والعلم، التي ترمز إلى الهوية الثقافية.
    الثقافة تؤثر على الطريقة التي يرى بها الأفراد العالم وعلى سلوكهم داخل المجتمع.

  2. التحولات الاجتماعية:
    التحولات الاجتماعية هي التغيرات التي تحدث في بنية أو نظم المجتمع، ويمكن أن تشمل مجموعة متنوعة من الجوانب مثل:
    • التحولات الاقتصادية: مثل الانتقال من الاقتصاد الزراعي إلى الصناعة أو من الصناعة إلى الاقتصاد الرقمي.
    • التحولات السياسية: مثل انتقال الأنظمة السياسية من الاستبداد إلى الديمقراطية أو تغييرات في الحوكمة.
    • التحولات التكنولوجية: مثل ظهور الإنترنت والذكاء الصناعي، وما يترتب عليها من تأثيرات على أسلوب الحياة والعمل.
    • التحولات الثقافية: عندما تتأثر العادات، القيم، والمعتقدات بتأثيرات داخلية (مثل التعليم) أو خارجية (مثل العولمة).
    هذه التحولات لا تحدث بشكل منفصل؛ فهي مترابطة مع بعضها البعض وتؤثر بشكل مستمر على الأفراد والمجتمعات.

  3. العلاقة بين الثقافة والتحولات الاجتماعية:
    الثقافة والتحولات الاجتماعية مرتبطان بشكل وثيق. التحولات الاجتماعية قد تؤدي إلى تغييرات في الثقافة والعكس صحيح. على سبيل المثال:
    • التطور التكنولوجي قد يؤثر على الثقافات المحلية بطرق إيجابية أو سلبية. العولمة قد تسهم في انتشار ثقافات معينة على حساب الثقافات التقليدية.
    • التحولات الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في القيم الاجتماعية، مثل تحول المجتمعات من اقتصادات تعتمد على العمل اليدوي إلى اقتصادات تركز على المعرفة أو الابتكار.
    • التحولات السياسية قد تؤدي إلى تغييرات في القيم الديمقراطية، مثل الانتقال من الأنظمة الديكتاتورية إلى الأنظمة الديمقراطية.
    7-الهوية الثقافية


تعريف الهوية الثقافية:
الهوية الثقافية هي مجموعة من القيم والمعتقدات والتقاليد والرموز واللغات التي تميز مجموعة من الناس عن غيرهم، وتحدد من هم في سياق ثقافي خاص. هي شعور الأفراد بالانتماء إلى مجموعة معينة، وتحمل موروثاتها الثقافية عبر الأجيال، وتساهم في تشكيل فهمهم للذات والعالم. تعتبر الهوية الثقافية وسيلة للحفاظ على التنوع الثقافي وتقديم تفسير للفروق بين الثقافات المختلفة.
مكونات الهوية الثقافية



  1. اللغة: تُعد اللغة أحد أهم مكونات الهوية الثقافية، حيث تمثل وسيلة الاتصال والتفاعل بين الأفراد داخل الثقافة الواحدة.

  2. المعتقدات الدينية: تؤثر الدين والمعتقدات الدينية بشكل كبير في تشكيل الهوية الثقافية للأفراد.

  3. العادات والتقاليد: تشمل العادات اليومية، والاحتفالات والمهرجانات، والطقوس التي يلتزم بها أفراد المجتمع.

  4. القيم: تُشكل القيم الأخلاقية والاجتماعية والأيديولوجية الإطار الذي يدير سلوك الأفراد داخل ثقافتهم.

  5. الرموز والطقوس: مثل الأعلام، الأزياء، المأكولات التقليدية، والرموز الدينية، والاحتفالات الخاصة.

  6. الفن والأدب: تساهم الأعمال الفنية والأدبية في تشكيل الهوية الثقافية من خلال التعبير عن الثقافة والتراث.

  7. التراث التاريخي: يساهم التاريخ والموروث الثقافي في فهم الهوية الثقافية من خلال سرد الأحداث الهامة والمصير الجماعي.

  8. التعليم: يشمل النظام التعليمي الذي ينقل المعرفة الثقافية والقيم للأجيال القادمة.
    أنواع الهوية الثقافية

  9. الهوية الفردية: هي الهوية التي يحددها الفرد من خلال تجربته الشخصية والقيم التي يؤمن بها. هذه الهوية قد تكون متأثرة بالثقافة التي نشأ فيها ولكنها قد تتغير بمرور الزمن بسبب التجارب الشخصية.

  10. الهوية الجماعية: هي الهوية التي تُشترك فيها مجموعة من الناس بناءً على الثقافة المشتركة، مثل الهوية الثقافية الخاصة بالأمم أو الطوائف أو الشعوب.

  11. الهوية الوطنية: هي الهوية التي تتعلق بالانتماء إلى وطن أو دولة معينة، وتشمل الموروث الثقافي والتاريخي والسياسي الذي يميزها عن غيرها.

  12. الهوية العرقية: هي الهوية التي يتم تحديدها بناءً على الانتماء العرقي أو العائلي، وقد تتعلق بالجنس والعرق والتاريخ المشترك.

  13. الهوية الدينية: هذه الهوية ترتبط بالانتماء إلى دين أو مذهب معين، وهي تشكل جزءًا أساسيًا في حياة الأفراد داخل مجموعة دينية معينة.

  14. الهوية الاجتماعية: هي الهوية التي تتشكل استنادًا إلى مكانة الفرد في المجتمع (مثل الطبقات الاجتماعية أو فئات المجتمع).


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يعتبر فول الصوي...

يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...

Traffic Padding...

Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...

يجمع نظام التكا...

يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...

نطاق البحث يركز...

نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...