لخّصلي

يتسم علم الاجتماع منذ عشرينيات القرن 20 بحضور أكاديمي مؤسس يتمثل في مختلف الأقسام والكليات الجامعية ومراكز البحث التي غطت معظم دول الوطن العربي الا ان ظهور السوسيولوجيا في المغرب العربي اختلف . عنه في المشرق العربي من حيث الظروف والسياقات. واذ ارتبط الظهور في هذا الأخير بسياق رغبة الحكام في السير بالمجتمعات العربية بانهزام الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى والتطلع السياسي نحو تحقيق التقدم في المجتمعات العربية ، بينما نشأت السوسيولوجيا في المغرب العربي بالتزامن مع قدوم المستعمر الأوروبي اليه.

1 ظهور السوسيولوجيا في المشرق العربي .

ارتبط في لبنان ومصر وغيرها من بلدان الشرق الأوسط ، بسياق سقوط الدولة العثمانية بين عامي 1922

و 1924 ورغبة النخبة الاجتماعية المحلية، مثل محمد علي في مصر في تحقيق الحداثة والنهضة للمجتمعات العربية بالاعتماد على نموذج التقدم الغربي.

لأجل تحقيق ذلك : ، تم الاستثمار في تكوين نخب ، انتقلت في إطار بعثات : ، في إطار بعثات علمية إلى عواصم أوروبية مثل في إطار بعثات علمية إلى عد باريس ولندن وبرلين وجامعات أمريكية للاستفادة من التقدم العلمي والتقني للغرب ولتتكفل بعد عودتها

بتطوير الإدارة والاقتصاد والجيش في بلدانها.

كان لأعضاء هذه البعثات تأثيرا حاسما على نشأة و مسار علم الاجتماع في المشرق العربي، من خلال أعمالهم ومؤلفاتهم التي لم تكن متصلة بواقع مجتمعاتهم. ارتبطت هذه المفارقة بتكوينهم الذي لم يكن سوسيولوجيا وبأفكار وقضايا لم تمنع خلفيتها الأيديولوجية الأجنبية من ترويجيهم لها من جهة. ثم بالاستثمار في هذا الإنتاج الفكري في تأسيس تأسيس التكوين و البحث الاكاديمي في علم الاجتماع، والذي يستمر تأثيره حتى يومنا هذا يتوضح ذلك من خلال استعراض تكوين هؤلاء الرواد وأعمالهم في السوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية عموما تتجلى هذه التبعية في البحث والتكوين.

في التكوين تظهر هذه التبعية في المؤلفات الأولى في علم الاجتماع في المشرق العربي التي تم الاستثمار فيها كنماذج إرشادية في التكوين الأكاديمي في السوسيولوجيا في المشرق ، باتخاذها كأساس في ذلك. اعتمد التكوين السوسيولوجي بالفعل على صياغة مناهج اعتنت بالتعريف بعلم الاجتماع وخصائصه ودوره في تحليل وفهم المجتمعات من خلال الترويج لنظريات وقضايا غربية غير نابعة من خصوصيات الوطن

ا. بومعيزة آسيا

جامعة الجزائر -2 كلية العلوم الاجتماعية قسم علم الاجتماع - علم الاجتماع وقضايا الوطن العربي

العربي، ضمن التيارات التطورية والوظيفية القائمة على الفلسفة الوضعية المعادية للدين عموما

والداعية لتقليد الغرب في تحقيق التقدم في الوطن العربي.

في البحث : تمت صياغة البرامج والمناهج البحثية في السوسيولوجيا في بداياتها في المشرق العربي بشكل

لم يتح لها الارتقاء الى مستوى تحليل الوضع القائم فيه، ولم تنجح حتى في وصف قضاياه التي كانت تميزه مثل سقوط الخلافة، وتغير النمط الحكم، والتخلف العلمي والتقني الذي كان يعانيه، والاستعمار بل ساهمت في استيراد قضايا غربية تمت معالجتها ضمن تيارات حداثية ذات نظرة دونية للمجتمعات الإسلامية وللإسلام كنظام وكفكر قائم بذاته