لخّصلي

قالت آن بعينين دامعتين: " أوه يا ديانا، ولن يكون لي بعدك صديقة حميمة، أخبرت آن ماريلّا بأنّها لن تتخذ صديقة أخرى بدلا من ديانا، ولعلّ السّيّدة باري عندما تنظر إلها وهي ميّتة تشعر بالنّدم على ما فعلت ، ولكنّ ماريلّا ردت عليها قائلة : لا أظنّ أنّ هناك أيّ خوف عليك من الموت حزنا مادمت تستطيعين الثّرثرة !! مرّ الوقت دون أن تتكلّم ديانا مع آن أو حتّى تبتسم في وجهها مجرّد ابتسامة، توقّعت ماريلّا مزيدًا من المشاكل عند عودة آن إلى المدرسة ولكنّ الأمر بدا مختلفا ؛ وزادت روح التّنافس بينها وبين زميلها غلبيرت، الّذي كان يصدر عن غيلبرت بروح رياضيّة ولم يكن كذلك بالنّسبة لآن! حتّى أنّها لم تفرح عندما هنأها بتفوّقها عليه أمام المدرسة كلّها، ولم يكن السّيّد فيلبس المعلّم المثاليّ المتفاني حقّا،

لمحت آن من نافذتها ديانا في مساء اليوم التّالي عند نبع خرير الحوريّة، فغارت المنزل مسرعة نحوها وسرعان ما خاب أملها عندما علمت من ديانا أنّ قلب أمّها لم يرقّ ، وأنّها سمحت لها بعشر دقائق فقط لتودّعها للأبد، قالت آن بعينين دامعتين: " أوه يا ديانا، أتعدينني وعدا صادقا أن لا تنسيني مطلقا؟ من المؤكّد أنني سأفعل، أجابت ديانا وهي تنتحب، ولن يكون لي بعدك صديقة حميمة، أوه ديانا: سأظلّ أحبّك وستضيء ذكراك كنجمة لامعة فوق حياتي المقفرة، أتتفضّلين عليّ بمنحي خصلة من خصال ظفائرك الفاحمة لأكتنزها إلى الأبد؟
أخبرت آن ماريلّا بأنّها لن تتخذ صديقة أخرى بدلا من ديانا، وأخبرتهاعن خصلة الشّعر الّتي أخذتها من ديانا وأوصتها أن تدفن معها ، ولعلّ السّيّدة باري عندما تنظر إلها وهي ميّتة تشعر بالنّدم على ما فعلت ، ولكنّ ماريلّا ردت عليها قائلة : لا أظنّ أنّ هناك أيّ خوف عليك من الموت حزنا مادمت تستطيعين الثّرثرة !!
وفي صباح اليوم التّالي فوجئت ماريلّا بآن تتأبّط حقيبة المدرسة بعزم وإصرار على الذّهاب إلى المدرسة.. وعندما وصلت إلى المدرسة استُقبلت بأذرع التّرحاب، فقد فُقِدَ خيالها في اللّعب وصوتها في الغناء وأسلوبها الدّراميّ في أثناء قراءة القصص... وقد عبّرت صديقاتها روبي وإيلا ماي و صوفيا وجوليا عن هذا التّرحاب بطرق مختلفة فمنهنّ من أرسلت لها ثلاث خوخات ومنهنّ من قامت بإرسال عبارات وكلمات تعبّر عن الحبّ والوفاء .. مرّ الوقت دون أن تتكلّم ديانا مع آن أو حتّى تبتسم في وجهها مجرّد ابتسامة، حتّى أنّ آن شكت حزنها إلى ماريلّا ، غير أنّها في صباح اليوم التّالي سُلّمت ورقة طُويت ولُفّت بحرص، وجاء فيها:
"آن العزيزة،
تقول أمّي إنّه عليّ أن لا ألعب معك ، أو أحادثك في المدرسة، لا تغضبي منّي فالذّنب ليس ذنبي، ما زلت أحبّك كما كنت وأكثر...صنعت لك مؤشّر كتب من الورق الأحمر النّاعم لتتذكّريني"، فردّت عليها آن برسالة مماثلة تعبّر فيها عن حبّها ووفائها ..
توقّعت ماريلّا مزيدًا من المشاكل عند عودة آن إلى المدرسة ولكنّ الأمر بدا مختلفا ؛ فقد استطاعت آن أن تقتبس شيئا من روح التّلميذة المثاليّة ( ميني أندروز) والتفتت فقط لدروسها، وزادت روح التّنافس بينها وبين زميلها غلبيرت، الّذي كان يصدر عن غيلبرت بروح رياضيّة ولم يكن كذلك بالنّسبة لآن! حتّى أنّها لم تفرح عندما هنأها بتفوّقها عليه أمام المدرسة كلّها، وكانت تتمنّى لو أنّه عانى من مرارة الهزيمة !
ولم يكن السّيّد فيلبس المعلّم المثاليّ المتفاني حقّا، بيد أنّ أيّ تلميذ يتميّز بتصميم آن ما كان ليحرز إلّا النّجاح مهما كان نوع معلّمه