لخّصلي

4.1 الفعل واقترانه بالزمن ليس من شك في أن الزمن مرتبط بالفعل، كان الفعل أيضا ثلاثة أقسام (2) . ويرد على الذين أنكروا فعل الحال فيقول: "وقد أنكر بعض المتكلمين فعل الحال، والحق ما ذكرناه وإن لطف زمن الحال "(3) ويقول صاحب الكتاب : " بني الفعل لما مضى وما يكون ولم يقع، فجادلوا في هذا جدالا عقيما لا يخلو من التعسف والمغالطة في كلام كثير لا محال لذكره هنا . وفي الحق أن المصدر يرتبط بالزمن في صورة ما لا تقل وضوحا عن ارتباط الفعل به "(5) ويتحدث الدكتور المهدي المخزومي عن استقلالية الفعل بالزمن عند القدامي: فيقول " فهم إذا تكلموا علىالزمن تكلموا عليه وكأنه مدلول عليه بصيغة الفعل دلالة مستقلة منفصلة عن ملاحظة العلاقة بين مدلول الفعل وملابسات القول والأحداث التي تحيط بالمتكلم (1) إلى أن يقول: "يرى بعض فقهاء اللغة المحدثين من المستشرقين والمعنيين بالدراسات المقارنة أن الزمان ليس شيئا أصيلا، وأن اقتران الفعل العربي به حديث النشأة بعد أن وجدت صيغة "فعل" المتطورة عن صيغة "فعل "(2) ويستدرك الدكتور إبراهيم أنيس على ذلك فيقول: "ونحن حين نورد هذه النصوص لا نعني بذلك أن النحاة القدامى كانوا يجهلون ما كان للفعل من حس واقتران بالزمن ولكن الاستعمالات اللغوية التي جرت والتي ما تزال جارية تؤكد أن كل فعل من الأفعال الثلاثة في دورانه وتقلبه في الاستعمال له إحالات تخالف ما نصوا عليه، وأن ربط الصيغة بزمن معين يحملنا في اللغة العربية على كثير من التكلف والتعسف في فهم أساليبها، ومن الواجب أن نفصل بينهما وأن ندرس أساليب الصيغ مستقلة

4.1 الفعل واقترانه بالزمن

ليس من شك في أن الزمن مرتبط بالفعل، حتى أن بعض الباحثين يعتبرون الدلالة الزمنية مقصورة على الصيغة الفعلية لاقترانها بها دون غيرها من الأدوات فابن يعيش يؤكد أن تقسيم الفعل ثلاثة أقسام إنما تم لأن الأفعال مساوقة للزمن، ولما كان الزمن ثلاثة أقسام: حركة ماضية وحركة آتية وحركة بين الماضية والآتية أي: الماضى والمستقبل والحاضر، كان الفعل أيضا ثلاثة أقسام (2) .

ويرد على الذين أنكروا فعل الحال فيقول: "وقد أنكر بعض المتكلمين فعل الحال، وقال: إن كان وجد فيكون ماضيا وإلا فهو مستقبل وليس ثم ثالث، والحق ما ذكرناه وإن لطف زمن الحال "(3)

ويقول صاحب الكتاب : " بني الفعل لما مضى وما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع (4) وفي السياق نفسه يقول الدكتور إبراهيم أنيس عن النحاة العرب" وقد جعلوا ارتباط صيغة الفعل بالزمن عنصرا أساسيا، به يتميز الفعل عن الاسم، وعز عليهم أن يروا فكرة الزمن تتحقق في المصدر كما تتحقق في الفعل، فجادلوا في هذا جدالا عقيما لا يخلو من التعسف والمغالطة في كلام كثير لا محال

لذكره هنا .

وفي الحق أن المصدر يرتبط بالزمن في صورة ما لا تقل وضوحا عن ارتباط الفعل به "(5) ويتحدث الدكتور المهدي المخزومي عن استقلالية الفعل بالزمن عند القدامي: فيقول " فهم إذا تكلموا علىالزمن تكلموا عليه وكأنه مدلول عليه بصيغة الفعل دلالة مستقلة منفصلة عن ملاحظة العلاقة بين مدلول الفعل وملابسات القول والأحداث التي تحيط بالمتكلم (1) إلى أن يقول: "يرى بعض فقهاء اللغة المحدثين من المستشرقين والمعنيين بالدراسات المقارنة أن الزمان ليس شيئا أصيلا، وأن اقتران الفعل العربي به حديث النشأة بعد أن وجدت صيغة "فعل" المتطورة عن صيغة "فعل "(2)

ويستدرك الدكتور إبراهيم أنيس على ذلك فيقول: "ونحن حين نورد هذه النصوص لا نعني بذلك أن النحاة القدامى كانوا يجهلون ما كان للفعل من حس واقتران بالزمن ولكن الاستعمالات اللغوية التي جرت والتي ما تزال جارية تؤكد أن كل فعل من الأفعال الثلاثة في دورانه وتقلبه في الاستعمال له إحالات تخالف ما نصوا عليه، وأن ربط الصيغة بزمن معين يحملنا في اللغة العربية على كثير من التكلف والتعسف في فهم أساليبها، ومن الواجب أن نفصل بينهما وأن ندرس أساليب الصيغ مستقلة

عن الزمن دراسة لغوية لا منطقية، لندرك ما فيها من جمال وحسن (3)

ومما يؤكد لزوم الدراسة اللغوية وأفضليتها على الدراسة المنطقية أننا قد نعبر بصيغة الماضي عن الزمن المستقبل" ونعبر عن المستقبل بصيغة الماضي وقد نعبر عن الزمن بصيغ وتراكيب وأساليب لغوية أخرى لا تستقر فيها صيغة الفعل على إحالة زمنية واحدة. غير أنه يتوجب علينا الاعتراف بأن صيغة الفعل هي أكثر الصيغ تعبيرا على الإحالة الزمنية وأن عدم استقرار الصيغة على إحالة زمنية معينة إنما يرجع

إلى القرائن اللفظية المعنوية والسياقية التي تحيط به. (4)

فاقتران الصيغة الفعلية بالزمن من المسلمات التي لا يمكن إنكارها، لكن لا ينبغي أن نجعل الإحالة الزمنية وقفا على الصيغة الفعلية وحدها تقتصر عليها هي فقط فالاستعمالات اللغوية تؤكد لنا أن تراكيب لغوية وأساليب تعبيرية كثيرة تؤدي هي الأخرى الوظيفة الزمنية كما تؤديها الصيغة الفعلية، وان للقرائن اللفظية والمعنوية والسياقية تأثيرها الحساس في تحديد الإحالة الزمنية. وهو ما سنحاول

التطرق إليه في الفصول التالية .