لخّصلي

كِتَاب كَيْف غَيَّر أَشهُر مُلْحِد رَأيِه لِلْفيْلسوف الإنْجليزيَّة أَنتُوني جارْد نِيوتن فِلو اَلذِي نَشرَه عام 2007 لِينْسف أَكثَر مِن خمْسين عامًا مِن حَياتِه اَلتِي قضاهَا فِي الإلْحاد وَدعْوَة إِلَيه فِي اَلجُزء الأوَّل مِن الكتَاب الفصْل الأوَّل يَعرِض فِلو قليلا مِن إِلْحاده السَّابق ويوضِّح أَنَّه لَم يَشعُر قِطُّ بِي أيُّ رَغبَة فِي تَواصُل مع اَللَّه على رَغْم مِن أَنَّه رتل الصَّلوات وَذهَب إِلى الكنيسة وانْخَرط فِي مُمارسات دِينيَّة مُختلفَة وَكَان وَلدُه قِسِّيسًا، لَكِن أحد أَسبَاب المبكِّرة لِلتَّحَوُّل إِلى الإلْحاد كان مشكلة اَلشَّر ومع ذَلِك فقد حَافَظ على اِهْتمامه بِالدِّين بِي جَامِعة أُكْسفورْد. فِي الفصْل الثَّاني يُنَاقِش فِلو مسيرَته الفلْسفيَّة كَامِلة بِالْإنْجازات والْإحْراج والتَّغيُّرات العقْليَّة المخْتلفة، ثُمَّ يُوَاصِل فِي الفصْل الثَّالث تَفصِيل مسيرَته الإلْحاديَّة مع رأى وتأمُّلات حَوْل مُساهماته الجوْهريَّة فِي الفلْسفة وَموقِفه اَلملْحِد. يَروِي بِإيجَاز مُناظراته العديدة مع المفكِّرين المسيحيِّين البارزين. مِثْل اَلفَن بلانْتينْغَا، وويلْيام لَيِّن كريك. يَبدَأ اَلجُزء الثَّاني مِن الكتَاب بِالْفَصْل الرَّابع ويتحَدَّى فِلو الإلْحاد العقائديُّ مُشيرًا إِلى أنَّ النَّظريَّات السَّابقة تُشكِّل الطَّريقة اَلتِي نَنظُر بِهَا إِلى اَلأدِلة بدلا مِن تَرْك اَلأدِلة تُشكِّل النَّظريَّات، ويتحَدَّى زُمَلائِه الملْحدين السَّابقين بِسؤال مَركَزِي بسيط .مَا اَلذِي يَجِب أن يَحدُث أو كان لِيحْدث لِيشكِّل لَك سببًا على الأقلِّ لِلتَّفْكير فِي وُجُود عَقْل مُتَفوق. فِي الفصْل الخامس يَبدَأ اَلمُؤلف فِي التَّوَسُّع فِي أَسبَاب اِعْتقاده، فَيقُول رُبمَا تَكُون اَلحُجة الأكْثر شُيوعًا والْمعْقولة بِشَكل حَدثِي لِوجود اَللَّه ،هِي حُجَّة التَّصْميم ،المزْعومة لَم تَكُن تِلْك حُجَّة يُحبُّهَا فِلو لَكنَّه يُوَاصِل قائلا على الرَّغْم مِن أَننِي كُنْت فِي يَوْم مِن الأيَّام مُنْتقِدًا بِشدَّة حُجَّة التَّصْميم فقد أَدرَكت مُنْذ ذَلِك الحين أَنَّه عِنْد تنْسيقهَا بِشَكل صحيح فَإِن هَذِه اَلحُجة تُشكِّل حَالَة مُقْنِعة لِوجود اَللَّه. فِي الفصْل السَّادس يَشرَح الكاتب الضَّبْط الدَّقيقة لِلْكوْن مِن أَجْل وُجُود حَيَاة ذَكيَّة، المبْدأ اَلكوْنِي الأنْثروبولوجيِّ، يُوضِّح فِلو أنَّ ه لََا يُوجَد عَالَم كبير يُدعَى اليوْم أنَّ الضَّبْط الدَّقيقة كان نَتِيجَة مَحظِي عَوامِل الصُّدْفة اَلتِي تَعمَل فِي كَوَّن وَاحِد ويتابع .مَا هُوَا مُهِم بِشَكل خاصٍّ هُنَا هُو الحقيقة أنَّ وُجُود الأكْوان المتعدِّدة لََا يُفسِّر أَصْل قَوانِين الطَّبيعة ويوضِّح أنَّ اللُّجوء إِلى فَرضِية الأكْوان المتعدِّدة لََا يُلْغِي المشْكلة اَلتِي تُوَاجِه اَلملْحِد، سَوَاء مُتعدِّدًا ،أم لََا لََا يَزَال يَتَعيَّن عليْنَا أن نَتَصالَح مع أَصْل قَوانِين الطَّبيعة والتَّفْسير اَلوحِيد القابل التَّطْبيق هُنَا هُو العقْل إلْالَهي. فِي الفصْل السَّابع يُظْهِر فِلو أنَّ السُّؤَال عن أَصْل الحيَاة يَحْتاج إِلى تَفسِير كافٍ ولَا يَجِد حلًّا طَبيعِيا مُرْضِيا فَيقُول. "يَمنَح عُمْر الكوْن وقْتًا قصيرًا جِدًّا لِنظريَّات النُّشوء الذَّاتيِّ لِإنْجَاز اَلمهِمة" لَكِن السُّؤَال يَتَعلَّق بِمَا هُو أَكثَر مِن مُجرَّد الخلايَا الحيَّة يَبحَث فِلو أيْضًا فِي عَوامِل مِثْل, الوعْي وَترمِيز الحمْض النَّوَويِّ والتَّكْرار الذَّاتيِّ .فِي الفصْل الثَّامن يُلْقِي فِلو نَظرَة على عِلْم الكوْنيَّات اَلحدِيث هل أتى شِىء مِن لََا شِىء؟ يُوضِّح فِلو أَنَّه قَبْل سَنَوات عَدِيدَة كان مُقْتنِعًا بالْفتْراض وُجُود كَوَّن أَبدِي وَلكِن لَيْس أَكثَر مِن ذَلِك فَيقُول نَظَريَّة الانْفجار اَلعظِيم غَيرَت كُلَّ ذَلِك، إِذَا كان لِلْكوْن بِداية فقد أَصبَح مِن المعْقول تمامًا وَحتمِيا تقْريبًا التَّساؤل عَمَّا أَنتَج هَذِه البداية؟ لَقد أدَا هذَا إِلى تَغيَّر الوضْع بِشَكل جَذرِي, ثُمَّ يَصِف الألْف تَأثِير الاكْتشافات الكوْنيَّة الجديدة, هُنَاك حَاجِز آخر مِن الإلْحاد تَهاوَى أَمَام فِلو يَصفُه فِي الفصْل التَّاسع وَهُو إِيجَاد مِساحة اَللَّه هُنَا يَشرَح اَلمُؤلف تَغيَّر رَأيُه حَوْل تَماسُك فِكْرَة كَوَّن ذاتًا بِلَا جسد, يَشرَح اَلحُجج الفلْسفيَّة اَلتِي أقْنعَتْه على رَغْم مِن أنَّ هذَا الفصْل مُوجَز فَإنَّه مَثَّل سَاطِع آخر على رَجُل على اِسْتعْداد لِيتغَيَّر رَأيَه ثُمَّ يَختِم الفصْل اَلأخِير مِن الكتَاب بِملاحظة مُتفائلة فَيقُول إِلى أَيْن أَذهَب مِن هُنَا, في اَلمزِيد عن الواقع الإلَهيِّ لََا سِيَّما فِي ضَوْء مَا نعْرفه عن تَارِيخ الطَّبيعة
رأي عن هذا الكتاب كان من أجمل الكتب التي قراتها ، كنتُ أقراء الصفحة إثنين او ثلاث مرات كان يتطلب مني صفاء ذهني وتركيز ، أنا لم أقرأهُ مساهماً بل درستهُ مفهوم فلسفي أثناء قراءتي لم أكتفي بما بما في ذلك كتاب بالهوامش بل أعود للمصادر سواء بحوث أو محاضرات ، وأداءت بالتفاصيل أكثر بعد أن استهواني هذا الموضوع .
أعترف أن قراءته كانت متعبة بعض الشيء ، لكن لهذا التعب متعة ولذة وهي "البحث" وهي ما أنا شغوفة به !