لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

ثانياً: فكرة الطبقات:
وهذا العمل كان يتطلب من ابن سلام التعرض للنصوص الأدبية بالتحليل حتى يظهر جمالها الفنى ويعلل قصورها، إلا أنه انصرف إلى الشعراء أنفسهم ذاكراً لهم مايراه جيداً دون أن يذكر أسباب تلك الجودة فى الغالب، و لو نظرنا إلى مصنفه سنجد أنه يشتمل على ١١٤ شاعراً جاء توزيعهم فى الطبقات التالية:
١ ـ طبقات الشعراء الجاهليين: وهى عشرة، فى كل طبقة أربعة شعراء. فى كل طبقة أربعة شعراء. ٣ ـ طبقة أصحاب المراثى: وتضم ثلاثة شعراء وشاعرة ـ الخنساء ـ، وهى المرأة الوحيدة التى أوردها ابن سلام فى طبقاته. قسِّموا على النحو التالى:
ب ـ شعراء مكة تسعة. ج ـ شعراء الطائف خمسة. د ـ شعراء البحرين ثلاثة. هـ ـ طبقة شعراء اليهود وتشمل ثمانية شعراء. لأنه لا بد أن يبدأ بذكر أحدهم، يقول: "وليس تَبْدِئَتُنا أحدَهُم فى الكتاب نحكُمُ له، ومع ذلك فإننا نجد ابن سلام ـ فى كثير من الأحيان ـ يوازن بين شعراء الطبقة الواحدة، أو بين شاعر وآخر داخل الطبقة، فيورد رأى العلماء فيهم ويختار من شعرهم ما يؤكد هذا الرأى، ثم يفسر بعض الكلمات الغريبة التى قد ترد فى الشعر ـ وهذا قليل ـ أو يورد آراء علماء اللغة فيها، وفى حالات قليلة يبيِّن رأيه، وشواهد ذلك فى طبقاته كثيرة؛ من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى المفاضلة بين شعراء الطبقة الأولى من الجاهليين؛ من ذلك قوله: "أخبرنى يونس بن حبيب: أن علماء البصرة كانوا يقدِّمون امرأ القيس بن حُجْر، وشَبَّه الخَيْل بالعِقْبان والعِصِىِّ، وقَيَّدَ الأوَابد، أما ابن سلام فيرى أن امرأ القيس: "كان أحسن أهل طبقته تشبيهاً، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّة " . وقد اعتمد ابن سلام فى مفاضلته بين الشعراء وتصنيفهم فى طبقات تبين مكانتهم الأدبية ومرتبتهم الشعرية على ثلاثة مقاييس عامة؛ هى:
١ ـ كثرة شعر الشاعر. من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى تبرير تأخر منزلة طَرَفَة بن العبد وعَبيد بن الأبرص وعَلْقَمَة بن عَبَدَة وعَدِى بن زيد، إلى الطبقة الرابعة، وإنَّما أخلَّ بهم قلَّة شعرهم بأيدى الرُّواة " . وكذلك قوله فى معرض حديثه عن الطبقة السابعة: "أربعة رَهْط مُحْكِمون مُقِلّون، وفى أشعارهم قِلّةٌ، فذاك الذى أخَّرهم " . وكذلك مقياس تعدد الأغراض الذى يتضح أثره بصورة جلية فى مواضع عديدة من طبقاته، من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى تبرير وضع كُثَيِّر عزة فى الطبقة الثانية من فحول الإسلام، وجميل بن مَعْمَر فى الطبقة السادسة؛ وكان جميلٌ صادق الصبابة، وكان كُثَيِّر يتقوَّل، ولم يكن عاشقاً، وأن ابن سلام نفسه كان قد أشار ـ فى مقدمته ـ إلى قضية الإنتحال والوضع فى الشعر، وأن الرواة لعبوا دوراً خطيراً فى الإقلال من شعر شاعر، والإكثار من شعر غيره . لذلك أرى أن أهمية هذين المقياسين تنبع من ارتباطهما بمقياس الجودة، فالشاعر المكثر المجيد مُقدًَّم ـ عند ابن سلام ـ على الشاعر المُقلّ المُجيد، والمُكثر المُجيد المُتعدد الأغراض مُقدَّم على المكثر المجيد الذى لم يَقُل إلاّ فى غرض أو اثنين، أما كثرة الشعر وتنوع أغراضه فإنهما لا يجعلان الموصوف بهما مُقدّماً إذا كان شعره رديئاً. وما هى أسس تلك الجودة حين يقول ـ مثلاً ـ: "كان قُرَاد بن حَنَش من شعراء غطفان، فيَذمُّ ويَحْمَدُ، وله فى ذلك أشعارٌ. وله واحدةٌ رائعةٌ طويلةٌ، لاحقةٌ بأجْودِ الشعر، لو كان شَفَعها بمثلها قدَّمناه على مرتبته " . أو يقرن شاعراً بآخر؟
وما قال فيه العلماء ، وكذلك حين يقول:" ثم إنَّا اقتصرنا ـ بعد الفحص والنظر والرواية عمَّن مضى من أهل العلم ـ إلى رَهط أربعة اجتمعوا على أنهم أشعر العرب طبقة، وسنسوق اختلافهم واتفاقهم، ونسمِّى الأربعة، ونذكر الحجة لكل واحد منهم ". فهو غالباً ما يستقصى آراء العلماء فى منزلة شعراء طبقاته، وأحياناً يناقش تلك الآراء ويبيّن رأيه فيها. منها قوله فى النابغة الجعدى:" كان الأصمعى يمدحه بهذا وينسبه إلى قلة التكلف "، وأحسن أهل الإسلام تشبيهاً ذو الرُّمَّة " . إنما يعنى موافقته على تلك الآراء، أو فلنقل عدم تحفظه عليها، وإلاّ لما وجدناه يخالف ما لا يروقه من تلك الآراء فى مثل قوله: "وكان كُثَيِّر شاعر أهل الحجاز، ولا أحسِب ذلك حقاً " ، ومثل هذه الآراء على قلتها تدلل على إعمال ابن سلام فكره وتقليبه الرأى قبل أن يعتد به ويعتمده . ــ إن السبق والإبداع مقياس هام من مقاييس الحكم بالجودة عند ابن سلام، واتبعه فيها الشعراء " ، كما نراه يبرر وضع الراعى النميرى فى طبقة فحول الإسلاميين الأولى بقوله: "وكان يُقال له فى شعره: كأنه يَعْتَسِفَ الفلاة بغير دليل! أى أنه لا يحتذى شعر شاعرولا يعارضه " . ــ وللمقاييس الفنية العامة أثر واضح فى حكم ابن سلام على الشعر بالجودة، وهى كثيرة متنوعة تتصل بلفظ الشعر؛ أو بلغته؛ ، وهى فى معظمها عامة تحتاج إلى توضيح وتحديد. نجده يقول: "قال لى معاوية بن أبى عمرو بن العلاء: أى البيتين عندك أجودُ؟ قول جرير:"
أم قولُ الأخطل:
شُمسُ العَدَاوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم وأعْظَمُ النَّاسِ أحْلاماً إذا قَدَرُوا
أو متى يكون الشعر حلواً؟!. ومثله وصف"
رقيق حواشى الكلام " ، وكذلك وصف القُطامِى بأنه "رقيق الحواشى، حيث لا نستطيع أن نحدد معايير رقة الحواشى ولا ماهيتها. ومع ذلك فإننا لا نعدم وجود بعض المعايير المحددة الدلالة؛ وشرف المعنى وفخامته . من ذلك ـ مثلاً ـ قوله: "كان ـ امرؤ القيس ـ أحسن أهل طبقته تشبيهاً، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّة " . منها:
ثم يفاضل بين تلك القرى وأثرها فى غزارة الانتاج فيقول: "وهى خمسٌ: المدينة، والطائف، واليمامة، والبحرين. وفى موضع آخر نجده يتحدث عن أثر المكان فى تشكيل سمات الشعر ـ خاصة اللغوية ـ، ــ العقيدة: استند ابن سلام إلى العقيدة الدينية حين أفرد لشعراء اليهود طبقة مستقلة اشتملت على ثمانية منهم. كذلك لم يتعرض إلى أثر العقيدة الدينية فى شعرهم ومعانيهم . ــ الأخلاق: كذلك اتضح أثر المعيارالأخلاقى فى حديث ابن سلام عن سمات شعر بعض فحول الجاهلية كامرئ القيس والأعشى، ومنهم من كان يَنْعَى على نفسه ويتعهَّر. منهم امرؤ القيس . ، ومنهم الأعشى " . وكذلك فى موازنته بين الفرزدق وجرير، ويميِّز جريراً عنهم فيقول: "وكان جرير مع إفراطه فى الهجاء يعفُّ عن ذِكر النساء، ــ التشابه: وضع ابن سلام هذا المقياس فى حسبانه وهو يشرع فى تصنيف طبقاته، فقال فى مقدمة كتابه: "فألَّفنا من تشابه شعره منهم إلى نُظَرائه، مُتَكافِئين مُعْتدِلين " ، وقد لاحظنا أثر هذا المعيار فى معظم طبقاته، إضافة إلى ما تجلّى فى موازناته بين بعض شعراء الغرض الواحد من طبقات مختلفة، من ذلك ما يُلاحَظ فى موازنته بين جميل بن مَعْمَر وكُثيِّر عزة فى فن النسيب، وبين جرير والفرزدق فى فن النقائض . وغيرهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل رأيناه يفرد طبقة لمن برزوا فى غرض واحد من أغراض الشعر، وهى طبقة أصحاب المراثى . مع أن الاتفاق فى الغرض كان يتطلب من ابن سلام الموازنة بين معانيهم وخصائص شعرهم، ثم المفاضلة بينهم. ومن قبيل التشابه أيضاً؛ ما نراه فى تخصيص الطبقة التاسعة من طبقات فحول الإسلام للحديث عن أربعة من الرُّجَّاز. حيث نراه يستذكر زهير بن أبى سلمى فى أثناء حديثه عن ابنه كعب، واستناداً إلى مقياس التشابه نجده يقرن ذكر جرير وذريته بذكره لزهير، فيقول: "ولم يزل فى ولَدِ زهير شعر. فقال: لك الصَّرَّاف إنه ردئ! فهل ينفعك استحسانُك إيّاهُ؟ ". وكذلك إشارته إلى الأخطاء التى تصدر عن غير المختصين الذين يتصدون للشعر وروايته فى مثل قوله:" وجدنا رواة العِلم يغلطون فى الشعر، "
وذكر الشروط الواجب توافرها فى الناقد فشدَّد على أهمية الذوق والاستعداد الفطرى، لا تُعرَف جَوْدتُهما بلونٍ ولا مَسٍّ ولا طِرَازٍ ولا وَسْمٍ ولا صفة، تلك الخاصية الجوهرية التى لاتتسنى للناقد بالتلقين أو التعلم، فتوصف الجاريةُ فيقال: ناصعَةُ اللون، حسنة العين والأنف، جيّدة النُّهُود، ظريفَةُ اللسان، واردة الشَّعَر، فتكون فى هذه الصفة بمئة دينار وبمئتى دينار، وتكون أخرى بألف دينار وأكثر، ويقال للرجل والمرأة فى القراءة والغناء: إنَّه لنَدِى الحَلْق، طَلُّ الصوت،


النص الأصلي

ثانياً: فكرة الطبقات:
سعى ابن سلام ـ منذ البداية ـ إلى جمع شتات مشاهير الشعراء وجعلهم فى طبقات تبين مكانتهم، وهذا العمل كان يتطلب من ابن سلام التعرض للنصوص الأدبية بالتحليل حتى يظهر جمالها الفنى ويعلل قصورها، إلا أنه انصرف إلى الشعراء أنفسهم ذاكراً لهم مايراه جيداً دون أن يذكر أسباب تلك الجودة فى الغالب، و لو نظرنا إلى مصنفه سنجد أنه يشتمل على ١١٤ شاعراً جاء توزيعهم فى الطبقات التالية:
١ ـ طبقات الشعراء الجاهليين: وهى عشرة، فى كل طبقة أربعة شعراء.
٢ ـ طبقات الشعراء الإسلاميين: وهى عشرة، فى كل طبقة أربعة شعراء.
٣ ـ طبقة أصحاب المراثى: وتضم ثلاثة شعراء وشاعرة ـ الخنساء ـ، وهى المرأة الوحيدة التى أوردها ابن سلام فى طبقاته.
٤ ـ طبقة شعراء القرى العربية: وتنطوى على اثنين وعشرين شاعراً، قسِّموا على النحو التالى:
أ ـ شعراء المدينة خمسة، ثلاثة من الخزرج و اثنان من الأوس.
ب ـ شعراء مكة تسعة.
ج ـ شعراء الطائف خمسة.
د ـ شعراء البحرين ثلاثة.
هـ ـ طبقة شعراء اليهود وتشمل ثمانية شعراء.
وقد نبَّه ابن سلام ـ وهو يُقْدِم على وضع الشعراء فى طبقات ـ على أن ذكره شاعر قبل قرنائه فى الطبقة الواحدة لايعنى أنه الأعلى مكانة؛ المُقَدَّم على باقى شعراء الطبقة؛ بل إن هذا الأمر لا يخضع لأى معيار نقدى؛ لأنه لا بد أن يبدأ بذكر أحدهم، يقول: "وليس تَبْدِئَتُنا أحدَهُم فى الكتاب نحكُمُ له، ولا بُدَّ من مُبْتَدَأٍ " . ومع ذلك فإننا نجد ابن سلام ـ فى كثير من الأحيان ـ يوازن بين شعراء الطبقة الواحدة، أو بين شاعر وآخر داخل الطبقة، فيورد رأى العلماء فيهم ويختار من شعرهم ما يؤكد هذا الرأى، ثم يفسر بعض الكلمات الغريبة التى قد ترد فى الشعر ـ وهذا قليل ـ أو يورد آراء علماء اللغة فيها، وفى حالات قليلة يبيِّن رأيه، وشواهد ذلك فى طبقاته كثيرة؛ من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى المفاضلة بين شعراء الطبقة الأولى من الجاهليين؛ وهم: امرؤ القيس والنابغة الذبيانى وزهير بن أبى سلمى والأعشى، حيث يورد العديد من آراء العلماء واختلافهم فى المفاضلة بين شعراء هذه الطبقة، من ذلك قوله: "أخبرنى يونس بن حبيب: أن علماء البصرة كانوا يقدِّمون امرأ القيس بن حُجْر، وأهل الكوفة كانوا يقدِّمون الأعشى، وأن أهل الحجاز والبادية كانوا يقدِّمون زهيراً والنابغة " ، وفى تبرير تفضيل امرئ القيس على شعراء طبقته قوله: "فاحتجّ لامرئ القيس من يُقدّمه قال: ما قال ما لم يقولوا، ولكنه سَبَقَ العربَ إلى أشياء ابتدَعها، واستَحْسَنَتْها العربُ، واتَّبعتْه فيها الشعراء: استيقافُ صَحْبِه، والتَّبْكَاءُ فى الدِّيار، ورقَّةُ النَّسيبِ، وقُرْب المأخَذ، وشَبَّه النِّساءَ بالظِّباءِ والبَيْضِ، وشَبَّه الخَيْل بالعِقْبان والعِصِىِّ، وقَيَّدَ الأوَابد، وأجادَ فى التشبيه، وفَصَلَ بين النَّسيب وبين المعنَى " ، أما ابن سلام فيرى أن امرأ القيس: "كان أحسن أهل طبقته تشبيهاً، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّة " . ثم يورد آراء من احتج من العلماء للنابغة وزهير والأعشى، ويناقش بعضها ويبيّن رأيه فيها أحياناً.
وقد اعتمد ابن سلام فى مفاضلته بين الشعراء وتصنيفهم فى طبقات تبين مكانتهم الأدبية ومرتبتهم الشعرية على ثلاثة مقاييس عامة؛ هى:
١ ـ كثرة شعر الشاعر.
٢ ـ تعدد أغراضه.
٣ ـ جودة شعره.
أما مقياس الكثرة واعتماد ابن سلام عليه فى المفاضلة بين الشعراء فنراه جلياً فى غير موضع من كتابه، من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى تبرير تأخر منزلة طَرَفَة بن العبد وعَبيد بن الأبرص وعَلْقَمَة بن عَبَدَة وعَدِى بن زيد، إلى الطبقة الرابعة، إذ يقول: "وهم أربعة رَهْطٍ فحولٌ شعراء، موضعهم مع الأوائل، وإنَّما أخلَّ بهم قلَّة شعرهم بأيدى الرُّواة " . وكذلك قوله فى معرض حديثه عن الطبقة السابعة: "أربعة رَهْط مُحْكِمون مُقِلّون، وفى أشعارهم قِلّةٌ، فذاك الذى أخَّرهم " .
وكذلك مقياس تعدد الأغراض الذى يتضح أثره بصورة جلية فى مواضع عديدة من طبقاته، من ذلك ـ مثلاً ـ ما نراه فى تبرير وضع كُثَيِّر عزة فى الطبقة الثانية من فحول الإسلام، وجميل بن مَعْمَر فى الطبقة السادسة؛ مع أن جميلاً مُقَدَّمٌ فى التشبيب على كُثَيِّر وعلى أصحاب النسيب جميعاً، قال ابن سلام: "وكان لكُثَيِّر فى التشبيب نصيبٌ وافرٌ، وجميلٌ مُقَدَّمٌ عليه ـ وعلى أصحاب النسيب جميعاً ـ فى النسيب، وله فى فنون الشعر ما ليس لجميل. وكان جميلٌ صادق الصبابة، وكان كُثَيِّر يتقوَّل، ولم يكن عاشقاً، وكان راوية جميل " .
ولا يخفى على الدارس أن الكثرة وتعدد الأغراض لايمكن بحال الاعتماد عليهما كمقياسين نقديين لدرس الشعر وتقويمه، وأن ابن سلام نفسه كان قد أشار ـ فى مقدمته ـ إلى قضية الإنتحال والوضع فى الشعر، وأن الرواة لعبوا دوراً خطيراً فى الإقلال من شعر شاعر، والإكثار من شعر غيره .. لذلك أرى أن أهمية هذين المقياسين تنبع من ارتباطهما بمقياس الجودة، فالشاعر المكثر المجيد مُقدًَّم ـ عند ابن سلام ـ على الشاعر المُقلّ المُجيد، والمُكثر المُجيد المُتعدد الأغراض مُقدَّم على المكثر المجيد الذى لم يَقُل إلاّ فى غرض أو اثنين، أما كثرة الشعر وتنوع أغراضه فإنهما لا يجعلان الموصوف بهما مُقدّماً إذا كان شعره رديئاً. لذلك نرى ضرورة التعرف على كيفية حكم ابن سلام على الشعر بالجودة، وما هى أسس تلك الجودة حين يقول ـ مثلاً ـ: "كان قُرَاد بن حَنَش من شعراء غطفان، وكان قليل الشعر جيِّدَه " ، أو يقول فى حسان بن ثابت: "وهو كثير الشعر جيده " ، أو يقول: "وكان الأسْودُ شاعراً فَحْلاً، وكان يُكثِر التنقُّل فى العرب يُجاوِرهم، فيَذمُّ ويَحْمَدُ، وله فى ذلك أشعارٌ. وله واحدةٌ رائعةٌ طويلةٌ، لاحقةٌ بأجْودِ الشعر، لو كان شَفَعها بمثلها قدَّمناه على مرتبته " .
إذن ما هى المقاييس التى استند إليها ابن سلام وهو يصدر الحكم بالجودة فيقدم شاعراً على آخر، أو يقرن شاعراً بآخر؟
ــ لم ينكر ابن سلام جهود السابقين ونظراتهم فى الشعر والشعراء، بل يكاد الاعتماد على آراء أهل العلم والخبرة أن يكون أهم مقاييس الجودة عنده، هذا ما يقرره ابن سلام فى مقدمة
كتابه حين يقول: "واحتججنا لكل شاعر بما وجدنا له من حُجَّة، وما قال فيه العلماء ، وكذلك حين يقول:" ثم إنَّا اقتصرنا ـ بعد الفحص والنظر والرواية عمَّن مضى من أهل العلم ـ إلى رَهط أربعة اجتمعوا على أنهم أشعر العرب طبقة، ثم اختلفوا فيهم بَعْدُ. وسنسوق اختلافهم واتفاقهم، ونسمِّى الأربعة، ونذكر الحجة لكل واحد منهم ". فهو غالباً ما يستقصى آراء العلماء فى منزلة شعراء طبقاته، وأحياناً يناقش تلك الآراء ويبيّن رأيه فيها. وأمثلة ذلك كثيرة متنوعة، منها قوله فى النابغة الجعدى:" كان الأصمعى يمدحه بهذا وينسبه إلى قلة التكلف "، وقوله كان علماؤنا يقولون: أحسنُ الجاهلية تشبيهاً امرؤ القيس، وأحسن أهل الإسلام تشبيهاً ذو الرُّمَّة " .
ومما تجدر ملاحظته فى هذا الموضع أن عدم تعقيب ابن سلام على بعض ما يورده من آراء العلماء، إنما يعنى موافقته على تلك الآراء، أو فلنقل عدم تحفظه عليها، وإلاّ لما وجدناه يخالف ما لا يروقه من تلك الآراء فى مثل قوله: "وكان كُثَيِّر شاعر أهل الحجاز، وإنهم ليُقَدِّمونه على بعض من قَدَّمنا عليه " ، وكذلك قوله فى رؤبة بن العجّاج: "وقال بعضهم: إنه أفصحُ من أبيه. ولا أحسِب ذلك حقاً " ، ومثل هذه الآراء على قلتها تدلل على إعمال ابن سلام فكره وتقليبه الرأى قبل أن يعتد به ويعتمده .
ــ إن السبق والإبداع مقياس هام من مقاييس الحكم بالجودة عند ابن سلام، حيث رأيناه يبرر تقديم امرئ القيس على فحول شعراء الجاهلية بقوله: "ولكنه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها، واستحسنتها العرب، واتبعه فيها الشعراء " ، كما نراه يبرر وضع الراعى النميرى فى طبقة فحول الإسلاميين الأولى بقوله: "وكان يُقال له فى شعره: كأنه يَعْتَسِفَ الفلاة بغير دليل! أى أنه لا يحتذى شعر شاعرولا يعارضه " .
ــ وللمقاييس الفنية العامة أثر واضح فى حكم ابن سلام على الشعر بالجودة، وهى كثيرة متنوعة تتصل بلفظ الشعر؛ أو بلغته؛ أو معانيه وصوره .. ، وهى فى معظمها عامة تحتاج إلى توضيح وتحديد. ففى مفاضلته بين بيت شعر لجرير وآخر للأخطل؛ نجده يقول: "قال لى معاوية بن أبى عمرو بن العلاء: أى البيتين عندك أجودُ؟ قول جرير:"
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا وأنْدَى العَالَمِين بُطُونَ راحِ
أم قولُ الأخطل:
شُمسُ العَدَاوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم وأعْظَمُ النَّاسِ أحْلاماً إذا قَدَرُوا
فقلتُ: بيت جرير أحلى وأسْيَر، وبيت الأخطل أجزل وأرزن "، هكذا نجده يصف بيت جرير بأنه أحلى، ولا ندرى معايير هذا الوصف، أو متى يكون الشعر حلواً؟!. ومثله وصف"
عَبْدُ بنى الحَسْحَاس بأنه "حلو الشعر، رقيق حواشى الكلام " ، وكذلك وصف القُطامِى بأنه "رقيق الحواشى، حلو الشعر " . حيث لا نستطيع أن نحدد معايير رقة الحواشى ولا ماهيتها. ومع ذلك فإننا لا نعدم وجود بعض المعايير المحددة الدلالة؛ مثل جزالة اللفظ؛ وشرف المعنى وفخامته .. .
ــ والغرض الشعرى وسبل معالجته واستقصائه من الأمور التى أخذها ابن سلام فى حسبانه وهو يصنف الشعراء ويحكم على شعرهم بالجودة، من ذلك ـ مثلاً ـ قوله فى المديح فى شعر كُثَيِّر: "ورأيتُ ابن أبى حَفصَة يُعجبه مذهبه فى المديح جداً، يقول: كان يستقصى المديح " .
ومثله براعة التشبيه الذى نراه أحياناً أساساً للمفاضلة بين الشعراء، من ذلك ـ مثلاً ـ قوله: "كان ـ امرؤ القيس ـ أحسن أهل طبقته تشبيهاً، وأحسن الإسلاميين تشبيهاً ذو الرُّمَّة " .
بقى أن نقول اعتمد ابن سلام إلى جانب مقاييسه الثلاثة التى بنى عليها طبقاته مقاييس أخرى بالغة الأثر فى بناء بعض طبقاته؛ منها:
ــ البيئة: المكان وأثره فى الشعر والشعراء هو أحد المقاييس التى راعاها ابن سلام فى أثناء تصنيف طبقاته، حيث نجده يخص شعراء القرى العربية بطبقة مستقلة، ثم يفاضل بين تلك القرى وأثرها فى غزارة الانتاج فيقول: "وهى خمسٌ: المدينة، ومكة، والطائف، واليمامة، والبحرين. وأشعرهن قرية المدينة " ، وفى موضع آخر نجده يتحدث عن أثر المكان فى تشكيل سمات الشعر ـ خاصة اللغوية ـ، حيث يقول فى سُحَيْم بن وَثِيل الرِّياحىّ: "وكان الغالب عليه البَدَاء والخُشْنة " ، فخشونة شعر وثيل مردها البادية، أما عدى بن زيد فقد اختلفت سمات شعره باختلاف بيئته، حيث "كان يسكن الحِيرة ويُرَاكن الرِّيف، فلان لسانُه وسَهُل مَنْطِقُه " .
ــ العقيدة: استند ابن سلام إلى العقيدة الدينية حين أفرد لشعراء اليهود طبقة مستقلة اشتملت على ثمانية منهم. ويُلاحَظ أنه لم يعن بتحديد مكانة أىّ منهم، سواء منزلته بين شعراء طبقته، أو منزلة طبقته بين الطبقات. كذلك لم يتعرض إلى أثر العقيدة الدينية فى شعرهم ومعانيهم .
ــ الأخلاق: كذلك اتضح أثر المعيارالأخلاقى فى حديث ابن سلام عن سمات شعر بعض فحول الجاهلية كامرئ القيس والأعشى، حيث يقول: "فكان من الشعراء من يتألَّه فى جاهليته ويتعفَّف فى شعره، ولايَسْتَبْهِر بالفواحش ، ولا يتهكَّم فى الهجاء، ومنهم من كان يَنْعَى على نفسه ويتعهَّر. منهم امرؤ القيس .. ، ومنهم الأعشى " . وكذلك فى موازنته بين الفرزدق وجرير، حيث يقرن الفرزدق بامرئ القيس والأعشى، ويميِّز جريراً عنهم فيقول: "وكان جرير مع إفراطه فى الهجاء يعفُّ عن ذِكر النساء، كان لا يُشَبِّبُ إلاّ بامرأةٍ يملكُها " .
ــ التشابه: وضع ابن سلام هذا المقياس فى حسبانه وهو يشرع فى تصنيف طبقاته، فقال فى مقدمة كتابه: "فألَّفنا من تشابه شعره منهم إلى نُظَرائه، فوجدناهم عشر طبقاتٍ، أربعة رَهط كل طبقة، مُتَكافِئين مُعْتدِلين " ، وقد لاحظنا أثر هذا المعيار فى معظم طبقاته، إضافة إلى ما تجلّى فى موازناته بين بعض شعراء الغرض الواحد من طبقات مختلفة، من ذلك ما يُلاحَظ فى موازنته بين جميل بن مَعْمَر وكُثيِّر عزة فى فن النسيب، وبين جرير والفرزدق فى فن النقائض .. وغيرهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل رأيناه يفرد طبقة لمن برزوا فى غرض واحد من أغراض الشعر، وهى طبقة أصحاب المراثى . وهنا نلاحظ اكتفاء ابن سلام بذكر بعض شعراء المراثى ونسبهم وبعض أخبارهم ونتفاً من أشعارهم، مع أن الاتفاق فى الغرض كان يتطلب من ابن سلام الموازنة بين معانيهم وخصائص شعرهم، ثم المفاضلة بينهم.
ومن قبيل التشابه أيضاً؛ ما نراه فى تخصيص الطبقة التاسعة من طبقات فحول الإسلام للحديث عن أربعة من الرُّجَّاز. وقد حاول ابن سلام الموازنة بين شعراء هذه الطبقة، فأورد بعض آراء العلماء فى الموازنة بين بعض سمات رجزهم، فقال: "قال أبو عمرو بن العلاء: كان أبو النَّجْم أبلغَ فى النَّعت من العَجّاج " .
ــ النسب: قد لا يكون لصلة القُربى كبير تأثير فى الجمع بين رؤبة والعجاج، ولكنها واضحة التأثير فى حديث ابن سلام عن شعراء الطبقة الثانية من فحول الجاهليين، حيث نراه يستذكر زهير بن أبى سلمى فى أثناء حديثه عن ابنه كعب، كما يستذكر بعض شعر أخيه بجير، واستناداً إلى مقياس التشابه نجده يقرن ذكر جرير وذريته بذكره لزهير، فيقول: "ولم يزل فى ولَدِ زهير شعر. ولم يتصل فى وَلَد أحد من فحول الجاهلية ما اتصل فى ولد زهير، ولا فى ولد أحد من الإسلاميين ما اتصل فى ولد جرير" .
ثالثاً: مؤهلات الناقد:
أكد ابن سلام فى غير موضع من طبقاته على ضرورة التخصص؛ وأقام الحجة على مَن أنكر ذلك بأكثر من طريقة؛ من ذلك مقولة خلف الأحمر لمن أنكر أهمية التخصص: "وقال قائل لخلف: إذا سمعتُ أنا بالشعر أستحسنُهُ فما أبالى ما قلتَ أنت فيه وأصحابك. قال: إذا"
أخذت درهماً فاستحسنته، فقال: لك الصَّرَّاف إنه ردئ! فهل ينفعك استحسانُك إيّاهُ؟ ". وكذلك إشارته إلى الأخطاء التى تصدر عن غير المختصين الذين يتصدون للشعر وروايته فى مثل قوله:" وجدنا رواة العِلم يغلطون فى الشعر، ولا يضبط الشعر إلا أهله "."
وذكر الشروط الواجب توافرها فى الناقد فشدَّد على أهمية الذوق والاستعداد الفطرى، وبيّن أثر الدربة والممارسة فى العملية النقدية فقال: "وللشعر صَناعة وثقافة يعرفها أهل العلم، كسائر أصناف العلم والصَّناعات: منها ما تَثْقَفهُ العين، ومنها ما تَثْقَفهُ الأُذن، ومنها ما تَثْقَفه اليد، ومنها ما يَثْقَفه اللسان. من ذلك اللؤلؤ والياقوت لا تعرفه بصفة ولا وزن، دون المعاينة ممن يبصره ومن ذلك الجَهْبَذَةُ بالدينار والدرهم، لا تُعرَف جَوْدتُهما بلونٍ ولا مَسٍّ ولا طِرَازٍ ولا وَسْمٍ ولا صفة، ويعرفه الناقد عند المعاينة " .
إن العلم بالشعر وضوابطه الفنية على أهميته عند ابن سلام لايغنى أبداً عن الذوق؛ تلك الخاصية الجوهرية التى لاتتسنى للناقد بالتلقين أو التعلم، وإنَّما تُكتسب بطول المران والممارسة العملية، والتى يستند إليها الناقد المتمرس فى تمييز مستويات الجودة التى لا تخضع لضابط فنى دقيق يعين على شرح أسبابها، من ذلك ما نراه فى أمثلة ابن سلام التى نورد منها قوله: "وكذلك بَصَرُ الرقيق، فتوصف الجاريةُ فيقال: ناصعَةُ اللون، جيِّدة الشَّطْب، نقيَّةُ الثَّغر، حسنة العين والأنف، جيّدة النُّهُود، ظريفَةُ اللسان، واردة الشَّعَر، فتكون فى هذه الصفة بمئة دينار وبمئتى دينار، وتكون أخرى بألف دينار وأكثر، ولا يجد واصفُها مزيداً على هذه الصفة .. ويقال للرجل والمرأة فى القراءة والغناء: إنَّه لنَدِى الحَلْق، طَلُّ الصوت، طويل النَّفَس، مصيبٌ للَّحْن، ويوصف الآخر بهذه الصفة، وبينهما بون بعيد، يعرف ذلك العلماء عند المعانية والاستماع له، بلا صفة يُنْتَهَى إليها، ولا علم ُيوقَف عليه وإن كثرة المدارسة لتُعْدِى على العلم به. فكذلك الشعر يعلمه أهل العلم به " .
إن حديث ابن سلام السابق عن أهمية الذوق فى إتمام العملية النقدية والوصول بها إلى منتهاها لايحجب أهمية الثقافة التى ينبغى أن يتسلح بها الناقد، كما أنه لا يعفى من التأكيد على أهمية التجربة والممارسة. وإن عدم توسع ابن سلام فى الحديث عن صنوف الثقافة التى يحتاج إليها الناقد إنَّما مرده علم ذوى الإختصاص بتلك الصنوف ـ "للشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم .." ـ، وكذلك الحال بالنسبة للتجربة والممارسة.
وهكذا فإن الذوق الذى يتمثل عند ابن سلام ـ كما رأينا فى الأمثلة السابقة ـ فى المقدرة الفائقة على ممارسة العملية النقدية والتمييز بين أدق الخصائص الفنية، إنَّما يقوم على ثقافة


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

ا دوافع الاتصال...

ا دوافع الاتصال غير رسمي: * وجود حاجات ورغبات واتجاهات للأفراد يرغبون في إشباعها . *- إن التنظيم ا...

- محميات علبة ...

- محميات علبة الطبيعة بمحافظة البحر الأحمر:تقع محمية علبة الطبيعة فى الجزء الجنوبى الشرقى من الصحرا...

- الفصل الثاني ...

- الفصل الثاني : حق رئيس الجمهورية في استعمال الاوامر : اتجهت الكثير من دول العالم وفي ظل عدم استط...

مرحلة الطفولة ...

مرحلة الطفولة يقسم كثير من العلماء هذه المرحلة إلى ثلاث مراحل أساسية هي الرضاعة والطفولة المبكرة و...

وعْدُ بَلفُور ب...

وعْدُ بَلفُور بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وط...

Par leurs propr...

Par leurs propres masses et à la suite de leur couverture par de nouveaux dépôts, les couches sédim...

hope you will c...

hope you will consider me for the position. I am looking forward to hearing from you. I am able to a...

عالم حيوان وعضو...

عالم حيوان وعضو مؤسس في البرلمان. 000 يهودي بريطاني ينتمون إلى المنظمة الصهيونيّة. كان نسبة من ينتمو...

مخطط السبب والن...

مخطط السبب والنتيجة (إيشيكاوا أو مخطط هيكل السمكة): يساعد على تحديد الأسباب المحتملة لتأثير أو مشكلة...

يتسبب البشر في ...

يتسبب البشر في الاحتباس الحراري الحديث. إذ أدى حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق غازات الدفيئة في الغلاف...

على الرغم من أن...

على الرغم من أن الكوارث الطبيعية غالباً ما تكون مصدراً للدمار والخسائر، إلا أن لها بعض الجوانب الإيج...

الفيودالية، أو ...

الفيودالية، أو النظام الإقطاعي، هي نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي ساد في أوروبا خلال العصور الوسطى، وت...