لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (29%)

فالظَّالم يهبط بسرعة بعد غروب
الشَّمس في شهر سبتمبر/أيلول، وبزغتْ طالئع
فعلِجوم، ولم يكُن يَعرف اسم النَّجم )رجل الجَبّار(،- »والسَّمكة صديقتي كذلك، فأنا لم أَرَ، أَوْ أَسمع بسمكةٍوقال بصوتٍ عالٍ:
ولكنَّني يجب أن أقتلها، ومن سعادتي أنَّنا
وقال في نفسه: »تصوّرْ لو كان يتعيَّن على اإلنسان كلَّلسنا مُضطرّين إلى أن نحاولَ قتل النُّجوم«.ولم يخفِّف تصميمه على قتلها من أسفه عليها أبدًا،كم من إنسانٍ ستُطعمه هذه السَّمكة؟ ولكن هل يستحقُّ
هؤالء النّاس أكلها؟ ال، ليس ثمّة مَن يستحقُّ أَكلها؛ ولكبريائها العظيم«.ال يتوجَّب علينا أن نحاول قتل الشَّمس، أو النُّجوم،يكفينا أن نعيش على البحر، ونأكل منه«.القارب، ولها حسناتها،الخيط فأفقد السَّمكة، إذا بذلَتْ مجهودًا. والعرقلة الّتي يُحدِثها
فخفّة
سرعةً فائقةً لم تستعملها بعد، ومهما يكُن من أمر، فإنَّني
وأنظفها لئالّ تفسد،وأن آكل شيئًا منها ألكون قويًّا. وعندما أشعر بأنَّ السَّمكة
ماتزال قويّةً ومطَّردةَ الحركة سأعود إلى مؤخَّر القارب؛ ألُنجِز
العمل، وأَتَّخذ القرار،سلوكها، المجدافان خدعةٌ بارعة،ولكن آنَ األوانُ للعمل من أجل السَّالمة، فماتزال السمكة
وقد رأيتُ الشِّصَّ في زاوية فمها، استرحْبإحكام، إنَّ ضرر الشِّصِّ ليس شيئًا يُذكَر، ولكنّ ما نزل بها
المهمّة التّالية«.استراح مدةً ظنّها ساعتَيْن، كما أنَّ استراحته لم تكُن في حقيقتها
إال استراحةً نسبيَّة،ولكنَّه وضع يده اليسرى على حافّة مُقدَّم القارب العُليا، وألقى
بمقاومة السَّمكة، أكثر فأكثر على المَركب نفسه. منها، يتوجَّب عليَّ أن أجعل من جسدي وسادةًمفاجئةٍ صغيرةٍالخيط بالقارب، ولكن في وسع السَّمكة أن تقطعه بجرَّةٍوفكّرَ: »كم سيكون األمر سهالً لو كان في اإلمكان ربط
وقال بصوتٍ مسموع:
- »ولكنَّكَ لم تَنَمْ لِحدِّ اآلن -أيُّها الشّيخ- فقد انقضى
نصفُ نهارٍ وليلة،يجب أن تبتكر طريقةً لكي تنامَ قليالً عندما تكون
السَّمكة هادئةً ومطَّردةَ الحركة، وإذا لم تَنَمْ فقد تختلط
األمور في رأسكَ«. فأنا واضحٌ وضوحَ النُّجوم الّتي
وحتّى المحيط ينام -أحيانًا- في أيامٍ محدّدةٍهي أخواتي، فالنُّجوم تنام، والقمر
عندما ال يوجد فيه تيّار،وقال في نفسه: »ولكن تذكَّرْ أن تنام، اجعلْ نفسكَ تفعل
ذلك،الخلف لتهيِّئ سمكة الدّولفين، إنّه لَخطرٌ كبيرٌ أَن تعرقل سير
ولكن ستكون
وشرعَ بشَقّ طريقه إلى مؤخَّر القارب وهو يزحف في حذر
وفكّرَ
ولكنَّني ال أريدها أن تستريح،يجب عليها أن تجرَّ القارب حتّى تموت«. استدار بحيث تتلقّى يده اليسرى
ضغط الخيط الّذي حول كتفَيْه، واستلَّ سكّينه من غمدها بيده
اليمنى. كانت النُّجوم متوهِّجةً اآلن، فرأى سمكة الدّولفين
رؤيةً واضحة فأغمد نصل سكّينه في رأسها، من بطنها حتّى طرف فكّها األسفل، ثمّ طرحَ سكّينه بخفّةٍتحت مؤخَّر القارب، ووضع إحدى قدميه على السَّمكة وشقّها
وشعرَ أنَّ كرشها ثقيلٌ ولزجٌ في يديه،ووجد في داخله سمكتَيْن طائرتَيْن، كانتا طازجتَيْن وصلبتَيْن، وألقى باألحشاء والخياشيم من
الوهج في الماء، كانت سمكةُ الدّولفين باردةً، ثمّ قَلَبَها، وسلخَ الجانب اآلخر،وشقَّ كلَّ جانبٍ من الرأس حتّى الّذيل. ونظرَ ليرى ما
ولكنْ لم يكُن هناك سوى
الضَّوء النّاتج من هبوط النُّفايات البطيء، ثمّ استدار، ووضع
السَّمكتَيْن الطّائرتَين بين شريحتَي سمكة الدّولفين، وأعاد
القارب، وهو يحمل السّمكات بيده اليمنى، وظَهرُه مُنْحَنٍسكّينه إلى غمدها؛الخشب والسَّمكتَيْن الطّائرتَيْن بجانبهما، عدَّلَوعندما عاد إلى مقدَّم القارب وضع شريحتَي السَّمكة على
الخيط على كتفَيْبيده اليسرى وهو مُستنِه في موضعٍ جديد، وأمسك به مرَّة أُخرى
دٌ إلى حافّة القارب،يالحظ سرعة الماء على يده، وهو
من جرّاء سلخه جلد السَّمكة، وراقب جريان الماء على يده، وحكَّ جانبَ يدِهِ بخشب المركب،فتساقطَتْ جُزيئاتٌ فوسفوريّةٌ منها، وطفتْ على الماء فجرفها
- »السَّمكةُ إمّا متعبة، وإمّا أنّها تستريح، واآلن،عَليَّ أنْ أنتهي من أكل سمكة الدّولفين هذه، وآخذ
تحت النُّجوم، واللَّيل يزداد برودة طوال الوقت، أكلَ نصف
بعد أن أفرغَ أحشاءها،وقال:
حامض«.وقال في نفسه: »لو كنتُ ذكيًّا لرششْتُ الماء على مُقدَّم
القارب، وتركته يجفُّ طَوال اليوم فيتحوَّل إلى ملحٍ، ولكنَّني
-في الحقيقة- لم أَصطَدْ سمكةَ الدّولفين إالّ عند غروب
ولكنّي مضغتُها
وال أشعر بالغثيان«.كانت السّماء تتلبّد بالغيوم من جهة الشَّرق، وراحت
النُّجوم الّتي يعرفها تختفي واحدةً تلو األُخرى، وبدا -اآلن-
كما لو كان يتحرَّك في وادٍ سحيقٍ من الغيوم،سيكون الطَّقس سيِّئًا بعد ثالثة أو أربعة أيّام،الحركة«. ثمّ استند بفخذه
ثمّ حوّلَ الخيط قليالً إلى األسفل على كتفَيْه، ووضعَاأليمن على يده اليمنى،بالخيط مادام ملفوفًا حولها، وفكّرَ: »تستطيع يدي اليمنى أن تُمسِك
إنَّ األمر
صعبٌ على اليد اليمنى، ولكنَّها اعتادت على تحمُّل المشقّة، ففي ذلك فائدة«،وانكفأ إلى األمام وهو مُتشبِّثٌ بالخيط بجسده كُلّه، وواضعًا
لم يحلم باألُسود، ولكنَّه بدالً من ذلك حلم بمجموعةٍثقله كلّه على اليد اليمنى، ونام. فكانت تتقافز عاليًا في الهواء،ّفشعرَ ببردٍ حلم بأنَّه في القرية، نائمًا في فراشه، قارس، ألنَّ رأسه اتَّكأ
وبعد ذلك راح يحلم بالشّاطئ األصفر الطّويل، وبأنّه رأى
األُسود، وأنَّه لبث
نائمًا بينما كانت السَّمكة تواصل الجرّ بانتظام، والقارب يسير
في نفق من الغيوم.أفاقَ على هزَّةٍ مفاجئةٍ من قبضته اليمنى على وجهه وحرقة
الخيط في يده اليمنى، لم يكُن يشعر بيده اليسرى، ولكنّه
هو إلى الخلف مُلقيًا بثقله على الخيط الّذي راح اآلن يحزّانفلتَ خارجًا، وأخيرًا، ثمّ سقوطًا ثقيالً، ثمّفرآها والخيط ينساب منها بخفّة، وفي تلك اللَّحظة، قفزتِكُلّه فانجرحتْ جرحًا سيِّئًا. نظر خلفه إلى لفّات الخيوط،وثبَتْ مرَّة تلو األخرى، وانطلق القارب بسرعة على الرَّغم من
وجُرَّ الشّيخ إلى األسفل بقوّة،وارتطم وجهه بشريحة الدّولفين،وفكّرَ: »هذا ما كُنّا ننتظره، ولكنّه كان فقط
ولكنَّه كان يتوقَّع حدوث ذلك دائمًا، ولهذا حاول أن يجعل


النص الأصلي

لقد حلَّ الظَّالم اآلن، فالظَّالم يهبط بسرعة بعد غروب
الشَّمس في شهر سبتمبر/أيلول، واضطجعَ على الخشب
البالي لمُقدَّم القارب، واستراحَ قَدْرَ المُستطاع. وبزغتْ طالئع
النُّرآه، فعلِجوم، ولم يكُن يَعرف اسم النَّجم )رجل الجَبّار(، ولكنَّه
م أنّ النُّجوم األُخرى كُلّها سرعان ما ستبزغ، وسينتثر
حوله أصدقاؤه البعيدون جميعهم وَشيكًا في أجواز السّماء.



  • »والسَّمكة صديقتي كذلك، فأنا لم أَرَ، أَوْ أَسمع بسمكةٍوقال بصوتٍ عالٍ:
    مثلها قطّ، ولكنَّني يجب أن أقتلها، ومن سعادتي أنَّنا
    وقال في نفسه: »تصوّرْ لو كان يتعيَّن على اإلنسان كلَّلسنا مُضطرّين إلى أن نحاولَ قتل النُّجوم«.
    ولكن تخيّلْ لو كان على اإلنسان أن يحاول قتل الشَّمس كلّيوم أن يحاول قتل القمر، لَتَوَجَّب على القمر أن يلوذ بالفرار،
    يوم؟«، وفكَّر: »إنَّنا وُلِدنا مَحظوظين«.
    ثمّ شعرَ باألسف للسَّمكة العظيمة الّتي ليس لديها ما تأكله،
    ولم يخفِّف تصميمه على قتلها من أسفه عليها أبدًا، وفكَّرَ
    كم من إنسانٍ ستُطعمه هذه السَّمكة؟ ولكن هل يستحقُّ
    هؤالء النّاس أكلها؟ ال، طبعًا، ال، ليس ثمّة مَن يستحقُّ أَكلها؛
    نظرًا للطَّريقة الّتي تصرّفتْ بها، ولكبريائها العظيم«.
    وفكَّرَ: »ال أفهم هذه األشياء، ولكنْ من حُسن الحظِّ أنَّه
    ال يتوجَّب علينا أن نحاول قتل الشَّمس، أو القمر، أو النُّجوم،
    يكفينا أن نعيش على البحر، ونأكل منه«.
    وقالَ في نفسه: »اآلن يجب أن أفكّر في عرقلة حركة
    القارب، فلها مخاطرها، ولها حسناتها، فقد أفقدُ كثيرًا من
    الخيط فأفقد السَّمكة، إذا بذلَتْ مجهودًا. والعرقلة الّتي يُحدِثها
    المجدافان في محلِّها، إذ يفقد القارب خفّته جميعها، فخفّة
    القارب تُطيل معاناتنا معًا، ولكنّ فيها سالمتي؛ ألنَّ للسَّمكة
    سرعةً فائقةً لم تستعملها بعد، ومهما يكُن من أمر، فإنَّني
    يجب أن أنزع أحشاء سمكة الدّولفين، وأنظفها لئالّ تفسد،
    وأن آكل شيئًا منها ألكون قويًّا.
    اآلن سأستريح ساعةً إضافيّة، وعندما أشعر بأنَّ السَّمكة
    ماتزال قويّةً ومطَّردةَ الحركة سأعود إلى مؤخَّر القارب؛ ألُنجِز
    العمل، وأَتَّخذ القرار، وفي الوقت نفسه سأتمكّن من معرفة
    سلوكها، وما يطرأ عليه من تغيُّرات. المجدافان خدعةٌ بارعة،
    ولكن آنَ األوانُ للعمل من أجل السَّالمة، فماتزال السمكة
    قويّة، وقد رأيتُ الشِّصَّ في زاوية فمها، وقد أبقت فمها مُطبقًا
    من جوع وكونها تواجه أمرًا ال تفهمه هو كلّ شيء. استرحْبإحكام، إنَّ ضرر الشِّصِّ ليس شيئًا يُذكَر، ولكنّ ما نزل بها
    اآلن -أيُّها الشّيخ- ودَعْها تعمل حتّى يحين دورك في أداء
    المهمّة التّالية«.
    استراح مدةً ظنّها ساعتَيْن، فالقمر لم يبزغ بعد، ولم تكُن
    لديه وسيلةٌ لتقدير الوقت، كما أنَّ استراحته لم تكُن في حقيقتها
    إال استراحةً نسبيَّة، فهو مايزال يتحمَّل جرّ السَّمكة على كتفَيه،
    ولكنَّه وضع يده اليسرى على حافّة مُقدَّم القارب العُليا، وألقى
    بمقاومة السَّمكة، أكثر فأكثر على المَركب نفسه.
    منها، يتوجَّب عليَّ أن أجعل من جسدي وسادةًمفاجئةٍ صغيرةٍالخيط بالقارب، ولكن في وسع السَّمكة أن تقطعه بجرَّةٍوفكّرَ: »كم سيكون األمر سهالً لو كان في اإلمكان ربط
    تخفِّف من ضغط الخيط، وأكون مستعدًّا في األوقات جميعها
    إلعطاء مزيدٍ من الخيط بكلتا يديّ«.
    وقال بصوتٍ مسموع:

  • »ولكنَّكَ لم تَنَمْ لِحدِّ اآلن -أيُّها الشّيخ- فقد انقضى
    نصفُ نهارٍ وليلة، واآلن مرَّ نهارٌ آخر، وأنتَ لم تَنَمْ،
    يجب أن تبتكر طريقةً لكي تنامَ قليالً عندما تكون
    السَّمكة هادئةً ومطَّردةَ الحركة، وإذا لم تَنَمْ فقد تختلط
    األمور في رأسكَ«.
    وفكّرَ: »إنَّ األمورَ واضحةٌ بصورةٍ كافيةٍ في رأسي، بل
    واضحةٌ أكثر من الالّزم، فأنا واضحٌ وضوحَ النُّجوم الّتي
    والشَّمس ينامان، وحتّى المحيط ينام -أحيانًا- في أيامٍ محدّدةٍهي أخواتي، ومع ذلك يجب أن أنام، فالنُّجوم تنام، والقمر
    عندما ال يوجد فيه تيّار، ويسود فيه الهدوء على سطح الماء«.
    وقال في نفسه: »ولكن تذكَّرْ أن تنام، اجعلْ نفسكَ تفعل
    ذلك، وابتكرْ طريقةً سهلةً وأكيدةً للخيوط، واآلن عُدْ إلى
    الخلف لتهيِّئ سمكة الدّولفين، إنّه لَخطرٌ كبيرٌ أَن تعرقل سير
    القارب بتثبيت المجدافَيْن إذا كان عليك أن تنام«.
    وقال لنفسه: »أستطيعُ االستمرار دون نوم، ولكن ستكون
    لذلك خطورةٌ بالغةٌ«.
    وشرعَ بشَقّ طريقه إلى مؤخَّر القارب وهو يزحف في حذر
    على يدَيْه وركبتَيْه؛ لئالّ يسبِّب جَرَّةً مفاجئةً للسّمكة، وفكّرَ
    ربَّما هي نفسها نصف نائمة؛ ولكنَّني ال أريدها أن تستريح،
    يجب عليها أن تجرَّ القارب حتّى تموت«.
    وعندما بلغَ مؤخَّر القارب، استدار بحيث تتلقّى يده اليسرى
    ضغط الخيط الّذي حول كتفَيْه، واستلَّ سكّينه من غمدها بيده
    اليمنى. كانت النُّجوم متوهِّجةً اآلن، فرأى سمكة الدّولفين
    رؤيةً واضحة فأغمد نصل سكّينه في رأسها، وسحبها من
    من بطنها حتّى طرف فكّها األسفل، ثمّ طرحَ سكّينه بخفّةٍتحت مؤخَّر القارب، ووضع إحدى قدميه على السَّمكة وشقّها
    جانبًا، وانتزعَ أحشاءَها بيده اليمنى، منظّفًا جوفها، ومتخلِّصًا
    من خياشيمها، وشعرَ أنَّ كرشها ثقيلٌ ولزجٌ في يديه، فشقّه،
    ووجد في داخله سمكتَيْن طائرتَيْن، كانتا طازجتَيْن وصلبتَيْن،
    فوق مؤخَّر القارب، فغاصتِ مُخلِّفة وراءها أثرًا فوسفوريَّفطرحهما جنبًا إلى جنب، وألقى باألحشاء والخياشيم من
    الوهج في الماء، كانت سمكةُ الدّولفين باردةً، وبدا لونها اآلن
    -على ضوء النُّجوم- أبيضَ رماديًّا. وسلخَ الشّيخ جانبًا منها،
    وقدَمُه اليمنى على رأسها، ثمّ قَلَبَها، وسلخَ الجانب اآلخر،
    وشقَّ كلَّ جانبٍ من الرأس حتّى الّذيل.
    ألقى بهيكل السَّمكة العَظميّ في البحر، ونظرَ ليرى ما
    إذا كانت ثمّةَ دوّامةٌ في الماء، ولكنْ لم يكُن هناك سوى
    الضَّوء النّاتج من هبوط النُّفايات البطيء، ثمّ استدار، ووضع
    السَّمكتَيْن الطّائرتَين بين شريحتَي سمكة الدّولفين، وأعاد
    القارب، وهو يحمل السّمكات بيده اليمنى، وظَهرُه مُنْحَنٍسكّينه إلى غمدها؛ وفي تؤدةٍ، أخذ يشقّ طريقه إلى مقدَّم
    بفعل ثقل الخيط عليه.
    الخشب والسَّمكتَيْن الطّائرتَيْن بجانبهما، وبعد ذلك، عدَّلَوعندما عاد إلى مقدَّم القارب وضع شريحتَي السَّمكة على
    الخيط على كتفَيْبيده اليسرى وهو مُستنِه في موضعٍ جديد، وأمسك به مرَّة أُخرى
    دٌ إلى حافّة القارب، ثمّ انحنى على
    يالحظ سرعة الماء على يده، وصار ليده لمعانٌ فوسفوريٌّجانب القارب، وغسلَ السَّمكتَيْن الطائرتَيْن في البحر، وهو
    من جرّاء سلخه جلد السَّمكة، وراقب جريان الماء على يده،
    كان الجريان أقلّ قوَّةً، وحكَّ جانبَ يدِهِ بخشب المركب،
    فتساقطَتْ جُزيئاتٌ فوسفوريّةٌ منها، وطفتْ على الماء فجرفها
    الّتيار ببطءٍ إلى مؤخَّر المركب.

  • »السَّمكةُ إمّا متعبة، وإمّا أنّها تستريح، واآلن، يجبُ
    عَليَّ أنْ أنتهي من أكل سمكة الدّولفين هذه، وآخذ
    قسطًا من الرّاحة وقليالً من النوم«.
    تحت النُّجوم، واللَّيل يزداد برودة طوال الوقت، أكلَ نصف
    إحدى شريحتَي سمكة الدّولفين وإحدى السّمكتَيْن الطائرتَيْن
    بعد أن أفرغَ أحشاءها، وقطعَ رأسها.
    وقال:
    حامض«. أُخرى أبدًا بال مِلْأتعسها من سمكةٍحٍ أَوْ وهي نيِّ ليمونٍئة! سوف ال أُبحِرُ بقاربٍ مرّةً- »ما أطيبَ أكْ لَ سمكة الدّولفين وهي مطبوخة! وما
    وقال في نفسه: »لو كنتُ ذكيًّا لرششْتُ الماء على مُقدَّم
    القارب، وتركته يجفُّ طَوال اليوم فيتحوَّل إلى ملحٍ، ولكنَّني
    -في الحقيقة- لم أَصطَدْ سمكةَ الدّولفين إالّ عند غروب
    الشَّمس تقريبًا، ومع ذلك، فثمّة سوء تدبير، ولكنّي مضغتُها
    جيّدًا، وال أشعر بالغثيان«.
    كانت السّماء تتلبّد بالغيوم من جهة الشَّرق، وراحت
    النُّجوم الّتي يعرفها تختفي واحدةً تلو األُخرى، وبدا -اآلن-
    كما لو كان يتحرَّك في وادٍ سحيقٍ من الغيوم، وخفتتِ الرّيح
    سيكون الطَّقس سيِّئًا بعد ثالثة أو أربعة أيّام، ولكنْقال:
    ليس اللَّيلة أوْ غدًا، فَجَهِّز الشّراع اآلن لتنال قسطًا من
    النَّوم -أيُّها الشّيخ- ما دامت السَّمكة هادئةً ومطّردة
    الحركة«.
    أمسكَ الخيطَ بيده اليمنى في إحكامٍ، ثمّ استند بفخذه
    القارب، ثمّ حوّلَ الخيط قليالً إلى األسفل على كتفَيْه، ووضعَاأليمن على يده اليمنى، واتَّكأَ بكلِّ ثقله على خشب مُقدَّم
    بالخيط مادام ملفوفًا حولها، فإذا ارتختْ في أثناء النَّوم فإنَّيده اليسرى عليه، وفكّرَ: »تستطيع يدي اليمنى أن تُمسِك
    يدي اليسرى ستوقظني حالَ ذهاب الخيط بعيدًا، إنَّ األمر
    صعبٌ على اليد اليمنى، ولكنَّها اعتادت على تحمُّل المشقّة،
    وحتّى لو أنام عشرين دقيقة أو نصف ساعة، ففي ذلك فائدة«،
    وانكفأ إلى األمام وهو مُتشبِّثٌ بالخيط بجسده كُلّه، وواضعًا
    لم يحلم باألُسود، ولكنَّه بدالً من ذلك حلم بمجموعةٍثقله كلّه على اليد اليمنى، ونام.
    من أسماك خنزير البحر وهي تنتشر لثمّانية أو عشرة أميال
    في موسمِ تكاثرها، فكانت تتقافز عاليًا في الهواء، وتعود إلى
    ّفشعرَ ببردٍ حلم بأنَّه في القرية، نائمًا في فراشه، وهبّتْ ريحٌ شماليّةٌالفجوة نفسها الّتي أحدثتها في الماء عندما قفزَتْ منه.
    قارس، وقد تخدّرتْ ذراعه اليمنى؛ ألنَّ رأسه اتَّكأ
    عليها بدالً من الوسادة.
    وبعد ذلك راح يحلم بالشّاطئ األصفر الطّويل، وبأنّه رأى
    أوَّل األُسود ينزل إلى الشّاطئ في مطلع اللّيل، ثمّ تبعته بقيّة
    األُسود، وأَنَّه أراح حنكه على خشب مُقدَّم السَّفينة الّتي ألقت
    بمرساتها مع هبوب نسيم المساء من الشّاطئ، وأنَّه لبث
    كان القمر قد ارتفع في كبد السَّماء منذ مُدَّة، ولكنَّه ظلَّيترقَّب وصول مزيدٍ من األسود، وكان سعيدًا.
    نائمًا بينما كانت السَّمكة تواصل الجرّ بانتظام، والقارب يسير
    في نفق من الغيوم.
    أفاقَ على هزَّةٍ مفاجئةٍ من قبضته اليمنى على وجهه وحرقة
    الخيط في يده اليمنى، لم يكُن يشعر بيده اليسرى، ولكنّه
    أوقف الخيط بكلِّ ما أوتي من قوّةٍ بيده اليمنى، بَيْدَ أنَّ الخيط
    هو إلى الخلف مُلقيًا بثقله على الخيط الّذي راح اآلن يحزّانفلتَ خارجًا، وأخيرًا، عثرَتْ يدُه اليسرى على الخيط، فمال
    ظهره ويده اليسرى، وقد أخذَتْ يده اليسرى تتحمَّل العِبء
    السَّمكةُ مُحدِثةً انفجارًا هائالً في المحيط، ثمّ سقوطًا ثقيالً، ثمّفرآها والخيط ينساب منها بخفّة، وفي تلك اللَّحظة، قفزتِكُلّه فانجرحتْ جرحًا سيِّئًا. نظر خلفه إلى لفّات الخيوط،
    وثبَتْ مرَّة تلو األخرى، وانطلق القارب بسرعة على الرَّغم من
    أن الخيط مازال ينساب إلى الخارج، والشّيخ يزيد من الضّغط
    على الخيط حتّى يقترب من نقطة االنقطاع مرّةً بعد أُخرى،
    وجُرَّ الشّيخ إلى األسفل بقوّة، فسقط على مُقدَّم القارب،
    وارتطم وجهه بشريحة الدّولفين، ولم يستطع أن يتحرّك.
    وفكّرَ: »هذا ما كُنّا ننتظره، وعلينا اآلن أن نواجهه«.
    وقال في نفسه: »اجعل السَّمكةَ تدفع ثمنَ الخيط، اجعلها
    تدفع ثمنه«.
    لم يستطِعْ أن يشاهد وثبات السَّمكة، ولكنّه كان فقط
    يسمع تفجُّر المحيط عند قفزها ورشاش المياه الثّقيل عند
    سقوطها، كانت سرعة انفالت الخيط تجرح يديه بشدّة،
    ولكنَّه كان يتوقَّع حدوث ذلك دائمًا، ولهذا حاول أن يجعل
    الخيط يمرّ عبر األجزاء الصُّلبة من يديه، وأالّ يدعه ينزلق إلى
    راحة اليد، أو يجرح أصابعه
    وفكّرَ الشّيخ: »لو كان الصَّبيُّ هُنا لبلّل لَفّات الخيط، نَعمْ،
    لو كان الصَّبيُّ هنا.. لو كان الصَّبيُّ هنا«.
    بالتَّبوصةٍباطؤ، وسيجعلُ الشّيخ السَّمكةَ تدفع مقابالً باهظًا لكلِّوامتدَّ الخيط خارجًا وخارجًا وخارجًا، ولكنَّه أخذ اآلن
    من الخيط. اآلن رفع الشّيخ رأسه من الخشب ومن
    شريحة الدّولفين الّتي ارتطم بها خدُّه، ثمّ نهض على رُكبتَيْه،
    ثمّ -على مَهلٍ- قام واقفًا على قدمَيْه، وكان طَوال الوقت
    يُرخي الخيط، ولكنْ ببطءٍ أكبر، وتراجعَ إلى الخلف حيث
    يستطيع أن يتحسَّسَ بقدمه لفّات الخيط الّتي لم يكُن في
    استطاعته أن يراها، كانت التزال وفرةٌ من الخيط، وعلى
    السَّمكة اآلن أن تتحمَّل العِبءَ النّاتج من احتكاك كلِّ ذلك
    الخيط الجديد بالماء.
    وفكّرَ: »نعم، اآلن بعد أن قَفزتِ السّمكةُ أكثر من اثنتي
    عشرة مرَّةً، ومألتِ الجيوب المُمتدَّة على طول ظَهرها بالهواء،
    فإنَّها ال تستطيع الغوص إلى األسفل لتموت في األعماق،
    ينبغي أن أشتغل عليها، وإنّي أتساءلُ ما بالدَّبحيث يصعب عَوران، وحينئذٍليّ رفعها إلى األعلى، وسرعان ما ستبدأ
    الّذي أثارها هكذا إثارة مفاجئة؟ أال يكون الجوع هو الّذي
    جعلها يائسة، أمْ أنَّ شيئًا ما قد أفزعها في اللَّيل؟ لعلَّها شعرَتْ
    بالخوف فجأة؟ ولكنَّها كانت قبل ذلك سمكةً على قدرٍ من
    الهدوء والقوَّة، وبدَتْ بالغةَ الثِّقة وبال خوف، إنَّه أمرٌ غريب«.
    وقال:

  • »من األفضل أن تكون أنتَ -أيُّها الشّيخ- بال خوف،
    وواثقًا بنفسك، فأنتَ التزال تُمسِك بها، ولكنَّك ال
    تستطيع أن تستردَّ الخيط، ولكنَّها سرعان ما ستأخذ في
    الدَّوران«.
    أمسك الشّيخ بخيط السَّمكة بيده اليسرى وكتفَيْه اآلن،
    الدّولفين، فقد كان يخشى أن يصيبه بالغثيان من لحمِ سمكةِوانحنى ليغرف بيده اليمنى شيئًا من الماء ليُزيل ما علق بوجهه
    فيتقيّأ، ويفقد قوّته، وبعد أن نظّفَ وجهه غسلَ يده اليمنى
    بالماء من على جانب القارب، ثمّ تركها في الماء المالح وهو
    يراقب أوَّل خيوط الضّوء القادمة قُبَيل شروق الشَّمس، وفكّرَ:
    وأنَّها تسير مع التّيّار، وقريبًا سيتحتَّم عليها الدَّوران، وحينئذٍ»إنَّ السَّمكة تتَّجه نحو الشَّرق تقريبًا، وذلك يعني أنَّها مُتعبَة،
    يبدأ عملنا الحقيقيّ«.
    وبعد أن قدَّرَ أنَّ يده اليمنى بقيَتْ في الماء مُدّةً كافيةً،
    أخرجها، ونظرَ إليها.
    وقال:

  • »ال بأس بها، والرَّجلُ ال يعبأ باألَلم«.
    أَمْسكَ بالخيط بعنايةٍ لكيال يمسّ أيَّ جرحٍ جديدٍ في يده،
    وحوّل حمله بحيث يستطيع وضع يده اليسرى في البحر من
    الجانب اآلخر للمركب.
    وخاطب يده اليسرى قائالً:

  • »إنَّكِ لم تتحمَّلي ذلك األَلم من أجل شيءٍ ال قيمة له،
    ولكنْ كانت هناك لحظة لم أتمكَّن من أن أجدكِ فيها«.
    مالئمة، ولكن كانت غلطتي؛ ألنَّني لم أُدرِّوتساءل في نفسه: »لماذا لم أولد بيدَيْب تلك اليد بصورةٍن جيِّدتَيْن؟ ربَّما
    فقد كانت ال بأس بها طوال اللَّيل، وأنَّها تشنَّجتْ مرَّةً واحدةًيعلم اهلل أنَّها قد أُتيحَت لها فرصٌ كافيةٌ لتتعلَّم، ومع ذلك،
    فقط، وإذا تشنَّجتْ مرَّةً أُخرى، فليجرحها الخيط«.
    وعندما فكَّر في ذلك، أدرك أنَّه لم يكُن صافي الذِّهن،
    وخطرَ له أنَّه يجب أن يمضغ مزيدًا من لحم الدّولفين، فقال
    في نفسه: »ولكنَّني ال أستطيع، فَمِنَ الخير لكَ أن تبقى مشوَّش
    الذِّهن من أن تفقد قواك بسبب الغثيان، أعرف أنَّني ال أستطيع
    االحتفاظ بها في معدتي إذا ما أكلتها بعد أن اندسَّ وجهي
    الوقت -اآلن- لمحاولة التّقوّي بالغذاء«، وقال لنفسه: »إنّكَفيها؛ لذلك سأحتفظ بها للطَّوارئ، حتّى تفسد، ولكن فاتني
    غَبيٌّ، كُلِ السَّمكةَ الطّائرة األُخرى«.
    وكانت السَّمكة الطّائرة هناك نظيفةً وجاهزةً، فتناولها بيده
    اليسرى، وأكلها ماضغًا العظام بعنايةٍ، وأتى عليها كلِّها إلى
    ذيلها.
    وفكَّرَ: »إنَّعلى األقل ذلك النَّوع من القوّة الّ فيها من الغذاء أكثر من أيّةِ سمكةٍتي أنا في حاجةٍ أُخرى تقريبًا،
    إليها، واآلن،
    وبعد أن فعلتُ ما أَستطيع، لتبدأ السَّمكة بالدّوران، ولتأتي
    المعركة.
    كانت الشَّعندما شرعتِمس تُشرِق للمرَّة الثّالثة منذ أن نزل إلى البحر،
    السَّمكة في الدّوران.
    كانت السَّمكة تدور، فذلك سابق ألوانه، أحسَّ فقط بارتخاءٍلم يكُن في وسعه أن يرى من خالل مَيالن الخيط ما إذا
    خفيف في ضغط الخيط، فراحَ يسحبه في رفقٍ بيده اليمنى،


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

English. Find a...

English. Find an English practice group in your city. You can look for an English practice group on ...

This report pre...

This report presents a comprehensive performance analysis of the Google Merchandise Store, using da...

Decorative imag...

Decorative images are of great importance in commercial advertising, enhancing the visual appeal of ...

مهما يكن فقد تع...

مهما يكن فقد تعلمنا درسا لن ننساه والذكي يحول السلبيات إلى ايجابيات و ينظر ليومه و بكره وكله على الل...

إدارة الدورات و...

إدارة الدورات والبطوالت الرياضية البطوالت والمنافسات الدولية ارتباطاً وثيقاً ارتبطت مع تطور الحركة ...

نظام ساسي شمولي...

نظام ساسي شمولي يعتمد على حكم الفرد في غياب اي تمثيل نيابي وتحصر كل السلطات والصلاحيات في يد رجل واح...

النّص : «لا شيء...

النّص : «لا شيء يضيّع ملكات الشّخصِ ومزاياهُ كتشاؤُمِه في الحياةِ، ولا شيءَ يبعثُ الأملَ، ويقرِّب من...

تعريف الادارة ا...

تعريف الادارة المالية تعددت مفاھيم الادارة المالية واختلفت حسب نظرة كل باحث إلى وظيفة الادارة المالي...

فاستدل في هذه ا...

فاستدل في هذه المسألة بمجموعة من الباحثين اللغويين العرب الذين خاضها تجربة المصطلح اللساني من اللسان...

نقطه تحول مفاجئ...

نقطه تحول مفاجئة في العلاقات بين الدول تتضمن تهديدا مباشرا للقيم و المصالح العليا لمختلف الفواعل ، م...

منهجية البحث في...

منهجية البحث في علم الاجتماع إعداد الأستاذة وحدي 1 ثانيا/ أدوات جمع البيانات تتعدد الخطوات التي يجب ...

تسعى مختلف الدو...

تسعى مختلف الدول الى تحقيق درجات الكفاءة الاقتصادية لتحقيق مستويات عالية من التشغيل في ظل سياسة اقتص...