خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
يُعرّف النصّ السياسة التربوية من خلال دراسة أصول المفاهيم اللغوية للتربية، مُشيرًا إلى غياب التمايز اللغوي بين التربية كفعل، وكفن، وكعلم في الثقافة العربية. ويرجع ذلك إلى غياب التفكير النقدي في هذا المجال. اشتُقّت كلمة "تربية" لغويًا من معاني النمو، والإصلاح، والتغذية، والاستخراج، لتُغطي فيما بعد مجالات سيكولوجية وثقافية متنوعة. يُحدد النصّ تعريف التربية المنهجي بناءً على عدة أسس: الفلسفة التربوية السائدة، وطبيعة النظرة للإنسان، والاتجاهات السياسية، والتطورات العلمية، ووجهات نظر المفكرين، والبعد الأيديولوجي. يُناقش النصّ تعريفات التربية عند فلاسفة ومفكرين مختلفين، كالمثاليين ( سقراط، أفلاطون، الغزالي)، وروسو (النزعة الطبيعية والتربية السلبية)، وكانط (حرية الإنسان وحتميته)، بالإضافة إلى تعريفات لودج، وميلتون، وتوماس الإكويني، وهيجل، وهورن، وأرسطو طاليس، ورفاعة الطهطاوي، وستورات ميل، وسبنسر، وبستالوتزي، ودوركهايم (المنظور الاجتماعي)، وجون ديوي (البراغماتية). كما يُبيّن النصّ مفهوم التربية في الإسلام، كمنهج متكامل يُعنى بالجسم والروح والعقل، ويهدف لبناء الإنسان وصياغته لحمل رسالة الاستخلاف في الأرض، مُسلّطًا الضوء على دور الأسرة، والمسجد، والمجتمع، والإعلام في العملية التربوية في ظل تحديات العولمة. أخيرًا، يُعرّف النصّ العلاقة المتكاملة بين التربية والتعليم كمحرّك أساسي لبناء المجتمعات وتطور الحضارات، مُشيرًا إلى دور الإسلام في مجال التربية والتعليم منذ بزوغ فجر الإسلام.
ب الأول : تعريف السياسة التربوية
البحث في اصل المفاهيم اللغوية ليس ترفا علميا بل هو محاوله منهجيه مشروعه ومهمة لفهم تطور(1) مصطلح ما عبر تقاطعات الزمان والمكان، ومن المؤكد أن التوظيفات اللغوية ،تتغير مع الزمن وهنا تبدو الأهمية الكبيرة لاستخدام ألكلمه في سياقها وفقا للمعنى، ومع ضعف المضامين التي نجدها لمفهوم التربية في اللغة العربية المعاصرة,فان هذا لا يعفينا من العودة إلى اصل الكلمة الاشتقاقي ومقارنته مع الأصول اللغوية.
وهنا يتوجب علينا الإشارة إلى انه لا يوجد في الثقافة العربية تحديدات منفصلة أو تمايزا لغويا بين التربية كفعل وتربيه كفن والتربية كعلم،ويعود هذا كما أوضحنا إلى غياب التفكير النقدي المعاصر في مجال التربية والتعليم.
والتربية لغة : نشأ وترعرع ونقول ربي ، يربي ، وربا أي زاد ونما ، ربب الشيء أي أصلح الشيء.
أما جذور مفهوم التربية في اللغات اللاتينية والفرنسية والانجليزيه، فتعود كلمه تربيه إلى اصل اللاتيني والتي تدل على فعل- التربية- بمعناه الأولي المجسد، ويتفق معظم الباحثين إلى أن كلمه تربيه، مشتقه من كلمتين لاتينيتين، الأولى هو الفعل وهي تعني يغذي،أما الفعل الثاني فهو اخرج أو استخرج.
وفيما بعد هذه الكلمات تغطي مجالات سيكولوجية وتربوية وثقافية متنوعة، وأصبحت كلمه التربية ، تعني إعداد الطفل ذهنيا ونفسيا وعقليا.
أما مفهوم التربية في سياقه الفكري فيعني أن للتربية ضمن هذا السياق تعريفات عديدة، فهي تختلف باختلاف التيارات الفكرية التي يصدر التعريف عنها، فمنذ قرون تتوالد التعريفات للتربية لتواكب الأعمال الجارية، وقد أدى ذلك إلى تراكم التصورات ألقائمه للتعريف.
ومن هنا فإن للتربية تعريف منهجي يقوم على أسس موضوعيه وهي:-
1- الفلسفة التربوية التي تهيمن في مرحله تاريخية معينه.
2- طبيعة النظرة إلى الطبيعة الإنسانية.
3 -الاتجاهات السياسية الموجودة في السلطة.
4- التطورات العلمية المتتابعة ،التي تعدل في طبيعة النظرة إلى التربية.
5- البعد الذاتي للمفكرين والمنظرين، أي الإسقاطات لوجهات النظر الخاصة بكل مفكر على المنهج.
6- البعد الأيدلوجي ، الذي يمثل عامل مهم في الإسقاطات العقائدية .
وكل مجموعه من هذه العوامل، تشكل معادله مختلفة، تفرض نفسها في مجال التعريف الذي يعطي للتربية.
مفهوم التربية عند المثاليين:
تأخذ التربية عند المثاليين صبغة الجهد الإنساني الذي يهدف إلى هزيمة الشر، وكمال العقل,فسقراط يعرف التربية بأنها صياغة النفس الإنسانية وطبعها على الخير والشر،أما أفلاطون فيقول أن تربيه هي إعطاء الجسم والنفس كل جمال وكمال وهي تهدف إلى تحقيق التناسق بين النفس والجسد،ويقول المفكر الإسلامي العربي أبو حامد الغزالي عن فعل التربية هو الذي ينقي عقل المتربي وأخلاقه من الأفكار الضارة ويغرس مكانها الخلق والأدب ، ورؤية الغزالي تندرج في سياقها المثالي الذي يعطي الأولوية للجوهر الروحي والإنساني.
1 - زيد أبو زيد ,أسس التربية والثقافة ,آفاق علمية وتربوية , https://al3loom.com
فالتربية في صيغتها المثالية هي الفعل الذي يمكن الأطفال من الوصول إلى أعلى درجات نضجهم وهي تسعى إلى أن تحقق للطفل ما يجب عليه أن يكون في المستقبل.
جان جاك روسو والنزعة الطبيعية في التربية:-
يرى أنصار ألنزعه الطبيعية بان التربية هي الحياة وأنها سعي مستمر لتفجير الطاقات الطبيعية, ويعبر عن هذه الرؤية جان جاك روسو بقوله المشهور”دعوا الطفولة تنضج في الأطفال.”
التربية السلبية عند روسو:-
يعلن روسو بأنه يجب علينا ألا نهتم بالإعداد العقلي للطفل ولا يجب أن ندفعه إلى التفكير أو أي مجهود عقلي ويجب أن ندع الطفل يتحمل النتائج الطبيعية لإعماله دون تدخل الإنسان.
التربية عند كانط:-
ويرى كانط أن الإنسان حر وخاضع للحتمية ،فهو حر إلى حد الذي يعد فيه روحا, وهو خاضع للحتمية إلى الحد الذي يكون فيه جسدا خاضعا للقانون الطبيعي.
وهدف التربية عنده أن تنمي عند الكائن كل ما يستطيعه من كمال ويعرفها بأنها عمليه تكوين وبناء للجسم وذلك لأن الإنسان لا يمكن أن يصبح إنساناً إلا بالتربية.
ومن هنا فمفهوم التربية :- هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.
ونورد أيضاً بعض التعريفات للتربية من وجهة فلاسفة ومفكرون آخرون كتعريف أفلاطون :- الذي يقول أن التربية تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال.
ولودج :- الذي يقول أن التربية لها معنيان، فهي تعامل الإنسان مع البيئة المحيط به ،وهذا المفهوم واسع لها ، أما التربية بمعناها الضيق فيقصد بها التعليم المدرسي. أما ميلتون :- فيقول أن التربية السليمة هي التي تؤدي الإنسان إلى بر الأمان في السلم والحرب بصورة مناسبة ومهارة عالية.و توماس الإكويني :فيقول أن الهدف من التربية هو تحقيق السعادة بغرس كل الأفكار العقلية والمعرفية له.
ويقول المفكر هيجل :- أن العمل الجماعي هو انسب شيء. أما هرمان هورن :- فيجد أن التربية هي التفاعل مع الله لذلك يؤدي إلى تربية أخلاقية. أما أرسطو طاليس : فيعرفها، بأنها أعداد العقل للتعليم كما تعد الأرض بالبذرة.
رفاعة الطهطاوي :- فيقول أن التربية هي أن تبني خلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وأن تنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل وتمكنه من مجاورة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير.
أما ستورات ميل :- فيقول أن التربية هي كل ما يعلمه المرء أو يعلمه لغيره.
وهربرت سبنسر :- فيقول هي كل نقوم به من أجل أنفسنا وكل ما يقوم به من أجلنا بغية التقرب من كمال طبيعتها.
ومن أهم التعاريف للتربية ، تعريف بستالوتزي، الذي يقول فيه إن التربية هي النمو المتناسق لكل قوى فرد النفسية، وهو يتشابه مع أبي حامد الغزالي في المقارنة بين التربية والغراس الطبيعية, فالتربية عند بستالوتزي هي عمليه النمو لجميع قوى الإنسان وملكاته، والمربي كما يعتقد ليس هو الذي يغرس قوى جديدة في الإنسان بل تكمن مهمته في إزالة القوى الخارجية التي تقف النمو الطبيعي لدى الفرد.
وعرف دوركهايم صاحب النزعة الاجتماعية التربية ،بأنها التأثير الذي يمارسه الراشدين على الأجيال التي لم ترشد بعد, فلقد أبدى دوركهايم انتقادات أصيله لمفهوم التربية التقليدي الذي يركز على الجانب الفردي حيث وصف التربية بأنها”شيئا اجتماعيا بالدرجة الأولى” ويعرفها بأنها “تنشئه اجتماعيه تمارسها الأجيال السابقة على الأجيال اللاحقة” ويكمن هدف التربية في تنميه عده جوانب عند الأطفال وذلك على النحو الذي يحدده المجتمع السياسي بوصفه كلا متكاملا وباختصار شديد”التربية عمليه تنشئه اجتماعيه منهجيه للجيل الجديد.”
نقد دوركهايم للتصورات السائدة حول مفهوم التربية:-
لقد سجلت مثل هذه الرؤية الموضوعية الواضحة غيابا كاملا، حيث كان يجمع الفلاسفة والمربون على النظر إلى أهميه الجانب الفردي في العملية التربوية، ويقول دوركهايم”إن هدف التربية هو قبل كل شي تحقيق النمو الأمثل للملكات الفردية للنوع الإنساني ولكن هذا التصور لا يتفق مع الحقيقة الواقعية فالفلسفة الكلاسيكية كانت تتجاهل النظر إلى إنسان الواقعي في زمان ومكان محددين.
جون ديوي والروح البراغماتيه:-
تعد البراغماتيه النمط التربوي الذي افرزه المجتمع الأمريكي وشعارها هو تعلم بان العمل وغايتها التربية من اجل العمل والتكيف مع الحياة الاجتماعية،ويعرف ديوي التربية بأنها تنظيم مستمر للخبرة هدفه توسيع محتواها الاجتماعي وتعميقه، التربية حياة وليست استعدادا للحياة.
أي وبصوره عامه يعرف البراغماتيين التربية بأنها التي تعد الطفل للحياة المتغيرة المتكاملة،أما علماء الأحياء ،فيعرفون التربية بأنها القدرة التامة على التلاؤم بين الظروف الداخلية والظروف الخارجية ، حيث أن التربية هي من يؤمن هذا التكيف.
والتربية :- هي إبلاغ الشيء إلى كماله يسيراً يسيرا ،أي الانتقال بالتدريب عبر الخطوات المتتالية.
وفي تعريف الراشدين ، فالتربية :- مجموعة المؤثرات المختلفة التي توجه حياة الفرد وتسيطر عليه.
وفي تعريف جون ستيوارت ميل ، فالتربية :- كل ما نفعله نحن من أجل أنفسنا ، وكل ما يفعله الآخرون من أجلنا، لتكون الغاية تقريب أنفسنا إلى طبيعة الكمال، والتربية :- هي مجموعة العمليات التي يستطيع بها المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه، فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.
ومعنى التربية، كما ورد في القرآن، هي إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى التمام، كما في قوله تعالى:” الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”(2) (الفاتحة). والتربية في الإسلام منهج يستهدف صياغة كيان الإنسان في كليته، عقلاً وروحاً، جسداً ونفساً، والإنسان ليس جديراً بهذه التسمية إلا بالتربية، وليست التربية في الإسلام إلا إتباع الأصول التي جاء بها الأنبياء والمرسلون من الأحكام والحِكم والتعاليم، وهي المبادىء الحقيقية التي تأخذ بيد الإنسان إلى أعلى مراتب القيم الحميدة وحسن الأخلاق.
ولقد جاء الإسلام برؤية كونية توحيدية فطرية، وبقيم ومبادئ تربوية هادئة تقصد إلى الخير والإحسان، تحي الضمائر وتنير العقول وتبني حس المسؤولية في الإنسان. فصارت من أصول الإسلام كون الدين هو الموجه لحركة المجتمع ومصدر كل نظمه العاملة التي منها التربية بوسائلها المختلفة. ومن هذا الوجه يتبيّن أن الدين هو روح حركة الحياة في الإسلام وروح العلوم والمعارف كلها وروح المجتمع فالتربية في الإسلام، نظرياً وعملياً، لا تجد مرجعيتها إلا في الدين، ومفهوم العلوم ليس مقصوراً على علوم الدين، بل يشمل كل المعارف التي كشف الله عنها للبشر. وسريان روح الدين في كل شعاب الحياة والمعارف في المنظور الإسلامي هو المفهوم الصحيح للتربية، كما فهمه الأقدمون من علماء الأمة قبل نشأة بدعة تفريق العلوم إلى ديني ودنيوي. فمما قيل في هذا الصدد أن أبا حسن الأنباري كان يشتغل بالعلوم الهندسية ولما مرّ عليه بعض المشتغلين بالفقه وسألوه، بشيء من التهكم، بِمَ تشتغل ؟ أجاب: إني أشتغل في تفسير قوله تعالى:” أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ”(6) (ق)، فأنا في علومي أبين كيفية بناء هذه السماء.
فالتربية في الإسلام منهج متكامل يعنى بالجسم والروح والعقل. ومن أجل تكامل النظرة الإسلامية إلى الحياة والوجود والمجتمع، جمعت التربية الإسلامية بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، فهي تعني بالتربية الخلقية والصحية والعقلية دون إعلاء لأي منها على حساب الآخر. ولذلك ينشأ المسلم سوياً قوى الصلة بالله، محققاً لرسالته في الحياة. أما غاية التربية فهي بناء الإنسان وصياغته بالصورة التي يتمكن من حمل رسالة الاستخلاف في الأرض بالعبادة والتعمير.
ولكن يبدو، مع التقدم والحداثة، تزداد الحياة تعقيداً وكأن هذا التلازم بين التقدم والتعقيد في الحياة قاعدة عامة هي من طبيعة هذه الحياة المعاصرة، ولعلها كبرى مشكلاتها. ومع تعقيدات الحياة المعاصرة تزداد العملية التربوية تعقيداً، إذ تنعكس هذه التعقيدات على التربية فتجعل منها عملية متشعبة المشارب والمجالات لا ينحصر همها في التعليم والمعلمين وإنما تتعداهم إلى جميع قطاعات العمل، حتى لا يبقي قطاع من قطاعات المجتمع إلا ويقوم بدور تربوي، كبر شأنه أو صغر. لذلك يتحدث المربون اليوم عن دور الإعلام والنادي والسوق والمصنع والمتجر، فضلاً عن الأسرة والمؤسسات التربوية والدعوية والمسجد، في العملية التربوية. كما يتحدثون عن (المجتمع المتربي) أي المجتمع الذي يشارك في جميع الناس في العملية التربوية
فالتربية في الإسلام لها منافذ متعددة، منها الأسرة والمسجد والمجتمع إلى جانب المؤسسات التربوية النظامية من المدارس والجامعات. والنظر إلى واقع الحياة العصرية يبيّن لنا، للأسف، أن هذه المنافذ التربوية تتعرض الآن لرياح العولمة وتحدياتها. فالإعلام الملوث بالأفكار المسمومة تغشي البيت والمدرسة، بل باتت معاني الأسرة في خطر عظيم. ورسالة المسجد والدعوة تكالبت عليها الأعداء بدعاوى شتى ،وما ذلك إلا لأن التربية في الإسلام ليس نظاماً قائماً بذاته، وإنما هي نظام ذو علاقة وثيقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي تخدمه التربية. ومهمة التربية في الإسلام عملية اجتماعية شاملة تضم كل شرائح المجتمع وطبقاته، ابتداء بالنشء في الأسرة مروراً بالعوام وأرباب المهن، وانتهاءً بالنخب والمثقفين. فقوام الأمة وأساسها هي التربية الخلقية التي يصفها القرآن بـ ( التزكية) ” قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا “(9)” وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا”(10) (الشمس). ولذلك فتطهير النفس وتزكيتها من رذائل الأعمال والخصال وتحليتها بالفضائل إنما هو شرط جوهري لإحداث التغيير الاجتماعي المنوط به نهضة الأمة ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (11) (الرعد).
والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ” (159) (آل عمران).
“وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”(2) (المائدة).
فالناس في كل الأمم أكفاء فيما بينهم لا يتمايزون إلا من جهة العقول ونوعية الأخلاق، وهي لا تكتمل إلا بالتربية.
التربية والتعليم التربية والتعليم هي المحرّك الأساسيّ في بناء المجتمعات، وتطور الحضارات، ورقيّ الأفراد، وهي عملية منظمة ومدروسة تقدم من قبل الأهل، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات (1)المجتمعيّة؛ بهدف نقل المهارات والمعارف للأفراد، والقضاء على الأمية، وتنمية اتّجاهات الأفراد، وسنفصل في هذا المقال الحديث حول مفهومها، والعلاقة بين التربية والتعليم.
مفهموم التربية والتعليم
التربية تعلّم الفرد واكتسابه لمهارات معينة مثل القدرة على نقل المعرفة، وقدرة إطلاق الحكم على الأمور بشكل صحيح، والحكمة في مواجهة المواقف المختلفة، ونقل الثقافة من جيل إلى آخر، وهي كذلك تقوم على تربية الضمير والوجدان، وتنمية الإحساس، وتهذيب الشعور الإيماني، وتحسين السلوك والأخلاق.
1- فاطمة ردايدة , موقع موضوع , https://mawdoo3.com
أمّا التعليم: فالعلم هو إدراك الشيء على الحقيقة، وهو إيصال المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة، وواضحة، ومحدّدة الأهداف، تقدّم من خلال المدارس، أو الجامعات، أو غيرها العديد من المؤسسات. العلاقة بين التربية والتعليم إن العلاقة بين التربية والتعليم علاقه متكاملةالأهداف والغايات، ولا يمكن الفصل بينهما إلا لضرورة ما، فالمحور الأساسي الذي تقوم عليه هو الإنسان، وترابطه بجذوره، وتفاعله مع مجتمعه وأمته، فإذا تم إهماله فإن النتيجة فساد المجتمع بأكمله، فالتقدم والرقي لا يتحقّقان بالمال ولا بالسياسة وإنّما بإعداد جيل مثقف، وواعٍ، وقادر على فهم المشكلات وما حوله من أمور، وحلّها بطرق سلمية بعيداً عن المشكلات والتعقيدات. إن التربية هي أداة التغيير، والتعليم أداة البناء فكلاً منهما يسعى لتحقيق مستقبل أفضل، فالتعليم يهدف لتحصيل المعرفة، والإطلاع على القوانين، والتدريب على مهارة ما، أما التربية فهي مفهوم واسع وشامل. التربية والتعليم في الإسلام ظهر علم التربية والتعليم منذ بزوغ الإسلام فكانت بدايته في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وشكلت له مدرسة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كتابها القرآن الكريم المتلو من الوحي، والسنة النبوية وهي ما جاء عن النبي من قول أو فعل أو تقرير، تصديقاً لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 2] فتربى الصحابة على العلم، وعبادة الله وحده، وحسن الأخلاق، ثم أتى العلماء بعدها ليألفوا علم التربية والتعليم في نهاية القرن الهجري، وبذلك يُعدّ المجتمع الإسلامي من أرقى المجتمعات في مجال التربية والتعليم، وتنمية الفرد، ونهضة الدول، فما يميّز أمّة عن أخرى هو تعليم أفرادها ونوع التربية السائده فيها. التعليم والتربية من أساسيات النهوض في أي مجتمع، وهي من أبرز الأمور المهمة في الحياة الإنسانيّة، فالمجتمع يرتكز على التطور الفكري، والحضاري، والعلمي؛ لتكوين مجتمع متكامل، ومترابط، ومتفاهم تنتظم من خلاله حياة الفرد بفكره الواعي في جميع مجالات الحياة واستمرارها بطريقه سهلة ومريحة.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
لم أستطع أن أُكمل دراستي في تبوك لأني من الرياض، ولما بدأ الفصل الثاني دخلتُ فلم أجد خانة إدخال الطل...
إنجازات قسم بحوث أمراض الذرة والمحاصيل السكرية لقد حقق قسم بحوث أمراض الذرة والمحاصيل السكرية، منذ إ...
الآليات التربوية أولا: الآليات القانونية القانون الإداري يعد القانون الإداري المغربي من الأدوات الرئ...
الموافقة على مخاطر تكنولوجيا المعلومات. بناءً على حدود تحمل المخاطر الخاصة بتكنولوجيا المعلومات الم...
تقدر مصادر سياسية إسرائيلية وجود مؤشرات على اختراق كبير قد يؤدي إلى تجديد المحادثات بين إسرائيل و"حم...
يتطلب تحليل عوامل الخطر التي تؤثر على صحة الأطفال في مختلف مراحل نموهم فهمًا لكيفية تفاعل النمو البد...
قال الخبير النفطي والاقتصادي الدكتور علي المسبحي ان الحديث عن التعافي الاقتصادي وعمليات الإصلاح لا ي...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
The only comment is that the time of the doctor's availability is up to 430, 5 o'clock only However...
They are serving a very dry steamed chicken breast and not tasty and the fish the should provide th...
A loop of wire that forms a circuit crosses a magnetic field. When the wire is stationary or moved p...
تعد مهارة التواصل من المهارات المهمة التي يعتمد عليها الإنسان، سواء على الصعيد المهني او الشخصي. كما...