الوطني، الحرس الملكي، الحرس الإمبراطوري، الحرس الأميري…...إلخ وفي الجزائر نجد الحرس الجمهوري الذي يطلع بمهام حساسة.
وتبعا لطبيعة هذه المهام الموكلة إليه، والتي يجب أن تنفذ بكل صرامة و انضباط عاليين فقد أوكلت له القيادة إهتماما وعناية كبيرين، ولم تدخر أي جهد في سبيل تطويره وعصرنته باعتباره مرآة للجيش الوطني الشعبي بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة و هذا في إطار برنامج العصرنة والاحترافية الذي يعتبر نهجا إستراتيجيا رسمته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بغية الوصول إلى الأهداف السامية التي تتماشى وتطلعاتها، التي تهدف إلى تطوير الجيش الوطني الشعبي و إلحاقه بركب الجيوش الحديثة، و جعله جيشا إحترافيا يخدم السياسات الدفاعية للوطن.
طبقا للمرسوم الرئاسي رقم: 38/2006 المؤرخ في 03/10/2006، المتضمن تنظيم ومهام الحرس الجمهوري أوكل لقيادة الحرس الجمهوري مهمة الحماية والدفاع عن المقرات السيادية التابعة لرئاسة الجمهورية حيث تأدي هذه المهام بدرجة أولى من طرف أفواج الحراسة والحماية لقيادة الحرس الجمهوري وتوكل لوحدات التدخل لقيادة الحرس الجمهوري مهمة التدخل لصالحها.
2- الاستــخدام القتالي لأفواج الحرس الجمهوري
أ. الفوج الخاص للتدخل :
- تعريف
هو وحدة عملياتية خاصة ، من وحدات النخبة للجيش الوطني الشعبي تابعة لقيادة الحرس الجمهوري، تم استحداثها في اطار تدعيم مختلف قواتنا المسلحة بوحدات النخبة، بغية التكيف مع مختلف متطلبات المعركة الحديثة و مواجهة كافة التهديدات المتسمة بالتعقيد و عنصر المفاجأة
- التسليح:
الفوج الخاص للتدخل مزود بتجهيزات و عتاد عملياتي و تقني خاص (عتاد بحري خاص ، عتاد التسلق و العبور، تجهيزات الرصد و المراقبة ، عتاد التدخل الخاص و عتاد الدعم الخاص ...)، و أسلحة حديثة و معدات الحماية الفردية و الجماعية و عناصر السينوتقنية التي تعتمد على العنصر الكلبي في تنفيذ مختلف المهام.
يعتمد الفوج على وسائل نقل تتماشى مع طبيعة المناطق الحضرية و طبيعة المهام المسندة حيث يستعمل في تنفيذ مهامه على درجات نارية وزوارق و عربات رباعية الدفع التي تتصف بسرعة الحركة والمناورة.
بصفة عامة لا تختلف معدات و تسليح الفوج الخاص كثيرا عما هو موجود في الأفواج من وحدات النخبة للجيش الوطني الشعبي.
- البنية التنظيمية للفوج الخاص للتدخل :
تتلخص البينية التنظيمية للفوج الخاص للتدخل في:
• قائد الفوج؛
• أركانات الفوج؛
• السرية الخاصة ؛
• سرايا المغاوير؛
• السرية البحرية؛
• سرية الدعم ؛
• سرية القيادة والمصالح .
- مهام الفوج الخاص للتدخل:
1.4. في زمن السلم : الفوج الخاص للتدخل مكلف في زمن السلم بتأدية المهام التالية :
• التدخل السريع و الطارئ لصالح أفواج الحراسة والحـماية لقيادة الحرس الجمهوري ؛
• التدخل لحماية والدفاع عن المواقع السيادية الحساسة لصالح رئاسة الجمهورية و
• حماية الشخصيات الهامة و تحرير الرهائن.
• تأمين و حماية النقاط الحساسة، و المقرات السيادية المطلة على البحر.
• مهام بحرية (الاستطلاع البحري ، الانزال و الابرار البحري و تفتيش السفن) .
• القيام بمهام انسانية في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات و الحرائق ...الخ.
• الجاهزية لتنفيذ مختلف المهام المسندة من طرف القيادة العليا.
2.4. تصور لمهام و استخدامات الفوج الخاص للتدخل في زمن الحرب:
إضافة إلى المهام السالف ذكرها يمكن أن يسند للفوج الخاص للتدخل في زمن الحرب مهام خاصة على غرار وحدات النخبة للجيش الوطني الشعبي وقد يعمل بالتنسيق مع وحدات خاصة أو كوحدة مستقلة أو
تكوين مجموعات التخريب وقد تتمثل هذه المهام في :
• محاربة مجموعات التخريب المعادية.
• إنزالات في مؤخرات العدو وكذا مخادعته بإنزالات كاذبة.
• اسناد الوحدات القتالية في اتجاه المجهود الرئيسي و فك الحصار على القوات الصديقة.
• الإخلال و ارباك النظام الإداري للعدو و منظومة السيطرة للعدو.
• تدمير مراكز السيطرة المعادية و عقد الاتصال و مطارات العدو .
• منع الانسحاب المنظم للعدو و منع سيطرة العدو و تقدم احتياطاته من العمق.
• منع إنزال أو إبرار العدو علي القطاعات الصالحة من شواطئنا البحرية.
• شل وارباك نظام التأمين اللوجيستي للعدو و قطع الامدادات من المؤخرات الى الجبهة.
• شل تحركات العدو على الطرق بنصب الكمائن.
• استرجاع السيطرة على المنشآت ذات الأهمية الحيوية المستولى عليها من طرف العدو.
• خطف أوتصفية القادة ذوي الأهمية الخاصة.
ب. الأفواج الالية للتدخل:
- تعريف :
هي وحدات قتالية تكتيكية ذات بنية عضوية مستقلة ، تتلاءم هذه البنية التنظيمية مع طبيعة المعركة الحديثة لمختلف الأسلحة وتمكن الفوج من اكتساب التفوق من ناحية التنظيم بالنسبة للعدو المحتمل ، نتيجة لتوفره على تشكيل رباعي للسرايا، و تنفذ هذه الوحدات مهام قتالية أساسها القيام بمهام خاصة وفقا لمتطلبات المعركة الحديثة معتمدا في ذلك على خفة حركتها وسرعة مناورتها وفعالية أسلحتها.
تخوض الأفواج الألية القتال النشيط في مختلف الظروف ليلا ونهارا نظرا لتوفرها على عدد كبير من المعدات القتالية بإشراك مختلف أصناف الأسلحة المشكلة لبنيتها التنظيمية، حيث تعمل بوسائلها العضوية وقد تدعم بمختلف صنوف الأسلحة الضرورية في حالة الظروف الخاصة.
- التسليح:
الأفواج الآلية للتدخل مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة لا تختلف كثيرا عما هو موجود في أفواج المشاة الآلية، هذه الأفواج مزودة بوسائل متحركة تتنوع بين العربات الرباعية الدفع والعربات المدرعة لنقل الأفراد تتصف بسرعة الحركة والمناورة متماشية مع طبيعة المناطق التي في الغالب مناطق حضرية.
- البنية التنظيمية للأفواج الآلية للتدخل:
تتلخص البنية التنظيمية للأفواج الآلية للتدخل عموما في:
• قائد الفوج .
• أركان الفوج مجموعة القيادة؛.
• سرية القيادة والمصالح.
• سرايا آلية للتدخل .
• سرية دعم.
كما أن هذه البنية التنظيمية تتلاءم و طبيعة المعركة الحديثة لمختلف الأسلحة وتمكن الفوج من اكتساب التفوق من ناحية التنظيم بالنسبة للعدو المحتمل ، نتيجة لتوفره على تشكيل رباعي للسرايا الشيء الذي يساعد على إنشاء نسق ثاني أو احتياط يمكن من تطوير الهجوم و القيام بالهجمات المضادة وحل المواقف الناشئة بسرعة أثناء خوض المعركة الدفاعية.
- مهام الأفواج الآلية للتدخل:
1.4. في زمن السلم :
نظرا لما سبق التطرق إليه فإن الأفواج الالية في زمن السلم مؤهلة لتنفيذ المهام القتالية التالية:
• التدخل لتدعـيم أفواج الحراسة والحـماية الـتابعة لقيــادة الحرس الجمهوري.
• التدخل لصالح مهمة الحماية والدفاع عن المواقع السيادية التابعة لرئاسة الجمهورية.
• الجاهزية لتنفيذ مختلف المهام المسندة من طرف القيادة .
• القيام بمهام انسانية في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات و الحرائق .
2.4. تصور لمهام و استخدامات الأفواج الالية للتدخل في زمن الحرب :
في حالة الحرب يمكن أن تسند مهام قتالية للأفواج التدخل سواء الدفاع أو الهجوم أو مهام أخرى يحددها القائد الأعلى حسب مجريات و متطلبات المعركة على غرار الأفواج الالية و الميكانيكية للجيش الوطني الشعبي و قد تتمثل المهام القتالية لأفواج التدخل في الدفاع فيما يلي :
• إيقاع الهزيمة بالعدو المتقدم إلى الحد الأمامي للدفاع و تدمير العدو المتوغل .
• صد هجوم العدو المتوغل و تدميره أمام الحد الأمامي و تكبده أكبر الخسائر الممكنة.
• التمسك بالمناطق المحتلة وخلق الظروف الملائمة للانتقال إلى الهجوم .
• مساعـدة القـوات المدافعـة في تدميـر الإنـزالات الجوية و الابرارات البحرية المعاديـة.
• تنفيذ مهام أخرى تنشأ في سير العركة.
ج- أفواج الحماية و الحراسة:
- تعريف :
أفواج الحماية و الحراسة هي وحدات مكلفة بحماية المقرات والإقامات التابعة لرئاسة الجمهورية (مقر رئاسة الجمهورية مقر إقامة رئيس الجمهورية قصر الشعب جنان الميثاق مقام الشهيد...)، كما يتواجد بعض من أفرادها بصفة رمزية على مستوى بعض مؤسسات الدولة الجزائرية للدلالة على الطابع الجمهوري للدولة.
كما يتواجد كذلك أفراد هذه الوحدات على مستوى بعض مؤسسات الدولة بصفة رمزية، للدلالة على الطابع الجمهوري للدولة على غرار مقرات قصر الحكومة، الأمانة العامة للحكومة والمجلس الدستوري.
- التسليح :
أفواج الحماية و الحراسة مزودة بأسلحة خفيفة ومتوسطة لا تختلف كثيرا عما هو موجود في أفواج التدخل للحرس الجمهوري و أفواج المشاة الآلية للجيش الوطني الشعبي .
هذه الأفواج مزودة بوسائل متحركة تكتيكية لنقل الأفراد تتماشى مع طبيعة المناطق الحضرية و المهام المسندة لها.
- البنية التنظيمية لأفواج الحراسة و الحماية:
تتلخص بنية أفواج الحراسة والحماية في الآتي:
• قائد الفوج.
• أركان الفوج مع مجموعة القيادة.
• سرية القيادة والمصالح.
• سرايا الحراسة والحماية.
• سريتي اختصاص حسب المهام.
• سرية الدعم.
- مهام أفواج الحراسة و الحماية:
1.4. في زمن السلم:
تتلخص مهام أفواج الحماية و الحراسة في زمن السلم كونها مكلفة بحراسة وحماية مقر رئاسة الجمهورية وملحقاتها والإقامات الرسمية التابعة لها والمتواجدة عبر كامل التراب الوطني
2.4. تصور لمهام و استخدامات أفواج الحماية و الحراسة في الدفاع في زمن الحرب
في حالة الحرب يمكن أن تسند المهام القتالية لأفواج الحماية و الحراسة في مختلف الأعمال القتالية و التي تحدد من القائد الأعلى حسب مجريات و متتطلبات المعركة، ويمكن أن تكون المهام القتالية للأفواج الحراسة و الحماية عند الدفاع في زمن الحرب مماثلة لمهام أفواج المشاة للجيش الوطني الشعبي كالاتي:
• تدعيم الوحدات القتالية في المعركة الدفاعية .
• العمل كمجوعة مضادة للإنزالات الجوية.
• التمسك بالمناطق الهامة و الحساسة.
• منع إبرار العدو علي القطاعات الصالحة من شواطئنا البحرية؛
• شل تحركات العدو على الطرق بنصب الكمائن؛
• مساعـدة القـوات المدافعـة في تدميـر الإنـزالات الجوية و الابرارات البحرية المعاديـة.
د. الافواج المتخصصة :
- تعريف :
هي وحدات عضوية تابعة لسلاح الحرس الجمهوري تضمن تأدية و تقديم التشريفات للرئيس الجمهورية و السلطات العليا للبلاد و ضيوف الجزائر من رؤساء و ملوك أثناء الزيارات الرسمية تتمثل
الوحدات المتخصصة لقيادة الحرس الجمهوري في:
• الفوج الأول للتشريفات؛
• وحدات الخيالة والمواكبة متمثلة في الفوج الحادي عشر للخيالة والمواكبة.
- مهام الأفواج المتخصصة :
1.2. في زمن السلم :
في زمن السلم تقوم الوحدات المتخصصة بالمهام التالية :
• تقديم التشريفات للسيد رئيس الجمهورية، للسيد رئيس مجلس الأمة، للسيد رئيس المجلس الشعبي الوطني للوزير الأول، للرؤساء ووفود الدول الأجنبية الرسمية و للضيوف من ملوك ورؤساء؛
• المشاركة في مختلف المحافل الرسمية والتظاهرات الثقافية، الوطنية والدولية؛
• المشاركة في مراسم تخرج الضباط من المدارس العليا؛
• تكوين الأفراد الموسيقيين لمختلف قيادات القوات ، وبعض الدول الشقيقة والصديقة؛
• مشاركة في الاحتفالات الوطنية والدينية تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية؛
• المشاركة في المنافسات الرياضية للفروسية على الصعيدين الوطني والدولي؛
• تكوين الفرسان في الإختصاص وتدريب الضباط على ركوب الخيل؛
2.2. تصور لمهام و استخدامات الأفواج المتخصصة في الدفاع في زمن الحرب :
في الحرب تستمر الأفواج المتخصصة في تأدية مهامها نسبيا لما تقتضيه بروتوكولات الحرب ، كما يمكن لمجموعات مشكلة منها أن تسند لها مهام و التي تحدد من طرف القائد الأعلى حسب مجريات و متطلبات المعركة، ويمكن أن تكون المهام القتالية لأفواج المتخصصة عند الدفاع في زمن الحرب مماثلة
الفصل الثاني : الدفاع في المناطق الحضرية
- القتال في المدن حديثاً:
شهد القرن الواحد والعشرون تطور كبير ومتسارع، مما أدى إلى تغيير طبيعة القتال في المدن، نذكرمنها:
في حرب الخليج الثانية (1991)، واجهت القوات الأمريكية صعوبات كبيرة في القتال داخل المدن العراقية، مما أدى إلى خسائر كبيرة.
في الحرب الروسية الأوكرانية (2022)، استخدمت القوات الأوكرانية تكتيكات حرب المدن بشكل فعال، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية.
في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في غزة، استخدمت المقاومة الفلسطينية الأنفاق تحت الأرض والتحصينات الدفاعية، مما شكل تحدياً كبيراً للقوات الإسرائيلية.
أصبحت المدن ساحات معقدة للقتال بسبب المباني المتعددة الطوابق والأنفاق تحت الأرض.
يتم استخدام التكتيكات غير التقليدية مثل حرب الأنفاق والكمائن، كما رأينا في غزة والشيشان.
على الرغم من التطور التكنولوجي، لا تزال التكتيكات البسيطة فعالة، كما رأينا في الصومال (1993) حيث تكبدت القوات الأمريكية خسائر كبيرة في مقديشو.
تم تطوير أنظمة الملاحة وتحديد المواقع (GPS) التي زودت بها الطائرات والصواريخ، مما سمح بإصابة الأهداف بدقة عالية؛
أصبح الاستطلاع يعتمد على الأقمار الصناعية، مما وفر معلومات دقيقة عن المدن ومرافقها الحيوية.
- مبادئ و أسس الدفاع في المدن:
1.2. مبادئ الدفاع :
• الحشد وتركيز الجهود
• الانتشار
• التعاون
• المفاجأة
• الاستمرارية في أعمال القتال
• المبادرة والحيوية في أعمال القتال
• التأمين الشامل للقوات في المعركة.
2.2. أسس الدفاع في المدن:
إن القتال في المدن هو من أصعب أنواع القتال ، والاستعـداد له يتطلب إجراءات خاصة ،ولذلك يجب عند خـوض هذا النوع من القـتال إختيار المواقع المحصنـة وذات الأهمية التكتيكية، و تفادي البنايات الهشة وغير الآمنة ،ويجب ان يشمل الدفاع في المدن عدة نقاط:
• إن للقناصة في حرب الشوارع دورا كبيرا ، إذ تترك لهم الحرية في إختيار المواقع الملائمة لهم ، وكذالك الأهداف التي تكون في متناولهم ، كالقـــادة والأسلحة الثقيلة كالدبابات ،المدافع ،قواعد إطلاق الصواريـــخ المضادة للدبابات .
• إن طبيعة المناطق المبنية أو المدن أو المنازل المعزولة والمحاطة بمساحات صغيرة أوالحدائق لها تعتمد على طرق خاصة للقتال.
• يتوقف تكوين القوات التي تخصص للدفاع عن المدينة وبناء الدفاع عنها في كل الحالات على أهمية وحجم المدينة وموقعها الجغرافي، والاتجاه المحتمل لهجوم العدو.
• عند الدفاع عن المدينة يختار الحد الأمامي لنطاق الدفاع على مشارف المدينة وتجهز المواقع الدفاعية استفادة من المرتفعات والنقاط الآهلة بالسكان الموجودة في ضواحي المدينة.
• تسند مهمة الدفاع عن المدينة عادة لوحدات المشاة والمشاة الميكانيكية وينظم على أساس النقاط القوية للسرايا و الفصائل.
• يدافع الفوج كقاعدة عامة على عدة أحياء والسرية على عدة عمارات ويكون الدفاع عن المدينة من جميع الاتجاهات، ويتكون من مواقع داخلية وخارجية،
• تنظم المواقع الدفاعية الخارجية كما في الحالات العادية، ويحدد عمق كل موقع دفاع داخلي بحجم وعدد معين من المباني التي تدخل ضمن النقاط القوية للسرايا.
• تكتسي المناورة السريعة في الدفاع عن المدينة أهمية خاصة ولهذا الغرض تجهز ممرات في الحواجز كما تستخدم الأنفاق وتقفل الممرات الغير المستخدمة مع حراسة مخارجها.
• تسد الطرق الجانبية لمنع العدو من الإلتفاف مع تغطيتها بالنيران الجانبية المتقاطعة و تجهز المباني المنعزلة والمنشآت للنسف، وتتخذ اجراءات مكافحة الحرائق.
• تنظم منظومة النيران على أساس النيران الجانبية والمتقاطعة لنيران الأسلحة الخفيفة ووسائل الرمي المباشر، الدبابات، عربات قتال المشاة، ونيران المدفعية والهاونات.
• يتمركز الاحتياط المضاد للدبابات قرب تقاطع الطرق و تكون جاهزة للمناورة على امتداد الشوارع والساحات كما توزع وسائل الدفاع المضاد للطائرات بشكل تستطيع فيه التصدي للعدو الجوي على مشارف المدينة وفي كل الاتجاهات.
• تتم السيطرة على الوحدات الفرعية من مركز القيادة ونقاط القيادة والملاحظة المتواجدة في الأماكن التي تسمح بمراقبة ورصد العدو في الإتجاهات الأكثر احتمالا لهجومه.
• تتمركز العناصر اللوجيستيكية أقرب ما يمكن من التشكيل القتالي للوحدات في المنشآت العامة ، لتموين الوحدات وتنشأ إحتياطات إضافية من الذخيرة، المياه، الأرزاق والأدوية في النقاط القوية.
• يتم صد هجوم العدو بنيران كل الوسائل المتوفرة، وبالتمسك بالمناطق الدفاعية والنقاط القوية وبسرعة إجراء الهجمات المضادة وتجزئة تجمعات العدو وتدميره.
• في حالة إختراق العدو للدفاع يتم تدميره بهجمات مضادة بإقتحام المباني التي إستولى عليها مع الإلتفاف والتطويق على امتداد الطرق والأنفاق ومن عدة إتجاهات .
• تهيء المناطق المبنية ظروفاً أفضل للدفاع عنها بقوات قليلة لأنه يمكن تحويل كل مبنى أو مجموعة مبان إلى معقل أو حصن،
• ويمكن استخدام الأقبية والطوابق الأرضية كملاجئ للوقاية من الغارات الجوية والقصف المدفعي، كما أنه يمكن فتح ثغرات في الحوائط واستخدام النوافذ كأماكن لإطلاق النيران. وفي الوقت نفسه، تعتبر المناطق المبنية من العوائق التي تؤثر على حركة الدبابات وعملها داخل المدينة.
• إن نجاح القتال في المناطق المبنية يتوقف بشكل رئيسي على التنظيم الجيد وإستخدام عنصر الإسناد بشكل فعال ولا يمكن ّإستخدام الإسنـاد بشكل مـلائم إلا بعـد أن يتقن الفرد التدريب على القتال في المناطق المبنية و لديه المعرفة الكافية في كيفية التصرف أثناء القتال في هذه الظروف
3.2. أنــــواع الـــدفــاع :
ينبغي تنظيم الدفاع عن المنطقة المبنية حول الأراضي المهمة التي تحافظ على سلامة الدفاع وتوفر سهولة الحركة للمدافعين. هناك نوعان من الدفاع: ثابت ومتنقل. تشمل معظم الدفاعات مزيج من الثابت والمتنقل. ويعتمد نوع الدفاع الذي تم اختياره على قرار القائد .
1.3.2. الدفاع الثابت (الموضعي) :
نوع من الدفاع الذي يتم فيه تنظيم الجزء الأكبر من قوة الدفاع في مواقع تكتيكية معينة حيث تجري المعركة الحاسمة.
يعتمد هذا النوع على قدرة القوات في الحفاظ على مواقعهم والسيطرة على الأراضي بين المواقع. يستخدم الاحتياط في العمق، لمنع، أو استعادة الموقف في المعركة بهجوم مضاد. وعادة ما يتميز الموقع الدفاعي بحمايته لأرض هامة. في البيئة الحضرية، يجب إحتلال المباني الرئيسية العامة، و المنافذ ، محطات النقل والمجمعات الصناعية، وما إلى ذلك.
القوة القتالية لصد تقدم المهاجم أو اختراقه مع الحفاظ على الأرض. هذا النوع من الدفاع شائع في الوحدات بحجم الفوج والأدنى منه. القائد الذي يستخدم الدفاع الثابت يطبق نفس الأسس التي تنطبق على أي دفاع. يمكن تعيين القوات للدفاع عن قطاعات أو مواقع حصينة على أساس تحليل القائد ،يتم تحديد الاحتياط وتأخذ مواقعها للاستجابة بسرعة لاستغلال النجاح.
2.3.2. الدفاع المتنقل:
الدفاع عن منطقة أو الموقع باستخدام المناورة مع تنظيم إطلاق النار والاستفادة من التضاريس (الأرض) للأخذ بزمام المبادرة من العدو. ويتميز الدفاع المتنقل بتركيزه على العدو، وليس على الأرض. ومع ذلك، يتم تنظيم هذا الدفاع مع إمكانية التنقل لاستغلال ضعف العدو. من أجل إجراء الدفاع المتنقل، يحب أن يكون للمدافعين قوات كافية للدفاع عن المنطقة المبنية، وإجراء هجوم تطويق (كماشة).
كما هو الحال في الدفاع الثابت، القطاع، والموقع القتالي، والنقطة الحساسة، أو أي مزيج منها تستخدم أيضا في تشكيل ساحة المعركة عن طريق دفع العدو إلى مكان محدد حيث يمكن تدميره.
- خصائص القتال في المدن :
في المدن، يمتلك المدافعون مزايا مهمة على المهاجم. يمكن للمدافعين تشكيل ارض المعركة لصالحهم عن طريق زيادة العوائق إلى اقصى حد ممكن بما هو متوفر في المدن، يمكن إضافة قواعد الاشتباك المفروضة على المهاجم كميزة الى المدافعين بسبب القيود المفروضة على استخدام القوة من قبل المهاجمين. المعرفة بالأرض والوقت و المناح لإعداد مواقع دفاعية من المزايا التي قد تمكن المدافعين من النجاح في مقاومة عدو متغوق ، يمكن للدفاع عن مدينة ان يفرض على المهاجمين تخصيص قدر كبير من قواته مما يقلل من قدرته على مهاجمة أماكن أخرى.كما يمكن للدفاع عن مدينة أن يعيق القدرة الهجومية الشاملة للمهاجمين.
- الملاحظة وميادين النيران :
تقتصر الملاحظة وميادين النيران على الممرات الضيقة التي تشكلها الشوارع والأزقة وتعرقل الملاحظة استعمال الدخان والغبار المتصاعد أثناء القتال، لذا يجب احتلال وتثبيت أعلى البنايات لاستعمالها لمركز ملاحظة وتوفير الحماية لها .
- ميادين الرمي قصيرة : غالبا ما تحد المباني من ميادين الرمي وإمكانية الإسناد المتبادل بين المراكز لذلك ينصح بفتح ميدان رمي يتناسب مع خطة التمويه .
لا يوجد متسع من الأرض للحركة و المناورة لذلك يجب على القائد أن يفكر مسبقا في تحديد أو فتح طرق مناسبة و مستورة للمواقع التي يحتمل إجراء هجمات مضادة منها و حسب الخطط الموضوعة لها .كما أن الحطام والأنقاض الناجمة عن التدمير ستقيد ميادين الرمي الموجودة ويزد من قابلية تعرض الدبابات والعربات لخطر الوقوع في كمائن العدو .
- الإخفاء والتستر : توفر المناطق المبنية إخفاءا وسترا ممتازين لكل من المهاجم والمدافع على السواء
إلا أن للمدافع ميزة أهم، وهي أن المهاجم بطبيعة الحال يعرض نفسه للتحرك داخل المنطقة المبنية. ويستطيع المدافع زيادة فعالية الميزة التي يتمتع بها إذ هو استطاع اختيار (مواقع دفاعية في مباني جيدة البناء مع ميادين رمي جيدة) وتعتمد فعالية التستر على كثافة المباني وطبيعة البناء .
المباني الحجرية ذات الجدران السميكة توفر درجة عالية من التستر. والمباني المؤلفة من ادوار تحت الأرض (الأقبية) توفر درجة جيدة من التستر الرأسي فمن الأفضل إخفاء مركز القيادة ومرافق الشؤن الإدارية تحت الأرض ويمكن وضع الهوائيات على الطوابق العليا أو فوق المباني العالية كذلك يجب مد أسلاك الهاتف الميداني في قنوات مجاري أو من خلال المباني .
- العوائق : إن المباني المتلاصقة والمتقاربة بشكل هندسي تعرقل الحركة وتشكل عوائق ممتازة ضد الأفراد والعربات ويظهر ذلك واضح في المناطق التي تكون مبانيها على خط واحد وذات المجمعات. وهنا يسهل غلق الممرات وعمل المتاريس وسترها وحمايتها بالنيران ويمكن استخدام الأحجار لبناء العوائق .
- الأرض الهامة : أمثلة أساسية عن الأرض هي الموانئ والمطارات ومحطات الطاقة وعقد الإتصالات والجسور والمجمعات الحكومية والحدائق.
- التمويه: الاستطلاع والتعرف على الاهداف أكثر صعوبة في المدن، مقر القيادة وقوات الاحتياط ومرافق خدمة اسناد القتال، والقوات المقاتلة الموضوعة فى المناطق المبنية يصعب كشفها. رغم هذه الخصائص.
- متطلبات الدفاع عن المناطق الحساسة :
إضافة إلى المتطلبات العامة للدفاع والمتمثلة في الثبات ،النشاط ،القدرة على صد أسلحة العدو بجميع الوسائل والقدرة على ات ش والاسلحة ذات الدقة العالية والحرب الالكترونية ،متطلبات الدفاع عن المناطق الحساسة هي:
أ- التعرف على المنطقة وتقييمها:
يجب أن يتعرف جميع العناصر على المنطقة الحساسة الكبيرة وتقسيماتها الداخلية والخارجية بدقة، مع التركيز على النقاط الحساسة ذات الأهمية الاستراتيجية،و يتم تقييم البنية التحتية للمنطقة (مصادر المياه، الكهرباء، خطوط الاتصالات) لمعرفة نقاط الضعف المحتملة
ب- توزيع العناصر والأسلحة :
يتم توزيع العناصر على نقاط الضعف والأماكن التي قد يتسلل منها العدو، مع التركيز على النقاط الحساسة ، الأسلحة الثقيلة والمتوسطة توزع على المواقع المشرفة على مساحات واسعة، خاصة حول النقاط الحساسة و الأسلحة الخفيفة (مثل البنادق) في الأماكن ذات الرؤية المحدودة بسبب العوائق.
ت- إقامة التحصينات وتعزيز الدفاعات:
يتم بناء التحصينات داخل المنطقة وحولها، مع التركيز على النقاط الحساسة، سد النوافذ والممرات السفلية باستخدام مواد مثل الإسمنت و يتم إنشاء منافذ سرية بين الغرف والمباني المجاورة أو عبر السقوف لتمكين الحركة الآمنة للعناصر، خاصة بين النقاط الحساسة.
ث- قطع الطرقات وتفخيخها:
يتم قطع الطرقات المؤدية إلى المنطقة عن طريق وضع الحواجز أو سدها، مع التركيز على الطرق المؤدية إلى النقاط الحساسة، يتم تفخيخ الطرقات غير المرئية بالألغام والأفخاخ اللاصقة لتوفير إنذار مبكر، خاصة حول النقاط الحساسة.
ج- تأمين خطوط الاتصال والطاقة:
يتم تأمين خطوط الاتصال السلكية وقطع التيار الكهربائي الرئيسي والاعتماد على خطوط فرعية، مع ضمان استمرارية الاتصال بين النقاط الحساسة. كذلك يتم تعطيل المصاعد والاعتماد على السلالم للحركة داخل المنطقة، خاصة في المباني التي تحتوي على نقاط حساسة.
ح- تأمين مواد تحصين الدفاع:
يتم تأمين كمية كبيرة من مواد التحصين وتخزين المتطلبات الأساسية مثل التموين والذخيرة والماء في مواقع قريبة من النقاط الحساسة؛ كما يجب إزالة أي مواد قد تسبب حرائق أو تعيق المراقبة والرمي، خاصة حول النقاط الحساسة.
خ- المراقبة والاستطلاع:
يتم وضع قناصة ومراقبين في النقاط العالية والمشرفة لمراقبة تحركات العدو، مع التركيز على المناطق المحيطة بالنقاط الحساسة و استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات المسيرة وأنظمة المراقبة الذكية لتعزيز القدرات الدفاعية، خاصة في المناطق الكبيرة.
د- الإعداد الجيد للخطط الدفاعية :
يتم تحضير خطة دفاعية واضحة وتحديد مهام كل عنصر بشكل دقيق، مع التركيز على حماية النقاط الحساسة. مع وضع خطة لاستعادة السيطرة على النقاط الحساسة في حالة فقدانها.
ذ- الاستفادة من الميزات الجغرافية والبنية التحتية:
يجب على المدافعين الاستفادة من جميع مستويات المنطقة: مستوى الأرض (الشوارع والحدائق)، فوق سطح الأرض (المباني)، وتحت الأرض (الممرات والأنفاق).
ر- وضع الأسلحة بشكل استراتيجي:
يتم وضع الأسلحة في مواقع تسمح بالفعالية القصوى مع توفير الإسناد المتبادل بين المواقع، مع التركيز على حماية النقاط الحساسة ،يتم تركيز النيران على الاتجاهات الأكثر احتمالًا لاستخدامها من قبل العدو، خاصة تلك المؤدية إلى النقاط الحساسة.
ز- إغلاق المنافذ والمداخل وتغطيتها بالنيران:
يتم إغلاق جميع المقتربات المؤدية إلى المنطقة وتغطيتها بالنيران لمنع تقدم العدو، مع التركيز على الطرق المؤدية إلى النقاط الحساسة من خلال حرمان العدو من الوصول إلى المنافذ الأرضية وتحت الأرض كجزء من الخطة الدفاعية الشاملة، خاصة تلك القريبة من النقاط الحساسة.
س- التأمين الطبي والنفسي:
يتم توفير نقاط إسعاف أولية ومستلزمات طبية داخل المنطقة لمعالجة الإصابات بشكل فوري، خاصة بالقرب من النقاط الحساسة، يجب أن يكون المدافعون مستعدين نفسيًا لمواجهة الضغوط الناتجة عن الحصار أو الهجمات الطويلة، مع توفير الدعم النفسي المستمر.