لخّصلي

لمبحث الثاني: مهام وأهداف الوظيفة المالية
المطلب الأول: مهام ودور المدير المالي
المدير المالي هو الشخص المسؤول بجدارة عن تنفيذ الوظائف المالية،والمدير المالي الذي لا يؤدي دور ديناميكي في اتخاذ القرارات على الدوام يعد شخص غير مهم يضاف إلى ذلك أن قرارات الإدارة العليا هي مجال اهتمامه وعند ذلك يصبح شخص إداري مهم،وحتى ينفذ المدير المالي الوظائف المالية فأنه يقوم بمهام التخطيط والرقابة المالية وتدبير الأموال وغيرها من
المهام (1) وفي ضوء ذلك يمكن حصر سلطات وصلاحيات أو بالأخص مهام المدير المالي في مايلي :
1- البحث والحصول على الأموال.
2- تحديد كلفة كل مصدر من مصادر التمويل.
3- تخصيص الأموال.
4- إنشاء العلاقات مع المصارف المختلفة وتطويرها.
5- تنسيق العلاقة مع الأسواق المالية ومتعهدي الإصدار.
6- تحديد الهيكل المالي الأمثل من وجهة نظر المؤسسة.
7- الإشراف على تنفيذ السياسة المالية المعتمدة في كافة نشاط المنشأة ومراقبتها.
8- مساعدة المدير العام في تفهم نتائج التقارير المالية.
9- الإشراف على إعداد الحسابات الختامية للمشروع.
10- تخطيط الأرباح.

(1)أ.د.محمد علي العامري ، الإدارة المالية ، دار المناهج للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى،2007 ، ص 19

ومن هنا نكتشف مهام وصلاحيات المدير المالي عن الدور الذي يؤذيه لتنفيذ وظائف الإدارة المالية وانعكاس ذلك على أهداف المنشأة وبالذات هدفها الرئيسي تعظيم قيمتها (تعظيم ثروة المساهمين) فالمدير يبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف من خلال اتخاذ القرارات التي تنطوي على مجموعة من المبادلات بين العائد والمخاطرة وهذه القرارات المالية تؤثر في القيمة السوقية لأسهم المؤسسة والتي تؤول إلى تعظيم الثروة. ويمكن توضيح دور المدير المالي في تحقيق هدف المنشأة في الشكل التالي:
قرارات المدير المالي

شكل 1- دور المدير المالي في تحقيق أهداف المنشأة
المصدر: أ.د.محمد علي العامري،الإدارة المالية،دار المناهج للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،2007 ،ص 21
المطلب الثاني: أهداف الوظيفة المالية
ترتبط أهداف الوظيفة المالية بأهداف المؤسسة عامة فالنهايات التي تسعى إلى تحقيقها هي نفسها وتتجسد من خلال استراتيجيتها العامة والتي تتفرع إلى استراتيجيات فرعية منها الاستراتيجية المالية.فمن أهداف المؤسسة نجد :
يأتي تعظيم الربح في أول الرتب وهو هدف تقليدي للإدارة المالية لكن هذا الهدف لازال يمثل أولى الأهداف للمؤسسات الاقتصادية،وتنشأ أهمية هذا الهدف من كون الربح يمثل التبرير الاقتصادي لاستمرارية أي شركة في الحياة الاقتصادية،كما أنه يمثل مؤشرا مهما لتقييم الأداء الاقتصادي بالإضافة إلى كونه مصدرا مهما من مصادر التمويل الداخلية وبالتالي فإن تحقيق هذا الهدف والدعوة لتغطيته إنما يعبر عن فاعلية القرارات المالية .
هدف تعظيم الثروة كهدف استراتيجي بالمقارنة بهدف تعظيم الربح،ذلك أن المساهم يفضل تعظيم الثروة في الأجل الطويل بدلا من زيادة الأرباح في الأجل القصير،وقد يكون تعظيم الربح جزءا من استراتيجية تعظيم الثروة وقد يتم الجمع بينهما ولكن لا يحدث العكس.
تعظيم القيمة الحالية لثروة الملاك في المشروع أي كان الشكل القانوني أي تعظيم القيمة البيعية لحصة الملاك أو صافي الثروة .
دراسة الحاجة المالية المرتبطة بنشاط المؤسسة طبقا لخطتها الاستراتيجية وذلك لتحديد الوسائل المالية الضرورية لتغطية هذا النشاط والوقت المناسب للحصول عليها.
دراسة الإمكانيات المتوفرة أمام المؤسسة للحصول على الأموال المطلوبة بحيث تعمل على المقارنة بين الاختيارات الممكنة واقتراح احسنها مردودية وأقلها تكلفة ومخاطر.
اختيار أحسن طرق التمويل حيث تكون عادة في شكل مزيج بين مختلف المصادر وتحقيق أحسن مردودية مالية.
يعتبر تسيير خزينة المؤسسة وسيولتها من أهم المهام وأعقدها حيث تلتقي فيها مختلف العوامل والجوانب المتعلقة بالوظيفة المالية.

• 
  

  إذن نلاحظ أن الوظيفة المالية تسهر على الاستعمال الجيد للإمكانيات المالية للمؤسسة ليس أثناء تنفيذ الخطط والبرامج فقط بل حتى إعدادها من جهة ومن جهة أخرى فإن هذه الوظيفة بتوفيرها هذا الجانب من المراقبة لمختلف وظائف المؤسسة الأخرى تعمل في الأخير على تحقيق المردودية المالية لمدى قدرتها على التحكم في الجانب المالي مع التنسيق مع الوظائف الأخرى مثل كل من: الشراء،الإنتاج،الموارد البشرية...........وغيرها وكذا تحديد المسؤوليات على المصاريف والإيرادات فيها. ومن هذه الأهداف يمكن استنتاج وظائف الوظيفة المالية.

  
  

  المطلب الثالث: وظائف الوظيفة المالية
  تضطلع الوظيفة المالية في المؤسسة بوظائف متعددة ومتنوعة مهمتها تحقيق الهدف أو الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها هذه الوظائف باختلاف طبيعة عمل الشركة وحجمها ونشاطها إلا أنها تشترك في مضمون واحد هو المساعدة في تحقيق الهدف ومن بين أهم وظائف الوظيفة المالية مايلي:
  1- التحليل المالي :
  يقوم المحلل بالتحليل المالي للكشوفات المالية بهدف التخطيط وإتخاذ القرارات ولتنفيذ هذه القرارات،ومقارنتها مع ماهو مخطط تستلزم أدوات لقياس الأداء،ويعتبر التحليل المالي هو أفضل أداة للكشف عن أداء المؤسسة وسوف نتطرق للتحليل المالي بقليل من التفصيل في المبحث الثالث.
  
  2- الحصول على الأموال:
  إن الرصيد النقدي لا يكفي لتغطية العجز،فإن المدير المالي يجد من الضروري الالتجاء إلى مصادر خارج شركته للحصول على هذه الأموال من مصادر مختلفة،كما أنها تعرض تحت أنواع متنوعة من الانفاقات والشروط ولفترات زمنية متفاوتة،والمشكلة الرئيسية التي يواجهها المدير المالي في هذا المجال هي الحصول على (خليط أو مزيج) من هذه الأنواع يتناسب أكثر من غيره من الاحتياجات المتوقعة لمنشأته.(1) وباختصار وظيفة الحصول على الأموال هي تخطيط الاحتياجات المالية والتنبؤ بها ومراقبتها هي أساس نشاط المدير المالي .

  
  

(1) الوظيفة المالية في المؤسسة ، مذكرة ليسانس ، كلية العلوم الاقتصادية والتسيير جامعة باجي مختار عنابة ، مرجع سابق ذكره ص 16

3- التخطيط المالي:
التخطيط المالي هو مجموعة الخطط اللازمة للحصول على الموارد المالية والاستخدام لها.ولهذا فإن التخطيط المالي يشير إلى تحديد المتطلبات المالية،الاستثمارات،النمو،الأداء خلال مدة محددة من الزمن.يعد التخطيط المالي عنصر أساسي لنجاح المؤسسة فهو دليلها المالي في المستقبل،فمن خلال التخطيط المالي تحدد الشركة إمكانية الحصول على الاموال وكيفية الاستخدام لهذه الأموال.ولهذا فإن التخطيط المالي يتضمن تنسيق النشاطات المالية من أجل تعظيم ثروة المساهمين (قيمة المؤسسة).ويمثل التخطيط المالي جزءا هاما من عملية التخطيط الإجمالي للمؤسسة حيث يترجم أهدافها واستراتيجياتها وسياساتها إلى خطط عملية يتم تنفيذها على المدى القصير.ويهدف التخطيط المالي أساسا إلى تحديد الاحتياجات المالية للمؤسسة وتأمين الأموال اللازمة بشكل متوازن من مصادر التمويل المختلفة.
يعتمد التخطيط المالي بشكل أساسي على التنبؤ المالي،أي التوقع أو التقدير لما سوف يحصل في المستقبل،ولهذا فهو ضروري لغرض التخطيط،والتنبؤ المالي هو جزء أساسي ومهم من وظيفة المدير المالي.تستدعي وظيفة التخطيط المالي قيام المدير المالي بالمهام التالية :
تحديد الأهداف المالية في المدى القصير والمتوسط والمدى الطويل.
رسم السياسات والقواعد الموجهة لتفكير الأفراد في الشؤون المالية والتي من أهمها:
سياسات مصادر التمويل سواء بزيادة رأس المال بواسطة الأسهم،العادية أو الممتازة،أو بواسطة الاقتراض الذي يتطلب تحديد أنواع السندات،مضمونها،وكيفية سدادها أو عن طريق الائتمان التجاري أو المصرفي.
المفاضلة بين سياسة شراء الأصول أو استئجارها.
سياسة الائتمان والتحصيل والمخزون السلعي والتأمين في المخاطر.
سياسة توزيع الأرباح والاحتياطات.
سياسة الاستثمار الخارجي.
التنبؤ المالي في المدى الزمني القصير والمتوسط والطويل ووضع الخطط الخاصة بالربحية والتدفقات النقدية والمصروفات الرأسمالية لمشاريع جديدة والتوسعات والتجديدات وعلى المدير المالي عند قيامه بالتعرف على الاحتياجات المالية للمنشأة الطويلة والقصيرة المدى أن يستعين بالميزانيات التقديرية.
ربط العمليات المالية بعنصر الوقت وفق برامج زمنية محددة.
4- التنظيم المالي:
تمارس الإدارة المالية وظيفة التنظيم المالي كوظيفة منظمة للعملية المالية،ويتم ذلك من خلال رفع كفاءة الأداء المالية وتحقيق الأهداف بصورة أكثر اقتصادية،ويقصد بالتنظيم المالي جميع الفعاليات التي تمارسها الإدارة المالية لتحقيق أهدافها المالية ويتضمن التنظيم المالي تصميم الهيكل التنظيمي وتنمية الإدارية وتحديد الاختصاصات والمسؤوليات والسلطات في الإدارة المعنية بالشؤون المالية بما يتضمن تنسيق الجهد الجماعي.
ويأني الإنجاز الجيد للعملية المالية في المؤسسة عن طريق تحويل الصلاحيات وفق تسلسل السلم التنظيمي للدائرة المالية،وهنا يجب أن تكون الصلاحيات والمسؤوليات واضحة ومتماشية مع حجم المؤسسة وطبيعة أعمال الأقسام والمهام والمسؤوليات المناطة بها.
5- الرقابة المالية:
تعتبر الرقابة المالية من الوظائف الرئيسية للمدير المالي ويقصد بها تقييم القرارات التي اتخذت بشأن التخطيط بعد تحديد نوعية المعايير التي يمكن استخدامها للمقارنة لذلك فهي تعتبر جزءا مكملا للتخطيط المالي ومن هنا يمكننا أن نلخص الرقابة المالية في النقاط التالية:
تحديد معايير الرقابة المالية على الأداء والنسب المالية الخاصة بالتحليل المالي ودراسة الميزانيات ونسب قياس كفاءة التشغيل ومعادلات التكاليف المعيارية ومقاييس الرقابة على الائتمان والمخزون السلعي .
تحديد أساليب وأدوات الرقابة المالية على الأداء والتي من بعضها التقارير المكتوبة.
قياس انحرافات التنفيذ عن التخطيط وإيجاد التغيير أو التعديل المناسب لمعالجة هذه الانحرافات.

المطلب الرابع: علاقة الوظيفة المالية بمجالات المعرفة الأخرى
للوظيفة المالية علاقة مع مختلف العلوم والتي سنوضحها فيمايلي:
1- الاقتصاد:
إن الإدارة المالية تعتمد اعتمادا كبيرا على النظرية الاقتصادية بشقيها الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي فمن جهة الوظيفة المالية تحتاج إلى المستوى الجزئي حيث يهتم فرع الاقتصاد بالأداء الاقتصادي لمنظمات الأعمال لا سيما لآلية العرض والطلب واستراتيجيات التشغيل وتخطيط عوامل الإنتاج ومما لاشك فيه أن الإلمام بهذه الجوانب الاقتصادية من طرف المدير المالي تساعد على ترشيد قراراته المالية.
ومن جهة تحتاج المنشأت المالية إلى معلومات من الاقتصاد الكلي من ناحية معرفة المشكلة الاقتصادية مثل التضخم والانكماش والركود الاقتصادي والازدهار من ناحية الاستثمارات ومبادرات البلد وقوته الاقتصادية.(1)
2- المحاسبة:
ترتبط الوظيفة المالية بالمحاسبة ارتباطا وثيقا حيث أنها كانت جزءا من هذا الحقل ثم انفصلت بعد ذلك لتكون وظيفة مستقلة بحدّ ذاتها فالوظيفة المالية مكملة للمهمات التي تقوم بها المحاسبة وليست بدلا عنها.والمحاسبة تعني إعداد الكشوفات المالية الميزانية العامة وكشف الدخل وتعتمد الوظيفة المالية هذه الكشوفات لاستخدامها كمؤشرات الأداء وكذلك كأدوات رئيسية للرقابة المالية،ونتيجة لأهمية المفاهيم والمقاييس المحاسبية للمحلل أو للمدير المالي،فمن الضروري أن يكون على معرفة بهذه المفاهيم والمقاييس المحاسبية حتى يتمكن من اتخاذ قرارات سليمة.

(1) قرارات وأهداف الإدارة المالية المعاصرة ، مذكرة تخرج ماستر ، كلية العوم الاقتصادية والتسيير جامعة باجي مختار عنابة تخصص مالية المؤسسة والأسواق ، تحت إشراف الأستاذة بشكر إلهام ، دفعة 2010 ، ص 11

3- الإحصاء :

كما ترتبط بعلم الإحصاء نظرا لاستخدامها استخداما فعالا للمعطيات الإحصائية وقوانين الإحصاء مثل : الانحراف المعياري ومعاملات الارتباط والوسط الحسابي وغيرها والتي تخذم الوظيفة المالية في عملية اتخاذ القرارات .
4- التسويق :
يعد التسويق علما وثيق الصلة بالوظيفة المالية حيث أن إنتاج السلعة وزيادة حجم المبيعات وطرح منتجات جديدة يتطلب مبالغ إضافية كبيرة لغرض إنجاح عملية تسويق المنتجات في المنشأة وتوجيهها نحو الأسواق .
5- العلوم الكمية :
لقد تطورت موضوعات الوظيفة المالية بشكل كبير وقد صاحب هذا التطور الاستخدام الواسع للرياضيات والإحصاء والاقتصاد القياسي وبحوث العمليات في موضوعات الإدارة المالية.بحيث أصبح هناك استخدام كبير للأساليب الكمية في حلول المشاكل المالية وكذلك في مجالات حساب العوائد والمخاطر في مجال المشروعات الاستثمارية وقرارات الاستثمار في الموجودات المالية وحسابات القيمة الزمنية للنقود في المستقبل.
6- التكنولوجيا :
لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في تطور الوظيفة المالية من خلال تسريع إنجاز العمليات المالية المصرفية وحفظ المعلومات بسرية وسرعة الحصول عليها ونقلها وتعدد الفرص المتاحة في التمويل والاستثمار من حيث التنويع الجغرافي والتنويع في الأدوات المتاحة ولذلك أخذت برامج الكمبيوتر باحتياجات الوظيفة المالية وتطويرها .