لخّصلي

ومغالطة التعميم المتسرع هي نوع من المغالطات المنطقية التي يقع فيها الناس عندما يستخلصون نتائج عامة من حالات محدودة أو غير نمطية دون تقديم أدلة كافية تدعم هذا التعميم، يتم ذلك عادةً من خلال استخدام أمثلة محدودة لدعم استنتاج عام، وتجاهل الاستثناءات التي قد تكون مخالفة لهذا الاستنتاج العام، وعدم مراعاة التنوع في الظروف التي قد تؤثر على الوضع، وفي قصة أبي يعقوب الدقنان، نلاحظ كيف وقع في مغالطة التعميم المتسرع، ففي القصة، قام أبو يعقوب بتقديم استنتاج عام يقول: "ما فاتني اللحم منذ ملكت المال"، واستند هذا الاستنتاج على أمثلة محدودة مثل طهي السكباج مع اللحم ووجود البصل والباذنجان والجزر والقرع في السكباج، من خلال هذه الأمثلة المحدودة، قام أبو يعقوب بتعميم فكرة عدم تناوله للحم.
وهذا التعميم المتسرع يحدث عندما يقو م الشخص بجعل استنتاج عام استنادًا إلى أمثلة محدودة دون مراعاة التنوع والاستثناءات، فعلى سبيل المثال، بالرغم من أن أبو يعقوب لم يتناول اللحم في بعض الوجبات التي طبخها، إلا أنه لا يمكن أن يستنتج من ذلك أنه لم يتناول اللحم على الإطلاق في أي وقت آخر، وهذا يظهر كيف يمكن أن يؤدي التعميم المتسرع إلى استخلاص استنتاجات خاطئة بناءً على حالات فردية أو محدودة دون توجيه النظر إلى الوقائع كاملة.
ومع ذلك، لم يأخذ أبو يعقوب في الاعتبار وجود استثناءات مثل أطباق أخرى قد تحتوي على اللحم، ولم يلاحظ التنوع في أنواع الطعام وطرق تحضيره، وبالتالي، قد تؤدي مغالطة التعميم المتسرع إلى تشكيل انطباعات خاطئة لدى القارئ حول الموضوع، وتقليل قوة حجة الكاتب، وبالتالي تقليل مصداقيته في نظر القارئ (اهقيلي، 2021).
ومغالطة التعميم تظهر واضحة في الافتراض البسيط "جميع المراهقين مدمنون على الهواتف الذكية" هذا الافتراض يتجاهل الاستثناءات المحتملة، حيث أنه يفترض بشكل غير منطقي أن كل مراهق يعاني من هذه المشكلة، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذا الافتراض، وفي الواقع، هناك العديد من الأمثلة على مراهقين يستخدمون الهواتف الذكية بشكل مسؤول أو لا يستخدمونها بشكل مفرط، بالتالي، يتجاهل هذا الافتراض التنوع الطبيعي في سلوكيات المراهقين واهتماماتهم، ويعتبر تبسيطًا مفرطًا للمجموعة بأكملها.
مغالطة التعميم المتسرع تظهر واضحة في الافتراض البسيط "جميع السياسيين فاسدون" وهذا الافتراض يتجاهل الاستثناءات المحتملة، حيث أنه يفترض بشكل غير منطقي أن كل سياسي يمارس الفساد، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذا الافتراض، وفي الواقع، هناك العديد من الأمثلة على سياسيين نزيهين حققوا إنجازات عظيمة وعملوا بنزاهة، وبالتالي، يتجاهل هذا الافتراض التنوع الطبيعي في خلفيات ونوايا السياسيين، ويعتبر تبسيطًا مفرطًا للمجموعة بأكملها (عادل، 2017).
ومغالطة التعميم المتسرع تظهر واضحة في الافتراض البسيط "جميع اللاجئين مجرمون" وهذا الافتراض يتجاهل الاستثناءات المحتملة، حيث أنه يفترض بشكل غير منطقي أن كل لاجئ يمثل تهديدًا جنائيًا، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذا الافتراض، وفي الواقع، هناك العديد من الأمثلة على لاجئين قاموا بالفرار من العنف والاضطهاد وعاشوا حياة نزيهة وبناءة في المجتمعات التي استضافتهم، بالتالي، يتجاهل هذا الافتراض التنوع الطبيعي في خلفيات وظروف اللاجئين، ويعتبر تبسيطًا مفرطًا للمجموعة بأكملها.
كما إنها تظهر واضحة في الافتراض البسيط "جميع الأغنياء بخلاء" هذا الافتراض يتجاهل الاستثناءات المحتملة، حيث يفترض بشكل غير منطقي أن كل شخص ثري يتسم بالبخل، بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذا الافتراض، وفي الواقع، هناك العديد من الأمثلة على أغنياء كرماء قاموا بالتبرع بأموالهم للجمعيات الخيرية وساعدوا المحتاجين بشكل كبير، بالتالي، يتجاهل هذا الافتراض التنوع الطبيعي في شخصيات وسلوكيات الأغنياء، ويعتبر تبسيطًا مفرطًا للمجموعة بأكملها.
مغالطة التعميم المتسرع تظهر بوضوح في الافتراض البسيط "جميع المسلمين إرهابيون" وهذا الافتراض يتجاهل الاستثناءات المحتملة، حيث يفترض بشكل غير منطقي أن كل شخص مسلم يمثل تهديدًا إرهابيً، افترض مبنى على جهل وعدم علم بهذا الدين، وفي الواقع، أن كل المسلمين مسالمين، وأن الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام.
أظهرت الدراسة (اهقيلي، 2021)، أن استخدام المغالطات شائع بين البخلاء، الذين يتنوعون في تطبيق التقنيات المغالطة والسفسطة المنطقية بهدف إقناع المتحاورين بمواقفهم، ويستغل البخلاء بعض أنواع المغالطات بشكل واضح، حيث يفضل البعض أنواعًا معينة من المغالطات بناءً على اعتقاداتهم وأهدافهم في الحوار.