لخّصلي

الفكر التربوى والعوامل المؤثرة فيه الفكر الإنسانى Human Thought هو محصلة التعبير عن الأفكار التىى تىرور حىو والفكر الإنسانى ت ا ركمى ومتواص منذ وجور الإنسان على ظهر هذه الأرض وحتى قيام الساعة، وهذا ير على وعى الإنسان بنفسه أولاً وبمىا يىرور حولىه فىى البيلىة التىى يعىي فيهىا، هىو وبذل. فجينمىا وجىر وأنتج أفكا ا رً يح بها مشكلاته ويفسر بها وجوره ومستقبله. والاجتماعيىىة يكىون الفكىر تعبيىر عىن واقى اجتمىاعى، الواقى أيضىاً. فتبىرأ العمليىات العقليىة بالانتبىاه والتحلي ، وقىىر اسىىت اع الفلاسىىفة والمصىلحون والمفكىرون أن يغيىىروا الأوضىىاع الاجتماعيىىة التىىى كانت سالرم فى مجتمعاتهم من لا أفكارهم التىى قىرموها لهىذه المجتمعىات والرسى والأنبيىا ، الفكر التربوى: يعىرر الفكىىر التربىىوى بجنىىه كى مىا أبرعتىىه عقىىو الفلاسىىفة والمىربين عبىر التىىاري فيمىىا ويتضىمن هىذا الإنتىاج النظريات والمفاهيم والآ ا ر والأفكار التى وجهت عملية تربية الإنسان وحررت مسارها. كمىا يعىرر الفكىر التربىوى بجنىه لجملىة المبىارو الفكريىة والمن لقىات الأساسىية التىى تحكىم ويعبىر عىن والتعلىيم والتثقيىر والتوعيىة، مؤسساته وتعرر لياته. هذا وتتألف عناصر الفكر التربوى ومجالاته من: مستمرم من أن التعليم لا يتعام م واق الحيام اليومية، ينتج من واقعها ولا يعكس موحاتها. ن الأهىرار الكبىرى للتربيىىة والتعلىىيم هىىى الوصىىو بىىالأف ا رر والمجتمعىىات لىى مسىىتويات ا رقيىة مىن الإنسىانية العلميىة، الم تلفة. فالتربيىة لابىىر أن تىىوالم بىين تحقيىىق الأهىىرار الو نيىىة وتلبيىة الحاجىىات المتغيىرم للأفى ا رر، التاري يىىة السىابقة، والأ ىذ فىى الاعتبىار القىوى النفسىية والعقليىة الفاعليىة والمىؤثرم فىى اجتماعى، بجانىىئ ت فىىيض التىىوت ا رت فىىى العلاقىىات بىىين الأفى ا رر والتىىى تىىؤرى لىىى الرينيىىة والسياسىىية، وتحىىر مىىن صىىرام الحضىا ا رت ونشىوئ الأىمىات والحىروئ، والشىعور بالإحبىىا والظلىم وعىرم الأمىان لىرى الأفى ا رر ومىىن ال بيعىىى أن يتىىجثر الفكىىر التربىىوى بمجموعىىة مىىن القىىوى والعوامىى التىىى أنتجتىىه بش صىىية المفكىر ذاتىىه مىىن حيىىق تكوينىىه العقلىىى والنفسىىى والفكىرى وموقفىه مىن القىيم السىالرم فىى مجتمعىه، فى تقرم الفرر والمجتم . ونحىىن نسىىت ي أن نفهىىم بيعىة الفكىىر التربىىوى مىىن ىىلا تتبىى الأنشى ة والإجى ا ر ات تطور الفكر التربوى: عىن موحىات المجتمى وت لعاتىه، وفىى ويجئ أن يتم الموا مة بين التعليم والحاجات الحقيقية للأف ا رر، كمىا يجىئ أن تتغيىر نظىم حتىى تصىب م رجىات التعلىيم علىى المسىتوى الم لىوئ، بالإضىافة لىى سهاماتها بصورم فعلية فى ح العرير من المشكلات الحياتية التى تواجه المجتمعات. ومسىىتويات المعلمىىين، وروافىى ال ىلائ للعلىىم والمعرفىىة. و يرهىىا علىى الىر م مىىن الإنجىىا ا ىت وعلىى ذلى. فىتن ت ىور الفكىر التربىوى نمىا هىو رصىر وتتبى حركىة الفكىر الموجهىة للتربيىة على مرى عصور التاري الإنسانى، بما تحمله فى ياتها مىن سىمات التقىرم والنضىج والنمىا . ومعلىم اليىوم بتعىراره الأكىاريمى والثقىافى والمهنىى المت صىص واسىت رامه للتقنيىات الحريثىة لىيس هىو معلىم الماضىى التقليىرى فهىو مغىاير لىه فىى أرواره ومسىلولياته، حيىق نىه أعىر ليتعامى مى التغيى ا رت والت ىو ا رت السىريعة والمتلاحقىة فىى شىتى جوانىئ المعرفىة، واكتسىئ العريىر مىن المهىا ا رت التىى تؤهله للقيام بمسلولياته على الوجه الأكم . الت صصىات التربويىة التى تر فى عمليىة عىرار المعلىم، التربوى، -1 ت ىىور المؤسسىىات التربويىىةم مثىى المعاهىىر والمىىرارس والجامعىىات والمسىىاجر والكتاتيىىئ الأسرم ورور العبارم والمؤسسات الثقافية الم تلفة. -3 ت ور التنظيمات التربوية، ونعنى بها القواعر واللوال والقوانين والتشريعات التى تىنظم أهمية دراسة تطور تاريخ الفكر التربوى: نررس الت ور التىاري ى للفكىر التربىوى لنتعىرر علىى حيىام الأمىم والشىعوئ والحضىا ا رت، وكيىر كانىت حياتهىا وأسىلوئ عيشىها، وكيىر كانىت تنظىر لىى التربيىة، عقولها فى نتاج أفكا ا رً تربوية ترف مجتمعنا وتقرمه وتحافظ عليه، فهذه بروسياً لىم تجىر وسىيلة تعير بهىا نفسىها بعىر أن هىمهىا نىابليون شىر هىيمىة فىى مسىته القىرن التاسى عشىر لا أن تلجىج لى عارم النظر فى نظامها التربوى والمررسة والمعلم. لىلن كنىا قىر سرنا بعض الأرض وسُلبنا قوتنا فتن وسيلة استعارم هذا أن نربى عقولاً جريرم نست ي بقوتها سنة 1870 ، كما كان لمعركة رانكر. نق ة تحو حاسىمة فىى تىاري التعلىيم الفنىى والتكنولىوجى فىى انجلتى ا ر، أيضىاً بيىر هىاربور والتىى عملىت تحىو أساسىى فىى اتجاهىات التعلىيم فىى أمريكىا ورب ىه ب ة الأمن القومى الأمريكى. ذاً التعرر لى ت ور الفكر التربوى أمر ضىرورى جىراً، عنرما ت تلر فى الأرا وتتعرر وجهات النظر فتنها تلجج لى تاري ها التربوى وتحتكم ليه مىن أج ترعيم وجهة نظرها وح مشكلات الصرام فى ال أ رى. والعمليىة هىو فىى الحقيقىة ر ا رسىة للمغىىى التربىوى والعمليىة التربويىة مىن المنظىور التىاري ى، أى تصور سليم لمفهوم التربية لا يمكن أن يتم بمعى عن ىاره ال ىارجى، ففكرنىا عىن التربيىة على مستوى الفكر والت بيق. ونست ي أن نجع ما سبق بالفوالر الآتيةم -1 تىوفير قىىرر كىىار مىىن الحقىالق التاري يىىة التىىى تعىىين القىارو علىىى الوصىىو لىىى الفىروض -2 مساعرم المتعلم على القيام بتفسير الحقالق المتصلة بت ور الفكر التربوى وذل. على المارم التاري ية ومنهج تصنيفها بغية الوصو لى صرار أحكام سليمة. مىىن ىىلا التتبىى للظىىواهر الم تلفىىة وربىى الماضىىى -4 اكتشىار العلاقىة بىين التربيىة وبىين الجوانىئ الأ ىرى فىى تىاري الحضىا ا رت مثى الجوانىئ الاقتصارية والسياسية والفكرية. -5 ب ا رى الاتجاهات التربوية فى ارها الثقىافى ويىيىر بصىيرتها بهىذه الاتجاهىات فكى ا رً وت بيقىاً -6 تفسير بعض المسال فى التعليم المعاصر من لا الت ور التاري ى وذل. بالتىور بقىرر كافى من ال ب ا رت والت بيقات التربوية. -7 تنمية القررم على اكتشىار العلاقىة بىين النظريىات التربويىة الم تلفىة وبىين ت بيقىات العمليىة -8 القىىررم علىىى تمييىى العناصىر والأبعىىار التاري يىىة التىىى تىىر فىىى تكىىوين معتقىىراتنا ونظمنىىا التربوية الحالية. كله. العوامل المؤثرة فى حركة الفكر التربوى: يرى العرير من العلما والمفكرين التربويين أن ش صية الأمة هى نتيجة لتفاع العوام التاري يىىة والجغ ا رفيىىة والرينيىىة والسياسىىية والاقتصىىارية و يرهىىا، بهىذه العوامى وتتفاعى معهىا،

الفصل الأول
الفكر التربوى والعوامل المؤثرة فيه
الفكر:
الفكر الإنسانى Human Thought هو محصلة التعبير عن الأفكار التىى تىرور حىو
قضايا معينة شغلت الإنسان الذى يفكر فيها، وجعلته يشغ ذهنه بالتفكير فيها.
والفكر الإنسانى ت ا ركمى ومتواص منذ وجور الإنسان على ظهر هذه الأرض وحتى قيام
الساعة، وهذا ير على وعى الإنسان بنفسه أولاً وبمىا يىرور حولىه فىى البيلىة التىى يعىي فيهىا،
فالإنسىىان الىذى يفكىر هىىو الىذى يشىىعر بوجىىوره وكيانىه كمىىا قىىا ريكىىارت أنىا أفكىر ذن أنىىا
موجور.
والفكىر بصىفة عامىة هىو كى تعمىيم نظىرى لتجىارئ البشىر الجىليىة، أو بمعنىى ىر، هىو
مجموع الأسس النظريىة والمفىاهيم والمعىانى التىى تكمىن لىر مظىاهر السىلو. الإنسىان. وبىذل.
يكون الفكر نتاج لإعما الإنسان لعقله وتفكيره فى ذاته وفى الم لوقات، وفى القضايا الكونية
من حوله، وبذل. يكون الفكر متلاىم مى وجىور الإنسىان علىى ظهىر هىذه المعمىورم، فجينمىا وجىر
الإنسىان فىى بيلىة معينىة أو مجتمى معىين أعمى عقلىه فىى القضىايا والمشىكلات المحي ىة بىه،
وأنتج أفكا ا رً يح بها مشكلاته ويفسر بها وجوره ومستقبله.
والفكىىر الإنسىىانى يشىم كافىىة مجىىالات الحيىىام وجوانبهىا الماريىىة ال بيعيىىة، والاجتماعيىىة
والثقافيىة والروحيىة المعنويىة، وبىذل. يكىون الفكىر تعبيىر عىن واقى اجتمىاعى، وأرام لتغييىر هىذا
الواقى أيضىاً. وتبىرأ عمليىات التفكيىر مىن البسىي لىى المعقىر، فتبىرأ العمليىات العقليىة بالانتبىاه
والملاحظىة ثىم الإر ا ر. ثىم الفهىم والاسىتيعائ، ثىم التصىنير والتمييىى والمقارنىة، ثىم الىرب والنقىر
والتحلي ، وأ ي ا رً التقويم والحكم على الظاهر أو القضية التى تشغ حيى التفكير.
4
وقىىر اسىىت اع الفلاسىىفة والمصىلحون والمفكىرون أن يغيىىروا الأوضىىاع الاجتماعيىىة التىىى
كانت سالرم فى مجتمعاتهم من لا أفكارهم التىى قىرموها لهىذه المجتمعىات والرسى والأنبيىا ،
بما حملوه من أفكار مستمرم من الرسالات السماوية تمكنوا من تغيير مجتمعىاتهم لىى الأفضى
من لا ما قرموه من أفكار سامية ومبتكرم ل رمة مجتمعاتهم.
الفكر التربوى:
يعىرر الفكىىر التربىىوى بجنىىه كى مىا أبرعتىىه عقىىو الفلاسىىفة والمىربين عبىر التىىاري فيمىىا
ي ص مجا التعلم الإنسانى وتنمية الش صىية الإنسىانية وشىحذ قىررتها، ويتضىمن هىذا الإنتىاج
النظريات والمفاهيم والآ ا ر والأفكار التى وجهت عملية تربية الإنسان وحررت مسارها.
كمىا يعىرر الفكىر التربىوى بجنىه لجملىة المبىارو الفكريىة والمن لقىات الأساسىية التىى تحكىم
العم التربوى وتحرر بيعتىه ومسىا ا رته المتعىررم فىى البيلىات الاجتماعيىة الم تلفىة. ويعبىر عىن
هىذه المبىارو الفكريىة مىن ىلا تحريىر المفىاهيم الأساسىية لعمليىة التنشىلة الاجتماعيىة والتربيىة
والتعلىيم والتثقيىر والتوعيىة، وهىى العناصىر الرليسىية للتربيىة الشىمولية فىى أى مجتمى بم تلىر
مؤسساته وتعرر لياته.
هذا وتتألف عناصر الفكر التربوى ومجالاته من:

• الفلسفة التربوية الم وجهة للجهر التربوى الشام فى المجتم .


• الأهرار العامة لعملية التربية والتعليم والترريئ والتثقير والتوعية.


• صالص المتعلمين وم الئ نموهم.


• بيعة المعارر والمها ا رت والقيم والاتجاهات.


• أساليئ التنشلة والتعليم والترريئ.


• معايير التقويم وأساليبه.
  6
  مستمرم من أن التعليم لا يتعام م واق الحيام اليومية، ولا يعبر عن مشاك المجتمعىات، ولا
  ينتج من واقعها ولا يعكس موحاتها.
  ن الأهىرار الكبىرى للتربيىىة والتعلىىيم هىىى الوصىىو بىىالأف ا رر والمجتمعىىات لىى مسىىتويات
  ا رقيىة مىن الإنسىانية العلميىة، ومجىالات لا نهاليىة مىن الإبىراع البشىرى والمحافظىة علىى الالتى ا ىم
  الأ لاقى بالقيم الإنسانية النبيلة، والتعبير عن صالص الثقافات الو نية والقومية للمجتمعات
  الم تلفة.
  فالتربيىة لابىىر أن تىىوالم بىين تحقيىىق الأهىىرار الو نيىىة وتلبيىة الحاجىىات المتغيىرم للأفى ا رر،
  ومتابعة التغي ا رت التى يفرىها التقرم العلمى والتكنولوجى والتعام معها.
  لقىر سىار الفكىر التربىوى بىب ملحىوظ فىى ت ىوره فىى العصىور الماضىية، بسىبئ سىي رم
  الفلسفات الكبرى عليه، ومي المجتمعات الإنسانية لى التمس. بت ا رلها القريم والمرتب بجذورها
  التاري يىىة السىابقة، لا أن القىرن العشىرين مىن الفكىر التربىوى روحىاً جريىرم نتيجىة للتقىرم فىى
  الأبحىاق التربويىة الم تلفىة، والأ ىذ فىى الاعتبىار القىوى النفسىية والعقليىة الفاعليىة والمىؤثرم فىى
  بنا الش صية الإنسانية وتواىنها.
  ويثبىىت لنىىا ت ىىور الفكىىر التربىىوى فىىى كى العصىىور أن التربيىىة كىىجكبر مشىروع حضىىارى
  اجتماعى، تعم على عرار الأ فا ليكونوا رجا الغر والانتقا بهم من كالنات بيولوجية لى
  ش صىىيات اجتماعيىىة، بجانىىئ ت فىىيض التىىوت ا رت فىىى العلاقىىات بىىين الأفى ا رر والتىىى تىىؤرى لىىى
  ظهىور ال لى فىى المؤسسىات الاجتماعيىة الم تلفىة كالأسىر والمىرارس والروضىات والمؤسسىات
  الرينيىىة والسياسىىية، كمىا أنهىىا تقلى مىىن الصى ا رعات بىىين النىىاس والشىعوئ، وتحىىر مىىن صىىرام
  الحضىا ا رت ونشىوئ الأىمىات والحىروئ، والشىعور بالإحبىىا والظلىم وعىرم الأمىان لىرى الأفى ا رر
  يؤرى لى أوجه ل عريرم فى نسيج العلاقات الاجتماعية سوا را المجتم الواحر أو بين
  المجتمعات الم تلفة.
  5
  ومىىن ال بيعىىى أن يتىىجثر الفكىىر التربىىوى بمجموعىىة مىىن القىىوى والعوامىى التىىى أنتجتىىه
  وأحا ىىت بىىه وأثىرت فيىىه، وكىىذل. بش صىىية المفكىر ذاتىىه مىىن حيىىق تكوينىىه العقلىىى والنفسىىى
  والفكىرى وموقفىه مىن القىيم السىالرم فىى مجتمعىه، د وايمانىه بالىرور الىذى يمكىن أن تقىوم بىه التربيىة
  فى تقرم الفرر والمجتم .
  ونحىىن نسىىت ي أن نفهىىم بيعىة الفكىىر التربىىوى مىىن ىىلا تتبىى الأنشى ة والإجى ا ر ات
  المتبعىة فىى مجىا التربيىة والتعلىيم، أى تلى. العلاقىة بىين الفكىر والواقى المعىا ، وبىين النظريىة
  التربوية والت بيق التربوى.
  تطور الفكر التربوى:
  يعكىس النظىام التربىوى عىارم صىالص الثقافىة الاجتماعيىة السىالرم فىى المجتمى ، ويعبىر
  عىن موحىات المجتمى وت لعاتىه، ويعمى علىى تحقيىق الأهىرار والآمىا المعقىورم عليىه، وفىى
  نفس الوقت يسهم الفكر التربوى المتجرر فى تغيير أو تعري النظام التربىوى القىالم والممارسىات
  التربوية السالرم.
  ويجئ أن يتم الموا مة بين التعليم والحاجات الحقيقية للأف ا رر، كمىا يجىئ أن تتغيىر نظىم
  التعلىيم وتت ىور حتىى تواكىئ التغيى ا رت المتسىارعة فىى مجىا العلىوم والتكنولوجيىا، حتىى تصىب
  م رجىات التعلىيم علىى المسىتوى الم لىوئ، وتتفىق مى مت لبىات سىوق العمى ، بالإضىافة لىى
  سهاماتها بصورم فعلية فى ح العرير من المشكلات الحياتية التى تواجه المجتمعات.
  لقىر تعرضىت نظىم التربيىة والتعلىيم عبىر العصىور وفىى كافىة المجتمعىات لىى كثيىر مىن
  أوجىىه النقىىر التىىى شىىملت الأهىىرار التربويىىة والمنىىاهج، والسياسىىات التعليميىىة، و ىرق التعلىىيم،
  ومسىىتويات المعلمىىين، وروافىى ال ىلائ للعلىىم والمعرفىىة... و يرهىىا علىى الىر م مىىن الإنجىىا ا ىت
  المتعىررم التىى حققتهىا نظىم التعلىيم فىى م تلىر المجتمعىات مىن حيىق التوسى الكمىى والت ىور
  الكيفى النوعى، والمحاولات العريرم لجسر الهوم بين النظريىة والت بيىق، لا أن الشىكوى ما ا ىلىت
  7
  وعلىى ذلى. فىتن ت ىور الفكىر التربىوى نمىا هىو رصىر وتتبى حركىة الفكىر الموجهىة للتربيىة
  على مرى عصور التاري الإنسانى، بما تحمله فى ياتها مىن سىمات التقىرم والنضىج والنمىا .
  فالمررسة اليوم ليسىت هىى مررسىة العصىور الوسى ى أو مررسىة العصىور القريمىة، ومعلىم اليىوم
  بتعىراره الأكىاريمى والثقىافى والمهنىى المت صىص واسىت رامه للتقنيىات الحريثىة لىيس هىو معلىم
  الماضىى التقليىرى فهىو مغىاير لىه فىى أرواره ومسىلولياته، حيىق نىه أعىر ليتعامى مى التغيى ا رت
  والت ىو ا رت السىريعة والمتلاحقىة فىى شىتى جوانىئ المعرفىة، واكتسىئ العريىر مىن المهىا ا رت التىى
  تؤهله للقيام بمسلولياته على الوجه الأكم .
  ور ا رسىة ت ىور الفكىر التربىوى تعىر ت صصىاً قالمىاً بذاتىه مىن تلى. الت صصىات التربويىة
  التى تر فى عمليىة عىرار المعلىم، وهىى جىى مىن ر ا رسىة أكثىر اتسىاعاً وشىمولاً تتنىاو التىاري
  التربوى، هذا وتشم ر ا رسة التاري التربوى.
  -1 ت ىىور المؤسسىىات التربويىىةم مثىى المعاهىىر والمىىرارس والجامعىىات والمسىىاجر والكتاتيىىئ
  و يرها من المؤسسات التى كانت تقرم التربية ب رق ير شكلية أو ير نظامية مث
  الأسرم ورور العبارم والمؤسسات الثقافية الم تلفة.
  -2 ت ىىور الأفكىىار والآ ا ر والفلسىىفات التربويىىة الموجهىىة لحركىىة ونظىىام التربيىىة والتعلىىيم
  وللأهرار والغايات المرتب ة بنمو الش صية الإنسانية.
  -3 ت ور التنظيمات التربوية، ونعنى بها القواعر واللوال والقوانين والتشريعات التى تىنظم
  النشا التربوى فى كافة م ا رحله ومستوياته.
  أهمية دراسة تطور تاريخ الفكر التربوى:
  نررس الت ور التىاري ى للفكىر التربىوى لنتعىرر علىى حيىام الأمىم والشىعوئ والحضىا ا رت،
  وكيىر كانىت حياتهىا وأسىلوئ عيشىها، وكيىر كانىت تنظىر لىى التربيىة، وكيىر كانىت تسىت رم
  عقولها فى نتاج أفكا ا رً تربوية ترف مجتمعنا وتقرمه وتحافظ عليه، فهذه بروسياً لىم تجىر وسىيلة
  8
  تعير بهىا نفسىها بعىر أن هىمهىا نىابليون شىر هىيمىة فىى مسىته القىرن التاسى عشىر لا أن تلجىج
  لى عارم النظر فى نظامها التربوى والمررسة والمعلم. حيىق قىا عظىيمهم نىذا. لىلن كنىا قىر
  سرنا بعض الأرض وسُلبنا قوتنا فتن وسيلة استعارم هذا أن نربى عقولاً جريرم نست ي بقوتها
  وعظمتها أن نعوض ما سرناه فعلينا بالتربية والتعليم.
  وعنرما قُرر لألمانيا أن تنهض من كبوتها وذل. بعر انتصارها على فرنسا بقيارم ىعيمهم
  بسمار. سنة 1870 ، يومهىا قىا حكىيمهم لقىر انتصىر معلىم المررسىة الألمانيىة فىى النهايىة ،
  كما كان لمعركة رانكر. نق ة تحو حاسىمة فىى تىاري التعلىيم الفنىى والتكنولىوجى فىى انجلتى ا ر،
  وهنا. أيضىاً بيىر هىاربور والتىى عملىت تحىو أساسىى فىى اتجاهىات التعلىيم فىى أمريكىا ورب ىه
  ب ة الأمن القومى الأمريكى.
  ذاً التعرر لى ت ور الفكر التربوى أمر ضىرورى جىراً، فىالمتتب يلاحىظ أن المجتمعىات
  عنرما ت تلر فى الأرا وتتعرر وجهات النظر فتنها تلجج لى تاري ها التربوى وتحتكم ليه مىن
  أج ترعيم وجهة نظرها وح مشكلات الصرام فى ال أ رى. فرارسته تىاري ت ىور الفكىر التربىوى
  والعمليىة هىو فىى الحقيقىة ر ا رسىة للمغىىى التربىوى والعمليىة التربويىة مىن المنظىور التىاري ى، لأن
  أى تصور سليم لمفهوم التربية لا يمكن أن يتم بمعى عن ىاره ال ىارجى، ففكرنىا عىن التربيىة
  فىى الوقىت الحاضىر مىا هىى فىى الواقى لا محصىلة لحصىار قىرون عريىرم مىن الت ىور التربىوى
  على مستوى الفكر والت بيق. ونست ي أن نجع ما سبق بالفوالر الآتيةم
  -1 تىوفير قىىرر كىىار مىىن الحقىالق التاري يىىة التىىى تعىىين القىارو علىىى الوصىىو لىىى الفىروض
  والنظريات المتعلقة بالتربية من المنظور التاري ى.
  -2 مساعرم المتعلم على القيام بتفسير الحقالق المتصلة بت ور الفكر التربوى وذل. بالاعتمىار
  على المارم التاري ية ومنهج تصنيفها بغية الوصو لى صرار أحكام سليمة.
  9
  -3 القىىررم علىىى تىىذوق التىىاري وذلىى. مىىن ىىلا التتبىى للظىىواهر الم تلفىىة وربىى الماضىىى
  بالحاضر فيما يتعلق بقضايا التربية والتعليم.
  -4 اكتشىار العلاقىة بىين التربيىة وبىين الجوانىئ الأ ىرى فىى تىاري الحضىا ا رت مثى الجوانىئ
  الاقتصارية والسياسية والفكرية.
  -5 ب ا رى الاتجاهات التربوية فى ارها الثقىافى ويىيىر بصىيرتها بهىذه الاتجاهىات فكى ا رً وت بيقىاً
  وهذا يساعرنا على فهمها وتفسيرها فهما سليم اً.
  -6 تفسير بعض المسال فى التعليم المعاصر من لا الت ور التاري ى وذل. بالتىور بقىرر
  كافى من ال ب ا رت والت بيقات التربوية.
  -7 تنمية القررم على اكتشىار العلاقىة بىين النظريىات التربويىة الم تلفىة وبىين ت بيقىات العمليىة
  را المررسة د وارجاع هذه النظريات لى ارها الثقافى والاجتماعى الذى ولرت فيه.
  -8 القىىررم علىىى تمييىى العناصىر والأبعىىار التاري يىىة التىىى تىىر فىىى تكىىوين معتقىىراتنا ونظمنىىا
  التربوية الحالية.
  -9 القىررم علىى تكىوين مفهىوم سىليم لمعنىى الت ىور ومىا يى ت رب فيىه مىن سىرعة وبى فىى حركىة
  التىاري وأيضىاً قيمىة الىذكا الإنسىانى فىى صىن التقىرم الاجتمىاعى ومكىان التربيىة فىى هىذا
  كله.
  العوامل المؤثرة فى حركة الفكر التربوى:
  يرى العرير من العلما والمفكرين التربويين أن ش صية الأمة هى نتيجة لتفاع العوام
  التاري يىىة والجغ ا رفيىىة والرينيىىة والسياسىىية والاقتصىىارية و يرهىىا، ولابىىر للىىنظم التعليميىة أن تتىىجثر
  بهىذه العوامى وتتفاعى معهىا، وسىور نعىرض لتلى. العوامى لنوضى تجثيرهىا علىى حركىة الفكىر
  التربوى ومسيرم النظم التعليمية عبر التاري