لخّصلي

وصرخ يناديني غاضبًا من الصقيع: هل خمس دقائق ظهر خادم بيكارسكي بدون قُ َ أنت أطرش؟ اصرف الحوذية واصعد، ُ صعدت إلى الطابق الثاني وأنا لا أفهم شيئً ُ ا، كنت ًقبلا في شقة بيكارسكي، ُ أنني وقفت ُ في املدخل م ً تطلعا إلى الصالة، تبهرني ببريق َّ أط ُ ر لوحاتها، وبعده بقليل رأيت أرلوف. إنني سافرت وأبعث بتحياتي. ِ أو برقيات أحضرها إلى هنا، ُ عندما عدت ُ إلى املنزل كانت زينائيدا فيدوروفنا مستلقيةً على الكنبة في غرفة الجلوس ولم تشتعل سوى شمعة واحدة مثبَّتة في الشمعدان. وسألتني زينائيدا فيودوروفنا: ألم تتأخروا عن القطار؟ أ ولم أرغب في القراءة، بل كنت أ وهو الشخص الواسع الاطلاع والتفكري، ِّقد َّ ر ذكاءه. ُ كنت أ َ يطرأ على ذهنه، فإذا نجحت الخدعة فحسنًا، وسيكون بإمكانه أن يكذب مرةً ثانيةً بنفس البساطة والسرعة دون أن يجهد عقله. في منتصف الليل عندما حركوا املقاعد وصاحوا «هورا» وهم يحتفلون بالعام الجديد دقَّ للمكتب. ُّ كثرة الرقاد.

بَّعة، وصرخ يناديني غاضبًا من الصقيع: هل
خمس دقائق ظهر خادم بيكارسكي بدون قُ
َ أنت أطرش؟ اصرف الحوذية واصعد، إنهم ينادونك!
ُ صعدت إلى الطابق الثاني وأنا لا أفهم شيئً ُ ا، كنت ًقبلا في شقة بيكارسكي، أعني
ُ أنني وقفت ُ في املدخل م ً تطلعا إلى الصالة، فكانت في كل مرة، وخاصةً بعد عتمة الشارع
ٍ الرطبة، تبهرني ببريق َّ أط ُ ر لوحاتها، وبرونزها وأثاثها الغالي. والآن رأيت وسط هذا البريق
ُ جروزين وكوكوشكني، وبعده بقليل رأيت أرلوف.
اقترب مني وقال: اسمع يا ستيبان، سأبقى حتى الجمعة أو السبت، إذا وصلَت رسائل
ُ ل لهم في البيت، بالطبع، إنني سافرت وأبعث بتحياتي. اذهب
ِ أو برقيات أحضرها إلى هنا، قُ
الآن.
ُ عندما عدت ُ إلى املنزل كانت زينائيدا فيدوروفنا مستلقيةً على الكنبة في غرفة الجلوس
ُ وهي تقضم كمثرى، ولم تشتعل سوى شمعة واحدة مثبَّتة في الشمعدان.
وسألتني زينائيدا فيودوروفنا: ألم تتأخروا عن القطار؟
ِ بلغك التحيات.
ُ
ِم ُرت أن أ
ُ
َّ – كلا يا سيدتي. أ
ُ ذهبت ُ إلى غرفتي واستلقيت ً أيض ُ ا. لم يكن لدي ما أعمله، ولم أرغب في القراءة،
ُجهد فكري لكي أفهم الداعي إلى هذا الخداع،
لم تتملَّ ُ كني الدهشة أو السخط، بل كنت أ
فاملراهقون وحدهم هم الذين يخدعون عشيقاتهم بهذه الصورة. أمن املعقول أنه، وهو
الشخص الواسع الاطلاع والتفكري، لم يستطع أن يبتكر شيئًا أذكى من ذلك؟ في الحقيقة
ِّقد َّ ر ذكاءه. وأعتقد أنه لو أراد أن يخدع وزيره أو أي شخص كبري آخر، لأنفق في
ُ
ُ كنت أ
َّ ذلك الكثري من الجهد واملهارة، أما هنا، ولكي يخدع امرأة، فيكفي، على ما يبدو، أول شيء
َ يطرأ على ذهنه، فإذا نجحت الخدعة فحسنًا، وإذا لم تنجح فلن يخسر كثريًا، وسيكون
بإمكانه أن يكذب مرةً ثانيةً بنفس البساطة والسرعة دون أن يجهد عقله.
في منتصف الليل عندما حركوا املقاعد وصاحوا «هورا» وهم يحتفلون بالعام الجديد
َ ت زينائيدا فيودوروفنا الجرس واستدعتني إلى غرفتها املجاورة
في الطابق الأعلى فوقنا، دقَّ
ِ ا ما على ق َطعة ورق، وكانت تبدو ذابلةً من
للمكتب. كانت جالسةً إلى الطاولة تكتب شيئً
ُّ كثرة الرقاد.
ُ ينبغي إرسال َ برقية (قالت لي ثم ابتسمت) اذهب بسرعة إلى املحطة واطلب منهم أن
يرسلوها في أثره.
ُ وعندما خرجت ُ إلى الشارع قرأت ِ على ق َطعة الورق: