لخّصلي

ال ريب أَّنه توجد أمثلة مماثلة في أوروبا أو اليابان. على الرغم من قيودها، تحتاج المؤسسة الخدمية العامة إلى تعريف واضح لمهمتها. ما الذي تحاول فعله؟ ما السبب في وجودها؟ وتحتاج إلى التركيز على األهداف وليس على البرامج والمشروعات، ويجب معاملتها دائمًا على أَّنها مؤقتة وقصيرة العمر. 2 تحتاج المؤسسة الخدمية العامة إلى قائمة أهداف واقعية. يجب عليها القول »مهمتنا تخفيف تحتاج إلى شيء بالوسع تحقيقه، المجاعة« بد ًال من »مهمتنا القضاء على الجوع«. بهدف واقعي بحيث يمكنها القول في النهاية »لقد انتهى عملنا«. فإقامة العدل في أي مجتمع بشري مهمة ال تنتهي، توجد أهداف ال يمكن تحقيقها أبدًا وال يمكن تحقيقها بالكامل حتى بأقل المعايير. لكن معظم األهداف يمكن ويجب صياغتها بالحد األمثل بد ًال من الحد األقصى. ثم يمكن القول: »لقد حققنا ما كنا نحاول فعله«. يجب أْن يقال هذا إزاء األهداف التقليدية لمدير المدرسة: جعل الجميع يرتاد المدرسة لقد تحقق هذا الهدف منذ فترة طويلة في البلدان المتقدمة، فماذا على التعليم أْن يفعل اآلن، أي ما معنى »التعليم« بالمقارنة مع ارتياد المدرسة؟ لذا، بعد عدة محاوالت، فاحتمالية النجاح، كل محاولة جديدة، للتشكيك في صحة الهدف، لكَّن هذا عكس ما تعتقد به معظم المؤسسات 4 أخيرًا، سياساتها وممارساتها، وإلى رؤية التغيير باعتباره فرصة وليس تهديدًا في أعوام ما بعد الحرب العالمية الثانية، واجهت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الواليات المتحدة ألول مرة ظهورًا سريعًا معظم مؤسسات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، الجمهور، وبالمثل، واجهت جميع أبرشيات الروم الكاثوليك في الواليات المتحدة، 1970 انخفاضًا حادًا ورأت في هذا تهديدًا كبيرًا في هذه األبرشية، على الكاهن أْن يفعل ما تدرب عليه، شهدت جميع المستشفيات األميركية، الرعاية الصحية. استعد معظمها لمحاربة هذه التغييرات قائل ًة »هذه التغييرات ستكون كارثية«، بيد في المجاالت العلمية فرص ًة هائلة لتظهر وتبرز بصفتها رائدة سواء داخل المجتمع العلمي أو فرص جديدة لنا؟«. المثال: كانت مدينة لينكولن في والية نبراسكا، أول مدينة في العالم الغربي تطبق ملكية في ظل العمدة، هيلين بوساليس، بدأت المدينة خصخصة خدمات مثل جمع القمامة إ ْذ للحصول على العقود، أي الحكومة، و »المورد«. وهذا يمِّكن من تحقيق معايير الخدمة العالية والكفاءة والموثوقية والكلفة تشكل القواعد األربع الموضحة أعاله السياسات والممارسات المحددة الالزمة في المؤسسة الخدمية العامة إذا شاءت جعل نفسها ريادّية وقادرة على االبتكار.

السياسات الريادّية
أعي تمامًا أَّن جميع هذه األمثلة أميركية. ال ريب أَّنه توجد أمثلة مماثلة في أوروبا أو اليابان. لكَّني
آمل أن تكون هذه الحاالت، على الرغم من قيودها، كافية لتوضيح السياسات الريادّية الالزمة
لتمكين المؤسسة الخدمية العامة من االبتكار:
.1 أو ًال، تحتاج المؤسسة الخدمية العامة إلى تعريف واضح لمهمتها. ما الذي تحاول فعله؟ ما
السبب في وجودها؟ وتحتاج إلى التركيز على األهداف وليس على البرامج والمشروعات، فهذه
وسيلة لتحقيق غاية، ويجب معاملتها دائمًا على أَّنها مؤقتة وقصيرة العمر.
.2 تحتاج المؤسسة الخدمية العامة إلى قائمة أهداف واقعية. يجب عليها القول »مهمتنا تخفيف
تحتاج إلى شيء بالوسع تحقيقه، وبالتالي
المجاعة« بد ًال من »مهمتنا القضاء على الجوع«. إ ْذ
بهدف واقعي بحيث يمكنها القول في النهاية »لقد انتهى عملنا«.
التزامًا
. فإقامة العدل في أي مجتمع بشري مهمة ال تنتهي،
بطبيعة الحال، توجد أهداف ال يمكن تحقيقها أبدًا
وال يمكن تحقيقها بالكامل حتى بأقل المعايير. لكن معظم األهداف يمكن ويجب صياغتها بالحد
األمثل بد ًال من الحد األقصى. ثم يمكن القول: »لقد حققنا ما كنا نحاول فعله«.بالتأكيد، يجب أْن يقال هذا إزاء األهداف التقليدية لمدير المدرسة: جعل الجميع يرتاد المدرسة
ألعوام طويلة. لقد تحقق هذا الهدف منذ فترة طويلة في البلدان المتقدمة، فماذا على التعليم أْن يفعل
اآلن، أي ما معنى »التعليم« بالمقارنة مع ارتياد المدرسة؟
.3 يجب أخذ الفشل في تحقيق األهداف على أَّنه إشارة إلى كون الهدف خاطئ ًا، أو على األقل أَّن
. فإذا لم يتحقق
تحديده خاطئ. لذا، يجب افتراض أَّن الهدف ال بد أْن يكون اقتصادي ًا وليس أخالقي ًا
ُّد الفشل سبب ًا جيدًا
ليس من المنطقي َع
بعد عدة محاوالت، يجب على المرء التسليم بأَّنه خاطئ؛ إ ْذ
لتكرار المحاوالت. فاحتمالية النجاح، كما يعرف علماء الرياضيات منذ ثالثمئة عام، تتضاءل مع
كل محاولة جديدة، وعملي ًا ال تزيد عن نصف احتمال المحاولة السابقة. بالتالي، يكون الفشل في
للتشكيك في صحة الهدف، لكَّن هذا عكس ما تعتقد به معظم المؤسسات
تحقيق األهداف سبب ًا ظاهري ًا
الخدمية العامة.
.4 أخيرًا، تحتاج المؤسسات الخدمية العامة إلى إدراج البحث المستمر عن فرص االبتكار ضمن
. وقد نجحت المؤسسات
سياساتها وممارساتها، وإلى رؤية التغيير باعتباره فرصة وليس تهديدًا
الخدمية العامة المبتكرة المذكورة في الصفحات السابقة ألَّنها طبقت هذه القواعد األساسية. في
أعوام ما بعد الحرب العالمية الثانية، واجهت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الواليات المتحدة
. رأت معظم األبرشيات الكاثوليكية، وفي الواقع
لجمهوٍر كاثوليكي متعلم31
ألول مرة ظهورًا سريعًا
معظم مؤسسات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، في هذا تهديدًا أو على األقل مشكلة. فمع هذا
الجمهور، لم يعد القبول المطلق لألسقف والكاهن أمرًا مفروغًا منه. لكن لم يكن ثّمة مكان لهذا
الجمهور في هيكل الكنيسة وإداراتها. وبالمثل، واجهت جميع أبرشيات الروم الكاثوليك في الواليات
في عدد الشباب الذين يدخلون الكهنوت،
المتحدة، ابتداًء من عام 1965 أو ،1970 انخفاضًا حادًا
. بيد أَّن أبرشية كاثوليكية واحدة رأت في كليهما فرصة. )نتيجة لذلك،
ورأت في هذا تهديدًا كبيرًا
واجهت مشكلة مختلفة فقد أراد الكهنة الشباب من جميع أنحاء الواليات المتحدة الدخول إليها؛ ألَّنه
في هذه األبرشية، على الكاهن أْن يفعل ما تدرب عليه، أي فعل ما جعله يدخل الكهنوت(.
شهدت جميع المستشفيات األميركية، بدءًا من عام 1970 أو ،1975 تغييرات وشيكة في مجال
الرعاية الصحية. استعد معظمها لمحاربة هذه التغييرات قائل ًة »هذه التغييرات ستكون كارثية«، بيد

أَّن مستشفى واحدًا وجد فيها فرصًا رأت »الجمعية األميركية لتقدم العلوم« في ازدياد أعداد األشخاص ذوي الخلفيات العلمية والعاملين
في المجاالت العلمية فرص ًة هائلة لتظهر وتبرز بصفتها رائدة سواء داخل المجتمع العلمي أو
خارجه.
ونظرت »فتيات الكشافة« في التركيبة السكانية وقالت: »كيف يمكننا تحويل االتجاهات السكانية إلى
فرص جديدة لنا؟«.
حتى على المستوى الحكومي، يكون االبتكار ممكن ًا إذا جرى االلتزام بقواعد بسيطة. وإليك هذا
المثال:
كانت مدينة لينكولن في والية نبراسكا، قبل 120 عامًا، أول مدينة في العالم الغربي تطبق ملكية
البلديات للخدمات العامة، مثل النقل العام والطاقة الكهربائية والغاز والمياه وما إلى ذلك. في األعوام
العشرة الماضية، في ظل العمدة، هيلين بوساليس، بدأت المدينة خصخصة خدمات مثل جمع القمامة
تق ِّدم المدينة األموال وتتق َّدم الشركات الخاصة بمناقصات
والنقل المدرسي وغيرها من الخدمات. إ ْذ
للحصول على العقود، ما حقق وفورات كبيرة في الكلفة وتحسينات كبرى في الخدمة.
ما شاهدته هيلين بوساليس في لينكولن كان فرصة الفصل بين »مق ِّدم« الخدمات العامة، أي
الحكومة، و »المورد«. وهذا يمِّكن من تحقيق معايير الخدمة العالية والكفاءة والموثوقية والكلفة
المنخفضة التي يمكن أْن تأتي بها المنافسة.
تشكل القواعد األربع الموضحة أعاله السياسات والممارسات المحددة الالزمة في المؤسسة الخدمية
العامة إذا شاءت جعل نفسها ريادّية وقادرة على االبتكار. باإلضافة إلى ذلك، فإّنها تحتاج أيضًا إلى
اعتماد تلك السياسات والممارسات الالزمة في أي منظمة قائمة لتكون ريادَّية، أي السياسات
والممارسات المعروضة في الفصل السابق.

توضيح النص