لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (88%)

المحور الرابع: الآداب والعلوم والفنون ويرجح أن بطلميوس الأول هو الذي خطا الخطوة الأولى في سبيل إنشاء دار العلم (الجامعة) والمكتبة الكبرى، حين أخذ يدعو فحول شعراء الإغريق وأدباءهم وعلماءهم وفلاسفتهم وفنانيهم إلى الإسكندرية. حيث كان يستضيفهم على نفقته، فضلا عما كان يجريه عليهم من المرتبات؛ وكانت دار العلم جزءا من الحي الملكي وتتألف من متنزه وأروقة و مبنى واحد، أو مجموعة مبان تضم قاعات للبحوث العلمية، ومن الجائز أيضا وجود أماكن الإقامة العلماء أعضاء الدار. وقد كانت دار العلم أسناسا معهدا للبحث العلمي، فإن العلماء كانوا يلقون المحاضرات العامة في المدينة، ويسمحون لعدد محدود من الطلاب بالتتلمذ على أيديهم. ويبدو من خلال الدور الذي قامت به الإسكندرية في الحركة العلمية أن كل فروع وهي التي تولى بطلميوس الثاني رعايتها حتى غدت أعظم دور الكتب في العالم القديم. ويبدو أنه أنشأ كذلك المكتبة التي كانت تكون جزءا من معبد السيرابيوم. وقد أدى علماء الاسكندرية خدمات جليلة للأدب الإغريقي عندما ابتدعوا فن نقد النصوص القديمة، وحققوا أصول كثير من المؤلفات القديمة، ٢ - الشعر : ولعل أهم مميزات الشعر الإسكندري أنه كان 1 - يخلو من العواطف السياسية المتأججة. ٢ - يفتقر إلى المشاعر الدشية العميقة نحو الآلهة القديمة. كان كلفا بمسايرة ركب التقدم العلمي الذي شهدته الإسكندرية من حيث الدراسة العميقة لأصول وجوانب الموضوعات التي يعالجها. ه كان يميل ميلا شديدا إلى البساطة الرشيقة في الأوزان ويعتبر كاليماخوس أبرز شعراء الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد. في حين أن منافسه أبولونيوس كان يفضل القصائد المطولة، فاحدم بينهما نزاع أدبي مشهور. وإذا كان العصر الذهبي للشعر الإسكندري لم يعمر أكثر من نصف قرن يمتد من حوالي عام ۲۹۰ ق. م. حتى عام ٢٤٠ ق. م. فإن الشعر الذي يصور حياة الريف بقي منتعشا حتى القرن الأول قبل الميلاد. - النثر: ولم يكن للإسكندرية في النثر الهللينيستي من الأثر ما كان لها في الشعر. وقد تأثر النثر في هذا العصر بعاملين كان لهما أسوا الأثر فيه العامل الأول هو أثر المشائين، وكانوا مغرمين يجمع المعلومات كما هي؛ مما أفضى إلى الخلط بين الحقائق والقصص دون أي تمييز بينها. وكان العامل الثاني هو أثر أيسقراط وتلاميذه وكانوا يختلفون الوقائع ليكون أثرها في النفس عميقا، أو يحورون الحقائق ليكون لها مغزى ظاهر. ويعتبر ساتيروس أشهر مؤرخي الإسكندرية الذين تأثروا بالمشائين وكلايتارخوس أبرز مثل المؤرخى الإسكندرية الذين تأثروا بمدرسة أسقراط. بيد أنه من ناحية أخرى وجد أشخاص يميلون إلى الحقيقة وشاركوا فعلا في الأحداث التي كتبوا عنها، مثل بطلميوس الأول الذي استمد معلوماته فيما كتبه عن الإسكندر من الوثائق الرسمية ومن مذكراته ومشاهداته الخاصة، فكان كتابه فريدا في بابه يومئذ لكن لم يصلنا إلا بعضه عن طريق أريانوس في عهد بطلميوس الأول كتب هيكاتايوس من أبديرا عن تاريخ مصر من وجهة نظر الإغريق، وإذا كان التاريخ يحتل مكان الصدارة في نثر العصر الهللينيستي، فقد كان للجغرافيا مكان مهم فيه إلى حد أن ما كتبه العالم الجغرافي إراتوستنيس يعتبر أعظم مثل للنثر الإسكندري. ثانيا- العلوم 1 - الطب والجراحة بلغت العلوم الإغريقية شأنا بعيدا في العصر الهللينستي. وقد تقدم الطب بوجه خاص تقدما كبيرا. وكان أبرز علماء الطب في الإسكندرية "هيروفيلوس" العالم في التشريح في وظائف الأعضاء. وحوالي عام ۲۸۰ ق. م. أسس فيلينوس مدرسة طب جديدة في الإسكندرية تدعى المدرسة التجريبية. وكان على رأس المشتغلين بدراسة علمى الحيوان والنبات في العصر الهللينيستي عالمان بارزان كان أحدهما يدعى ثيوفراسطوس الذي فشل بطلميوس الأول في اجتذابه إلى الإسكندرية، وتحتل الهندسة مكانة مرموقة بين رياضيات العصر د. ناهد الحمصاني حضارة مصر في العصرين البطلمي والروماني قسم التاريخ - المستوى الرابع الهللينستي، فقد فاقت في تقدمها سائر فروع العلم الأخرى. ولا يمكن المبالغة في تقدير الخدمات التي أسداها إقليديس إلى الرياضيات. فقد أسس في الإسكندرية مدرسة تعلم فيها كثيرون من الرياضيين البارزين، ويقرن اسمه بأشهر مؤلفاته وهو كتاب الهندسة المعروف باسم "العناصر". ويتصل علم الفلك بالهندسة اتصالا وثيقا. وقد كان أعظم علماء الفلك في الإسكندرية وفي العالم القديم قاطبة يعيش في القرن الثاني قبل الميلاد ويدعى هيبارخوس. لأنه لا يقل إلا بثانية واحدة عن التقدير المقبول اليوم. وكان أرخميديس السراقوسي أعظم عبقرية مبتكرة بين علماء الرياضيات الإغريق. ثالثا- الفنون سنقصر الكلام هنا عن فنى المعمار والنحت؛ أقسام هذا الفن هي المقابر والمنازل والمعابد عند كل من الإغريق والمصريين. (أ) المقابر : استخدم إغريق مصر مقابر من ثلاثة أنواع، كان أحدهما عبارة عن حفر تنحت في الصخر أو تحفر في الأرض. وأهم مظاهر النوع الثاني الدفن في فجوات مستطيلة الشكل تبنى أو تنحت في جوانب دهليز أو غرفة والنوع الثالث يسمي مقابر الأرائك لأن الدفن كان يتم في تابوت على شكل الأريكة ويوضع في غرفة الدفن. قد تطورت هذه المقابر من مقبرة ذات أريكة، إلى مقبرة ذات أريكة وفجوات حيث استخدمت الأريكة والفجوات في الدفن إلى مقبرة فجوات وأريكة حيث استخدمت الفجوات فقط في الدفن ولم تكن الأريكة إلا زخرفة بارزة، وأخيرا إلى مقبرة ذات فجوات ومحاريب حيث اختفت الأريكة تماما، وكان الموتى يدفنون في الفجوات وفي توابيت كانت توضع في المحاريب، فإنها لم تخل أحيانا قليلة من بعض العناصر المصرية، وكذلك أيضا كانت حال النصب الجنائزية. أما المصريون، فإنهم سواء أكانوا يعيشون في الإسكندرية أم في المدن والقرى المصرية فقد احتفظوا بأساليب دفنهم التقليدية فكانوا يدفنون موتاهم إما في مقابر قديمة أعادوا استخدامها، كان القسم الأول يتألف من نوعين كان أحدهما شائعا جدا وبسيطا يتألف من بئر أنشئت في قاعها فجوة للدفن. وكان مقابر النوع الثاني تتألف من هيكل جنائزي صغير حفرت في أرضيته بئر، كان الميت يدفن في قاعها. وكان القسم الثاني يتكون أيضا من نوعين كانت مقابر أحدهما تنحت في الصخر وتتكون عادة من عدد من الدرج أو ممر منحدر يؤدي إلى غرفة واحدة أو غرفتين. وكان النوع الآخر مبنيا من اللبن ويتألف من بئر عند قاعها باب يؤدي إلى دهليز وغرفتين صغيرتين على محور واحد. كانت المقابر البطلمية المصرية مصرية، خاصة في عمارتها وزخرفتها ونصبها الجنائزية. ب) المنازل: ومع أنه لم يعثر إلا في الفيوم على عدد من بقايا المنازل الإغريقية والمصرية التي ترجع إلى عصر البطالمة، فإنه بفضل معلوماتنا عن المنازل الإغريقية في بلاد أخرى، وبفضل المعلومات التي نستمدها من سرادق بطلميوس الثاني، ومن القصر العائم الذي شيده بطلميوس الرابع، ومن مقابر الإسكندرية بوجه خاص، ومن بقايا المنازل القليلة التي وجدت في الفيوم ومن الإشارات العابرة في الوثائق البردية، أما النوع الثاني فيشبه ذلك النوع من المنازل الذي اشتهرت به جزيرة ديلوس في القرن الثاني قبل الميلاد. وتشير القرائن إلى أنه كانت توجد منازل إغريقية في بطوليميس وبعض مدن الفيوم، أما فيما عدا ذلك فيتبين أن الإغريق وكذلك المصريين كانوا ينزلون في منازل مصرية لم تكن إلا استمرارا لأنواع المنازل التي كشفت عنها الحفائر في تل العمارنة. ج) المعابد: تكشف الحفائر حتى الآن عن معبد إغريقي كبير، وإن كانت قد كشفت عن بقايا معبد دوري صغير يبين أن طرازه الإغريقي لا تشوبه أية تأثيرات مصرية، وإذا كانت هذه البقايا تمتاز بطابعها السكندري، فإن أغلبها إغريقي بحت. ومع ذلك، فقد عثر على تيجان للأعمدة تختلط فيها العناصر المصرية والإغريقية؛ إلا أنه يستبعد أنها كانت مستخدمة في معابد إغريقية أو مصرية؛ لأن مثل هذه العمائر الدينية تتصف دائما بالمحافظة والاستمساك بالتقاليد. وقد كشف عن عدد كبير من المعابد التي أقيمت في هذا العصر للآلهة المصرية، وهي مصرية صميمة في تخطيطها وعمارتها وزخرفتها بدليل أن الأثريين لم يستطيعوا تاريخها تاريخا صحيحا قبل حل طلاسم اللغة المصرية القديمة، وتمتاز هذه المعابد بظاهرتين هما: أولا - كثرة ما استخدم فيها من الأعمدة التي تدعى رؤوسها الرؤوس المركبة، ثانيا- كثرة ما استخدم في صالات الأعمدة بوجه خاص من جدران قصيرة، نجد أمثلة لها في معابد الدولة الحديثة. وأخص هذه المميزات عدم ابراز عظام الوجه والجسم، وعدم معالجة تفاصيل الشعر، وعدم استخدام الزوايا الحادة، وصقل السطح صفلا شديدا وعندما ابتكرت الإسكندرية فرعا جديدا من فن النحت هو دراسة الأجناس وطباع الناس وحرفهم وخصائصهم الشخصية، ابتكرت طرازا واقعيا يلائم هذا النوع من الفن. وتدل المخلفات الأثرية على أن الفنان الإغريقي لم يحتكر فن النحت في مصر في عصر البطالمة، فقد استمر الفنان المصري يزاول نشاطه على جدران المعابد وأنصبة الموتى وفي شتى المجالات التي كان يألفها أسلافه ووفقا للطراز الذي استقى منذ غابر الزمن وأصبح علما على الفن المصري. وتتكشف دراسة فن النحت في عصر البطالمة عن: أولا أن أكثر النقود التي سكها البطالمة وأغلب قطع النحت التي ابتكرتها مدرسة الإسكندرية هي إغريقية في طرازها وعناصرها وصنعتها، وأن أكثر قطع النحت المصرية مصرية بحث في طرازها وصنعتها ومظهرها وجوهرها. ثانيا أن الكثير من النقود وقطع النحت تختلط فيها العناصر دون الطرز، مثل تصوير زهرة اللوتس أو قرص الشمس وسط قرنين على نقود بعض البطالمة، فهذه عناصر مصرية ومع ذلك فإن طراز تلك النقود إغريقي. ومثل تمثال يصور ملكا أو ملكة من أسرة البطالمة بطراز مصري. ولما كان المقياس الحقيقي في أي فن من الفنون هو الطراز؛


النص الأصلي

المحور الرابع: الآداب والعلوم والفنون
أولا - الآداب



  • دار العلم والمكتبة الكبرى.
    ويرجح أن بطلميوس الأول هو الذي خطا الخطوة الأولى في سبيل إنشاء دار العلم (الجامعة) والمكتبة الكبرى، حين أخذ يدعو فحول شعراء الإغريق وأدباءهم وعلماءهم وفلاسفتهم وفنانيهم إلى الإسكندرية. حيث كان يستضيفهم على نفقته، فضلا عما كان يجريه عليهم من المرتبات؛ ليتفرغوا للبحث والدرس. وكانت دار العلم جزءا من الحي الملكي وتتألف من متنزه وأروقة و مبنى واحد، أو مجموعة مبان تضم قاعات للبحوث العلمية، فضلا عن قاعة عامة للأكل، ومن الجائز أيضا وجود أماكن الإقامة العلماء أعضاء الدار.
    وقد كانت دار العلم أسناسا معهدا للبحث العلمي، وليست مركزا للتعليم. ومع ذلك، فإن العلماء كانوا يلقون المحاضرات العامة في المدينة، ويسمحون لعدد محدود من الطلاب بالتتلمذ على أيديهم. ويبدو من خلال الدور الذي قامت به الإسكندرية في الحركة العلمية أن كل فروع
    ولكي يتيسر للعلماء بمهمتهم أنشئت المكتبة الكبرى، وهي
    التي تولى بطلميوس الثاني رعايتها حتى غدت أعظم دور الكتب في العالم القديم. ويبدو أنه أنشأ كذلك المكتبة التي كانت تكون جزءا من معبد السيرابيوم.
    وقد أدى علماء الاسكندرية خدمات جليلة للأدب الإغريقي عندما ابتدعوا فن نقد النصوص القديمة، وحققوا أصول كثير من المؤلفات القديمة، وحققوا أصول كثير من المؤلفات القديمة.
    ٢ - الشعر :
    إن كافة أنواع الشعر الإغريقي ما عدا الكوميديا قد تأثرت خلال العصر الهللينيستي بالشعر الإسكندري وكانت أحب ألوان الغنائي والمقطوعات القصيرة. ولعل أهم مميزات الشعر
    الإسكندري أنه كان


1 - يخلو من العواطف السياسية المتأججة.
٢ - يفتقر إلى المشاعر الدشية العميقة نحو الآلهة القديمة.
كان كلفا بمسايرة ركب التقدم العلمي الذي شهدته الإسكندرية من حيث الدراسة العميقة لأصول وجوانب الموضوعات التي يعالجها. كان يتجنب الموضوعات الشائعة المبتذلة.
ه كان يميل ميلا شديدا إلى البساطة الرشيقة في الأوزان ويعتبر كاليماخوس أبرز شعراء الإسكندرية في القرن
الثالث قبل الميلاد. وكان صاحب مدرسة القصائد القصيرة المصقولة، في حين أن منافسه أبولونيوس كان يفضل القصائد
المطولة، فاحدم بينهما نزاع أدبي مشهور.
وكان من أشهر شعراء القرن الثالث تيوكريتوس السيراقوسي الذي عاش فترة في الإسكندرية وأصبح شاعر بلاط بطلميوس الثاني. وإذا كان العصر الذهبي للشعر الإسكندري لم يعمر أكثر من نصف قرن يمتد من حوالي عام ۲۹۰ ق.م. حتى عام ٢٤٠ ق.م. فإن الشعر الذي يصور حياة الريف بقي منتعشا حتى القرن الأول قبل الميلاد.



  • النثر:


ولم يكن للإسكندرية في النثر الهللينيستي من الأثر ما كان لها في الشعر. وقد تأثر النثر في هذا العصر بعاملين كان لهما أسوا الأثر فيه العامل الأول هو أثر المشائين، وكانوا مغرمين يجمع المعلومات كما هي؛ مما أفضى إلى الخلط بين الحقائق والقصص دون أي تمييز بينها. وكان العامل الثاني هو أثر أيسقراط وتلاميذه وكانوا يختلفون الوقائع ليكون أثرها في النفس عميقا، أو يحورون الحقائق ليكون لها مغزى ظاهر. ويعتبر ساتيروس أشهر مؤرخي الإسكندرية الذين تأثروا بالمشائين وكلايتارخوس أبرز مثل
المؤرخى الإسكندرية الذين تأثروا بمدرسة أسقراط.
بيد أنه من ناحية أخرى وجد أشخاص يميلون إلى الحقيقة وشاركوا فعلا في الأحداث التي كتبوا عنها، مثل بطلميوس الأول الذي استمد معلوماته فيما كتبه عن الإسكندر من الوثائق الرسمية ومن مذكراته ومشاهداته الخاصة، فكان كتابه فريدا في بابه يومئذ لكن لم يصلنا إلا بعضه عن طريق أريانوس في عهد بطلميوس الأول كتب هيكاتايوس من أبديرا عن تاريخ مصر من وجهة نظر الإغريق، وفي عهد بطلميوس الثاني اعتمد مانثون كبير كهنة هليوبوليس على المصادر الهيروغليفية في كتابة تاريخ مصر.
وإذا كان التاريخ يحتل مكان الصدارة في نثر العصر الهللينيستي، فقد كان للجغرافيا مكان مهم فيه إلى حد أن ما كتبه العالم الجغرافي إراتوستنيس يعتبر أعظم مثل للنثر الإسكندري.
ثانيا- العلوم
1 - الطب والجراحة
بلغت العلوم الإغريقية شأنا بعيدا في العصر الهللينستي. وقد تقدم الطب بوجه خاص تقدما كبيرا. وكان أبرز علماء الطب في الإسكندرية "هيروفيلوس" العالم في التشريح في وظائف الأعضاء. وكان طبيعيا أن يؤدي تقدم التشريح إلى تقدم الجراحة. وحوالي عام ۲۸۰ ق.م. أسس فيلينوس مدرسة طب جديدة في الإسكندرية تدعى المدرسة التجريبية.



  • علماء الحيوان والنبات
    وكان على رأس المشتغلين بدراسة علمى الحيوان والنبات في العصر الهللينيستي عالمان بارزان كان أحدهما يدعى ثيوفراسطوس الذي فشل بطلميوس الأول في اجتذابه إلى الإسكندرية، وكان الآخر يدعى استراتون وكان معلم بطلميوس الثاني.
    ٣- العلوم الرياضية
    وتحتل الهندسة مكانة مرموقة بين رياضيات العصر
    حسن أحمد . د. ناهد الحمصاني حضارة مصر في العصرين البطلمي والروماني قسم التاريخ - المستوى الرابع
    الهللينستي، فقد فاقت في تقدمها سائر فروع العلم الأخرى. ولا يمكن المبالغة في تقدير الخدمات التي أسداها إقليديس إلى الرياضيات. فقد أسس في الإسكندرية مدرسة تعلم فيها كثيرون من الرياضيين البارزين، ويقرن اسمه بأشهر مؤلفاته وهو كتاب الهندسة المعروف باسم "العناصر".
    ويتصل علم الفلك بالهندسة اتصالا وثيقا. وقد كان أعظم علماء الفلك في الإسكندرية وفي العالم القديم قاطبة يعيش في القرن الثاني قبل الميلاد ويدعى هيبارخوس. وقد كان أعظم كشوفه تحديد الاعتدالين الربيعي والخريفي وتقدير متوسط طول الشهر القمري تقديرا يبعث على الدهشة؛ لأنه لا يقل إلا بثانية واحدة عن التقدير المقبول اليوم. وكان أرخميديس السراقوسي أعظم عبقرية مبتكرة بين علماء الرياضيات الإغريق.
    ثالثا- الفنون
    سنقصر الكلام هنا عن فنى المعمار والنحت؛ لأن معلوماتنا محدودة جدا عن فني الموسيقى والتصوير في عصر البطالمة. 1 - فن المعمار
    أقسام هذا الفن هي المقابر والمنازل والمعابد عند كل من
    الإغريق والمصريين.
    (أ) المقابر :
    استخدم إغريق مصر مقابر من ثلاثة أنواع، كان أحدهما عبارة عن حفر تنحت في الصخر أو تحفر في الأرض. وأهم مظاهر النوع الثاني الدفن في فجوات مستطيلة الشكل تبنى أو تنحت في جوانب دهليز أو غرفة والنوع الثالث يسمي مقابر الأرائك لأن الدفن كان يتم في تابوت على شكل الأريكة ويوضع في غرفة الدفن.
    قد تطورت هذه المقابر من مقبرة ذات أريكة، إلى مقبرة ذات أريكة وفجوات حيث استخدمت الأريكة والفجوات في الدفن إلى مقبرة فجوات وأريكة حيث استخدمت الفجوات فقط في الدفن ولم تكن الأريكة إلا زخرفة بارزة، وأخيرا إلى مقبرة ذات فجوات ومحاريب حيث اختفت الأريكة تماما، وكان الموتى يدفنون في الفجوات وفي توابيت كانت توضع في المحاريب، وإذا كان طابع عمارة هذه المقابر وزخرفتها إغريقيا، فإنها لم تخل أحيانا قليلة من بعض العناصر المصرية، وكذلك أيضا كانت حال النصب الجنائزية.
    أما المصريون، فإنهم سواء أكانوا يعيشون في الإسكندرية أم في المدن والقرى المصرية فقد احتفظوا بأساليب دفنهم التقليدية فكانوا يدفنون موتاهم إما في مقابر قديمة أعادوا استخدامها، وإما في مقابر جديدة يمكن تقسيمها قسمين، كان القسم الأول يتألف من نوعين كان أحدهما شائعا جدا وبسيطا يتألف من بئر أنشئت في قاعها فجوة للدفن. وكان مقابر النوع الثاني تتألف من هيكل جنائزي صغير حفرت في أرضيته بئر، كان الميت يدفن في قاعها. وكان القسم الثاني يتكون أيضا من نوعين كانت مقابر أحدهما تنحت في الصخر وتتكون عادة من عدد من الدرج أو ممر منحدر يؤدي إلى غرفة واحدة أو غرفتين. وكان النوع الآخر مبنيا من اللبن ويتألف من بئر عند قاعها باب يؤدي إلى دهليز وغرفتين صغيرتين على محور واحد.
    وباستثناء مقبرة بنوسيريس التي اختلط في زخرفة أجزائها الطراز المصري والطراز الإغريقي، كانت المقابر البطلمية المصرية مصرية، خاصة في عمارتها وزخرفتها ونصبها الجنائزية.
    (ب) المنازل:
    ومع أنه لم يعثر إلا في الفيوم على عدد من بقايا المنازل الإغريقية والمصرية التي ترجع إلى عصر البطالمة، فإنه بفضل معلوماتنا عن المنازل الإغريقية في بلاد أخرى، وبفضل المعلومات التي نستمدها من سرادق بطلميوس الثاني، ومن القصر العائم الذي شيده بطلميوس الرابع، ومن مقابر الإسكندرية بوجه خاص، ومن بقايا المنازل القليلة التي وجدت في الفيوم ومن الإشارات العابرة في الوثائق البردية، نستطيع أن نستخلص من كل ذلك أن إغريق الإسكندرية استخدموا نوعين من المنازل يشبه أحدهما النوع الذي كان شائعا في برايني بالأناضول في القرن الثالث قبل الميلاد. أما النوع الثاني فيشبه ذلك النوع من المنازل الذي اشتهرت به جزيرة ديلوس في القرن الثاني قبل الميلاد. وتشير القرائن إلى أنه كانت توجد منازل إغريقية في بطوليميس وبعض مدن الفيوم، ومن المحتمل أيضا في نقراطيس. أما فيما عدا ذلك فيتبين أن الإغريق وكذلك المصريين كانوا ينزلون في منازل مصرية لم تكن إلا استمرارا لأنواع المنازل التي كشفت عنها الحفائر في تل العمارنة. وتوحي القرائن بأن طابع عمارة المنازل وزخرفتها كان بوجه عام مصريا خالصا أو إغريقيا خالصا.
    (ج) المعابد:
    تكشف الحفائر حتى الآن عن معبد إغريقي كبير، وإن كانت
    قد كشفت عن بقايا معبد دوري صغير يبين أن طرازه الإغريقي لا تشوبه أية تأثيرات مصرية، كما كشفت عن كل بقايا طرز العمارة الإغريقية. وإذا كانت هذه البقايا تمتاز بطابعها السكندري، فإن أغلبها إغريقي بحت. ومع ذلك، فقد عثر على تيجان للأعمدة تختلط فيها العناصر المصرية والإغريقية؛ إلا أنه يستبعد أنها كانت مستخدمة في معابد إغريقية أو مصرية؛ لأن مثل هذه العمائر الدينية تتصف دائما بالمحافظة والاستمساك بالتقاليد.
    وقد كشف عن عدد كبير من المعابد التي أقيمت في هذا العصر للآلهة المصرية، وهي مصرية صميمة في تخطيطها وعمارتها وزخرفتها بدليل أن الأثريين لم يستطيعوا تاريخها تاريخا صحيحا قبل حل طلاسم اللغة المصرية القديمة، وتمتاز هذه المعابد بظاهرتين هما:
    أولا - كثرة ما استخدم فيها من الأعمدة التي تدعى رؤوسها الرؤوس المركبة، ونعتقد أن المصريين ابتكروها في أثناء نهضة العصر الصاوي.
    ثانيا- كثرة ما استخدم في صالات الأعمدة بوجه خاص من جدران قصيرة، نجد أمثلة لها في معابد الدولة الحديثة.
    ٢ - فن النحت
    وتشير الدلائل إلى أنه كانت للإسكندرية مدرسة للنحت الإغريقي ذات مميزات خاصة انفردت بها دون سائر مدارس النحت الهللينستية، وأخص هذه المميزات عدم ابراز عظام الوجه والجسم، وعدم معالجة تفاصيل الشعر، وعدم استخدام الزوايا الحادة، وصقل السطح صفلا شديدا وعندما ابتكرت الإسكندرية فرعا جديدا من فن النحت هو دراسة الأجناس وطباع الناس وحرفهم وخصائصهم الشخصية، ابتكرت طرازا واقعيا يلائم هذا النوع من الفن.
    وتدل المخلفات الأثرية على أن الفنان الإغريقي لم يحتكر فن النحت في مصر في عصر البطالمة، فقد استمر الفنان المصري يزاول نشاطه على جدران المعابد وأنصبة الموتى وفي شتى المجالات التي كان يألفها أسلافه ووفقا للطراز الذي استقى منذ غابر الزمن وأصبح علما على الفن المصري.
    وتتكشف دراسة فن النحت في عصر البطالمة عن:
    أولا أن أكثر النقود التي سكها البطالمة وأغلب قطع النحت التي ابتكرتها مدرسة الإسكندرية هي إغريقية في طرازها وعناصرها وصنعتها، وأن أكثر قطع النحت المصرية مصرية بحث في طرازها وصنعتها ومظهرها وجوهرها.
    ثانيا أن الكثير من النقود وقطع النحت تختلط فيها العناصر دون الطرز، مثل تصوير زهرة اللوتس أو قرص الشمس وسط قرنين على نقود بعض البطالمة، فهذه عناصر مصرية ومع ذلك فإن طراز تلك النقود إغريقي. ومثل تمثال يصور ملكا أو ملكة من أسرة البطالمة بطراز مصري. ولما كان المقياس الحقيقي في أي فن من الفنون هو الطراز؛ لأنه أبرز صورة لأفكار الفنان وطابع حضارته، فإن اختلاط العناصر لا يمكن أن ينهض دليلا على امتزاج الطرازين المصري والإغريقي وتبعا لذلك على امتزاج هاتين الحضارتين وتفاعلهما.
    ثالثا أن في عدد قليل من قطع النحت محاولات ظاهرة لمزج الطرازين المصري والإغريقي، لكن قلة عدد هذه القطع وتواضع قيمتها الفنية يدلان على أن المصريين والإغريق قد أدركوا بذوقهم الفني الرفيع عبث مثل هذه المحاولات لبعد الشقة بين الطرازين


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...

فرضية كفاءة الس...

فرضية كفاءة السوق تعتبر فرضية السوق الكفء او فرضية كفاءة السوق بمثابة الدعامة او العمود الفقري للنظر...

‏@Moamen Azmy -...

‏@Moamen Azmy - مؤمن عزمي:موقع هيلخصلك اي مادة لينك تحويل الفيديو لنص https://notegpt.io/youtube-tra...

انا احبك جداً ت...

انا احبك جداً تناول البحث أهمية الإضاءة الطبيعية كأحد المفاهيم الجوهرية في التصميم المعماري، لما لها...