لخّصلي

بعد طول صراع وافقت أن استدین لكي نسافر أنا وزوجتي إلى مالیزیا، اعتمدت على خبراتها القیمة كأنثى حتى تفككت أوصالي واستجیب لطلبها، لم تكن من أولئك النسوة اللائي ییئسن بسرعة. ”مرحبا بكم على متن خطوط الطیران المالیزي ...رحلتنا ستكون نحو مالیزیا .... الرحلة تستغرق سبع ساعات مع التوقف في باكستان".
كانت زوجتي الحبیبة خائفة من أن ألغي فكرة السفر لأنها قامت بالتباهي على معصدیقتها وتقول: ”حبیبي أحمد أقسم علي ألا أبقى تحت شمس هذا الصیف" ، وفي"أنني لم أقسم لها، وأیضا قالت " عمري أحمد ...محتار إلى یسافر بي ، وكانت تعرف"هل سافر إحداكن إلى بلجیكا أو مالیزیا؟ محتارة بینهما"تكبر أن ظروفها ولا ظروفهن تسمح بالسفر ولكن طقم الذهب الذي ترتدیه جارتها علیاء أشعل قلبها، حتى أنها لم تنم اللیل ظلت تفكر كیف تثیر الغیرة بین جاراتها للتباهي بنفسها.
، عضضت"في الصباح الباكر كانت تردد العبارة الوحیدة: "ارید أن أسافر ردت وهي غاضبة: لا أعرف...تحسر"من أین یا حسرتيعلى شفتي قائلا: "
". ولكن بعد عناد طال فترة وافقت على أنعلى راحتك .... أرید أن أسافر
نسافر، تسلفت من البنك وحجزت تذاكر السفر وها نحن متجهین إلى مالیزیا، قلت لها "سعیدة یا حبیبتي؟" فقالت: "إلى أین یا حسرتي ... لیست إلا مالیزیا ...الناس تسافر إلى بلجیكا إلى أوروبا وإلى أسترالیا". ما أجمل السحب البیضاء! تبدو كنتف القطن الناعمة، هل نحن فعلا معلقون بین سماء وأرض ؟! قالت متلهفة: "كم مضى من الوقت؟" قالت لها: ثلاث ساعات أو أكثر، نظرت رحلة طویلة ولا بأس كل شيء یهون من أجل إغاضةإلى كأنها تقول:"
."جارتي
انتبهنا إلى صوت القائد ...طلب إلینا ربط الأحزمة فهناك مطبات هوائیة، ،فصرخت قائلة: ”هل نحن نسیر في الشارع؟ من أین جاءت هذه المطبات؟" فقلت لها اذكري االله لقد فضحتینا، بدأت الطائرة تقفز وترتج والجمیع في توتر شدید، الرجل الذي یجلس أمامنا یقرأ سورة البقرة وأنا كنت أردد الشهادتین واقرأ آیة الكرسي انكمشت زوجتي مذعورة تنظر إلي بعینین قفزتا من ماذا لو كان هذا آخر المطاف؟“، أمسكت بیدها وبدأتمحجریهما وهي تقول: "
اقرأ أردد الآیات والأدعیة، بدأت بالندم قائلة: "اللهم اغفر لي.. سیغفر ماذا؟ ما ، بدأت تتذكر كل ما فعلته وتندم علیها، فقالت: "لیتنيأكثر ذنوبي وأبشعها؟"
، ظلت تردد:" سامحني یا رب ...أشهدسمعت كلامك ما كان سوف یحدث هذا"
أن لا إله إلا االله، یا رب سامحني سأتوب وأنیب یا رب توبة نصوحا لا أعود بعدها أبدا".
انساب صوت قائد الطائرة یبشرنا بتجاوز المطبات الهوائیة، عادت الدماء تجري في أوصالنا من جدید، شعرت بحنو غریب من زوجتي الحبیبة، كنت خائفا علیها، الساعة تجاوز الرابعة فجرا، و صولنا لمالیزیا سیكون في الساعة السادسة صباحا، بدأت الطائرة تقترب من أجواء العاصمة ، كانت مدینة مستیقظة تحت زذاذ الندى، و قطرات المطر المبكر، كان منظرا خلابا ، حملت زوجتي (الكامیرا)و بدأت تصور كل شيء و هي فرحة جدا مما جعلني أشعر بالسعادة، تغیرت زوجتي كثیرا بعد هذه السفرة الرائعة ، كنت أتمنى أن تتغیر و تصبح امرأة تحب زوجها و تخاف علیه و تترك الغیرة و ترضا بما كتب االله ، حمدت االلهلها ، و صدق كلام خطیب الجمعة حین قال:" أن رحمة االله واسعة" كثیرا على تغیر زوجتي و ما هذا إلا بفضله عز و جل