لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

تمارس هيمنة الأوديمات (نسبة الإقبال على التلفزيون تأثيراً خاصاً جداً : تترجم هذه الهيمنة في الضغط المستمر لكل ماهو طارئ وعاجل المنافسة بين الصحف المنافسة بين الصحف والتلفزيون المنافسة بين قنوات التلفزيون المختلفة، كل ذلك يأخذ شكل منافسة آنية لحظية من أجل السبق والإثارة Le Scoop من أجل احتلال الترتيب الأول. كيف أنه قد تم استدعاء الصحفيين العاملين في إحدى القنوات التلفزيونية على وجه السرعة لأن قناة تلفزيونية منافسة قامت بتغطية» أحداث الفيضانات التي وقعت في إحدى المناطق وذلك حتى يقوموا بتغطية هذا الحدث وأن يحاولوا رؤية بعض الأشياء التي لم تغطها القناة المنافسة. هناك أشياء قد تم فرضها على مشاهدي التلفزيون لأنها قد فرضت بدورها على منتجي البرامج التلفزيونية ولأنها قد فرضت بسبب المنافسة مع المنتجين الآخرين. هذا النوع من الضغط المتقاطع الذي
64
يفرضه الصحفيون الواحد على الآخر، هو ضغط مولد السلسلة كاملة
من النتائج التي يتم ترجمتها في اختيارات، لقد أقمت علاقة سلبية بين العجالة الطارئة وبين الفكر هذه واحدة من العناوين القديمة للخطاب الفلسفي التناقض الذي قدمه أفلاطون بين الفيلسوف الذي يمتلك وقته ويتحكم فيه وبين الأفراد الذين يتواجدون في الساحات العامة الأجورا Agora)، أولئك الذين يخضعون لضغط الضرورات العاجلة. إن أفلاطون يقول، تقريباً، لا يمكن التفكير تحت ضغط الطوارئ. هذه وجهة نظر الفرد المميز المحظوظ الذي لديه الوقت ولا يتساءل كثيراً عن وضعه المميز. في الواقع يجب التساؤل لماذا هم قادرون على قبول مثل هذه الشروط الخاصة تماماً، 65
«الأفكار السائدة والشائعة التي تحدث عنها فلوبير، هي تلك الأفكار التي يتقبلها الجميع، وسطية شائعة ومشتركة لكنها هي أيضاً تلك الأفكار التي عندما تتلقاها يكون قد تم قبولها بالفعل بحيث لا يكون هناك محل لطرح مشكلة التلقي والإدراك بعد ذلك. نجد الشيء نفسه كذلك، سواء كان الأمر يتعلق بخطاب، لقد تم حل المشكلة مقدماً . إن تغيير المواقع العامة المشتركة) هو عبارة عن نوع من الاتصال الذي لا يتضمن أي معنى آخر غير فعل الاتصال ذاته. إن هذا يتطلب وقتاً، ونتيجة لذلك»، وذلك يعني»، وبقدر ما هو متوقع إن . إن هذا الانتشار للفكر المفكر» مرتبط جوهرياً
بالزمن. إذا كان التيفزيون يفضل عدداً معيناً من المفكرين السريعين fast-thinkers الذين يقدمون غذاء ثقافياً على السريع fast-food culturel، وهو نوع من التغذية الثقافية التي تم إعدادها مسبقاً، والتي تم التفكير فيها مقدماً، فذلك ليس فقط لأن من يقومون بذلك لديهم بطاقة عناوين جاهزة تتضمن الأشخاص أنفسهم دائماً وهذا أيضاً جزء من الخضوع لضرورات الطوارئ حول الأوضاع في روسيا هناك السيد أو السيدة س؛ بالنسبة لألمانيا هناك السيد ص الخ. : ذلك أن هناك متحدثين مجدين يقومون بالبحث عما إذا كان هناك شيء ما يمكن قوله بالفعل، غير معروفين بعد ملتزمين في أبحاثهم وليس لديهم نزوع للتردد على وسائل الإعلام التي يجب الذهاب واللهاث وراءها، ندوات زائفة أم ندوات حقيقية ومزيفة ؟
تلك التي نعرف على الفور أنها كذلك عندما نشاهد على شاشة التلفزيون كل من آلان منك Alain Minc وجاك أتالي Attali ، Ferry et Finkielkraut وفينكيلكروت . إنهم أفراد يعرف بعضهم بعضاً جيداً، ويسهرون ويتناولون العشاء معاً، أنظر يوميات جاك جويار، «عام المخدوعين ANNEE DES DUPES الصادر عن دار SEUIL هذا العام لترى كيف يتم ذلك). مثلاً، في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه ديوران Durand حول موضوع النخب والذي شاهدته عن قرب، كان كل هؤلاء الأفراد حاضرين كان هناك كل من جاك أتالي، وآلان منك. في لحظة معينة تحدث أتالي إلى ساركوزي قائلاً نيقولا . بينما نرى أنهما يظهران في البرنامج التلفزيوني على جانبين متعارضين. إن العالم الذي يضم المدعوين الدائمين هو عالم مغلق على الذين يعرف بعضهم بعضاً، المناظرة بين سيرج جولي Serge July وفيليب الكسندر Philippe Christine في البرنامج الذي تقدمه كريستين أوكرنت Alexandre Ockrent أو في محاكاته الساخرة التي يقدمها برنامج الجوينول بالمعكوس» برنامج يومي تقدمه القناة الرابعة قنال + ويسخر من الشخصيات العامة مثل رئيس الجمهورية ورجال السياسة الخ. م. إنهم أفراد يختلفون لكن بطريقة مصطنعة تماماً . مثلاً جويار وأمبير اختيرا ليمثلا اليسار واليمين على التوالي في الجزائر، إنهم أناس يضعون لك اليمين في اليسار، هل الجمهور مدرك لهذا التواطؤ؟ هذا ليس مؤكداً . فلنقل ربما . (م. الذي حاول النقد الفاشي للنزعة الباريسية أن يحتويه وعبّر عنه العديد من المرات بمناسبة أحداث نوفمبر 1995 حركة الاضرابات الكبرى التي وقعت في هذا الشهر، : إن كل هذا مجرد حكايات الباريسيين». لكنهم لا يرون إلى أي حد هذا العالم هو عالم مغلق، منطو على ذاته، وبالتالي مسدود أمام مشاكلهم
بل وأمام وجودهم ذاته. حقيقية، بشكل سريع لقد اخترت الندوة التي نظمها كافادا Cavada (جان
ماري كافادا مقدم برنامج مسيرة القرن الأسبوعي بالقناة الثاني
م. أثناء إضرابات نوفمبر لأنها تتمتع بكل مظاهر الندوة الديموقراطية، هكذا، عندما نشاهد الذي حدث أثناء هذه الندوة وكيف تم إدارتها إنني أريد أن أعمل بالطريقة نفسها التي سلكتها حتى الآن أي الذهاب بدءاً من المرئي أكثر إلى ما هو أكثر خفية
المستوى الأول: الدور الذي يلعبه مقدم البرنامج. يرى مشاهدو التلفزيون بوضوح أن مقدم البرنامج يقوم بتدخلات جبرية حاسمة، مقدم البرنامج هو الذي يفرض الموضوع، هو الذي يفرض الإشكالية (غالباً إشكالية بلا معنى كما في مناظرة ديوران - هل ينبغي حرق النخب؟» - إن كل الإجابات سواء كانت بنعم أو لا هي إجابات بلا معنى أيضاً . مقدم البرنامج يفرض احترام قواعد اللعبة. قواعد لعبة ذات أشكال متغيرة: إنها ليست القواعد نفسها عندما يكون المتحدث أحد النقابيين أو عندما يكون مسيو بيريفيت Peyreffite عضو الأكاديمية الفرنسية. يعطي الإشارات والتعليمات الهامة. كذلك نحن نتحدث بواسطة نبرات الصوت، بكل أنواع الأشياء إننا نقدم بالتالي الكثير مما لا نستطيع أن نتحكم فيه من الضروري ان در شب شد. هناك الكثير من المستويات في التعبير لا تصل إلى مستويات التعبير المباشر بالكلام كما يقال - إذا ماتم التحكم في مستوى النغمة الصوتية، ليس هناك أحد حتى ذلك الأكثر تحكماً في نفسه، إن مقدم البرنامج ذاته يتدخل في الحوار مستخدماً لغة لا واعية، طريقته في طرح الأسئلة، نبرات صوته أثناء الحديث سيقول للبعض في لهجة جافة، هل ستذهب لاستئناف الإضراب غداً ؟» . مثال آخر بالغ التعبير الطرق المختلفة لقول كلمة شكراً». مثلاً يمكن أن تكون معبرة «إنني أشكرك، لكن هناك «شكراً» تقال كما يلي حسناً انتهى الحديث فلننتقل إلى النقطة التالية». لكن المتحدث يحاول أن يتحكم في الحديث، يوزع مقدم البرنامج الوقت على المتحدثين، مثلاً، هناك طريقة لقول هاه . ياه. هاه. إشارات تعكس الاهتمام، بعض الإشارات الذكية كما يقال، هذه الإشارات غير المحسوسة أو غير المدركة، يتلاعب بها مقدم البرنامج في معظم الأحيان بطريقة لا واعية أكثر منها واعية إلى حد كبير. الأفراد الذين يحملون درجات علمية فيظهرون بقدر من الاحترام الخاص، مؤشر الساعة، وذلك لكي يقطع الحديث، لكي يضغط على المتحدث، في هذه الحالة يلجأ مقدم البرنامج إلى وسيلة أخرى، مثل كل مقدمي البرامج يجعل من نفسه متحدثاً باسم جمهور المشاهدين: «إنني أقاطعك لأنني لا أفهم ما تريد أن تقوله». إنه لا يترك أية فرصة للظن بأنه جاهل أو أبله، لكنه يترك الإحساس بأن المشاهدين من العامة الذين هم بلهاء وفقاً لما هو شائع، لن يفهموا هذا الحديث. إنه يجعل من نفسه متحدثاً باسم هؤلاء الأغبياء» حتى يقاطع حديثاً يتسم بالذكاء. وكما أمكنني أن أختبر ذلك، هم غالباً الأفراد الأكثر سخطاً وحنقاً
من ممارسات الحذف والقطع. بعد كل الحساب الذي تم حول هذا البرنامج التلفزيوني الذي استمر لمدة ساعتين النتيجة هي أن ممثلي الفيدرالية العامة للشغل نقابة ال CGT قد تحدثوا لمدة خمس دقائق بالضبط، بما في ذلك كل المداخلات والتعليقات على مداخلات الآخرين من المعروف كذلك، أن كل الناس تعلم أنه لولا وجود ال CGT فإن حركة الإضرابات لم تكن لتتم، الخ. . على الرغم من كل ذلك، فإن برنامج مسيو كافادا هو برنامج بالغ
لقد تم احترام كل مظاهر المساواة الشكلية. من وجهة نظر الديموقراطية فإن السبب الذي يطرح مشكلة
الوضع نفيه من المساواة على المسرح (البلاتوه) . البلاتوه (المحترفين)، محترفي الحديث في البرامج التلفزيونية وفي
الذين يتجمعون حول لهيب الأخشاب المشتعلة للتدفئة و . وضع لعدم مساواة هائلة بشكل واضح. يجب عمل نوع من جهد للمساعدة على التحدث. حتى يمكن أن ندرك مزايا ذلك الذي قلته، سأقول إن هذه هي المهمة الديموقراطية في كامل أبعادها . إنهم لا يقومون بمساعدة أولئك الذين لا يمتلكون امكانات كبيرة للتعبير، بل وأكثر من ذلك فإنهم إذا أمكن أن نقول ذلك، لا ينتظرونها على الإطلاق، وبإظهار نفاد صبرهم وعدم ارتياحهم
لكن نحن لا زلنا هنا في المستوى الأول المستوى الظاهري. إنه يلعب دوراً
حاسماً . البلاتوه من ترتيب وتنظيم . مثلاً، هناك عمل كامل لتوجيه الدعوات
ها هنا مسرح العرض (البلاتوه) وما هو مدرك يخفي ما هو غير مدرك : إننا نرى فيما هو مدرك ومصاغ بوضوح، الظروف الاجتماعية لهذه الصياغة. من هنا، لا يقال مثلاً تعال إن فلان ليس هنا». مثال على هذا النوع من التلاعب مثال من بين الف مثال : أثناء حركة الإضرابات، كانت هناك حلقتان متتاليتان من برنامج حلقة منتصف الليل (Cercle de Minuit ، برنامج يومي مباشر يقدم بعد نشرة أخبار منتصف الليل وهو على شكل حلقة للنقاش بين المثقفين والفنانين حول موضوعات أو نشاطات معينة الخ. كان هناك معسكران بين المثقفين بشكل عام ودون الدخول في التفاصيل. يظهر المثقفون المعارضون لحركة الإضرابات على اليمين - حتى يتم التقدم بسرعة - . تم تغيير تركيب البلاتوه باضافة أفراد أكثر إلى اليمين واختفاء الأفراد المؤيدين للاضرابات. وفقاً للتعريف الشائع. الرسالة التي يمررها البرنامج. إن تركيب البلاتوه يتسم بالأهمية لأنه يعطي صورة عن التوازن الديموقراطي الأمثلة على الحد الأقصى لذلك توجد في برامج المواجهة ( وجها لوجه»: «مسيو، يتم إظهار المساواة ويقوم مقدم البرنامج بدور الحكم بين الطرفين. ومن ناحية أخرى هناك آخرون هم أيضاً مشاركون في الإضرابات؛ كان هناك أفراد المبرر الوحيد لوجودهم هو أن يشرحوا» «لماذا تفعل هذا؟ لماذا تسبب المتاعب للجمهور الذي يستخدم وسائل المواصلات العامة الخ. ثم هناك آخرون مبرر وجودهم هو أن يفسروا » وذلك حتى يتم الاحتفاظ دائماً بنوع من الخطاب الانعكاسي. ثمة عامل آخر غير مرئي ومع ذلك فهو عامل حاسم تماماً : الاستعدادات التي تم القيام بها مسبقا عن طريق محادثات تحضيرية مع المشاركين المتوقعين، والتي يمكن أن تؤدي إلى نوع من السيناريو الجامد بشكل ما والذي يجب على المشاركين فيه أن يحازي الواحد منهم الآخر يمكن أن تأخذ الاستعدادات في بعض الحالات كما هو الحال في برامج الألعاب شكل بروفات كاملة في مثل هذا السيناريو المعروف مسبقا، ليس هناك محل من الناحية العملية لشيء تلقائي غير متوقع، لا مكان للحديث الحر ذي المخاطر الكبيرة، الخارج عن الخط المحدد، ذلك الحديث الذي يمكن أن يشكل خطراً على مقدم
البرنامج وعلى برنامجه. هناك قواعد ضمنية لهذه اللعبة التي سيتم القيام بها ، يجب أن تكون هناك مواجهات وتحرشات الجيد الأفضل / الفائز) هو الأكثر وحشية وشراسة . وفي الوقت نفسه فإن كل الضربات غير مسموح بها. يجب أن توجه الضربات ضمن منطق اللغة الشكلية المتفق عليها، الصفة الأخرى لهذا الفضاء الإعلامي: هي التواطؤ بين العاملين المحترفين في التلفزيون الذين ذكرتهم حتى الآن. هم متخصصو ذلك النوع من التفكير الذي يستخدم لمرة واحدة ثم يلقى به بعد ذلك، أفراد يمكن دعوتهم، لأننا نعرف أنهم ذوو تكوين جيد، لن يخلقوا المتاعب، ثمة شيء أخير غير مرئي أيضاً، إنه لا وعي مقدمي البرامج. أن أكون مضطراً ببدء كل إجاباتي بوضع السؤال المطروح محل تساؤل. أسئلة ليست لها أية صلة بأي شيء. مثلاً، وقبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتهم، يجب أن أقول بطريقة مهذبة إن سؤالك من دون شك سؤال هام، ولكن يبدو لي أن هناك حول هذا الموضوع سؤال أكثر أهمية . وعندما لا يكون قد تم إعدادهم بعض الشيء، نرد على الأسئلة التي لم
توترات وتناقضات
التلفزيون هو أداة للإعلام ذات استقلالية ضعيفة جداً يقع على كاهله سلسلة كاملة من المحددات والقيود التي تعود إلى العلاقات الاجتماعية بين الصحفيين علاقات تنافس ضارية وقاسية إلى درجة الحمق واللامعقولية، وهي أيضاً علاقات تواطؤ بالإضافة إلى تورطات موضوعية ترتكز على المصالح المشتركة التي تعود إلى المواقع التي يحتلونها في مجال الإنتاج الرمزي وإلى طبيعة وحقيقة أصولهم بشكل عام من حيث التركيبات المعرفية، ومستويات الإدراك والتقدير التي ترتبط كلها بأصولهم الاجتماعية وبتكوينهم المهني أو بعدم تكوينهم المهني). يترتب على ذلك أن جهاز (أداة) الإعلام هذا، بمجرد أن ظهر التلفزيون في سنوات الستينيات كظاهرة جديدة؛ فإن
عدداً من علماء الاجتماع مع كثير من الأقواس قد تعجلوا
أصبح جماهيرياً . لقد تم إساءة
تقدير القدرة على المقاومة، ولكن بشكل خاص قد أُسيء تقدير
القدرة التي امتلكها التلفزيون على تحويل أولئك الذين ينتجون
أعماله، وبشكل عام، الصحفيون الآخرون ومجموع المنتجين
الثقافيين من خلال الولع الذي لا يقاوم الذي مارسه هذا الجهاز
الظاهرة الأكثر أهمية والتي كانت صغيرة


النص الأصلي

تمارس هيمنة الأوديمات (نسبة الإقبال على التلفزيون تأثيراً خاصاً جداً : تترجم هذه الهيمنة في الضغط المستمر لكل ماهو طارئ وعاجل المنافسة بين الصحف المنافسة بين الصحف والتلفزيون المنافسة بين قنوات التلفزيون المختلفة، كل ذلك يأخذ شكل منافسة آنية لحظية من أجل السبق والإثارة Le Scoop من أجل احتلال الترتيب الأول. يبين آلان اكاردو Alain Accardo في كتاب يضم عدة مقابلات مع عدد من الصحفيين، كيف أنه قد تم استدعاء الصحفيين العاملين في إحدى القنوات التلفزيونية على وجه السرعة لأن قناة تلفزيونية منافسة قامت بتغطية» أحداث الفيضانات التي وقعت في إحدى المناطق وذلك حتى يقوموا بتغطية هذا الحدث وأن يحاولوا رؤية بعض الأشياء التي لم تغطها القناة المنافسة. باختصار، هناك أشياء قد تم فرضها على مشاهدي التلفزيون لأنها قد فرضت بدورها على منتجي البرامج التلفزيونية ولأنها قد فرضت بسبب المنافسة مع المنتجين الآخرين. هذا النوع من الضغط المتقاطع الذي


64


يفرضه الصحفيون الواحد على الآخر، هو ضغط مولد السلسلة كاملة


من النتائج التي يتم ترجمتها في اختيارات، وفي استبعادات وفي


عرض هذا الشيء أو ذاك.


قلت في البداية إن التلفزيون لا يقبل كثيراً التعبير عن الفكر. لقد أقمت علاقة سلبية بين العجالة الطارئة وبين الفكر هذه واحدة من العناوين القديمة للخطاب الفلسفي التناقض الذي قدمه أفلاطون بين الفيلسوف الذي يمتلك وقته ويتحكم فيه وبين الأفراد الذين يتواجدون في الساحات العامة الأجورا Agora)، أولئك الذين يخضعون لضغط الضرورات العاجلة. إن أفلاطون يقول، تقريباً، لا يمكن التفكير تحت ضغط الطوارئ. هذا وضع أرستقراطي بصراحة. هذه وجهة نظر الفرد المميز المحظوظ الذي لديه الوقت ولا يتساءل كثيراً عن وضعه المميز. لكن لا مجال هنا لمناقشة هذه الاعتبارات المؤكد هو أن هناك علاقة بين التفكير وبين الزمن أحد المشاكل الكبرى التي يطرحها التلفزيون هي مشكلة العلاقات بين التفكير والسرعة. هل يمكن التفكير أثناء اللهاث بسرعة؟ ألا يدان التلفزيون بأنه لن يحصل على الإطلاق إلا على مفكرين على السريع عندما يعطي الحديث لمفكرين أجبروا على أن يفكروا بسرعة متزايدة؟ على


مفكرين يفكرون بأسرع من ظلهم....
في الواقع يجب التساؤل لماذا هم قادرون على قبول مثل هذه الشروط الخاصة تماماً، لماذا يمكنهم أن يفكروا في ظل ظروف لا يمكن لأي أحد أن يفكر في ظلها على الإطلاق؟ يبدو لي أن الجواب


65


هو أنهم يفكرون من خلال الأفكار الشائعة». «الأفكار السائدة والشائعة التي تحدث عنها فلوبير، هي تلك الأفكار التي يتقبلها الجميع، تافهة مبتذلة تقليدية، وسطية شائعة ومشتركة لكنها هي أيضاً تلك الأفكار التي عندما تتلقاها يكون قد تم قبولها بالفعل بحيث لا يكون هناك محل لطرح مشكلة التلقي والإدراك بعد ذلك. نجد الشيء نفسه كذلك، سواء كان الأمر يتعلق بخطاب، بكتاب أم برسالة تلفزيونية، لأن المشكلة الكبرى للإعلام هي معرفة إذا ما كانت ظروف التلقي قد تم استيفاؤها ؛ هذا المشاهد الذي يستمع إلى ما يقال هل يمتلك مفتاح الشفرة كي يفك رموز ما أقوله؟ عندما ترسل «فكرة شائعة» فإن ذلك يعني أن الأمر قد حسم بالفعل؛ لقد تم حل المشكلة مقدماً . الإعلام هنا إعلام أني ولحظي لأنه بمعنى ما ليس بإعلام أو أنه ليس إلا مظهراً إعلامياً. إن تغيير المواقع العامة المشتركة) هو عبارة عن نوع من الاتصال الذي لا يتضمن أي معنى آخر غير فعل الاتصال ذاته. «الأماكن العامة» التي تلعب دوراً كبيراً في المحادثة اليومية لها خاصية أن جميع الناس يمكن أن يتلقوها وأن يتلقوها لحظياً : بسبب من تفاهتها هي شائعة ومشتركة بين المرسل والمتلقي على العكس من ذلك فإن التفكير هو من حيث التعريف مخرب يجب البدء بتفكيك ( تدمير) «الأفكار الشائعة» ثم عرضها بعد ذلك. عندما كان ديكارت يتحدث عن العرض، فإنه كان يتحدث عن سلاسل طويلة من العقول. إن هذا يتطلب وقتاً، يجب تقديم سلسلة من الاقتراحات التي تربطها كلمات مثل «إذا»


ونتيجة لذلك»، وذلك يعني»، وبقدر ما هو متوقع إن ... إذا كان الأمر كذلك، إن هذا الانتشار للفكر المفكر» مرتبط جوهرياً


بالزمن.


إذا كان التيفزيون يفضل عدداً معيناً من المفكرين السريعين fast-thinkers الذين يقدمون غذاء ثقافياً على السريع fast-food culturel، وهو نوع من التغذية الثقافية التي تم إعدادها مسبقاً، والتي تم التفكير فيها مقدماً، فذلك ليس فقط لأن من يقومون بذلك لديهم بطاقة عناوين جاهزة تتضمن الأشخاص أنفسهم دائماً وهذا أيضاً جزء من الخضوع لضرورات الطوارئ حول الأوضاع في روسيا هناك السيد أو السيدة س؛ بالنسبة لألمانيا هناك السيد ص الخ.): ذلك أن هناك متحدثين مجدين يقومون بالبحث عما إذا كان هناك شيء ما يمكن قوله بالفعل، وهم غالباً من الشباب، غير معروفين بعد ملتزمين في أبحاثهم وليس لديهم نزوع للتردد على وسائل الإعلام التي يجب الذهاب واللهاث وراءها، بينما هي متاحة دائماً وتحت الطلب وعلى استعداد لعرض أوراق أو إعطاء مقابلات المحترفي وسائل الإعلام. لكن هناك أيضاً حقيقة أنه لكي تكون قادراً على «التفكير» في ظل ظروف لا يمكن لأحد أن يفكر فيها على الإطلاق


عليك أن تكون مفكراً من نوع خاص.


ندوات زائفة أم ندوات حقيقية ومزيفة ؟


من الضروري أن نعود إلى موضوع الندوات. حول هذه النقطة


أريد أن أكون سريعاً لأنني أعتقد أن العرض سيكون أكثر سهولة: بداية هناك الندوات الزائفة فعلاً ، تلك التي نعرف على الفور أنها كذلك عندما نشاهد على شاشة التلفزيون كل من آلان منك Alain Minc وجاك أتالي Attali ، آلان منك وسورمان Sorman، فيري Julliard et Imbert جويار وأمبير ،Ferry et Finkielkraut وفينكيلكروت ..... إنهم عبارة عن شركاء يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أفراد يكسبون قوت حياتهم عن طريق الاشتراك في المواجهة المباشرة وجهاً لوجه الثنائيات من مثل هذا النوع. إنهم أفراد يعرف بعضهم بعضاً جيداً، يتناولون الغداء معاً، ويسهرون ويتناولون العشاء معاً، أنظر يوميات جاك جويار، «عام المخدوعين ANNEE DES DUPES الصادر عن دار SEUIL هذا العام لترى كيف يتم ذلك). مثلاً، في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه ديوران Durand حول موضوع النخب والذي شاهدته عن قرب، كان كل هؤلاء الأفراد حاضرين كان هناك كل من جاك أتالي، ونيقولا ساركوزي، وآلان منك.. في لحظة معينة تحدث أتالي إلى ساركوزي قائلاً نيقولا .. ساركوزي»، كانت هناك لحظات صمت بين الاسم الشخصي (الاسم الأول - نيقولا) وبين اسم العائلة (ساركوزي): إذا كان قد توقف عند الاسم الأول (نيقولا) فإننا نرى على الفور أنهما شركاء في اللعبة، إن كل منهما يعرف الآخر بشكل شخصي حميم، بينما نرى أنهما يظهران في البرنامج التلفزيوني على جانبين متعارضين. لقد كانت هناك إشارة صغيرة للتقارب يمكن أن تمر دون أن يفطن إليها أحد في الواقع، إن العالم الذي يضم المدعوين الدائمين هو عالم مغلق على الذين يعرف بعضهم بعضاً، عالم يعمل وفقاً لمنطق الدعم الذاتي» المستمر.
المناظرة بين سيرج جولي Serge July وفيليب الكسندر Philippe Christine في البرنامج الذي تقدمه كريستين أوكرنت Alexandre Ockrent أو في محاكاته الساخرة التي يقدمها برنامج الجوينول بالمعكوس» برنامج يومي تقدمه القناة الرابعة قنال + ويسخر من الشخصيات العامة مثل رئيس الجمهورية ورجال السياسة الخ. م.) هو مثال نموذجي يظهر بشكل مكثف وجهة النظر هذه. إنهم أفراد يختلفون لكن بطريقة مصطنعة تماماً ... مثلاً جويار وأمبير اختيرا ليمثلا اليسار واليمين على التوالي في الجزائر، يقول أهل القبائل عن الفرد الذي يتحدث عن خطأ وبالمعكوس لقد وضع الشرق في الغرب). إنهم أناس يضعون لك اليمين في اليسار، هل الجمهور مدرك لهذا التواطؤ؟ هذا ليس مؤكداً . فلنقل ربما . إن هذا يظهر على شكل رفض تام لباريس أي هيمنة العاصمة، (م. الذي حاول النقد الفاشي للنزعة الباريسية أن يحتويه وعبّر عنه العديد من المرات بمناسبة أحداث نوفمبر 1995 حركة الاضرابات الكبرى التي وقعت في هذا الشهر، م.): إن كل هذا مجرد حكايات الباريسيين». إنهم يشعرون جيداً أن هنالك شيئاً ما، لكنهم لا يرون إلى أي حد هذا العالم هو عالم مغلق، منطو على ذاته، وبالتالي مسدود أمام مشاكلهم


بل وأمام وجودهم ذاته.


هناك كذلك نوع آخر من الندوات تبدو ظاهرياً أنها ندوات


حقيقية، لكنها حقيقية بطريقة زائفة. سأحلل واحدة من هذه الندوات


بشكل سريع لقد اخترت الندوة التي نظمها كافادا Cavada (جان


ماري كافادا مقدم برنامج مسيرة القرن الأسبوعي بالقناة الثاني


في التلفزيون الفرنسي، م. أثناء إضرابات نوفمبر لأنها تتمتع بكل مظاهر الندوة الديموقراطية، وذلك لكي يمكن أن ندرك طبيعة هذا النوع من الندوات. هكذا، عندما نشاهد الذي حدث أثناء هذه الندوة وكيف تم إدارتها إنني أريد أن أعمل بالطريقة نفسها التي سلكتها حتى الآن أي الذهاب بدءاً من المرئي أكثر إلى ما هو أكثر خفية


سنرى سلسلة من عمليات الرقابة تتم على مستويات مختلفة. المستوى الأول: الدور الذي يلعبه مقدم البرنامج. هذا الدور هو الذي يصدم مشاهدي التلفزيون دائماً . يرى مشاهدو التلفزيون بوضوح أن مقدم البرنامج يقوم بتدخلات جبرية حاسمة، مقدم البرنامج هو الذي يفرض الموضوع، هو الذي يفرض الإشكالية (غالباً إشكالية بلا معنى كما في مناظرة ديوران - هل ينبغي حرق النخب؟» - إن كل الإجابات سواء كانت بنعم أو لا هي إجابات بلا معنى أيضاً .. مقدم البرنامج يفرض احترام قواعد اللعبة. قواعد لعبة ذات أشكال متغيرة: إنها ليست القواعد نفسها عندما يكون المتحدث أحد النقابيين أو عندما يكون مسيو بيريفيت Peyreffite عضو الأكاديمية الفرنسية. يقوم مقدم البرنامج بتوزيع الأدوار على المتحدثين، يعطي الإشارات والتعليمات الهامة. يحاول بعض علماء الاجتماع أن يكشفوا عن الاتصال الضمني الذي يتم بين المتحدثين عن الحديث بلا كلمات الذي يتم أثناء الحوار بالكلمات: إننا نتحدث كثيراً عن طريق النظرات الصمت الإشارات الإيماءات، بحركات العيون الخ، أكثر مما نتحدث بالكلام ذاته. كذلك نحن نتحدث بواسطة نبرات الصوت، بكل أنواع الأشياء إننا نقدم بالتالي الكثير مما لا نستطيع أن نتحكم فيه من الضروري ان در شب شد. وزیر أولئك المهووسين بحب الذات المولعين برؤية انفسهم من خلال مرآة نرجس). هناك الكثير من المستويات في التعبير لا تصل إلى مستويات التعبير المباشر بالكلام كما يقال - إذا ماتم التحكم في مستوى النغمة الصوتية، فإننا لا نتحكم في مستوى التركيب النحوي للكلمات، وهكذا تباعاً -، ليس هناك أحد حتى ذلك الأكثر تحكماً في نفسه، إلا إذا كان يمثل ويلعب دوراً ما أو يتحدث بلغة مراوغة مخادعة فارغة من المعنى، يمكن أن يتحكم في كل شيء. إن مقدم البرنامج ذاته يتدخل في الحوار مستخدماً لغة لا واعية، طريقته في طرح الأسئلة، نبرات صوته أثناء الحديث سيقول للبعض في لهجة جافة، هل تريد أن ترد إنك لم ترد على سؤالي» أو «إنني أنتظر ردك، هل ستذهب لاستئناف الإضراب غداً ؟» . مثال آخر بالغ التعبير الطرق المختلفة لقول كلمة شكراً». مثلاً يمكن أن تكون معبرة «إنني أشكرك، إنني عارف لجميلك واستقبل حديثك بحفاوة». لكن هناك «شكراً» تقال كما يلي حسناً انتهى الحديث فلننتقل إلى النقطة التالية». كل هذا يظهر بطريقة غاية في الدقة، في تموجات وظلال دقيقة للغاية لنبرات الحديث، لكن المتحدث يحاول أن يتحكم في الحديث، أن يحصر الدلالة الظاهرية والدلالة الخفية يحاول أن يحصر ويتحكم في المستويين معاً ومن الممكن أن يفقد إمكانياته.


يوزع مقدم البرنامج الوقت على المتحدثين، إنه يوزع حتى نبرة


الحديث، حديث يلقى الاحترام والتقدير وحديث يواجه بالاستخفاف


والازدراء، حديث يلقى الاهتمام والإصغاء وحديث يقال في عجالة ونفاد صبر . مثلاً، هناك طريقة لقول هاه .. ياه.. هاه.. يها» هذه الكلمة التي تلقي بثقلها على المتحدث، تجعله يشعر بعدم الصبر أو عدم اللامبلاة... في المقابلات التي نجريها أثناء الندوات والبحوث الميدانية نعلم أنه من المهم جداً إرسال بعض إشارات الموافقة أو الاتفاق مع الأفراد، إشارات تعكس الاهتمام، بدون ذلك سيفقدون الحماس ثم يهبط الحديث تدريجياً : إنهم ينتظرون جملة من الأشياء الصغيرة مثل «نعم نعم»، ينتظرون إيماءة من الرأس تعكس الاتفاق مع المتحدث وتشير إلى متابعته والإصغاء إليه، بعض الإشارات الذكية كما يقال، هذه الإشارات غير المحسوسة أو غير المدركة، يتلاعب بها مقدم البرنامج في معظم الأحيان بطريقة لا واعية أكثر منها واعية إلى حد كبير. على سبيل المثال، احترام المراتب الثقافية، في الحالة التي يتحدث فيها أحد العصاميين ممن كونوا ثقافتهم ومعارفهم من دون تعليم أو شهادات رسمية ومن دون خبرة مباشرة محددة بالثقافة فإن مقدم البرنامج يخلع عليه مكانة ثقافية زائفة برضاً مبالغ فيه، أما الأكاديميون، الأفراد الذين يحملون درجات علمية فيظهرون بقدر من الاحترام الخاص، ثمة استراتيجية أخرى لمقدم البرنامج التلفزيوني: إنه يتلاعب بالوضع الطارئ والعاجل يستخدم الزمن تحت ضغط الإلحاح، مؤشر الساعة، وذلك لكي يقطع الحديث، لكي يضغط على المتحدث، بل ليقاطعه ويوقفه عن الحديث، في هذه الحالة يلجأ مقدم البرنامج إلى وسيلة أخرى، مثل كل مقدمي البرامج يجعل من نفسه متحدثاً باسم جمهور المشاهدين: «إنني أقاطعك لأنني لا أفهم ما تريد أن تقوله». إنه لا يترك أية فرصة للظن بأنه جاهل أو أبله، لكنه يترك الإحساس بأن المشاهدين من العامة الذين هم بلهاء وفقاً لما هو شائع، لن يفهموا هذا الحديث. إنه يجعل من نفسه متحدثاً باسم هؤلاء الأغبياء» حتى يقاطع حديثاً يتسم بالذكاء. في الواقع، وكما أمكنني أن أختبر ذلك، الأفراد المسموح لهم ممارسة هذا الدور من الرقابة، هم غالباً الأفراد الأكثر سخطاً وحنقاً


من ممارسات الحذف والقطع.


بعد كل الحساب الذي تم حول هذا البرنامج التلفزيوني الذي استمر لمدة ساعتين النتيجة هي أن ممثلي الفيدرالية العامة للشغل نقابة ال CGT قد تحدثوا لمدة خمس دقائق بالضبط، بما في ذلك كل المداخلات والتعليقات على مداخلات الآخرين من المعروف كذلك، أن كل الناس تعلم أنه لولا وجود ال CGT فإن حركة الإضرابات لم تكن لتتم، وكذلك هذا البرنامج التلفزيوني، الخ.). على الرغم من كل ذلك، بل بسبب كل ذلك، فإن برنامج مسيو كافادا هو برنامج بالغ


التعبير، لقد تم احترام كل مظاهر المساواة الشكلية.


من وجهة نظر الديموقراطية فإن السبب الذي يطرح مشكلة


على جانب كبير من الأهمية تماماً هو : أن كل المشاركين ليسوا في


الوضع نفيه من المساواة على المسرح (البلاتوه) . أنت تجد العاملين في


البلاتوه (المحترفين)، محترفي الحديث في البرامج التلفزيونية وفي


مواجهتهم هناك الهواة وهؤلاء يمكن أن يكونوا من العمال المضربين


الذين يتجمعون حول لهيب الأخشاب المشتعلة للتدفئة و ...) أن هذا


وضع لعدم مساواة هائلة بشكل واضح. من أجل خلق بعض المساوات يجب على مقدم البرنامج أن يكون غير عادل تماماً كما فعلنا ذلك في بحثنا الميداني أثناء إعداد كتاب «بؤس العالم». عندما يريد فرد ممن هم ليسوا من محترفي الحديث أن يقول بعض الأشياء وهو غالباً ما يقول أشياء رائعة تماماً لا يفكر فيها أولئك الذين تعطى لهم امكانية الحديث لمدد طويلة، يجب عمل نوع من جهد للمساعدة على التحدث. حتى يمكن أن ندرك مزايا ذلك الذي قلته، سأقول إن هذه هي المهمة الديموقراطية في كامل أبعادها . إن ذلك يعني أن تكون في خدمة أحد الأفراد ممن لديهم حديث هام وتريده أن يتحدث لكي تعرف ما الذي لديه ليعبر عنه، ما الذي يفكر فيه، وأن تقوم بمساعدته على توليد وإظهار هذه الأفكار. إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا ما لا يقوم به مقدمو البرامج التلفزيونية. إنهم لا يقومون بمساعدة أولئك الذين لا يمتلكون امكانات كبيرة للتعبير، بل وأكثر من ذلك فإنهم إذا أمكن أن نقول ذلك، يقومون بسحقهم وتهبيط همتهم بكل الوسائل والطرق، دائماً ما يتم إعطاؤهم الكلمة في اللحظة التي


لا ينتظرونها على الإطلاق، وبإظهار نفاد صبرهم وعدم ارتياحهم


الخ.


لكن نحن لا زلنا هنا في المستوى الأول المستوى الظاهري.


يجب أن نتجه الآن إلى المستوى الثاني : تركيب البلاتوه. إنه يلعب دوراً


حاسماً . ثمة عمل غير مرئي تماماً نجد نتيجته فيما نراه على


البلاتوه من ترتيب وتنظيم . مثلاً، هناك عمل كامل لتوجيه الدعوات


مسبقاً : ثمة أفراد لا يدخلون في قوائم المدعوين؛ هناك أفراد يتم دعوتهم ولكنهم يرفضون الحضور. ها هنا مسرح العرض (البلاتوه) وما هو مدرك يخفي ما هو غير مدرك : إننا نرى فيما هو مدرك ومصاغ بوضوح، الظروف الاجتماعية لهذه الصياغة. من هنا، لا يقال مثلاً تعال إن فلان ليس هنا». مثال على هذا النوع من التلاعب مثال من بين الف مثال : أثناء حركة الإضرابات، كانت هناك حلقتان متتاليتان من برنامج حلقة منتصف الليل (Cercle de Minuit ، برنامج يومي مباشر يقدم بعد نشرة أخبار منتصف الليل وهو على شكل حلقة للنقاش بين المثقفين والفنانين حول موضوعات أو نشاطات معينة الخ. (م) وكان موضوع الحلقة هو المثقفون وحركة الاضرابات». كان هناك معسكران بين المثقفين بشكل عام ودون الدخول في التفاصيل. في الحلقة الأولى، يظهر المثقفون المعارضون لحركة الإضرابات على اليمين - حتى يتم التقدم بسرعة - . في الحلقة الثانية وهي استكمال للحلقة الأولى، تم تغيير تركيب البلاتوه باضافة أفراد أكثر إلى اليمين واختفاء الأفراد المؤيدين للاضرابات. ذلك يترتب عليه أن الأفراد الذين كانوا في موقع اليمين في الحلقة الأولى من البرنامج قد ظهروا على اليسار في الحلقة الثانية. يمين ويسار، هذا شيء نسبي، وفقاً للتعريف الشائع. وعلى ذلك، في هذه الحالة، فإن تغيير تركيب بلاتوه البرنامج يؤدي إلى تغيير في مضمون


الرسالة التي يمررها البرنامج.
إن تركيب البلاتوه يتسم بالأهمية لأنه يعطي صورة عن التوازن الديموقراطي الأمثلة على الحد الأقصى لذلك توجد في برامج المواجهة ( وجها لوجه»: «مسيو، لقد انتهت ثلاثين الثانية المخصصة لك ...»). يتم إظهار المساواة ويقوم مقدم البرنامج بدور الحكم بين الطرفين. على بلاتوه برنامج مسيو كافادا (مسيرة القرن. م)، كان هناك نوعان من الأفراد : هناك النشطاء من الملتزمين المشاركين في حركة الإضرابات؛ ومن ناحية أخرى هناك آخرون هم أيضاً مشاركون في الإضرابات؛ لكنهم وضعوا في أماكن المشاهدين. كان هناك أفراد المبرر الوحيد لوجودهم هو أن يشرحوا» «لماذا تفعل هذا؟ لماذا تسبب المتاعب للجمهور الذي يستخدم وسائل المواصلات العامة الخ. ثم هناك آخرون مبرر وجودهم هو أن يفسروا » وذلك حتى يتم الاحتفاظ دائماً بنوع من الخطاب الانعكاسي.


ثمة عامل آخر غير مرئي ومع ذلك فهو عامل حاسم تماماً : الاستعدادات التي تم القيام بها مسبقا عن طريق محادثات تحضيرية مع المشاركين المتوقعين، والتي يمكن أن تؤدي إلى نوع من السيناريو الجامد بشكل ما والذي يجب على المشاركين فيه أن يحازي الواحد منهم الآخر يمكن أن تأخذ الاستعدادات في بعض الحالات كما هو الحال في برامج الألعاب شكل بروفات كاملة في مثل هذا السيناريو المعروف مسبقا، ليس هناك محل من الناحية العملية لشيء تلقائي غير متوقع، لا مكان للحديث الحر ذي المخاطر الكبيرة، الخارج عن الخط المحدد، ذلك الحديث الذي يمكن أن يشكل خطراً على مقدم


البرنامج وعلى برنامجه.


خاصية أخرى غير مرئية في هذا الفضاء الإعلامي تتمثل كما يقول الفيلسوف في منطق لعبة اللغة المستخدمة ذاتها. هناك قواعد ضمنية لهذه اللعبة التي سيتم القيام بها ، كل عالم من العوالم الاجتماعية المختلفة ممن ينتشر ويدور فيه خطاب معين له تركيب محدد بحيث يتبع ذلك أن هناك بعض الأشياء التي يمكن قولها وأخرى لا يمكن أن تقال الافتراض الضمني الأول للعبة اللغة هذه هو : الحوار الديموقراطي كما يتم التفكير فيه وفقاً لنموذج المصارعة الحرة)؛ يجب أن تكون هناك مواجهات وتحرشات الجيد الأفضل / الفائز) هو الأكثر وحشية وشراسة .. وفي الوقت نفسه فإن كل الضربات غير مسموح بها. يجب أن توجه الضربات ضمن منطق اللغة الشكلية المتفق عليها، اللغة العاقلة. الصفة الأخرى لهذا الفضاء الإعلامي: هي التواطؤ بين العاملين المحترفين في التلفزيون الذين ذكرتهم حتى الآن. أولئك الذين أسميهم المفكرين - على السريع (Fast-thinkers)، هم متخصصو ذلك النوع من التفكير الذي يستخدم لمرة واحدة ثم يلقى به بعد ذلك، هؤلاء المحترفون يطلق عليهم لقب «الزبائن الطيبين . أفراد يمكن دعوتهم، لأننا نعرف أنهم ذوو تكوين جيد، لن يخلقوا المتاعب، عليك أن تبدأ برواية بعض الحكايات ثم بعد ذلك ستجدهم يتحدثون بغزارة ودون أية مشاكل. لدينا هنا عالم من الزبائن الطيبين الذين يشبهون السمك في الماء وهناك آخرون يمكن القول إنهم مثل السمك خارج الماء. بعد ذلك، ثمة شيء أخير غير مرئي أيضاً، إنه لا وعي مقدمي البرامج. يحضرني كثيراً حتى أمام الصحفيين الذين يتمتعون بإمكانات واستعدادات جيدة جداً تجاهي، أن أكون مضطراً ببدء كل إجاباتي بوضع السؤال المطروح محل تساؤل. يطرح الصحفيون من خلال نظاراتهم (رؤيتهم)، من خلال مراتبهم الفكرية، أسئلة ليست لها أية صلة بأي شيء. مثلاً، حول المشاكل المعروفة بمشاكل الضواحي، تجد في رؤوسهم كل التصورات الخادعة التي أشرت إليها منذ قليل، وقبل أن أبدأ في الإجابة على أسئلتهم، يجب أن أقول بطريقة مهذبة إن سؤالك من دون شك سؤال هام، ولكن يبدو لي أن هناك حول هذا الموضوع سؤال أكثر أهمية .... وعندما لا يكون قد تم إعدادهم بعض الشيء، نرد على الأسئلة التي لم


يطرحوها .


توترات وتناقضات


التلفزيون هو أداة للإعلام ذات استقلالية ضعيفة جداً يقع على كاهله سلسلة كاملة من المحددات والقيود التي تعود إلى العلاقات الاجتماعية بين الصحفيين علاقات تنافس ضارية وقاسية إلى درجة الحمق واللامعقولية، وهي أيضاً علاقات تواطؤ بالإضافة إلى تورطات موضوعية ترتكز على المصالح المشتركة التي تعود إلى المواقع التي يحتلونها في مجال الإنتاج الرمزي وإلى طبيعة وحقيقة أصولهم بشكل عام من حيث التركيبات المعرفية، ومستويات الإدراك والتقدير التي ترتبط كلها بأصولهم الاجتماعية وبتكوينهم المهني أو بعدم تكوينهم المهني). يترتب على ذلك أن جهاز (أداة) الإعلام هذا، أي التلفزيون الذي يبدو مطلق العنان من حيث المظهر، هو جهاز مطيع ومفيد . بمجرد أن ظهر التلفزيون في سنوات الستينيات كظاهرة جديدة؛ فإن


عدداً من علماء الاجتماع مع كثير من الأقواس قد تعجلوا


ليقولوا إن التلفزيون باعتباره وسيلة للإعلام الجماهيري قد


أصبح جماهيرياً . لقد اعتبر التلفزيون كجهاز محايد، يؤدي إلى


تجانس تدريجي بين جميع المشاهدين في الواقع، لقد تم إساءة


تقدير القدرة على المقاومة، ولكن بشكل خاص قد أُسيء تقدير


القدرة التي امتلكها التلفزيون على تحويل أولئك الذين ينتجون


أعماله، وبشكل عام، الصحفيون الآخرون ومجموع المنتجين


الثقافيين من خلال الولع الذي لا يقاوم الذي مارسه هذا الجهاز


على بعض منهم. الظاهرة الأكثر أهمية والتي كانت صغيرة


وبعيدة جداً عن التوقع، هي الامتداد الهائل لهيمنة التلفزيون على


مجمل أنشطة الإنتاج الثقافي بما فيها أنشطة الإنتاج العلمي أو


الفني. لقد دفع التلفزيون اليوم إلى مدى بعيد، إلى أقصى حد


تناقضاً مس كل مجالات الإنتاج الثقافي. أود أن أتحدث عن


التناقض بين الشروط الاجتماعية والاقتصادية التي يجب أن


توضع فيها حتى يمكن إنتاج أنواع معينة من الأعمال لقد ذكرت


مثال الرياضيات لأنه الأكثر وضوحاً، لكن ذلك صحيح أيضاً فيما


يتعلق بالشعر الطليعي، وبالفلسفة، وبعلم الاجتماع، الخ)، أعمال


يطلق عليها صفة أعمال خالصة وهي كلمة مضحكة، فلنقل


أعمال ذات استقلالية بالنسبة للضرورات التجارية، الخ، ومن


ناحية أخرى الظروف الاجتماعية لنشر وتوزيع الإنتاج الذي تم


الحصول عليه في مثل هذه الظروف؛ إنه تناقض بين الشروط 22


التي يجب أن تكون فيها حتى يمكنك إنجاز إبداع في الرياضيات الرائدة في الشعر الرائد، الخ.. وبين الظروف التي يجب أن تكون فيها حتى يمكن نشر وتوزيع هذه الأشياء إلى كل الناس. لقد دفع التلفزيون هذا التناقض إلى حده الأقصى بالقدر الذي يخضع فيه أكثر من أي مجالات أخرى من مجالات الإنتاج الثقافي للضغط التجاري وذلك عبر تحقيق نسبة الإقبال العالية


(الأوديمات).


وبالقدر نفسه، في هذا العالم الصغير، أي عالم الصحافة فإن التوترات على درجة كبيرة بين هؤلاء الذين يريدون حماية قيم الاستقلالية الحرية في مواجهة منطق التجارة وطلب السوق وضغوط المسؤولين الخ، وبين أولئك الذين يخضعون ويستسلمون للضرورة، الذين يقبضون مقابل ذلك ... هذه التوترات لا يمكنها أن تعبر عن نفسها على الأقل على شاشات التلفزيون، لأن الظروف ليست ملائمة جداً : إنني أفكر مثلاً في التناقض بين المشاهير من النجوم الكبار من ذوي الثروات الطائلة المرئيين بشكل خاص والذين لهم اعتبار خاص، لكنهم يخضعون أيضاً بشكل خاص، ومن ناحية أخرى للعاملين غير المرئيين، أولئك الذين يعملون في مجال المعلومات، في إعداد تقارير نقدية متزايد أكثر فأكثر، هؤلاء الذين يتم تأهيلهم بشكل أفضل وفقاً لواقع منطق سوق العمل إنهم يوظفون في أشياء متنقلة غير ثابتة بشكل كبير، غير ذات معنى بشكل متزايد . هناك خلف الميكروفونات والكاميرات أفراد أكثر ثقافة ومعرفة بشكل لا يقارن من نظرائهم خلال سنوات الستينيات، وبتعبير آخر، هذا التوتر بين ما هو مطلوب من المهنة وبين التطلعات والآمال التي يتحصل عليها الأفراد في معاهد ومدارس الصحافة أو في الكليات الجامعية هي توترات كبيرة بشكل متزايد. على الرغم من أن هناك أيضاً تكيفاً مسبقاً يقوم به الأفراد بقدر كبير من الجهد ... لقد ذكر أحد الصحفيين في وقت قريب أن أزمة سن الأربعينيات في سن الأربعين نكتشف أن المهنة ليست على الإطلاق تلك التي كنا نظنها، قد أصبحت أزمة سن الثلاثين. يكتشف الأفراد أكثر فأكثر في وقت مبكر الضرورات الرهيبة للمهنة وبوجه خاص كل الحدود المفروضة والملازمة لظاهرة الأوديمات نسبة الإقبال الخ. إن مهنة الصحافة هي من المهن التي نجد فيها بشكل كبير أفراداً يعانون من القلق، غير راضين، متذمرين أو مستسلمين في سخرية، في هذا الوسط يتم التعبير جماعيا بشكل كبير ( خصوصاً من جانب أولئك المهيمن عليهم بطبيعة الحال عن الغضب والاشمئزاز أو الإحباط أمام واقع عمل يستمرون في ممارسته أو يعلنون أنه عمل «ليس مثل الأعمال الآخرى». لكننا بعيدون عن وضع يمكن فيه لهؤلاء المستبعدين أو الخاضعين أن يأخذوا فيه شكل المقاومة الحقيقية


المقاومة الفردية وعلى وجه الخصوص المقاومة الجماعية. لفهم كل ذلك الذي طرحته والذي يمكن أن نعتقد فيه على الرغم من كل الجهود التي بذلتها لتوضيح المسؤولية الفردية


المقدمي البرامج، الذين يقومون بمهمة الإعلام والاتصال، يجب


الانتقال إلى مستوى الآليات الكلية، إلى مستوى البنية والتركيب.


قال أفلاطون (إنني أستشهد به كثيراً اليوم: إننا مجرد دمى عرائس) في يد الآلهة. إن التلفزيون هو عالم يجسد لدينا الانطباع بأن كل الشركاء الاجتماعيين بكل ما يتمتعون به من مظهر الأهمية والاحترام، والاستقلالية وحتى أحياناً هالات رائعة خارقة للعادة يكفي أن نتابع نشرات الأخبار في التلفزيون هم دمى الضرورة من الواجب شرحها ، دمى لبنية يجب التحلل منها


وكشفها وإخراجها إلى النور.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

يلعب التواصل دو...

يلعب التواصل دورا هاما في تطور المجتمع ونموه، حيث يعتبربمثابه حجر الاساس الذي ساهم في انتقال البشريه...

ويمتاز هذا المن...

ويمتاز هذا المنهج بتحرير المسائل، وتقرير القواعد الأصولية وفق الدلائل والبراهين القائمة على الاستدلا...

تمثل الاستراتيج...

تمثل الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية خطوة مهمة للمضي قدما في دعم مسيرة المملكة في تحقيق هدفها ا...

When gossip spr...

When gossip spreads among people, it creates an environment of suspicion and apprehension, eroding t...

رواد المسرح الع...

رواد المسرح العربي من رواد المسرح العربي ما يأتي: توفيق الحكيم هو كاتب وأديب مصري وُلد بالإسكندرية 1...

Russ is at the ...

Russ is at the airport to catch a flight. He is on his way to his brother's wedding. His flight is a...

1 الطلاقة : هي...

1 الطلاقة : هي القدرة على سيولة الأفكار و سهولة توليدها مثلا إعطاء حجم النشاطات التسويقية في محصول ...

Popular culture...

Popular culture encompasses the widespread cultural elements that are accessible and enjoyed by the ...

هناك عدة مجالات...

هناك عدة مجالات للتعاون الإقليمي والدولي، من بينها: 1. الاقتصاد والتجارة: تعزيز التبادل التجاري وال...

"رَكبَ العالمُ ...

"رَكبَ العالمُ عجلةَ التَّطوّر! لا يُمْكِنُنا أنْ نُنْكِرَ ذلكَ أوْ أنْ نَتَخَلّى عنْه. فرصةُ الرّجو...

Russ is at the ...

Russ is at the airport to catch a flight. He is on his way to his brother's wedding. His flight is a...

Microsoft's mis...

Microsoft's mission to enable every individual and every organization on the globe to attain greater...