لخّصلي

نظرية تريسمان وكلابيا (1981) Triaman & Golade) توحيد السمات

تسمى هذه النظرية توحيد السمات، وهي تشبه في خطواتها العامة نظريتي بوزير وشفرين، وشنايدر، إذ تميز بين مرحلتين من عمليات الانتباه تستند فيها على عمليات إدراكية (Perceptual Processing)، المرحلة الأولى تسمى بمرحلة عمليات ما قبل الانتباه التي يتم من خلالها التسجيل الآلي أو التلقائي لسمات ،)Preattentive Processing( المثيرات الموجودة في المجال وهذه العملية تحدث في أدنى مستوى من الفعالية العقلية ولا تحتاج إلى جهود حتى أن الفرد ربما لا يعي (Nataware) ما قام به من فعل، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تركيز الانتباه (Focused Attention) التي تتضمن سلسلة من العمليات التي يتم من خلالها تحديد السمات البارزة وإدراكها للمثير ضمن محيطه الكلي، ويقصد بالسمات البارزة في هذه النظرية القيمة المحددة على بعد (Dimension) التي تحلل من خلال بعض المدركات المستقلة وظيفياً (1994) Margaret).

(17

من خلال ما تقدم يمكن أن نستنتج أن هناك تفسيرات مختلفة لتشتت الانتباه

نستخلص منها:

1. إن المعلومات المفيدة فقط هي التي تسمح بالمرور عبر المصفاة، وإن للإنسان قدرة محددة على الاستيعاب لكم معين من المعلومات، فإذا زادت المعلومات عن القدرة الاستيعابية للفرد حدث لديه تشتت الانتباه، وطبقاً لنظام (الكل - أو - واللاشيء) فإذا زاد عدد المنبهات زادت الأهمية المتساوية بالنسبة للفرد فأما أن يستوعبها، وأما أن يهملها (لا يفهمها أو يدركها أو ينتبه إليها إذا كانت كثيرة وفوق طاقته الاستيعابية

وهذا ما فسرته نظريتي برودبنت ونورمان).

2. إن المعلومات في الرسالة غير المنتبه لها لا تختفي، وإنما تضعف أي لا تحلل بصيرة كاملة عند زيادة عدد المثيرات، وبمعنى آخر إن زيادة عدد المثيرات لا يلغي الانتباه تماماً، وإنما يضعفه وقد قبل برودينت تعديل تريسمان لاحقاً، ووجه هذا التعليق من قبل تريسمان إلى نظرية برودبنت.
   د يحدث تشتت الانتباه عندما يزداد عدد المثيرات وأهميتها، ذلك أن القدرة التحليلية للمذاكرة تعمل مع المثيرات الداخلة للذاكرة والمتوازية بطريقة تزيد ضعفاً كلما زادت

عده المثيرات المتوازية (طبقاً لنظرية نورمان). ونقصد بالمتوازية هي المثيرات المتساوية في أهميتها وزمن تقديمها، أي أن الذاكرة

يضعف تحليلها للمثيرات وبهذا يحدث تشتت الانتباه (بحسب ما جاء في نظرية نايس).

إن المعلومات الواردة إلى الذاكرة تنقيها الحواس - فإذا لم يحدث هذا الانتقاء حدث تشتت الانتباء، إذ تدخل إلى جهاز الذاكرة الحسية أو المخزن الحسي على شكل الطباع حسي أو أثر عابر، وهذا الانطباع أو الخيال العابر سوف يختفي بعد جزء من الثانية ما لم ينتبه إليه وعلى وفق ما جاءت به نظرية شفرين و شنايدر) إن الانتباه يحدث عندما يتم التسجيل الآلي أو التلقائي لسمات المثيرات التي يستقبلها الإنسان، لذا إن لم تتوضح هذه السمات وتتشابك فيما بينها لتعدد المثيرات فإن تشتت

الانتباء يحدث حين ذاك وعلى وفق ما جاءت به نظرية تريسيان وكلاديا).

7 وتركز البحوث الحديثة في الانتباه على عدة قضايا هامة تشمل: دور المعالجة التلقائية Automatic Processing والانتباه

الوعي.

الآليات العصبية الداخلية المرتبطة بعلم نفس الانتباه.

الانتباه الانتقائي ومعالجة المعلومات من جانب الخبراء.

)199( سولسو، 1996، ص(

8. أما المعالجة التلقائية فقد استخدمها لا بيرج (1976) .Labarge) لتفسير آثار الانتباه. فالإنسان كثيراً ما يواجه بعدد لا يحصى من المنبهات أثناء مشاركته في أنشطة مختلفة فحين تقود سيارة قد تنظر في الوقت نفسه إلى خريطة للطرق وقد تأكل شيئاً أو تلبس نظارة، وبلغة توزيع الجهد (Allocation of Effort) فإنك توجه قدراً من الانتباه للقيادة أكبر مما تعطيه للأنشطة الأخرى ولكن بعض الانتباه) يخصص للأنشطة
   ا لا تطلب الاعدا من الاتية اول ما نطلب المدرسة النشطة جديدة، أو تلك

التي لا ياها إلا قليل على

10 العمليات النهائية لا تفضح الرقابة الوعي

استقالة الحوايات النقابية قليلة أو لا تستخدم من مصادر الوعي، فنحن تستطيع آباد کلیات اربط أن يبون أن تحير مثل هذه الأنشطة تفكيراً فإنها تتم تلقائياً

11 أما الوعي Costumes فقد اعتبه وليم جيمس 18900 Wihiam James) بمثابة لحملة انتقاء شهيداً من بين عدة منهات كثيرة، ويتم إبراز المنبه المختار والتركيز عليه بينما يتم المس الأحداث الأخرى. وقد اعتبرها فونت والنشر (Wundit and Teacher) فكرة استغراق الوعي المحقل كما فسرها فرويد Proud إن عمليات الوعي لها أثر عميق على السلوك الإنساني والأفكار الواعية

والآن ينظر إلى الوعي باعتباره إدراك Awareness الأحداث والمنبهات في البيئة. هنالك بعض التصورات التي قام ببنائها توافنج Taving الذي افترض أن هناك ثلاثة أنواع من الوعي لدى الإنسان: الوعي بالأحداث البيئية الراهنة Anoetic والوعي بالأحداث والأشياء في غيابها nootie والوعي بالخيرات الشخصية autonostic ويرتبط كل نوع من هذه الأنواع بواحد من ثلاثة أنواع المذاكرة هي ذاكرة الخبرات الشخصية episodic بذاكرة المعاني (الدلالية) samante والذاكرة التلقائية (الإجرائية) procedural والشكل
التالي يوضح العلاقة بين الظلم الذاكرة وأنواع الوعي.
لقد أثبتت الدراسات وبحوث الوعي في وجود نوعين من الوعي يعملان: أحدهما للوعي باللغة ومعالجتها في النصف الأيسر. والآخر للوظائف المكانية في النصف الأيمن. وقد برهن أور نشتين ornstien على أن ارتقاء أحد نصفي المخ أكثر من الآخر قد يفسر بعض الفروق بين الأفراد في الأداء العقلي، فبعض الأفراد يظهرون قدرة لفظية verbal ability

غير عادية بينما يتفوّق آخرون في العلاقات الميكانيكية والمكانية. وقد برهن أورنشتين على أن الثقافات الغربية تميل إلى التركيز على التفكير المنطقي logical thinking والقراءة والمعالجة اللفظية للمعلومات، بينما تهتم ثقافات أخرى وخاصة الشرقية - بشكل مختلف من الوعي يعتمد على الحدس intuition والاستبصار insight.

الأساس العصبي المعرفي للانتباه هناك اتجاهاً هاماً جديداً في علم النفس المعرفي هو

المعرفية العصبية neurocognition ساهم في ظهوره الاكتشافات الهامة في علم الأعصاب وعلوم الحاسوب أو انتشر إلى كل مجالات علم النفس المعرفي بما في ذلك الانتباه. فقد تمت دراسة الانتباه من منظور التنشيط والاعتياد بهدف الكشف عن العلاقة بين أجزاء من المخ وآليات الانتباه والأسس العصبية للانتباه والتي تتعلق بزيادة تدفق الدم في المخ في حالات
زيادة اليقظة. وإحدى هذه الدراسات كانت على يد العالم سوكولوف (1963 .Sokolov) في الاتحاد السوفييتي، الذي أوضح باستخدام تسجيلات النشاط الكهربي للمخ، إن نشاط المخ يختلف خلال عملية الاعتياد فمع تكرار تقديم المنبه (مثل: تكرار نغمة ذات ذبذبات عشرات المرات) يختفي نمط الاستثارة لنشاط المخ الكهربي، إذ يظهر على المفحوص رد فعل معاكس للانتباه، حيث تغلبه النوم، أي نقصان الانتباه. كما أن الاعتياد يعتمد إلى حد كبير
ومن ناحية أخرى فإن عدم الانتظام في أي من شدة المثير ومعدل تردده قد يعيد )Sokolov. 1960) in (Solso. 1996( تنشيط آليات الانتباه. كما في الشكل التالي