لخّصلي

2-1- أنواع الدراما:
للدراما أنواع يكمن تجسيدها فيما يلي:
◄التراجيديا )Tragedy(:
التراجيديا إذن هي محاكاة لفعل مهم - كامل – له حيز مناسب بلغة بها متعة،
وبطريق الفعل ال بطريق السرد، بهدف إثارة الشفقة والفزع لكي تصل بهذين
1، فهي تعتمد على الصراع بين القوى
الشعوريين إلى درجة النقاوة والصحة
المتعارضة التي تظهر عن طريق التشاحن بين شخصياتها وهذه القوى، أي القضاء
والقدر الذي يحدد مصير الشخصيات التراجيدية، ونالحظ أن البطل التراجيدي قد
يشقى أو يفجع إنسانيته أو لسمو خلقه.
لقد نشأت التراجيديا في األصل - شأنها في ذلك شأن الكوميديا – نشأة
ارتجالية، فالتراجيديا نشأت على أيدي قادة الديثرامب، ثم أخذت تتطور شيئا فشيئا
.
إلى أن نمت وصارت إلى ما تبدو عليه اآلن2
◄الكوميديا )Comedy(:
إن الملهاة أو الكوميديا هي أحد الجنسين الرئيسيين في الفن الدرامي، وكلمة
كوميديا مشتقة من الكلمة اليونانية " Kamos " التي تعني المرح الصاخب في
موكب االحتفال باإلله " ديونيسوس Dionysos "، والحق إن الكوميديا – مثل أي
فن درامي – البد أن تنبع من موقف ومعنى الموقف وجود قوى متصارعة تخلق ما اصطلح على تسميته بالتعقيد، فالكوميديا تختلف عن التراجيديا في أنها تعتمد على
إمكانية حل هذا التعقيد بإحالل نوع من التوافق بين هذه القوى يعيد المياه إلى
.
مجاريها ويعلن انتصار الحياة بانتصار اإلنسان على نوازع الصراع والتصارع1
:)Melo Drama(الميلودراما◄
الميلودراما مركبة من كلمتين )ميلوس(وتعني: غناء، ودراما، وجاء هذا االسم
من السيمفونيات التي تسبق دخول الشخصيات فيها، وتصحب األحداث المهمة،
ويرى بعض الباحثين أن الميلودراما مصطلح أطلق في البداية على المسرحيات
العاطفية المأثرة ذات األلحان الرقيقة الحزينة، ثم أصبح هذا المصطلح يطلق على
المسرحيات الغنائية التي يتخللها الحديث العادي واإللقاء بمصاحبة االوركسترا،
وكانت بعد ذلك في القرن 18 عبارة عن دراما كالمية بها ممثل واحد.
قد كانت " الميلودراما " تعرض الشر في شخصية بطل من أبطالها بسبب
كوارث تهز المشاعر، وفي النهاية يلقى هذا البطل جزاءه الرادع دائما، ألن
الميلودراما تروم إرضاء نزعات الشعب العامة التي تتطلع إلى االقتصاص من
2، هذا النوع من الدراما يظهر
اآلثام و تطمين النفس بأن الخير هو المنتصر دائما
الصراعات العائلية واالجتماعية ويستهدف الجمهور المتفرج.
2- الدراما... تسلية أم قوة؟
إن بدايات الدراما والتمثيل كانت لضرب األمثلة وتقديم النصائح بصورة
مرئية ومسموعة، وليست للتسلية و المشاهدة بقصد االستمتاع و قضاء الوقت، وقد
كانت أول ما كانت بين طبقات الحكماء و الفالسفة و المعلمين حتى ظهر بعد هذا
.
المفهوم والجيل األول أجيال تقوم بها بقصد االستمتاع3
فظهرت الدراما الواعية أو التوعوية ثم الحماسية ثم التجريدية ثم دراما الفن
والتمثيل التي ال تهتم كثيرا بالغرض الذي من أجله نشأت الدراما أال وهو النصح و
اإلرشاد، غير أن هنا األمر مسموع و مشهود فهو أكثر تأثيرا في النفوس والكيان،
ولكن تهتم بالشهرة و االستمتاع و القضاء على الفراغ ثم بعض الفائدة ..!، وإن
كانت ذات فائدة كما بدأت أول مرة لتهافت عليها الحكماء والعلماء وأهل النصح
لكتابة السيناريو أو المشاركة فيه، ال بعض من ليس لهم سوى خيالهم!حتى وإذ كانت الدراما بهذا القدر من التسلية، فهي ال تزال تلك النصيحة و
اإلرشاد و القوة الكامنة في التأثير على النفس البشرية، إنها نصيحة وتوجيه وتربية
و منهجية في األمر باألشياء، بل تأخذ بمجامع النفس البشرية وتجعلها تقتدي بما
رأته كما أراد لها ومنها الحكماء الذين ابتدءوها، بل هي أقوى من النصيحة
المباشرة، متى ما تطورت وأصبحت ذات أسلوب مؤثر في الكيان اإلنساني.
اآلن نحن في عصر التكنولوجيا والمؤثرات التي تخطف عقلك وتجعلك كأنك
تعيش الدراما والفن التمثيلي الذي تشاهده، هذه القوة التي من خاللها استطاعت
إمبراطوريات هوليوود و بوليوود والدراما التركية غزو البيوت في أوروبا وإفريقيا
والشرق1، كما ترى اقتداء الناس بهؤالء المعلن عنهم بنجم وهم يمثلون في الظاهر،
وفي الباطن هم ناصحون يأمرون من يشاهدهم بإتباعهم في ألفعالهم وأقوالهم.