لخّصلي

التطورات التكنولوجية للإذاعة
يمكن القول أن تاريخ تكنولوجيا الاتصأل يعكس الجهود الإنسانية في
بث رسائل الاتصال عبر المسافات البعيدة بأقصى سرعة ممكنة، وأقل
تكلفة اقتصادية، وأكثر وضوحا عند الاستقبال.
و ضوء ذلك تواصلت الجهود الإنسانية منذ نجح ماركوني في تحقيق
أول إرسال لاسلكي ل لصــوت وصولا ل لبث الإذاعي الرقمي عبرشبكة
الإنترنت، وكانت تكنولوجيا الإذاعة قد شهدت تطورات متلاحقة منذ
استخدام الموجات الطويلة في الإرسال الإذاعي خلال البدايات الأولى ل لراديو
بالولايات المتحدة الأمريكية، وعاب استخدام هذا النوع من الموجات عدم
القدرة على نقل الرسالة الإذاعية إلى مسافات طويلة، وضيق نطاق المساحات
الجغرافية التي تغطيها بالإرسال الإذاعي۔
وتمثلت المزحلة الثانية في تطور تكنولوجيا الإذاعة في استخدام الموجات
المتوسطة التي تغطي مساحات جغرافية أكبر باستخدام نظام لتشكيل الاتساعي الذي يستخدم الترددات بين ٥٣٥- ١٦٠٥كيلو هرتز، وبعد ذلك
تم استخدام نظام التشكيل الترد دي الذي يستخدم الترد دات بین ۱- ۱۰۸
ميجا هرتز.
ويعتمد نظام الإرسال بالتشكيل الترددي FM على بث موجات أقصر من
موجات التشكيل الاتساعي AM ويتم الإرسال على خط نظر افقي لمساحة
لا تزيد عن 50 ميلا من مركز الإرسال، ويتيح هذا النمط من الإرسال
القنوات الإذاعية التي تتسم بجودة الصوت وخلال الحرب العالمية الثانية،
تطورت خطوط الميكروويف مــن خلال استخدامات "الرادار" وكانت تكنولوجيا الراداد من الأسرار الخطيرة أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد
انتهاء الحرب أصبحت بعض الأجزاء التي صم مت لتطوير اجهزة الرادار
متاحة للاستخدامات التجارية، واعتمد الراديو ذو الاتجاهين في تطوره على
تكنولوجيا الميكروويف التي برزت كوسيلة جديدة تستخدم الموجات
الهرومغنطيسية ي بث الإشارات لمسافات بعيدة باستخدام ترد دات أعي
كثيرا من ترددات الراديو بنظام FM حيث تتراوح بين ۱-۲۳ جيجا هرتز،
كما ت تراوح أطوال موجات هذه الترددات من نصف بوصة إلى نحو ۱۲ بوصة.
ومن خصائص ترددات الميكروويف أنها تسافر في خطوط مستقيمة، ولا
تنعكس من خلال طبقة "الأيونسفير" كما هو الحال في موجات الراديو
التقليدية، ويعتمد اتصال الميكرو ويف عادة على وجود "خط نظر وهمي
الريط الاتصال بين نقطتين، وتعمل محطات الراديوالتي تستخدم
تكنولوجيا الميكرو ويف على تردد يصل إلى نحو4 جيجا هرتز، ويمكن
تشغيل العديد مـن محطات الراديو على ترد دات مختلفة القـوة ممـا يسمح
بوجود عد د ضخم من القنوات الإذاعية في منطقة جغرافية واحدة، ودون تداخل بین هذه الموجات.كذلك ظهرت "الألياف الضوئية وهي عبارة عن
أشعة
قوائم زجاجية رقيقة ل لغاية تشبه خيوط العنكبوت، وتسمح بمرور
ال ليزر خلالها، ويمكن أن يحل هذا الضوء محل الإشارات الإلكترونية
التقليدية المستخدمة في خطوط الهاتف، والراديو، والتلفزيون، ونقل بيانات
الحاسب الإكتروني، وهي تسافري خطوط مستقيمة مثل إشارات
الميكروويف. وت تيح الألياف الضوئية حلولا لكثير من المشكلات الناجمة
عن استخدام الاتصال السلكي، والكابلات المركزية، والميكرو ويف،
ونظم الاتصال التي تشعل بالهوائيات، كما توفر الألياف الضوئية العزل
الكهريائي من نقطة إلى أخرى، فهي محصنة ضد تفريغ البرق، وضد
التداخل الكهرومغنطيسي، والكهروستاتيكي، كما أنها غيرمعرضة
للتشويش، وتوفر قدراً عالياً من الأمان عند استخدامها.
وحدثت طفرة هائلة في التطور التكنولوجي الإذاعي باستخدام الأقمار
الصناعية ف البث الإذاعي المباشر، وأمكن من خلال الأقمار الصناعية أن
تقدم الإذاعة نقلا حيا على الهواء مباشرة ل لأحداث المهمة، وأن يشارك
جمهور المستمعين هذه التطورات لحظة بلحظة، كما أمكن نقل الرسالة
الإذاعية إلى مناطق بعيدة كان يصعب الوصول إليها بالموجات المتوسطة
والقصيرة. وإذا كانت الإذاعة قد اعتمدت في نقل الصوت إلى مسافات بعيدة
طيلة القرن الماضي على النظام التماثلي وما يترتب على استخدام هذا
الأسلوب من التعرض ل لتشويش، وعدم الوضوح الكامل في الرسالة الإذاعية
بالرغم من محطات التقوية، ظهرت خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي
تكنولوجيا جديدة تعتمد على نقل الصوت ومواد الاتصال المختلفة بالأسلوب
الرقمي الذي يوفر مزايا عديدة مقارنة بالنظام التماثلين ولعل اهمها الجودة والنقاء الكبيرين في الصوت، وخلو الرسالة الاتصّالية من التشويش، إضافة
إلى دقة عملية البث وتأمين الإرسال الرقمي.
ويمكن رصد انعكاسات تطورات تكنواوجيا الاتصال على الإذاعة
المسموعة في الجوانب التالية :
١-قنوات الإذاعة عبر الفضائيات التليفزيونية.
۲- الراديو الرقمي الفضائي.
۳-أجهزة الأستقبال الإذاعي الحديثة.

أولا : قنوات الإذاعة الفضائيات التليفزيونية :
.سعت العديد من الدول في الوقت الراهن إلى الأستفادة من القنوات
الصوتية الموجودة في القنوات القمرية للبث الفضائي عبر الأقمار الصناعية
فبث خدمات إذاعية يمكن الأستماع إليهـا عــبر جهاز الاستقبال
التليفزيوني، وساعد ذلك إلى حد كبير على تحسین موقف الراديوفي ظل
التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدتها وسائل الاتصال بوجه عام،
والتلفزيون على وجه الخصوص.
غير أن هذا التطور ظل محكوما بجهاز الاستقبال التليفزيوني، أو بعبارة
أخرى هو إرسال صوتي عبرقنوات مخص صة أصلا لأستخدامات التليفزيون،
وغالبا ما يستخدمها بعض المهتمين بالاستماع الإذاعي من المغتربين عن
أوطانهم، وقد أسهم هذا التطور التكنولوجي إيجابيافي زيادة نسبة
الأستماع إلى الراديو على المستوى العربي، خاصة بالنسبة ل لجاليات الموجودة
في أورويا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي ترغب في الاستماع إلى أخبار
الوطن الأم، أو الأستماع إلى قنوات إذاعية معينة تشبع احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، وتجعلهم على صلة دائمة بالوطن، وما يجري على أرضه من تطور
ثقافي وعلمي واجتماعي.
ويلاحظ من خلال متابعة ما تبثه الأقمار الصناعية العربية والأجنبية تعد د
الدول التي استفادت من هذه الظاهرة. فعلى مستى القمر الصناعي المصري
"نايل سات" توجد عدة إذاعات تبث إرسالها عبر هذه التقنية مثل الخدمات
المصرية:
البرنـامج العام، و وادي النيل، وصوت العرب، والشباب والرياضة،
والشرق الأوسط، والقاهرة الكبرى، والبرنامج الأوربي المحلي، والبرنامج
الموسيقي، وإذاعة الأغاني، إضافة إلى الراديو اللبناني، وشبكة MBC.
كما تبث عدة إذاعات عربية إرسالها عبر القمر الصناعي العربي "عرب
سات" مثل اليمن، وسوريا ، والسعودية، والكويت ، والجزائر، وســلطنة
عمان، والأردن، والقنوات الإذاعية لشـبكة MBC، وأبوظبي والشارقة
بالإمارات العربية، والمستقبل ال لبنانية، والجزيرة القطرية.
‏I1. .
وتبث عدة محطات إذاعية عربية إرسالها عبر القمـر الأوربی "هوت بيرد"
مثل قطر، والسعودي، والكويت، والسـودان، والأردن، والقنوات الإذاعية
الشبكة MBC، وأبوظبي والشارقة بالإمارات العربية ، وست قنوات إذاعية
لبنانية.
كذلك تبث عدة محطات إذاعية أجنبية إرسالها عبر الفضائيات
التليفزيونية مثل صوت أمريكا الموجهة بالعربية، وإذاعة هيئة الإذاعة
البريطانية الموجهة ل لمستمعين العـرب. ورغم التحفظات على تقديم خدمات
إذاعية عبر أقمار البث التلفزيوني واستقبال تلفزيوني، إضافة إلى ضرورة
توافر جهاز استقبال البث من الأقمار الصناعية إلا أن هذه التجرية ساعدت على توصيل خدمات واضحة وغير مشوشة لماطني الدولة المقيمين في الخارج
عن وصول هذه الخدمات بوضوح لسكان الدولة نفسها لمن يضعب
عليهم استقبال هذه الخدمات عبر البث الأرضي.
وبالتالي فإن هذا التطور يمثل ملمحا مهما من ملامح الأستفادة من
تكنولوجيا الأقمار الصناعية في مجال البث الإذاعي عبر الفضائيات
التليفزيونية.
ثانيا : الراديو الرقمي Digital Radio
اعتمدت عملية نقل الصوت إلى مسافات بعيدة منذ أكثر من قرن من
الزمان على تحويل الإشارة الصوتية إلى إشارة كهربية مناظرة لشدة
الصوت، فكلما ارتفع الصوت أو أنخفض اتسعت الإشارة الكهربية، أو
انكمشت لكي تماثل الصوت الأصلي، ومن عيوب استخدام الإشارة
الكهربية المتماثلة عند عرض المعلومات التشويش الذي يحدث في كل نظم
الإرسال، حيث يحدث بعض التداخل أثناء استلام الإشارة، وبالتالي تصبح
المعلومات المنقولة غيرتامة أو غيركاملة، ويلاحظ ذلك بوضوح في خالة
استقبال إشارة الراديو والتليفزيون التقليدية، وأيضا إذا تمت تقوية الإشارة
الكهربية من خلال استخدام محطات التقوية في نظم الاتصال ذات المسافة
الطويلة، فالتشویش الذي يحدث في كل محطة تقوية على طول مسافة
الاتصال يزيد من سوء حالة الإشارة كلما زادت المسافة، و بعض الحالات
فإن الإشارة الواصلة عبرهذا الطريق، لا يتم إداركها بشكل م ماثل
ل لإشارة الأصلية.
وخلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين، ظهرت تكنولوجيا جديدة
تعتمد على نقل مواد الاتصال باستخدام السلوب الرقمي، ويستمد هذا الأسلوب اصوله من استخدام الإشارات التلغرافيـة بطريقة )التشغيل
والإيقاف(On/0f ، حيث يتم وضع المعلومات في شـكل نبضات كهربية
وت تخذ الطاقة الكهربية المستخدمة شكل صوت او نغمة يتم ترجمتها بعد
ذلك إلى رموز تحاكي المعلومات الأصلية.
وبعد أن زاد استخدام الحاسبات الألكترونية، تطورت التكنولوجيا
الرقمية لتستفيد من مزايا الإشارات الرقمية في مختلف أنواع الاتصال من
رموز وأرقام وصور ورسوم وأصوات، وتوضع المعلومات المرغوب في تمثيلها
رقميا في شكل كود يعتمد على رقمي الواحد والصفر، ويتوقف عدد
الأرقام ي نظام الكود علـى عدد الحروف والأرقام والرموز إلى إشارات
رقمية كما هو الحال في اتصال البيانات عن طريق الحاسبات الإلكترونية.
ويتيح استخدام نظام الاتصال الرقمي العديد من المزايا عند مقارنته
بنظام الاتصال التماثلي يمكن عرضها على النحو التالي:
-في حين يعمل نظام الإرسال ف حالة الاتصال التمائلي بشكل مستقل
عن نظام الاستقبال، مما يسبب قدرا عاليا من التشويش، حيث تؤثر
ظروف البيئة وأحوال الطقس على الإشارة التماثيلية عند إرسالها ، نجد
أن الاتصال الرقمي يتخذ شكل "الشبكة الرقمية من بداية الإرسال
إلى منفذ الاستقبال، وتكون مراحل الإرسال والقناة والاستقبال عملية
واحدة متكاملة، ويمكن التحكم في عناصر النظام، والسيطرة
عليها من خلال دائرة رقمية ولا تسمح هذه الشبكة الرقمية بأي قدر
من التشويش أو التداخل في كل مرحلة من مراحلها، فهي تجسد
نظاماً متكاملا من المعالجات يقوم بتوجيه المحتوى الأصلي ويتحكم في عملية الإرسال، والقناة، وفك كود الرسائل على مراخل مختلفة،
مما يحق ق مزايا أكبر من الاتصال التمائلي، ويحل مكانه تدريجيا.
۲- ت تسم الشبكة الرقمية بقدر عال من الذكاء حيث يمكن أن يصم م
النظام الرقمي لكي يراقب تغير اوضاع القناة ويصح ح مسارها، بينما
لا يمكن تحقيق في حالة الاتصال التمائلي، ويتضح ذكاء الشبكة
الرقمية من خلال عاملين:
أ/ تحقيق التوافق الصوتي أو التاغم بين الأصوات، حيث ث ت تج قنوات
الإرسال الأصلية سواء أكانت سلكية أم لاسلكية إلى أحداث
تحريف أو تشويه في نظام التشكيل الاتساعي AM، أويؤدي إلى
بعض التغي يرفي شكل الموجة المرسلة، وقد يؤدي ذلك إلى تداخل بين
النبضات الرقمية، علاوة على ذلك، فإن خصائص القناة ت تغير بمرور
الوقت، وخاصة ي حالة استخدام قنوات الراديو المتحركة ويكمن
الحل العام لهذه المشكلة في تحقيق التناغم التوافقي وذلك من خلال
قياس خصائص التشويش في القناة بصفة مستمرة، وكذلك قياس
التشويش المتوقع يشكل الموجة المستقبلة.
%1
ب التحكم في الصدى، فالمشكلة الثانية التي يمكن أن تحدث أثناء
عملية الاتصال هي ظاهرة "الصدى"، ويمكن إدراك هذه الظاهرة
‏%3D
باعتبارها انعكاسا لإرتداء الإشـارة من جهاز الإرسال إلى ذات جهاز
الإرسال، ويحدث ذلك عادة عند استخدام الاتصال التماثلى. أما في
حالة استخدام الاتصال الرقمي، فيمكن استخدام أداة معينة تشبه
أداة تقوم بتخزين ال لغة المرسلة إلى محطة الإرسال، والوقت الذي تستغرقه المرحلة حتى يصل الاتصال إلى الطرف النهائي المستهدف،
وبالتالي يتم تفادي حدوث الصدى الذي يقع في حالة الاتصال التماثلي.
-يتسم نظام الاتصال الرقمي بالنشاط والقوة التي تجعل الاتصال
مؤسسا ومصانا كوحدة متكاملة عالية الجودة، وخاصة في البيئات
التي يكون فيها اسلوب الإشارة التماثلية مكلفا وغيرفعال. فكلما
كانت وصلة الاتصال صعبة بسب ب ظروف البيئة، وكلما اتسعت
المسافة تفوق الاتصال الرقمى علـى إلاتصال التماثلي، وتكمن قوة
الاتصال الرقمي وفعاليته من خلال عدة أبعاد مثل مقاومة التشويش،
ومقاومة التداخل في الحديث، وتصحيح الأخطاء إلكترونيا، والحفاظ
على قوة الإشارة على طول مسافة الاتصال.

• ت تسم الشبكة الرقمية بالمرونة حيث تخضع النظم الرقمية عادة
  للتحكم من خلال "برامج فكرية" بالحاسب الإلكتروني، مما يسمح
  بتحقيق قدر عال من جودة الاستخدام.
  5-يتسم الاتصال الرقمي بالشمول حيث يسمح بنقل البيانات في شكل
  نصوص، وصوت، وصورة، ورسوم بقدر عال من الدقة، كما يمكن
  أن تنقل الشبكة الرقمية العديد من المحادثات الهاتفية أو الأصـوات
  المركبة في ذات الوقت.
  1- يتسم الاتصال الرقمي بتوفيرقدر كبيرمن أمان الاتصال حيث سبق
  استخدام نظم الاتصال الرقمي ل لأغراض العسكرية، ونقل البيانات
  السرية ل لحكومات قبل ان يصبح هذا النوع من الاتصالات متاحا على
  المستوى التجاري. كذلك يستخدم الاتصال الرقمي في شبكات البنوك، والنقل الإلكتروني للبيانات، ونقل المعلومات الحساسة التي
  تتسم بدرجة عالية من السرية.
  وينبغي فهم عملية تقنية البث الرقمي في مجال الإذاعة في إطار التطورات
  التكنولوجية التي لحقت بوسائل الاتصال عموما، وتطورت آليات التفاعل
  مع جمهور وسائل الإعلام، والحرص بصفة مستمرة على تقديم خدمات
  إعلامية متميزة.
  ويعتمد الراديو الرقمي على سلسلة من أجهزة الإرسال الرقمية، يعمل
  بعضها على المستوى الوطني، والبعض الآخر على المستوى المحلي ، وفي ضوء
  المزايا العديدة التي يتمتع بها نظام البث الرقمي، تزايد عد د المحطات
  الإذاعية التي تعتمد على هذه التقنية بشكل مستمر. كما يتيح هذا النظام
  إمكانية بث الإذاعات المشفرة على غرار التليفزيون المشفر. وتحتاج تقنية
  البث الرقمي إلى أجهزة استقبال إذاعية خاصة تستطيع استقبال إشارتها.
  ويتيح استخدام نظام البث الرقمي في الإذاعة المزايا التالية :
  ۱- تحسین ظروف استقبال المواد والخدمات الإذاعية شديدة الجودة في
  المنازل والسيارات وأماكن التجمعات والمناطق النائية.
  ۲- إتاحة خدمات إذاعية كثيرة من خلال قدرة القنوات القمرية على حمل
  عدد كبيرمن القنوات الإذاعية التي تتيح للجمهور اختيار ما يناسبه
  من بدائل عديدة.
  -الوصول إلى مناطق جغرافية شاسعة في التغطية الإذاعية مثل المناطق
  الريفية والنائية المحرومة من الخدمات الإذاعية الأرضية حيث يتم التغلب على العوائق الطبوغرافية.


• التجديد والابتكار في إتاحة خدمات إذاعيــة جديدة، وتوظيف
  تكنولوجيا الاتصال لخدمة متطلبات الجماهير
  كذلك جاء استخدام أسلوب البث الرقمي في الإرسال الإذاعي إستجابة
  الطلب "الاتحاد الدولي ل لإتصالات" الذي طالب بضرورة استخدام هذا النظام
  على المستوى العالمي في مجال الإذاعة الصوتية على النطاقات الترد دية أقل من
  ۳۰ ميجا هرتز.
  ثم جاء "مونديال الراديوالرقمي" عام ۱۹۹۸م تجسيدا لمطلب الاتحاد
  الدولي للإتصالات وأكد هذا المونديال حتمية التحول إلى البث الصوتي
  الرقمي على النطاقات الترد دية أقل من ۳۰ ميجا هرتز، حيث إن أسلوب
  البث الصوتي الحالي على نطاق الترد د أقل من 30 ميجا هرتز يقتصر على
  نظام AM التمائلي ذي الجودة المحدودة، كما أن الصوت الحالي على نطاق
  ‏۸-۱۰۸ ۸ MHZ والذي يعطى صوتا بجودة مقبولا لا يفی بتغطية مساحات
  جغرافية كبيرة، الأمر الذي جعل الاتجاه العالمي حاليا هو التحول من نظام
  ‏FM إلى نظام DAB Standard وأصبح التحول إلى النظام الرقمي ل لبث على
  النطاق الترد دي أقل من ۳۰ ميجا هرتز هو البديل الوحيد لأستخدام هذا
  الحيز بأقصى كفاءة ممكنة، أو مصنعي الأجهزة، أو القائمين بالاتصال
  في القنوات الإذاعية.
  وقد أدت التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في وسائل الاتصال، إضافة إلى
  مفردات تكنولوجيا الاتصالات الأخرى وتطبيقاتها المختلفة إلى تحقيق
  "التفاعلية" مع الجمهور، وإتاحة الاتصال في اتجاهين م ما أتاح سرعة
  الحصول على ردود أفعال الجماهيرتجاه كافة البرامج والخدمات، والقدرة
  على استطلاع الآراء الفورية بشأن القضايا الملحة الوطنية الدولية.
  ورغم المزايا المتعددة عن استخدام تكنولوجيا البث الرقمي في الإرسال
  الإذاعي، إلا أن هناك عدة تحديات تقل ل من الانتشار السريع لهذه التقنية
  رغم أهميتها في تحقيق مزايا عديدة ل لمستمعين، ولعـل أهم هذه التحديات
  يرتبط بارتفاع تكلفة أجهزة الإرسال الإذاعي التي تعمل بالنظام الرقمي، أو
  ما يقصد به البنية التحتية ل لإذاعة الرقمية، إضافة إلى ارتفاع كلفة أجهزة
  الاستقبال الإذاعي ال لازمة لأستقبال تقنية البث الرقمي على الأقل في الوقت
  الحاضر، ولا سيما في الدول النامية، وربما تشهد السنوات القليلة القادمة
  حلولا لهذه المشكلات بهدف الأستفادة القصوى مـن تكنولوجيا البث
  الرقمي في العمل الإذاعي.

ثالثا : الراديو الرقمي الفضائي :
يتمثل الاتجاه الثالث في ملامح التطور التكنولوجي ل لإذاعة في ظهور
الراديو الرقمي الفضائي"، وتقوم فكرته على استخدام نظام الأقمار
الصناعي لبث الإذاعة الصوتية بطريقة تختلف عن المتبع الآن في استخدام
القنوات الإذاعية المصاحبة ل لقنوات التليفزيونية، والي تقـدم خدماتها عبر
أجهزة الأستقبال من خلال أجهزة راديو فضائية ومتنقلـة وتستمد الطاقة
التشغيلية لها من الشمس أو من غيرها وظهرت هذه المنظومة الجديدة ل لراديو
الذي أسسها الدكتور نوح عزمي سمارة عام ۹۰ ۱۹م بهدف إنشاء شبكة
فضائية عربية تستطيع أن تغطي أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا
الجنوبية والوسطى باستخدام البث الرقمي. وحصلت هذه الشركة على
موافقة الاتحاد الدولي ل لإتصالات الفيدرالية الأمريكية FC C ل لعمل عام
۱993م، وأصبحت هذه الشركة هي الوحيدة العاملة في هذا المجلال وفق
هذا المفهوم المعاصر.
وبذلك تختلف فكرة الراديوالرقمي الفضائي باعتباره شبكة رقمية
فضائية لخدمة الإرسال الإذاعي عن الإرسال عبر القنوات التليفزيونية
الفضائية، حيث تعتمد الإذاعة هنا على تكنولوجيا تليفزيونية في الأساس،
ولیست معدة خصيصا لنقل الإذاعة هنا علـى تكنولوجيا تليفزيونية في
الأساس، وليست معدة خصيصا لنقل الإرسال الإذاعي كما هو الحال
الشبكة الفضائية المخص صة ل لإرسال الإذاعي.
وتهدف شبكة word Space الفضائية الإذاعية إلى تقديم خدمات الدول
النامية في مجالات الإعلام والتربية والثقافة والترفيه، وإمداد الجمهورفي
هذه الدول بفيض من المعلومات التي يحتاجونها، وبأقل تكلفى، وت تمثل أهم
أهداف الراديو الفضائي فيما يلي
‏Los
١- تقديم الأخبار والمعلومات إلى الجماهير التي تفتقر إليها.
۲- استخدام الراديو الفضائي في التوعية الصحية، وخاصة تلك الأمراض
المنتشرة في كثيرة من الدول النامية مثل "الايدز" في أفريقيا.
-تخصيص قنوات إذاعية خاصة ل لإغاثة وقت الكوارث، وبرامج لتنمية
المرأة والطفل، والاهتمام بالبيئة، والتراث الحضاري، والتدريب
المهني، والتنمية الاجتماعية.
وتستهدف شركة word Space من هذا المشروع الوصول إلى ۸۰٪ من
سكان العالم )أكثر من أربعة مليارات نسمة( يتركزون في دول العالم
النامي ي افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والوسطى، حيث يمكن لهذا
الكم الہائل من سكان الغالم النامي أن يرتبط بعضهم ب بعض من خلال
الأقمار الصناعية أو الراديو الفضائي المحمول والمتطور، ويتمكن جمهور
هذه الدول من الاستماع إلى مئات القنوات الإذتعية المحلي والإقليمية والدولية، الحكومية منها والتجارية، كما يستطيعون الأشتراك في القنوات
الإذاعية المشفرة على غرار ما يحدث في التلفزيون، ويمكنهم استقبال هذا
الراديو الفضائي بجودة في الصوت تماثل جودة الصوت في الأسطوانات
المد مجــة CD، وبعيدا عن التشويش الذي كانوا يعانون منه في النظام
القديم، ودون ال لجوء إلى محطات تقوية باهظة التكاليف.
ويتكون نظام word Space من أربعة قطاعات على النحو التالي
١-القطاع الفضائي : ويتكون من ثلاثة أقمار تمتاز بقوة قنواتها القمرية ،
وهي
أفريستار، وآسيا ستار، وكاريبستار، ويطلق على هذا النظام مجتمعا
هذا النظام ليعيش ١٥ عاما.
‏Racsi pig i word Space
ويتبعه قطاع ارضي مهمته السيطرة على أداء الأقمار . ويستطيع كل قمر
من الأقمار الثلاثة أن يبث ۸ ۲۸ محطة إذاعية، ويتم استقبال الإشارات من
خلال أجهزة استقبال إذاعية خاصة معدة لهذا الغرض.
۲- قطاع الإدارة والتحكم، ويوفر هذا القطاع نظما ل لمراقبة المستمرة
لأداء اقمار الاتصال، والتأكد من جودة الصوت و وضوح الإشارة.
۲- القطاع الإذاعي : ويتسم هـذا القطاع بالأهمية ل لإذاعي ين الذي
استأجروا قنوات ل لبث الإذاعي على أقمار وورلد سبيس".
4-أجهزة الأستقبال الإذاعي : ويتكون هذا القطـاع من ملاي ين أجهزة
الأستقبال الإذاعي الرقمية التي تعمل على الطاقة الشمسية أو البطارية
بالإضافة إلى الطاقة الكهربية، وهي مزودة بهوائي قادر على استقبال
الوسائط المتعد دة في حالة الرغبة في استقبال البيانات والصور وغيرها.
واستطاعت شركة "ورلدسبيس" أن تجعل من فكرة الراديو حقيقة واقعه
بعد إطلاقها للقمر الأول "أفريستار" عام ۱9٩٨م، والقمر الثاني "كريبستار
ف بداية عـام ۱۹۹۹م، والقمر الثالث "آسياستار في الريع الثالث من عام
١٩٩٩م لتكتمل شبكة ورلدسبيس" الفضائية الإذاعية.
ويتميـز الرادیو الفضائي بانه مؤمن هذا التداخل والتشويش، كما أن
عملية اختيار المحطة التي يراد الاستماع إليها لا يتم بتحريك المؤشر كما هو
الحال ف الأجهزة التقليدية، وإنما بتحديد المحطة المعنية.
كمـا ينسب إلى هذا المشروع مزايا عديدة في الجوانب الإنسانية التي
يوفرها على المستوى الإنساني، حيث يسعى إلى تحقيق أهداف التنمية د
العديد من البلدان الفقيرة من خلال تخصيص بعض القنوات ل لبيئة والصجة
والتعلـيم الجــامعي، وقد أبدت العديد من المنظمات الدولية والإقليمية
استعدادها لتقديم خدمات تعليمية، وبيئية، وصحية، وثقافية لأبناء الدول
الناميـة مـن خلال هذه الشركة الفضائية نظرا لقدرتها عليا الوصول إلى
الجماهيرفي افريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والوسطى.
كذلك يعزز الراديو الفضائي مفهوم السيادة الوطنية للدول النامية التي
تعاني من عدم توافر قدرات إذاعية كافية لتغطية أراضيها، حيث تستطيع
هذه الدول الأشتراك في هـذا النظام بقيمة اشتراك يتفـق عليهـا سلفا لبث
قنواتها الإذاعية على أقمار ورلد سبيس لضمان التغطية الجغرافية لكافة
أراضيها، وبما يحق ق توصيل الخدمة الإذاعية بأقل تكلفة من طرق الإرسال
الإذاعي التقليـدي، كما أن مواطنيها يستطيعون التغلب على مشكلات
عدم وجود كهرباء من خلال استخدام أجهزة استقبال إذاعية تعمل بالطاقة
الشمسية أو البطارية، وتستطيع الدولة أيضا أن تصل بصوتها الإذاعي إلى الدول الأخرى بوضوح ونقاء شديدين، لتتغلب بذلك على المشكلات التي كانت تواجه الإرسال الإذاعي خارج الحدود باستخدام الموجات القصيرة.

رابعا : أجهزة الاستقبال الإذاعي الحديثة :
كان من نتائج استخدام تكنولوجيا البث الرقمي في الإرسال الإذاعي،
واستخدام الأقمار الصناعية، وظهور الراديو الفضائي الرقمي أثره الواضح
في تطوير أجهزة الأستقبال الإذاعي من الناحية التكنولوجية، بحيث
تتجاوب مع متطلبات التطور في مجال البت الإذاعي.
وت تسم أجهزة الاستقبال الإذاعي الجديدة التي بدأت تنتشر مع ظهور
الراديو الفضائي الرقمي بسهولة الاستخدام، حيث يستطيع المستمع أن
يحدد الرقم الخاص بالمحطة التي يرغب في الاستماع إليها، ويحصل عليها
مباشرة. وتتسم الأجهزة الجديدة بصغر الحجم وسهولة الحمل والتنقل، مع
تزويد الأجهزة الحديثة بإمكانيات الوسائط المتعددة من خلال شاشة ملحقة
بجهاز الاستقبال، وتعمل الأجهزة الجديدة على كل أنواع الطاقة سواء
الكهربية أو الشمسية أو البطارية، بالإضافة إلى إمكانية استقبال نظم
الإذاعة التقليدية على الموجات القصيرة والمتوسطة، ولديها إمكانية الضبط
الأتوماتيكي على التردد المرغوب.