لخّصلي

كما ناقشنا في النقطة ، إن الأفكار الآلية السلبية هي أفكار محددة بموقف معين، وتقع عادة على حدود الوعي، ويمكن لبعض المرضى الكشف عن أفكارهم الآلية دون طلب المعالج، بينما يكون بعض المرضى الآخرين غير مدركين لها تماما، لأنهم يرونها جزءا من نظرتهم إلى أنفسهم وإلى العالم، وأنها لا تبدو مشوهة أو معضلة (116 1989 Persons) وغالبا ما يكون المرضى أكثر وعيا بما يشعرون به على سبيل المثال كنت أشعر بسعادة غامرة طوال الصباح عن الأفكار المرتبطة بالمشاعر على سبيل المثال لا يمكنني وضع يدي على السبب الذي جعلني أشعر بذلك والأفكار الآلية السلبية هي النوع الأول من الأفكار التي يتعلم المريض فحصها، لأنها الأسهل من حيث اكتشافها وتعديلها، وهذا لا يعني أن المرضى سوف يكشفون فقط عن الأفكار الآلية السلبية في الموقف المزعج، ولكن من المرجح أن يكشف عن القواعد الافتراضات المعتقدات الوسيطة)، والمعتقدات الأساسية أيضا، ويحتاج المعالج إلى فرز هذه البيانات المعرفية من أجل تصنيفها.

يمكن للمعالج أن يقوم بمساعدة المريض على رؤية الأفكار الآلية السلبية على أنها أمر طبيعي، يمكن أن يختبره أي شخص، وأن هذه الأفكار تطفو على السطح

حينما يمر الفرد بخبرة سلبية.

غالبا ما ترفض هذه الأفكار أو تحيد أو تتجاهل، ومع ذلك فإن صعوبة الأفكار الآلية السلبية تظهر بوضوح عندما ترتبط بالضغوط الانفعالية طويلة الأمد، حيث يصعب إيقافها، ولا تخضع للمنطق، ولا للاختبار التجريبي، وتبدو معقولة بالنسبة إلى الشخص، وتعكس محتوى معتقداته الأساسية النشطة (على سبيل المثال أنا
فاشل
بينما تؤكد اكتشاف الأفكار الآلية السلبية، يمكن أن يختبر المرضى أيضا الأفكار الآلية الإيجابية عديمة الجدوى أو التي يترتب عليها نتائج سلبية، وتتضمن بعض الأمثلة على ذلك يقرر الشخص الذي لديه تاريخ سابق لتعاطي الكحول البدء في التعاطي مرة أخرى على سبيل المثال: لن يؤذيني
كوبان من الخمر، سوف أشعر بشعور رائع، أنا أستحق العلاج، نعم، اذهب إليه)، وتستطيع المريضة المصابة بالشره العصبي أن تقنع نفسها بأنها تستطيع أن تأكل ما تريد ان يزيد وزني، لأنني سوف أتقيا فيما بعد (2000 ,.Cooper et al)، وهذه الأنواع من الأفكار الآلية الإيجابية تحتاج أيضا إلى الكشف عنها، وفحصها، وتعديلها.

في هذه النقطة، والنقاط التالية (۳۳)، (٤٨) سوف ترى بعض الطرق الأساسية

التي تستخدم في الكشف عن الأفكار الآلية السلبية، وبعد طرح الأسئلة الموجهة أكثر طريقة مباشرة للكشف عن الأفكار الآلية السلبية، وعلى سبيل المثال: «هل تعرف ماذا كان يدور بخاطرك في اللحظة التي كنت فيها عصبيا جدا، عندما طلب منك رئيسك في العمل تولى مسؤولية مشروع مهم؟ يمكن لهذا النهج أن يحدد بسرعة إذا كان لدى المريض في الوقت الحالي القدرة على الكشف عن هذه الأفكار، ويمكن أن يستخدم المريض الاستبطان بمساعدة المعالج، وذلك من خلال أسئلة المعالج المحددة والواضحة على النحو الوارد أعلاه) بدلاً من الأسئلة المبهمة والمتشعبة على سبيل المثال: في هذا الموقف عندما كنت عصبيا، وأنت تعلم الوضع بينك وبين رئيسك، بماذا كنت تفكر عندما طلب منك رئيسك في العمل أن تتولى مسؤولية المشروع الذي دفعك إلى أن تكون عصبيا جدا).

يمكن أن تستخدم الأسئلة الاستفزازية للكشف عن بعض الأفكار الآلية السلبية وذلك عندما يرد المريض على الأسئلة المبدئية بـ «لا أعرف»، وعلى سبيل المثال، عندما يقول أحد المرضى أنه لا يعرف ماذا يدور في ذهنه ويجعله قلقا جدا عندما يجد نفسه مركز اهتمام الآخرين فيسأله المعالج هما الأفكار التي مرت في عقلك في تلك اللحظة عندما كانت كل العيون عليك؟ هل كانت تراقبك أو تحكم عليك أجاب المريض الذي بدا الآن قلفا: سوف يرونني بدينا وقذرا وغير منضبط، وسوف يحتقرونني لقد كان السؤال الاستفزازي الذي طرحه المعالج على المريض مبنيا على فرضية وضعت من خلال المعلومات التي جمعت في

أثناء تقييم مشكلات المريض.

بالنسبة إلى المريض غير الواعي تماما بالأفكار الآلية السلبية الخاصة به لأنها جزء طبيعي من نظرته إلى العالم (1989) Persons) يمكن للأسئلة الكشف عن تلك الأفكار إذا تخيل المريض نفسه أنه لا يتصرف وفقا لوجهة نظره حول العالم وعلى سبيل المثال، يقول أحد المرضي، أنه يضع نفسه في مؤخرة أي طابور انتظار في الحياة هذه هي طريقتي في الحياة فيسأله المعالج: تخيل أنك وضعت نفسك في مقدمة الطابور من أجل التغيير، ما الأفكار التي سوف تدور في ذهنك إذا فعلت ذلك؟ ويكشف رد المريض عن أفكاره الآلية السلبية سأكون أنانيا إن فعلت ذلك، وذلك يعني أن احتياجاتي أكثر أهمية من احتياجات الآخرين الموجودين في الطابور، وأنني أعطى لنفسي قدرا ومكانة لا أستحقهما، ولا أستحق أن أضع نفسي
في أول الطابور».