لخّصلي

تدوين التوراه /....

تشير معظم المصادر التاريخيه ان تم تدوين الكتب الدينيه اليهودي ه) التوراه والتلمود ( بدات في بابل بعد السبي البابلي في القرن
السادس قبل الميلاد وانها استمرت حتى القرن الخامس بعد الميلاد

قبل السبي وخلال اقامتهم في كنعان كانت اكثر تعاليمهم شفويه تناقلها الخلف عن السلف

واحتكارها الحاخامون لانفسهم ليمارسوا تاثيرهم على العناصر اليهوديه فلم تكن لديهم نصوص ولوائح تمثل التعاليم الدينيه والمدنيه فكان هناك تعاليم شفويه لقوانين الزواج والطلاق والعادات والتقاليد والطقوس يلتزم بها عدد قليل من اليهود نظرا لان اكثر العناصر
اليهوديه تخلت عن عباده يهوه لصالح الهه الكنعانيين واقامه المعابد لهذه الإله وتزوجوا بكنعانيات

وجدوا العناصر القادمه من الصحراء في الحضاره الكنعانيه متنفسا لهم نظرا لان عادتهم وتقاليدهم وتعاليمهم الشفويه كانت متشنجه ومنفعله على عكس الكنعانيين من تعاليم وطقوس ومعارف ) مرنه وراقي ه وشموليه ( الى جانب ان الحضاره الكنعانيه كانت على درجه من القوه تكفي الاستيعاب وامتصاص المهاجرين بثقافتهم المختلفه ،
كان لدى الكنعانيين اناشيد مقدسه وماثورات خطيه وشفويه تتحدث عن الخلق واصل الوجود والموت والحياه وعده فنون كثيره
زراعه صناعه تجاره والقضاء وغيره ا

تاثرت العناصر القادمه من الصحراء من هذه الحضاره الكنعانيه بجانب انهم خلال اقامتهم في بابل تعرفوا على الحضاره البابليه
فوجدوها لا تقل عراقه وتطورا عن الحضاره الكنعانيه

فاطلعوا على فنون الزراعه والصناعه والتجاره والماثورات التي تنظم العلاقه بين الانسان والارض مثل شريعه حمورابي وهي تتناول بشئ من التفصيل القضايا متعلقه بالحياه المدنيه والدينيه في بابل مثل الري الزراعه التجاره الزواج الطلاق الاحكام
الصلوات العبادات

لم تكن هناك صعوبات لدى الكهنه اليهود في الاقتباس من الحضارات ما يناسبهم مع ثقافتهم الخاصه فبداوا بتدوين التعاليم الدينيه
اليهوديه انطلاقا من ارضيه ثقافيه ) كنعانيه بابليه ومصريه (

تشير الروايه التوراتيه بنفسها الى ان الكاهن اليهودي ) عزرا ( هو الذي دون اكثر التعاليم الدينيه اليهوديه في بابل بمساعده عدد من
الكهنه , فالتوراه تلقبه ) بكاتب شريعه اله السماء ( وهناك سفر كامل في التوراه يتحدث عن رحلته من بابل الى اورشليم عندما تلقى امر من الملك الفارسي ) اتحشستا ( ليعلم اليهود في اورشليم الشريعه كما كتبها والنظم والقوانين الجديده التي ادخلها على عبادته
والصلوات والطقوس

ثانيا تدوين شروح التوراه / ....

اضطربت احوال اليهود بظهور السيد المسيح وما قدم من تعاليم ) انسانيه ساميه وشموليه( / وفي ذلك الوقت كانت كل شروح التوراه تلقن للتلاميذ شفويا حتى اواخر القرن الثالث الميلادي / فخشي الفقهاء ان يطغي النسيان على هذه الشروح وتطغى عليها
تعاليم السيد المسيح التي انتشرت لدى كل الامم / فاخذوا يدونون كل ما علق في اذهانهم منها واشهر هؤلاء الفقهاء الرباني ) بارنحماني ( الذي قام بجمع هذه الشروح والف منها سفر ا ضخما اسمه ) مدراش ربا ( وبدا الفقهاء يدونون هذه الشروح وتم تقسيم
المدراش الى نوعين هالاجا / هاجادا

تدوين التلمود / ...

خلال القرن الثالث الميلادي / بدا الفقهاء اليهود يدونون البحوث المتعلقه بشؤون ) الدين والقانون والتاريخ ( واطلق على هذه
البحوث ) المشنا (

ثم بداوا يشرحون هذه المشنا بالاراميه واطلق على هذه البحوث الشرح ) الجماره ( ومنهما تالف ما يسمى بالتلمود

في القرن الرابع / بدا الفقهاء في بابل وفلسطين يعتمدون في دراستهم على المشنا اكثر من التوراه واستمر الحال حتى القرن
الخامس الميلادي عندما انتهى الفقهاء من شرح المشنا ووضع الحواشي لها

وهكذا استمرت عمليات التدوين والتحليل من القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الخامس بعد الميلاد حتى اخذت شكلها النهائي الحالي .