لخّصلي

صعوبات التعلم:
مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد 1)A( -------- )7(
علي حبايب ----------------------------------------------------
هي اضطراب في العمليات العقلية، أو النفسية الأساسية التي تشمل الانتباه والإدراك، وتكوين المفاهيم والتذكر، وحل المشكلة، ويظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة، والكتابة، والحساب، وما يترتب على ذلك سواء في المدرسة أساس ًا، أو فيما بعـد، مـن
قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة.)الروسان، 1999( صعوبات تعلم القراءة:
هي ان يزيد أو ينقص الطفل حرف في الكلية او ينقصها بطريقـة خاطئـة وكـذلك القراءة ببطء والفهم الضعيف وصعوبة الربط بين الحرف وصوته والصعوبة فـي دمـج الوحدات الصوتية للكلمة. صعوبات تعلم الكتابة:
هي نقل الكلمات بصورة خاطئة من اللوح وعكس الرقام والحروف عند الكتابة وكذلك التعرف على اليمين أو الشمال. )شقير، 2005 ، ص 324( صعوبات التعلم النمائية أو النفسية:
هي صعوبات تتعلق بنمو القدرات العقلية، والعمليات العقلية المسئولة عـن التوافـق الدراسي، والتوافق الشخصي والاجتماعي والمهني، وتشمل صعوبات الانتباه، والإدراك، والتفكير )تكوين المفهوم( والتذكر وحل المشكلة. ) حافظ، 2000(
صعوبات التعلم الدراسية:
تشمل صعوبات تعلم القراءة، والكتابة، والحساب في المدرسة الابتدائية وما يستتبعها من صعوبات في تعلم المواد الدراسية المختلفة في المراحل التعليمية التالية. ومـن ثـم تعتبر صعوبات التعلم الدراسية نتيجة لصعوبات التعلم النمائية أو النفـسية. ) الروسـان،
1999(
حدود الدراسة :

• تقتصر حدود هذه الدراسة على وجهات نظـر معلمـي الـصف الأول الأساسـي ومعلماته، نحو صعوبات تعلم القراءة والكتابة لدى طلاب الصف الأول الأساسـي، وعلى معرفة هذه الصعوبات.


• تقتصر هذه الدراسة على طلبة الصف الأول الأساسي.
  )8( -------- مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد1)A(
  ---------------- صعوبات تعلم القراءة والكتابة من وجهة نظر معلمي الصف الأول الأساسي


• ُأجريت هذه الدراسة في الفصل الأول من العام الأكاديمي 2009/2008. الإطار النظري:
  مقدمة:
  يتعلم الطالب في المدرسة حقائق المواد الدراسية المختلفة، وذلك بلجوئة إلى قـراءة هذه المواد من كتبها المقررة ، وإن أي ضعف في القراءة سيؤدي، فـي النتيجـة، إلـى ضعف في التحصيل في المواد كافة ، وهذا يعني أن المدرسين جميع ًا يعتنون اعتنا ء كبير ًا باتقان تلاميذهم مهارات القراءة مع الفهم، ودون ذلك فإنهم سيعانون من صـعوبات فـي
  الفهم والاستيعاب. ينجح الأطفال في تع ّلم بعض المهارات، ويخفقون في تع ّلم مهارات أخرى، ويظهـر
  ذلك التباين في القدرات التعليمية، والتحصيل، والذكاء، ولذلك يـشير الاختـصاصيون أو المختصون إلى أن المشكلة الرئيسية المميزة لصعوبات التعلم يكمن في التفاوت بين الأداء والقابلية. )الخطيب، 1997: ص 71(
  "إن معرفتنا غير الكاملة عما يعانيه الطفل، وما يحيط به من ظروف ، والأسباب التي دعت إلى ذلك، وإحاطتنا بالأسلوب الأفضل للتعامل معه في ظل ظروفه الخاصـة، لـن يكون لها أثر ملموس في التغلب على هذه المعاناة، وفي التعامل معه، بمـا يـضمن لـه مستوى مقبو ًلا من النجاح. فعلينا أ ّلا نتصرف إزاء هذه الحالة من تفهم الأمور والوقـوف -ما أمكن- على حقيقتها، فأي نجاح سوف نصيبه هو بالدرجة الأولى نجاح لنا ولأولادنا/
  تلامذتنا، وأي فشل سيلحقنا هو بالتالي فشل لنا ولهم". )عدس، 2000: ص 26-27(. تحتل الكتابة المركز الأعلى في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية، حيث يـسبقها اكتساب مهارات الاستيعاب، التحدث، والقراءة. وإذا ما واجه الطفل صعوبة في اكتـساب
  المهارات الثلاث الأولى، فإنه في الغالب، سيواجه صعوبة في تعلم الكتابة أيض ًا. وفي ضوء هذه التعقيدات، ليس من الغريب أن يواجه الطلبة، الذين يعانون صعوبات في التعلم، صعوبة في التعبير الكتابي، باعتباره وسيلة فاعلة للتواصل. ويعتقد كثير مـن الباحثين وجود علاقة قوية بين القدرة على التعبير الشفوي، ونوعية التعبير الكتابي، كمـا أن هناك علاقة قوية بين القدرة على الكتابة، والخبرات التي يمر بها التلاميذ، فلا يستطيع
  مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد 1)A( -------- )9(
  علي حبايب ----------------------------------------------------
  بعض التلاميذ التعبير عن أفكارهم كتابة، وذلك لأن خبراتهم محدودة وغير مناسبة، فـي حين يكون التلاميذ، الذين تعرضوا لخبرات لغوية شفوية متنوعة، كالمشاركة في الأسئلة والاستفسار والنقاش، أكثر قدرة على التعبير كتابي ًا عن أفكارهم من أولئـك الـذين لـم يتعرضوا لمثل هذه المواقف التي تتطلب تفاع ًلا شـفوي ًا مـع الآخـرين. )الـسرطاوي،
  1998(.
  الأسباب المؤدية لصعوبات التع ّلم:
  يضع علماء النفس الاختصاصيون فرضية مفادها أن مسارات بـصرية، وسـمعية، ولمسية، وحركية، ترتبط بمراكز في المخ، تتلقى المعلومات عن طريق تلك المنافذ الحسية وتربط بينها، وتضفي عليها الدلالة العلمية في ضوء تراكم الخبرات، ثم توئفها في مجال التفكير والحركة والوجدان حيث نجد أن أي خلل في مركز من مراكز المخ، ينعكس أثره
  السلبي على الوظيفة الحسية المرتبطة به. )كامل: 1999(. تعد عملية التعرف إلى الأسباب المؤدية إلى صعوبات التع ّلم، عملية صـعبة، ولكـن
  الباحثين، في هذا الميدان، يقسمون تلك الأسباب إلى مجموعات تتمثل في: - إصابات الدماغ. - الاضطرابات الانفعالية. - نقص الخبرة. )الزيات، 1998(. كما تقسم مجموعة أخرى من الباحثين أسباب صعوبات التع ّلم إلى مجموعـات مـن العوامل المختلفة، يمكن تقسيمها إلى:
  العوامل العضوية والبيولوجية:
  إن التلف في عصب الخلايا الدماغية يعود إلى عدد من العوامل البيولوجية، أهمهـا أمراض التهاب السحايا، والتسمم، والحصبة الألمانية ونقـص الأكـسجين، أو صـعوبات الولادة المبكرة ، أو تعاطي العقاقير، ولهذا يعتقد الأطباء أن هذه الأسباب قد تـؤدي إلـى
  إصابة الخلايا الدماغية. العوامل الجينية: ويعني ذلك أثر العوامل الجينية الوراثية. العوامل البيئية: وهي من العوامل المساعدة في موضوع أسباب صعوبات التع ّلم، وتتمثـل
  )10( -------- مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد1)A(
  ---------------- صعوبات تعلم القراءة والكتابة من وجهة نظر معلمي الصف الأول الأساسي
  في سوء التغذية، أو سوء الحالة الطبية، أو قلة التدريب، أو إجبار الطفل على الكتابة بيـد معينة. )الروسان، 1998: ص 209-210(.
  أنواع صعوبات التع ّلم: من الممكن تصنيف صعوبات التع ّلم إلى: 1- صعوبات تعلم نمائية:
  وهي تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسؤولة عن التوافـق الدراسـي للطالـب، وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني وتشمل صـعوبات )الانتبـاه والادراك والتفكيـر والتذكر وحل المشكلة(.
  اضطرابات النمو الكلامي واللغوي:
  تعد اضطرابات الكلام واللغة من المؤشرات المبكرة على وجود صـعوبات الـتعلم. فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكلام واللغة، تكون لديهم صعوبة في إخـراج أصوات الكلام، واستخدام اللغة المنطوقة في المحادثة والحوار، وفهم ما يقوله الآخرون.
  وحسب نوع المشكلة فإن التشخيص المحدد يكون في :
  أ. اضطراب إخراج اللغة النمائي:
  حيث يلاحظ لدى الطفل : 1- فشل ثابت في نمو استخدام أصوات الكلام المتوقع له، مثل فشل طفل، عمره 3
  سنوات، في نطق حرف "الباء"، وفشل طفل، عمره 6 سنوات، في نطق حرف "الراء، أو الشين، أو التاء".
  2- ليس سبب ذلك اضطرابا بسبب النمو أو التخلف العقلي، أو خلل السمع، أو اضطراب آليات الكلام أو اضطراب عصبي. )صالح، 2004(.
  ب. اضطراب القراءة النمائي:
  وهذا النوع من الاضطراب يسمى أيض ًا عسر القراءة )Dyslexia( وهـو نـوع ينتشر بين الأطفال، حيـث إن معدل انتشـاره بين أطفـال المـدارس الابتدائيـة يقـدر بحوالي 2 – 8%، ويكثر انتشاره بين أقارب الدرجة الأولى عنه، بين عامة الناس .. وهو
  مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد 1)A( -------- )11(
  علي حبايب ----------------------------------------------------
  أكثر انتشار ًا بين الذكور عنه بين الإناث بنسبة 3:1. ويحتاج الطفل، لكي يستطيع القراءة، إلى أن يتحكم في هذه العمليات العقلية في نفس الوقت )صالح، 2004(. جـ. اضطراب الكتابة النمائي:
  يحتاج الإنسان حتى يستطيع الكتابة إلى استخدام عدة وظائف من وظـائف المـخ .. ولذلك ينبغي ألا يكون هناك خلل عصبي، أو وظيفي في شبكة الاتصالات، داخـل المـخ المسئولة عن المناطق التي تتعامل مع المعلومات المستخدمة في الكتابـة، مثـل اللغـة، والنحو، وحركة اليد، والذاكرة .. ولذلك فإن اضطراب الكتابة النمائي يمكـن أن يحـدث
  بسبب مشاكل في أي من تلك الأماكن. إن اضطراب اللغة الذي يشار إليه ٍب "عجز القراءة المحدد" يعرف على أنـه فـشل
  محدد دائم، وغير متوقع لاكتساب المهارات المطلوبة للتعلم، سواء في القراءة، أو الكتابة، أو الإملاء، أو الأرقام، على الرغم من وجود التعليم المناسب، والذكاء المطلوب، وتحقق المستوى الاجتماعي المعروف. )الوتار، 2001(
  2- صعوبات تعلم أكاديمية: تشمل صعوبات القراءة والكتابة، وهي نتيجه ومحصلة لصعوبات التعلم النمائي، أو
  إن عدم قدرة التلميذ على تعلم تلك المواد يؤثر في اكتسابه في المراحل التعليمية التالية.
  ومن صعوبات تعلم القراءة والكتابة:


• صعوبة تذكر أسماء الحروف وأشكالها. - قلب الحروف، أو قلب ترتيب الحروف عند القراءة. - قراءة الكلمات البسيطة خطأ، أو حذفها كلية أثناء القراءة. - التع ّثر أثناء قراءة الكلمات الطويلة. - فهم ضغيف أثناء القراءة الشفهية أو الصامتة. - قراءة شفهية بطيئة ومجهدة. )الخطيب ، 1997: ص 86(
  ومن صعوبات الكتابة : • فصل الحروف، أو وصلها. • إشباع الفتحة ألف ًا، والضمة واوا، والكسرة يا ء. • جعل التنوين نون ًا، أو التاء المربوطة تا ء مفتوحة، وربط التاء المبسوطة.
  )12( -------- مجلة جامعة الأزهر بغزة، سلسلة العلوم الإنسانية 2011، المجلد 13، العدد1)A(
  ---------------- صعوبات تعلم القراءة والكتابة من وجهة نظر معلمي الصف الأول الأساسي
  • إلقاء حرف من الكلمة. • إهمال سنتي الصاد والضاد. • عدم نقط التاء المتطرفة. • نقط الألف المقصورة اللينة أو الهاء. • ترك نقطتي التاء المربوطة. • عدم تنقيط الحرف المنقوط، أو نقط الحرف غير المنقوط. • زيادة حرف، أو نقص حرف. • كتابة الضاد بصورة الظاء والعكس. )السعدة، 1995: 214(