لخّصلي

ورينزو، شاب يبلغ من العمر 17 عامًا تم تشخيصه بفيروس الفصام، تم إحالته إلى طبيب نفسي بعد أن نُقل إلى المستشفى بسبب تصرفات عنيفة، تُحفز غالبًا بواسطة هوسه بألعاب الفيديو العنيفة. أعرب الوالدين، خاصة الأب، عن يأسهم إزاء حالة لورينزو، معتقدين أنها لا تُشفى وقد تكون وراثية. كشفت الجلسات الأولية عن ارتباط لورينزو الشديد بألعاب الفيديو، حيث يقوم بإسقاط عالمه الداخلي على الشاشة، حيث يمكنه التفاعل والتحكم في شخصياته الداخلية. الطبيب النفسي، بدلاً من فرض القيود، اختار الدخول إلى عالم لورينزو، معددًا بأن يلعب ألعاب الفيديو معه. مع مرور الوقت، اكتشفوا تجارب بدائية وحركات وساوس مرتبطة بالطفولة الأولى، قد تكون تأثرت بالاكتئاب الشديد لوالدته قبل ولادته. ركز العلاج على فهم ومعالجة هذه القضايا، مما أدى إلى تحسين حالة لورينزو.

‎النهج العلاجي يشمل جهد فريق تعاوني، بما في ذلك الطبيب النفسي، الطبيب النفساني، والطبيب النفسي السريري. يدير الطبيب النفسي العلاج الدوائي وجلسات العائلة، مؤكدًا على أهمية التعامل مع الديناميات العائلية عند معالجة المرضى الذين يعانون من الفصام أو التراجع الشديد. تهدف جلسات العائلة إلى اكتشاف الرسائل المتناقضة والأوامر المتناقضة، مع النظر إلى المريض كناطق باسم مجموعة العائلة. يحافظ الفريق على اجتماعات منتظمة وتواصل مكثف. في حالات الإيداع في المستشفى، يتم تضمين الفريق النفسي أو المقيم لتقديم الدعم وقضاء وقت مع المريض. يتم تحديد الإيداع في المستشفى بناءً على حاجة السيطرة على جزء المريض الفصامي على مدار الساعة، مع جهود لاستعادة جوانب متشظية من خلال تقارير من موظفي العيادة والمقيمين الطبيين.

في السنة الأولى من علاج لورنزو، ظهرت حالات من العنف والأوهام، وكان هناك انتقال نفسي ذهاني. طرأت طقوس هوسية قبل الجلسات، تشبه سلوكيات الأطفال ذوي التوحد، مع حدوث عنف لفظي يعبر عن خوفه. كانت إدمانه على ألعاب الفيديو العنيفة يكشف عن تفاعل معقد بين الواقع والخيال. جلبت الفوز في الألعاب مخاوف وهمية من إلحاق الأذى بالأخصائي، مشروعًا الرعب على الأمور والأشخاص الخارجيين. حاول الأخصائي نقل هذه التحديات لجلب الواقع إلى العلاقة العلاجية، مؤكدًا على التمييز بين الرموز والواقع. تضمنت المهمة دفع لورنزو بعيدًا عن شاشة ألعاب الفيديو للتواصل معه كإنسان حقيقي. كان الصراع في نقل المضمون العاكس وفهم عالم ألعاب الفيديو تحديًا إضافيًا، متطلبًا التحكم والاستمرار بينما تتلاشى حدود الواقع والرموز في ذهن لورنزو. يعكس الخوف المتجسد بكلمة "تدمير" تخوفه من أحداث محتملة خلال الجلسات، محاكاة لأفعاله في ألعاب الفيديو.

خلال السنة الأولى من العلاج، تطورت حالة لورنزو حيث أصبح يعيش في هلوسة متقدمة بعد لعبه لعبة فيديو تتضمن أشعة ليزر. تطوّرت هذه الهلوسة لتجعله يخشى التعقب ويعتقد أن زملاءه سيؤذونه بأشعة ليزر. رفض الخروج من المنزل بدون بدلة واقية. تطورت الهلوسة لدرجة تأثير حياته اليومية وغيابه عن المدرسة. تم تعديل العلاج وتمت المحافظة على الانتظار قبل النظر في الإقامة المستشفى. خلال الجلسات، تم تجربة لعبة الفيديو مرة أخرى، مما أدى إلى هلوسة تحول لورنزو إلى كائن متنوع يعيش من خلال شخصيات مختلفة. بفضل فهم الطبيب لتلك الهلوسات، تم فك تشفيرها والتعامل معها بفعالية، مما سمح بالتقدم في العلاج ودمج الحياة الواقعية بشكل أفضل.

خلال العلاج، تم تحليل ألعاب الفيديو المفضلة للورنزو لفهم تأثيرها على حالته. تغير توجه لورنزو من ألعاب عنيفة إلى ألعاب تعاونية بفضل الربط الذي قام به الطبيب بين التعاون في اللعب والعلاقة العلاجية. تم توثيق تجارب طفولته من خلال الخلافات الأسرية والعنف على ألعاب الفيديو، مما ساعد في تحليل الأحداث والتعامل معها. عبر لورنزو عن عواطف قوية تجاه شخصيات ألعاب الفيديو، وتم تشجيعه على التعبير عنها في العلاج. كشفت مخاوفه من الإقامة في المستشفى عن تقدم في التعبير عن العواطف المكبوتة. الطبيب نفسه أكد على التمييز بين الواقع والخيال، مطمئنًا لورنزو بأن التعبير لا يسبب ضرر حقيقي. في مراحل لاحقة من العلاج، كشفت رسومات ورسائل لورنزو عن تطور مستمر في فهمه لنفسه وتعامله مع العواطف والهوية.

في مرحلة الرسائل، ازداد هلع لورنزو وعنفه، مما أدى إلى تفاعل عاطفي قوي مع الأخصائي. تحول من الألعاب العنيفة على الفيديو إلى الكتابة، حيث أعرب عن رغبته في القتل بشكل مبالغ فيه في رسالة حمراء الحبر، وقد تحول هذا الفعل إلى تحول مهم في التعبير.

في مرحلة الأحلام، تذكر لورنزو أحلامًا تتضمن التحرر الجنسي والخيالات الجنسية، وتصوير النساء بطريقة مثيرة في رسوماته. صعب عليه التعامل مع القلق البدائي والاستثارة القوية، مما يعكس التحديات النفسية المتعلقة بالهوية والجوانب الجنسية.

تشير هذه المراحل إلى تطور التعبير الرمزي لدى لورنزو، كاشفة عن الصراعات العميقة المرتبطة بالهوية وديناميات العائلة والقلق البدائي.

الحلم بحرف "L"
‎خلال الجلسة التالية، قال إن والده أخبره مرة أخرى أن "هناك أشياء لا يمكن تغييرها". وأضاف أن والده وزملائه في المدرسة يعتقدون أنه "غريب" ومجنون إلى حد ما. فسرت أنه ربما كان يخلط بين الناس الحقيقيين والشخصيات الخيالية في رأسه التي تسميه "غريب". وأنه ضربها. قررت أن أعطيه جلسة ثانية في ذلك اليوم لأنني كنت أخشى أن يتحول إلى عنيف ضد أخواته. هذا عندما اكتشفنا أن العنف كان دفاعه ضد الإثارة الجنسية. وهو "لينورا". يضيف: "لا أعرف ما إذا كان لدي قضيب أم لا". فسرت خوفه من فقدان هويته الجنسية كذكر؛ أو يصبح امرأة. وحبه من قبلي. لأنهم كانوا المفضلين لوالده. رد لورينزو على التفسير بتعليق جنسي: "زميلتي في المدرسة كارول تثيرني". 1994). في نهاية الجلسة قال إنه في منزل جدته لا يوجد قتال يدور في منزل والديه؛ إنه يرغب في الذهاب إلى منزل جدته بشكل متكرر
‎حتى يتمكن من الحضور في كثير من الأحيان إلى الجلسات. علاوة على ذلك، ظهر نقص بدائي في التمايز مع جسد والدته الأنثوي. كان خائفا من أن يكون قريبا من طبيبه، ومن اكتشاف أنه يمكن أن يشعر بالمودة تجاهه، وهذا يؤدي إلى أحلام مثل ما سبق. هذا تكرار انتقالي لتاريخه مع والده. ‎تحدث ردود الفعل العلاجية السلبية (NTRs) لدى المرضى الذهانيين عند بداية الإدراك. يهاجم المريض الطبيب بعنف عند بداية إدراكه للرؤى، حيث يقوم بتجسيد أدواته الإدراكية على الطبيب. بعد لحظات الفهم، يواجه لورينزو ردود فعل علاجية سلبية. تقدم الأحلام رؤى حول صراعاته، تكشف عن نزاع مع عصابات تمثل القتال الحقيقي. في جلسة أخرى، ومخاوف الانتقام. يعترف بالرابط بين تطور عقله وألعاب الفيديو. ويعبر عن حاجته للمساعدة ويسائل هويته الذكورية. تشير هذه التطورات إلى فهم عميق للصراعات الداخلية التي يواجهها لورينزو،