لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (0%)

يتعلق الأسلوب قبل كل شيء باختيار الكلمات.


النص الأصلي

إن علاقة الخضوع هذه التي صارت تربط الجامعة بعملائها الذين يشترون عقولها المنتجة بشكل دوري، هي من طبيعة ما كان ماكس فيبر ليتخيلها ، رغم أنه كان يرفض - منذ مائة سنة - التفاهة التي كانت الجامعة تغرق فيها من خلال تسليم نفسها لإغراء العلاقات التجارية ذات الطبيعة الاختراقية آنذاك، كان الزبائن هم الطلبة ومحتوى المقرر هو السلعة التي يفترض أن تلاقي قبولاً لديهم، وكان المدرسون على استعداد للتفاوض لجذب الطلاب المترددين بين المعاهد المتنافسة. لقد أدى ذلك إلى إفساد العلاقة بالبحث العلمي، حتى أن خيارات المعاهد، وفقاً لفيبر ، صارت محكومة بالحظ. وهكذا، فإن الباحث - المدفوع بشغف استبدادي، معهد قوي، خيال واسع وحب للعمل - صار لا يمكنه أن يأمل بالنجاح المهني إلا إذا أظهر مجموعة مختلفة من المهارات التي تمكنه من الملاحة عبر الألغاز الغامضة لمعهد يُعزى إلى قوانين التعاون البشري لا سيما تعاون الأجهزة المختلفة
لقد كان ما لاحظه فيبر أمراً لا يُذكر بالمقارنة بما نشهده الآن فاليوم، ما عاد الطلبة مستهلكين للتدريس وللشهادات المقدمة في الحرم لجامعي؛ لقد صاروا هم أنفسهم سلعاً. فالجامعة تبيع ما تصنعه منهم إلى زبائنها الجُدد، وتحديداً، إلى الشركات وغيرها من المؤسسات الممولة لهذه الجامعة. كان رئيس جامعة مونتريال يؤمن أنه إنما يُوضّح مسلمة عندما صرّح في خريف عام 2011 بأن العقول ينبغي أن تفصل وفق احتياجات سوق العمل. صحيح؛ لقد كانت الجامعة تدار، آنذاك، من قبل مدراء من أوساط البنوك البنك الوطني كذالك شركات الصيدلة ، الطاقة ، والإعلام و ترانز كونيتنتال الذين كانت لهم مقاعد في مجالس صنع القرار فيها وفي لجانها ذات السطوة. ومع ذلك، فقد كانت جامعة مونتريال ممولة من قبل الدولة إلى درجة كبيرة، لذلك فلا شك نه كان من الغريب لخطة العمل الخاصة بمعبد المعرفة هذا أن تُجسد – فجأة اهدافاً تشابه أهداف مجرد شركة بث عام، فقد كان البعض مندهشاً من التشابه بين إعلان رئيس الجامعة هذا وتلك الملاحظة الشهيرة لباتريرك لو روي المدير التنفيذي لشبكة لتلفزيونية التي أبداها حين قال إن ما نبيعه لشركة كوكا كولا هو الوقت المتاح للدماغ البشري وقد سجل ليبيرو زوبيرولي ظاهرة مماثلة في سويسرا . فحين تحولت مدرسة لوزان للعلوم التقنية إلى المعهد السويسري للتكنولوجيا في لوزان ، لاحظ بعدها فيضاً من التخصصات الغريبة التي ظهرت فجأة باسم الابتكار، التميز والإنتاجية بطبيعة الحال، كانت هذه التخصصات مكرسة تماماً لمصلحة جهات الأعمال. وقد تمثلت واحدة من هذه التخصصات بالدراسات المالية العصبية ، أن هذا القطاع البحثي الجديد إنما يقصد إلى اكتساب فهم أفضل لعمليات التفكير التي تقود إلى إبرام الصفقات التجارية وتطبق المؤسسات معايير مختلفة لتقييم الجامعات، بما في ذلك المعايير الكمية منشورات أعضاء هيئة التدريس الدرجات العلمية المتحصلة نسب التعيين المعايير الفيتيشية (تصنیف الدوريات الأكاديمية الموضوعات الدارجة شبكات العلاقات الشخصية المنشورات باللغة الإنجليزية)، والعوامل المتعلقة بالدعاية (الرعايات الشراكات الحضور الإعلامي). هذا الضرب من الحوكمة للجامعة ليس بمجرد موقف فارغ : إن له أثراً مفسداً بشكل عميق . يعطي السوسيولوجي جيل جانيه منكيبك المثال التالي :
إنني إن اخترعت طريقة لصنع طماطم مربعة، ورأت شركة ما أنها عظيمة فاشترتها مني لأنها ملائمة لشطيرة مربعة، فهل أكون قد ساهمت في التعليم بذلك؟ لا . إنني بذلك أكون قد ساهمت فقط في تعليم الشخص الذي سيعمل في صناعة الشطائر المربعة للشركة التي مولت البحث الذي تم على هذه الطماطم
أن تفقد عقلك
يُصبح التفكير تافهاً حين لا يهتم الباحثون بالملاءمة الروحية لمقترحاتهم البحثية. كان جورج سيميل وهو مفكر ألماني مبكر آخر عاش في أوائل القرن العشرين كان يتنبأ بأن مصير الباحثين الذين يستمرون باتباع هذا المسلك سوف يكون مأساوياً. حينما يُوظف لخدمة الاقتصاد، فإنه يبدو محتماً على الفكر أن يُجسّد في واقعه عيوب مؤسسته. إذ على الفكر أن ينتج المعرفة بغض النظر عن التكلفة وعن أثر هذه المعرفة في العالم : إن النظرية ذاتها يعتورها التضخم. تصف مقالة سيميل، فكرة وتراجيديا الثقافة تصف إنتاجاً حتمياً يبلغ من قوته أن العقل لا يعود قادراً معه على الفهم أو الكلام. بتسارعها الخارج عن السيطرة، تنتج الآلة القيمة فقط حتى ترضي القدرة الإنتاجية للنظام الذي لم تعد له أية علاقة بفعل التفكير الفردي. والسبب الأول لذلك هو الوفرة المتعاظمة للعناصر الموضوعية التي تعمل كوسيط ناقل للفكر الكتب التقارير، الأعمال المستندة إلى النظريات المفاهيم والمعلومات الواقعية. هناك الكثير مما يجب أخذه بالاعتبار هنا ، حتى أن العقل يجد نفسه مثقلاً وهو يمضي في الطريق الذي يقوده إلى إنتاج أي شيء. غارقاً في مد من المنشورات العلمية، يخشى العقل أنه لن ينتج إلا محض عنصر آخر يزيد من فداحة الظاهرة.
لقد ابتعدنا كثيراً عن عملية المعرفة ، أي العملية التي نكتشف بمقتضاها وعينا وما هو قادر عليه من خلال سعادة الشخص المبتكر بعمله، صغيراً كان أم كبيراً. فعندما يتعلق الأمر بالشخص المبتكر، فإنه، وفقاً لسيميل
بالإضافة إلى تفريغ توتره الداخلي، إثبات القوة الشخصية، والرضى الناجم عن إشباع حاجة، هناك أيضاً ضرب من الرضى الموضوعي بحقيقة أن هذا العمل صار الآن موجوداً، وأن عالم الأشياء ذات القيمة أصبح الآن أكثر غني بهذه القطعة الخاصة
ما عادت عملية الوحي الهيغلي التي يصفها سيميل هذه ممكنة. لقد وصلنا إلى درجة الحمولة القصوى : صار الطريق نحو تحقيق الفكر مسدوداً . لقد انتصرت النزعة الإنتاجية وما يصاحبها من عمليات تراكمية . فعمل العقل، هذا الذي يتطلب استيعاباً بطيئاً وحميماً، قد تمت إعاقته بواسطة مراجع متكاثرة إلى حد مدير للرؤوس. صارت التفاهة غالبة . والباحث - الذي يشلّه ما يواجه من جبل المراجع التي تسبقه، رغم الصغر اللامتناء للسؤال الذي يُتوقع منه البحث فيه - صار يمر بتجربة يفقد فيها عقله .
لا يبدو أن هنالك طائلاً وراء التأمل فيما فعله القدماء من قبلنا من أجل إضافة قطعة عمل جديدة إلى ثقافة قائمة سلفاً. عوضاً عن ذلك، نحنللا متناهطة إلى الم موجوداً ، ب مكتب ترجمة بالترجمة الكاملة جاة، رى ما هو غير مقبول لذي يتم استبداله بمقاربه وحيدة تدعي فضائل ا نرى جحافل من المخربشين الراضين بأخذ دور في إنتاج معارف متسلسلة، دونما اهتمام بالمعنى العميق الذي يمكن لعملهم أن يجسده. يعطي سيميل مثالاً لغوياً معروفاً، يطرح للنقاش مسألة هذا القدر العظيم من المعارف الخلية من أي
منظور : من ناحية، طُورَت التقنيات اللغوية إلى درجة غير مسبوقة من التنقيح والكمال. ولكن من ناحية أخرى، فإن عدد الأشياء ذات الأهمية الحقيقية للثقافة الذكية التي تتطلب معالجتها بهذه الصورة لا تزداد بذات المعدل. وبذلك، فإن المجهود اللغوي كثيراً ما يُصبح علماً للمجهريات، تحذلقاً ينصب على معالجة ما هو غير ضروري : مثل فهم للمنهج ولكنه عقيم من حيث إنه يقود إلى الفراغ، أو قاعدة موضوعية ولكنها تعمل بطريق مستقل باستمرار فلا يلتقى بالثقافة باعتبارها انجازاً حياتياً . بهذه الطريقة، فإن ما يمكن تسميته بالمعرفة غير اللازمة هو أمر يتراكم في العديد من مناطق البحث والعلوم ... إن الإمداد المتعاظم من الأشخاص الراغبين في الانخراط بالإنتاج الثقافي، والذين غالباً ما يكونون موهوبين في هذا الشأن - وهو إمداد تدعمه عوامل اقتصادية - قد قاد إلى تقييم ذاتي لجميع الأعمال البحثية التي لا تعدو قيمتها أن تكون محض شيء قد تواضع الناس عليه شيء أقرب ما يكون إلى مؤامرة خاصة بالطبقة العلمية» هنا، يدخل البحث مرحلة مأساوية، فكلما زادت المؤسسات من إنتاجها ، بدا من المستحيل استيعاب إنتاجها هذا لإحداث مساهمة معقولة، وهكذا تستمر العملية. إن الإنتاج الثقافي ينفلت من عقاله الذاتي، فيصبح خاضعاً للحتميات الآلية للبحث المدار مؤسسياً .
إنه مُمِلٌ، إنه علمي
إن غرور مديري المعرفة يقودهم للاعتقاد بأنهم يستطيعون السيطرة على اللغة ؛ هم يظنون أن بإمكانهم اختزالها إلى إشارات يمكن التلاعب بها بسهولة، بغرض إقناع نظرائهم بتحويل قنوات المال باتجاههم : سوف ترفع الكلمة من الاستعمال إن لم تعد دارجة، والمرجع الذي يدور على شفاه الجميع حالياً سوف يُضخّم، حتى وإن لم يكونوا يعرفون عنه شيئاً؛ في النموذج الذي يجب ملؤه بقدر محدود من الكلمات، سوف يقومون بشيء أشبه بالتزلج اللغوي، يتعرّجون فيه بين الحار والبارد الملائكة والشياطين، الفساد والأخلاق، التوافق والثورة؛ وأخيراً، سوف يأكدون - بتباء - أن موقفهم يكون مختلفاً تماماً في اليوم الذي ستتم فيه السيطرة أخيراً على هدفهم اللغوي! بطبيعة الحال، فإن اقتراحي الذي تقدمت به لطلب المنحة ليس سوى اختلاق، ولكن أعطني النقود فقط وسوف نرى ما الذي أستطيع فعله ! » ، وكأننا أقوى من الكلمات التي استخدمناها لعقد هذه الصفقات، أو كأننا نحكم اللغة عوضاً عن أن نكون محكومين بها . ولكننا لم نقرأ بلانشو تجنبنا دريدا
وما إن تتم مكافأة مرتزقة الكلمة هؤلاء على جبنهم حتى يصبحوا أكثر شراسة وجدباً، مغفلين للتفكير الانتقادي الذي أداروا له الآن أظهرهم) ملتزمين تجاه شركائهم التجاريين وكأن حياتهم تعتمد على ذلك، مركزين على رد الجمائل إلى نظرائهم، وهي الجمائل التي سيعتمد تطبيقها على ذات الدلالات الأيديولوجية المشتركة.
لقد كانت الجامعة تعمل لعقود الآن لجعل نفسها قابلة للتلاعب من قبل أي طرف على استعداد لتمويلها. وإلى حد ما، ربما كانت تقوم بذلك منذ تأسيسها في التاريخ الحديث. في مقالة له بعنوان في مديح الأمي نسبيرجر ، الأصول البعيدة للمشكلة
العمل على جعل الشعب متعلماً لا علاقة له بالتنوير. كان محسنو الثقافة وراهبوها الذين دعوا إلى ذلك مجرد شركاء للصناعة الرأسمالية، التي كانت تتطلب من الدولة أن تُعدّ لها عمالة ماهرة جاهزة لها كان ضرب آخر من التطوّر على المحك. لقد كان الأمر يتعلق بترويض الأميين، هذه الطبقة الأدنى من الناس باستبعاد خيالهم وعنادهم. ومنذ ذلك الوقت فصاعداً لم يتم استغلال قوة عضلاتهم ومهاراتهم الجسدية فقط ، بل وعقولهم أيضاً» .
تتمثل الحالة الأكاديمية academic habitus ، بطبيعتها، بالسماح بجعل ذاتك قيد السيطرة. فعادة ما يكون الأكاديميون مشوشين بالكامل؛ وحده المال ما يبدو أنه يُضفي على ممارساتهم بعضاً من الاتساق. لقد استسلموا، وهذا أمر يُشكل منظورهم نحو الكيفية التي ينبغي لهم فيها استخدام اللغة في البحث. فالكتابة الأكاديمية تقوم على قاعدة ضمنية تتحوّل إلى علنية في حال خرقها : وحده الأسلوب المحايد، الهادئ والمُعيّر measured هو ما يجعل من نثر المرء جديراً بالعلم. كلما كان ذلك ممكناً، ينبغي أن تكون الكتابة مملة. أسلوبياً، ينبغي على الكتابة التي تدعي ارتباطاً بالمعرفة أن تدور دائماً حول المنطقة الوسطى : كل ما عدا ذلك سوف يتسبّب في حالة من عدم الارتياح فالأستاذ المميز سوف يشعر بالقلق من أي مقترح علمي إن لم يقدم وفقاً المتطلبات الفكر الموضوعي. وإذا تبدت له صلاحية فكرة ما من دون أن يجدها مصاغة بطريقة ملائمة للبيئة الأكاديمية، فإنه يمكن أن يكررها بالنهاية من دون
ذكر مصدر حصوله عليها ؛ فالأسلوب هو كل شيء.
يتعلق الأسلوب قبل كل شيء باختيار الكلمات. من المفضّل اختيار كلمات تبدو علمية، وإن لم يكن ذلك إلا للإيحاء بأن أفكارك ليست ذات علاقة بالمكان ولا بالزمان. بدلاً من النقود money على سبيل المثال، ناقش العملة» currency . أيضاً، عليك بتجنّب الكلمات المشحونة بالعاطفة نتيجة لما هي مثقلة به من تاريخ: لا تقل ثورات سياسية political revolts، وإنما تحدث عن الصمود» resilience ؛ لا تناقش الطبقة class، وإنما حلل الفئات الاجتماعية social categories ؛ بل إن البعض يشيحون بأوجههم امتعاضاً لدى استخدام تعبير العدالة الضريبية tax justice لأنهم يعتبرون أنه سياسي إلى
درجة كبيرة .
بعد ذلك، من المهم ألا تُستخدم لغة خشنة للسخرية من لاعبين سياسيين بارزين، لا سيما إذا كانوا من ذوي النفوذ. إن الشركات متعددة الجنسيات تخطر على البال هنا . فوفقاً لقراءة ضيقة لماكس فيبر Max Weber ، فإن مثل هذا الإظهار العلني للرفض سوف يُضعف من ادعائك بالحياد الأخلاقي ethical neutrality . لتجنب خلق مثل هذا الانطباع غير المحبّب، من الأفضل تجنب مفردات القانون الجنائي بالكامل، والتصرف وكأن هذه المفردات هي منطقة خاصة بالقانونيين وحدهم. وإذا ما قابلتك ظواهر معينة، فتحدث عن تصرفات مريبة dubious acts أو حوكمة سيئة bad governance عوضاً عن استخدام مفردات مثل «جرائم crimes أو نهب» plundering. بذلك، فإن الألفاظ المأخوذة من القانون الجنائي تحفظ حصراً للأفعال المعرفة من القضاء باعتبارها كذلك : فعمليات بيرنارد مادوف Bernard Madoff ، ( مثلاً ، يمكن أن توصف بأنها إجرامية criminal من خلال القيام بذلك علينا أن نتصرف وكأن جميع الحقول العلمية scientific disciplines تخضع لتخصص القانون المناطقي والجزئي إلى درجة كبيرة. وهكذا، فنحن نغفل تحليل عالم الاجتماع إيميل دورکهایم Emile Durkheim ، (1) الذي يذهب إلى أن كل مجال فكري وثقافي لديه تعريفه الخاص للجريمة .
ويرافق هذه النبرة المعيارية normative tone إحالات إلى أفكار راسخة : علينا أن نتمسك بفكرة أمن الدولة state security أو العقد الإجتماعي social contract المعرفتين تقليدياً ، (32) عوضاً عن تبني الأفكار الجدلية للويز ميشيل أو هربرت ماركيوز( Louise Michel بمشكلات متعلقة بما ينبغي أن يكون العالم عليه مركزين على أفكار مجردة حول المعايير، العدالة، أو الأخلاقيات الاتصالية، بدلاً من وضع أسس للتفكير المفاهيمي أو السياقي حول ما آل إليه العالم (أوليغارشية oligarchy ، بلوتوكراسية في اللغة الفرنسية، يُعتبر استخراج الأسماء من صيغة الفعل gerund، علامة وهي أسماء ،migrance, consultance, survivance, governance : على التحديث مبنية للهجرة، الاستشارة، النجاة والحوكمة وصيغة الفعل هي gerund وهو فعل ماض يعود إلى حالة واقعية خلية من التاريخ بمجرد أن يصبح اسماً، فإنه
يتعامل مع الأشياء بطريقة مجهلة .
وأخيراً، لا تذكر الأسماء عندما يكون اللاعبون منخرطين في تصرفات غير قانونية : فعدم الإدلاء بالمعلومات يظهرك بالمظهر العلمي. لا شك أن هذا يفسر فشل الجامعات الكندية، على مدى خمسين عاماً، في إنتاج أية أطروحة حول أثر إمبراطورية عائلة ديسماريه Desmarais (3) على مؤسساتنا العامة - رغم أهمية هذا الموضوع - في حين تم الخروج بأعداد لا حصر لها من النقاشات حول المعايير المجرّدة التي ينبغي وضع أسسها في العالم.
ليست النبرة tone مجرد مسألة اختيار للكلمات، وإنما لها علاقة بالإيقاع rhythm أيضاً. إن نوعية الكتابة الطاغية في المجال العلمي اليوم تطبق ذات البناء اللغوي في جميع الظروف. وهذا النمط يعارضه التحوير modulation الذي وصفه جيل دولوز Gilles Deleuze في كتابه نظامان للجنون» Two Regimes of Madness . في كتابه هذا ، كان دولوز يحيل إلى فريديريش نيتشه Friedrich Nietzsche (9) (وهو كاتب ما كان أي أكاديمي ليكون مستعداً لتحرير كتاباته فيما لو كان معاصراً لنا عندما كتب أن التحوير» إنما يتقفّى أثر السطر المتشعب والمكسور باستمرار، السطر الإيقاعي (40) ، أي السطر الذي يُمكننا من التفكر في الصفة العارضة للتاريخ التقلبات الاجتماعية، والعوامل الأخرى غير القابلة للقياس والتي تحيل الذوات المهتمة في المال الأخير، إلى أن يكونوا هم مفكري العالم. فالنبرة، ما إن نعترف بخصوصيتها، تتكيف مع الموضوع، تتعرف على قدراته التخيلية، وتعيد تعريف القالب الذي تم تشكيل الفكر وفقه. هذه الصيغة، أو القالب، ينبغي اختراعها أيضاً، فبمجرد أن نحيلها إلى شيء بلاستيكي مُشكّل من خلال فعل الكتابة، فإنها - في الآن ذاته - تحدد كلاً من شكل ومحتوى ما نقوله . يستدعي دولوز Deleuze هنا جورج بوفون Georges Buffon (وهو بيولوجي ومؤلف لكتاب شهير حول الأسلوب)، الذي صاغ قياساً بين مظهر النص the appearance of the text وبين مورفولوجية الحيوان morphology of the animal (1) ليخرج منه بتعبير القالب الداخلي» the inner mould . إن الشكل شاهد على ما يقدر عليه كل من الجسد أو النص.
تختار معاهد البحث أن تقيد نفسها بنبرة وعالم ضيقين إلى حد كبير. في هذه البيئة السطحية، هناك ألف تفصيل وتفصيل لتحديد ما إذا كانت نظرية ما سوف تقبل أو ترفض، بما في ذلك طريقة لباس الأشخاص، مظهرهم، سلوكهم، نبرة أصواتهم، وتيرة حديثهم مدى تحكمهم بالضغوطات، طريقة تعاملهم مع الأفكار المراجع التي يختارون الاقتباس منها، بل وربما حتى لهجتهم، الأصل، النوع الاجتماعي، والسن. هذه هي الحال تحديداً مع المنح grants وطلبات العمل job applications إن الحدود الرسمية الضيقة تتعامل مع هذه الطلبات بطريقة عصابية neurotic sense ، ضامنة بذلك أن بعض الأفكار لن
يتم التصريح بها أبداً .
من ذا الذي يود أن تبقى الأمور على هذه الشاكلة، ومن هو المستفيد من هذه النبرة الإلزامية؟ أحد كبار السوسيولوجيين الأمريكيين الذين تصدوا للإجابة عن هذا السؤال، وليس من مفاجاة في ذلك، هو أحد عظام الكتاب في هذا في الحقل المعرفي في كتابه الياقة البيضاء : الطبقة الوسطى الأمريكية» White
Charles 42) ذكر تشارلز رایت میلز( Collar: The American Middle Class
Wright Mills ما وصفه بأنه خوف غامض عام - يُسمى أحياناً بـ «السلطة
التقديرية» discretion والحكم السليم good judgment - يقود إلى التخوف
الذاتي ويصبح بالنهاية معتاداً إلى درجة كبيرة حتى أن الباحث لا يعود مدركاً له».
إن هذا ما هو إلا أثر لـ «بقرطة (43) bureaucratization مهنة الباحث. يحدث
ذلك لأن اتفاق الرجال المهذبين الأكاديميين agreement of academic
gentlemen يمارس سيطرة تلاعبية manipulative control على شخصية
الثوري» . (44) إن هذه النبرة الموصوفة تحمي الأكاديميين الذين يتبنونها، فتبقيهم
في المسار المحدد وتقيهم خطر الجنوح عن أطراف الآيديولوجيا المسيطرة.
واليوم، تستخدم هذه النبرة من قبل الأستاذ الجامعي / رائد الأعمال / professor
entrepreneur الذي يتواجد زبائنه في عالم الشركات وغيرها من المؤسسات
ذوات السلطة التي تحتاج دائماً إلى نتائج الأبحاث، تصريحات الخبراء، وغيرها
من رموز . يوضح كريس هيدجز Chris Hedges هذا الأمر بشكل أكثر فجاجة :
هذه المفردات، باعتبارها علامة على كل من المتخصص» specialist و النخبوي elitist تعرقل الفهم العام universal understanding . إنها تردع قليلي الخبرة عن طرح الأسئلة غير المستحبة. إنها تُدمّر البحث القاصد للخير العام the common good . إنها تقطع كلاً من الحقول المعرفية disciplines والكليات والطلبة والخبراء إلى شُقَفٍ تخصصية صغيرة. إنها تسمح للطلبة ولأعضاء هيئة التدريس بالانسحاب إلى تلك الإقطاعيات المفروضة ذاتياً وإهمال الأسئلة الأكثر إلحاحاً، أخلاقياً وسياسياً وثقافياً» .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

في تناول الموضو...

في تناول الموضوعات التربوية والخلقية التي اختارها لكتابتها ، فلقيت مقالاته رواجا كبيرا في أوساط الق...

Family Relation...

Family Relations : King Lear addresses family relationships , including those between children and f...

الصناعات التقلي...

الصناعات التقليدية هي إنتاج حضاري لآلاف السنين من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤ...

Our study, "The...

Our study, "The Role of Accounting Information Systems in Achieving Financial Performance and Produc...

دخل محمد في تما...

دخل محمد في تمام الساعة 7:35 دخل مع والدته وقالت المعلمة له صباح الخير وابتسم محمد وقال صباح النور و...

2/Sample of the...

2/Sample of the study
?Researchers can study large groups of people.Samples enable researchers to co...

ما هو الغذاء ال...

ما هو الغذاء الصحي؟ الغذاء الصحي هو طعام متوازن ومتنوع يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي...

وفقا للتجربة أظ...

وفقا للتجربة أظهرت بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية نتيجة إيجابية تجاه محلول مستخلص البذور، حيث ظه...

التطور التاريخ...

التطور التاريخي والعمراني لمدينة عمـان (منذ النشأة حتّى نهاية القرن العشرين) • الدكتور خليف مصط...

ا دوافع الاتصال...

ا دوافع الاتصال غير رسمي: * وجود حاجات ورغبات واتجاهات للأفراد يرغبون في إشباعها . *- إن التنظيم ا...

- محميات علبة ...

- محميات علبة الطبيعة بمحافظة البحر الأحمر:تقع محمية علبة الطبيعة فى الجزء الجنوبى الشرقى من الصحرا...

- الفصل الثاني ...

- الفصل الثاني : حق رئيس الجمهورية في استعمال الاوامر : اتجهت الكثير من دول العالم وفي ظل عدم استط...