لخّصلي

نمر خلال مسيرة حياتنا في العديد من التغيرات النفسية والجسدية التي تؤثر في سلوكياتنا. لذلك لابد من التحكم بها بحيث نصل للتوازن النفسي والجسدي. فالتوتر النفسي هو اضطراب يعاني منه الأفراد بعد المرور بالعديد من الأزمات الشخصية. والتي تسبب لهم أضرار في مشاعرهم وحياتهم النفسية. (محمد، 2021)
الضغط:_
يعتبر مفهوم الضغط أحد المفاهيم القديمة في مجال العلوم الطبيعية. وتعني التأثير الذي تفعله قوة محددة على شيء ما بحيث يصعب عليه تحمل ذلك التأثير. مما يسبب إحداث تغييرات معينة في الشكل أو الطبيعة أو الحجم. وبالتالي فالضغط هو وجود مواقف وعوامل تضغط على الإنسان بصورة كلية او جزئية لدرجة تشعره بالتشويه أو التغيير في كامل شخصيته يرافقها إحساس بالتوتر. وبزيادة شدة هذه الضغوط يفقد الشخص قدرته على التوازن ويتحول نمط سلوكه إلى نمط آخر مختلف. (شند والأنور،200، ص772-829).
يأثر الضغط على حياتي من خلال ظروف الحياة الضاغطة ومستويات التوتر العالية. تعرض سلامتي للخطر من خلال الفوضى في التوازن العاطفي. وخلل في صحتي الجسدية. كما تحد من قدراتي على التفكير السليم والعمل بفعالية. وحتى فقدان شعور الاستمتاع بالحياة. كل هذه الأسباب تجعل من دراسة علم النفس وسلوكيات الأفراد. بالإضافة لتعلم إدارة التوتر والحد من الضغوط المحيطة موضوعاً مهماً وضرورياً لكل إنسان.
تساعدني ادارة التوتر بشكل فعال على كسر وتخفيف الضغط المطبق على حياتي . فتصبح أكثر صحة وسعادة وإنتاجية. والعيش بحياة متوازنة. من خلال تخصيص وقت لكل من العمل والاسترخاء والراحة والمرح والعلاقات الاجتماعية. مما يولد قدرة على الصمود في وجه التحديات والمصاعب الحياتية اليومية. ورفع القدرة على الإنتاج والإبداع في العمل من خلال التحكم في ردود الأفعال تجاه مسببات هذا الضغط والاضطراب النفسي. 
مع مراعاة أن لكل فرد طريقة مختلفة في إدارة التوتر والإجهاد. تبعاً لطبيعته والظروف المحيطة به وما يتمتع به من تجارب وطاقات تساعده على تطبيق نصائح إدارة الإجهاد (موقع المعلومات، 2021).
على الرغم من تعدد وتنوع مصادر الضغط النفسي إلا ان الأشخاص يختلفون في تقبلهم وإدراكهم واستجابتهم لهذه الضغوط. فقد تكون بعض مصادر الضغط منهكة لبعض الأشخاص. وقد تكون مسببة للآلام النفسية والجسدية للبعض الآخر. بينما يراها البعض بمثابة قوة دافعة للتفكير وشحذ الهمم من اجل الإنجاز مما يجعل للحياة رسالة. حيث يعتبر الضغط النفسي من الخصاص التي تميز حياة البشر. رغم اختلاف مستوى الشعور بهذه الضغوط من فرد لآخر. وعند الفرد الواحد حيث تختلف الضغوط من موقف لآخر تبعاً لنوع الوقف الضاغط وطبيعته(مشري، 2016، ص11 )
إن النجاح في إدارة الضغوط والتوتر إحدى المهارات الحياة الضرورية لدي بالاخص في مجال الأعمال.
ولكي نتمكن من إبقاء الضغط النفسي في الحدود الدنيا والسيطراه عليه. لابد من اتباع تقنيات واستراتيجيات للتعامل مع هذه الضغوط. 
وهذه الاستراتيجيات هي مجموعة أدوات يمكن مزاولتها بشكل يومي لمواجهة مختلف المشكلات التي نتعرض لها. يمكن ذكر بعضها: (الحمادي، 2017)

1- خصص وقتاً لنفسك. 
إن تخصيص بعض الوقت للتفكير الهادئ والاسترخاء والابتعاد عن الضجيج ومحاولة التفكير بالأمور الإيجابية. او ممارسة التمارين الرياضية فضلاً عن تطبيق بعض تمارين اليوغا والتنفس العميق. سوف يحقق المنفعة لجسمك وعقلك. ويخفف من الشعور المزمن بالتوتر. ويزيد من القدرة على تحمل المشاكل.
2- الاستعداد دوماً لمواجهة الصعوبات. 
الاستعداد الدائم والتخطيط لأي مشكلة متوقعة. يساعدنا في مواجهة المواقف الضاغطة والتي تسبب التوتر. ويكون الاستعداد بتخصيص وقت إضافي لتهدئة الأعصاب المتوترة وطرد المشاعر السلبية. وتدريب النفس على تحمل الأقدار فهي أقدار مكتوبة. يرسلها الله تعالى لاختبار إيماننا وقدرتنا على الصبر. فعندما تصيبك مصيبة وينتابك القلق والتوتر والحزن. عليك بالتفكير أن غيرك لديه مصيبة أكبر وأنت بوضع أفضل منه. عندها ستنخفض درجة توترك وتذكر الله وتحمده على نعمه الكثيرة.
3- طلب المساعدة.
فعند التعرض لضغوط الحياة والتأقلم معها. قد اتعرض لموقف جديد وضاغط. مما يعيقني احيانا عن التكيف السابق. لذلك كام لابد علي من البحث عن مصدر مساعده يقدم لي الدعم والاستشارة. لتمكن من تجاوز الأوقات الصعبة. وهذه المصادر المساعدة متنوعة كالكتب والمواقع الإلكترونية التي تحوي مجموعات دعم نفسي وتتضمن استشاريين تربويين. وقد تكون فكرة التواصل مع الآخرين . فهي وسيلة لتخفيف التوتر بدلاً من التوجه للعزلة التي يطلبها الفرد عند زيادة الضغوطات عليه. 
فالتواصل الاجتماعي يعمل على تشتيت الانتباه عما يشغل فكرك. بالإضافة لتوفير الدعم من أفراد عائلتي او مجتمعي لتحمل تقلبات الحياة. لذا فإن تنظيم بعض الاجتماعات مع الأصدقاء لتناول فنجان قهوة أو وجبة عشاء. أو الانخراط في الأعمال التطوعية لمساعدة الآخرين. كل ذلك يساعدك على تخفيف التوتر والضغوط. ولا ضير من التحدث لمختص نفسي في الحالات النفسية الشديدة.
مما سبق نجد ان أهمية إدارة التوتر لما لها من تأثير على قدرات الأفراد على التحكم بمختلف أمور الحياة بنظرة إيجابية منطقية والتغلب على المشاعر السلبية التي تحيط بنا خلال مسيرة حياتنا. فمصادر الضغوط في البيئة المحيطة كثيرة. ولكن هناك مصدراً وحيداً للتوتر والذي ينتج عن الاستجابة وردة الفعل التي يقوم بها الفرد عند تعرضه للضغوط وهذا المصدر هو الفرد ذاته. لذا علينا كأفراد أن نتعلم القدرة على التحكم باستجاباتنا وتعاملنا مع الضغوط من أجل تحقيق النجاح في العمل والعيش بسلام ضمن المحيط. (موقع الخليج، 2015).