لخّصلي

ذكر ما يقابلهم على الضدية, ثانيًا على الترتيب، والطيف في هذا حقيقةً هو أنَّ عباد الله الأتقياء الصلحاء حقيقةً هذه من أميز سماتهم ومن أبرز صفاتهم فإنهم مفاتيح للخير مغاليق للشر, بعكس المنافقين أو المرجفين أو الأعداء فإنهم مفاتيح للشر مغاليق للخير. المؤمن حقيقة طبعه هكذا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتصدَّق ويُحسن ولا ترى منه إلا سمتا حسنًا ولا ترى منه إلا كلمة طيبة ولا يسخر من الآخرين ولا يغتابهم ويكون مع المشاريع الخيرية ومع المشاريع النافعة ويثنى على المسؤلين خيرًا بما رأى فيهم ويدعوا لهم وأيضًا يتفق مع أهل الخير والعلماء ويشجعهم ويأخذ عنهم ويكون حقيقةً مفتاحا للخير في المجتمع كله وهذا حقيقة اسم آلة كونه مبالغه في يده مفاتيح كأنما إذا رأى عبد عنده ضائقة يفتح له بإذن الله Y

يوسع عليه يشفق عليه ينصحه يفتح له أبواب الخير .

وهذه تتمثل في الدعاة إلي الله Y ونحن في هذا القسم أو في هذا المستوى نخاطب الدعاة بالذات وغيرهم بشكل أعم فالمؤمن التقى ينبغي أن يكون مفتاحا للخير لإخوانه ولمجتمعه ويكون مغلاقًا للشر عن إخوانه وعن مجتمعه فالمسلم على ثغرة من ثغور الدين فالله الله أن يُؤتى الدين من قبلك على نفسك أو على زوجك وعلى ولدك انتبه أن تكون مفتاحا للشر عليهم أن تجذب لهم القنوات الفاسدة أو شبكة المعلومات المؤثرة أو مجلات أو الأشرطة الفاسدة الماجنة و غير ذلك كل هذا حقيقة تعد من مفاتيح الشر, إنما تجلب لهم القنوات النافعة البانية الكتب الخيرة النشرات المفيدة التوجيهات الحاصدة الطيبة البانية هذه تعد مفاتيح الخير وهذه من أبرز سمات وصفات الصلحاء والأتقياء, فإذا رأيت شخصا متسمًا بهذا فإنَّ هذا قرينة خير وعلامة صلاح وفلاح عنده وعند من هو في مجتمعه, وإذا رأيت عكسه يحث على الشر على خروج المرأة وتبدلها وعلى تفسخها وعلى مزاحمتها للرجال وعلى أيضًا نبذها للحجاب وعلى فسادها واستشرائها فهذا علامة مرض في قلبه وعلامة أيضًا أنَّه مفتاح للشر مغلاق للخير والعياذ بالله من الشعر في مقابلة اثنين باثنين قول الشاعر النابغة الجعدي الذي أسلم وحسن إسلامه, وأثنى عليه النبي p وسَمِعَ أيضًا شعره قال: فتى كان

فيه ما يسر صديقه على أن فيه ما يسوء الأعادية هذا مدح والشاهد فيه أنه جعل اثنين في الشطر الأول السرور والصداقة ثم قابلهما بما هو ضدهما وهو السوء والعداوة فجاء بذلك على الترتيب. النحو الثاني : مقابلة ثلاثة بثلاثة؛ يقابل المتكلم ثلاثة معاني يذكرها أولا ثم يأتي بثلاثة من أضادها كما في قوله Y في صفة النبي يُحِلُّ لَهُمُ

الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ هذا الحقيقة من أعظم صفات المصطفي ( فإنه بعثه الله Y رحمة للعالمين رحمة للعباد ورسولا وبشيرا للعباد بالجنان ونذيرا لهم من النيران فقوله I في صفة المصطفي يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ تجد أنَّ هناك معاني ثلاثة ذكرت وذكر يحل لهم الطيبات الأول يحل, الثاني الجار ومجرور لهم, الثالث اسم الطيبات قابلها على الترتيب يحرم تقابل يحل, وعليهم تقابل لهم, والخبائث تقابل الطيبات فجاء بمعاني ثلاثة ثم جاء بما يقابلها على الترتيب فانكشفت الأضداد وبانت وتمايزت أو بهذه المقابلة اللطيفة العجيبة أنَّ النبي يحل لأمته الطيبات، والطيبات: اسم جامع لكل ما هو طيب نافع اسم جامع لكل ما يستطاب مما ينفع ويرفع فالأكل والشرب واللباس كل ذلك من المنافع العظيمة التي تبني ولا تهدم وفي الوقت ذاته تجعل المجتمع ثريا بالخيرات عامرًا بما ينفعُ النَّاسَ والعباد والبلاد, كذلك حرَّم عليهم الخبائث حرم عليهم الخبائث لماذا ؟

لأن الخبائث تغتالهم في عقولهم في نفوسهم في أولادهم في أزواجهم في طباعهم في تصرفاتهم في عاداتهم. من الخبائث المحرمة مثلا الخمر القتل الاغتصاب الظلم الفجور في الأرض الفساد العريض نسف المنشئات النيل من مصالح العباد عدم القيام أيضًا بالطاعات كل هذا من المفاسد العظيمة؛ لأنَّ النفس الخبيثة, الإنسان إذا خبث في فعله وفي تصرفه عم خبثه, أما الصالح إذا صلح فإنه يعم صلاحه, فالطيبات حقيقة اسم جامع لكل ينفع ويرفع, والخبائث اسم جامع لكل ما يضر ويقدح ويغتال سواء خمر أو مخدرات أو مسكرات أو المفطرات أو غير ذلك. العقل أعظم ما ميز الله به الإنسان عن الحيوان هو العقل الذي يفرق الإنسان عن الحيوان حقيقةً هو العقل؛ ولذلك لم تكلف الحيوانات لماذا؟ لأن لا عقول لها وإنما تعمل بالغرائز في النزوة والحركة والأكل والشرب والنوم وغير ذلك, وأما الإنسان لما أعطاه الله عقلا وشرفه وجعله في أحسن تقويم كلفه ليتشرف بعبادته ؛ لأن حقيقة العبادة هي تشريف للعابد قبل أن يكون شيء آخر, فهي تشريف للعابد بأن يكون يعبد الله Y

ويرتفع رأسه وتطلعه وعقله إلي الله I بدل من أن ينخفض رأسه و يغيص عقله وتفكيره في حمئة الشهوة أو فساد العريضة أو غير ذلك, ثم إنه إن لم

يكن عبدا الله Y فإنَّه سيكون عبدًا لغيره شاء أو أبى من الناس من يعبد شهوته ومن الناس من يعبد امرأته ومن الناس من يعبد هواه وغير

ذلك أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ فكل ما أمره هواه به من حلال أو حرام فإنه يفعله لا يُسأل عن حله ولا حرمته هذا هو الشقي نسأل الله العافية نعود إلى الآية يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ومنها الدخان هذا يجمع حقيقة خبائث كثيرة يجمع شلة فاسدة يُحرق مالك يُحرق أيضًا يتلف حنجرتك وأسنانك والمريء والرئة وغير ذلك, ومعظم الأمراض حقيقة ناشئة عن هذا الخبث الخبيث وهو الدخان وما في حكمه وإنه يكفي أنه يجر إلي بيئة ولو أتى إنسانًا مثلاً جالسًا عند عتبة بابه في كل يوم يحرق دولارًا أو خمسة ريالات مثلًا أو عشرة ريالات يوميًا تجد في العصر أوفي