خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
ركزت النصوص على دور الاستشراق في أحداث مصر خلال الحملة الفرنسية وما بعدها. استغل المستشرقون الخلافات بين المماليك والمشايخ، مُستخدمين الدهاء والمكر لإقناع بعض المشايخ بقبول الديوان الذي أسسه نابليون، بينما رفض آخرون. استندت استجابة بعض المشايخ على خوفهم من تبعات تهور المماليك. كما حاول المستشرقون التأثير على الكنيسة القبطية، لكنهم فشلوا، واستخدموا بدلاً منها بعضًا من أتباع المماليك. بعد رحيل الفرنسيين، استمرّ الاستشراق في التأثير على محمد علي باشا، مُوجّهينه إلى إرسال بعثات تعليمية إلى أوروبا، بهدف تقوية نفوذه وضعف الدولة العثمانية، تمهيدًا لتفكيك دار الإسلام. كانت هذه البعثات، وفقاً للنص، أداةً في يد الاستشراق لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
130 الرسالة: 22/ المشايخ الثوار كيف استجابوا لدعوة نابليون لانشاء الديوان الفيومي والشيخ موسى السرسي فرفض ثلاثة من الستة الاول ان ينضموا الى الديوان وهم السادات وعمر مكرم ومحمد الامير فأحل محلهم نابليون ثلاثة اخرين هم الشيخ مصطفى الدمنهوري والشيخ يوسف الشبراخيتي والشيخ محمد الدواخلي كيف استجاب هؤلاء التسعة من المشايخ العلماء الكبار لغاز مسيحي بهذه السرعة العجيبة كيف استجابوا وهم يعلمون صريح اوامر الله واوامر رسوله بقتال الغزاة لدار الاسلام كيف استجابوا وهم كانوا بالامس القريب قد ثاروا على الامراء المماليك يطالبونهم باقامة الشرع كيف خافوا وضعفوا واخطأوا الطريق وكان لهم مندوحة في رفض الاستجابة كما فعل ثلاثة من اخوانهم العلماء الكبار ينبغي ان يكون لهذه السرعة في الاستجابة بلا تردد تفسير يقبله العقل ويمهد لهم عذرا يقبله العقل ايضا على مضض لما اظل زمان مجيء الحملة الفرنسية وكان معلوما بلا شك للمستشرقين المقيمين في دار الاسلام في مصر نشط الاستشراق واعوانه وجالياته من شذاذ الافاق الذين عباهم وجندهم كما اشرت اليه فيما سلف ص: 123 نشط الاستشراق نشاطا سريعا خفي الوطء في ميادين مختلفة لبث افكار درسوها واحكموها وارادوا ان يشيعوها بين جماهير دار الاسلام في مصر للتحكم في تصريف اموره وغاياته وللتمكن من اشعال نيران الفتن حين تنزل الحملة الفرنسية ارض مصر ليفرقوا بهذه الفتن شمل الناس ويمزقوهم ويشغلوهم عن الكيد الحفي المكيافيلي الذي يراد بهم ما سلف: 101، 123 كان اكبر نشاط الاستشراق موجها الى المشايخ الكبار الذين ثاروا بالامس القريب على طائفة الامراء من المماليك المصرية مرات حتى خضعوا ووقعوا على وثيقة
131 الرسالة: 22/ ما كان الاستشراق يوحيه الى المشايخ بصدد الحملة الفرنسية يشهدون فيها على نافسهم ويتعهدون فيها برفع المظالم التي اوقعوها على جماهير الامة وبالتزام اوامر الشرع ولكنهم لم يفوا بذلك فنقضوا الوثيقة وعادوا بعد شهر واحد الى جورهم ومظالمهم وزيادة كما قال الجبرتي فيما سلف قريبا ولا شك ان نقض هذه الوثيقة قد اورث قلوب المشايخ الكبار غضبا وكراهية لطائفة الامراء المماليك الذين لا يرعون لله الا ولا عهدا ولا ذمه ولا يقيمون للشرع حرمه ولا للمشايخ هيبة ولا كرامة كان هذا كله معلوما واضحا عند الاستشراق واعوانه وحواشيه فلما دنا نزول جند الفرنسيس ثغر الاسكندرية كانت الاخبار قد وصلت الى القاهرة غامضة فلم يهتم امراء المماليك بشيء من ذلك ولم يكترثوا به اعتمادا على قوتهم فقالوا وزعموا انه اذا جاءت جميع الافرنج لا يقفون في مقابلتهم وانهم يدوسونهم بخيولهم الجبرتي 3: 3 وعندئذ خرج الاستشراق من مكامنه وخرج المستشرقون الذين كانوا يتزيون بزي اهل الاسلام ويحاورون في الازهر لطلب علم الدين والدنيا مسلمين ويخالطون المشايخ الكبار دروسهم وبيوتهم لا يميزهم شيء عن سائر المسلمين المجاورين في الازهر من كل جنس ولون وطافوا على المشايخ الكبار وبرفق ودهاء ومكر فاتحوهم في شان الفرنسيس الذين شاع انهم قد دنا نزولهم ارض مصر فنصيحة لله ولرسوله وللمسلمين بينوا لهم انهم على علم بشان هؤلاء الفرنسيس وان الذي يحملهم على القدوم الى الديار المصرية هو ما كان المماليك يعاملون به الجالية الفرنسية باذلال واحتقار ويظلمون تجارهم بانواع الايذاء والتعدي كما يظلمون جماهير امة الاسلام في مصر بألوان من الجور والظلم والمهانة واقدامهم على مخالفة الشرع وعلى نقض العهود والمواثيق وجراتهم على هيبة المشايخ الكبار بلا رعاية لكرامتهم وان كل هدف الفرنسيس هو رفع الظلم الواقع على تجارهم وتخليص حق الامة الاسلامية من يد الظالمين والقضاء على دولة المماليك الفاسدة الظالمة ووضع امور البلاد في يد العلماء والفضلاء من اهالي مصر
132 الرسالة: 22/ ما كان المستشرقون يفعلونه مع المماليك ومع الكنيسة القبطية وظلوا يفتلون لهم في الذروة والغارب برفق ودهاء حتى انتهوا الى ان الفرنسيس لم يقدموا على نية القضاء على دولة المماليك الا باتفاق مع السلطان العثماني لانهم أحباؤه المخلصون والمماليك كثيرا ما امتنعوا عن طاعة السلطان ولم يمتثلوا لامره وانهم يحترمون النبي صلى الله عليه وسلم والقران العظيم وانهم هم الذين نزلوا في روميه وخربوا كرسي الباب الذي كان دائما يحث النصاري على محاربة المسلمين واستمع المشايخ لهذا وامثاله ولقلة علمهم بما هو خارج عن حدود القاهرة الان مثل هذا الحديث قلوب اكثرهم وغرتهم الاماني وعدوه نصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين وكان اخرون من المستشرقين لهم مودة بالمماليك يفاوضونهم ويهونون عليهم شان الفرنسيس ويمنونهم بالظفر عليهم اذا هم أقدموا على دخول القاهرة ويزيدونهم اصرار على الغرور بقوتهم وانهم اذا جاءت الافرنج فهم قادرون على ان يدوسوهم بخيولهم اما الذين كانوا منهم يطوفون بالمشايخ فكانوا يخوفونهم من تهور المماليك وانهم لا علم لهم بقوة الفرنسيس وما في حوزتهم من المدافع والاسلحة مما لا يملك مثله المماليك وانه اذا وقعت الواقعة لم تغن عن المماليك مدافعهم وأسلحتهم وانهم سرعان ما يفرون من وجه الفرنسيس ثم يتفرقون شذر مذر ويتركون القاهرة مكشوفة بلا حام يحميها او يدافع عنها وكان اخرون من المستشرقين يتأهبون لاحداث فتنه كبيره اذا ما دخلت جيوش الفرنسيس القاهرة فطافوا بالكنيسة القبطية المصرية وحاولوا ان يستثيروا حميتها وان يغروها بان استجابتهم للفرنسيس انما هو نصرة لدين المسيح على دين الاسلام وان واجبهم يانه ان يناصروا الفرنسيس ويناصبوا المسلمين العداء حتى تعلو راية المسيحية ويصبح المسلمون اتباعا لهم ورعية لا سلطان لها لا يملكون الا الطاعة المستكينة لدين المسيح بيد ان الكنيسة القبطية اعرضت عنهم وعن اغرائهم لسبب بينه لنا المستشرق الانجليزي ادوارد وليم لين في كتابه المصريون
133 الرسالة: 22/ حقد الاستشراق على الكنيسة القبطية لما لم تستجب لاغرائهم المحدثون شمائلهم وعاداتهم بعد جلاء الفرنسيين عن مصر بأربع وثلاثين سنة سنة 1834 فقال ومن اكثر الخاصيات اعتبارا في خلق الاقباط تعصبهم الشديد وهم يكرهون المسيحيين الاخرين جميعا كراهية شديدة يعني المسيحية الشماليين تفوق ايضا كراهية المسلمين للكفار في الاسلام ويعتبرهم المسلمون مع ذلك اكثر المسيحين ميلا لللاسلام لذلك لم يسجتب للمسشترقين احد من رجال الكنيسة القبطية واخفقوا اخفاقا كاملا فولوا وجوهم شطر طائفة الاقباط الاغنياء الذي كان عملهم جباية الاموال وضبط مالية المماليك فاستعصي عليهم اكثرهم واستجاب لهم جابي المملوك محمد بك الالفي وهو المعروف باسم المعلم يعقوب وجمع لهم من سفلة القبط وعامتهم وغوغائهم عددا كبيرا وانضم جهرة الى الفرنسيس فكون منهم نابليون فيما بعد جيشا سماه جيش الاقباط على كراهية الكنيسة القبطية وعلى غير رضاها وهذا الخسيس المعلم يعقوب كان هو وجيشه فتنه كبيرة وبلاء وبيلا
134 الرسالة: 22/ سر استجابة المشايخ لنابليون مديوانه لما وقعت الواقعة ونزل جند الفرنسيس ارض الاسكندرية واجتاحوا بلاد الوجه البحري يحرقون القرى ويسفكون الدماء سبقهم الى القاهرة منشور نابليون المؤرخ اخر المحرم سنة 1212 هـ وكتبه المستشرقان فانتور ومارس راي المشايخ فيه جل ما طرق اسماعهم من حديث المستشرقين الذين كانوا يتزيون بزي الاسلام وجاءتهم انباء حرائق القرى وسفك الدماء حين قاوم المصريون الجيش الغازي كما توعد نابليون في منشوره كل من يقاومه ثم بعد ايام قلائل وصل نابليون مشارف القاهرة ولقى جيشه جيش المماليك ودارت الدائرة على المماليك واخذهم الرعب وتفرقوا شذر مذر وتركوا القاهرة عارية مكشوفه ليس لها حام يحميها فكان ذلك كله مصداقا لما سمعه المشايح من المستشرقين فوجفت قلوبهم وخافوا ان يحل بالقاهرة ما حل بقرى الوجه البحري من الفظائع فلما دخل نابليون القاهرة واصدر امره بتكوين الديوان من تسعة من المشايخ الكبار استجاب ستة منهم لدعوة نابليون ثم استجاب ايضا ثلاثة اخرون لتمام التسعة رفض السادات وعمر مكرم ومحمد الامير ان يستجيبوا لدعوته والذي دعا هؤلاء للاستجابة خوفهم على مصير القاهرة التي تركت بلا حام يحميها بعد ان خذلها حماتها من صناديد الحرب والقتال وهم المماليك المصرية فلم ير المشايخ سبيلا الى حقن دماء العامة رجالا ونساء الا المهادنة والا الصبر والسكينة حتي يكشف الله هذه الغمة بما شاء سبحانه فكانت استجابه هؤلاء المشايخ التسعة لتكوين الديوان منهم اول زلة وكانت هذه الاستجابة ايضا اول نجاح حازه الاستشراق في تدجين بعض المشايخ الكبار ولكن لم تلبث الامة خاصتها وعامتها ان رفضت الاستماع الى هؤلاء المشايخ المدحنين واستمعت الى اخرين من المشايخ والى صغار طلبة العلم بالازهر الذين
رفضوا نصيحة المشايخ التسعة الكبار وقامت ثورة القاهرة وثورات الاقاليم بعد ثلاثة اشهر من تدجين التسعة الكبار ومن دخول جزار القاهرة أرضا لم تطأها من قبل قدم غاز صليبي محترق كالميكافلي نابليون الذي غر هؤلاء التسعة وخدعهم حسن استقباله لهم وتوقيرهم خداعا لهم بمداهنته ومكره ودهائه اقرأ ما سلف: 102 - 108 وكان بعد ذلك ما كان من سفح الدماء ليلا ونهارا جهرة وخفية لم يستثن الجزار ولا خلفاؤه شيخا فانيا ولا طفلا رضيعا ولا امرأة عاجزة حتى انكشح هو وجنوده من ارض مصر بعد ثلاث سنوات خزايا مقهورين ما سلف: 92 - 96
23 - لم تذهب معاناة دار الاسلام في مصر من بلايا السنوات الثلاث هدرا فان ثوراتها على جند الفرنسيس قد اخرجت من غمار الناس ومن مشايخ الازهر قادة جددا قد نجدهم الصراع والقتال وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون واصبحوا هم حماه القاهرة والساهرين على الذياد عنها على قرب عهدهم بمزاولة الحماية والدفاع ومضت اربع سنوات بعد رحيل الفرنسيس واضطربت امور ادارة البلاد ولكن ظل المشايخ الكبار والقادرة الجدد من جماهير الشعب في مصر رقباء على كل من يحاول ان يتصدر لادارة امور البلاد وخاصة المماليك الذين عادوا بعد غيابهم ثلاث سنوات كانوا فيها معزولين عن مباشرة ما كانوا يباشرون من قبل الحملة الفرنسية من الادارة وحماية البلاد واخيرا استقر رأي المشايخ والقادة على اسناد الامر الى رجل كانت تركية بعثته مع ثلاثمئة من الجند في اواخر ايام الحملة الفرنسية وكان اسمه محمد على سرششمه وسرششمه درجة بسيطة يلقب بها قائد عدد من الجنود في الدولة العثمانية كان ذلك في سنة 1801 م 1216 هـ كان محمد على سرششمه هذا الذي اسند اليه امر ولاية مصر في سنة
136 1805 م 1220 هـ في الخامسة والثلاثين من عمره وكان جاهلا لم يتعلم قط شيئا من العلوم وكان لا يقرأ ولا يكتب وقضي اكثر عمره تاجرا يتاجر في الدخان ثم انضم الى الجند ولكنه كان ذكيا داهية عريق المكر يلبس لكل حالة لبوسها وكان مغامرا لا يتورع عن كذب ولا نفاق ولا غدر وفي اثناء مقامه في مصر من سنة 1801م الى سنة 1805م يراقب اضطراب امورها واختلال ادارتها وبنظره الثاقب وذكائه خالط المشايخ والقادة والمماليك الذين حاولوا العودة الى ولاية الامور في مصر فنافقهم جميعا واظهر لجميعهم المودة والنصح وسلامه الصدر حتى انخدع به المشايخ والقادة واثروا ولايته على ولاية المماليك فنصبوه واليا على مصر وعلى رأس من انخدع به السيد عمر مكرم اكبر قائد للمشايخ والجماهير فبذل كل جهده في اسناد ولاية مصر اليه وكان ما أراد الله ان يكون لم يكن الاستشراق وخاصة الاستشراق الفرنسي غافلا عن هذا المغامر الجديد وعن خلائقه بل كان مراقبا له كل المراقبة من اول يوم جاء فيه الى القاهرة ومراقبا ايضا لكل ما كان يجري في مصر منذ رحيل الحملة الفرنسية فلما تمت ولايه محمد علي سرششمه على الديار المصرية احاطت به قناصل المسيحية الشمالية احاطة كاملة والقناصل هم الاستشراق نفسه في صورته السياسية فبدأوا يفتلون له في الذروة والغارب ويوغرون صدره على المشايخ والقادة الذين نصبوه واليا على مصر ويخوفونه عاقبة سلطانهم على جماهير الامة وصادف ذلك استجابة طبيعية لما في قلب هذا المغامر الجريء من الدهاء والخبث وترك التورع عن الغدر وانكار الجميل وحب التفرد بالسلطان الذي ناله بغته ولم يكن قط في حياته يتوهم ان يناله او ينال ما هو دونه بكثير فكانت اول غدرة غدرها محمد علي سرششمه هذا بالذي نصبه واليا على مصر وبذل له في ذلك كل جهد وهو قائد الامة مشايخها وجماهيرها نقيب
137 الرسالة: 23/ غدر محمد علي بالذي ولاه مصر السيد عمر مكرم الاشراف السيد عمر مكرم فانه بمكره ودهائه اوقع بينه وبين بعض المشايخ ثم انتهى الامر بان نزع عنه نقابة الاشراف ثم نفاه الى دمياط في اول رجب 1224 هـ 12 اغسطس 1809م اي بعد ولاية هذا المغامر الغدار بأربع سنوات فقط وبقى السيد عمر في منفاه الاول هذا عشر سنوات حتى استدعاه الى القاهرة فجاءها في 12 ربيع الاول سنة 1234 هـ 9 يناير سنة 1819م ثم عاد ونفاه مرة اخرى الى طنطا 22 رجب سنة 1237هـ 15 ابريل سنة 1822م فتوفي رحمه الله في تلك السنة نفسها ثم استدار بعد ذلك على المشايخ يوقع بينهم ليوهي سلطانهم على جماهير الامة ويفتت قوة الجماهير بعسفه وظلمه وارهابه وجبروته بعد القضاء على قادتهم وتشتبت شملهم وكذلك كان والامر لله من قبل ومن بعد وكذلك ظفر الاستشراق بالمشايخ الكبار ومهد لعزل الازهر ومشايخه عن قيادة الامة واوغر صدر هذا الجبار ومكن في قراره قلبه بغض الازهر وشيوخه وطلبه العلم المجاورين فيه وانفرد هم باذن هذا الجاهل الجريء المستبد يوحون اليه بما يريدون وما يبيتون ويتمون ما بدأوا من وأد اليقظة التي تهددهم بها دار الاسلام في مصر على يد مسلم جاهل غير اهوج لا يعرف كثيرا ولا قليلا من الثقافة المتكاملة التي حفظت دار الاسلام قرونا طوالا وكانت لب اليقظة والنهضة الوليدة التي كان قريبا جدا ان تؤتي ثمارها وثبت هذا الطاغية محمد علي سرششمه قواعد ملكه وازداد اطباق القناصل والمستشرقين على عقله وقلبه وخاصة الفرنسيون منهم وكانت انجلترا ومستشرقوها ما فتئت تخوف الدولة التركية وتؤلبها على مهد اليقظة في جزيرة العرب والتي قام بها وأسسها محمد بن عبد الوهاب 1115 - 1206هـ /1703 -
138 1792م انظر ما سلف: 82، 88، 118 واستجابت دار الخلافة بغفلتها الى هذا التأليب حتى جردت حملات متتابعة لقمع اليقظة الوهابية وابت في جميعها بالاخفاق ثم منذ ولى محمد علي سرششمه جعلت تركيه تدعوه الى تجريد جيوشه لقتال الوهابيين وتتابع هذا الطلب من سنة 1807 م الى سنة 1810م 1222 - 1225هـ فلم يستجب لنداء تركيه ولكن الاستشراق بقناصله زين اخيرا لمحمد علي سرششمه ان يستجيب ليحقق ماربه في وأد اليقظة التي كادت تعم جزيرة العرب وامدوه بالسلاح الذي يعينه على خوض الحرب وذلك في سنة 1226هـ /1811م اي بعد ولايته مصر بست سنوات وسارت الجيوش قاصدة جزيرة العرب ودارت الحرب التي لم تنته الا بعد ثمان سنوات في سنة 1235هـ /1819م فقدت الجيوش المصرية الافا من ابنائها ولقيت هزائم كادت تؤدي بها واخيرا تم النصر لمحمد علي سرششمه بعد ان ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم واستباح الديار والاموال والنساء وهدم المدن فكان هو وابنه ابراهيم وسائر اولاده الطغاة من شر الطغاة وكانت حربا طاحنة لا معنى لها ولا ينتفع بها الا مؤرثوها من دهاة المسيحية الشمالية وكذلك ادرك الاستشراق وادركت المسيحية الشمالية مأربا من اكبر مأربها في وأد اليقظة التي كانت تهددهم بها دار الاسلام في جزيرة العرب والتي كانت تخشي المسيحية الشمالية ان تنضم هذه اليقظة الى اليقظة الكائنة في دار الاسلام في مصر يومئذ لا يعلم غير الله ما تكون العواقب كما اسلفت انظر: 118 وتم كل ذلك على يد مسلمين جهلة يوجههم الاستشراق والمسيحية الشمالية من حيث لا يبصرون ولا يعلمون ماذا يراد بهم ولا الى اي هوة من الهلكة يساقون والامر لله من قبل ومن بعد
139 الرسالة: 23/ قصة فكرة البعثات الى اوربه يقول الكاتب المؤرخ المدجن عبد الرحمن الرافعي في كتابه تاريخ الحركة القومية الجزء الثالث عصر محمد على ص: 452 في باب البعثات العلمية لو تأملت مليا في العصر الذي نشات فيه هذه الفكرة واختلجت في نفس محمد علي لعجبت لعبقريته كيف انبتت هذا المشروع ففي ذلك العصر لم يفكر حاكم شرقي ولا حكومة شرقية في ايفاد مثل هذه البعثات وهذه تركية وسلطانها كان يملك من الحول والسلطة اكثر مما يملك محمد علي لم تفكر حينذاك اصلا في ايفاد البعثات المدرسية الى المعاهد الاوربية فصدور هذه الفكرة في ذلك العصر وفي الوقت الذي كان محمد علي مشغولا فيه بمختلف الحروب والمشاريع والهواجس يدل حقيقة على عبقرية نادرة وهمة عالية تأمل ثم تأمل وياللعجب لهؤلاء المؤرخين المدجنين والحقيقة ان فكرة البعثات العلمية لم تكن نابعة من عقل هذا الجندي الجاهل محمد علي بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لاهداف بعيدة المدى استغلت ما في نفسه من المطامع وحبه للسيطرة احاطت به القناصل وهي تراقب اهواءه ومطامعه فجعلت تغذيها وتزيدها توهجا لتجعله قوة في قلب دار الاسلام تنازع دار الخلافة في تركية سلطانها وتنشق عنها انشقاقا يزيد في تفكك دار الاسلام ويسرع في انهيار دار الخلافة وفي تمزيقها وضعفها وارتخاء قبضتها على اطراف دار الاسلام ويمهد للمسيحية الشمالية السبيل الى تخطف اقاليم دار الاسلام بعد ان تصير اشلاء ممزقة عاجزة عن الدفاع عن نفسها على ان تكون هذه القوة الجديدة قوة محمد علي في قبضة المسيحية الشمالية تصرفها كيف تشاء وتقضي عليها قضاء مدمرا يوم تحتاج الى هذا التدمير ولذلك كانت هذه البعثات الصغيرة كلها منذ سنة 1813م تتعلق بالصنائع التي تتعلق ببناء الجيش المصري لا اكثر وكانت هذه البعثات ايضا قليلة العدد ينتفع بها محمد علي في حروبه في جزيرة العرب من سنة 1811 -
138 1792م انظر ما سلف: 82، 88، 118 واستجابت دار الخلافة بغفلتها الى هذا التأليب حتى جردت حملات متتابعة لقمع اليقظة الوهابية وابت في جميعها بالاخفاق ثم منذ ولى محمد علي سرششمه جعلت تركيه تدعوه الى تجريد جيوشه لقتال الوهابيين وتتابع هذا الطلب من سنة 1807 م الى سنة 1810م 1222 - 1225هـ فلم يستجب لنداء تركيه ولكن الاستشراق بقناصله زين اخيرا لمحمد علي سرششمه ان يستجيب ليحقق ماربه في وأد اليقظة التي كادت تعم جزيرة العرب وامدوه بالسلاح الذي يعينه على خوض الحرب وذلك في سنة 1226هـ /1811م اي بعد ولايته مصر بست سنوات وسارت الجيوش قاصدة جزيرة العرب ودارت الحرب التي لم تنته الا بعد ثمان سنوات في سنة 1235هـ /1819م فقدت الجيوش المصرية الافا من ابنائها ولقيت هزائم كادت تؤدي بها واخيرا تم النصر لمحمد علي سرششمه بعد ان ارتكب من الفظائع ما لا يستحله مسلم واستباح الديار والاموال والنساء وهدم المدن فكان هو وابنه ابراهيم وسائر اولاده الطغاة من شر الطغاة وكانت حربا طاحنة لا معنى لها ولا ينتفع بها الا مؤرثوها من دهاة المسيحية الشمالية وكذلك ادرك الاستشراق وادركت المسيحية الشمالية مأربا من اكبر مأربها في وأد اليقظة التي كانت تهددهم بها دار الاسلام في جزيرة العرب والتي كانت تخشي المسيحية الشمالية ان تنضم هذه اليقظة الى اليقظة الكائنة في دار الاسلام في مصر يومئذ لا يعلم غير الله ما تكون العواقب كما اسلفت انظر: 118 وتم كل ذلك على يد مسلمين جهلة يوجههم الاستشراق والمسيحية الشمالية من حيث لا يبصرون ولا يعلمون ماذا يراد بهم ولا الى اي هوة من الهلكة يساقون والامر لله من قبل ومن بعد
139 الرسالة: 23/ قصة فكرة البعثات الى اوربه يقول الكاتب المؤرخ المدجن عبد الرحمن الرافعي في كتابه تاريخ الحركة القومية الجزء الثالث عصر محمد على ص: 452 في باب البعثات العلمية لو تأملت مليا في العصر الذي نشات فيه هذه الفكرة واختلجت في نفس محمد علي لعجبت لعبقريته كيف انبتت هذا المشروع ففي ذلك العصر لم يفكر حاكم شرقي ولا حكومة شرقية في ايفاد مثل هذه البعثات وهذه تركية وسلطانها كان يملك من الحول والسلطة اكثر مما يملك محمد علي لم تفكر حينذاك اصلا في ايفاد البعثات المدرسية الى المعاهد الاوربية فصدور هذه الفكرة في ذلك العصر وفي الوقت الذي كان محمد علي مشغولا فيه بمختلف الحروب والمشاريع والهواجس يدل حقيقة على عبقرية نادرة وهمة عالية تأمل ثم تأمل وياللعجب لهؤلاء المؤرخين المدجنين والحقيقة ان فكرة البعثات العلمية لم تكن نابعة من عقل هذا الجندي الجاهل محمد علي بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لاهداف بعيدة المدى استغلت ما في نفسه من المطامع وحبه للسيطرة احاطت به القناصل وهي تراقب اهواءه ومطامعه فجعلت تغذيها وتزيدها توهجا لتجعله قوة في قلب دار الاسلام تنازع دار الخلافة في تركية سلطانها وتنشق عنها انشقاقا يزيد في تفكك دار الاسلام ويسرع في انهيار دار الخلافة وفي تمزيقها وضعفها وارتخاء قبضتها على اطراف دار الاسلام ويمهد للمسيحية الشمالية السبيل الى تخطف اقاليم دار الاسلام بعد ان تصير اشلاء ممزقة عاجزة عن الدفاع عن نفسها على ان تكون هذه القوة الجديدة قوة محمد علي في قبضة المسيحية الشمالية تصرفها كيف تشاء وتقضي عليها قضاء مدمرا يوم تحتاج الى هذا التدمير ولذلك كانت هذه البعثات الصغيرة كلها منذ سنة 1813م تتعلق بالصنائع التي تتعلق ببناء الجيش المصري لا اكثر وكانت هذه البعثات ايضا قليلة العدد ينتفع بها محمد علي في حروبه في جزيرة العرب من سنة 1811 -
140 الرسالة: 23/ جومار وتطويره مشروع نابليون الى بعثات طلبة 1819م وفي تخطف اجزاء اخرى كانت تحت سلطان الدولة العثمانية ودار الخلافة ليزيد هذا التخطف في ضعفها وتفككها هذه كانت غايه القناصل الذين احاطوا بمحمد علي احاطة كاملة وصاروا عقله الذي يفكر به وصار هو دمية في أيديهم يحركونها الى غاياتهم ومقاصدهم ولما فرغ محمد علي من تحطيم اليقظة التي كانت في جزيرة العرب سنة 1819م وعلا بذلك شانه وأرسي قواعد ملكه في الديار المصرية كان في فرنسا رجل كبير ممن شاركوا في الحملة الفرنسية كان مهندسا بارعا وكانت له منزلة كبيرة عند نابليون والمستشرق فانتور خليل نابليون ونجيه وانتخب بعد عودته الى فرنسا عضوا بالمجمع العلمي الفرنسي وكان شديد الاهتمام بكل ما يخص مصر هو المسيو جومار ادم فرنسوا جومار 1777 - 1862م فلما رأي نجاح القناصل في اغراء محمد علي بارسال البعثات الى اوربة ما بين سنة 1811 الى سنة 1819 اسرع جومار يحث الاستشراق الفرنسي وقناصله في مصر على اغراء محمد علي بأرسال بعثات كبيرة الى فرنسا ليجعلها تحت اشرافه ولينفذ مشروع نابليون الذي بينه لخليفته كليبر في رسالته اليه انظر ما سلف: 108 وما بعدها واذا كان نابليون بتخطيط المستشرق فانتور قد بنى مشروعه على ان يجتهد كليبر في ان يجمع 500 او 600 شخص من المماليك فان لم يجد العدد كافيا فليستعض عنهم براهئن من العرب ومشايخ البلدان ويسفرهم الى فرنسا فاذا ما وصلوا حجزوا مدة سنة او سنتين يشاهدون في أثنائها عظمة الامة الفرنسية ويعتادون على لغتها وتقاليدها فاذا عادوا الى مصر كان لفرنسا منهم حزب يضم اليهم غيرهم اذا كان مشروع نابليون الذي يراد به تكوين حزب للفرنسيين في مصر معتمدا على الولاة من المماليك ومشايخ البلدان الذين يتولون حكم البلاد في زمانه فان
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...