لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

تُعد السياحة قطاعًا حيويًا في الاقتصاد العالمي، قادرًا على جذب الاستثمارات الأجنبية وتنمية القطاعات الأخرى، خاصة الخدمية. ارتبطت السياحة بالإنسان عبر التاريخ، لكنّ العقدين الأخيرين شهدا اهتمامًا متزايدًا بترويجها، خاصةً مع تطور تكنولوجيا الاتصال. يُسلط البحث الضوء على دور مواقع التواصل الاجتماعي في إحياء الموروث الثقافي الجزائري، مُعتبرًا إياها فضاءً رمزياً دلاليًا يجمع بين مختلف الوسائط.

تُشكل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة فعّالة للتسويق السياحي الإلكتروني، عبر عرض المعلومات والعروض السياحية، مُشكّلة تحديًا كبيرًا للمؤسسات الاقتصادية التقليدية. ساهمت الإنترنت في خلق ثقافة افتراضية واقعية، مُؤديةً إلى ظهور مجتمع معلومات جديد. يُبرز البحث أهمية توظيف الإعلام الجديد، وخاصةً تطبيقاته التفاعلية، في التعريف بالمنتج السياحي، وذلك من خلال إبراز الصورة المشرفة للجزائر عالميًا. تُعتبر العلاقة الوطيدة بين شركات السياحة ووسائل الإعلام المتخصصة أساسًا لنجاح الحملات الإعلانية.

يُبرز البحث أهمية التسويق الإلكتروني السياحي في تنشيط وترويج المنتج السياحي، مُسلطًا الضوء على ضرورة منافسة مؤسسات الخدمات السياحية في استخدام مصادر وقنوات معلومات سياحية جديدة لتقديم خدمات عالية الجودة. تُعد السياحة صناعةً رائدة عالميًا، تلعب دورًا مهمًا في التنمية المستدامة. يُشدد البحث على أهمية التسويق في قطاع السياحة، خاصةً لكونه صناعةً غير ملموسة.

يُناقش البحث واقع الموروث الثقافي في الجزائر، مُشيرًا إلى الجهود الحكومية المبذولة لحمايته وترقيته، من خلال القوانين والتشريعات، وإنشاء مؤسسات ثقافية متعددة. يُبرز البحث التحديات التي واجهتها الجزائر في مجال الحفاظ على هويتها الثقافية منذ الاستقلال، ويسلط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز قيمة التراث الثقافي وإعادة تنظيم البنى الثقافية.

يُختتم البحث بتسليط الضوء على الترويج السياحي كوسيلة لإحياء الموروث الثقافي، مُستعرضًا إمكانيات مواقع التواصل الاجتماعي في هذا المجال، من خلال تفاعليتها، إمكانية مشاركة المعلومات، وكونيتها. يُقترح البحث الاستفادة من هذه التقنيات لنشر الموروث الثقافي الجزائري بطرق جذابة، مُشيرًا إلى أمثلة ناجحة في دول أخرى، و مُبرزًا ضرورة استغلال الإمكانيات السياحية الثقافية للجزائر لتنشيط اقتصادها الوطني.


النص الأصلي

المداخلة: دور الترويج السياحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إحياء الموروث الثقافي في الجزائر
تعد السياحة من القطاعات الأكثر قدرة على جذب العملة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومن ناحية أخرى فإن لها قدرة مميزة في تدعيم الاستثمارات المحلية وتطوير مختلف القطاعات خاصة منها الخدمية،
لذلك تحتل الصناعة السياحية مكانة مرموقة في الاقتصاد العالمي باعتبارها القطاع الأكثر حيوية، حيث تعد بالنسبة للعديد من الدول القطاع الذي يعول عليه لدفع عجلة التنمية وتحقيق الرقي في شتى المجالات، وهذا لما لها من آثار إيجابية متنوعة على المستوى الخاص المؤسسات والشركات السياحية المتخصصة) وعلى المستوى العام (رفع إيرادات الدولة، والحد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية
من هنا يمكن القول ،إن العلاقة بين الإنسان والسياحة علاقة قديمة ، وهي تختلف من مجتمع لآخر ، تبعا لمدى التقدم العلمي والتكنولوجي، فقد شهد العقدان الأخيران اهتماما متزايدا بقضايا التنمية السياحية وطرق وأساليب نشر وترويج المنتج السياحي ، والتي تجلت في عدة مظاهر، لعل أهمها تزايد وتيرة الاهتمام العالمي السياحة من خلال محاولات الترسيخ العلمي و الأكاديمي لها وهو ماتمخض ظهور مايسمى بالاعلام السياحي خاصة مانشهده من تطور في تكنولوحيا الاتصال أين أصبح يستثمر في هذا القطاع بصفة مباشرة بيئة جديدة تواصلية


كيف يمكن للترويج السياحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي - باعتباره أحد أشكال التطور التكنولوجي الحديث - أن يساهم في إحياء الموروث الثقافي؟.
01- الاعلام الجديد ...من منظور سيميائي اتصالي


نعيش اليوم مرحلة الإعلام الجديد بكل تجلياتها وأبعادها، وهي مرحلة أضحى فيها
الإعلام الشخصي والفردي سمة القرن الجديد، والأنترنت والكمبيوتر أدواته الأساسية،


ويتجه البعض إلى تعريف الإعلام الجديد على أساس الإنتقال السريع من الكلام
المكتوب والمسموع والمطبوع إلى مرحلة الصورة المشاهدة والملموسة على حد تعبي ر
(Mitchel Steven ) ∗ . « صعود الصورة و انهيار الكلمة
يعرف قاموس التكنولوجيا الرفيعة High-Tech Dictionary الاعلام الجديد بشكل مختصر ويصفه بأنه " اندماج الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط المتعددة " .  
ويعرفه قاموس الكومبيوتر Computing Dictionary عبر مدخلين هما : 
1/ "إن الاعلام الجديد يشير إلى جملة من تطبيقات الاتصال الرقمي وتطبيقات النشر الإلكتروني على الأقراص بأنواعها المختلفة والتلفزيون الرقمي والإنترنت . وهو يدل كذلك على استخدام الكومبيوترات الشخصية والنقالة فضلا عن التطبيقات اللاسلكية للاتصالات والأجهزة المحمولة في هذا السياق . ويخدم أي نوع من أنواع الكومبيوتر على نحو ما تطبيقات الإعلام الجديد في سياق التزاوج الرقمي Digital Convergence إذ يمكن تشغيل الصوت والفيديو في الوقت الذي يمكن أيضا معالجة النصوص وإجراء عمليات الاتصال الهاتفي وغيرها مباشرة من أي كومبيوتر .
من خلال مجموعة التعريفات المختلفة يبدو للباحث استحالة وضع تعريف شامل عن الاعلام الجديد , لعدة اسباب , تبدأ بأن هذا الاعلام هو في واقع الامر يمثل مرحلة انتقالية من ناحية الوسائل والتطبيقات والخصائص التي لم تتبلور بشكل كامل وواضح , فهي ما زالت في حالة تطور سريع , وما يبدو اليوم جديدا يصبح قديما في اليوم التالي . واذا ما أردنا وضع تعريف للإعلام الجديد بناء على الوسائل الجديدة فهي بالتأكيد ستكون قديمة بمجرد ظهور مبتكرات جديدة عموما.
مصطلح الاعلام الجديد هو اسم جامع لعدة ظواهر تقنية حديثة اهم مايميزها هو اعتمادها على التقنية الرقمية و التي يتم عن طريقها تحويل جميع النصوص و المضامين الاعلامية الى شكل موحد يمكن معالجته بالحواسيب الالية ويؤدي ذلك في نفس الوقت الى ظاهرة الاندماج بين المحتويات الاعلامية وتوزيعها ومعالجتها بطرق الية موحدة
ومن منظور سيميائي اتصالي يمكن القول على انه فضاء يحتوي على العديد من الدلالات و الرموز الرقمية في بيئة تكنولوجية بصرية تجمع بين مختلف الوسائط المتعددة و التي تضم كل اشكال التعبير المتوفرة داخل الفضاء العمومي الافتراضي.


02- دور مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية الوعي و التحسيس بالقضايا السياحية:


تمثل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة اتصالية حديثة تضاف الى وسائل الاتصال التقليدية التي اعتادت المؤسسات الاقتصادية استعمالها للترويج بمنتوجاتها ، بل إنها تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لهم اذ تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الميديا الاجتماعية أحسن وسيلة للتسويق السياحي الالكتروني من خلال عرض المعلومات الكافية و تقديم مختلف العروض السياحية .
وعليه، أدى التطور المتسارع في تكنولوجيا الاتصال الى انتاج وسائل عديدة للتواصل الاجتماعي عملت على تغيير أنماط حياة افراد المجتمع وعلاقاتهم الاجتماعية
وتأتي الانترنيت في مقدمة هذه الوسائل ،فقدت اوجدت الانترنيت بحكم تركيبتها الفريدة وطريقة عملها المتميزة ثقافة من نوع خاص تختلف عن المفهوم التقليدي للثقافة -ثقافة افتراضية واقعية حسب مانويل كاستلز -
إنها ثقافة تتألف من مجموعة متجانسة من القيم و الاراء و التصورات و المعلومات تعمل على انتاجها شبكة اتصالية عالمية تتكون من ألاف الشبكات من مختلف شبكات الحاسوب في العالم .
اذن من هنا يمكن القول ، إن الانترنيت أنتجت ظاهرة اجتماعية جديدة تتمثل في مجتمع الانترنيت او مجتمع المعلومات اذ يعتبر مجتمعا انسانيا جديدا يتكون من الانسان و الالة و يحقق الشروط الاجتماعية ويضيف خصائص اخرى للمجتمع الانساني في خضم فضاء رقمي يمكن تعريفه سيميولوجيا على ان فضاء رمزي دلالي يضم العديد من الرموز و الدلالات التعبيرية باعتباره نشاطا اتصاليا وأداة للتواصل مع الآخرين .
من هنا تجددت طبيعة الحوار و بالتالي تعددت المواقع الالكترونية التي تهتم بمختلف الانشطة الاقتصادية خاصة السياحة التي تشكل أحدى عوامل التنمية الاقتصادية للبلاد باعتبارها مصدرا مدرا للموارد المالية وعنصر استقطاب للاستثمار الاجنبي و المحلي كما ان الاعلام من جهته وباعتباره وسيلة تواصل يبدو عنصرا لابد من توظيفه في مرافقة عملية النهوض بالمنتوج السياحي إلى المستوى الذي يصبح فيه صناعة قائمة بذاتها خصوصا مع التوجه الى الاعلام المتخصص و الاعلام الجديد بما يفرض التفكير في وضع سياسات اعلامية واضحة المعالم داخل فهذه البيئة الرقمية
هذا ويشكل الاعلام الجديد المحور الرابط بين هذه الجوانب نظرا لاهميته في التعريف بالمنتج السياحي باعتبار ان تطبيقاته الاتصالية كرست خاصية التفاعلية .
استثمار الاعلام الجديد في ترقية المنتج السياحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكن الفرد من الانتقال الى العالم الرمزي الخيالي ، هذا الفضاء الاتصالي الافتراضي الذي يحتوي على عدة دلالات ورموز تجعل المستهلك يبتعد عن ضغوطات الواقع و بالتالي تمنح له حرية اختيار المنتجات السياحية التي يرغي فيها .
لقد اصبح المستخدم في ظل هذا العلم الافتراضي او هذه البيئة التكنولوجية البصرية هو المنتج للمضامين الإعلامية ، الاجتماعية ، الثقافية و خاصة الاقتصادية و السياحية منها ، حيث يمكن له المساهمة في تصنيفها نشرها و التعليق عليها .
مما سبق يبرز لنا دور الاعلام الجديد في الترويج السياحي، والإعلان عن المواقع السياحية في الدولة، وذلك من خلال إبراز الصورة الصحيحة والمشرفة عنها، و تقديمها للعالم، و التعريف بها بشتى وسائل الوسائط المتعددة التي تجمع بين النص الصوت و الصورة داخل الفضاء الشبكي .
ويرتبط الاستفادة من الإعلام الجديد في نشاط التسويق السياحي بمقدار العلاقة الوطيدة بين شركة السياحة ومحرري الأخبار السياحية في المواقع الالكترونية المتخصصة وكذلك برؤساء تحرير الصحف والمجلات ودور النشر والإذاعة والتلفزيون،وكذا العاملين في هذه الأجهزة فضلاً عن إمكانيات ومكانة الشركة السياحية ومدى تأثيرها على السوق السياحي تجعل محرري الأخبار السياحية على الخط اون لاين يسعون للحصول على أخبار سياحية منها ذات مصداقية و موضوعية. وتنجح الحملة الإعلانية وترتكز على مقدار الثقة أو القرب أو التخصص لوسيلة الإعلام لدى السائح واهتماماتها بالنشاط السياحي ، وينظر السائح إلى المعلومات والأخبار المنشورة في شكل إعلام إخباري على أنها حقائق كاملة الصدق وليس إعلاناً مدفوع الأجر . خاصة وأن الإعلام السياحي لا تتحكم شركة السياحة في صياغته المنشورة أو في محتواه اللفظي أو في مجمله أو شكله أو أماكن نشره ،بل يقوم بصياغته وتنفيذه محرر الخبر .


03- دور التسويق الالكتروني للسياحة في تنشيط وترويج المنتج السياحي لإحياء الموروث الثقافي:
لقد احتل التسويق الالكتروني للسياحة أهمية بالغة خاصة مع النمو الهائل في التكنولوجيات الحديثة وتزايد استخدام الانترنت، إذ أصبح المجال الأكثر منافسة في بيئة التسويق السياحي في العصر الحديث، ودوره في ترقية السياحة، لذا جاء بحثنا هذا ليسلط الضوء على دور الاعلام الجديد في تطوير السياحة ، وتوضيح أهمية أن تتجه جميع مؤسسات الخدمات السياحية إلى المنافسة في مجال استخدام المصادر الجديدة والقنوات الجديدة للمعلومات السياحية في تقديم خدمات أكثر جودة وأكثر تحقيقًا للإشباع لدى العملاء، من خلال التطرق لمفهوم كل من السياحة والخدمات السياحية، وماهية التسويق الالكتروني للسياحة ودوره في تنشيط السياحة
هذا و يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات في عالم اليوم، حيث أصبحت صناعة السياحة ظاهرة حضارية واجتماعية تمثل المحور الأساسي في أنشطة الخدمات، وأحد أسرع القطاعات نموا؛ إذ أصبحت تعرف بأنها الصناعة الأولى في العالم، وأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة وتلعب دورا مهما في عملية التنمية الاقتصادية، فهي قادرة على جلب مداخيل هامة من العملة الصعبة وامتصاص البطالة وترقية مناطق بأكملها، ولهذا فكثير من الدول جعلت من هذا القطاع حجر أساس اقتصادها الوطني.
ويحتل التسويق في الخدمات السياحية أهمية بالغة لكونها موجهة للمنتفع(السائح) وتعمل على إرضاء رغباته، ولطبيعة صناعة السياحة نفسها التي تعرف بصناعة اللاملموس.
ويعرف العالم اليوم تغيرات عديدة، احتلت فيه الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مكان الصدارة في اهتمامات مختلف قطاعات الأعمال والخدمات، وصناعة السياحة من أولى الصناعات التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالتقدم في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات وخاصة الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية، باعتبار السياحة صناعة خدمية غير ملموسة، وأصبحت التعاملات الإلكترونية السياحية صيحة عالمية وشرطا مهما من شروط تقديم خدمة سياحية تنافسية ذات جودة عالمية في بيئة تسويقية جديدة ألغي فيها عنصري المسافة والوقت بين عارض الخدمة السياحية وطالبها.


04- واقع الموروث الثقافي في الجزائري:
بعد انضمام الجزائر إلى أكبر المنظمات الدولية Unisco ومصادقتها في العديد من المناسبات على النصوص الأساسية الخاصة بالتراث المادي وغير المادي، تبنت كغيرها من الدول سياسة ثقافية تسعى من خلالها للارتقاء بالتراث الثقافي لمواجهة العولمة ومختلف التغيرات الاجتماعية والسياسية وغيرها، التي من شأنها التأثير على الرصيد الثقافي للمجتمع، حيث عمدت إلى سن القوانين والتنظيمات المهتمة بحماية التراث الثقافي خاصة القانون 98 -04 ، وكذا إنشائها لعدد كبير من المؤسسات والأجهزة الحكومية التي تسعى لخدمة الموروث الثقافي وعلى رأسها جميعا وزارة الثقافة، التي تعتبر الوصي الحكومي المكلف بتسيير ومتابعة تنفيذ السياسات الثقافية في الجزائر، حيث تسعى عبر مختلف المؤسسات التي لها الوصاية عليها على تنفيذ البرامج والمشاريع التي تهدف إلى التعريف وترقية مختلف الثقافات المحلية في البلاد. حيث نجد من بين المؤسسات مديريات الثقافة والتي تم إحداثها في مختلف الولايات وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 414 -94 .
ولقد برز العمل الثقافي في الجزائر من خلال محاور السياسة الثقافية التي انتهجتها والتي صيغت بعد الاستقلال، فما تميزت به السنوات الأولى من الاستقلال من مشاكل وصعوبات لم تسمح بتنظيم العمل الثقافي تنظيما حقيقيا، حيث أن إحدى السمات الرئيسية للحياة الثقافية الجزائرية غداة الاستقلال كانت تبعيتها للنفوذ الفرنسي، ومن ثم فقد كان الجهاز والنظام الموروث عن العهد الاستعماري لا يزالان يسيطران على المؤسسات الثقافية في ذلك الوقت، فلم يكن الاستقلال السياسي واسترجاع السيادة على التراب الوطني وحدهما كافيين، بل كان لزاما أيضا استرجاع الهوية الثقافية وإعادة النهوض جراء ما تعرضت له من تصدعات ومحاولات طمس عميقة إلى جانب الفراغ الذي تركه المستعمر فيما يخص الفضاءات والمؤسسات الثقافية وكذا الكفاءات البشرية، حيث اعتمد سياسة ثقافية لصالح المعمرين من خلال توفير فضاءات ثقافية في المدن الكبرى لتلبية كل ما يتعلق بالحاجيات الثقافية للمعمرين كالمسارح،المتاحف وقاعات السينما التي سدت أبوابها في وجه الجزائريين، والمحتوى الثقافي الدعائي لصالح الاستعمار الذي كان يروج لأفكارهم ويقدم الإنسان الجزائري في صورة سلبية محتقرة فمنذ عام 1965 تركز التوجيه العام للسياسة الثقافية الجزائرية إلى مهام أساسية تتمثل في:



  • تعزيز قيمة التراث الثقافي عن طريق إحياء آثاره وأعماله الفنية، وكذا عن طريق استرجاع اللغة الوطنية وتحقيق ديمقراطية التعليم. - إعادة تنظيم البنى الإدارية والثقافية وإعداد تشريع وطني من أجل موائمة الرسالة الثقافية لاختيارات الجزائريين.
    -النهوض بنشر الثقافة وذلك بالقيام بأعمال ثقافية ثلاثة هي:
    1- إعطاء أولوية للوسائل السمعية البصرية: فقد كانت مهمة ضمان الانطلاق السريع والفعال على صعيد الإعلام والثقافة بتزويد البلاد بالوسائل اللازمة لتحديث وسائل الإعلام الجماهيري والتعزيز الهائل لقدراته على التوعية الشعبية التي لاتزال الأمية متفشية في أوساط فئات المجتمع، والسعي إلى تطبيق سياسة جزئية في مجال الوسائل السمعية البصرية لتكون في خدمة التربية والتعليم والثقافة والإعلام.
    2- تحقيق الديمقراطية واللامركزية لنشر الثقافة والتعليم وتشجيع الإبداع.
    3- الإعداد والتعاون الثقافي من أجل الإسهام في ازدهار الثقافة على الصعيدين الوطني والدولي. فالساحة الثقافية الجزائرية عاشت حالة من الارتقاء بالعمل الثقافي في فترة السبعينات والثمانينات حيث أرست المناخ المؤسساتي الاحترافي على مدى عشريتين من التاريخ الجزائري والذي أفرز بدوره حالات وسمات جعلت الساحة الوطنية تعيش فترة جوهرية يمكن اعتبارها الذروة الحقيقية التي عاشت فيها الحركة الثقافية أبلغ صورها وأنشط أيامها، حيث وضعت نصوص قانونية لإنشاء مؤسسات تتيح للهياكل الثقافية أن تؤدي دورها المنوط بها، فأنشأت وزارة الاعلام والثقافة بموجب المرسوم 70 -53 الصادر في 21 جويلية 1970 ،وقد أتاح هذا التنظيم الجديد لأول مرة تجميع الاختصاصات الرئيسية ، حيث كانت السلطات موزعة آنذاك بين وزارة التربية الوطنية التي كانت لها إدارة الثقافة الشعبية وأوقات الفراغ، ليأتي المرسوم رقم 75 -31 في يوم 22 جانفي 1985 الذي عزز البنى الثقافية تعزيزا ملحوظا، حيث قام بتنظيم وزارة الإعلام والثقافة ويؤسس لوجود 06 مديريات وحوالي 20 هيئة رسمية تحت إشرافها، وتعنى إحدى هذه المديريات بالمسائل المتعلقة بالصحافة والإعلام وأخرى بالإدارة العامة.
    كما ميزت سنوات السبعينات تطورات في مجال توسيع شبكة المرافق الثقافية عبر الوطن في إطار "الثورة الثقافية" التي جعلت من سياسة التوازن الجهوي أمرا ملموسا وفق قناعة الدولة بتوفير الخدمة الثقافية العمومية بخلق دور الثقافة والمراكز الثقافية وخلق مؤسسات التكوين الفني والمسارح والمتاحف إلى جانب تحقيق برنامج للتكوين في الخارج ودعم الدولة للإنتاج والتوزيع الثقافي الذي أثمر بتحقيق انجازات عظيمة في هذه الفترة التي يصفها الكثير بالعصر الذهبي للثقافة الجزائرية فقد وضعت الجزائر على رأس أولوياتها مسألتين في غاية الأهمية كونهما ركيزتين ثقافيتين حيويتين هما الحفاظ على الموروث الثقافي وتثمينه، وكذا وضع معالم واضحة لسياسة الكتاب، علاوة على مسائل ثقافية أخرى لها علاقة مباشرة بالمشهد الثقافي الوطني وامتداده على المستوى الدولي. كما تضبط مختلف الأنشطة الثقافية منظومة تشريعية وتنظيمية متكاملة تتشكل من قانون حماية التراث الثقافي لسنة 1998 قانون "حق المؤلف والحقوق " لسنة 2003 ،قانون "الايداع القانوني لسنة 1996 "وقانون السينما 2011 وغيرها، فمنذ سنة 2000 حققت الثقافة تطورات ايجابية حيث يشمل القطاع الثقافي اليوم على ما يزيد عن 149 مؤسسة الوصاية بما فيها 48 مديرية ولائية للثقافة، 42 دار للثقافة، 17 مسرحا، 48 متحف، 24 معهد للتكوين ومركزين للبحث العلمي، إلى جانب 6 دواوين الخطائر الثقافية كما أحدثت الدولة عدد معتبر من المؤسسات الثقافية كوكالة انجاز المشاريع الثقافية الكبرى، ووكالة الإشعاع الثقافي والديوان الوطني للثقافة والإعلام والبالي الوطني والمركز الجزائري المبني بالطين وغيرها من المؤسسات الأخرى. وفي مجال الموروث الثقافي كذلك وتثمينه وحفظه على مستوى التراب الوطني اتخذت وزارة الثقافة من تطبيق القانون 98 -04 المتعلق بحماية التراث الثقافي ونشره، واعتمدت الجزائر للتعريف بموروثها الثقافي المتنوع سواء داخل الوطن أو خارجه إلى القيام بمؤتمرات دولية وجهوية هامة وإقرار المعاهدات والاتفاقيات الدولية في مختلف المحافل الدولية ، فهي تسعى للارتقاء بالموروث الثقافي.
    05- الترويج السياحي كوسيلة لإحياء الموروث الثقافي:
    يعد التقدم الكبير في عالم الإعلام والاتصال منعرجا حاسما في حياة الأفراد والمجتمعات، هذا التقدم الذي تخطى حدود البلدان وحدود الزمان والأنظمة الحاكمة وجعل لكل فرد في كل بلد الحق في أن يكون مصدر اطلاعه وإعلامه بل وثقافته العامة من خلال مجال مفتوح من الاختيارات الغير محدودة في فضاء الكتروني غير محدود، وفي ظل الإعلام المعاصر دخلت الثقافة إلى الافتراضي الذي أتاح التعرف على مختلف الثقافات والتعريف بها على أوسع نطاق والتأثير فيها والتأثر بها خاصة الدخيلة منها والمنافية لعادات وتقاليد المجتمعات مأثرة بذلك في رصيدها الثقافي الضارب في عمق التاريخ. فثقافة الأمم وتراثها تتشكل من تاريخها وحضاراتها الغابرة الذي يعتبر الموروث الثقافي جزءا مهما فيها كونه ينقل تجارب وخبرات السابقين، فلكل مجتمع موروثه الخاص به، كمجتمعنا الجزائري الذي يحتضن موروث ثقافي متنوع بتنوع مناطقه والحضارات المتعاقبة عليه، وكونه يعتبر الدعامة الأساسية أو المنطلق الذي ينطلق منه الفرد ليعيش حاضره وبناء مستقبله، وبالتالي وجب الحفاظ عليه والعناية به، خاصة في ظل المتغيرات الحديثة التي فرضت نمط ثقافي مغاير. ومع انتشار التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات أصبح لزاما علينا أن نستفيد من هذه التقنيات بمجالاتها المتعددة وتطويعها في خدمة الموروث الثقافي الخاص بنا والعمل على نشره بين أفراد المجتمع بطرق سهلة وميسرة فيها نوع من الجاذبية والسلاسة في الشكل والمضمون، وذلك لا يتحقق إلا عن طريق إعادة نشر تراثنا الثقافي في شكل الكتروني ذلك الشكل الذي أضحى محببا لدى الجميع من الأطفال إلى الشيوخ وهذا ما يؤكد أن تكنولوجيا الاتصال والإعلام من بينها شبكات التواصل الاجتماعي قد باتت من الأسس والركائز لمشروع عولمة فكرية ثقافية تدعم وتساهم في ترسيخ المقومات الثقافية لدى الأفراد والجماعات وتكوينهم على أسس وقواعد الهوية الاجتماعية والثقافية للأمة باستخدام الدعم الإعلامي لنشر الموروث الثقافي للحفاظ على الهوية والتنشئة الأساسية للهوية الثقافية. ومن الخصائص التي سهلت عمل شبكات التواصل الاجتماعي للحفاظ على الموروث الثقافي نذكر مايلي:

    التفاعلية: حيث يتبادل المرسل والمتلقي الأدوار، وتكون ممارسته للاتصال ثنائية الاتجاه أي تبادلية حيث يكون هناك حوار بين الطرفين.
    اللاتزامنية: وهي إمكانية التفاعل مع العملية الاتصالية في الوقت المناسب للفرد سواء كان مستقبلا أو مرسلا.
    المشاركة والانتشار: تتيح هذه الشبكات لكل شخص بأن يكون ناشرا بإرسال رسالته إلى الآخرين، وهنا يمكن للفرد التعريف بثقافته مختلف موروثاته والاطلاع عليها من طرف مستخدمين آخرين وبالتالي انتشارها.
    الكونية: حيث أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية، تتخطى حواجز الزمان والمكان
    التخزين والحفظ: حيث يسهل على المتلقي تخزين وحفظ المعلومات واسترجاعها كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة ذاتها. وبالتالي فمواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا فعالا في الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري من بينها موقع فايس بوك الذي يلقى إقبالا من طرف المستخدمين من خلال ما يوفره من خدمات وخصائص تميزه عن غيره من المواقع وسهولته في عملية تبادل المعلومات حول مختلف المواضيع من بينها المواضيع الثقافية التي يمثل الموروث الثقافي جزءا لا يتجزأ منها، حيث نجد عدة صفحات متخصصة في هذا المجال فسواء كانت لأفراد أو جماعات أو مؤسسات، فهي تسعى للتعريف به والمساهمة في الحفاظ عليه لضمان استمراريته للأجيال اللاحقة حتى لا يزول ويندثر وتطغى عليه الثقافة الغربية الغازية التي تحاول شيئا فشيئا تجريد المجتمعات من ثقافتها وتراثها وزيها وعاداتها... لتسهل عليها بث نمطها الثقافي في قلب هذه المجتمعات وإخضاع العقل الإنساني لقوانين ومعايير تتكيف مع الأهداف التي تصبو إليها. لذلك وجب استغلال الفضاء الرقمي بما يتيحه من آليات بإنشاء صفحات الكترونية تعريفية لكل ما هو موروث جزائري، الذي من بينه اللباس والطبخ التقليدي وضمان تفاعل المستخدمين معه، فهذا التفاعل يعبر عن مدى إقبال الفرد على كل ما هو تقليدي، فصفحات الفايسبوك التي تهدف للتعريف بالتراث متعددة ومتنوعة المواضيع فمنها ما يقتصر على نشر كل ما هو تراث مادي تسعى من خلاله لإبراز التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر من آثار، معالم ومواقع أثرية وغيرها بغية المساهمة في التعريف والترويج للسياحة الجزائرية الداخلية أو الخارجية وأخرى تحافظ على كل ما هو موروث شفوي كالشعر، الألغاز، الموسيقى الشعبية... ومنها ما تختص في فن الطبخ واللباس التقليدي التي من بينها نجد صفحتي "الإمبراطورية الجزائرية تاريخ وثقافة" و "المطبخ الجزائري الأصيل التقليدي والعصري" واللتان اعتمدنا عليهما في هذه الدراسة. فهاتان الصفحتان ليستا فقط من تهتمان بالتراث الجزائري عبر موقع فايسبوك، بل هناك العديد من الصفحات المماثلة تدعم وتساهم بدورها في نشر موروثنا الثقافي ما تعلق باللباس والطبخ التقليدي ونذكر منها: صفحة تعرف على الجزائر وتراثها وصفحة التراث الجزائري العريق. صفحة اللباس التقليدي الجزائري، صفحة الطبخ التقليدي الجزائري، صفحة الطبخ الجزائري اللذيذ، صفحة شهيوات جزائرية. صفحة الأطباق الجزائرية من حلويات وغيرها.
    فهذه الصفحات وغيرها تعكس اهتمام الفرد الجزائري ووعيه اتجاه تراثه العريق، ومحاولة منهم لنشر الثقافة الجزائرية خاصة في اللباس والطبخ التقليدي والتعريف بها بين أفراد المجتمع الجزائري والمجتمعات الأخرى لربما تصل إلى العالمية.
    أنّ العديد من الدول دأبت منذ القِدم على الاِهتمام بالموروث الثقافي والحضاري الخاص بها والاِستثمار فيه، وكذلك الترويج له من أجل دعم اقتصاداتها وإنعاشها، وذلك لِمَا تمثله السياحة الثّقافيّة من مكسب بالنسبة للدول قديمًا وحديثًا حيثُ أصبحت في عصرنا الحديث أحد أهم ركائز الاِقتصاد الوطني للدولة الوطنية، خاصةً في ظل التطور التكنولوجي والإعلامي وكذلك الاِكتساح الّذي تشهده الوسائط التكنولوجية.
    وقد توجهت العديد من دول العالم -كما يقول- نحو الاِهتمام بالسياحة الثّقافية، حيثُ اِستغلت التراث الثقافي للمُدن والأقاليم الخاصة بها وكذلك جانبها الحضاري من أجل توظيفه توظيفًا يليق بها، وذلك بهدف اِستقطاب السياح من مُختلف مناطق العالم، وبالتالي هذا ما ينعكس عليها بالإيجاب من خلال جلب العُملة الصعبة وإنعاش الخزينة العمومية وبالتالي اِستغلالها في إنعاش القطاعات الأخرى صناعية، زراعية، وخدماتية...الخ
    وهذا بدوره ما ينعكس على الاِقتصاد الوطني ككلّ بالإيجاب، وطبعًا ما ساعدها (أي الدول) في ذلك هو استغلال التطور التكنولوجي والإعلامي والّذي وظفته توظيفًا إيجابيًا من أجل التعريف بموروثها الثقافي والحضاري والخاص بأقاليمها ومُدنها، وكذلك استخدام مواقع التواصل الاِجتماعي من (فيسبوك، وانستغرام، تويتر...الخ)، من أجل تقريب صورة الثقافة والحضارة الخاصة بها أكثر للأجانب والسياح بغية التأثير فيهم وجلبهم.
    فالعديد من الأمثلة سواء على المستوى العربي أو حتّى الأجنبي لبعض الدول استطاعت اِستغلال تراثها الثقافي والحضاري الخاص بأقاليمها ومُدنها من أجل تشجيع السياحة الثّقافيّة وهو ما اِنعكس بالطبع على اقتصاداتها إيجابيًا.
    نذكر على سبيل المثال لا الحصر مصر، حيثُ اِستطاعت من خلال اِستخدام التكنولوجيا الحديثة والإعلامية وكذلك الوسائط الاِلكترونية، الترويج للمنتوج الثقافي الفرعوني من كلّ جوانبه وكذلك حضارة النيل وغيرهما، وكمثال آخر نأخذ دولة تركيا اليوم وكيف اِستطاعت من خلال اِستخدام تكنولوجيا الإعلام إلى جانب الوسائط الرقمية التعريف بالموروث الحضاري وثقافة أقاليمها، ونأخذ على سبيل المثال لا الحصر المسلسلات والأفلام الدينية، والتي اِستثمرت فيها تركيا استثماراً جيداً اِنعكس بدوره على اِقتصادها الوطني والّذي عرف قفزة نوعية بفضل توافد السياح العرب والأجانب على أهم المواقع الأثرية التّاريخية، وحتى توصل الأمر إلى زيارة مواقع تصوير تلك المسلسلات والأفلام. وإذا ما تطرقنا إلى الحالة الجزائرية في مجال الترويج للسياحة الثّقافيّة، فللأسف الشديد الجزائر تعرف تأخراً كبيراً في ركب موجة الاِستثمار في هذا الجانب، وهذا على الرغم مِمَا تزخر به بلادنا من موروث ثقافي مُتنوع ومتعدّد، سواء تعلق الأمر بالسواحل، أو المناطق الداخلية وحتى صحرائنا، إلاّ أنّ الجزائر لم تستغل هذا الموروث الثقافي والحضاري لأقاليمها والاِستثمار فيه من أجل إنعاش اِقتصادها الوطني، وفي نفس الوقت عدم اِستغلالها للتطور التكنولوجي والإعلامي وحتى مواقع التواصل الاِجتماعي من أجل التعريف به عربيًا وعالميًا.
    تعد الجزائر بلد غني بتاريخ عريق وتنوع ثقافي لا نظير له، لهذا فالسياحة الثقافية فيه من أهم الرهانات التي يجب أن يُرفع فيها التحدي للنهوض بالاِقتصاد وجعل الجزائر من الدول الأكثر جذبًا للسياحة الداخلية والخارجية، ولا يختلف اِثنان في أنّ التراث المادي وغير المادي الّذي تزخر به الجزائر غنيٌ ومتنوع ويعود إلى آلاف السنين، وهو ما جعلها واحدة من البلدان الغنية بموروثها الثقافي، الّذي يمكن أن يُشكل اِنطلاقة جادة وواعية للسياحة الثقافية، خاصةً إذا علِمنا أنّ الثقافة هي أحد أهم المُحفزات الأولية في اِختيار الوجهات السياحية. فالجزائر لها موقع مُهم ومتميز على الخارطة السياحية العربية والعالمية نظراً لِمَا تزخر به من آثار عريقة وتراث ثقافي أصيل بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، مِمَا يؤهلها لتكون قِبلة سياحية باِمتياز وخاصة للذين يُريدون الجمع بين مُتعة المناخ وجمالية الموقع وغِنى التراث الثقافي والتاريخي إذا أُرِيدَ للجزائر النهوض بهذا القطاع يستوجب الأمر تكوين مواطن مُثقف سياحيًا وإن كانت المحاولة تبدو صعبة لكنّها تصبح سهلة مُستقبلاً.
    كما أن من بين أهم عوائق السياحة الثّقافيّة بالجزائر عدم اِهتمام القطاع العام بالسياحة الثّقافية بالشكل اللازم وتردّد تام للقطاع الخاص، هذا الأخير الّذي يعتبر أنّ الخوض في هذا الأمر يُعتبر مغامرة. أيضا ضُعف المنظومة الإعلامية من أجل الترويج للسياحة الثقافية. وعدم التكوين الكافي للمُرشدين السياحيين في جانبهم الثقافي ما أثر سلبًا على السياحة الثقافية. كما تسبب تطور العمران واللامبالاة –حسب رأيه- في تدهور الموروث الثقافي لعديد الأقاليم ببلادنا. ختاما نؤكد على أنّ الجزائر تمتلك من الإمكانيات السياحية في مجالها الثقافي ما يسمح لها بأن تستغله الاِستغلال الأمثل من أجل النهوض باِقتصادها وانه لابدّ من الإدراك بأنّ الموروث الثقافي هو ذخر الأمة الّذي بِه تَصنع مستقبلها وتثبت ذاتها وخصوصيتها في مواجهة باقي الأُمم الأخرى. وعليه لابدّ لها ولنا جميعاً من العمل على إحيائه واستغلاله بطريقة فعّالة لتنتقل به من مجرّد رسوم وأشكال هندسية على حائط إلى مصدر للدخل الوطني يُساهم بشكلٍ فعّال في عملية التنمية المُستدامة للاِقتصاد.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

أكد موقع " cons...

أكد موقع " construction business news " في أحد تقاريره عزم الشركات اليابانية والصينية على استهداف ال...

This paragraph ...

This paragraph is a description about ... The relation).. I am ... (name of the person)....•• is thi...

عام. يمكن القول...

عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...

In this present...

In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...

في خسائر فادحة ...

في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...

أدى الإنترنت وا...

أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...

تم في هذا المشر...

تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...