لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

وأخذ يتنقل خطوة بعد أخري حتى وصل إلي تحقيق كثير من الاختراعات التي ساعدته علي توفير الراحة والأمن لنفسه، ثم مولدها وتطورها إلا سلسلة متعاقبة، بدأت في هذا الجزء من العالم الذي أصطلح العلماء علي تسميته باسم بلاد الشرق الأدنى. ۳۲/۳
ولكن هذا الإنسان لم يقف عند ذلك الحد بل أخذ يفكر في تسخير بعض قوي الطبيعة لراحته ورفاهيته، فبدأ صراعه مع غيره من جيرانه، الموقع وطبيعة البلاد :
يشغل العراق القديم المنطقة الممتدة من هضبة أرمينيا في الشمال - حيث ينبع نهرا دخلة و الفرات - حتى الخليج العربي في الجنوب، ومن القرات غربا حتى ما وراء الدجلة شرقا . حتى المناطق الجبلية المتاخمة في الشمال والشرق، ولا يقتصر على الحدود السياسية الحالية للعراق التي اقتطعت بعض أجزاء هذه المنطقة لتدخل في نطاق الحدود السياسية لدول أخرى هي سوريا وتركيا وإيران. وتدين البلاد فيما بلغته من شأن حضاري في تاريخها القديم إلى نهري دجلة والفرات إذ يقل فيها المطر وتعتمد في زراعتها - وهي أساس الاستقرار - على هذين النهرين وروافدهما . ثم يشقان طريقهما نحو الجنوب والجنوب الشرقي حتى يصبان في الخليج العربي. ويحدث الفيضان السنوي لهذين النهرين في شهري مايو ويونيو من كل عام بعد أن يذوب الجليد على مرتفعات أرمينيا وتتحد مياهه بمياه الأمطار التي تسقط على تركيا في فصل الربيع. كما يمثل أحيانا خطرا داهما قدم يصل إلى حد غمر الكثير من أراضي القسم الجنوبي من البلاد - حيث يقترب محري النهرين - ويقضي على الزرع ويدمر القرى ويهلك الإنسان و الحيوان . وقد عبرت عن ذلك أقدم نصوص العراق القديم واشهرها نص الطوفان السومري وملحمة جلجامش، كما تتأكد هذه الحقيقة عن طريق التنقيب الأثري الذي كشف في أكثر من موقع في جنوب العراق القديم عن طبقة من الطين والرمل تفصل بين ما قبلها وما بعدها من الطبقات الأثرية، وأمكن التعرف عليها في مواقع اوروالوركاء وكيش وشوروباك. في غرب نهر الفرات، وقدم عرف هذا القسم في بداية العصر التاريخي في العراق القديم باسم أرض سومر واكد وتعني أرض سومر نصفه الجنوبي الممتد حتى الخليج العربي، وفي بداية ا لألف الثاني ق. م . عرف هذا القسم بأسم أرض بابل نسبة إلى عاصمة الاموريين، وظلت هذه التسمية علما على المنطقة. ويمثل هذا القسم الجنوبي من أرض النهرين سهلا فيضيا کونته ترسيبات هذين النهرين، ويتميز بالرطوبة لكثرة المسطحات المائية إذ يقترب فيه مجرى نهري دجلة والفرات بدرجة كبيرة، كما تنتشر به المستنقعات والأحراش، بعد ذلك
- منطقة مصب النهر
في أقصى الجنوب، وتمتد من منطقة النقاء النهرين حتى الخليج العربي، وهي إلى شمال من المنطقة السابقة وتشغل المجريين الادنيين النهرين . وتنخفض أرض هذه المنطقة مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه ويجعلها تغص بالمستنقعات والأحراش . والإنتاج الزراعي في مثل هذه المنطقة يتطلب جهدا كبيرا ويرجح أن الإنسان لم يقو على بذله في أولى
وتشغل معظم القسم الجنوبي لأرض النهرين، ويخترقها العديد من القنوات كما تغمرها الفيضانات السنوية للنهرين عادة . ورغم توفر ري حياض هذه المنطقة، وخاصة لمقاومة خطر الفيضان, ويقترح في ضوء ذلك إن
٢٢/٥
استقرار الإنسان في منطقة الدلتا جاء في مرحلة تالية لاستقراره في منطقة مصب النهر. - منطقة السهل
وهي إلى الشمال من الدلتا ويقترب فيها مجرى نهري دجلة والفرات إلى أدنى حد، كما يلتقي بها نهرا ديالي ودجلة. وتتميز بارتفاع أرضها عن المناطق السابقة وتعض أحواضها للجفاف وخاصة في فصل الصيف . ويتبين من هذا التقسيم مدى الصعوبة التي تواجه الاستقرار الزراعي فيه . فقد كان يلزم لإ قامة زراعة دائمة في هذا القسم الجنوبي تجفيف المستنقعات وشق القنوات وتطهيرها من الترسيبات الطمييه حتى لا يتغير مسارها وإقامة الجسور لدرء خطر الفيضان . أن اكتسب الكثير من الخبرة في العمل الزراعي . وهو ذو طبيعة مغايرة عن القسم الجنوبي الذي انتقل إليه الإنسان بعد الف ذلك : بنحو
مما يقلل من تأثير عامل الرطوبة . ومنطقة سفوح جبال أرمينيا المطلة على أقصى شمال أرض النهرين والتي تتوفر فيها المجاري المائية والأمطار التي تجتذبها هذه الجبال . VI
٣٢/٦
ولا تقتصر حدود العرق القديم على السهل الميزوبوتامي وحده بل تتجاوز نطاق هذا السهل وخاصة جهة الشرق، بحيث تصبح التسمية الإغريقية "ميزوبوتاميا" التي تعرف أرض العراق القديم بما بين النهرين، غير مقبولة تماما لما تضعه من تحديد شديد للمنطقة . حقيقة أن المناطق الجبلية المطلة على الأطراف الشمالية والشرقية لأرض النهرين كانت ذات طبيعة مغايرة وسكنتها شعوب بدوية شرسة لم يرق بقدمها الحضاري إلى مستوى سكان السهل الميزوبوتامي وكانت على عداء شديد و شبه دائم مع هذا السهل، إلا أن هذا لا يعني بأي حال إخراج هذه المناطق الجبلية عن نطاق الوحدة الإقليمية والتاريخية للعراق القديم . م. ويعني هذا أن إنسان العراق القديم فضل المناطق الجبلية حتى بداية العصر الحجري الحديث لما كانت تقدمه له من حماية طبيعية مثل الكهوف، فضلا عن الحيوان الوفير الذي يعيش على هذا النبات البري ويقوم الإنسان بصيده الغذائه. ومن ناحية أخرى، يتصل الكثير من أحداث السهل الميزوبوتامي في العصر التاريخي بالشعوب
بل و المحاصيل الزراعية التي لم تتوفر بكثرة في القسم الشمالية من السهل الميزوبوتامي (آشور) ولذلك حرص ملوك السهل الميزوبوتامي على إخضاع المناطق الجبلية المجاورة وتأديب شعوبها التي قاومت بدورها هذا النفوذ المفروض عليها ونبذته كلما تاحت الفرصة، فكثيراً ما دفع شظف العيش وقسوة الحياة بدوها إلى الإغارة على السهل الميزوبوتامي الخصب، وعلى ذلك فلم تكن المنطقة الصحراوية على الحدود الغربية للسهل الميزوبوتامي مصدر إغراء لسكان هذا السهل لا فتقارها إلى الثروة الطبيعية، بل على العكس كانت مصدر خطورة على هذا السهل تمثل في تسرب ونزوح العناصر البدوية السامية، وخاصة الأموريين في مطلع الألف الثاني ق. م. . . وربما كان الاكديون الساميون الذين استقروا في القسم الجنوبي من السهل الميزوبوتامي قبل بداية العصر التاريخي من العناصر السامية المتاخمة للحدود الغربية لهذا السهل ولو أن من النظريات ما يرفض قدومهم من غرب الفرات ويرجع أصلهم إلى جنوب شبه الجزيرة العربية - التي تعتبر تقليديا الموطن الأصلي للعناصر السامية - وذلك لاختلاف اللغتين الاكدية والأمورية في كثير من المظاهر ، أن أقدم هجرات الشعوب السامية سجلها لنا التاريخ كانت في اتجاه وادي الرافدين، واستمرارها بعد ذلك من حين إلى حين، ولكن حوالي عام 1850 بدأت الحفائر المنظمة تنظيما منهجيا تسفر عن نتائج باهرة، وكان بوتا) pula Emil Botta) الفرنسي المترجم) في خورساباد ولايسارد Austn Henry Layard) في نينوى وكلخ المترجم) وبين الأثريين الأوائل الذين وفقوا توفيقا كبيرا. فكشف بقايا معابد وقصور وأزيح التراب عن تماثيل ضخمة وأختام ونقوش، وكانت الكشوف تزداد باتصال البحث والتنقيب. وكانت الصعاب التي لم يكن بد من التغلب عليها متعددة، فنقص ا الأموال والعداء التي كانت تظهره السلطات المحلية صريحا إلى حد كبير أو قليل كانا العامل الا ول في بطأ عمل المنقبين واعتماده على الصدف. ولم يكن يمكن ارسال الآثار المكشوفة كلها إلى أوربا، فقد كانت مياه دجلة أبان فيضانه تبتلع بعضها عند نقله، فقد كانوا يقاومون بالسلاح نشاط الأجانب الذي كانوا يرون انتهاك
ولكن أهمية النتائج التي أسفرت عنها الحفائر الأولى لم تلبث أن حدت بالمؤسسات العلمية الا وربية إلى أن تشمل المشروع بالتأييد والتشجيع، ووثائق
مكتوبة كثيرة كثرة متزايدة هي ألواح من القرميدم عليها لقرش تكون من علامات كالمسامير. ولا تزال الحفائر جارية هناك حتى الآن وفي نمرود
سلسلة من وقد وجدت الكنوز الأدبية والفنية التي كشفت عنها الحفائر في أرض الرافدين طريقها إلى مختلف المتاحف الكبيرة. وكان السبق في هذا الميدان متحف اللوفر بباريس، فاستطاع أن يجمع مجموعة رائعة تمثل جميع معهود الحضارة البابلية الاشورية. والمتحف البريطاني في لندن غني خاصة بالوثائق التي ترجع إلى العصور المتأخرة، ولكن أقل غني بالآثار التي ترجع إلى العهود القديمة. كما أن متحف بغداد أصبح
IX
في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار
وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، التي يتسم بها نظام الكتابة الذي استعملته. ولما كان العلم قد أحرز تقدما من قبل في فك طلاسم هذه الكتابة، فقد أمكن استعمال هذا النص مفتاحا لتفسير أشد هذه النصوص تعقيدا وكان من
مكتوبا بالكتابة البابلية. واقترحت فروض مختلفة، وفي عام 1857 اجري اختبار بارع أظهر مدى التقدم الذي أحرز في هذا المضمار فقد عهدت الجمعية الآسيوية الملكية The Royal Asiatic في ليدن إلى أربعة من علماء الآشوريات بترجمة نص واحد، كل على حدة . وبذلك اتضح أن الترجمة لم تكن من قبيل الظن العارض، وما لبث أن اتضح أن أرض الرافدين طبقت نظاما واحدا للكتابة على لغتين مختلفتين تماما الا ختلاف، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين. فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية. ولا تزال الحفائر جارية هناك حتى الآن وفي نمرود
استأنف الاستاذ مالوان (Mallowan (MEL الحفائر التي شهدتها تلك المنطقة في الماضي
فكشف مباني ومنحوتات جديدة، ومن كشوفه التي تستحق الذكر خاصة مجموعة رائعة من العاج المنحوت. وفي منطقة كركوك كشف الأستاذ بريدوود R. تمكننا من تتبع الخطوط الأساسية للأحداث التي شهدتها أرض الرافدين قبل التاريخ. سلسلة من وقد وجدت الكنوز الأدبية والفنية التي كشفت عنها الحفائر في أرض الرافدين طريقها إلى مختلف المتاحف الكبيرة. كما أن متحف بغداد أصبح
IX
في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار
وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، وذلك للصعوبة البالغة
وقدم بدأ فك طلاسم هذه الكتابة بمساعدة نقش مكتوب بثلاث لغات . فان رولنسون (. H.C) Rawlinson القنصل البريطاني في بغداد في ذلك الوقت، كشف بالقرب من بهستون Behistun في فارس نقشا مسماريا مكتوبا بثلاثة أنواع مختلفة. وكان أحد النصوص الثلاثة بالكتابة الفارسية، وقد عالج العلماء المشكلة من اتجاهات مختلفة، كل على حدة . وكانت اللغة الأخرى لغة البابليين والآشوريين، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين. وبعد أن فهم نظام الكتابة فهما كافيا تيسر تفسير اللغتين البابلية والآشورية بمعرفة اللغات السامية الأخرى . ولهذا لم يكن هذا الجانب من العمل أمرا شديد التعقيد، فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية. وهو سومري الألوح تحمل نقوشا اقتصادية ودبلوماسية، وفي منطقة كركوك كشف الأستاذ بريدوود R. تمكننا من تتبع الخطوط الأساسية للأحداث التي شهدتها أرض الرافدين قبل التاريخ. فاستطاع أن يجمع مجموعة رائعة تمثل جميع معهود الحضارة البابلية الاشورية. وفي القسطنطينية أيضا مجموعة من الطراز الأول، كما أن متحف بغداد أصبح
في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار
وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، التي يتسم بها نظام الكتابة الذي استعملته. وقدم بدأ فك طلاسم هذه الكتابة بمساعدة نقش مكتوب بثلاث لغات . H.C) Rawlinson القنصل البريطاني في بغداد في ذلك الوقت، وكان منذ زمن طويل دائب البحث عن النصوص الفارسية والآشورية في أرض الرافدين وفوق هضبة إيران، كشف بالقرب من بهستون Behistun في فارس نقشا مسماريا مكتوبا بثلاثة أنواع مختلفة. الكتابة . وكان أحد النصوص الثلاثة بالكتابة الفارسية، مكتوبا بالكتابة البابلية. وقد عالج العلماء المشكلة من اتجاهات مختلفة، وفي عام 1857 اجري اختبار بارع أظهر مدى التقدم الذي أحرز في هذا المضمار فقد عهدت الجمعية الآسيوية الملكية The Royal Asiatic في ليدن إلى أربعة من علماء الآشوريات بترجمة نص واحد، وبذلك اتضح أن الترجمة لم تكن من قبيل الظن العارض، لم تكن إحداهما سامية، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين. وبعد أن فهم نظام الكتابة فهما كافيا تيسر تفسير اللغتين البابلية والآشورية بمعرفة اللغات السامية الأخرى . فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية. ولكن على الرغم من أن اللغة نفسها لم تكن بالغة الصعوبة كان نظام الكتابة، يسمي تصويريا Pictogarphic ، لأنه يدل على الشيء برسم صورة له أو لجزء مميز من أجزائه . فلكتابة " سمكة " مثلا ترسم صورة لها ولكتابة " ثور" ترسم صورة لرأسه وقرنيه، فصورة القدم تعني " الذهاب " وصورة رأس الصواب : فم المترجم ) ( الرجل مع إضافة العلامة الدالة على الخبز ا و الماء تعني "الأكل" أو "الشرب"، ومن ثم
تبدأ عند الطرف الأيمن العلوي للوح . ولكن أراد الكتاب التيسير على أنفسهم، فصاروا يديرون اللوح يسرة تسعين درجة، فكانت الكتابة تبدأ في الركن الأيسر العلوي، وترتب في خطوط أفقية تقرأ من اليسار إلى اليمين كما في الإنجليزية والأكدية من اللغة السامية القليلة التي تكتب على هذا النحو، ولكن اقتصار الكتابة المسمارية على هذه العلامات كان ينطوي على نقص خطير، فهي لم تكن
فإن العلامة الدالة على
وعلي هذا المنوال أمكن كتابة
مقاطع اخرى، وأمكن بضم بعضها إلى بعض كتابة كلمات (أو) أجزاء كلمات كما في صيغ الأفعال)
وكانت
تكتب العلامة ga الدالة على "اللبن)، فتتكون بذلك ga-az
XI
فالقيم الرمزية ideographic العلامات لم تخف تماما، فكانت الكثير من العلامات تفسر إما على أساس رمزي وإما على أساس صوتي، حسب السياق . تتألف من علامات لكل منها أكثر من قيمة صوتية . فهي قد تقرأ" gin "سار" أو "gub وقف "أو "tum حمل" ، ولا سيما إذا لم تصل إلينا واضحة المعالم هو في كثير من الأحيان لغز من الألغاز، فالواقع أن نظام الكتابة الذي عرفته أرض الرافدين هو من أصعب النظم التي استعملت في المعصور القديمة. فهذا النظام البعيد كل البعد عن الملاءمة العملية مصدر حية لنا، نحن الذين تعودنا على ابجدية هذه الصورة الجديدة من الكتابة التي نشأت على هذا النحو، بسمى صوتيه phonetic وكان اختراعها خطوة واسعة إلى الأمام نحو تبسيط نظام الكتابة والوصول به إلى التمام . ولكنها كانت أيضا شديدة الصعوبة . فكانت العلامات تفسر إما على أساس رمزي وإما على اساس صوتي، حسب السياق . هذا إلى أن معظم الرموز وهي وافرة الكثرة، تتألف من علامات لكل منها أكثر من قيمة صوتية . مثال ذلك العلامة المشتقة من قدم الإنسان، كما يمكن أن تقرأ قراءات أخرى. ولكي تتيسر قراءة العلامات قراءة صحيحة، كانت تضاف علا مات تحديدية determinatives تدل على طوائف المعاني أو مكملات صوتية phonetic ) complements تعطي جزءا من المقابل الصوتي للمعني المقصود . وكان يمكن الاسترشاد بسياق الكلام حتى بدون هاتين الوسيلتين، ولا سيما إذا لم تصل إلينا واضحة المعالم هو في كثير من الأحيان لغز من الألغاز، فالواقع أن نظام الكتابة الذي عرفته أرض الرافدين هو من أصعب النظم التي استعملت في المعصور القديمة. نحن الذين تعودنا على أبجدية تتكون من عد قليل من العلامات . وقد قدر لشعوب سامية أخرى، في عصر متأخر أن تعطي العالم ذلك الاختراع العظيم القيمة، ألا وهو الا التاريخ : مركزا طبيعيا من مراكز السلطان فيه. بجدية. إن العامل الغالب في تاريخ غربي آسيا في العصور القديمة هو نشاط الشعوب التي كانت تقيم في وادي الرافدين . تنجذب بالطبع نحو المحيط الهندي، ولكنها كانت تضغط أيضا في اتجاه جبال إيران وأرمينية من ناحية، وفلي اتجاه حوض البحر المتوسط من ناحية أخرى. وكان تأثير جيوشها وصور حضارتها في كلا هذين الاتجاهين فاصلا في إحكام التوازن الحضاري والسياسي في الشرق الأدنى، وكان البناة الأساسيين للحضارة والتاريخ في أرض الرافدين شعبين ينتميان إلى أصلين XII
مختلفين كل الاختلاف أبدعا ما تضمه تلك المنطقة من آثار فنية وأدبية كبيرة، ومن المحتمل أن السومريين كانوا يقيمون في جنوب أرض الرافدين منذ العصور السابقة للتاريخ، وقدم بلغوا هناك في عصر متقدم مرتبة عالية من الحضارة . وتعطينا بعض هذه التماثيل صورة ملامح السومريين، ولكننا نجد فيما بعدم رءوسا هامة عن
ووجوها محلوقة الشعر . وقدم تركت الحضارة السومرية طابعها المباشر أيضا في أشور وسوريا ومصر، ولكن لم يقابل هذا اتساع في النفوذ السياسي . فالواقع أن السومريين كانوا عاجزين دائما من الناحية مختلفين كل الاختلاف أبدعا ما تضمه تلك المنطقة من آثار فنية وأدبية كبيرة، ونعني بهما السومريين والاكديين وقد عاش هذان الشعبان مختلطين بعضهما ببعض إلى حد كبير، ومن المحتمل أن السومريين كانوا يقيمون في جنوب أرض الرافدين منذ العصور السابقة للتاريخ، وقدم بلغوا هناك في عصر متقدم مرتبة عالية من الحضارة . وتعطينا بعض هذه التماثيل صورة هامة عن ملامح السومريين، ولكننا نجد فيما بعدم رءوسا
وقدم تركت الحضارة السومرية طابعها المباشر أيضا في اشور وسوريا ومصر، ولكن لم يقابل
هذا اتساع في النفوذ السياسي . فالواقع أن السومريين كانوا عاجزين دائما من الناحية
السياسية عن بناء دولة كبيرة . فقد كانوا منقسمين إلى دول في مدن، كان ملوكها هم أيضا
الكهنة و لممثلين للآلهة المحلية وتاريخ المدن السومرية قصة متصلة من التنافس، كان التوازن
المتراوح هو الوضع الطبيعي فيها، ولكنها كان ينقطع من حين إلى حين بغلبة مدينة أو أخرى
وكانت الدولة الوحيدة التي بلغت مكانة مرموقة هي تلك التي وفق الملك لوجال زاجیری Lugalzaggisi إلى إنشائها حول مدينته أما Umma تل جوخة الآن ولكن بعد أن احتفظ بسيادته سنين عدة غلبته أخيرا دولة سامية، وكان ذلك حوالي 2350 ق.


النص الأصلي

أخذ الإنسان يتدرج في الحضارة منذ زمن بعيد، وأخذ يتنقل خطوة بعد أخري حتى وصل إلي تحقيق كثير من الاختراعات التي ساعدته علي توفير الراحة والأمن لنفسه، ومكنته أيضا من


التغلب علي كثير من الصعوبات، بل والأخطار التي كانت تحدق به في حياته البدائية الأولي. وليست قصة أصل الحضارة الإنسانية، ثم مولدها وتطورها إلا سلسلة متعاقبة، بدأت في هذا الجزء من العالم الذي أصطلح العلماء علي تسميته باسم بلاد الشرق الأدنى. فإن اعتدال الجو وملائمة مناطقه المختلفة لحياة الاستقرار مكنت الناس من الوصول إلي بعض أسباب التقدم وجعلتهم يتقدمون في بعض مراحل الثقافة وبالأخص عندما خلف الإنسان وراءه حياته كجامع


۳۲/۳


للغذاء، وأصبح منتجاً له، وأخذت تستقر جماعات منه علي مقربه من موارد المياه يزرعون الا


رض ويستأنسون بعض الحيوان.


ولكن هذا الإنسان لم يقف عند ذلك الحد بل أخذ يفكر في تسخير بعض قوي الطبيعة لراحته ورفاهيته، ثم وجدت غريزة الحرص والاستزادة سبيلها إلى نفسه، فبدأ صراعه مع غيره من جيرانه، فكان ذلك أيضاً عاملا " جديداً في تقدمه.


الموقع وطبيعة البلاد :


|


يشغل العراق القديم المنطقة الممتدة من هضبة أرمينيا في الشمال - حيث ينبع نهرا دخلة و الفرات - حتى الخليج العربي في الجنوب، ومن القرات غربا حتى ما وراء الدجلة شرقا . وعلى ذلك فيعني العراق القديم أرض النهرين الدجلة والفرات، حتى المناطق الجبلية المتاخمة في الشمال والشرق، ولا يقتصر على الحدود السياسية الحالية للعراق التي اقتطعت بعض أجزاء هذه المنطقة لتدخل في نطاق الحدود السياسية لدول أخرى هي سوريا وتركيا وإيران.


وتدين البلاد فيما بلغته من شأن حضاري في تاريخها القديم إلى نهري دجلة والفرات إذ يقل فيها المطر وتعتمد في زراعتها - وهي أساس الاستقرار - على هذين النهرين وروافدهما . وينبع النهران من جبال أرمينيا في الشمال، ثم يشقان طريقهما نحو الجنوب والجنوب الشرقي حتى يصبان في الخليج العربي. ويحدث الفيضان السنوي لهذين النهرين في شهري مايو ويونيو من كل عام بعد أن يذوب الجليد على مرتفعات أرمينيا وتتحد مياهه بمياه الأمطار التي تسقط على تركيا في فصل الربيع. وتختلف طبيعة هذا الفيضان من عام لآخر مما يجعل الاعتماد عليه أمرا صعبا، كما يمثل أحيانا خطرا داهما قدم يصل إلى حد غمر الكثير من أراضي القسم الجنوبي من البلاد - حيث يقترب محري النهرين - ويقضي على الزرع ويدمر القرى ويهلك الإنسان و الحيوان . وقد عبرت عن ذلك أقدم نصوص العراق القديم واشهرها نص الطوفان السومري وملحمة جلجامش، كما تتأكد هذه الحقيقة عن طريق التنقيب الأثري الذي كشف في أكثر من موقع في جنوب العراق القديم عن طبقة من الطين والرمل تفصل بين ما قبلها وما بعدها من الطبقات الأثرية، وأمكن التعرف عليها في مواقع اوروالوركاء وكيش وشوروباك.


ومن حيث الطبيعة الجغرافية، يمكن تقسيم أرض النهرين إلى قسمين رئيسيين متميزين هما : القسم الجنوبي : ويبدأ على وجه التقريب عند بغداد الحالية في شرق نهر دخلة والرمادي


:


في غرب نهر الفرات، ويمتد جنوبا حتى الخليج العربي. وقدم عرف هذا القسم في بداية العصر التاريخي في العراق القديم باسم أرض سومر واكد وتعني أرض سومر نصفه الجنوبي الممتد حتى الخليج العربي، أما أرض اكد فهي نصفه الشمالي الذي يصل إلى حدود بغداد . وفي بداية ا لألف الثاني ق. م . عرف هذا القسم بأسم أرض بابل نسبة إلى عاصمة الاموريين، وظلت هذه التسمية علما على المنطقة. ويمثل هذا القسم الجنوبي من أرض النهرين سهلا فيضيا کونته ترسيبات هذين النهرين، ويتميز بالرطوبة لكثرة المسطحات المائية إذ يقترب فيه مجرى نهري دجلة والفرات بدرجة كبيرة، كما تنتشر به المستنقعات والأحراش، فضلا عما يتعرض له من فيضانات عنيفة وفقا لما سبق أن أشرنا وتتجه بعض الدراسات إلى تقسيم طبيعة هذا القسم الجنوبي لأرض النهرين إلى المناطق التالية . بعد ذلك



  • منطقة مصب النهر


في أقصى الجنوب، وتمتد من منطقة النقاء النهرين حتى الخليج العربي، وتمتاز هذه المنطقة بتوفير المياه التي تروي حياضها ريا طبيعيا وفي ضوء ذلك يفترض أن هذه المنطقة كانت أولى مناطق الاستقرار في جنوب العراق القديم، ولو أنه لا توجد أدلة أثرية تقطع بذلك.



  • منطقة الأحراش


وهي إلى شمال من المنطقة السابقة وتشغل المجريين الادنيين النهرين . وتنخفض أرض هذه المنطقة مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه ويجعلها تغص بالمستنقعات والأحراش . والإنتاج الزراعي في مثل هذه المنطقة يتطلب جهدا كبيرا ويرجح أن الإنسان لم يقو على بذله في أولى


مراحل استقراره .



  • منطقة الدلتا


وتشغل معظم القسم الجنوبي لأرض النهرين، ويخترقها العديد من القنوات كما تغمرها الفيضانات السنوية للنهرين عادة . ورغم توفر ري حياض هذه المنطقة، إلا أن العمل الزراعي يتطلب بعض الجهد الجماعي، وخاصة لمقاومة خطر الفيضان, ويقترح في ضوء ذلك إن


V


٢٢/٥


استقرار الإنسان في منطقة الدلتا جاء في مرحلة تالية لاستقراره في منطقة مصب النهر.



  • منطقة السهل


وهي إلى الشمال من الدلتا ويقترب فيها مجرى نهري دجلة والفرات إلى أدنى حد، كما يلتقي بها نهرا ديالي ودجلة. وتتعرض هذه المنطقة الأعنف الفيضانات التي تصل غالبا إلى حد التدمير، وتتميز بارتفاع أرضها عن المناطق السابقة وتعض أحواضها للجفاف وخاصة في فصل الصيف . وفي ضوء هذه الظروف الطبيعية يرجح أن الاستقرار في هذه المنطقة جاء في مرحلة تالية للا


ستقرار بالدلتا.


ويتبين من هذا التقسيم مدى الصعوبة التي تواجه الاستقرار الزراعي فيه . فقد كان يلزم لإ قامة زراعة دائمة في هذا القسم الجنوبي تجفيف المستنقعات وشق القنوات وتطهيرها من الترسيبات الطمييه حتى لا يتغير مسارها وإقامة الجسور لدرء خطر الفيضان . ولاشك في أن الوفاء بكل هذه المتطلبات استوجب الكثير من القدرات والمهارات التي لم تتوفر للإنسان إلا بعد


أن اكتسب الكثير من الخبرة في العمل الزراعي . وقد يفسر ذلك سبب اتجاه إنسان العصر الحجري الحديث في مطلع الألف السادس ق. م. إلى الاستقرار في القسم الشمالي من أرض النهرين، وهو ذو طبيعة مغايرة عن القسم الجنوبي الذي انتقل إليه الإنسان بعد الف ذلك : بنحو


عام.


ب - أما القسم الشمالي من أرض النهرين فهو أكثر ارتفاعا من القسم الجنوبي ويتميز بطبيعته الصحراوية الجافة إذ يبتعد فيه مجرى نهري دجلة والفرات، مما يقلل من تأثير عامل الرطوبة . ويطلق على معظم هذا القسم الشمالي (باستثناء الأطراف الشمالية الجبلية ومنطقة الشمال الغربي فيما بين الخابور (الفرات تسمية أرض اشور نسبة إلى مدينة أشور التي كانت من أهم المدن الشمالية وأكثرها عطاء في الآثار المبكرة.


وقد اقتصر الإنتاج الزراعي في هذا القسم الشمالي على تخوم بحري النهرين باستثناء منطقة الشمال الغربي فيما بين الخابور وثنية الفرات إذ تجري فيها مجموعة أنهار الخابور وبالخ و الفرات، ومنطقة سفوح جبال أرمينيا المطلة على أقصى شمال أرض النهرين والتي تتوفر فيها المجاري المائية والأمطار التي تجتذبها هذه الجبال . VI


٣٢/٦


ولا تقتصر حدود العرق القديم على السهل الميزوبوتامي وحده بل تتجاوز نطاق هذا السهل وخاصة جهة الشرق، بحيث تصبح التسمية الإغريقية "ميزوبوتاميا" التي تعرف أرض العراق القديم بما بين النهرين، أن السهل الميزوبوتامي فقط، غير مقبولة تماما لما تضعه من تحديد شديد للمنطقة . حقيقة أن المناطق الجبلية المطلة على الأطراف الشمالية والشرقية لأرض النهرين كانت ذات طبيعة مغايرة وسكنتها شعوب بدوية شرسة لم يرق بقدمها الحضاري إلى مستوى سكان السهل الميزوبوتامي وكانت على عداء شديد و شبه دائم مع هذا السهل، إلا أن هذا لا يعني بأي حال إخراج هذه المناطق الجبلية عن نطاق الوحدة الإقليمية والتاريخية للعراق القديم . فالمناطق الجبلية في الشمال والشرق كانت المسرح الأول لإنسان عصور ما قبل التاريخ في العراق القديم وقدم هناك إنتاجه الحضاري المبكر من العصر الحجري القديم والعصر الحجري المتوسط (الميزوليتي) ومن بداية العصر الحجري الحديث (حضارة جرمو) . وليس لدينا ما يعبر عن استقرار الإنسان في السهل الميزوبوتامي قبل أوائل الألف السادس ق. م. (حضارة تل حسونة)، ويعني هذا أن إنسان العراق القديم فضل المناطق الجبلية حتى بداية العصر الحجري الحديث لما كانت تقدمه له من حماية طبيعية مثل الكهوف، وزراعة برية تنمو على منحدرات الجبال ووديانها التي تتجمع فيها الأمطار التي تجتذبها هذه الجبال، فضلا عن الحيوان الوفير الذي يعيش على هذا النبات البري ويقوم الإنسان بصيده الغذائه. ومن ناحية أخرى، يتصل الكثير من أحداث السهل الميزوبوتامي في العصر التاريخي بالشعوب


الجبلية في شرق دجلة والبدوية في غرب الفرات، ويختلف الدافع إلى يذلك في الشرق عنه في الغرب. فقد اعتبر الشرق امتداداً طبيعيا للسهل الميزوبوتامي وسعى سكان هذا السهل إلى أن يستوفوا ما ينقص أرضهم من الموارد الطبيعية مثل الأحجار والأخشاب والمعادن، بل و المحاصيل الزراعية التي لم تتوفر بكثرة في القسم الشمالية من السهل الميزوبوتامي (آشور) ولذلك حرص ملوك السهل الميزوبوتامي على إخضاع المناطق الجبلية المجاورة وتأديب شعوبها التي قاومت بدورها هذا النفوذ المفروض عليها ونبذته كلما تاحت الفرصة، بل وأغارت أحيانا على السهل الميزوبوتامي نفسه وقامت على حكمه عندما سنحت الظروف بذلك.


ويختلف الوضع بالنسبة للمنطقة الصحراوية الواقعة إلى غرب الفرات، والتي لم يسع ملوك السهل الميزوبوتامي غالبا إلى بسط سلطانهم عليها إلا في حالات التوسع الخارجي لتكون إمبراطورية يمتد نفوذها إلى ما وراء هذه المنطقة الصحراوية في الغرب . ولما كانت هذه المنطقة الصحراوي فقيرة ولا يتجاوز نشاط المقيمين على حدودها المطلة على نهر الفرات الرعي وبعض النشاط التجاري، فكثيراً ما دفع شظف العيش وقسوة الحياة بدوها إلى الإغارة على السهل الميزوبوتامي الخصب، حيث الحياة المستقرة والأكثر يسرا . وعلى ذلك فلم تكن المنطقة الصحراوية على الحدود الغربية للسهل الميزوبوتامي مصدر إغراء لسكان هذا السهل لا فتقارها إلى الثروة الطبيعية، بل على العكس كانت مصدر خطورة على هذا السهل تمثل في تسرب ونزوح العناصر البدوية السامية، وخاصة الأموريين في مطلع الألف الثاني ق. م. . . ، والا راميين في أواسط هذا الألف . وربما كان الاكديون الساميون الذين استقروا في القسم الجنوبي من السهل الميزوبوتامي قبل بداية العصر التاريخي من العناصر السامية المتاخمة للحدود الغربية لهذا السهل ولو أن من النظريات ما يرفض قدومهم من غرب الفرات ويرجع أصلهم إلى جنوب شبه الجزيرة العربية - التي تعتبر تقليديا الموطن الأصلي للعناصر السامية - وذلك لاختلاف اللغتين الاكدية والأمورية في كثير من المظاهر ، ولعدم ورود اسماء الآلهة الا كدية في تركيب أسماء ملوك أسرة بابل الأولي الأمورية. أن أقدم هجرات الشعوب السامية سجلها لنا التاريخ كانت في اتجاه وادي الرافدين، فثمة أدلة على حدوثها منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، واستمرارها بعد ذلك من حين إلى حين، وقد أدت تكوين دول سامية قوية واسعة النطاق.


ومعرفتنا بحضارة ارض الرافدين حديثة نسبيا . فحتى منتصف القرن الماضي كانت معلوماتنا المباشرة عنها قليلة، وكان ما نعرفه مقصورا على ما كان يمكن جمعه من الكتاب المقدس وقصص الرحالين الناقصة، وكان الاعتقاد السائد فعلا أن الإمبراطوريات الكبيرة التي شهدتها أرض الرافدين قديما قد اختفت إلى الأبد تحت الرمال. ولكن حوالي عام 1850 بدأت الحفائر المنظمة تنظيما منهجيا تسفر عن نتائج باهرة، وكان بوتا) pula Emil Botta) الفرنسي المترجم) في خورساباد ولايسارد Austn Henry Layard) في نينوى وكلخ المترجم) وبين الأثريين الأوائل الذين وفقوا توفيقا كبيرا. فكشف بقايا معابد وقصور وأزيح التراب عن تماثيل ضخمة وأختام ونقوش، وكانت الكشوف تزداد باتصال البحث والتنقيب.


وكانت الصعاب التي لم يكن بد من التغلب عليها متعددة، ولا سيما في المراحل الأولي، فنقص ا الأموال والعداء التي كانت تظهره السلطات المحلية صريحا إلى حد كبير أو قليل كانا العامل الا ول في بطأ عمل المنقبين واعتماده على الصدف. ولم يكن يمكن ارسال الآثار المكشوفة كلها إلى أوربا، فقد كانت مياه دجلة أبان فيضانه تبتلع بعضها عند نقله، وكان غلاة البدو يحطمون بعضها أو يرمونه في النهر, فقد كانوا يقاومون بالسلاح نشاط الأجانب الذي كانوا يرون انتهاك


للحرمات.


ولكن أهمية النتائج التي أسفرت عنها الحفائر الأولى لم تلبث أن حدت بالمؤسسات العلمية الا وربية إلى أن تشمل المشروع بالتأييد والتشجيع، فأمكن مواصلة العمل على نطاق أوسع وبكفاية أعظم فزاد ما كان يكشف من مدن قديمة، وكشفت معها آثار فنية بالغة الروعة، ووثائق


مكتوبة كثيرة كثرة متزايدة هي ألواح من القرميدم عليها لقرش تكون من علامات كالمسامير. ومن المستحيل أن نورد هنا ولو صورة عامة من التاريخ الطويل الجيد لعلم الأشوريات. فيكفي بأن نقول أن أحدث مراحله هي من أبهي المراحل التي مر بها : ففي ماري كشف الأثري الفرنسي بارو (Parrot Andre عام 1933 سلسلة من المعابد والقصور والتماثيل وأكثر من عشرين ألف لوح تحمل نقوشا اقتصادية ودبلوماسية، ولا تزال الحفائر جارية هناك حتى الآن وفي نمرود


استأنف الاستاذ مالوان (Mallowan (MEL الحفائر التي شهدتها تلك المنطقة في الماضي


فكشف مباني ومنحوتات جديدة، ومن كشوفه التي تستحق الذكر خاصة مجموعة رائعة من العاج المنحوت. وفي منطقة كركوك كشف الأستاذ بريدوود R.J. Braidwood) عن حقيقة الأماكن الأثرية الموغلة في القدم، تمكننا من تتبع الخطوط الأساسية للأحداث التي شهدتها أرض الرافدين قبل التاريخ. سلسلة من وقد وجدت الكنوز الأدبية والفنية التي كشفت عنها الحفائر في أرض الرافدين طريقها إلى مختلف المتاحف الكبيرة. وكان السبق في هذا الميدان متحف اللوفر بباريس، فاستطاع أن يجمع مجموعة رائعة تمثل جميع معهود الحضارة البابلية الاشورية. والمتحف البريطاني في لندن غني خاصة بالوثائق التي ترجع إلى العصور المتأخرة، ولكن أقل غني بالآثار التي ترجع إلى العهود القديمة. وفي القسطنطينية أيضا مجموعة من الطراز الأول، كما أن متحف بغداد أصبح


IX


في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار


وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، وذلك للصعوبة البالغة


التي يتسم بها نظام الكتابة الذي استعملته. وقدم بدأ فك طلاسم هذه الكتابة بمساعدة نقش مكتوب بثلاث لغات . فان رولنسون (.H.C) Rawlinson القنصل البريطاني في بغداد في ذلك الوقت، وكان منذ زمن طويل دائب البحث عن النصوص الفارسية والآشورية في أرض الرافدين وفوق هضبة إيران، كشف بالقرب من بهستون Behistun في فارس نقشا مسماريا مكتوبا بثلاثة أنواع مختلفة. الكتابة . وكان أحد النصوص الثلاثة بالكتابة الفارسية، ولما كان العلم قد أحرز تقدما من قبل في فك طلاسم هذه الكتابة، فقد أمكن استعمال هذا النص مفتاحا لتفسير أشد هذه النصوص تعقيدا وكان من


مكتوبا بالكتابة البابلية.


وقد عالج العلماء المشكلة من اتجاهات مختلفة، واقترحت فروض مختلفة، وفي عام 1857 اجري اختبار بارع أظهر مدى التقدم الذي أحرز في هذا المضمار فقد عهدت الجمعية الآسيوية الملكية The Royal Asiatic في ليدن إلى أربعة من علماء الآشوريات بترجمة نص واحد، كل على حدة . فكانت الترجمات الأربع متطابقة تقريبا، وبذلك اتضح أن الترجمة لم تكن من قبيل الظن العارض، وأن نقوش أرض الرافدين قد أسلمت أخيرا مفاتيح أسرارها.


وما لبث أن اتضح أن أرض الرافدين طبقت نظاما واحدا للكتابة على لغتين مختلفتين تماما الا ختلاف، لم تكن إحداهما سامية، وإنما كانت لغة السومريين وهم الشعب الذي كان يسكن البلاد في الألف الثالثة قبل الميلاد، وكانت اللغة الأخرى لغة البابليين والآشوريين، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين.


وبعد أن فهم نظام الكتابة فهما كافيا تيسر تفسير اللغتين البابلية والآشورية بمعرفة اللغات السامية الأخرى . ولهذا لم يكن هذا الجانب من العمل أمرا شديد التعقيد، فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية.


ولكن على الرغم من أن اللغة نفسها لم تكن بالغة الصعوبة كان نظام الكتابة، وهو سومري الأوقد خلدوا أخطاره الأولى بالقصص التي تتحدث عن فيضان عظيم طغى على الأرض ثم انحسر عنها آخر الأمر ونجا الناس من شره. وكان نظام الري المحكم الذي يرجع عهده إلى أربعة آلاف سنة ق.م من أعظم الأعمال الإنشائية في الحضارة السومرية، وما من شك في أنه كان أيضا الا ساس الذي قامت عليه فقد أخرجت الحقول التي عنوا بريها وزرعها محصولات موفورة من الذرة والشعير والقمح والبلح والخضر الكثيرة المختلفة الأنواع، وظهر عندهم المحراث من لوح تحمل نقوشا اقتصادية ودبلوماسية، ولا تزال الحفائر جارية هناك حتى الآن وفي نمرود


استأنف الاستاذ مالوان (Mallowan (MEL الحفائر التي شهدتها تلك المنطقة في الماضي


فكشف مباني ومنحوتات جديدة، ومن كشوفه التي تستحق الذكر خاصة مجموعة رائعة من العاج المنحوت. وفي منطقة كركوك كشف الأستاذ بريدوود R.J. Braidwood) عن حقيقة الأماكن الأثرية الموغلة في القدم، تمكننا من تتبع الخطوط الأساسية للأحداث التي شهدتها أرض الرافدين قبل التاريخ. سلسلة من وقد وجدت الكنوز الأدبية والفنية التي كشفت عنها الحفائر في أرض الرافدين طريقها إلى مختلف المتاحف الكبيرة. وكان السبق في هذا الميدان متحف اللوفر بباريس، فاستطاع أن يجمع مجموعة رائعة تمثل جميع معهود الحضارة البابلية الاشورية. والمتحف البريطاني في لندن غني خاصة بالوثائق التي ترجع إلى العصور المتأخرة، ولكن أقل غني بالآثار التي ترجع إلى العهود القديمة. وفي القسطنطينية أيضا مجموعة من الطراز الأول، كما أن متحف بغداد أصبح


IX


في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار


وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، وذلك للصعوبة البالغة


التي يتسم بها نظام الكتابة الذي استعملته. وقدم بدأ فك طلاسم هذه الكتابة بمساعدة نقش مكتوب بثلاث لغات . فان رولنسون (.H.C) Rawlinson القنصل البريطاني في بغداد في ذلك الوقت، وكان منذ زمن طويل دائب البحث عن النصوص الفارسية والآشورية في أرض الرافدين وفوق هضبة إيران، كشف بالقرب من بهستون Behistun في فارس نقشا مسماريا مكتوبا بثلاثة أنواع مختلفة. الكتابة . وكان أحد النصوص الثلاثة بالكتابة الفارسية، ولما كان العلم قد أحرز تقدما من قبل في فك طلاسم هذه الكتابة، فقد أمكن استعمال هذا النص مفتاحا لتفسير أشد هذه النصوص تعقيدا وكان من


مكتوبا بالكتابة البابلية.


وقد عالج العلماء المشكلة من اتجاهات مختلفة، واقترحت فروض مختلفة، وفي عام 1857 اجري اختبار بارع أظهر مدى التقدم الذي أحرز في هذا المضمار فقد عهدت الجمعية الآسيوية الملكية The Royal Asiatic في ليدن إلى أربعة من علماء الآشوريات بترجمة نص واحد، كل على حدة . فكانت الترجمات الأربع متطابقة تقريبا، وبذلك اتضح أن الترجمة لم تكن من قبيل الظن العارض، وأن نقوش أرض الرافدين قد أسلمت أخيرا مفاتيح أسرارها.


وما لبث أن اتضح أن أرض الرافدين طبقت نظاما واحدا للكتابة على لغتين مختلفتين تماما الا ختلاف، لم تكن إحداهما سامية، وإنما كانت لغة السومريين وهم الشعب الذي كان يسكن البلاد في الألف الثالثة قبل الميلاد، وكانت اللغة الأخرى لغة البابليين والآشوريين، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين.


وبعد أن فهم نظام الكتابة فهما كافيا تيسر تفسير اللغتين البابلية والآشورية بمعرفة اللغات السامية الأخرى . ولهذا لم يكن هذا الجانب من العمل أمرا شديد التعقيد، فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية.


ولكن على الرغم من أن اللغة نفسها لم تكن بالغة الصعوبة كان نظام الكتابة، وهو سومري الألوح تحمل نقوشا اقتصادية ودبلوماسية، ولا تزال الحفائر جارية هناك حتى الآن وفي نمرود


استأنف الاستاذ مالوان (Mallowan (MEL الحفائر التي شهدتها تلك المنطقة في الماضي


فكشف مباني ومنحوتات جديدة، ومن كشوفه التي تستحق الذكر خاصة مجموعة رائعة من العاج المنحوت. وفي منطقة كركوك كشف الأستاذ بريدوود R.J. Braidwood) عن حقيقة الأماكن الأثرية الموغلة في القدم، تمكننا من تتبع الخطوط الأساسية للأحداث التي شهدتها أرض الرافدين قبل التاريخ. سلسلة من وقد وجدت الكنوز الأدبية والفنية التي كشفت عنها الحفائر في أرض الرافدين طريقها إلى مختلف المتاحف الكبيرة. وكان السبق في هذا الميدان متحف اللوفر بباريس، فاستطاع أن يجمع مجموعة رائعة تمثل جميع معهود الحضارة البابلية الاشورية. والمتحف البريطاني في لندن غني خاصة بالوثائق التي ترجع إلى العصور المتأخرة، ولكن أقل غني بالآثار التي ترجع إلى العهود القديمة. وفي القسطنطينية أيضا مجموعة من الطراز الأول، كما أن متحف بغداد أصبح


في السنوات الأخيرة بالغ الأهمية في هذا المضمار


وقصة تفسير الوثائق التي كشفت في أرض الرافدين لها أهميتها الخاصة، وذلك للصعوبة البالغة


التي يتسم بها نظام الكتابة الذي استعملته. وقدم بدأ فك طلاسم هذه الكتابة بمساعدة نقش مكتوب بثلاث لغات . فان رولنسون (.H.C) Rawlinson القنصل البريطاني في بغداد في ذلك الوقت، وكان منذ زمن طويل دائب البحث عن النصوص الفارسية والآشورية في أرض الرافدين وفوق هضبة إيران، كشف بالقرب من بهستون Behistun في فارس نقشا مسماريا مكتوبا بثلاثة أنواع مختلفة. الكتابة . وكان أحد النصوص الثلاثة بالكتابة الفارسية، ولما كان العلم قد أحرز تقدما من قبل في فك طلاسم هذه الكتابة، فقد أمكن استعمال هذا النص مفتاحا لتفسير أشد هذه النصوص تعقيدا وكان من


مكتوبا بالكتابة البابلية.


وقد عالج العلماء المشكلة من اتجاهات مختلفة، واقترحت فروض مختلفة، وفي عام 1857 اجري اختبار بارع أظهر مدى التقدم الذي أحرز في هذا المضمار فقد عهدت الجمعية الآسيوية الملكية The Royal Asiatic في ليدن إلى أربعة من علماء الآشوريات بترجمة نص واحد، كل على حدة . فكانت الترجمات الأربع متطابقة تقريبا، وبذلك اتضح أن الترجمة لم تكن من قبيل الظن العارض، وأن نقوش أرض الرافدين قد أسلمت أخيرا مفاتيح أسرارها.


وما لبث أن اتضح أن أرض الرافدين طبقت نظاما واحدا للكتابة على لغتين مختلفتين تماما الا ختلاف، لم تكن إحداهما سامية، وإنما كانت لغة السومريين وهم الشعب الذي كان يسكن البلاد في الألف الثالثة قبل الميلاد، وكانت اللغة الأخرى لغة البابليين والآشوريين، ذينك الشعبين الساميين اللذان جاء في موجات متعاقبة وأقاما في وادي الرافدين.


وبعد أن فهم نظام الكتابة فهما كافيا تيسر تفسير اللغتين البابلية والآشورية بمعرفة اللغات السامية الأخرى . ولهذا لم يكن هذا الجانب من العمل أمرا شديد التعقيد، فاللغة نفسها أي الا كدية ليست بالغة الصعوبة إذا قورنت بغيرها من اللغات السامية.


ولكن على الرغم من أن اللغة نفسها لم تكن بالغة الصعوبة كان نظام الكتابة، وهو سومري الأ أصل، شديد التعقيد فعلاماته مستنبطة من صور الأشياء وهذا النوع من الكتابة الذي استعمله المصريون القدماء، يسمي تصويريا Pictogarphic ، لأنه يدل على الشيء برسم صورة له أو لجزء مميز من أجزائه . فلكتابة " سمكة " مثلا ترسم صورة لها ولكتابة " ثور" ترسم صورة لرأسه وقرنيه، ولكتابة " قمح " ترسم سنبلة . وكان يدل على الأفعال بضروب من الأساليب البارعة، فصورة القدم تعني " الذهاب " وصورة رأس الصواب : فم المترجم ) ( الرجل مع إضافة العلامة الدالة على الخبز ا و الماء تعني "الأكل" أو "الشرب"، وهكذا . ولم يكن من اليسير رسم صور دقيقة أو خطوط مقوسة على الصلصال الأملس فحولت الرسوم المختلفة إلى مجموعات من الخطوط على نمط خاص تمثل الفكرة التي كانت تدل عليها أصولها، ومن ثم


سمیت رموزا Ideogrrams


وكانت العلامات ترتب في الأصل في خطوط رأسية، تبدأ عند الطرف الأيمن العلوي للوح . ولكن أراد الكتاب التيسير على أنفسهم، فصاروا يديرون اللوح يسرة تسعين درجة، فكانت الكتابة تبدأ في الركن الأيسر العلوي، وترتب في خطوط أفقية تقرأ من اليسار إلى اليمين كما في الإنجليزية والأكدية من اللغة السامية القليلة التي تكتب على هذا النحو، فإن الاتجاه المضاد، الذي يسير من اليمين إلى اليسار هو المفضل لدى الساميين.


ولكن اقتصار الكتابة المسمارية على هذه العلامات كان ينطوي على نقص خطير، فهي لم تكن


تستطيع التعبير مثلا عن الكثير من الأفكار المجردة أو عن الصيغ المختلفة للفعل . ولكي تتغلب على هذا النقص مرت بتطور بالغ الأهمية، فقد بدأت تستعمل العلامات لا للتعبير عن معاني الصور التي اشتقت منها هذه العلامات، ولكن للتعبير عن الوحدة الصوتي المتعلقة بها . ولنمثل لذلك بالكلمة الدالة على "اللبن" في اللغة السومرية وهي ga ، فإن العلامة الدالة على


" اللبن" صارت تستعمل لكتابة المقطع ga بغض النظر عن معناه، وعلي هذا المنوال أمكن كتابة


مقاطع اخرى، وأمكن بضم بعضها إلى بعض كتابة كلمات (أو) أجزاء كلمات كما في صيغ الأفعال)


دون الرجوع إلى الرموز ideograms فلكتابة الكلمة gaz مثلا ومعناها " كسر " ، وكانت


تكتب العلامة ga الدالة على "اللبن)، ثم العلامة az الدالة على الدب)، فتتكون بذلك ga-az


XI


۳۲/۱۱


هذه الصورة الجديدة من الكتابة التي نشأت على هذا النحو، بسمى صوتيه phonetic وكان اختراعها خطوة واسعة إلى الأمام نحو تبسيط نظام الكتابة والوصول به إلى التمام . ولكنها كانت أيضا شديدة الصعوبة . فالقيم الرمزية ideographic العلامات لم تخف تماما، فكانت الكثير من العلامات تفسر إما على أساس رمزي وإما على أساس صوتي، حسب السياق . هذا إلى أن معظم الرموز وهي وافرة الكثرة، تتألف من علامات لكل منها أكثر من قيمة صوتية . مثال ذلك العلامة المشتقة من قدم الإنسان، فهي قد تقرأ" gin "سار" أو "gub وقف "أو "tum حمل" ، كما يمكن أن تقرأ قراءات أخرى. ولكي تتيسر قراءة العلامات قراءة صحيحة، كانت تضاف علا مات تحديدية determinatives تدل على طوائف (المعاني أو مكملات صوتية phonetic ) complements تعطي جزءا من المقابل الصوتي للمعني المقصود) . وكان يمكن الاسترشاد بسياق الكلام حتى بدون هاتين الوسيلتين، ولكن من اليسير أن نرى أن حل النقوش، ولا سيما إذا لم تصل إلينا واضحة المعالم هو في كثير من الأحيان لغز من الألغاز، فالواقع أن نظام الكتابة الذي عرفته أرض الرافدين هو من أصعب النظم التي استعملت في المعصور القديمة.


فهذا النظام البعيد كل البعد عن الملاءمة العملية مصدر حية لنا، نحن الذين تعودنا على ابجدية هذه الصورة الجديدة من الكتابة التي نشأت على هذا النحو، بسمى صوتيه phonetic وكان اختراعها خطوة واسعة إلى الأمام نحو تبسيط نظام الكتابة والوصول به إلى التمام . ولكنها كانت أيضا شديدة الصعوبة . فالقيم الرمزية ideographic العلامات لم تخف تماما، فكانت العلامات تفسر إما على أساس رمزي وإما على اساس صوتي، حسب السياق . هذا إلى أن معظم الرموز وهي وافرة الكثرة، تتألف من علامات لكل منها أكثر من قيمة صوتية . مثال ذلك العلامة المشتقة من قدم الإنسان، فهي قد تقرأ" gin "سار" أو "gub وقف "أو "tum حمل" ، كما يمكن أن تقرأ قراءات أخرى. ولكي تتيسر قراءة العلامات قراءة صحيحة، كانت تضاف علا مات تحديدية determinatives تدل على طوائف المعاني أو مكملات صوتية phonetic ) complements تعطي جزءا من المقابل الصوتي للمعني المقصود . وكان يمكن الاسترشاد بسياق الكلام حتى بدون هاتين الوسيلتين، ولكن من اليسير أن نرى أن حل النقوش، ولا سيما إذا لم تصل إلينا واضحة المعالم هو في كثير من الأحيان لغز من الألغاز، فالواقع أن نظام الكتابة الذي عرفته أرض الرافدين هو من أصعب النظم التي استعملت في المعصور القديمة. فهذا النظام البعيد كل البعد عن الملاءمة العملية مصدر حية لنا، نحن الذين تعودنا على أبجدية تتكون من عد قليل من العلامات . ولكنه مع ذلك يمثل تقدما كبيرا في فن الكتابة . وقد قدر لشعوب سامية أخرى، في عصر متأخر أن تعطي العالم ذلك الاختراع العظيم القيمة، ألا وهو الا التاريخ : مركزا طبيعيا من مراكز السلطان فيه.


بجدية.


إن العامل الغالب في تاريخ غربي آسيا في العصور القديمة هو نشاط الشعوب التي كانت تقيم في وادي الرافدين . وكانت هذه الشعوب بحكم موقعها الجغرافي، تنجذب بالطبع نحو المحيط الهندي، ولكنها كانت تضغط أيضا في اتجاه جبال إيران وأرمينية من ناحية، وفلي اتجاه حوض البحر المتوسط من ناحية أخرى. وكان تأثير جيوشها وصور حضارتها في كلا هذين الاتجاهين فاصلا في إحكام التوازن الحضاري والسياسي في الشرق الأدنى، وبذلك أصبحت أرض الرافدين


وكان البناة الأساسيين للحضارة والتاريخ في أرض الرافدين شعبين ينتميان إلى أصلين XII


مختلفين كل الاختلاف أبدعا ما تضمه تلك المنطقة من آثار فنية وأدبية كبيرة، ونعني بهما السومريين والأكديين وقد عاش هذان الشعبان مختلطين بعضهما ببعض إلى حد كبير، فكانت حضارة أرض الرافدين وتاريخها نتاج شعب مركب يستحيل في كثير من الأحيان التمييز في وضوح بين العنصرين الأساسيين اللذين يألف منهما.


ومن المحتمل أن السومريين كانوا يقيمون في جنوب أرض الرافدين منذ العصور السابقة للتاريخ، وقدم بلغوا هناك في عصر متقدم مرتبة عالية من الحضارة . وقد بدءوا شق القنوات واستغلال التربة بعقل وتدبير وإقامة المعابد والتماثيل . وتعطينا بعض هذه التماثيل صورة ملامح السومريين، وهي تتميز بجبهة منخفضة مائلة إلى الخلف، وأنف بارز أقني وفي العصور المتقدمة نرى شعرا طويلا مفروقا ولحية عريضة، ولكننا نجد فيما بعدم رءوسا هامة عن


ووجوها محلوقة الشعر .


وقدم تركت الحضارة السومرية طابعها المباشر أيضا في أشور وسوريا ومصر، ولكن لم يقابل هذا اتساع في النفوذ السياسي . فالواقع أن السومريين كانوا عاجزين دائما من الناحية مختلفين كل الاختلاف أبدعا ما تضمه تلك المنطقة من آثار فنية وأدبية كبيرة، ونعني بهما السومريين والاكديين وقد عاش هذان الشعبان مختلطين بعضهما ببعض إلى حد كبير، فكانت حضارة ارض الرافدين وتاريخها نتاج شعب مركب يستحيل في كثير من الأحيان التمييز في وضوح بين العنصرين الأساسيين اللذين يألف منهما.


ومن المحتمل أن السومريين كانوا يقيمون في جنوب أرض الرافدين منذ العصور السابقة للتاريخ، وقدم بلغوا هناك في عصر متقدم مرتبة عالية من الحضارة . وقد بدءوا شق القنوات واستغلال التربة بعقل وتدبير وإقامة المعابد والتماثيل . وتعطينا بعض هذه التماثيل صورة هامة عن ملامح السومريين، وهي تتميز بجبهة منخفضة مائلة إلى الخلف، وأنف بارز أقني وفي العصور المتقدمة نرى شعرا طويلا مفروقا ولحية عريضة، ولكننا نجد فيما بعدم رءوسا


ووجوها محلوقة الشعر.


وقدم تركت الحضارة السومرية طابعها المباشر أيضا في اشور وسوريا ومصر، ولكن لم يقابل


هذا اتساع في النفوذ السياسي . فالواقع أن السومريين كانوا عاجزين دائما من الناحية


السياسية عن بناء دولة كبيرة . فقد كانوا منقسمين إلى دول في مدن، كان ملوكها هم أيضا


الكهنة و لممثلين للآلهة المحلية وتاريخ المدن السومرية قصة متصلة من التنافس، كان التوازن


المتراوح هو الوضع الطبيعي فيها، ولكنها كان ينقطع من حين إلى حين بغلبة مدينة أو أخرى


غلبة قصيرة الأمد . وكانت الدولة الوحيدة التي بلغت مكانة مرموقة هي تلك التي وفق الملك لوجال زاجیری Lugalzaggisi إلى إنشائها حول مدينته أما Umma تل جوخة الآن ولكن بعد أن احتفظ بسيادته سنين عدة غلبته أخيرا دولة سامية، وكان ذلك حوالي 2350 ق.م. وكانت جماعات الساميين قبل ظهورها على المسرح السياسي ،بزمن تقيم في أرض الرافدين حول أطراف المدن السومرية، وتعيش على الرعي وفق تقاليدها القديمة. وكان أو لعمل كبير اثبتت به وجودها هو ذلك النصر الذي قضت به على مملكة لوجلز جيزي وأقامت مكانها دولة أكد السامية . ولكن يجب أن يلاحظ أن التاريخ يذكر أمراء ذوى أسماء سامية قبل ذلك ببضعة


قرون


وقد أدت الدراسات الحديثة المبنية على وثائق جديدة حصلنا أخيرا عليها ولا سيما وثائق ماري وقائمة الملوك الآشوريين التي كشفت في خورساباد) إلى الأخذ بتواريخ جديدة للشرق الأ دنى أقل إيغالا في التقدم، وهذا التاريخ الجديد يجعل أسرة أكد فيما بين 2350 و 2150 ق.م على وجه التقريب فهذا التاريخ "القصير" مع ما يقترن به من أسماء الملوك التي حددها اولبرايت وكورنيليسون F.) Cornelius) يلقى أكبر القبول في الوقت الحاضر، ولكن يجدر بنا أن تلاحظ أن هناك نظما تاريخية أخرى ترجع بهذين التاريخين إلى الوراء بضع عشرات من عوام. الا


المدن السومرية


ظهر إسم سمر في بداية الألفية الثالثة ق.م. لكن كان بداية السومريين في الألفية الخامسة ق. م. حيث استقر شعب العبيديين بجنوب العراق وكونوا المدن السومرية الرئيسية كاور ونيبور ولا رسا ولجاش وكولاب وكيش وإيزين وإريدو وادب واختلط العبيديون بأهل صحراء الشام و الجزيرة العربية عن طريق الهجرة أو شن غارات عليهم. وبعد عام 3250ق.م. هاجر إليهم السومريون من شمال شرق بلاد ما بين النهرين بشمال العراق. وهؤلاء الوافدون الجدد كانوا يتكلمون لغة ليس لها صلة بأي لغة أخري معروفة وقتها وكانت خاصة بهم وابتكروا الكتابة علي مخطوطات ألواح الطين انظر مسمارية . وظلت الكتابة السومرية 2000 عام لغة الإتصالات بين دول الشرق الأوسط وقتها.


وخلال القرون التي تلت الهجرة السومرية نمت الدولة وتطورن في الفنون والعمارة والعلوم. ويعتبر الحاكم السومري الملك إيتانا (Etana) ملك مدينة كش أول من وحد بلاد سومر منذ عام 1800ق.م. وبعده ظهر ميسكيا جاشر (ملك) مدينة أوروك ( وركاء) جنوب مدينة كش, وقام بالسيطرة علي منطقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط حتي جبال زاجروس وخلفه ابنه إنمركار عام 2750 ق.م. واستولى على مدينة أراتا بشمال شرق بلاد الرافدين وفي عام 2700 ق.م. قام إنمبارجاسي Enmebaragesi ملك دولة إتانا بكش بالسيطرة علي بلاد سومر وانتصر علي دولة عيلام Elam. وأقام معبدا للإله إلليل بمدينة نيبور التي أصبحت المركز الديني والحضاري لسومر. وفي سنة 2670 ق.م. إنتهى حكم إتانا بكش بعد سقوطه علي يد ميزنباد ملك مدينة أور التي جعلها عاصمة بلاد سومر. لكن بعد موته بسطت مدينة أرك نفوذها السياسي عليها بواسطة جلجاماش 2700) ق.م. - 2650 ق.م.) الذي دارت حوله الملحمة الشهيرة ملحمة جلجامش



  • م. وقبل القرن 25 ق.م. قامت الإمبراطورية السومرية بقيادة لوجلالمند وبمدينة أدب 2525)ق. 2500 ق.م.). و كانت تمتد من جبال طوروس حتي جبال زاجروس ومن الخليج العربي وحتي البحر الأبيض المتوسط وعاشت سومر فترة إضطرابات داخلية حتى القرن 23 ق.م. وحتى إجتاحها الملك السامي سارجون الأول 2335) ق.م. - 2279 ق.م.) وأسس عاصمة جديدة سماها آجاد باقصى شمال بلاد سومر. وكانت أيامه أقوى وأغنى مدينة في العالم وقتها. واندمج الغزاة واهل شمال يلاد سومر وانصهروا مكونين شعب آكاد . وأصبح يطلق عليها بلاد سومر وأكاد. واستمر الحكم الأكادي حوالي قرن وكان عهد الأكاديين قد إستغرق قرنا. أثناء حكم حفيد سارجون الملك نارامسين (3355 ق.م. 2218 ق.م.) نزح الثوار الجوتيين من جبال زاجروس واستولوا علي مدينة آكاد وبقية سومر لكن السومريين بعد عدة اجيال طردوهم. وحصلت سومر علي إستقلالها علي يد ملك مدينة أوروك يوتوهيجال ) حكم من 2120 ق.م. - 2112 ق.م.). وأعقبه أحد قواده -اور نامو بالعهد الثالث بمدينة أور وخلفه إبنه شلجي (2095) ق.م. - 2047 ق.م.). وكان قائدا عسكريا ومصلحا إجتماعيا كابيه وأديبا. ووضع قانونا قبل قانون حمورابي بثلاثة قرون وفتح المدارس والجامعات. وفي بداية الألفية العالمة ق.م. جاء العلاميون الرعاة من الصحراء غربي بلاد سومر وأكاد. واستولوا على أهم مدنها كإيزين وسيركا وأور واسروا حاكمها. وأصبحت البلاد في فوضى. حتى جاء حمورابي ملك بابل وطرد العلاميين عام 1763 ق.م. وأصبح الحاكم الوحيد لبلاد سومر وأكاد بعدما ضمهمها لبابل لتظهر الحضارة البابلية والحضارة السومرية خلفت آلاف الألواح المسمارية باللغة الأكادية. ومنذ أوائل الالف الخامس ق.م. شهد ما بين النهرين السهل الرسوبي في العراق ( دلتا الرافدين ( الانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن. ففي هذا السهل قامت المدن الاولى مثل اريدو و اور والوركاء) وركا). وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات وانشاء السدود وحفر القنوات والجداول. وفي هذا السهل كانت فيه شبكة القنوات معجزة من معجزات الري. مما جعل السومريون هم بناة أقدم حضارة في التاريخ. و في حدود سنة 3200 ق. م. ابتكر السومريون الكتابة ونشروها في عدة بلدان شرق أوسطية. وقامت في بلاد سومر أولى المدارس في التاريخ .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Cats have been ...

Cats have been around for ages, starting as hunters in ancient Egypt. They love meat and need lots o...

a software test...

a software testing technique where the internal workings or code structure of the system being teste...

يتكون نظام الطا...

يتكون نظام الطاقة من مكونات كهربائية مختلفة مثل المولد والمحولات وخطوط النقل وقواطع الدائرة وقضبان ا...

-أن الأصل في أل...

-أن الأصل في ألفاظ التأثير أنها من الأمور الإلهية، ومردها إلى مصدر معصوم:والمقصود أن تلك الألفاظ الت...

تكمن أهمية النب...

تكمن أهمية النبات الحولية في الامارات في كونها مصدراً لغذاء الإنسان والحيوان، إلى جانب استخدامها كعن...

قصة "طفل وكلب و...

قصة "طفل وكلب وليل" تتناول صداقة الطفل جوان والكلب بلاك. والد جوان، لابرا، يعمل كميكانيكي في معسكر ا...

التجوية الملحية...

التجوية الملحية : 30 شكل (٤٦ ) مخروطات الهشيم هذا النوع من التجوية يحدث في الأحجار الرملية عند المنا...

أولا: القصص في ...

أولا: القصص في الحضارة المصرية القديمة: قد شهد القصص الخيالي تنوعا في موضوعاته وأغراضه فكان القصص ا...

يحذر المولى عرب...

يحذر المولى عربية المنافقين والمرتابين والمشككين الذين ينشرون الخوف بين الناس، ويهددون أمن المجتمع و...

Here's a compar...

Here's a comparison of Saudi Arabia's health situation between 2010 and 2023 with the goals of the S...

وقت صلاة الفجر ...

وقت صلاة الفجر ايقاظ الأم لابنها علي حتى لا يتأخر عن عمله الجديد . – صلاة الأم ودعواتها لابنها وهي س...

With an artific...

With an artificial leg, Abdulaziz climbs Mount Imsafran His left foot was amputated due to a car acc...