لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

المقطع 16 من روايXO صمتت أسيل قليلا بعدما طلب خالد منها أن تحدد له نسبة مخزونه من الذكاء ثم نظرت إليه وتأملته كثيرًا، ثم أمسكت برأسه وأمسكت ثنية من جلده بين إن مخزونك الآن لا يتعدى ستمائة وخمسين وحدة. وقد يكون ستمانة فقط بعد استنزافك الكثير من الوحدات في تفكيرك. - وكم يتبق لامرأة الحاكم حتى تضع مولودها؟

  • أعتقد أنه يتبقى شهران وعشرون يوما أكثر أو أقل بأيام. - هل سيستغرق حفره عشرين يوما فقط؟ وإن شئت أحضرت هؤلاء العمال من الغد. وطال صمته تلك المرة ثم نظر إلهم فوضع وجهها بين كفيه برقة
  • أريد أن أكون وحدي يا أسيل. عليك أن تعودي إلى المسكن مع يا من الآن. ثم نظر إلى إياد وشكره على تفكيره في إيجاد الحل له. والتي ظلت تتلفت وهي تسير مبتعدة عن خالد، وتنظر إليه حيث يجلس وكأنها لم ترد أن تفارقه حتى اختفى عن نظرها. بينما جلس هو على صخرة عريضة أمام السور. ينظر إليه ويفكر فيما أخبره به إياد ويتحدث إلى نفسه. إما البقاء في زيكولا أو العودة إلى بلده. ويسأل نفسه هل يجد ذلك السرداب حقا إن عبر هذا السور أم أنه سراب سيظل يطارده. - انت شايف إن فيه حل تاني ؟ . زي ما قلت قبل كده مبقاش فاضل غير المجازفة. ترجع بلدك ومعاك مية وحدة ذكاء بس. لو وافقت على اللي قاله إياد لازم تحس بلذة اللحظات دي. لأنها ممكن تكون آخر لحظات ذكاء تعيشها. وتذكر جده حين كان يبتسم ويداعبه صغيرًا. حتى كبر وعاد إليه يوما بعدما لم يجد وظيفة الذكي مبيختلفش عن الغبي كثير. يشعر كم اشتاق إلى جده، وإلى رؤيته ويعلم أنه لم يشغله عن التفكير به سوى سعيه للعودة إليه من جديد. وينظر إلى السور ويحدثه بصوت هامس أنت الحاجز الوحيد بيني وبين اللي بحهم. ثم نظر إلى البيت الذي يسكنه الخادم
  • وانت الحل الوحيد اللي هيخليني أشوف اللي بحهم. ثم أمسك برأسه ومرر شعره بين أصابعه وتحدث
  • أصعب قرار بحياتي. هتقرر إيه يا خالد؟ هتقرر ايه؟ وظل هكذا لا يتوقف عقله عن التفكير. وبدأ خيط النهار يظهر. فنهض واتجه إلى المسكن الذي يسكن به يامن وأسيل. وما إن وصله حتى دلف إلى غرفة يا من فوجده نائما، فلم يستيقظ فنكزه بيده حتى فتح عينيه. فنهض يامن وجلس على سريره فاتحا عينيه بصعوبة. سأعبر سور زيكولا من خلال النفق. لقد أخبرنا إياد أن حفر ذلك النفق سيستغرق عشرين يوما. وسيعطينا ذلك الخادم البيت حتى يوم زيكولا، هكذا تجار زيكولا سيطير خبر يوم زيكولا قبله بأيام. فيستعد كل من يريد العودة حتى يُفتح باب زيكولا فيدخلونها. فواصل خالد حديثه هذا ما أقصده. يتبقى على يوم زيكولا شهران وعشرون يوما. إن عملت هنا مقابل ست وحدات باليوم سأوفر حتى يوم زيكولا ربما ربعمائة وثمانين وحدة. سيكون لدي ما يقرب من ستمانة وحدة. أي أنني لن أختلف كثيرًا حين أخرج من النفق. وستنفعني كثيرا تلك الوحدات حين أصل إلي سرداب فوريك. ثم أكمل: إنك ذكي حقا يا خالد. فإنك ستبقى معنا شهرين آخريين. خشيت أن ترحل بعد عشرين يوما فقط. هذا إن وضعت زوجة الحاكم ذكرا. ربما تطول المدة إن وضعت أنثى. وانتظرنا يوم زيكولا في موعده الأساسي بعد خمسة شهور. - أردت أن أحدثك بعيدا عن أسيل لأنني لا أريد أن أسبب لها الكثير من التعب. وأخشى أن يؤثر ذلك على عملها كطبيبة زيكولا الأولى. سأصبح في عداد أغبياء زيكولا وفقرائهم. وإن فكرت ربما ستكون قراراتي غبية. أخشى أن يكون تفكيري بغباء سيسبب الكثير من المتاعب. ولهذا سأحملك مسئوليتي بعد اليوم. فإن فعلت ذلك فلن أنساه طوال عمري. واقترب منه أريد أن أخبرك بشيء آخر. وأخشى أن أكون غبيًا فتبتعد عني. أن أفعله تجاهها أيضا فرد يامن ولهذا فكرت أن أخذها معي إلى أرضي. وقررت أن أخبرها بذلك حين أجد الطريق ممهدا لعودتي إلى بلدي. سأتركك وقتها تخبرني ماذا أفعل. استيقظت أسيل فوجدت خالدًا ويامنا في انتظارها فسألت خالدًا على الفور: لقد قررت أن أجازف وأفعل ما أخبرنا به إياد. وسأعمل كي أسترجع جزءا كبيرًا من ذكائي حتى عودتي. فسألته وبدا الحزن على وجهها:
  • ألم تجد حلا آخر ؟ . فيز خالد رأسه نافيا، ولماذا لا تنتظر حتى تعمل أولًا فيزيد مخزونك. ثم تحفر نفقك قبلها بأيام. كما فعلت حين اشتريت كتابك؟ ولكنني أصبحت أعلم جيدًا طبيعة أهل زيكولا . سيطلب من يحفرون النفق الكثير من الأجر. ربما يطلبون ضعف الثلاثمائة وحدة أو ضعفين. أريدك فقط أن تكوني معي. ولم يكد يكمل جملته حتى وجدوا إياد يدخل إليهم فابتسم يامن ولذا أردت أن أوفر القليل من الوقت. وسأترك لك المسئولية لمتابعة ذلك النفق، ثم تحرك خطوات إلى الخارج، وعاد ومعه فتى ملابسه بالية ثم أشار إلى خالد وحدث الفتي إنه من يريد أن يستأجر بيت سيدك. حسنًا، بل اليوم السابق له حتى. يوم يفتح باب زيكولا. وربما يقتلني إن علم أنني من أدخلتكم بيته. سيأتون بعد قليل. سيأتون بعد أن يرحل. بعدها نظر خالد إلى الفتى حسنًا. أستأجر منك البيت حتى يوم فتح باب زيكولا مقابل مانتي وحدة. وهذا مفتاح بيت سيدي. فنظرت إليه أسيل في لهفة. فلم يرد، وخرج إياد وعاد مجددا، وتحدث إليه: - لقد أتى زعيم العمال الذين سيحفرون النفق. ولكنه يريد أن يأخذ الثلاثمائة وحدة دفعة واحدة. - لا . ثم تحدث إلى إياد: فرد إياد: نعم. فابتسم إليها خالد: إنني قوي. - حسنًا. وأنت ستواصل عملك. وقد أكدوا لي ذلك. وبعد أن تغادره - متى تشاء سأجعلهم يملأون جزءه القريب من البيت بالصخور مجددًا ثم يعيدون أرضية البيت كما كانت. فخرج إياد. وعاد ومعه رجل ضخم شعره ، مجعد وشاربه كثيف وشفتاه غلیظتان، ثم نطق بصوته الغليظ فتحدث إليه خالد إننا نعلم كيف نصون السر جيدا. وهم ليغادر قائلا: وسترى كم نحن بارعون. ثم غادر ومعه إياد الذي أخذ المفتاح الحديدي معه. أما خالد فأمسك رأسه من جديد، وتزايدت ضربات قلبه وتسارعت أنفاسه وزاد شحوبه للغاية، وشحبت شفتاه واحمرت عيناه ونهض من مكانه، وسار مترنحا بين أرجاء المكان، ونظر إلى يا من وأسيل في ذهول وترنح مجددًا، عليك أن تصمد. ستعود إلى بلدك. ثروتك. وخالد ما زال يتحرك ويهذي ولا يدري بشيء من حوله، وينظر إلى ذراعه التي أصبحت صفراء شاحبة، الباب، وما إن تحرك خطوات نحوه حتى سقط على الأرض، وظل جسده ينتفض وضمت أسيل رأسه إلى صدرها ورجلاه تنتفضان بقوة، وأغمض عينيه. كنت أعلم أن ذلك سيصيبه. ولكنني لم أعلم أنني لن أستطيع أن أراه هكذا. وأكملت إن مخزونه الآن لا يزيد عن مانة وحدة. سأتركه ينام حتى الغد، لابد وأن تعمل من الغد. لقد أصبح هدفي الآن أن يستعيد خالد ذكاءه قبل أن يغادر زيكولا. وسأتابع مع إياد أيضا حفر ذلك النفق. *** غادر يا من بيت ضيافة الطبيبة بعدما حمل خالد إلى سريره. وترك بجواره أسيلا التي ظلت تنظر إليه، وتحاول أن تتمالك نفسها من البكاء مجددًا، وتسكب القليل من الماء البارد على يدها ثم تمررها على وجهه وعلى لحيته الناعمة ثم على شعره الناعم. وأسيل تنظر إليه. وتتذكر حين اصطدم حصان عربتها به ورأته لأول مرة. ثم تتذكر حين قرأت كلماته التي كتبها عنها، وأنها حورية زيكولا وتمسح مجددًا وجهه بالماء، وأخبرها بأنه قد سماه أسيلا. 215 وبدأت تتحدث إليه بصوت هادئ ستكون بخير حتى عاد يامن. في صباح اليوم التالي، فسألهما: وردت
  • لقد أصابنا القلق فحسب. لماذا تجلسان ؟ . ولكن مرضى تلك المنطقة أغلبهم من النساء. - حسنا يا صديقي. انتظر حتى أغسل وجهي بالماء. *** انجه خالد مع يا من إلى عملهما الجديد في المنطقة الغربية. وقد بطأت حركته، وكلما سار بمكان ما تلفت حوله كثيرًا، وظل يسأل يامنا الكثير من الأسئلة والبي أجابها له يامن من قبل ويامن يبتسم ويجيبه مجددا. فتحدث إليه يامن 217 ولكن ما عليك سوى أن تقلدني في عملي. وحين تنتهي من عملنا سننال أجرنا. بدأ خالد يعمل مع يامن. وكانت كفاءته أقل كما أخبره. وكلما اشتد بعمله زاد تعبه وإنهاكه وأراد أن يستريح. هيا. ثم يوحي إليه بأنه من تفوق في تلك المنافسة. حتى انتهيا من عملهما وأخذا أجرهما، واتجها إلى ذلك البيت الذي استأجره. فوجدا إيادًا هناك بمفرده، وعمال الحفر قد انصرفوا ، فأجابه إياد: إنهم قد انصرفوا. لن يستطيعوا أن يعملوا مع هدوء الليل. - إننا نريد أن تسرع. ثم أمسك بيده، - انظرا. إنها أصعب ما في الأمر. وسينتهى في موعده بعد عشرين يوما. ضحك:
  • يا من. لن أوصيك. توالت الأيام يوما تلو الآخر، ولا يناقشه بشئ. ما يريده فقط أن يعمل وينال أجره. ثم يتجها إلى إياد ومن معه من عمال. وتأتى إليهم أسيل حين تنتهى من عملها، ولا يتدخل بعملهم مطلقا. وقد تعمقوا بالأرض مسافة عمودية قد تصل إلى مترين ووضعوا بها سُلَمًا خشبيا صغيرًا. ومنها بدأوا يحفرون نفقًا أفقيًا. واندهشت أسيل حين نزلت تلك الحفرة، ونظرت إلى النفق الأفقى. وتعجبت من تلك البراعة التي يحفرون بها. وكلما حفروا مسافة معينة دعموها بالأخشاب حتى لا ينهار ما فعلوه. وتنظر إلى خالد ضاحكة ستحقق أملك قريبًا. ثم نظرت إلى إياد وطلبت أن تتحدث إليه بعيدا عن خالد ثم سألته: بالطبع لا . أرى أنك تخشين عليه كثيرا . لا أرى أنها مشكلة على الإطلاق. وهذا بالطبع سيمرر الهواء. فردت أسيل: - أتمنى ذلك. والعمال يحفرون نفقه. يحفرون نهارا، وكلما نزل النفق، - انظر يا خالد. انظر يا خالد. ويبتسم، " وتمر الأيام أكثر وأكثر، وأسيبل تنهي عملها كل يوم لتذهب إلي ذلك النفق. دار الطبيب. و قد وافقاه فيما أراد. - يامن. فأكمل خالد وأن أطلب منها أن تأتي معي إلى بلدي. أعتقد أنني تأخرت كثيرًا كمي أخبرها بذلك. فأجابه : لا أعلم. ما أعلمه أننى لا امتلك من الذكاء سوى مائتي وحدة أو أكثر بقليلا. فابتسم ابتسامة حزينة ولكنني لا أجده بتلك السهولة. أخشى أن يكون تواجدها معي تعاطفا ليس حبا. ثم سأله: أين أوراقك التي كنت تكتيها؟ 221 فسأله: وهل قرأتها أسيل؟ فأجابه: لا. إنها قرأت الأوراق الأولى فقط. - حسنا سأخذ تلك الأوراق، وسأجعلها تقرأها. وستتأكد من حبك لها ولن تنتظر حتى تذهب إليها. فابتسم خالد
  • حسنًا لفعل ما تشاء. لم يعد سوى يومين على انتهاء العشرين يوما التي أخبرني بها إياد. بعدها خرج . - إن خالد قد خرج ولا أعلم أين هو . وأنا سأخرج الآن. ثم أعطاها لها فابتسمت أسيل حسنا سأعطيها له حين يعود. ثم أخذتها، وأسرعت إلى سريرها، وبعثرت الأوراق أمامها في سعادة. وأمسكتهم ورقة ورقة. وكلما انتهت من قراءة إحداهن تناولت الأخرى. ثم بدأت تقرأ ما فأجابها:
  • حسنا . سأتي معك. ثم أغلقت باب حجرتها مرة أخرى وبدلت ملابسها، ولملمت أوراق خالد سريعا لتحملها معها. ولم تدر أن هناك ورقة قد أسقطتها دون أن تشعر. خرجت أسيل مسرعة مع حراس الحاكم. فركبت العربة الفخمة التي جاءوها بها، سأذهب إلى هناك، وسأعود على الفور. ثم طلبت من قائد الحراس الذي كان يجلس أمامها في العربة أن يزيد من إضاءة المصباح الناري كي تتمكن من قراءة باقي أوراق خالد التي أحضرتها معها حتى تصل إلى قصر الحاكم. وبدأت تقرأ مجددًا ما كتبه بينما تسير العربة، وبدا السرور على وجهها. وزادت ضربات قليها حين وجدت أن خالدا وكادت دموعها تسقط حين انتهت الورقة، وانتهت الأوراق معها، فحاولت أن تتمالك نفسها. ولم تحرك ساكنا. عصير مكاتب وأكملت فأمسك يامن بالورقة فوجدها إحدى أوراق خالد، والتي كتب ببدايتها:
  • "لم أحب غيرها طوال عمري قبل أن أتي إلى زيكولا. حتى وجدت أسيلا التي يزداد شعوري كل يوم بحيها لي. أما أنا فأشعر تجاهها بحب لم أشعر بمثله من قبل.


النص الأصلي

المقطع 16 من روايXO
(16)
صمتت أسيل قليلا بعدما طلب خالد منها أن تحدد له نسبة مخزونه من الذكاء ثم نظرت إليه وتأملته كثيرًا، ثم أمسكت برأسه وأمسكت ثنية من جلده بين
أصبعها:



  • خالد.. إن مخزونك الآن لا يتعدى ستمائة وخمسين وحدة.. وقد يكون ستمانة فقط بعد استنزافك الكثير من الوحدات في تفكيرك...
    فصمت ثم سألها:

  • وكم يتبق لامرأة الحاكم حتى تضع مولودها؟
    فأجابته:

  • أعتقد أنه يتبقى شهران وعشرون يوما أكثر أو أقل بأيام...
    بعدها نظر إلى إياد:

  • هل سيستغرق حفره عشرين يوما فقط؟
    فابتسم إياد: أعتقد ذلك.. وإن شئت أحضرت هؤلاء العمال من الغد..
    فصمت خالد، وطال صمته تلك المرة ثم نظر إلهم
    أريدكم أن تتركوني وحدي الآن.
    فابتسمت أسيل:
    205

  • خالد.. أريد أن أبقى معك...
    فوضع وجهها بين كفيه برقة

  • أريد أن أكون وحدي يا أسيل.. عليك أن تعودي إلى المسكن مع يا من الآن.. أريد
    أن أتخذ قراري بمفردي.. ثم نظر إلى يامن
    اصطحب أسيل إلى المسكن.. وأنا سأتبعكما لاحقا...
    ثم نظر إلى إياد وشكره على تفكيره في إيجاد الحل له.. ثم غادروا جميعا...




غادر إياد ومعه يامن وأسيل، والتي ظلت تتلفت وهي تسير مبتعدة عن خالد، وتنظر إليه حيث يجلس وكأنها لم ترد أن تفارقه حتى اختفى عن نظرها.. بينما جلس هو على صخرة عريضة أمام السور.. ينظر إليه ويفكر فيما أخبره به إياد ويتحدث إلى نفسه.. إما البقاء في زيكولا أو العودة إلى بلده.. وهو غبي.. ويسأل نفسه هل يجد ذلك السرداب حقا إن عبر هذا السور أم أنه سراب سيظل يطارده.. ثم يبتسم، ويتحدث إلى نفسه، وكأنها شخص أمامه يحدثه ويقنعه:



  • انت شايف إن فيه حل تاني ؟ .. زي ما قلت قبل كده مبقاش فاضل غير المجازفة.. ثم ضحك واكمل مناقشته لذاته

  • قررت إيه يا خالد ؟.. ترجع بلدك ومعاك مية وحدة ذكاء بس.. ولا تبقى هنا طول حياتك؟
    لو وافقت على اللي قاله إياد لازم تحس بلذة اللحظات دي.. لأنها ممكن تكون آخر لحظات ذكاء تعيشها...
    ثم عاد بجسده للخلف.. وأسند ذراعيه خلفه، وتذكر جده حين كان يبتسم ويداعبه صغيرًا.. ويخبره بأنه ذكي.. حتى كبر وعاد إليه يوما بعدما لم يجد وظيفة
    بشهادته.. وأخبره أنه لا فائدة لذكانه في بلده.. ماذا يفعل به لاشي... يبتسم. ويتحدث إلى نفسه بصوت مسموع
    مش هتفرق كتير لما أرجع لبلدي.. الذكي مبيختلفش عن الغبي كثير... يشعر كم اشتاق إلى جده، وإلى رؤيته ويعلم أنه لم يشغله عن التفكير به سوى سعيه للعودة إليه من جديد.. وينظر إلى السور ويحدثه بصوت هامس
    أنت الحاجز الوحيد بيني وبين اللي بحهم.
    ثم نظر إلى البيت الذي يسكنه الخادم

  • وانت الحل الوحيد اللي هيخليني أشوف اللي بحهم.. ثم أمسك برأسه ومرر شعره بين أصابعه وتحدث

  • أصعب قرار بحياتي.. أصعب قرار.. هتقرر إيه يا خالد؟ هتقرر ايه؟ وظل هكذا لا يتوقف عقله عن التفكير.. حتى اقترب الليل من الزوال، وبدأ خيط النهار يظهر... فنهض واتجه إلى المسكن الذي يسكن به يامن وأسيل.. وما إن وصله حتى دلف إلى غرفة يا من فوجده نائما، فهمس إليه:

  • يامن.. يا من...
    فلم يستيقظ فنكزه بيده حتى فتح عينيه.. وكاد يتحدث فأشار إليه خالد أن يصمت، وتحدث بصوت منخفض:

  • أسيل في الغرفة المجاورة.. ولا أريدها أن تصحو... إن كانت نامت من الأساس... فنهض يامن وجلس على سريره فاتحا عينيه بصعوبة.. حتى أكمل خالد بصوته
    المنخفض

  • أريد أن أتحدث إليك... يامن حسنًا...
    فأكمل خالد: لقد اتخذت قراري
    207
    فنظر إليه يا من... ينتظره أن يكمل حديثه سريعا.. حتى أكمل
    أرى أن إيادًا على حق.. سأعبر سور زيكولا من خلال النفق.
    فقاطعه يامن

  • خالد.. وذكاؤك ؟!
    فأجابه: لقد فكرت كثيرًا في ذلك.. لقد أخبرنا إياد أن حفر ذلك النفق سيستغرق عشرين يوما.. وسيعطينا ذلك الخادم البيت حتى يوم زيكولا، حتى يعود أصحابه
    إن عادوا..
    فقاطعه یا من نعم سيعودون.. هكذا تجار زيكولا سيطير خبر يوم زيكولا قبله بأيام.. فيستعد كل من يريد العودة حتى يُفتح باب زيكولا فيدخلونها... فواصل خالد حديثه هذا ما أقصده.. يتبقى على يوم زيكولا شهران وعشرون يوما.. سيُحفر ذلك النفق، ولكنني لن أغادره حتى يوم زيكولا.. إنهم ثمانون يوما... إن عملت هنا مقابل ست وحدات باليوم سأوفر حتى يوم زيكولا ربما ربعمائة وثمانين وحدة.. مع ما تبقى لدي من المانة وحدة.. سيكون لدي ما يقرب من ستمانة وحدة.. أي أنني لن أختلف كثيرًا حين أخرج من النفق.. وستنفعني كثيرا تلك الوحدات حين أصل إلي سرداب فوريك...
    فابتسم يامن

  • إنه قرار حياتك يا صديقي.. ولا دخل لي به...
    ثم أكمل: إنك ذكي حقا يا خالد. وكم أنا مسرور لذلك.. فإنك ستبقى معنا شهرين آخريين.. خشيت أن ترحل بعد عشرين يوما فقط..
    فابتسم خالد
    هذا إن وضعت زوجة الحاكم ذكرا.. ربما تطول المدة إن وضعت أنثى.. وانتظرنا يوم زيكولا في موعده الأساسي بعد خمسة شهور...
    فابتسم يامن

  • الآن أتمنى أن تضع أنثى...
    فابتسم خالد ثم زالت ابتسامته

  • أردت أن أحدثك بعيدا عن أسيل لأنني لا أريد أن أسبب لها الكثير من التعب.. وأخشى أن يؤثر ذلك على عملها كطبيبة زيكولا الأولى.. اليوم سأفقد ذكائي.. سأصبح في عداد أغبياء زيكولا وفقرائهم.. لن أستطيع التفكير.. وإن فكرت ربما ستكون قراراتي غبية...
    ثم نظر إليه، وأمسك بذراعيه:

  • يامن.. من اليوم أنت من ستتخذ أي قرار يخصني..
    فسأله يا من مندهشا

  • أنا ؟ !!
    فأجابه خالد

  • نعم.. أخشى أن يكون تفكيري بغباء سيسبب الكثير من المتاعب.. ولهذا سأحملك مسئوليتي بعد اليوم.. سأطيعك مهما كان قرارك.. بالطبع ستكون أذكى
    مني..
    فصمت يا من وفرك شعره
    إنها حقا مسئولية كبرى...
    فاكمل خالد:

  • ما عليك سوى أن تجعلني أعمل... حتى أسترجع ذكائي.. فإن فعلت ذلك فلن أنساه طوال عمري.. ثم هدأ صوته، واقترب منه أريد أن أخبرك بشيء آخر...
    209

  • يامن... إنني أحب أسيلًا.. وأخشى أن أكون غبيًا فتبتعد عني.. سأطيعك فيما تراه
    أن أفعله تجاهها أيضا فرد يامن
    أرى أنها تحبك أيضا، وتحبك كثيرا...
    فابتسم خالد: أعلم ذلك.. ولهذا فكرت أن أخذها معي إلى أرضي.. لقد فكرت كثيرا في ذلك.. ولكنني ترددت أن أخبرها بحبي لها. وقررت أن أخبرها بذلك حين أجد الطريق ممهدا لعودتي إلى بلدي.. سأتركك وقتها تخبرني ماذا أفعل... فابتسم يامن
    أتمنى لكما السعادة يا صديقي.. فابتسم خالد

  • حسنًا لننهض.. علينا أن نذهب إلى إياد.. وأعتقد أن أسيلا قد استيقظت.. لا نذهب إلى إياد.. وأعتقد
    تخبرها بشيء مما قلناه...
    فابتسم يامن، وقد نهض: حسنا ...




استيقظت أسيل فوجدت خالدًا ويامنا في انتظارها فسألت خالدًا على الفور:



  • هل اتخذت قرارك ؟
    فابتسم خالد

  • نعم.. لقد قررت أن أجازف وأفعل ما أخبرنا به إياد.
    فصمتت أسيل حتى أكمل
    وسأنتظر حتى يوم زيكولا حيثما كان.. بعد ثمانين يوما أو بعد خمسة أشهر... وسأعمل كي أسترجع جزءا كبيرًا من ذكائي حتى عودتي...
    فسألته وبدا الحزن على وجهها:

  • ألم تجد حلا آخر ؟ .. فيز خالد رأسه نافيا، فسألته مجددا:
    ولماذا لا تنتظر حتى تعمل أولًا فيزيد مخزونك.. ثم تحفر نفقك قبلها بأيام. وتحافظ على ذكائك.. كما فعلت حين اشتريت كتابك؟
    فأجابها :
    فكرت في ذلك.. ولكنني أصبحت أعلم جيدًا طبيعة أهل زيكولا .. .. ومدى انتهازهم... كلما اقتربنا من ذلك اليوم.. سيطلب من يحفرون النفق الكثير من الأجر.. ربما يطلبون ضعف الثلاثمائة وحدة أو ضعفين.. ثم نظر إلها، وابتسم:

  • سأكون بخير يا أسيل.. سأكون بخير.. أريدك فقط أن تكوني معي..
    فابتسمت أسيل حتى تحدث يامن
    هيا.. علينا أن نجد إيادا...
    ولم يكد يكمل جملته حتى وجدوا إياد يدخل إليهم فابتسم يامن

  • كنا في طريقنا إليك...
    فضحك إياد
    أعلم ذلك.. ولذا أردت أن أوفر القليل من الوقت.. ثم نظر إلى خالد

  • هل اتخذت قرارك ؟
    فرد خالد

  • نعم.. وسأترك لك المسئولية لمتابعة ذلك النفق، وسأعطيك مقابلا.. ولكنه ليس
    كبيرا، وليس الآن.
    فابتسم إياد: - لا بأس.. ثم أكمل:
    211
    كنت أعلم أنك ستقرر ذلك.. ثم تحرك خطوات إلى الخارج، وعاد ومعه فتى ملابسه بالية ثم أشار إلى خالد وحدث الفتي
    إنه من يريد أن يستأجر بيت سيدك... فتحدث الفني
    حسنًا، ولكن ساكررها إلى يوم زيكولا فقط.. بل اليوم السابق له حتى.. يوم يفتح باب زيكولا.. إن عاد سيدي فلن يترككم لحظة واحدة ببيته.. وربما يقتلني إن علم أنني من أدخلتكم بيته...
    فأوماً خالد إليه برأسه موافقا دون أن يتحدث ثم نظر إلى إياد:

  • ومتى يأتي عمالك؟
    فهمس إليه إياد:
    عصر
    سيأتون بعد قليل.. لا تخبر الفتى بما سنفعله أسفل بيت سيده.. ربما يضيع كل شيء إن علم بذلك.. سيأتون بعد أن يرحل.. بعدها نظر خالد إلى الفتى حسنًا.. أستأجر منك البيت حتى يوم فتح باب زيكولا مقابل مانتي وحدة... فابتسم الفتى وأخرج مفتاحا حديديا كبيرا:
    وهذا مفتاح بيت سيدي...
    وما إن أخذه خالد حتى شعر بألم شديد برأسه.. فنظرت إليه أسيل في لهفة.
    واقتربت منه بعدما أمسك برأسه

  • خالد تماسك.. أرجوك تماسك.. أعلم أن اليوم شاق عليك...
    فلم يرد، وظل ممسكا برأسه وبدأ شحوب جلده يزداد.. حتى سألته:

  • خالد.. هل أنت بخير؟
    فأجابها بصوت منخفض
    ولم يترك رأسه حتى من قليل من الوقت.. وخرج إياد وعاد مجددا، وتحدث إليه: - لقد أتى زعيم العمال الذين سيحفرون النفق.. ولكنه يريد أن يأخذ الثلاثمائة وحدة دفعة واحدة.. هل ستعطيهم أجرهم دفعة واحدة كما طلبوا ؟ فنطقت أسيل على الفور

  • لا .. لن يدفع لهم ثلاثمائة وحدة الآن...
    فأمسك خالد بيدها.. ثم تحدث إلى إياد:

  • هل يأخذون أجرهم دائما هكذا؟
    فرد إياد: نعم.. وهذا ما سيجعلهم يكتمون أمر ذلك النفق.. الذي قد يودي بحياتنا
    جميعا...
    فنطق خالد في صوت هادئ

  • حسنا.. سأعطيهم ما يريدون...
    فصرخت إليه أسيل:
    خالد.. إن هذا قد يودي بحياتك...
    فابتسم إليها خالد: إنني قوي.. سأدفع لهم ما يريدون سواء الآن أو بعد ذلك.. ولا أريد أن يخبروا أحدًا.. فتحدث إياد:

  • حسنًا.. سأدخله إليك الآن ثم أذهب معهم إلى ذلك البيت لأنهم سيبدأون عملهم من اليوم.. وأنت ستواصل عملك.. وستجد نفقك كاملا بعد عشرين يوما.. وقد أكدوا لي ذلك.. وبعد أن تغادره - متى تشاء سأجعلهم يملأون جزءه القريب من البيت بالصخور مجددًا ثم يعيدون أرضية البيت كما كانت.. وأتمنى ألا يثير ريبة صاحبه حين يعود إليه .. فحدثه خالد :
    213

  • حسنًا.. أدخله...
    فخرج إياد.. وعاد ومعه رجل ضخم شعره ،مجعد وشاربه كثيف وشفتاه غلیظتان، وبيده آلة حفر يدوية سنها حديدي مدبب وتخرج منه عصا خشبية
    سميكة.. ثم نطق بصوته الغليظ
    إننا نريد ثلاثمائة وحدة الآن... فتحدث إليه خالد
    لا أريد أن يعلم أحد بذلك أبدا...
    فرد الرجل:

  • حسنًا، كما تريد.. إننا نعلم كيف نصون السر جيدا...
    فابتسم خالد حسنًا لك ما تريد..
    فابتسم الرجل، وهم ليغادر قائلا:
    صير - سنبدأ العمل اليوم.. وسترى كم نحن بارعون...
    ثم غادر ومعه إياد الذي أخذ المفتاح الحديدي معه.. أما خالد فأمسك رأسه من جديد، وتزايدت ضربات قلبه وتسارعت أنفاسه وزاد شحوبه للغاية، وشحبت شفتاه واحمرت عيناه ونهض من مكانه، وسار مترنحا بين أرجاء المكان، ونظر إلى يا من وأسيل في ذهول وترنح مجددًا، وبرزت عيناه وأمسك برقبته كأنه يختنق. وأسيل تناديه وقد تساقطت دموعها

  • خالد.. عليك أن تصمد.. لم يفعل أحد من قبل مثلما فعلت... خالد.. ستصمد.. إنك قوي.. أعلم أنك ستصمد.. ستصمد...
    ثم أمسكه يامن خالد.. ستعود إلى بلدك.. ستعود قويا كما كنت.. ستسترجع
    ثروتك...
    وخالد ما زال يتحرك ويهذي ولا يدري بشيء من حوله، وينظر إلى ذراعه التي أصبحت صفراء شاحبة، وإلى كفيه اللتين ارتعشتا قليلا.. حتى أراد أن يتجه نحو
    الباب، وما إن تحرك خطوات نحوه حتى سقط على الأرض، وظل جسده ينتفض وضمت أسيل رأسه إلى صدرها ورجلاه تنتفضان بقوة، حتى هدأتا رويدا رويدا. وأغمض عينيه.. فنظرت أسيل باكية إلى يامن
    كنت أعلم أن ذلك سيصيبه.. ولكنني لم أعلم أنني لن أستطيع أن أراه هكذا... وزادت دموعها ومررت بدها فوق شعره، وأكملت
    إن اليوم سيكون أصعب أيامه في زيكولا.. إن مخزونه الآن لا يزيد عن مانة وحدة.. عليه أن يأخذ قسطا كبيرا من الراحة اليوم...
    فرد يامن

  • حسنا.. سأتركه ينام حتى الغد، وأنا سأذهب كي أرى عملنا الجديد.. لابد وأن تعمل من الغد.. لقد أصبح هدفي الآن أن يستعيد خالد ذكاءه قبل أن يغادر زيكولا.. وسأتابع مع إياد أيضا حفر ذلك النفق...
    فقالت أسيل ومازالت دموعها على خديها:

  • حسنًا.. عليك أن تحمله إلى سريره الآن.. وأنا سأظل بجواره حتى تعود..




غادر يا من بيت ضيافة الطبيبة بعدما حمل خالد إلى سريره.. وترك بجواره أسيلا التي ظلت تنظر إليه، وتحاول أن تتمالك نفسها من البكاء مجددًا، وتسكب القليل من الماء البارد على يدها ثم تمررها على وجهه وعلى لحيته الناعمة ثم على شعره الناعم.. وخالد مغلقة عيناه ويهذي بكلمات غير مفهومة، وأسيل تنظر إليه. وتتذكر حين اصطدم حصان عربتها به ورأته لأول مرة.. ثم تتذكر حين قرأت كلماته التي كتبها عنها، وأنها حورية زيكولا وتمسح مجددًا وجهه بالماء، وابتسمت حين تذكرت حديثه إليها حين رأى نجما لامعًا فريدًا، وأخبرها بأنه قد سماه أسيلا... تشعر بأنها تراه أمامها كما رأته حين وقف أمام عمال المنطقة الشرقية كقائدهم
215
وجعلهم بكلمات منه يتخلون عن خوفهم ويتحدون ضد أخذي وحدات الحماية.. وبدأت تتحدث إليه بصوت هادئ
ستكون على مايرام يا خالد.. ستكون بخير
ثم نهضت لتحضر المزيد من الماء فوجدته يهذي، ويعلو صوته



  • جدي.. منى.. منى.. جدي.. فتوقفت قدماها حين سمعته.. ثم أكملت طريقها لتحضر الماء.. حتى عاد يامن. وظلا بجواره ساعات طويلة دون أن يغفو لهما جفن.. حتى مر ذلك اليوم....
    في صباح اليوم التالي، فتح خالد عينيه فوجد أسيلا ويامنا بجواره فضحك
    فسألهما:

  • لماذا تجلسان هكذا ؟ !
    صير
    فابستم يامن وابتسمت أسيل، وردت

  • لقد أصابنا القلق فحسب.
    فصمت خالد ولم يتحدث بعدما نظر إلى ذراعه ثم نظر إلى يا من، وحدثه بصوت
    هادی

  • هل بدأوا العمل؟
    فأجابه: نعم.. لقد بدأوا بالأمس...
    فسأله مجددا:
    ونحن لماذا لانعمل معهم ؟ !
    فابتسم يامن

  • لدينا عملنا...
    فصاح به في غضب:
    ولماذا نجلس هنا ؟ !
    فابتسمت أسيل، ونظرت إلى يامن

  • نعم.. لماذا تجلسان ؟ .. هيا انهضا إلى عملكما؟
    فنظر خالد إلى أسيل مندهشا

  • ألن نساعدك؟
    فابتسمت:

  • كنت أتمنى ذلك.. ولكن مرضى تلك المنطقة أغلبهم من النساء.. لقد وجد يامن لك عملا ستوفر منه ست وحدات باليوم..

  • فركل يا من بقدمه:

  • حسنًا.. هيا بنا إلى العمل...
    فضحك يامن

  • حسنا يا صديقي.. انتظر حتى أغسل وجهي بالماء.. أراك أصبحت متسرعا قليلًا...




انجه خالد مع يا من إلى عملهما الجديد في المنطقة الغربية.. وخالد يسير واجما. وقد بطأت حركته، وكلما سار بمكان ما تلفت حوله كثيرًا، وظل يسأل يامنا الكثير من الأسئلة والبي أجابها له يامن من قبل ويامن يبتسم ويجيبه مجددا.. حتى وصلا إلى عملهما الجديد.. فتحدث إليه يامن



  • هنا سنكسر الصخور مثلما كنا نكسرها في المنطقة الشرقية.. أتتذكر ؟
    فرد خالد

  • نعم.. أتذكر... فأكمل يامن
    217
    أعلم أن كفاءتك ستكون أقل.. ولكن ما عليك سوى أن تقلدني في عملي.. إنه عمل لا يحتاج إلى ذكاء.. وحين تنتهي من عملنا سننال أجرنا.. ثم نذهب إلى إياد لنرى نفقك يا صديقي...
    بدأ خالد يعمل مع يامن.. وكانت كفاءته أقل كما أخبره.. وكلما اشتد بعمله زاد تعبه وإنهاكه وأراد أن يستريح.. فيحدثه با من بأن يعمل ويحمسه

  • هيا يا خالد.. هيا.. إنك بحاجة إلى كل وحدة...
    فيعمل مجددًا، ويحاول أن ينافس يامنا ولكنه لا يستطيع.. فهدى يامن من عمله، ويكسر مثله ببطء... ثم يوحي إليه بأنه من تفوق في تلك المنافسة.. حتى انتهيا من عملهما وأخذا أجرهما، واتجها إلى ذلك البيت الذي استأجره.. فوجدا إيادًا هناك بمفرده، وعمال الحفر قد انصرفوا ، فسأله خالد في غضب أين العمال؟
    فأجابه إياد: إنهم قد انصرفوا.. لن يستطيعوا أن يعملوا مع هدوء الليل.. إن ضجيج النهار يستر خلفه ضجيج الحفر....
    فصاح به خالد

  • إننا نريد أن تسرع.
    فأشار يا من إلى إياد بأن يُهدى من حديثه.. وأن خالدا ليس كطبيعته، ثم أمسك بيده، وتحرك بهما إلى إحدى غرف الطابق السفلي بالبيت

  • انظرا.. لقد تخلصوا اليوم من أرضية تلك الغرفة ومعها الطبقة الصخرية الصلبة.. إنها أصعب ما في الأمر.. بعد ذلك أعتقد أن الحفر سيكون سهلا... وسينتهى في موعده بعد عشرين يوما.. ثم نظر إلى خالد اطمئن.. سأجعلهم يعملون ليلا أيضًا، ولكن مع اقترابهم من نهاية النفق.. ثم
    ضحك:

  • من سيزيل تلك الصخور والرمال التي سيخرجونها من النفق، غيرهم؟ ...
    فهدأ خالد، وهم للمغادرة:
    افعلوا ما تشاءون.. ثم نظر إلى يامن

  • يا من... أريد أن أعود إلى المسكن...
    فابتسم إليه يا من في هدوء

  • حسنا يا خالد.. سنعود.. ثم نظر إلى إياد:

  • إياد.. إن مصير خالد مصيري.. لن أوصيك...
    فضحك إياد : لا أنسى أنني سأنال أجرًا لمتابعة هؤلاء العمال...




توالت الأيام يوما تلو الآخر، وخالد يعمل مع يامن ويترك كل ما يريد أن يأخذ قرارًا بشأنه إليه، ولا يناقشه بشئ... ما يريده فقط أن يعمل وينال أجره... ثم يتجها إلى إياد ومن معه من عمال. وتأتى إليهم أسيل حين تنتهى من عملها، وخالد ينظر إلى ما يفعلونه من بعيد.. ولا يتدخل بعملهم مطلقا.. وقد تعمقوا بالأرض مسافة عمودية قد تصل إلى مترين ووضعوا بها سُلَمًا خشبيا صغيرًا.. ومنها بدأوا يحفرون نفقًا أفقيًا.. واندهشت أسيل حين نزلت تلك الحفرة، ونظرت إلى النفق الأفقى.. وتعجبت من تلك البراعة التي يحفرون بها.. وكلما حفروا مسافة معينة دعموها بالأخشاب حتى لا ينهار ما فعلوه.. وتنظر إلى خالد ضاحكة



  • لقد بدأ العمل بحق يا خالد.. ستحقق أملك قريبًا.. ثم نظرت إلى إياد وطلبت أن تتحدث إليه بعيدا عن خالد ثم سألته:

  • هل سيستطيع أن يسير بذلك النفق... فأجابها إياد:
    بالطبع لا .. إن ارتفاع النفق لا يتجاوز متزا.. عليه أن يزحف به.. أو يتحرك على
    ركبيته.. إنها ليست مسافة كبيرة...
    219
    فصمتت أسيل ثم سألته مجددا:
    وماذا عن تهويته.. أخشى أن يختنق داخله، فابتسم إياد:
    أرى أنك تخشين عليه كثيرا .. لا أرى أنها مشكلة على الإطلاق.. إن النفق سيكون مفتوحًا من الجانبين.. وهذا بالطبع سيمرر الهواء...
    فردت أسيل: - أتمنى ذلك..
    واستمرت الساعات في مرورها.. ومرت الأيام معها.. وخالد يواصل عمله.. والعمال يحفرون نفقه.. ويسرعون في عملهم دون أن يدري أحد بما يحدث تحت الأرض الخالية بين سور زيكولا والبيت القريب منه.. يحفرون نهارا، ويتخلصون من صخور الحفر ليلا.. ويا من يزداد الأمل أمامه، وكلما نزل النفق، وزحف على ركبتيه أمتارا به ومعه شعلة من النار يضحك ويتحدث إلى خالد الذي ينتظره عند فتحته.. ويعلو صوته إليه:

  • انظر يا خالد.. لم يعد سوى مسافة قليلة إلى سور زيكولا.. انظر يا خالد... ستخرج من زيكولا كما تريد.
    وخالد يستمع إليه، ويبتسم، ويتحدث إلى نفسه: "سأخرج يا يامن.. سأخرج.." وتمر الأيام أكثر وأكثر، وأسيبل تنهي عملها كل يوم لتذهب إلي ذلك النفق.. فتجد خالدًا ويامنا هناك فتجلس بجوارهما ويداعبان خالدًا ولا يتركانه حتى يعود معهما إلى ذلك المسكن.. دار الطبيب.. بعدما رفض أن يسكن بالطابق العلوي بالبيت ذاته .. و قد وافقاه فيما أراد.
    حتى جاء اليوم الثامن عشر من بداية الحفر وكان خالد يجلس مع يامن بمفردهما، فنظر إليه

  • يامن.. لقد أخبرتك من قبل أنني أحب أسيلا...
    فرد يا من مبتسما :

  • نعم
    فأكمل خالد

  • لم يعد يتبقى على إتمام النفق ومروره أسفل سور زيكولا سوى القليل.. وأنا أود أن أخبر أسيلا بأنني أحيها.. وأن أطلب منها أن تأتي معي إلى بلدي...
    فابتسم يامن: مازال هناك وقت حتى يوم زيكولا...
    فصمت خالد ثم نظر إليه:
    أعتقد أنني تأخرت كثيرًا كمي أخبرها بذلك.. أرى أن الوقت قد حان لتعلم كم
    أحيا..
    فسأله يا من هل تريد أن تخبرها بذلك الآن؟
    فأجابه : لا أعلم.. ما أعلمه أننى لا امتلك من الذكاء سوى مائتي وحدة أو أكثر بقليلا.. وأخشى ألا أكون ذكيا في حديثى معها...
    فابتسم يامن
    إنها تعلم من أنت يا خالد.. وهي تحبك.
    فابتسم ابتسامة حزينة

  • أريدك فقط أن تخبرني ماذا أفعل... كنت أظن الأمر سهلا.. ولكنني لا أجده بتلك السهولة.. أخشى أن يكون تواجدها معي تعاطفا ليس حبا...
    فصمت يا من قليلا ثم ضحك وقال :
    سأخبرك ماذا تفعل، ثم سأله:
    أين أوراقك التي كنت تكتيها؟
    فأشار خالد إلى أغراضه إنها هناك بين أغراضي...
    221
    فسأله
    كتبت بينها أنك تحب أسيلا؟
    فأجابه خالد: نعم... فسأله: وهل قرأتها أسيل؟
    فأجابه: لا.. إنها قرأت الأوراق الأولى فقط.. حين كنت أمدحها.. ولكنها لم تقرأ أنني أحبها منذ دخولي إلى زيكولا.
    فابتسم يامن

  • حسنا سأخذ تلك الأوراق، وسأجعلها تقرأها. وستتأكد من حبك لها ولن تنتظر حتى تذهب إليها.. أراهنك بخمس وحدات من الذكاء.. أنها حين تقرأ تلك الأوراق ستأتي إليك مسرعة وتقول أحبك يا خاااااالد... فابتسم خالد

  • حسنًا لفعل ما تشاء.. أما أنا فأريد أن أذهب إلى إياد ومن معه من عمال الآن... ثم أتجول بين شوارع المنطقة قليلا. لا أريد أن أنام الليلة.. أشعر أنها ليلة مختلفة.. لم يعد سوى يومين على انتهاء العشرين يوما التي أخبرني بها إياد. بعدها خرج .. أما يامن فقد حمل أوراقه واتجه بها إلى غرفة أسيل وطرق بابها برفق.. ففتحته فابتسم وأظهر إليها أوراق خالد، وتحدث

  • إن خالد قد خرج ولا أعلم أين هو .. وأنا سأخرج الآن.. حين يأتي أريدك أن تخبريه بأنني قد وجدت أوراقه مبعثرة.. ثم أعطاها لها فابتسمت أسيل حسنا سأعطيها له حين يعود...
    ثم أخذتها، وأغلقت بابها على الفور، وأسرعت إلى سريرها، وبعثرت الأوراق أمامها في سعادة.. تريد أن تقرأ ما كتبه خالد عنها.. وزادت من إضاءة غرفتها، وأمسكتهم ورقة ورقة.. وكلما انتهت من قراءة إحداهن تناولت الأخرى.. وظلت تقرأ ما كتبه خالد عنها في البداية، والذي قرأته من قبل وأنها حورية زيكولا.. ثم بدأت تقرأ ما
    كتبه خالد عن زيكولا وعن أهلها وعن مناطقها.. حتى قاطع تركيزها الشديد صوت طرقات شديدة على باب غرفتها وحين نهضت وفتحت بابها.. فوجئت ببعض الجنود، وقائدهم يتحدث

  • أيتها الطبيبة.. إننا من حراس الحاكم... لابد أن تأتي معنا على الفور...
    فسألته في دهشة:

  • لماذا؟
    فأجابها:

  • لا أعلم سيدتي.. لقد أمرني سيدي الحاكم أن آتي بك على الفور.. يبدو أن سيدني
    ليست على ما يرام...
    هدأت أسيل:

  • حسنا .. سأتي معك.
    ثم أغلقت باب حجرتها مرة أخرى وبدلت ملابسها، ولملمت أوراق خالد سريعا لتحملها معها.. ولم تدر أن هناك ورقة قد أسقطتها دون أن تشعر...
    خرجت أسيل مسرعة مع حراس الحاكم.. وأرادت أن تخبر خالدًا أو يامنا بأنها ستذهب إلى المنطقة الوسطى فلم تجد أيا منهما.. فركبت العربة الفخمة التي جاءوها بها، وبدأت العربة في التحرك، وهي تنظر عبر نافذتها لعلها تجد خالدًا. ولكن دون جدوى فحدثت نفسها:
    إن المنطقة الوسطى ليست ببعيدة.. سأذهب إلى هناك، وسأعود على الفور.. ثم طلبت من قائد الحراس الذي كان يجلس أمامها في العربة أن يزيد من إضاءة المصباح الناري كي تتمكن من قراءة باقي أوراق خالد التي أحضرتها معها حتى تصل إلى قصر الحاكم... وبدأت تقرأ مجددًا ما كتبه بينما تسير العربة، وبدا السرور على وجهها.. حتى وصلت إلى آخر ورقة معها، وزادت ضربات قليها حين وجدت أن خالدا
    223
    قد كتب بها أنه قابل فتاة أثناء عمله بتكسير الصخور تشبه منى حبيبته التي أحيا ست سنوات، وكادت دموعها تسقط حين انتهت الورقة، وقد كتب:
    "ما أعلمه جيدًا أنني لم أحب غير منى طوال عمري
    وانتهت الأوراق معها، فحاولت أن تتمالك نفسها.. حتى شعر قائد الحراس بذلك بعدما بدا التوتر على وجهها ولمعت عيناها بالدموع وتسارعت أنفاسها، وكأن صدمة أصابتها فسألها:

  • أهناك مكروه. سيدتي؟
    فأجابته في حزن لا شيء.. ثم نظرت عبر النافذة، ولم تحرك ساكنا...
    في الوقت ذاته عاد يا من إلى المسكن، ووجد فتاة تخرج من حجرة أسيل .. كانت
    تقوم بتنظيفها، فسألها:

  • أين الطبيبة أسيل؟ فأجابته:
    عصير
    مكاتب
    لقد خرجت مع جنود الحاكم...
    ثم أخرجت ورقة صفراء، وأكملت
    وقد سقطت منها تلك الورقة يا سيدي.
    فأمسك يامن بالورقة فوجدها إحدى أوراق خالد، والتي كتب ببدايتها:

  • "لم أحب غيرها طوال عمري قبل أن أتي إلى زيكولا.. حتى وجدت أسيلا التي يزداد شعوري كل يوم بحيها لي.. أما أنا فأشعر تجاهها بحب لم أشعر بمثله من قبل.. " فظهرت خيبة الأمل على وجهه ثم سأل الفتاة
    ألا تعلمين لماذا جاءها جنود الحاكم في ذلك التوقيت المفاجئ؟
    لخص هذا النص دون حذف أي تفصيل من التفاصيل المذكورةة أرض زيكولا الجزء الاول


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

2- القديس توما ...

2- القديس توما الاكويني: ولد القديس توما الاكويني عام 1224م بايطاليا من عائلة أرستقراطية حيث كان وا...

تمتد السياحة ال...

تمتد السياحة الحديثة إلى ما هو أبعد من السفر الترفيهي التقليدي، حيث تشمل مجموعة متنوعة من الأسواق ال...

Universalis Rec...

Universalis Rechercher sur Universalis Abonnez-vous à Universalis pour 1 euro SOLS Microbiologie 1 ...

ثالثا: السلطة ا...

ثالثا: السلطة القضائية. إن السلطة القضائية تتكفل بالفصل فيما ينشأن من منازعات سواء بين أشخاص القانون...

Outline • What...

Outline • Whatis Organizational Behaviour? • OB and Today’s Challenges in the Workplace • How Wi...

https://cdn.fbs...

https://cdn.fbsbx.com/v/t59.2708-21/491031885_1222149769508855_8124806013434042854_n.pdf/%D9%85%D8%A...

بفعل السيارات ا...

بفعل السيارات البحرية ،تدفع العوالق البحرية التي حبست في الموارد الباطنية و الرملية المترسبة نحو الب...

النص يتحدث عن ف...

النص يتحدث عن فترة الاستعداد للذهاب إلى معهد “كوين”، حيث كانت الأسابيع الثلاثة التي تلت الحفل مزدحمة...

مفاهيم الجودة و...

مفاهيم الجودة ويتكون أي نظام للجودة من نوعين من العناصر الرئيسة هما: ضمان الجودة الداخلي، وضمان الجو...

•إبداع مكتوب من...

•إبداع مكتوب من مدعى او وكيله مؤرخ و موقع منه لدى مكتب الضابط •حضور المدعى امام المحكمة و حينها يتول...

Ceorge Bernard ...

Ceorge Bernard Show in his play Arms and the man". He tries to Convey for us the great Story of love...

يسير بحثنا على ...

يسير بحثنا على درب متعرج تتقاطع فيه الخطوط والألوان مع أعمق زوايا النفس المتعرضة لصفعه الحياة أي الص...