لخّصلي

ﻓﻨﺤﻦ ﻧُﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ رﻓﺾ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ — اﻟﺬﻳﻦ ﻳَﺘﻌﻠﻤﻮن ﰲ اﻟﺨﺎرج — اﻟﻌﻮدة إﱃ أوﻃﺎﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﰲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺧﱪﺗﻬﻢ و ِﻋﻠﻤﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ُﻣﺴﺘﻘﺒﻼ أﻓﻀﻞ. وﺗﺒﺎﻃﺆ ﻫﺬا املﻌﺪل ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ﱢدي إﱃ واﻟﺘﻔﺴري اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻫﻮ أن املﺎل ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﰲ ﻫﺠﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ. وأﻧﻪ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد واﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ واﻟﻮﺻﻮﻟﻴﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻖ ﻋﲆ 3-1) اﻟﺤﻴﺎد اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ. 199 وﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻴﺎد اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻛﺘﺴﺐ ﰲ وﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬا أﺑﻌﺎدا أوﺳﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري، ﻻ ﻓﻠﻨﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻔﺎت ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﰲ ذاﺗﻪ، واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑني املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗَﻜﺘﻔﻲ إذ ﻛﺎن ﻣﻦ وﻟﻜﻨﱠﻪ ﻛﺎن ﰲ ﺗﻔﻜريه اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺷﺨﺼﺎ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ؛ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﱰ ﱠدد ﰲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ أﻗﻮى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻋﴫه إذا ﺗﺒني ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﰲ وﺟﻪ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ، وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺴﻌﻲ املﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ — اﻟﺬي ﺗﺘﻤﻴﱠﺰ ﺑﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺎﻟﻢ — ﻳُﺆ ﱢدي ﺑﻪ إﱃ اﻋﺘﻴﺎد اﻟﺼﺪق وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ إﱃ إن اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻤﻮﻗﻒ »اﻟﺤﻴﺎد« — ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺠﺮد واﻟﺘﻨﺰه واﻟﺒُﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺒري اﻟﻘﺎﺋﻞ أن اﻟﻌﻠﻢ »ﻣﺤﺎﻳﺪ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ« ﻳﻤﻜﻦ — ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﱠﻨﺔ — أن ﻳُﻌﺪ ﺗﻌﺒريا ﻏري ﻛﺎف ﻟﻮﺻﻒ إذا ﻓﻬﻤﻨﺎه ﺑﺎملﻌﻨﻰ وزال اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ووﻇﻴﻔﺔ اﻷﺧﻼق ﰲ إرﺷﺎدﻧﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎب — ﰲ ﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ — ﻻ ﺗَﺮﺟﻊ إﱃ رﻏﺒﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺟﻠﺐ c0o ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ، وﻫﻜﺬا اﺗﱠﺴﻊ ﻧﻄﺎق املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺤﺮة — ﰲ املﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ املﺘﻘﺪﻣﺔ — ﻋﲆ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎق، واﺧﺘﻔﺎء وﻇﻬﻮر أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﺗَﻨﺘﴩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ إﱃ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﴎه، واﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﰲ ﻛﺸﻮﻓﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ، ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ — ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﺑﻤﺆﺳﺴﺎت أﻛﱪ ﻣﻨﻪ، وﻫﻲ ﺧﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ املﺤﻞ اﻷول، وﰲ ﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﴬاﺋﺐ املﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، 3) ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ: إﱃ أي ﺣﺪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺨﺮج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﻋﻦ ﺣﺪود ﺗﺨﺼﺼﻪ؟ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻨُﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﰲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ؛ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳُﻜﺮس ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ملﺠﺎل ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻀﻴﻖ ﰲ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻬﻢ ﻳﻨﻤﻮن إﱃ أﻗﴡ ﺣﺪ ﻣﻠﻜﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻣﺤﺪود ﺟﺪا، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻜﺮر ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻏريه أو اﻟﺒﺪء ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺒَﻖ أن أي إن اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳُﻌﻮض ﺟﺰءًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﺘﺨﺼﺺ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ،

ﻷﻧﻪ ﻋﲆ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ — ﻫﺠﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء أو ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺸﺌﻮن اﻟﺒﻼد اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧُﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ رﻓﺾ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ — اﻟﺬﻳﻦ ﻳَﺘﻌﻠﻤﻮن ﰲ اﻟﺨﺎرج — اﻟﻌﻮدة إﱃ أوﻃﺎﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﰲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺧﱪﺗﻬﻢ و ِﻋﻠﻤﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ُﻣﺴﺘﻘﺒﻼ أﻓﻀﻞ. وﺗﺒﺎﻃﺆ ﻫﺬا املﻌﺪل ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ﱢدي إﱃ واﻟﺘﻔﺴري اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻫﻮ أن املﺎل ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﰲ ﻫﺠﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ. ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﱃ وﺑﺄن ﻓ َﺮص اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻬﻴﺄة ﻟﻪ ﺑﻼ ﻫﺬا اﻹﺣﺴﺎس ﻫﻮ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺤﺎﺳﻢ ﰲ اﺧﺘﻴﺎره ﻟﻠﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻳُﻔﻀﻞ أن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ، وأوﺿ ُﺢ ﻣﺜﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل ﻫﻮ ﻣﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي وﺟﻪ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑني أﺣﻮاﻟﻬﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة و َوﺿﻌﻬﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ املﺎﻟﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن 198 اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎم ﻳُﺸﺠﻊ ﻋﲆ اﻟﺒﺤﺚ وﻻ ﻳَﻀﻊ أﻳﱠﺔ ﻣﻌﻮﻗﺎت أﻣﺎم املﺸﺘﻐﻠني ﺑﻪ. وأﻧﻪ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد واﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ واﻟﻮﺻﻮﻟﻴﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻖ ﻋﲆ 3-1) اﻟﺤﻴﺎد اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ. إﻧﻨﺎ ﻧَ ِﺼﻒ اﻟﺸﺨﺺ املﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺄﻧﻪ وﻳﺰن ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن إذ إﻧﱠﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ — ﺑﻐري ﺷﻚ — أن ﻧﺘﺼﻮر ﻋﺎﻟﻢ ﻧﺒﺎت ﻳﻬﺘﻢ ﰲ أﺑﺤﺎﺛﻪ ﺑﺰﻫﺮة ﻣﻌﻴﱠﻨﺔ ملﺠﺮد ﻛﻮﻧِﻪ ﻳُﺤﺒﻬﺎ، 199 وﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻴﺎد اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻛﺘﺴﺐ ﰲ وﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬا أﺑﻌﺎدا أوﺳﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري، ﻓﻤﻦ اﻟﺸﺎﺋﻊ أن ﻧﺠﺪ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﺘﱠﻬﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺒﺐ اﻟﴩور اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺒﴩﻳﺔ، ﻳَﻨﺰع إﱃ اﻟﴩ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ أداة ﺗُﺘﻴﺢ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﻔﻬﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ املﺤﻴﻂ ﺑﻪ وأن ﻳﻔﻬﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ أﻓﻀﻞ؛ وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻷﻏﺮاض ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﱠﺠﻬﺔ إﱃ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺮﺧﺎء ﻟﻠﺒﴩ، وﻗﺪ ﺟ ِﺸﻌﺔ أو ﺿﻤﺎن اﻟﺘﻔﻮق اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ — ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ — ﻳﺸﺘﻐﻞ ﻟﺤﺴﺎب ﻣﺆﺳﺴﺔ أوﺳﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺒﻞ أن ﻳَﴩع ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒرية ﺗُﻮ ﱢﻓﺮ ﻟﻪ إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺰداد ﺗﻜﻠﻔﺔ وﺗﻌﻘﻴﺪا ﻳﻮ ًﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم، ﻻ ﻓﻠﻨﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻔﺎت ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﰲ ذاﺗﻪ، أي إن ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗُﺤﺪد وﻟﻜﻨﱠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬا املﻮﺿﻮع ﺑﻨﻈﺮة أﻋﻤﻖ، واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﲆ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺬي ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﺑﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﺎ، ذﻟﻚ ﻷ ﱠن ﻣﻦ املﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل: إن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷملﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳَﺒﺤﺜﻮن ﻟﻜﻲ ﻳُﺴﺎﻋﺪوا ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻔﺘﻮﻧًﺎ وإﻧﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻐﺮ ًﻗﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮرة »ﺣﻴﺎدﻳﺔ«؛ ﺗﱰﺗﱠﺐ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻻﺳﺘﻐﻼل اﻟﻌﻠﻤﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗَﺤﻘﻴﻖ وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻌﻲ املﺴﺘﻤﺮ إﱃ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ وﻫﻮ ﻟﺬاﺗﻪ، c01 املﻮﻗﻒ املﺴﻤﻰ ﺑﺎﺳﻢ Amoralism، وز ﱠﻛﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻓﺎع — ﻋﲆ املﺴﺘﻮى اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ — ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ أﺧﻼﻗﻴﺔ أو ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ — ﺗَﺨﺮج ﻋﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن »ﻣﺤﺎﻳﺪا«، ﻋﲆ ﺣني أن اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻳُﻌﺎﻟﺞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ املﺴﺘﻮى دون ﺗﺤﻴﱡﺰ أو ﺗَﻔﻀﻴﻞ، أﻣﺎ ذﻟﻚ ﻷن ﻫﻨﺎك وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ أﺧﺮى — ﻧﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ وأن اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺗَﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ — ﺗﺬﻫﺐ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ واﻻﺳﺘﻨﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺜﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ املﻌﺮﻓﺔ، إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك روح ﻣﻌﻴﻨﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ أﺧﻼﻗﻲ ﺗﺪﻓﻌﻪ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أن ﻳَﺘﺤﻤﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ، أو اﻟﺬي ﻳُﻜﺮس ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺸﻒ ﻳﺒﺪد ﻇﻼم اﻟﺠﻬﻞ أو ﻳُﺤﻘﻖ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻔﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ؛ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳَﻘﻒ ﰲ ﺻﻒ واﺣﺪ ﻣﻊ اﻷﻧﺒﻴﺎء واملﺼﻠﺤني اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ وﻣﻦ املﺴﻠﻢ ﺑﻪ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺠﺪ ﻋﻠﻤﺎء ﻳَﻔﺘﻘﺮون إﱃ اﻟﺮوح اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن، اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﰲ أوروﺑﺎ، رﻏﻢ أن ﻫﻮ ذاﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟ ًﻤﺎ، ﻓﻬﺬا املﻔﻜﺮ اﻟﻔﺬ، وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ، واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑني املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗَﻜﺘﻔﻲ إذ ﻛﺎن ﻣﻦ وﻟﻜﻨﱠﻪ ﻛﺎن ﰲ ﺗﻔﻜريه اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺷﺨﺼﺎ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ؛ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﱰ ﱠدد ﰲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ أﻗﻮى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻋﴫه إذا ﺗﺒني ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﰲ وﺟﻪ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ، وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺴﻌﻲ املﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ — اﻟﺬي ﺗﺘﻤﻴﱠﺰ ﺑﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺎﻟﻢ — ﻳُﺆ ﱢدي ﺑﻪ إﱃ اﻋﺘﻴﺎد اﻟﺼﺪق وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ إﱃ إن اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻤﻮﻗﻒ »اﻟﺤﻴﺎد« — ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺠﺮد واﻟﺘﻨﺰه واﻟﺒُﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺒري اﻟﻘﺎﺋﻞ أن اﻟﻌﻠﻢ »ﻣﺤﺎﻳﺪ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ« ﻳﻤﻜﻦ — ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﱠﻨﺔ — أن ﻳُﻌﺪ ﺗﻌﺒريا ﻏري ﻛﺎف ﻟﻮﺻﻒ إذا ﻓﻬﻤﻨﺎه ﺑﺎملﻌﻨﻰ
وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ إﻧﻜﺎره ﻫﻮ أن اﻟﻌﻠﻢ ﺣني اﻗﱰب ﻣﻦ ذﻟﻚ املﻨﺒﻊ اﻟﺬي ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻪ اﻟﻘﻴﻢ ﻛﻠﻬﺎ — أﻋﻨﻲ اﻟﻨﻔﴘ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واملﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﴩي — ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺘﺪاﺧﻞ ﺗﺄﺛريه ﻣﻊ ﺗﺄﺛري وﻫﻜﺬا ﺗﻄﻮرت اﻷﻣﻮر ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﻔﺮا ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وأﺻﺒَﺢ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ ﻗﻮة ﺗُﺆﺛﺮ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ وﻣﺴﻠﻜﻨﺎ اﻟﻌﻤﲇ، وزال اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ووﻇﻴﻔﺔ اﻷﺧﻼق ﰲ إرﺷﺎدﻧﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن. ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﻫﺬه اﻟﺤﺒﻮب ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺜﻼ واﺿﺤﺎ ﻟﻘﺪرة اﻟﻌﻠﻢ ﻋﲆ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﺠﺮى اﻟﺤﻮادث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وﻛﺎن ذﻟﻚ اﻧﺘﺼﺎرا ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﺗﺄﺛريه اﻟﻬﺎﺋﻞ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎب — ﰲ ﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ — ﻻ ﺗَﺮﺟﻊ إﱃ رﻏﺒﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺟﻠﺐ c0o ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ أﺣﺪث اﻧﻔﺼﺎﻻ ﺑني اﻟﺠﻨﺲ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ، وﻫﻜﺬا اﺗﱠﺴﻊ ﻧﻄﺎق املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺤﺮة — ﰲ املﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ املﺘﻘﺪﻣﺔ — ﻋﲆ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎق، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ واﻟﻨﻮازع اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻤﻴﱢﺰ املﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﴩﻗﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ أو وﺗﺮﺗﱠﺐ ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻧﻬﻴﺎر ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، واﺧﺘﻔﺎء وﻇﻬﻮر أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﺗَﻨﺘﴩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻣﺎ ﻫﺬا إﻻ ﻣﺜﻞ واﺣﺪ ﻟﻠﺘﻐﻴريات اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﻘﺪ ﺗﻔﺎوﺗَﺖ اﻵراء ﰲ ﻣﺸﻜﻠﺔ »ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ«، إﱃ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ، ﻳَﺤﺪث ﺧﺎرج ﻫﺬه اﻟﺤﺪود، أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ إﱃ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﴎه، ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻟﻜﻦ املﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ داﺋﻤﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ. وﻫﻨﺎك دول ﺗُﻮ ِﱄ وﺗُﻮ ِﻛﻞ إﻟﻴﻬﻢ أﻣﻮرﻫﺎ، أﻣﺎ اﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻨﱢﻴﱢني اﻷﺧﺼﺎﺋﻴﱢني، اﻟﻜﱪى ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﻳﺾ، وﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻓﺈن اﻟﻮﺿﻊ اﻷﻣﺜﻞ ﻫﻮ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ ذا وﻋﻲ ﺳﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﺪى ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻜﺒﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻳَﻔﺨﺮ ﺑﻬﻢ ﻋﴫﻧﺎ ﻫﺬا، واﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﰲ ﻛﺸﻮﻓﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ، ﻣﻦ أن ﻳَﻤﺘﺪوا وﺗﻨﻔﺬ إﱃ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، إذ إن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺰداد ﺗﻌﻘﻴﺪا ﻋﲆ اﻟﺪوام، c0v وﻫﺬا ﻳﺮﺟﻊ إﱃ أن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻠﻢ ذاﺗﻬﺎ ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻘﺘﴤ ذﻟﻚ. ﻧﻈﺮة املﺸﺘﻐﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻹﻃﺎر املﻬﻨﻲ اﻟﻀﻴﻖ إﱃ املﻴﺪان اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺸﺎﻣﻞ. وﻳﺒﺤﺚ املﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗُﻬﻤﻪ أو ﻳﺮﻳﺪ ﻛﺸﻔﻬﺎ، ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ — ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﺑﻤﺆﺳﺴﺎت أﻛﱪ ﻣﻨﻪ، ﻃﺎ أﺳﺎﺳﻴٍّﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﻟﻌﴫ ﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺨﻄﺔ اﻟﺪوﻟﺔ، وﻫﻲ ﺧﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ املﺤﻞ اﻷول، ﺗﺤﺪد ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺒﺤﺚ املﻄﻠﻮﺑﺔ، وﰲ ﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﴬاﺋﺐ املﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺗﻀﻊ ﻛﺜري ﻣﻦ املﺆﺳﺴﺎت واﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﴩط ﻋﲆ ﻛﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺸﺘﻐﻞ ﺑﻬﺎ، ﺗﻌﻤﻞ ﺟﻬﺎت أﺧﺮى ﻋﲆ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻫﺪاف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘَﺨﺪﻣﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻮاﻃﻨًﺎ ﻋﺎدﻳًﺎ ﻻ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﺎملﺎ، وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﴩط اﻷﺳﺎﳼ »ملﻮﺿﻮﻋﻴﺔ« اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻷ ﱠن ﻣﻌﻨﺎه ﻫﻮ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﺤني ﻧُﻌﺎﻟﺞ ﻫﺬه املﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺘﻮ ﱢﺧني أن ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ، وﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪﻳﻤﺎﻏﻮﺟﻴﺔ واﻟﺘﻬﻮﻳﺶ، وﺣني ﻧَﺨﺘﱪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﻈﻢ وﻓﻘﺎ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، وﺣني ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺣني ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻨﺤﻦ — ﺑﻐري ﺷﻚ — ﻧُ ْﺴ ِﺪي ﺧﺪﻣﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ إﱃ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎن املﺼريﻳﺔ ﰲ ﻣﺠﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻄﻰ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ املﺠﺘﻤﻌﺎت املﻌﺎﴏة. 3) ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ: إﱃ أي ﺣﺪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺨﺮج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﻋﻦ ﺣﺪود ﺗﺨﺼﺼﻪ؟ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻨُﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﰲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ؛ وﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺮﻛﺘني — ﻛﻤﺎ ﻫﻮ واﺿﺢ ﻓﻌﲆ أي ﻧﺤﻮ إذن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ ﻫﺬا املﻴﺪان؟ وﻣﺎ ﻧﻮع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳَﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﺠﻴﺒًﺎ اﻷول ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻫﻮ املﺴﺘﻮى ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﺎﴏﻫﺎ: ١( ﻣﻦ املﺴﻠﻢ ﺑﻪ أن اﻟﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺰداد ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﻓﺮوع ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻌﻠﻮم ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺣﺪة وﻓﺮوع ﻟﻠﻔﺮوع، وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺨﺼﺺ املﺘﺰاﻳﺪ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻻزدﻳﺎد اﻟﻜﺒري ﰲ ﻋﺪد املﺸﺘﻐﻠني ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳُﻜﺮس ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ملﺠﺎل ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻀﻴﻖ ﰲ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻛﻤﻴﺔ املﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻪ ﺗﺰداد دواﻣﺎ ﰲ أي ﻣﻴﺪان ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺿﻴﻘﻪ. ﻓﻬﻢ ﻳﻨﻤﻮن إﱃ أﻗﴡ ﺣﺪ ﻣﻠﻜﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻣﺤﺪود ﺟﺪا، ﻳﺠﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺎم أﺣﺪ أﻣﺮﻳﻦ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻜﺮر ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻏريه أو اﻟﺒﺪء ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺒَﻖ أن أي إن اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳُﻌﻮض ﺟﺰءًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﺘﺨﺼﺺ، ﻛﺎن ﻓﻠﻨﻌﻠﻢ أن اﻟﺠﺎﻧﺐ وﺗَﺴﺘﻌﺮض ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﰲ وأن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ اﺳﺘﻌﺮاﺿﻴﺔ ﺟﻮﻓﺎء ﻻ ﺗَﻨﻄﲇ وﻫﻮ ﺷﺨﺺ ﻟﻢ ﺗَﻜﺘﻤﻞ ﺻﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳَﺤﻤﻞ ﻣﻦ زاد اﻟﺪﻧﻴﺎ إﻻ املﻌﻠﻮﻣﺎت املﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻴﺪان ﺿﻴﻖ رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﰲ وﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺪاﺣﺔ املﺸﻜﻠﺔ أن أﻣﺜﺎل ﻫﺆﻻء املﺘﺨﺼﺼني ﻣﺤﺪودي اﻷﻓﻖ ﻫﻢ — ﻣﱰ ﱢﻓﻌﻮن ﻋﻦ ﻏريﻫﻢ، ﻣﻊ أﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺧﺮﺟﻮا ﻋﲆ ﺣني أن اﻷوﻟني ﻳَﺘﺼﻮرون أن ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﰲ ﻣﻴﺪاﻧﻬﻢ اﻟﺨﺎص ﺗُﺒﻴﺢ ﻟﻬﻢ أن ﻳﻌﺪوا أﻧﻔﺴﻬﻢ »ﻋﺎرﻓني« ﰲ املﻴﺎدﻳﻦ اﻷﺧﺮى، أو ﺣني ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻬﻢ إﱃ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻐﺔ ﺗﺨﺼﺼﻬﻢ واﺻﻄﻼﺣﺎﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﻴﺎدﻳﻦ ﻻ ﺷﺄن ﻟﻬﺎ ﺑﻪ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق، ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳَﻌﺮﻓﻮا ﻛﻴﻒ ﻳﻼﺋﻤﻮن ﺑني ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ ﺿﻴﻖ واﺣﺪ وﺑني ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة. ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﲆ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻔﺠﻮة ﺑني اﻟﻌﻠﻢ واﻹﻧﺴﺎن؛ وﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﻔﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ — اﻟﺬي ﻳُﺮﻳﺪ أن ﻳُﺒﻘﻲ ﻋﲆ رواﺑﻄﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺒﺎﴍا أو ﻏري ﻣﺒﺎﴍ، ﻛﻤﺎ
وﻫﻤﻲ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺮاﺋﻊ؛ ﻓﺤني ﺗﻮﺻﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺬي ﻳَﺴﻘﻂ ﻋﲆ اﻷرض، ﻛﺎن ﰲ ذﻟﻚ أﺷﺒﻪ ﺑﻤﻦ ﻳﺒﺪه ﻋﻤﻼ ﻓﻨﻴٍّﺎ راﺋﻌﺎ. اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﲆ ﺗﻔﺴري ﻣﺠﺎل ﺷﺪﻳﺪ اﻻﺗﺴﺎع، واﺿﺤﺎ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻫﺬا اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺠﻤﺎﱄ — ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ — ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻏري املﺤﺴﻮﺳﺔ ﺑني اﻟﻈﻮاﻫﺮ، وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑني اﻟﺤﺎﻟﺘني واﺿﺢ؛ ﻗﺪ ﻳﻠﺠﺄ إﱃ ﻣﻌﻘﺪة، ﻳُﺮﻫﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ — وﺑﻌﺪ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻧﻮ ًﻋﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎل، ﻋﲆ ﺣني أن اﻟﺤﻞ املﻌﻘﺪ املﻄﻮل — وإن ﻛﺎن ﺑﺪوره ﺣﻼ — ﻳُﺜري وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺟﺪ أن اﻟﻈﻮاﻫﺮ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒري ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﻌﺎدﻻت ﺑﺴﻴﻄﺔ؛ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻌﴫ، ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻌﻘﻞ ﻋﲆ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. واﻟﺤﻖ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺤﺘﺎج إﻻ أن ﻧﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪا ﻟﻜﻲ ﻧﺆ ﱢﻛﺪ وﺟﻮد راﺑﻄﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑني اﻟﻌﻠﻢ وﻣﻠﻜﺔ c1o ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أن اﻟﻜﺜريﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ورﺑﻤﺎ ﻫﺒَﻄﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻔﻜﺮة أﺛﻨﺎء وﻃﺮﻳﻘﺔ ﻫﺒﻮط »اﻟﻮﺣﻲ« ﻋﲆ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﻗﺼرية ﺟﺪﻳﺪة، ﺑﻞ إن اﻟﺘﺸﺎﺑُﻪ ﻻ ﻳﻘﺘﴫ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻻﻧﺒﺜﺎق — اﻟﺬي ﻫﻮ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻹﻟﻬﺎم أو اﻻﺳﺘﻨﺎرة ﻛﻤﺎ أن ﻣﻼﻳني اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﻏﻤﺮوا أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﰲ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت وارﺗﻔﻌﺖ املﻴﺎه ﻓﻴﻬﺎ دون أن ﻳَﺴﺘﺨﻠﺼﻮا ﻣﻦ ذﻟﻚ أي ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺜﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﻔﻮ )ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻜﻲ اﻟﻘﺼﺔ املﺸﻬﻮرة اﻷﺧﺮى ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒري »أرﺷﻤﻴﺪس(«، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻈﻬﻮر ﻫﺬا اﻹﻟﻬﺎم املﻔﺎﺟﺊ ﻣﻦ إﻋﺪاد ﻃﻮﻳﻞ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻈﻞ