لخّصلي

يُشبّه فتجنشتين اللغة بلعبة، لا تُعرّف بصفة واحدة مشتركة بين جميع أنواعها، بل بتشابهات متداخلة كتشابه أفراد الأسرة الواحدة. فاللغة، كغيرها من الألعاب، لا تُحدّد وظيفة واحدة لكل كلمة أو جملة. فالكلمة الواحدة لها معانٍ متعددة، ليست بينها صلة منطقية واضحة، بل تشابه أسري. كذلك، تُشبه أدوات النجار التي تُستخدم في وظائف متعددة، فاللغة تُستخدم لتقرير الوقائع، إعطاء الأوامر، التعبير عن الرغبات، تمثيل الأدوار، قصّ الحكايات، الخ. حتى الكلمات المفردة كـ "ماء!" أو "نجدة!" تحمل معانٍ سياقية معقدة. يُبرز فتجنشتين هذا بمثال قبيلة منعزلة لا تفهم وظائف اللغة المتعددة، فهم لا يفهمون القصص الخيالية مثلاً. اللغة ليست حساباً منطقياً دقيقاً، بل هي مرنة، متعددة الاستخدامات، تتسع وتضيق حسب السياق، ليست صارمة، بل فضفاضة ومتقلبة.

من أقوال فتجنشتين التي ها سحرها وجاذبيتها أن اللغة لعبة ...galnc
كسائر أنواع اللعب التي يلعبها النأس في أوقات فراغهم (١٣). ولم يعط معنى محدداً لكلمة العبة» هنا بطريق مباشر، ويفقد المعنى وضوحه في غمرة الأمثلة والتشبيهات والاستطرادات التي يوزدها فتجنشتين. لكنا نحاول فيها يلي توضيح موقفه. اللعب أنواع مثل لعبة الورف وكرة القدم وكرة السلة والتنس والشطرنج والمصارعة الخ. فإذا بحثنا في هذه الأنواع لنرى صفة واحدة مشتركة بينها جميعاً مما يجعلنا نعطيها جميعاً اسما واحداً وهو ملعبة ه، فلا نجد. يقول فتجنشتين الا تفكر بل أنظره dor't think but
هل تتفق أنواع النعب جميعاً في عنصر التسنية أو o
الكب والخارة أو فكرة التنافس وهل تعتمد على المهارة أم على الحظ وما الفرق بين المهارة في لعبة القنس والشطرنج . لا نجد صفة واحدة تشترك فيها كل أنواع النعب وإنما نجد لوحة معقدة من التشابهات يتداخل بعضها في بعض وتندرج بعضها في بعض(١٤)، نسميها اتشابهات أسرية) family
ا نستعير التشابهات التداخلة في مختلف أنواع و sene
بتشابه اعضاء الأسرة الواحدة. لا يتشابه كل أعضا، الأسرة الواحدة في صفة واحدة محددة مثل الشعر الأسود أو الشفاء الغليظة والأزف الكبير، وإنما نجد مجموعة من تشايهات متداخلة لا تؤدي إلى الحكم بوجود صفات مشتركة محددة، بعض أعضاء الأسرة لهم أنوف كبيرة وشفاء غمليظة، ولبعضهم الآخر شفاه غليظة وشعر أسود، ولبعضهم شفاه غنيظة وأنوف كبيرة. إن التشابه بان أنواع النعب قريب من التشابه الذي يقوم بين أفراد الأسرة الواحدة - لا جد لكل أفراد الأسرة الواحدة بنية جسمية واحدة أو ملامح محدد شاملة أولون واحد للعين أو مزاج انفعاني واحد محدد الخ، يتحقق بعض هذه السمات في بعضهم وصفات أخرى في بعضهم الأخر في تذاخل واندماج. إن اللغة ومفرداتها تؤلف لعبة بالمعنى السابق، أي لا توجد وظيفة وأحدة محددة تؤديها كل الجمل. ولا يوجد معنى واحد محند لكل كنمة، لكن لكل كلمة عدة معانٍ وليس بين هذه المعاني عنصر مشترك حند، بين هذه العاني تشابه اسري بالمعنى السابق . ويوره فتجنشتين هنا نشبيها ثانثا. كل كلمة في اللغة تؤدي وظائف عدة كما نجد أدوات الصندوق الذي يحمله النجّار، بالصندوق شاكوش ومنشار ومطرة وزجاجة غرا، ومامير ومفك مسامير. ليس لكل أداة من هذه وظيفة واحدة محددة عنذ النجار، وإنما يستخذم كلا منها في أكثر من وظيفة حسب حاجته. وكذلك وظائف الكلمات في اللغة: ليس للكلمة الواحدة معنى وأحد ولا استخدام واحد وإنما تقوم الكلمة الواحدة باستخدامات لا حصر ها، وكذلك الجملة الواحدة، ويسمى فتجنشتين هذه الوظائف المتعددة للكلمة الواحدة نعبة اللغة (١٥).
نزين مقصود فتجنشتين من لعبة اللغة بثلاث نقط أخرى. الأولي أن ليس لنغة وظيفة واحدة محددة هي تقرير وقائع. نعم تقرير الوقائع إحدى وظائف اللغة، مثل قولنة الكتاب على النضدة، هزم نابليون في موقعة ووترلو. لكن للغة وظائف عديدة اخرى مثل إعطاء أوامٍ، تعبير عن رغبة، تمثيل دون على المسرح، ترجمة نص، قص حكاية، إلقاء أسئلة، تقديم شكر أو تهنئة، صبّ لعنة، صلاة. تأمل حادثة وتحنيلها، تكوين فرض علمي ، كتابة قصة، إعطاء قسم الخ. تأمل أيضا كلمات مثل ماء!، بعيداً! ، نجدة!
هذه كنمات مفردة لكنها تعني موقفا معقدا مثلن يتلهف شخص عطشان حين يرى ما، ويندفع نحوه، أو حين تحذر شخصا من الاقتراب من خطر، أو حين تجد صديقاً في مأزق صعب وتطلب له النجدة، وهكذا(؛١٦).
النقطة الدانية التي نريد الإشارة إليها هي قول فتجنشتين إن لعبة اللغة
تنطوي على صورة حياة « ..
ويوضح ذلك بتش t in
افرض ان قبيلة منعزلة في منطقة نائية تعودت استخدام اللغة لوصف حوادث حدثت بالفعل أو للتعبير الصادق عن رغبات أفرادها أو مطالبها، وأن أفرادها قوم لا يكذبون ولا يفترضون مواقف لم تحدث فعلاً، فهؤلاء لن يفهموا كل وظائف اللغة. لو قلت هم قصة خيالية أو قمت بقص قصة غريبة لم تحدث، ثم استغرقت في الضحك، فإن أفراد القبيلة سيصابون بذهون ولن يعرفوا ماذا يفعلون وكيف يستجيبون لك. لا تقصهم الكلمات وإنما ينقصهم الاستجابة الناشئة عن لعبة اللغة ما معني لعبة اللغة إذن؟ ليست اللغة حساباً منطقياً دقيقاً لكل كلمة معنى محدد ولكل جملة معنى محدد وبحيث يمكنك الانتقال من جملة ما إلى ما يلزم عنها من جمل حسب قواعد الاستدلال المنطقي، لكن الكلمة الواحدة نتعدد معانيها بتعدد استخدامنا ها في الحياة اليومية، وتتعدد معاني لجملة الواحدة حسب السياق الذي تذكره فيه، وإن بين تعدد الاستخدامات للكلمة أو الجملة الواحدة تشابهاً أسرياً، وأن الكلمة مطاطة تتسع استخداماتها أو نضيق حسب الظروف والحاجات، وأن اللغة ليست كرجل صارم يعرف دائها ماذا يريد ويفعل دائما طبقا لقاعدة معددة، وإنما هي كرجل فضفاض متقائل، له مناشط متعددة يتلاعب بما لديه من دون صرامة أو خطة محكمة