لخّصلي

كوكب القشور في زاوية بعيدة من المجرة، كان هناك كوكب يُدعى كوكب القشور. أو ما بداخل القلب، بل كانوا يحكمون على كل شيء من الخارج فقط. كان سكان الكوكب يرتدون أثواباً براقة، وكلما كان القناع أجمل، حاز صاحبه احتراماً أكبر. كانوا يعتقدون أن الجمال الخارجي هو الحقيقة الوحيدة، وأن من لا يملك مظهراً جذاباً لا يستحق الاستماع إليه. يفكر سكان كوكب القشور بطريقة غريبة:
"هل هذا الشخص يلمع؟ إذًا هو ذكي. "
"هل ثوبه مزركش؟ لا بد أنه حكيم. "هل وجهه بسيط بلا زينة؟ إذًا لا شيء يُؤخذ منه. "
وكانوا يتعاملون مع الآخرين ببرود وازدراء إذا لم يُعجبهم مظهرهم، وذات مساء، هبطت مركبة صغيرة على سطح الكوكب، شعره أشقر كأشعة الشمس، يحمل وردة مغطاة بقبة زجاجية، ويضع وشاحاً طويلاً حول عنقه. ونظروا إليه باستغراب:
"هل تحكمون على الناس من ملابسهم فقط؟" ضحك أحدهم وقال:
جلس الأمير الصغير على صخرة لامعة، وقال:
بل تُحس بالقلب. تعجب السكان من كلماته، لكنهم تجاهلوه، وابتعدوا عنه. ومع مرور الأيام، وكأن شيئاً ما تغير في الداخل. لكن لم يتقبل الجميع التغيير. فقط إلى اللمعان والبريق!"

كوكب القشور

في زاوية بعيدة من المجرة، كان هناك كوكب يُدعى كوكب القشور. كان هذا الكوكب يلمع بسطح أملس يشبه المرايا، لأن سكانه كانوا يهتمون كثيرًا بالمظاهر. لم يكن أحدهم يتحدث عن المشاعر، أو الأفكار، أو ما بداخل القلب، بل كانوا يحكمون على كل شيء من الخارج فقط.

كان سكان الكوكب يرتدون أثواباً براقة، يضعون أقنعة أنيقة على وجوههم، وكلما كان القناع أجمل، حاز صاحبه احتراماً أكبر. كانوا يعتقدون أن الجمال الخارجي هو الحقيقة الوحيدة، وأن من لا يملك مظهراً جذاباً لا يستحق الاستماع إليه.

يفكر سكان كوكب القشور بطريقة غريبة:

"هل هذا الشخص يلمع؟ إذًا هو ذكي."

"هل ثوبه مزركش؟ لا بد أنه حكيم."

"هل وجهه بسيط بلا زينة؟ إذًا لا شيء يُؤخذ منه."

وكانوا يتعاملون مع الآخرين ببرود وازدراء إذا لم يُعجبهم مظهرهم، حتى ولو كان قلبهم طيباً أو عقولهم نابغة.

وذات مساء، هبطت مركبة صغيرة على سطح الكوكب، خرج منها فتى صغير، شعره أشقر كأشعة الشمس، يحمل وردة مغطاة بقبة زجاجية، ويضع وشاحاً طويلاً حول عنقه. كان هو الأمير الصغير.

اقترب منه سكان الكوكب، ونظروا إليه باستغراب:

"من هذا الطفل؟ وشاحه بسيط، وملابسه قديمة!"

"وردة؟ من يهتم بزهرة لا تلمع؟"

لكن الأمير الصغير لم يبدُ غاضباً. ابتسم وقال:

"هل تحكمون على الناس من ملابسهم فقط؟"

ضحك أحدهم وقال:

"وهل هناك شيء أهم من ذلك؟"

جلس الأمير الصغير على صخرة لامعة، وحدق في أعينهم، وقال:

"في كوكبي، تعلمت أن أجمل الأشياء لا تُرى بالعين، بل تُحس بالقلب."

تعجب السكان من كلماته، لكنهم تجاهلوه، وابتعدوا عنه.

ومع مرور الأيام، بدأ بعض الأطفال يقتربون من الأمير، يستمعون لحكاياته عن الكوكب الصغير، عن الوردة التي تحتاج رعاية، وعن الثعلب الذي علمه أن "الشيء المهم لا يُرى بالعين".

وببطء، بدأ بعض الكبار يلاحظون أن قلوبهم أصبحت أخف، وكأن شيئاً ما تغير في الداخل.

لكن لم يتقبل الجميع التغيير. بعضهم صرخ:

"كلمات هذا الطفل تُفسد قوانيننا!"

"نحن لا نحتاج إلى مشاعر، فقط إلى اللمعان والبريق!"

وفي صباحٍ هادئ، ودّع الأمير الصغير الأطفال الذين أحبهم، وقال لهم:

"تذكّروا، أن القلب يرى ما لا تراه العين."

غادر الكوكب، لكن أثره بقي. تغير بعض سكان كوكب القشور، بدأوا يتحدثون عن الصدق، عن الجمال الداخلي، وخلعوا أقنعتهم لأول مرة. أما الآخرون، فقد أغلقوا أعينهم، وواصلوا السير في عالمٍ من القشور.

وهكذا، كان الأمير الصغير مثل النور، مرّ بخفة، لكنّه أضاء شيئاً عميقاً في بعض القلوب.