لخّصلي

١ - ساد قديماً أن لا معقب على ما يقول الحاكم، وذلك استناداً إلى أسس ثيوقراطية ؛ مثل: كون الحاكم ينتسب إلى أصل مقدس. ٢ - المرحلة الأخرى قامت فيها على مبررات التسلط على أسس عقلية، فكان مبرر الحكم عند ميكافيلي وتوماس هوبز ناجماً عن الفهم الذاتي للطبيعة البشرية على أنها شريرة وفاسدة، ولا يصلح معها الحصول على النظام إلا في ظل حكم مطلق... - مرحلة الفكر القومي المتطرف ومن أشهر فلاسفته: هيجل، وتريتشكي، وطبق في ألمانيا النازية، وكان المبرر لكبت الحريات هو مصلحة الدولة القومية ا الشكل الرابع: ما تتبناه في عصرنا الحالي نظم الحكم الديكتاتوري، وتلجأ إليه لتبرير التسلط على أنه ضرورة تفرضها سلامة الوطن وحمايته من التمزق والدعوات الهدامة، وحماية الأمن القومي. ويبين السماسيري (۲۰۰۸) أن الفكر الإنساني طبقاً لهذه النظرية حكر على هذه الطبقة، وأن المعرفة وَقْفٌ عليها وملك لها دون سائر الطبقات، وهذا يبرر لها قهراء رأي مخالف، كما يبرر حقها في السيطرة على وسائل الإعلام للقيام بعبء توجيه المجتمع إلى الطريق القويم. وبناء عليه يمكن لنا أن نستنتج ما يلي: السلطة هي صاحبة الحق المطلق في السماح بظهور وسائل الإعلام والترخيص لها بممارسة عملها في حدود ما تقره وتسمح به. وسائل الإعلام مقيدة بقيود رقابية سابقة للنشر ولاحقة عليه يحظر على وسائل الإعلام حظراً تاماً توجيه أي نقد للسلطة السلطة المصدر الوحيد للحقائق والمعلومات هيا الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام هي تأييد سياسة الحكومة ومعاضدة قراراتها فالأخلاقيات المهنية في المجال الصحفي في ظل نظام سلطوي تكون غالبا عبارة عن مجموعة من القواعد الجافة، تجعل للممارسين في هذا المجال قيودا وضوابط تعيق مهامهم بما أنهم لا يمكنهم الانخراط في الدور الإصلاحي أو التغييري إلا بما يسمح به النظام السياسي. نظرية الأنظمة الشيوعية أشهر من عبّر عن المعتقدات الشيوعية هو كارل ماركس، فالفيلسوف الألماني الشهير قد نظر عن الأمر بكتاباته بأن عدم المساواة والمعاناة البشرية هي نتائج حتمية للرأسمالية. ففي ظل الرأسمالية ، يملك رجال الأعمال والشركات الخاصة كافة المصانع والأدوات وغيرها من الموارد التي تسمى بـ وسائل الإنتاج، وبالتالي يمكن لهؤلاء المالكين، طبقاً للمعتقد الشيوعي، أن يستغلوا العمال، دافعين بهم لبيع عملهم أو "قوة عملهم مقابل إعطائهم راتب معين. هذه النظرية تستند على الفكر الماركسي اللينيني وفلسفة هيجل وقد غطت هذه النظرية سابقا الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية ودول أخرى مثل كوبا والصين وكوريا الشمالية استمدت الشيوعية أفكارها من الاشتراكية وهو مذهب اقتصادي يشكل الأساس الفلسفي الذي أقام عليه ماركس فكره الشيوعي، فالاشتراكية لا تمتد إلى توجيه المجتمع ونظام الحكم بل تقتصر على توجيه السياسة الاقتصادية بتركيزها على تقليل ب توجيه الفروق بين الطبقات ومكافحة الرأسمالية. النظام السياسي الذي ينبني على النظرية الشيوعية هو أيضا سلطوي غير حر. ملكية وسائل الإعلام فيه تعود للحزب الحاكم والموالين له وهدف الإعلام فيه هو المساندة المستمرة للنظام السياسي ممثلا في الحزب الشيوعي وتدعيم دكتاتوريته وبالتالي فإن أي نقد لهذا الحزب وسياساته وزعمائه يعتبر تجاوزا يعاقب فاعله. نظرية الحركات الثورية خيص لها . هذه النظرية مستمدة من الدول التي قامت فيها ثورات لإرساء أنظمة سياسية جديدة، أو الدول التي حاربت الاستعمار والدول الخاضعة للاحتلال وترجع نظرياتها الفلسفية عموما لكتابات لينين وتروتسكي وحركات التحرر الوطني والمقاومة وبالتالي فإن الإعلام - بوسائله المحدودة - لا يخضع للسلطة القائمة بل هو يهاجمها ويجعل منها موضوعا رئيسيا لاشتغاله وليست له ممنوعات أو محرمات في ذلك، لكن ما يميز الإعلام في هذه النظرية هو أنه إعلام ظرفي وانتقالي في الزمن بغض النظر عن الفترة الزمنية . عاضدة ارة عن ل تعيق مش به نظرية الأنظمة الساعية للتنمية هذه النظرية ظهرت خلال سعي دول العالم الثالث للتنمية حيث غالبها آنذاك خرجت حديثا من الاستعمار وبالتالي فإن الإعلام كان في تلك النظم يستند عموماً على أفكار اشتراكية تقوم على فكرة الدولة الراعية التي تلعب دور الراعي الموجه للمواطنين بحيث تقوم وسائل الإعلام فيها بتشجيع الوحدة الوطنية ودعم مجهود بناء الدولة وتحقيق التنمية. وقد سعت هذه الأنظمة السياسية إلى تمليك وسائل الإعلام للحزب الحاكم ووضع قيود قانونية لعرقلة تملك وسائل الإعلام من قبل "الآخرين" أي غير الموالين لها ولاء مطلقا وقد جعلت هذه الأنظمة من منوال التنمية شيئا مقدسا و من يستهدفه يعتبر معارضا لها بل عدوا للمجتمع والدولة في سعيهما للتنمية لذلك فإن هذه النظرية هي أيضا بشكل أو بآخر نظرية سلطوية لا تفتح المجال للنقاش وإبداء الرأي حيث تبرر هذه السلطوية النسبية بالمصلحة العامة للدولة والمجتمع وتجعل من الإعلام .أنا مكملا لبقية آليات الدولة. ي النظرية الغربية تندرج النظرية الغربية ضمن مبدأ عام هو الفكر الحر. وتتراوح مراجعها الفلسفية بين الليبيرالية الكلاسيكية والفلسفة العقلانية مع بعض أفكار الفلسفة الاشتراكية التقدمية مجسدة خصوصا في الأفكار الاشتراكية في أوروبا الغربية إضافة إلى نتائج صعود المنظمات والهيئات غير الحكومية. اتخذت هذه النظرية ثلاث أشكال : (۱) النظرية الغربية في شكلها الليبيرالي كان ظهورها في انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية ثم أوروبا الغربية و تذهب الليبرالية إلى أنه ليس هناك قيود في تملك وسائل الإعلام فهي متاحة لكل من له الإمكانيات المادية لذلك. و هدف الإعلام في هذه النظم هو مساعدة الجمهور على اكتشاف الحقيقة ومراقبة عمل النظام السياسي، إضافة إلى الدور الاقتصادي في الترويج والدعاية والدور الاجتماعي في الترفيه، كما أنه ليس هناك ممنوعات في هذا النظام عدا الاعتداء على سمعة الأفراد وتشويههم أو استغلال زمن الحرب بأي وجه من الوجوه. (۲ نظرية المسؤولية الاجتماعية تؤكد هذه النظرية أهمية التزام الصحفيين بالمعايير الإعلامية المهنية وذلك لضمان مساهمة الصحف ووسائل الإعلام في خدمة المجتمع وتطويره و تعني المسؤولية الاجتماعية المهام التي يجب أن تلتزم بتأديتها الصحافة أمام المجتمع في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية شرط أن يتوفر للصحافة حرية حقيقية تجعلها مسؤولة أمام العقل والمنطق والقانون والرأي العام والمصلحة العامة والدين. كما أن مفهوم الحرية حسب هذه النظرية ، لا يجب أن ينفصل عن المسؤولية الأخلاقية ، فمؤسس صحيفة لوموند أطلق مثلا شعارا ملفتا تعليقا على مقولة هارولد لاسويل فاعتبر أنه لا يمكننا نقول أي شيء، لأي كان في أي مكان، في أي وقت، وبأي طريقة، لأن ذلك يترتب عليه انعكاسات". فالمسؤولية عند الصحفي تسبق الحرية، لأن هناك وقعا لما يكتبه يتخطى الصحفي ومؤسسته ليصبح شأنا عاما. (جورج صدقة ، (۲۰۰۸) ويمكن إدراك المسؤوليات الإعلامية من خلال ثلاث مستويات، وتعبر هذه المستويات عن أخلاقيات العمل الإعلامي بشكل كلي ( حسن عماد مكاوي، ١٩٩٤) القيام بالوظائف الممكنة أو الأدوار الاجتماعية للصحافة الوظيفة السياسية، الوظيفة التعليمية، وظيفة المنفعة الوظيفة الثقافية). الوظيفة السياسية تعني أن يكون الإعلام متداخلا في العملية السياسية من الراي لإعلام لسفية راكية نتائج خلال مراقبة السلطة الوظيفة التعليمية : تشمل تقديم المعلومات بنزاهة ومناقشة الأفكار والرؤى معرفة المبادئ التي ترشد وسائل الإعلام لتحقيق الوظائف السابقة معرفة أنواع السلوك التي يجب مراعاتها من جانب الإعلاميين لتحقيق المبادئ وظيفة المنفعة Utility : أن تكون الصحافة مرأة لما يقع في المجتمع الوظيفة الثقافية تدعيم القيم الاجتماعية والثقافية ن له على ي في الإرشادية. هذا و يرى رمضان عبد المجيد ، ۲۰۱۳ أن نظرية المسؤولية الاجتماعية للإعلام تستهدف من وضع ضوابط أخلاقية للصحافة والتوفيق بين حرية الصحافة والمسؤولية الاجتماعية. وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة، من حيث أن الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب أن تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، تطبيقا للمواثيق الدستورية والنصوص القانونية وحسب الباحث فإن علاقة الفرد بوسائل الإعلام يتحكم فيها الفرد إلى حد كبير من خلال تأثير العوامل النفسية والاجتماعية في تحديد دوافع الاستخدام وإدراك المعاني ويؤكد أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام يجب أن تكون متحررة من كل عناصر الإكراه، على الرغم أنها ليست متحررة من كل الضغوط، كما أنها حرة في تحقيق الأهداف المنوطة بها وهي حاجات المجتمع. ولتحقيق غاياتها يجب أن تكون لديها التسهيلات الفنية والقوى المادية والقدرة على الوصول إلى المعلومات وترى هذه مان ولية لات تلفزيون وتعطيها الشرعية المطلوبة، وتنعكس الملامح الخاصة بهذه النظريات في القوانين والسياسات الإعلامية ومواثيق الشرف وأخلاقيات المهنة (ماكويل، ...... إن جميع هذه النظريات بتنوعها واختلافاتها يمكن تقسيمها بناء على مبدأين إثنين وهما مبدأ وقيمة الحرية (النظريات ذات التوجه الليبيرالي ومبدأ التسلط (النظريات ذات التوجه الديكتاتوري والسلطوي إلا أن هذا التقسيم وهذا الفصل لا يبدو دائما صحيحا بصورة مطلقة. إن الحدود لا تكون دائما واضحة فممارسة السلطة مع جميع التزاماتها وتحدياتها تجعل التراوح من قبل نفس النظام السياسي من نظرية إلى أخرى ممكنا وهذا ما لاحظناه ونلاحظه عند النظم الساعية للتنمية التي تتدحرج بين التسلط والحرية. لذلك وبناء عليه أصبح الكثير من الباحثين والدارسين لا ينزعون إلى تصنيف ثابت وواضح المعالم والحدود بل يفضلون تنسيب الوضعيات إذ ليست هناك ليبيرالية خالصة أو سلطوية خالصة وإنما اتجاهات ونزعات. فالليبيرالية مثلا لها مؤسساتها وهياكلها المنتخبة بصورة ديمقراطية والتي تحتكر السلطة وهذا ضرب من ضروب التسلط ولكنه تسلط شرعي وديمقراطي. على ضوء هذ التنوع في الأنظمة السياسية تتحدد العلاقة بين الإعلام والسلطة حيث صنفها مكاوي (۱۹۹٤) إلى ثلاث أنواع من العلاقة وهي كالآتي: علاقة الخصومة: تتميز هذه العلاقة بالسعي المتواصل للسلطة للتأثير على وسائل الإعلام والضغط عليها ، وتتم هذه العملية من خلال وضع منظومة من القوانين للتحكم في منجزات الإعلام من حيث النشر أو عدمه. ه. إلا أن هذه الطريقة محدودة جدا بحكم ضمان الدساتير لحرية النشر والصحافة مما يجعل السلطة تجنح في عدة دول إلى استخدام أساليب العلاقات العامة للتأثير على وسائل الإعلام. ما يميز هذه العلاقة أن السلطة تنظر لوسائل الإعلام نظرة عدائية، إلا أن ذلك لا يعني غياب التأثير المتبادل، فبالرغم من علاقة الخصومة كثيرا ما تستغل السلطة ما تنشره وسائل الإعلام لصياغة آراءها ومواقفها تجاه قضايا معينة. تعكس هذه العلاقة ما أشار إليه مانويل دو كاستيل في كتابه (سلطة الاتصال) Communication power، عندما كتب تعكس جميع النظم السياسية علاقات السلطة وكذلك حدود هذه العلاقات، كما جرى تداولها عبر عملية تاريخية لا نهائية من الصراع والمساومة. ويعتمد الشكل القائم للدولة وغيرها من المؤسسات التي تنظم حياة الناس على هذا التفاعل المستمر بين السلطة والسلطة المضادة هايدي عبد اللطيف للهيرو فكر أبحاثه السياس (۲۰۱۷) العلاقة التكافلية : تعتبر هذه العلاقة الإعلام مكملا للسلطة السياسية وأن أي سلطة لا تستطيع أن تعمل بدون مساعدة وسائل الإعلام التي تتكفل بمهمة إبراز منجزات السلطة السياسية. كما تنقل من جهة أخرى هموم ومشاكل المواطنين العلاق يحدد إليها. العلاقة التجارية : هي علاقة منفعة متبادلة بمعنى أن الإعلامي لا يكون خصما او صديقا للسلطة فهو ينشر منجزات السلطة وأعمالها مقابل تمتعه بحرية الحصول على المعلومة ونشرها. هذا الواقع الجديد جعل بعض المشتغلين في المجال البحثي والأكاديمي يتخلون عن النظريات الفلسفية كمرجع لتصنيف نظريات الإعلام وإدراج الواقع الإعلامي في بلد ما في إحدى هذه النظريات وعوضوا منهج الدراسة هذا بمنهج آخر يقوم على ثلاث مبادئ أو مداخل لوصف العلاقة بين الإعلام والنظام السياسي القائم في بلد ما، وهي التالية: اه مبدأ المساواة حيث تكون الصحافة مستقلة عن النظام السياسي ويكون هناك تنافس بينهما . مبدأ التعاون الحر والإرادي تكون فيها الصحافة شريكا للنظام السياسي ومتعاونة معه بصورة طوعية . مبدأ التسلط والقوة: حيث تعمل الصحافة مرغمة مع النظام السياسي من خلال العديد من القيود المفروضة عليها. إن هذا التنوع الجديد في المجال البحثي هو في الواقع امتداد للتحولات الفكرية والفلسفية الجديدة التي أصبحت تبتعد أكثر ما يمكن عن القوالب الإيديولوجية التي سيطرت طيلة عقود من الزمن، وان كانت لا تنكر أنها تستمد منها مناهجها ؟ التحليل والدراسة. إن الملاحظ اليوم، أن الصبغة الغالبة في البحث العلمي هي تحقيق النتيجة المرجوة مهما كان المنهج والمفاهيم المستعملة. وفي هذا يندرج المنهج الوظيفي الذي يسعى للهروب من المفاهيم والأطر الإيديولوجية السابقة والاستناد في التحليل والتقييم على فكرة البناء والوظيفة" على غرار الباحثان "الموند وكولمان ١٩٦٠، وقد استندت أبحاثهما في العلاقة بين الصحافة والإعلام من جهة والنظام السياسي والسلطة السياسية من جهة أخرى على هذين المفهومين، وعلى هذا الأساس يتم تصنيف هذه العلاقة ويتحدد جوهر الإعلام بحيث يصبح إعلاما مفتوحا أو إعلاما مغلقا وهو الذي يحدد مضمون الرسالة الإعلامية وطبيعة الجمهور الموجهة له.