لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

الإعلام وتبني اللهجات العامية
اللغة أعاد الإعلاميون العرب طرح قضية العامية .
بل وتبني الإعلاميون في التلفاز بخاصة الترويج للهجات العامية ويمكننا أن نلاحظ بالمقارنة نسبة ما يبث بالفصحى في التلفاز،
وعندئذ سنكتشف الحقائق المروعة ولا سيما عندما تجهر بعض القنوات العربية بلهجاتها المحلية وتحرص عليها لا كلهجة وإنما كلغة داخل كنوع من التميز المزعوم.
وقد لا تجد غرابة عندما نلاحظ أن أصوات إعلامية وثقافية شامية تبنت الترويج للعامية منذ مطلع هذا القرن.
ثم ويلمور ثم صمويل موريه .
لوحدة عربية.
لكن تبني بعض وسائل الإعلام العربية للعامية عن قصد أو غير قصد أمر له خطورته المركبة أولا لسرعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام،
وآخر لأن هدم الفصحى بالعامية قد جاء بمعاولنا ومن داخلنا هذه المرة،
وكأننا حفرنا لأنفسنا الخنادق المضادة للتجاوز،
ولنحقق رغبة استعمارية فشل الاستعمار في الفوز لها سابقا.
المفهوم والخصائص - الواقع والحديات
حد ونحن في حاجة إلى العامية والفصحى ولكن لكل منهما مجاله ولقد عاشت العامية والفصحى معا،
وكان للأدب العربية فضل السبق في العناية بالأدب الشعبي إلا أن وسائل الإعلام في حاجة ماسة إلى الفصحى أكثر من حاجتها إلى العامية،
وذلك لن إمكانات الفصحى أضعاف إمكانات العامية،
مما يساعد الإعلامي على دقة التعبير في أي وسيلة إعلامية،
بالإضافة إلى مركز الصدارة وحجم الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ودورها في حفظ الهوية في عالم يموج بقنوات فضائية وتوجهات فكرية متباينة تصل .
التطرف قياسا بعاداتنا وتقاليدنا،
ومن هنا وجب على من يقود المجتمع أن يرتفع بلغة المجتمع ارتفاعا يتوازي مع الأهمية القصوى لوسائل الإعلام والأهمية القصوى للغتنا الفصحى،
وهي أهمية يجب أن تستعيدها من خلال تبني وسائل الإعلام لها بشكل عملي وتطبيقي.
وأود الإشارة هنا إلى أنه من الخطأ تصور الفصحى والعامية كثنائية لأن اللهجة حقيقة علمية ولغوية تتفرع من الفصحى بضعف وتنتمي إليها بقوة،
لذلك لا نفهم من هذا أنني أهاجم العامية لأننا عندئذ نناقض أنفسنا لأننا على الأقل نفكر بها.
وقنوات التلفاز لم تعد مكتفية بإفشاء العامية بل إنها بدأت تسيء إلى العامية نفسها وذلك بالسماح للأعمال الدرامية والإعلانات التجارية بترديد الفاظ متدنية وذكرها يثير في النفس قدرا كبيرا من الابتذال والاستهتار واللامبالاة.
ومن ناحية أخرى أصبحت الدراما التلفزيونية التي تقدم التاريخ والسير وسيلة للإساءة إلى الفصحى على الرغم من التزمها بالفصحى،
ولكنها تقدم الحوار بمفردات بعيدة عن الازمات العصر التعبيرية،
فضلا عن التجهم والغضب في أكثر من الحوارات والافتعال في مستوى الأداء الصوتي وطريقة أدائـه مـن الممثلين وهي أمور في جملتها تقدم الفصحى في شكل افتعال لا انفعال مما يقطع وشائج الصلة بينها وبين المشاهدين والمستمعين.
الإعلام وترويج الأخطاء اللغوية
عن قصد أو غير قصد استفحلت الأخطاء اللغوية عند أكثر الإعلاميين لأن الأخطاء تستمد مدادها من ثغرات فتقها القدماء الذين بالغوا في التقعيد والمسائل الخلافية والترحيب بالشواذ فضلا عن ضيق مساحة الممارسة العملية لنطق الفصحى عند المعاصرين،
وأيضا لوجود مسافة شاسعة بين حفظ القاعدة النحوية والتطبيق لهذه القاعدة فضلا عن قلة المحفوظات النصية التي كان يمكن لها أن تدرب اللسان على سلامة النطق وصحة الأداء.
والأخطاء اللغوية منتشرة بين الإعلاميين وغير الإعلاميين،
لكن انتشارها بين الإعلاميين هو الأهم لما سيترتب على ذلك من صدى واسع النطاق بين أرجاء الناطقين بالعربية ولا سيما من وسائل الإعلام المروءة والمرئية فالمسموعة.
ويمكننا إحصاء نوعية الأخطاء المتداولة في نقاط بعينها وهو إحصاء الغرض منه كيفية تقديم العلاج السريع،
وكيفية السيطرة على مقاليد الفصحى بأقصر الطرق وأقل المجهود،
1 - أخطاء النطق الضبط
أما عن أخطاء النطق لمخارج الحروف فهي أخطاء محدودة وتحتاج إلى دربـة لإخراج بعض الحروف من مكانها الطبيعي نحو (ذ/ج / ق .
الأول يتمثل فيضبط حروف الكلمة الداخلية ضبطا صحيحا نحو: (مصر / عرف / يسلب / غرق)،
(مصر / عَرَف يَسْلْب/ غرق).
ويمكن البدء بمعرفة ضبط حروف هذه الكلمات الأكثر تداولا،
واصطحاب المعجم يعد عاملا مساعدا أساسيا لا بد منه.
أما المشكلة الكبرى فهي ضبط أواخر الكلمات،
لأن هذا الضبط مرتبط بتحديد المعاني،
ومن ثم لا بد من الانتقال عبر خطوات تمكن من الاستيعاب والدربة بدلا من القفزات الطموحة والتي غالبا ما إعادتنا لنقطة الانطلاق فحققنا وهم الحركة واكتفينا بالثبات ولذلك اعتقد أن البدء بأساسيات الجملة العربية (المسند والمسند إليه) مع البدء أكثر من الجمل تداولا المفعول به الحال التمييز .
) وليس المهم معرفة القاعدة وإنما الأهم إجادة النطق والكيفية المثلى لأساسيات الاستخدام: الجملة الاسمية والجملة الفعلية،
والجملة الطويلة والأخرى القصيرة .
..
وإجادة المرحلة الأولى لا بد من تدعيمها بالدرية والممارسة نطقا وكتابة ولا
- أخطاء في دلالة الألفاظ:
والأخطاء في استخدام اللفظة لمعناها بدقة أخطاء مركبة متراكم من الثغرات،
وبداية لفظة تحل محل أخرى وتؤدي معناها،
لأن لكل لفظة دلالتها الخاصة،
وأن الترادف وهم فالسيف لـه أسماء عديدة لكن استخدامي لـ (الفيصل) لا يمكن أن أستبدله بـ (البتار،
أو المهند .
) لأن كل لفظة لها استخدام خاص بقدر ما تحمل من خصوصية وتميز بصفة لا تتوافر في كلمة أخرى ومن هذا المنطلق فـ الرؤيا ليست هي الرؤية،
والهرم غير الشيخوخة والأزهار والزهرات ليس هي الزهور .
وأعتقد أن الوقوف مع دلالة اللفظ بدقة يأتي من خلال إعلان عن صداقة المعجم وإنهاء الخصومة والمقاطعة .
الشائعة فمجرد مسكنات وليست حلا جذريا وكل منا يمكن أن يتعود على المعجم واستخدامه ولا بد أن يكون أساسيا في حياتنا الإعلامية.
- دقة استخدام الحروف في بناء الجملة:
إذا كان الإنجليز يردون بأن معرفة حروف الجر تعني معرفة نصف اللغة فإن استخدام الحروف في لغتنا العربية لا يقل عن هذه الأهمية وقد جرت العادة على الاستهتار في استخدام الحروف مما يقلب معاني الجمل قلبا تاما ويؤثر في الصوغ اللغوي تأثيرا بعيد المدى قد يصل حد إعلان المعنى المضاد رغب في / رغب عن).
والدقة التعبيرية تبدأ من إجادة استخدام الحروف ولا سيما حروف جر بدلا من / بدلا عن اثر فيه أثر عليه ضحك عليه ضحك منه/ تردد على / تردد إلى .
) ثم الاستخدامات المتنوعة لبعض الحروف الأكثر انتشارا وتأثيرا على تراثنا ومستقبلنا وهو ارتفاع بمستوى الفكر للرأي العام.
وفي بدايات القرن المقبل سنجد تحديا جديدا وفريدا وسيهدد اللغة الفصحى في وسائل الإعلام وعلينا أن نتهيا لمواجهة هذا الخطر القادم،
وذلك بالتمكن من أساسيات الفصحى وتذوقها والعناية بها كخطوة أولية أما الخطر في مطلع القرن فلن يكون صراعا مجرد تحريك لدلالة كلمة تمثل خطا شائعاً .
وإنما سنجد الخطر القادم يخترق عمق الفصحى ليهدمها من الداخل ويشيع الفوضى التعبيرية والإرهاصات قد بدأت في محاولات شعراء الحداثة العرب لتبني بعض الظواهر اللغوية الشاذة وتبني بعض الأفكار السوداوية والتي انبثقت في أوروبا من فلسفات التشاؤم والتشظي والاغتراب وهي أفكار محملة بقدر كبير من السوداوية والعداء لإنسان وللهجوم على أعز ما يملك من قيم وامتيازات موروثة،
يمكن أن يحقق لها انتشارا يصعب علينا مقاومته لأن الكثيرين منا يصفقون لكل جديد دونما معرفة للأهداف والدوافع والمصادر ودونما تقدير للنتائج ومن أمثلة الهجوم المتوقع قريبا الآتي: 1 - الصور المجازية تعتمد على إدراك المادية الطبيعية لا على إدراك الافتراضات البشرية.
- تحجيم استخدام الصفات والظروف لأنها تعبر عن آراء ذاتية.
- التوسع في استخدام صيغة المصدر الدائرية لأنها قادرة على استيعاب العلاقات الجديدة وذلك على حساب زمنية الفعل .
ه - التوسع في استخدام الأسماء المركبة.
٦ - التوسع في استخدام الدلالات غير اللغوية كالتركيز على الشكل الطباعي وتفتيت الكلمة سعيا للاعتماد على الحرف الصوتي كوحدة بديلة عن الكلمة وذلك تمهيدا لضرب بناء الجملة وتحطيمها تحت وطأة التشكيل الجمالي للتحرير الكتابي.
وقد وصل الأمر عند الأديب الأمريكي (أرام ساروياك حد ) أن أعلن عن أن الأدب سرعان ما سينتهي أمره خلا أن يكون شكلا فنيا كما أن الأبجدية سينتهي أمرها .
الأخرى ولذلك علينا أن نقتصد في استخدامها،
ووصل الأمر عنده حد أن أعلن عن الكف عن نظم الشعر وقال إن هذا أبلغ قصيدة شعرية،
وليس غريبا إذن أن يظهر مفهوم (القصيدة البيت) و(الشعر الميني).
إن هذه الآراء والنداءات تستمد جذورها من توجهات فكرية محدودة في بلادنا وهي مملوءة بالتشاؤم وتسعى لتهميش الدلالة اللغوية واستزراع البدائل
سمحت التشكيلية لتنوارى اللغة وتحل محلها عناصر صوتية وبصرية للجمع بين الأدبية والبصرية والصوتية على غرار نسق الموسيقي الكونكريتية التي للأصوات اللاموسيقية واعتبرت أن كل مادة صوتية في الوجود مادة موسيقية.
وقد بدأت بعض هذه التعبيرات والمحاولات تتسرب لبعض النصوص العربية الأدبية تمهيدا لتسويقها في وسائل الإعلام كالتركيز على السياق لفصل الكلمة عن دلالتها المألوفة في محاولة لتنظيم متطرف للواقع،
ومن منطلق أن اللغة ثورة روحية يمكنها أن تحقق انتصاراً على الفكر المنطقي المنظم وكلها محاولات تستمد جذورها من (مستقبلية مارينتي الإيطالي) ومن السيريالية والتجريدية (والدادائية) الذي يرفض الماضي ويخشى المستقبل.
ولما كانت وسائل الإعلام تمتلك قرون الاستشعار وهي على صلة وثيقة بالفضائيات وتقنية الاتصال كان لا بد أن نحذر من المحاولات المحادثة في مجتمعات غربية .
يحفظ للمجتمع هويته ولغته وحضارته ولا يغرينا استثناء السياحة الفكرية الشاذة الموجودة هنا وهناك لأننا تجاوزنا مرحلة التبعية وعقدة النقص الحضاري.
ونسعى مع وسائل إعلامنا عن كيان له مذاق المنطقة .
وكيان له جذوره وكيان يحمل آمالنا وطموحاتنا في التطور والتميز.
وإذا كانت التنمية في أفضل تعريف لها هي تحويل العلم إلى ثقافة).
فإن الإعلام قادر بوسائله على تحويل العلم إلى ثقافة ليؤثر في رفع مستوى المجتمع وتعالوا نجرب معا كيف يمكن أن نبسط لغتنا ونقرب جمالياتها للقارئ العادي ونقنعه بأن الفصحى درجات وأننا يمكن أن نجيد الفصحى في ابسط درجاتها .
إن التعاون بين العلماء والإعلاميين قادر على تحقيق أعلى معدل للتعبئة الثقافية للجماهير وليكن الاهتمام بلغتنا الفصحى بداية الانطلاق لنا جميعا نحو مفهوم عملي للتنمية.
ولتحقيق هذه الطموحات يمكنني أن أقدم لبنة متواضعة لتشييد بناء ضخم يطمع في ان يتمكن الإعلاميون من لغتنا الفصحى وتتمكن لغتنا الفصحى منا،
أولاً: التصورات النظرية والحماسات لن تجد طريقها لواقع الممارسة العملية بدون وجود رغبة جماعية مدعومة بقرار سياسي،
ألم تروا كيف نجح المسلمون القدماء في مقاومة اللحن؟! لقد كان قرار عمر ابن الخطاب سياسيا،
ورغبة المسلمين الجماعية مدفوعة بمستوى عال من مردود التعبئة الدينية،
غرب إفريقيا (نيجيريا والنيجر).
ثانياً: تتبنى وسائل الإعلام (عاما للغة العربية) تتوحد فيه دعوة وسائل الإعلام جميعها في الدعوة إلى لغة عربية فصحى وتتحول فيه لغة البرامج الجماهيرية إلى لغة فصحى كإذاعة مباريات كرة القدم،
وبرامج الأطفال والمرأة)،
وإتاحة مساحة إعلامية طويلة للقصائد المغناة وتحجيم الأغاني ذات اللغة الهابطة والمعني المبتذلة فضلا عن التخطيط لندوات ولقاءات ومسابقات ومقالات التي تتدنى حتى تسيء إلى اللهجة العامية نفسها وتشيع من الألفاظ ما يبعث على الاستهانة والابتذال.
ثالثاً: الدعوة لإقامة صداقة ومصالحة بين الإعلاميين ومعاجمنا العربية من أجل دقة تعبيرية للكلمة المكتوبة والمنطوقة وللابتعاد عن الأخطاء الشائعة.
ولذلك حان الوقت لتمديد جسور التواصل بين وسائل الإعلام ونشاط
مجامع اللغة العربية.
خامساً: التخطيط لمستقبل اللغة العربية الفصحى في الإعلام يبدأ بالتخطيط لماضي اللغة العربية الفصحى،
لأن ماضي الفصحى قد أفرز مشکلات الواقع اللغوي وتبعاته،
والتخطيط لماضي الفصحى هو نفسه علاج لمشكلات واقعنا اللغوي المتردي في الإعلام ودور العلم.
في إبداء الملاحظات الآتية: أ - يمكن لوسائل الإعلام (تلفاز - إذاعة) أن تتبنى المنهج الفطري في تعليم السليقة اللغوية في برامج الأطفال بأن تؤخر الجهر بقواعد اللغة وتكتفي بالمواد الإعلامية الدرامية الشائقة والأشعار حتى نساعد على الحفظ بنطق صحيح حتى تتكون لدى الطفل الملكة الصحيحة للغة الخطاب لأنه يتمثل محفوظاته ويقيس عليها.
ب - الاكتفاء الإجرائي باللغة الفصحى في أبسط معطياتها ولازماتها التعبيرية الحية والابتعاد عن بعث غريب الألفاظ من مرقدها الأمن في معاجم اللغة.
ج - الحرص على اكتساب المهارات اللغوية بالممارسة العملية النطق والتمرير) والتكرار والابتعاد المؤقت عن النحو التفكيكي (نحو الكلمة المفردة) حتى لا نقع في مصيدة الخلافات النحوية والآراء التي خلقها القدماء وأثقلوا بها كاهل اللغة ونترك هذا للمتخصصين.
أما التخطيط لمستقبلنا اللغوي فيبدأ باستشراف التوجيهات اللغوية الغربية والشاذة والمتدثرة ببريق الحداثة لمقاومتها في الوقت المناسب حتى لا نفرض
حقيقة وجودها عبر التسلل من منافذ وسائل الإعلام فتزيد أمر الفصحي تعقيدا،
وتثير الاستهانة،
وتنقل منطقة المناورات داخل حدود الفصحى لتهميشها أو لهدمها من الداخل.
إن لغتنا العربية الفصحى ليست محض لغة وحسب لأن العربية هي لغة قرآننا وأحد مظاهر إعجازه،
وهي ذريعة لأمل الوحدة،
وهي بداية من بدايات تأسيس الهوية،
والتي نحن في أمس الحاجة إلى التدثر بها وسط حشد من قنوات فضائية متلاطمة متزاحمة بأفكار متباينة تحشد الإمكانات للجذب ولاستمرار التبعية الفكرية،
اللغة أعاد الإعلاميون العرب طرح قضية العامية .
بل وتبني الإعلاميون في التلفاز بخاصة الترويج للهجات العامية ويمكننا أن نلاحظ بالمقارنة نسبة ما يبث بالفصحى في التلفاز،
وعندئذ سنكتشف الحقائق المروعة ولا سيما عندما تجهر بعض القنوات العربية بلهجاتها المحلية وتحرص عليها لا كلهجة وإنما كلغة داخل كنوع من التميز المزعوم.
وقد لا تجد غرابة عندما نلاحظ أن أصوات إعلامية وثقافية شامية تبنت الترويج للعامية منذ مطلع هذا القرن.
ثم ويلمور ثم صمويل موريه .
لوحدة عربية.
لكن تبني بعض وسائل الإعلام العربية للعامية عن قصد أو غير قصد أمر له خطورته المركبة أولا لسرعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام،
وآخر لأن هدم الفصحى بالعامية قد جاء بمعاولنا ومن داخلنا هذه المرة،
وكأننا حفرنا لأنفسنا الخنادق المضادة للتجاوز،
ولنحقق رغبة استعمارية فشل الاستعمار في الفوز لها سابقا.
المفهوم والخصائص - الواقع والحديات
حد ونحن في حاجة إلى العامية والفصحى ولكن لكل منهما مجاله ولقد عاشت العامية والفصحى معا،
وكان للأدب العربية فضل السبق في العناية بالأدب الشعبي إلا أن وسائل الإعلام في حاجة ماسة إلى الفصحى أكثر من حاجتها إلى العامية،
وذلك لن إمكانات الفصحى أضعاف إمكانات العامية،
مما يساعد الإعلامي على دقة التعبير في أي وسيلة إعلامية،
بالإضافة إلى مركز الصدارة وحجم الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ودورها في حفظ الهوية في عالم يموج بقنوات فضائية وتوجهات فكرية متباينة تصل .
التطرف قياسا بعاداتنا وتقاليدنا،
ومن هنا وجب على من يقود المجتمع أن يرتفع بلغة المجتمع ارتفاعا يتوازي مع الأهمية القصوى لوسائل الإعلام والأهمية القصوى للغتنا الفصحى،
وهي أهمية يجب أن تستعيدها من خلال تبني وسائل الإعلام لها بشكل عملي وتطبيقي.
وأود الإشارة هنا إلى أنه من الخطأ تصور الفصحى والعامية كثنائية لأن اللهجة حقيقة علمية ولغوية تتفرع من الفصحى بضعف وتنتمي إليها بقوة،
لذلك لا نفهم من هذا أنني أهاجم العامية لأننا عندئذ نناقض أنفسنا لأننا على الأقل نفكر بها.
وقنوات التلفاز لم تعد مكتفية بإفشاء العامية بل إنها بدأت تسيء إلى العامية نفسها وذلك بالسماح للأعمال الدرامية والإعلانات التجارية بترديد الفاظ متدنية وذكرها يثير في النفس قدرا كبيرا من الابتذال والاستهتار واللامبالاة.
ومن ناحية أخرى أصبحت الدراما التلفزيونية التي تقدم التاريخ والسير وسيلة للإساءة إلى الفصحى على الرغم من التزمها بالفصحى،
ولكنها تقدم الحوار بمفردات بعيدة عن الازمات العصر التعبيرية،
فضلا عن التجهم والغضب في أكثر من الحوارات والافتعال في مستوى الأداء الصوتي وطريقة أدائـه مـن الممثلين وهي أمور في جملتها تقدم الفصحى في شكل افتعال لا انفعال مما يقطع وشائج الصلة بينها وبين المشاهدين والمستمعين.
الإعلام وترويج الأخطاء اللغوية
عن قصد أو غير قصد استفحلت الأخطاء اللغوية عند أكثر الإعلاميين لأن الأخطاء تستمد مدادها من ثغرات فتقها القدماء الذين بالغوا في التقعيد والمسائل الخلافية والترحيب بالشواذ فضلا عن ضيق مساحة الممارسة العملية لنطق الفصحى عند المعاصرين،
وأيضا لوجود مسافة شاسعة بين حفظ القاعدة النحوية والتطبيق لهذه القاعدة فضلا عن قلة المحفوظات النصية التي كان يمكن لها أن تدرب اللسان على سلامة النطق وصحة الأداء.
والأخطاء اللغوية منتشرة بين الإعلاميين وغير الإعلاميين،
لكن انتشارها بين الإعلاميين هو الأهم لما سيترتب على ذلك من صدى واسع النطاق بين أرجاء الناطقين بالعربية ولا سيما من وسائل الإعلام المروءة والمرئية فالمسموعة.
ويمكننا إحصاء نوعية الأخطاء المتداولة في نقاط بعينها وهو إحصاء الغرض منه كيفية تقديم العلاج السريع،
وكيفية السيطرة على مقاليد الفصحى بأقصر الطرق وأقل المجهود،
1 - أخطاء النطق الضبط
أما عن أخطاء النطق لمخارج الحروف فهي أخطاء محدودة وتحتاج إلى دربـة لإخراج بعض الحروف من مكانها الطبيعي نحو (ذ/ج / ق .
الأول يتمثل فيضبط حروف الكلمة الداخلية ضبطا صحيحا نحو: (مصر / عرف / يسلب / غرق)،
(مصر / عَرَف يَسْلْب/ غرق).
ويمكن البدء بمعرفة ضبط حروف هذه الكلمات الأكثر تداولا،
واصطحاب المعجم يعد عاملا مساعدا أساسيا لا بد منه.
أما المشكلة الكبرى فهي ضبط أواخر الكلمات،
لأن هذا الضبط مرتبط بتحديد المعاني،
ومن ثم لا بد من الانتقال عبر خطوات تمكن من الاستيعاب والدربة بدلا من القفزات الطموحة والتي غالبا ما إعادتنا لنقطة الانطلاق فحققنا وهم الحركة واكتفينا بالثبات ولذلك اعتقد أن البدء بأساسيات الجملة العربية (المسند والمسند إليه) مع البدء أكثر من الجمل تداولا المفعول به الحال التمييز .
) وليس المهم معرفة القاعدة وإنما الأهم إجادة النطق والكيفية المثلى لأساسيات الاستخدام: الجملة الاسمية والجملة الفعلية،
والجملة الطويلة والأخرى القصيرة .
..
وإجادة المرحلة الأولى لا بد من تدعيمها بالدرية والممارسة نطقا وكتابة ولا
- أخطاء في دلالة الألفاظ:
والأخطاء في استخدام اللفظة لمعناها بدقة أخطاء مركبة متراكم من الثغرات،
وبداية لفظة تحل محل أخرى وتؤدي معناها،
لأن لكل لفظة دلالتها الخاصة،
وأن الترادف وهم فالسيف لـه أسماء عديدة لكن استخدامي لـ (الفيصل) لا يمكن أن أستبدله بـ (البتار،
أو المهند .
) لأن كل لفظة لها استخدام خاص بقدر ما تحمل من خصوصية وتميز بصفة لا تتوافر في كلمة أخرى ومن هذا المنطلق فـ الرؤيا ليست هي الرؤية،
والهرم غير الشيخوخة والأزهار والزهرات ليس هي الزهور .
وأعتقد أن الوقوف مع دلالة اللفظ بدقة يأتي من خلال إعلان عن صداقة المعجم وإنهاء الخصومة والمقاطعة .
الشائعة فمجرد مسكنات وليست حلا جذريا وكل منا يمكن أن يتعود على المعجم واستخدامه ولا بد أن يكون أساسيا في حياتنا الإعلامية.
- دقة استخدام الحروف في بناء الجملة:
إذا كان الإنجليز يردون بأن معرفة حروف الجر تعني معرفة نصف اللغة فإن استخدام الحروف في لغتنا العربية لا يقل عن هذه الأهمية وقد جرت العادة على الاستهتار في استخدام الحروف مما يقلب معاني الجمل قلبا تاما ويؤثر في الصوغ اللغوي تأثيرا بعيد المدى قد يصل حد إعلان المعنى المضاد رغب في / رغب عن).
والدقة التعبيرية تبدأ من إجادة استخدام الحروف ولا سيما حروف جر بدلا من / بدلا عن اثر فيه أثر عليه ضحك عليه ضحك منه/ تردد على / تردد إلى .
) ثم الاستخدامات المتنوعة لبعض الحروف الأكثر انتشارا وتأثيرا على تراثنا ومستقبلنا وهو ارتفاع بمستوى الفكر للرأي العام.
وفي بدايات القرن المقبل سنجد تحديا جديدا وفريدا وسيهدد اللغة الفصحى في وسائل الإعلام وعلينا أن نتهيا لمواجهة هذا الخطر القادم،
وذلك بالتمكن من أساسيات الفصحى وتذوقها والعناية بها كخطوة أولية أما الخطر في مطلع القرن فلن يكون صراعا مجرد تحريك لدلالة كلمة تمثل خطا شائعاً .
وإنما سنجد الخطر القادم يخترق عمق الفصحى ليهدمها من الداخل ويشيع الفوضى التعبيرية والإرهاصات قد بدأت في محاولات شعراء الحداثة العرب لتبني بعض الظواهر اللغوية الشاذة وتبني بعض الأفكار السوداوية والتي انبثقت في أوروبا من فلسفات التشاؤم والتشظي والاغتراب وهي أفكار محملة بقدر كبير من السوداوية والعداء لإنسان وللهجوم على أعز ما يملك من قيم وامتيازات موروثة،
يمكن أن يحقق لها انتشارا يصعب علينا مقاومته لأن الكثيرين منا يصفقون لكل جديد دونما معرفة للأهداف والدوافع والمصادر ودونما تقدير للنتائج ومن أمثلة الهجوم المتوقع قريبا الآتي: 1 - الصور المجازية تعتمد على إدراك المادية الطبيعية لا على إدراك الافتراضات البشرية.
- تحجيم استخدام الصفات والظروف لأنها تعبر عن آراء ذاتية.
- التوسع في استخدام صيغة المصدر الدائرية لأنها قادرة على استيعاب العلاقات الجديدة وذلك على حساب زمنية الفعل .
ه - التوسع في استخدام الأسماء المركبة.
٦ - التوسع في استخدام الدلالات غير اللغوية كالتركيز على الشكل الطباعي وتفتيت الكلمة سعيا للاعتماد على الحرف الصوتي كوحدة بديلة عن الكلمة وذلك تمهيدا لضرب بناء الجملة وتحطيمها تحت وطأة التشكيل الجمالي للتحرير الكتابي.
وقد وصل الأمر عند الأديب الأمريكي (أرام ساروياك حد ) أن أعلن عن أن الأدب سرعان ما سينتهي أمره خلا أن يكون شكلا فنيا كما أن الأبجدية سينتهي أمرها .
الأخرى ولذلك علينا أن نقتصد في استخدامها،
ووصل الأمر عنده حد أن أعلن عن الكف عن نظم الشعر وقال إن هذا أبلغ قصيدة شعرية،
وليس غريبا إذن أن يظهر مفهوم (القصيدة البيت) و(الشعر الميني).
إن هذه الآراء والنداءات تستمد جذورها من توجهات فكرية محدودة في بلادنا وهي مملوءة بالتشاؤم وتسعى لتهميش الدلالة اللغوية واستزراع البدائل
سمحت التشكيلية لتنوارى اللغة وتحل محلها عناصر صوتية وبصرية للجمع بين الأدبية والبصرية والصوتية على غرار نسق الموسيقي الكونكريتية التي للأصوات اللاموسيقية واعتبرت أن كل مادة صوتية في الوجود مادة موسيقية.
وقد بدأت بعض هذه التعبيرات والمحاولات تتسرب لبعض النصوص العربية الأدبية تمهيدا لتسويقها في وسائل الإعلام كالتركيز على السياق لفصل الكلمة عن دلالتها المألوفة في محاولة لتنظيم متطرف للواقع،
ومن منطلق أن اللغة ثورة روحية يمكنها أن تحقق انتصاراً على الفكر المنطقي المنظم وكلها محاولات تستمد جذورها من (مستقبلية مارينتي الإيطالي) ومن السيريالية والتجريدية (والدادائية) الذي يرفض الماضي ويخشى المستقبل.
ولما كانت وسائل الإعلام تمتلك قرون الاستشعار وهي على صلة وثيقة بالفضائيات وتقنية الاتصال كان لا بد أن نحذر من المحاولات المحادثة في مجتمعات غربية .
يحفظ للمجتمع هويته ولغته وحضارته ولا يغرينا استثناء السياحة الفكرية الشاذة الموجودة هنا وهناك لأننا تجاوزنا مرحلة التبعية وعقدة النقص الحضاري.
ونسعى مع وسائل إعلامنا عن كيان له مذاق المنطقة .
وكيان له جذوره وكيان يحمل آمالنا وطموحاتنا في التطور والتميز.
وإذا كانت التنمية في أفضل تعريف لها هي تحويل العلم إلى ثقافة).
فإن الإعلام قادر بوسائله على تحويل العلم إلى ثقافة ليؤثر في رفع مستوى المجتمع وتعالوا نجرب معا كيف يمكن أن نبسط لغتنا ونقرب جمالياتها للقارئ العادي ونقنعه بأن الفصحى درجات وأننا يمكن أن نجيد الفصحى في ابسط درجاتها .
إن التعاون بين العلماء والإعلاميين قادر على تحقيق أعلى معدل للتعبئة الثقافية للجماهير وليكن الاهتمام بلغتنا الفصحى بداية الانطلاق لنا جميعا نحو مفهوم عملي للتنمية.
ولتحقيق هذه الطموحات يمكنني أن أقدم لبنة متواضعة لتشييد بناء ضخم يطمع في ان يتمكن الإعلاميون من لغتنا الفصحى وتتمكن لغتنا الفصحى منا،
أولاً: التصورات النظرية والحماسات لن تجد طريقها لواقع الممارسة العملية بدون وجود رغبة جماعية مدعومة بقرار سياسي،
ألم تروا كيف نجح المسلمون القدماء في مقاومة اللحن؟! لقد كان قرار عمر ابن الخطاب سياسيا،
ورغبة المسلمين الجماعية مدفوعة بمستوى عال من مردود التعبئة الدينية،
غرب إفريقيا (نيجيريا والنيجر).
ثانياً: تتبنى وسائل الإعلام (عاما للغة العربية) تتوحد فيه دعوة وسائل الإعلام جميعها في الدعوة إلى لغة عربية فصحى وتتحول فيه لغة البرامج الجماهيرية إلى لغة فصحى كإذاعة مباريات كرة القدم،
وبرامج الأطفال والمرأة)،
وإتاحة مساحة إعلامية طويلة للقصائد المغناة وتحجيم الأغاني ذات اللغة الهابطة والمعني المبتذلة فضلا عن التخطيط لندوات ولقاءات ومسابقات ومقالات التي تتدنى حتى تسيء إلى اللهجة العامية نفسها وتشيع من الألفاظ ما يبعث على الاستهانة والابتذال.
ثالثاً: الدعوة لإقامة صداقة ومصالحة بين الإعلاميين ومعاجمنا العربية من أجل دقة تعبيرية للكلمة المكتوبة والمنطوقة وللابتعاد عن الأخطاء الشائعة.
ولذلك حان الوقت لتمديد جسور التواصل بين وسائل الإعلام ونشاط
مجامع اللغة العربية.
خامساً: التخطيط لمستقبل اللغة العربية الفصحى في الإعلام يبدأ بالتخطيط لماضي اللغة العربية الفصحى،
لأن ماضي الفصحى قد أفرز مشکلات الواقع اللغوي وتبعاته،
والتخطيط لماضي الفصحى هو نفسه علاج لمشكلات واقعنا اللغوي المتردي في الإعلام ودور العلم.
في إبداء الملاحظات الآتية: أ - يمكن لوسائل الإعلام (تلفاز - إذاعة) أن تتبنى المنهج الفطري في تعليم السليقة اللغوية في برامج الأطفال بأن تؤخر الجهر بقواعد اللغة وتكتفي بالمواد الإعلامية الدرامية الشائقة والأشعار حتى نساعد على الحفظ بنطق صحيح حتى تتكون لدى الطفل الملكة الصحيحة للغة الخطاب لأنه يتمثل محفوظاته ويقيس عليها.
ب - الاكتفاء الإجرائي باللغة الفصحى في أبسط معطياتها ولازماتها التعبيرية الحية والابتعاد عن بعث غريب الألفاظ من مرقدها الأمن في معاجم اللغة.
ج - الحرص على اكتساب المهارات اللغوية بالممارسة العملية النطق والتمرير) والتكرار والابتعاد المؤقت عن النحو التفكيكي (نحو الكلمة المفردة) حتى لا نقع في مصيدة الخلافات النحوية والآراء التي خلقها القدماء وأثقلوا بها كاهل اللغة ونترك هذا للمتخصصين.
أما التخطيط لمستقبلنا اللغوي فيبدأ باستشراف التوجيهات اللغوية الغربية والشاذة والمتدثرة ببريق الحداثة لمقاومتها في الوقت المناسب حتى لا نفرض
حقيقة وجودها عبر التسلل من منافذ وسائل الإعلام فتزيد أمر الفصحي تعقيدا،
وتثير الاستهانة،
وتنقل منطقة المناورات داخل حدود الفصحى لتهميشها أو لهدمها من الداخل.
إن لغتنا العربية الفصحى ليست محض لغة وحسب لأن العربية هي لغة قرآننا وأحد مظاهر إعجازه،
وهي ذريعة لأمل الوحدة،
وهي بداية من بدايات تأسيس الهوية،
والتي نحن في أمس الحاجة إلى التدثر بها وسط حشد من قنوات فضائية متلاطمة متزاحمة بأفكار متباينة تحشد الإمكانات للجذب ولاستمرار التبعية الفكرية،


النص الأصلي

الإعلام وتبني اللهجات العامية


... اللغة أعاد الإعلاميون العرب طرح قضية العامية . بل وتبني الإعلاميون في التلفاز بخاصة الترويج للهجات العامية ويمكننا أن نلاحظ بالمقارنة نسبة ما يبث بالفصحى في التلفاز، وعندئذ سنكتشف الحقائق المروعة ولا سيما عندما تجهر بعض القنوات العربية بلهجاتها المحلية وتحرص عليها لا كلهجة وإنما كلغة داخل كنوع من التميز المزعوم. وقد لا تجد غرابة عندما نلاحظ أن أصوات إعلامية وثقافية شامية تبنت الترويج للعامية منذ مطلع هذا القرن. ولما كان الاستعمار قد روج للعامية في وقت باكر من القرن الماضي وفي النصف الأول من هذا القرن كان الهدف واضحا ومحددا والاستعمار أهدافه لا تخفى على أحد وما زالت نداءات إحلال العامية الفصحى تتردد في أسماعنا منذ الرغبة الاستعمارية التي تبناها ويليام ولكوكس


ثم ويلمور ثم صمويل موريه ..... وفشلت النداءات الاستعمارية أمام خط الغيرة الأحمر الذي انتصب داخلنا ورأى في اللغة الفصحى حفظا للعقيدة وحفظا للهوية وحفظا للتراث وذريعة


لوحدة عربية. لكن تبني بعض وسائل الإعلام العربية للعامية عن قصد أو غير قصد أمر له خطورته المركبة أولا لسرعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام، وآخر لأن هدم الفصحى بالعامية قد جاء بمعاولنا ومن داخلنا هذه المرة، وكأننا حفرنا لأنفسنا الخنادق المضادة للتجاوز، ولنحقق رغبة استعمارية فشل الاستعمار في الفوز لها سابقا.


المفهوم والخصائص - الواقع والحديات


حد ونحن في حاجة إلى العامية والفصحى ولكن لكل منهما مجاله ولقد عاشت العامية والفصحى معا، وكان للأدب العربية فضل السبق في العناية بالأدب الشعبي إلا أن وسائل الإعلام في حاجة ماسة إلى الفصحى أكثر من حاجتها إلى العامية، وذلك لن إمكانات الفصحى أضعاف إمكانات العامية، مما يساعد الإعلامي على دقة التعبير في أي وسيلة إعلامية، بالإضافة إلى مركز الصدارة وحجم الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ودورها في حفظ الهوية في عالم يموج بقنوات فضائية وتوجهات فكرية متباينة تصل . التطرف قياسا بعاداتنا وتقاليدنا، ومن هنا وجب على من يقود المجتمع أن يرتفع بلغة المجتمع ارتفاعا يتوازي مع الأهمية القصوى لوسائل الإعلام والأهمية القصوى للغتنا الفصحى، وهي أهمية يجب أن تستعيدها من خلال تبني وسائل الإعلام لها بشكل عملي وتطبيقي.


وأود الإشارة هنا إلى أنه من الخطأ تصور الفصحى والعامية كثنائية لأن اللهجة حقيقة علمية ولغوية تتفرع من الفصحى بضعف وتنتمي إليها بقوة، لذلك لا نفهم من هذا أنني أهاجم العامية لأننا عندئذ نناقض أنفسنا لأننا على الأقل نفكر بها.


وقنوات التلفاز لم تعد مكتفية بإفشاء العامية بل إنها بدأت تسيء إلى العامية نفسها وذلك بالسماح للأعمال الدرامية والإعلانات التجارية بترديد الفاظ متدنية وذكرها يثير في النفس قدرا كبيرا من الابتذال والاستهتار واللامبالاة.


ومن ناحية أخرى أصبحت الدراما التلفزيونية التي تقدم التاريخ والسير وسيلة للإساءة إلى الفصحى على الرغم من التزمها بالفصحى، ولكنها تقدم الحوار بمفردات بعيدة عن الازمات العصر التعبيرية، فضلا عن التجهم والغضب في أكثر من الحوارات والافتعال في مستوى الأداء الصوتي وطريقة أدائـه مـن الممثلين وهي أمور في جملتها تقدم الفصحى في شكل افتعال لا انفعال مما يقطع وشائج الصلة بينها وبين المشاهدين والمستمعين.


الإعلام وترويج الأخطاء اللغوية


عن قصد أو غير قصد استفحلت الأخطاء اللغوية عند أكثر الإعلاميين لأن الأخطاء تستمد مدادها من ثغرات فتقها القدماء الذين بالغوا في التقعيد والمسائل الخلافية والترحيب بالشواذ فضلا عن ضيق مساحة الممارسة العملية لنطق الفصحى عند المعاصرين، وأيضا لوجود مسافة شاسعة بين حفظ القاعدة النحوية والتطبيق لهذه القاعدة فضلا عن قلة المحفوظات النصية التي كان يمكن لها أن تدرب اللسان على سلامة النطق وصحة الأداء.


والأخطاء اللغوية منتشرة بين الإعلاميين وغير الإعلاميين، لكن انتشارها بين الإعلاميين هو الأهم لما سيترتب على ذلك من صدى واسع النطاق بين أرجاء الناطقين بالعربية ولا سيما من وسائل الإعلام المروءة والمرئية فالمسموعة.


ويمكننا إحصاء نوعية الأخطاء المتداولة في نقاط بعينها وهو إحصاء الغرض منه كيفية تقديم العلاج السريع، وكيفية السيطرة على مقاليد الفصحى بأقصر الطرق وأقل المجهود، أتصور أن مصدر الأخطاء يتمثل في:


1 - أخطاء النطق الضبط


أما عن أخطاء النطق لمخارج الحروف فهي أخطاء محدودة وتحتاج إلى دربـة لإخراج بعض الحروف من مكانها الطبيعي نحو (ذ/ج / ق ...). وبالنسبة للضيط فهو في جزاين


الأول يتمثل فيضبط حروف الكلمة الداخلية ضبطا صحيحا نحو: (مصر / عرف / يسلب / غرق)، (مصر / عَرَف يَسْلْب/ غرق).


ويمكن البدء بمعرفة ضبط حروف هذه الكلمات الأكثر تداولا، واصطحاب المعجم يعد عاملا مساعدا أساسيا لا بد منه. أما المشكلة الكبرى فهي ضبط أواخر الكلمات، لأن هذا الضبط مرتبط بتحديد المعاني، ومن ثم لا بد من الانتقال عبر خطوات تمكن من الاستيعاب والدربة بدلا من القفزات الطموحة والتي غالبا ما إعادتنا لنقطة الانطلاق فحققنا وهم الحركة واكتفينا بالثبات ولذلك اعتقد أن البدء بأساسيات الجملة العربية (المسند والمسند إليه) مع البدء أكثر من الجمل تداولا المفعول به الحال التمييز ...) وليس المهم معرفة القاعدة وإنما الأهم إجادة النطق والكيفية المثلى لأساسيات الاستخدام: الجملة الاسمية والجملة الفعلية، والجملة الطويلة والأخرى القصيرة .. ...


وإجادة المرحلة الأولى لا بد من تدعيمها بالدرية والممارسة نطقا وكتابة ولا


سيما القراءة بصوت مرتفع.



  • أخطاء في دلالة الألفاظ:


والأخطاء في استخدام اللفظة لمعناها بدقة أخطاء مركبة متراكم من الثغرات، وبداية لفظة تحل محل أخرى وتؤدي معناها، لأن لكل لفظة دلالتها الخاصة، وأن الترادف وهم فالسيف لـه أسماء عديدة لكن استخدامي لـ (الفيصل) لا يمكن أن أستبدله بـ (البتار، أو المهند ...) لأن كل لفظة لها استخدام خاص بقدر ما تحمل من خصوصية وتميز بصفة لا تتوافر في كلمة أخرى ومن هذا المنطلق فـ الرؤيا ليست هي الرؤية، والهرم غير الشيخوخة والأزهار والزهرات ليس هي الزهور ...).


وأعتقد أن الوقوف مع دلالة اللفظ بدقة يأتي من خلال إعلان عن صداقة المعجم وإنهاء الخصومة والمقاطعة . وأما للجوء إلى كتيبات الأخطاء اللغوية


الشائعة فمجرد مسكنات وليست حلا جذريا وكل منا يمكن أن يتعود على المعجم واستخدامه ولا بد أن يكون أساسيا في حياتنا الإعلامية.



  • دقة استخدام الحروف في بناء الجملة:


إذا كان الإنجليز يردون بأن معرفة حروف الجر تعني معرفة نصف اللغة فإن استخدام الحروف في لغتنا العربية لا يقل عن هذه الأهمية وقد جرت العادة على الاستهتار في استخدام الحروف مما يقلب معاني الجمل قلبا تاما ويؤثر في الصوغ اللغوي تأثيرا بعيد المدى قد يصل حد إعلان المعنى المضاد رغب في / رغب عن).


والدقة التعبيرية تبدأ من إجادة استخدام الحروف ولا سيما حروف جر بدلا من / بدلا عن اثر فيه أثر عليه ضحك عليه ضحك منه/ تردد على / تردد إلى ...) ثم الاستخدامات المتنوعة لبعض الحروف الأكثر انتشارا وتأثيرا على تراثنا ومستقبلنا وهو ارتفاع بمستوى الفكر للرأي العام.


وفي بدايات القرن المقبل سنجد تحديا جديدا وفريدا وسيهدد اللغة الفصحى في وسائل الإعلام وعلينا أن نتهيا لمواجهة هذا الخطر القادم، وذلك بالتمكن من أساسيات الفصحى وتذوقها والعناية بها كخطوة أولية أما الخطر في مطلع القرن فلن يكون صراعا مجرد تحريك لدلالة كلمة تمثل خطا شائعاً . وإنما سنجد الخطر القادم يخترق عمق الفصحى ليهدمها من الداخل ويشيع الفوضى التعبيرية والإرهاصات قد بدأت في محاولات شعراء الحداثة العرب لتبني بعض الظواهر اللغوية الشاذة وتبني بعض الأفكار السوداوية والتي انبثقت في أوروبا من فلسفات التشاؤم والتشظي والاغتراب وهي أفكار محملة بقدر كبير من السوداوية والعداء لإنسان وللهجوم على أعز ما يملك من قيم وامتيازات موروثة، واسمحوا لي أن استعرض لحضراتكم أمثلة للنماذج الصباغية الساعية إلى تفتيت اللغة وتهميشها وهي أمثلة بدأت في أشعار بعض وسائل الإعلام مما


يمكن أن يحقق لها انتشارا يصعب علينا مقاومته لأن الكثيرين منا يصفقون لكل جديد دونما معرفة للأهداف والدوافع والمصادر ودونما تقدير للنتائج ومن أمثلة الهجوم المتوقع قريبا الآتي: 1 - الصور المجازية تعتمد على إدراك المادية الطبيعية لا على إدراك الافتراضات البشرية. (۸) ٢ - إحلال العلامات الموسيقية والرياضية محل التنقيط لأنها تعبر عن حقائق


مادية.



  • تحجيم استخدام الصفات والظروف لأنها تعبر عن آراء ذاتية. - التوسع في استخدام صيغة المصدر الدائرية لأنها قادرة على استيعاب العلاقات الجديدة وذلك على حساب زمنية الفعل ...


ه - التوسع في استخدام الأسماء المركبة. ٦ - التوسع في استخدام الدلالات غير اللغوية كالتركيز على الشكل الطباعي وتفتيت الكلمة سعيا للاعتماد على الحرف الصوتي كوحدة بديلة عن الكلمة وذلك تمهيدا لضرب بناء الجملة وتحطيمها تحت وطأة التشكيل الجمالي للتحرير الكتابي. وقد وصل الأمر عند الأديب الأمريكي (أرام ساروياك حد ) أن أعلن عن أن الأدب سرعان ما سينتهي أمره خلا أن يكون شكلا فنيا كما أن الأبجدية سينتهي أمرها . الأخرى ولذلك علينا أن نقتصد في استخدامها، ووصل الأمر عنده حد أن أعلن عن الكف عن نظم الشعر وقال إن هذا أبلغ قصيدة شعرية، وليس غريبا إذن أن يظهر مفهوم (القصيدة البيت) و(الشعر الميني). هي


إن هذه الآراء والنداءات تستمد جذورها من توجهات فكرية محدودة في بلادنا وهي مملوءة بالتشاؤم وتسعى لتهميش الدلالة اللغوية واستزراع البدائل


سمحت التشكيلية لتنوارى اللغة وتحل محلها عناصر صوتية وبصرية للجمع بين الأدبية والبصرية والصوتية على غرار نسق الموسيقي الكونكريتية التي للأصوات اللاموسيقية واعتبرت أن كل مادة صوتية في الوجود مادة موسيقية.


وقد بدأت بعض هذه التعبيرات والمحاولات تتسرب لبعض النصوص العربية الأدبية تمهيدا لتسويقها في وسائل الإعلام كالتركيز على السياق لفصل الكلمة عن دلالتها المألوفة في محاولة لتنظيم متطرف للواقع، ومن منطلق أن اللغة ثورة روحية يمكنها أن تحقق انتصاراً على الفكر المنطقي المنظم وكلها محاولات تستمد جذورها من (مستقبلية مارينتي الإيطالي) ومن السيريالية والتجريدية (والدادائية) الذي يرفض الماضي ويخشى المستقبل.


ولما كانت وسائل الإعلام تمتلك قرون الاستشعار وهي على صلة وثيقة بالفضائيات وتقنية الاتصال كان لا بد أن نحذر من المحاولات المحادثة في مجتمعات غربية ... وعلينا أن نتوقع من وسائل الإعلام قوة الضبط والانضباط الذي


يحفظ للمجتمع هويته ولغته وحضارته ولا يغرينا استثناء السياحة الفكرية الشاذة الموجودة هنا وهناك لأننا تجاوزنا مرحلة التبعية وعقدة النقص الحضاري. ونسعى مع وسائل إعلامنا عن كيان له مذاق المنطقة ... وكيان له جذوره وكيان يحمل آمالنا وطموحاتنا في التطور والتميز. القوية


وإذا كانت التنمية في أفضل تعريف لها هي تحويل العلم إلى ثقافة)... فإن الإعلام قادر بوسائله على تحويل العلم إلى ثقافة ليؤثر في رفع مستوى المجتمع وتعالوا نجرب معا كيف يمكن أن نبسط لغتنا ونقرب جمالياتها للقارئ العادي ونقنعه بأن الفصحى درجات وأننا يمكن أن نجيد الفصحى في ابسط درجاتها . إن التعاون بين العلماء والإعلاميين قادر على تحقيق أعلى معدل للتعبئة الثقافية للجماهير وليكن الاهتمام بلغتنا الفصحى بداية الانطلاق لنا جميعا نحو مفهوم عملي للتنمية.


ولتحقيق هذه الطموحات يمكنني أن أقدم لبنة متواضعة لتشييد بناء ضخم يطمع في ان يتمكن الإعلاميون من لغتنا الفصحى وتتمكن لغتنا الفصحى منا، وأتصور توصيات هذه الورقة على النحو التالي:


أولاً: التصورات النظرية والحماسات لن تجد طريقها لواقع الممارسة العملية بدون وجود رغبة جماعية مدعومة بقرار سياسي، ألم تروا كيف نجح المسلمون القدماء في مقاومة اللحن؟! لقد كان قرار عمر ابن الخطاب سياسيا، ورغبة المسلمين الجماعية مدفوعة بمستوى عال من مردود التعبئة الدينية، مثال نجده عند ( ثيودور هرتسل ودعوته لإحياء اللغة العبرية في إسرائيل وهذه الأمثلة جميعها توجد فيها القرار السياسي مع الرغبة الجماعية فجاءت النتائج إيجابية حتى أن الدولة الفردية) نجحت في جعل اللغة العربية الفصحى لغة رسمية للدولة واستمر ذلك من ١٨٠٥ إلى ۱۹۰۲ في


غرب إفريقيا (نيجيريا والنيجر). ثانياً: تتبنى وسائل الإعلام (عاما للغة العربية) تتوحد فيه دعوة وسائل الإعلام جميعها في الدعوة إلى لغة عربية فصحى وتتحول فيه لغة البرامج الجماهيرية إلى لغة فصحى كإذاعة مباريات كرة القدم، وبرامج الأطفال والمرأة)، وإتاحة مساحة إعلامية طويلة للقصائد المغناة وتحجيم الأغاني ذات اللغة الهابطة والمعني المبتذلة فضلا عن التخطيط لندوات ولقاءات ومسابقات ومقالات التي تتدنى حتى تسيء إلى اللهجة العامية نفسها وتشيع من الألفاظ ما يبعث على الاستهانة والابتذال...


ثالثاً: الدعوة لإقامة صداقة ومصالحة بين الإعلاميين ومعاجمنا العربية من أجل دقة تعبيرية للكلمة المكتوبة والمنطوقة وللابتعاد عن الأخطاء الشائعة. رابعاً: ترويج وسائل الإعلام لجهود مجامع اللغة العربية حتى لا تبقى جهودهم العلمية والعلمية حبيسة الأوراق والأدراج ولا تصل إلى المثقفين العرب


ولذلك حان الوقت لتمديد جسور التواصل بين وسائل الإعلام ونشاط


مجامع اللغة العربية. خامساً: التخطيط لمستقبل اللغة العربية الفصحى في الإعلام يبدأ بالتخطيط لماضي اللغة العربية الفصحى، لأن ماضي الفصحى قد أفرز مشکلات الواقع اللغوي وتبعاته، والتخطيط لماضي الفصحى هو نفسه علاج لمشكلات واقعنا اللغوي المتردي في الإعلام ودور العلم. وأنا أسجل رغبتي


في إبداء الملاحظات الآتية: أ - يمكن لوسائل الإعلام (تلفاز - إذاعة) أن تتبنى المنهج الفطري في تعليم السليقة اللغوية في برامج الأطفال بأن تؤخر الجهر بقواعد اللغة وتكتفي بالمواد الإعلامية الدرامية الشائقة والأشعار حتى نساعد على الحفظ بنطق صحيح حتى تتكون لدى الطفل الملكة الصحيحة للغة الخطاب لأنه يتمثل محفوظاته ويقيس عليها. (1)


ب - الاكتفاء الإجرائي باللغة الفصحى في أبسط معطياتها ولازماتها التعبيرية الحية والابتعاد عن بعث غريب الألفاظ من مرقدها الأمن في معاجم اللغة.


ج - الحرص على اكتساب المهارات اللغوية بالممارسة العملية النطق والتمرير) والتكرار والابتعاد المؤقت عن النحو التفكيكي (نحو الكلمة المفردة) حتى لا نقع في مصيدة الخلافات النحوية والآراء التي خلقها القدماء وأثقلوا بها كاهل اللغة ونترك هذا للمتخصصين. (1)


أما التخطيط لمستقبلنا اللغوي فيبدأ باستشراف التوجيهات اللغوية الغربية والشاذة والمتدثرة ببريق الحداثة لمقاومتها في الوقت المناسب حتى لا نفرض


حقيقة وجودها عبر التسلل من منافذ وسائل الإعلام فتزيد أمر الفصحي تعقيدا، وتثير الاستهانة، وتنقل منطقة المناورات داخل حدود الفصحى لتهميشها أو لهدمها من الداخل.


إن لغتنا العربية الفصحى ليست محض لغة وحسب لأن العربية هي لغة قرآننا وأحد مظاهر إعجازه، وهي ذريعة لأمل الوحدة، وهي بداية من بدايات تأسيس الهوية، والتي نحن في أمس الحاجة إلى التدثر بها وسط حشد من قنوات فضائية متلاطمة متزاحمة بأفكار متباينة تحشد الإمكانات للجذب ولاستمرار التبعية الفكرية، ومن ثم الحضاريةالإعلام وتبني اللهجات العامية


... اللغة أعاد الإعلاميون العرب طرح قضية العامية . بل وتبني الإعلاميون في التلفاز بخاصة الترويج للهجات العامية ويمكننا أن نلاحظ بالمقارنة نسبة ما يبث بالفصحى في التلفاز، وعندئذ سنكتشف الحقائق المروعة ولا سيما عندما تجهر بعض القنوات العربية بلهجاتها المحلية وتحرص عليها لا كلهجة وإنما كلغة داخل كنوع من التميز المزعوم. وقد لا تجد غرابة عندما نلاحظ أن أصوات إعلامية وثقافية شامية تبنت الترويج للعامية منذ مطلع هذا القرن. ولما كان الاستعمار قد روج للعامية في وقت باكر من القرن الماضي وفي النصف الأول من هذا القرن كان الهدف واضحا ومحددا والاستعمار أهدافه لا تخفى على أحد وما زالت نداءات إحلال العامية الفصحى تتردد في أسماعنا منذ الرغبة الاستعمارية التي تبناها ويليام ولكوكس


ثم ويلمور ثم صمويل موريه ..... وفشلت النداءات الاستعمارية أمام خط الغيرة الأحمر الذي انتصب داخلنا ورأى في اللغة الفصحى حفظا للعقيدة وحفظا للهوية وحفظا للتراث وذريعة


لوحدة عربية. لكن تبني بعض وسائل الإعلام العربية للعامية عن قصد أو غير قصد أمر له خطورته المركبة أولا لسرعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام، وآخر لأن هدم الفصحى بالعامية قد جاء بمعاولنا ومن داخلنا هذه المرة، وكأننا حفرنا لأنفسنا الخنادق المضادة للتجاوز، ولنحقق رغبة استعمارية فشل الاستعمار في الفوز لها سابقا.


المفهوم والخصائص - الواقع والحديات


حد ونحن في حاجة إلى العامية والفصحى ولكن لكل منهما مجاله ولقد عاشت العامية والفصحى معا، وكان للأدب العربية فضل السبق في العناية بالأدب الشعبي إلا أن وسائل الإعلام في حاجة ماسة إلى الفصحى أكثر من حاجتها إلى العامية، وذلك لن إمكانات الفصحى أضعاف إمكانات العامية، مما يساعد الإعلامي على دقة التعبير في أي وسيلة إعلامية، بالإضافة إلى مركز الصدارة وحجم الانتشار الواسع لوسائل الإعلام ودورها في حفظ الهوية في عالم يموج بقنوات فضائية وتوجهات فكرية متباينة تصل . التطرف قياسا بعاداتنا وتقاليدنا، ومن هنا وجب على من يقود المجتمع أن يرتفع بلغة المجتمع ارتفاعا يتوازي مع الأهمية القصوى لوسائل الإعلام والأهمية القصوى للغتنا الفصحى، وهي أهمية يجب أن تستعيدها من خلال تبني وسائل الإعلام لها بشكل عملي وتطبيقي.


وأود الإشارة هنا إلى أنه من الخطأ تصور الفصحى والعامية كثنائية لأن اللهجة حقيقة علمية ولغوية تتفرع من الفصحى بضعف وتنتمي إليها بقوة، لذلك لا نفهم من هذا أنني أهاجم العامية لأننا عندئذ نناقض أنفسنا لأننا على الأقل نفكر بها.


وقنوات التلفاز لم تعد مكتفية بإفشاء العامية بل إنها بدأت تسيء إلى العامية نفسها وذلك بالسماح للأعمال الدرامية والإعلانات التجارية بترديد الفاظ متدنية وذكرها يثير في النفس قدرا كبيرا من الابتذال والاستهتار واللامبالاة.


ومن ناحية أخرى أصبحت الدراما التلفزيونية التي تقدم التاريخ والسير وسيلة للإساءة إلى الفصحى على الرغم من التزمها بالفصحى، ولكنها تقدم الحوار بمفردات بعيدة عن الازمات العصر التعبيرية، فضلا عن التجهم والغضب في أكثر من الحوارات والافتعال في مستوى الأداء الصوتي وطريقة أدائـه مـن الممثلين وهي أمور في جملتها تقدم الفصحى في شكل افتعال لا انفعال مما يقطع وشائج الصلة بينها وبين المشاهدين والمستمعين.


الإعلام وترويج الأخطاء اللغوية


عن قصد أو غير قصد استفحلت الأخطاء اللغوية عند أكثر الإعلاميين لأن الأخطاء تستمد مدادها من ثغرات فتقها القدماء الذين بالغوا في التقعيد والمسائل الخلافية والترحيب بالشواذ فضلا عن ضيق مساحة الممارسة العملية لنطق الفصحى عند المعاصرين، وأيضا لوجود مسافة شاسعة بين حفظ القاعدة النحوية والتطبيق لهذه القاعدة فضلا عن قلة المحفوظات النصية التي كان يمكن لها أن تدرب اللسان على سلامة النطق وصحة الأداء.


والأخطاء اللغوية منتشرة بين الإعلاميين وغير الإعلاميين، لكن انتشارها بين الإعلاميين هو الأهم لما سيترتب على ذلك من صدى واسع النطاق بين أرجاء الناطقين بالعربية ولا سيما من وسائل الإعلام المروءة والمرئية فالمسموعة.


ويمكننا إحصاء نوعية الأخطاء المتداولة في نقاط بعينها وهو إحصاء الغرض منه كيفية تقديم العلاج السريع، وكيفية السيطرة على مقاليد الفصحى بأقصر الطرق وأقل المجهود، أتصور أن مصدر الأخطاء يتمثل في:


1 - أخطاء النطق الضبط


أما عن أخطاء النطق لمخارج الحروف فهي أخطاء محدودة وتحتاج إلى دربـة لإخراج بعض الحروف من مكانها الطبيعي نحو (ذ/ج / ق ...). وبالنسبة للضيط فهو في جزاين


الأول يتمثل فيضبط حروف الكلمة الداخلية ضبطا صحيحا نحو: (مصر / عرف / يسلب / غرق)، (مصر / عَرَف يَسْلْب/ غرق).


ويمكن البدء بمعرفة ضبط حروف هذه الكلمات الأكثر تداولا، واصطحاب المعجم يعد عاملا مساعدا أساسيا لا بد منه. أما المشكلة الكبرى فهي ضبط أواخر الكلمات، لأن هذا الضبط مرتبط بتحديد المعاني، ومن ثم لا بد من الانتقال عبر خطوات تمكن من الاستيعاب والدربة بدلا من القفزات الطموحة والتي غالبا ما إعادتنا لنقطة الانطلاق فحققنا وهم الحركة واكتفينا بالثبات ولذلك اعتقد أن البدء بأساسيات الجملة العربية (المسند والمسند إليه) مع البدء أكثر من الجمل تداولا المفعول به الحال التمييز ...) وليس المهم معرفة القاعدة وإنما الأهم إجادة النطق والكيفية المثلى لأساسيات الاستخدام: الجملة الاسمية والجملة الفعلية، والجملة الطويلة والأخرى القصيرة .. ...


وإجادة المرحلة الأولى لا بد من تدعيمها بالدرية والممارسة نطقا وكتابة ولا


سيما القراءة بصوت مرتفع.



  • أخطاء في دلالة الألفاظ:


والأخطاء في استخدام اللفظة لمعناها بدقة أخطاء مركبة متراكم من الثغرات، وبداية لفظة تحل محل أخرى وتؤدي معناها، لأن لكل لفظة دلالتها الخاصة، وأن الترادف وهم فالسيف لـه أسماء عديدة لكن استخدامي لـ (الفيصل) لا يمكن أن أستبدله بـ (البتار، أو المهند ...) لأن كل لفظة لها استخدام خاص بقدر ما تحمل من خصوصية وتميز بصفة لا تتوافر في كلمة أخرى ومن هذا المنطلق فـ الرؤيا ليست هي الرؤية، والهرم غير الشيخوخة والأزهار والزهرات ليس هي الزهور ...).


وأعتقد أن الوقوف مع دلالة اللفظ بدقة يأتي من خلال إعلان عن صداقة المعجم وإنهاء الخصومة والمقاطعة . وأما للجوء إلى كتيبات الأخطاء اللغوية


الشائعة فمجرد مسكنات وليست حلا جذريا وكل منا يمكن أن يتعود على المعجم واستخدامه ولا بد أن يكون أساسيا في حياتنا الإعلامية.



  • دقة استخدام الحروف في بناء الجملة:


إذا كان الإنجليز يردون بأن معرفة حروف الجر تعني معرفة نصف اللغة فإن استخدام الحروف في لغتنا العربية لا يقل عن هذه الأهمية وقد جرت العادة على الاستهتار في استخدام الحروف مما يقلب معاني الجمل قلبا تاما ويؤثر في الصوغ اللغوي تأثيرا بعيد المدى قد يصل حد إعلان المعنى المضاد رغب في / رغب عن).


والدقة التعبيرية تبدأ من إجادة استخدام الحروف ولا سيما حروف جر بدلا من / بدلا عن اثر فيه أثر عليه ضحك عليه ضحك منه/ تردد على / تردد إلى ...) ثم الاستخدامات المتنوعة لبعض الحروف الأكثر انتشارا وتأثيرا على تراثنا ومستقبلنا وهو ارتفاع بمستوى الفكر للرأي العام.


وفي بدايات القرن المقبل سنجد تحديا جديدا وفريدا وسيهدد اللغة الفصحى في وسائل الإعلام وعلينا أن نتهيا لمواجهة هذا الخطر القادم، وذلك بالتمكن من أساسيات الفصحى وتذوقها والعناية بها كخطوة أولية أما الخطر في مطلع القرن فلن يكون صراعا مجرد تحريك لدلالة كلمة تمثل خطا شائعاً . وإنما سنجد الخطر القادم يخترق عمق الفصحى ليهدمها من الداخل ويشيع الفوضى التعبيرية والإرهاصات قد بدأت في محاولات شعراء الحداثة العرب لتبني بعض الظواهر اللغوية الشاذة وتبني بعض الأفكار السوداوية والتي انبثقت في أوروبا من فلسفات التشاؤم والتشظي والاغتراب وهي أفكار محملة بقدر كبير من السوداوية والعداء لإنسان وللهجوم على أعز ما يملك من قيم وامتيازات موروثة، واسمحوا لي أن استعرض لحضراتكم أمثلة للنماذج الصباغية الساعية إلى تفتيت اللغة وتهميشها وهي أمثلة بدأت في أشعار بعض وسائل الإعلام مما


يمكن أن يحقق لها انتشارا يصعب علينا مقاومته لأن الكثيرين منا يصفقون لكل جديد دونما معرفة للأهداف والدوافع والمصادر ودونما تقدير للنتائج ومن أمثلة الهجوم المتوقع قريبا الآتي: 1 - الصور المجازية تعتمد على إدراك المادية الطبيعية لا على إدراك الافتراضات البشرية. (۸) ٢ - إحلال العلامات الموسيقية والرياضية محل التنقيط لأنها تعبر عن حقائق


مادية.



  • تحجيم استخدام الصفات والظروف لأنها تعبر عن آراء ذاتية. - التوسع في استخدام صيغة المصدر الدائرية لأنها قادرة على استيعاب العلاقات الجديدة وذلك على حساب زمنية الفعل ...


ه - التوسع في استخدام الأسماء المركبة. ٦ - التوسع في استخدام الدلالات غير اللغوية كالتركيز على الشكل الطباعي وتفتيت الكلمة سعيا للاعتماد على الحرف الصوتي كوحدة بديلة عن الكلمة وذلك تمهيدا لضرب بناء الجملة وتحطيمها تحت وطأة التشكيل الجمالي للتحرير الكتابي. وقد وصل الأمر عند الأديب الأمريكي (أرام ساروياك حد ) أن أعلن عن أن الأدب سرعان ما سينتهي أمره خلا أن يكون شكلا فنيا كما أن الأبجدية سينتهي أمرها . الأخرى ولذلك علينا أن نقتصد في استخدامها، ووصل الأمر عنده حد أن أعلن عن الكف عن نظم الشعر وقال إن هذا أبلغ قصيدة شعرية، وليس غريبا إذن أن يظهر مفهوم (القصيدة البيت) و(الشعر الميني). هي


إن هذه الآراء والنداءات تستمد جذورها من توجهات فكرية محدودة في بلادنا وهي مملوءة بالتشاؤم وتسعى لتهميش الدلالة اللغوية واستزراع البدائل


سمحت التشكيلية لتنوارى اللغة وتحل محلها عناصر صوتية وبصرية للجمع بين الأدبية والبصرية والصوتية على غرار نسق الموسيقي الكونكريتية التي للأصوات اللاموسيقية واعتبرت أن كل مادة صوتية في الوجود مادة موسيقية.


وقد بدأت بعض هذه التعبيرات والمحاولات تتسرب لبعض النصوص العربية الأدبية تمهيدا لتسويقها في وسائل الإعلام كالتركيز على السياق لفصل الكلمة عن دلالتها المألوفة في محاولة لتنظيم متطرف للواقع، ومن منطلق أن اللغة ثورة روحية يمكنها أن تحقق انتصاراً على الفكر المنطقي المنظم وكلها محاولات تستمد جذورها من (مستقبلية مارينتي الإيطالي) ومن السيريالية والتجريدية (والدادائية) الذي يرفض الماضي ويخشى المستقبل.


ولما كانت وسائل الإعلام تمتلك قرون الاستشعار وهي على صلة وثيقة بالفضائيات وتقنية الاتصال كان لا بد أن نحذر من المحاولات المحادثة في مجتمعات غربية ... وعلينا أن نتوقع من وسائل الإعلام قوة الضبط والانضباط الذي


يحفظ للمجتمع هويته ولغته وحضارته ولا يغرينا استثناء السياحة الفكرية الشاذة الموجودة هنا وهناك لأننا تجاوزنا مرحلة التبعية وعقدة النقص الحضاري. ونسعى مع وسائل إعلامنا عن كيان له مذاق المنطقة ... وكيان له جذوره وكيان يحمل آمالنا وطموحاتنا في التطور والتميز. القوية


وإذا كانت التنمية في أفضل تعريف لها هي تحويل العلم إلى ثقافة)... فإن الإعلام قادر بوسائله على تحويل العلم إلى ثقافة ليؤثر في رفع مستوى المجتمع وتعالوا نجرب معا كيف يمكن أن نبسط لغتنا ونقرب جمالياتها للقارئ العادي ونقنعه بأن الفصحى درجات وأننا يمكن أن نجيد الفصحى في ابسط درجاتها . إن التعاون بين العلماء والإعلاميين قادر على تحقيق أعلى معدل للتعبئة الثقافية للجماهير وليكن الاهتمام بلغتنا الفصحى بداية الانطلاق لنا جميعا نحو مفهوم عملي للتنمية.


ولتحقيق هذه الطموحات يمكنني أن أقدم لبنة متواضعة لتشييد بناء ضخم يطمع في ان يتمكن الإعلاميون من لغتنا الفصحى وتتمكن لغتنا الفصحى منا، وأتصور توصيات هذه الورقة على النحو التالي:


أولاً: التصورات النظرية والحماسات لن تجد طريقها لواقع الممارسة العملية بدون وجود رغبة جماعية مدعومة بقرار سياسي، ألم تروا كيف نجح المسلمون القدماء في مقاومة اللحن؟! لقد كان قرار عمر ابن الخطاب سياسيا، ورغبة المسلمين الجماعية مدفوعة بمستوى عال من مردود التعبئة الدينية، مثال نجده عند ( ثيودور هرتسل ودعوته لإحياء اللغة العبرية في إسرائيل وهذه الأمثلة جميعها توجد فيها القرار السياسي مع الرغبة الجماعية فجاءت النتائج إيجابية حتى أن الدولة الفردية) نجحت في جعل اللغة العربية الفصحى لغة رسمية للدولة واستمر ذلك من ١٨٠٥ إلى ۱۹۰۲ في


غرب إفريقيا (نيجيريا والنيجر). ثانياً: تتبنى وسائل الإعلام (عاما للغة العربية) تتوحد فيه دعوة وسائل الإعلام جميعها في الدعوة إلى لغة عربية فصحى وتتحول فيه لغة البرامج الجماهيرية إلى لغة فصحى كإذاعة مباريات كرة القدم، وبرامج الأطفال والمرأة)، وإتاحة مساحة إعلامية طويلة للقصائد المغناة وتحجيم الأغاني ذات اللغة الهابطة والمعني المبتذلة فضلا عن التخطيط لندوات ولقاءات ومسابقات ومقالات التي تتدنى حتى تسيء إلى اللهجة العامية نفسها وتشيع من الألفاظ ما يبعث على الاستهانة والابتذال...


ثالثاً: الدعوة لإقامة صداقة ومصالحة بين الإعلاميين ومعاجمنا العربية من أجل دقة تعبيرية للكلمة المكتوبة والمنطوقة وللابتعاد عن الأخطاء الشائعة. رابعاً: ترويج وسائل الإعلام لجهود مجامع اللغة العربية حتى لا تبقى جهودهم العلمية والعلمية حبيسة الأوراق والأدراج ولا تصل إلى المثقفين العرب


ولذلك حان الوقت لتمديد جسور التواصل بين وسائل الإعلام ونشاط


مجامع اللغة العربية. خامساً: التخطيط لمستقبل اللغة العربية الفصحى في الإعلام يبدأ بالتخطيط لماضي اللغة العربية الفصحى، لأن ماضي الفصحى قد أفرز مشکلات الواقع اللغوي وتبعاته، والتخطيط لماضي الفصحى هو نفسه علاج لمشكلات واقعنا اللغوي المتردي في الإعلام ودور العلم. وأنا أسجل رغبتي


في إبداء الملاحظات الآتية: أ - يمكن لوسائل الإعلام (تلفاز - إذاعة) أن تتبنى المنهج الفطري في تعليم السليقة اللغوية في برامج الأطفال بأن تؤخر الجهر بقواعد اللغة وتكتفي بالمواد الإعلامية الدرامية الشائقة والأشعار حتى نساعد على الحفظ بنطق صحيح حتى تتكون لدى الطفل الملكة الصحيحة للغة الخطاب لأنه يتمثل محفوظاته ويقيس عليها. (1)


ب - الاكتفاء الإجرائي باللغة الفصحى في أبسط معطياتها ولازماتها التعبيرية الحية والابتعاد عن بعث غريب الألفاظ من مرقدها الأمن في معاجم اللغة.


ج - الحرص على اكتساب المهارات اللغوية بالممارسة العملية النطق والتمرير) والتكرار والابتعاد المؤقت عن النحو التفكيكي (نحو الكلمة المفردة) حتى لا نقع في مصيدة الخلافات النحوية والآراء التي خلقها القدماء وأثقلوا بها كاهل اللغة ونترك هذا للمتخصصين. (1)


أما التخطيط لمستقبلنا اللغوي فيبدأ باستشراف التوجيهات اللغوية الغربية والشاذة والمتدثرة ببريق الحداثة لمقاومتها في الوقت المناسب حتى لا نفرض


حقيقة وجودها عبر التسلل من منافذ وسائل الإعلام فتزيد أمر الفصحي تعقيدا، وتثير الاستهانة، وتنقل منطقة المناورات داخل حدود الفصحى لتهميشها أو لهدمها من الداخل.


إن لغتنا العربية الفصحى ليست محض لغة وحسب لأن العربية هي لغة قرآننا وأحد مظاهر إعجازه، وهي ذريعة لأمل الوحدة، وهي بداية من بدايات تأسيس الهوية، والتي نحن في أمس الحاجة إلى التدثر بها وسط حشد من قنوات فضائية متلاطمة متزاحمة بأفكار متباينة تحشد الإمكانات للجذب ولاستمرار التبعية الفكرية، ومن ثم الحضارية


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الكوكب الثاني ك...

الكوكب الثاني كان يسكنه رجل مغرور ويظن الجميع معجبين فيه، كان يرتدي قبعة غريبة، وقال له الرجل انها ل...

تبدأ القصة بتقد...

تبدأ القصة بتقديم الراوي ، وهو طيار ، يتذكر رسم صورة عندما كان في السادسة من عمره - صورة لأفعى مضيق ...

This driving me...

This driving mechanism is considered the least efficient driving force and usually results in the re...

Dear [Friend's ...

Dear [Friend's Name], I hope this email finds you well. I recently received your message asking abo...

مفهوم اللغة : L...

مفهوم اللغة : Language Concepts نظراً لأهمية اللغة المميزة في حياة الأمم ، فقد حظيت بمزيد من البحث و...

2- الشهـادة: وه...

2- الشهـادة: وهي إخبار صادق في مجلس الحكم بلفظ الشهادة لإثبات حق على الغير، وتسمّى البينة لأنها تبين...

لالسياســة الخا...

لالسياســة الخارجيــة دولــة قطــروعلاقاتهــا الإقليميةوالدولية تحدًيــا كبيــًراللنظريات الرئيســة ...

تحديد وتصنيف ال...

تحديد وتصنيف الأصول الرقمية:   بيانات الشركة: ❖   بيانات العملاء ❖   سجلات المعاملات ❖   البيانات ال...

هو شاعراً عماني...

هو شاعراً عماني معروفاً ، ناصر بن سالم بن عديم بن صالح البهلاني الرواحي وكنيته ابو مسلم . ولد في عا...

In the dynamic ...

In the dynamic landscape of modern commerce, delivery services stand as a cornerstone of convenience...

This utilizes o...

This utilizes organic or non-organic solutions to maintain adequate morphological preservation. Chem...

شهدت مرحلة القر...

شهدت مرحلة القرن 19م دينامية في علاقات دول البحر الأبيض المتوسط، حيث هيمنت على هذه العلاقة مشاكل ارت...