خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
عندما زرت فنلندا لأول مرة العام الماضي، استقبلني – استقباالًرائعاً- صاحب
الدعوة صديق الطفولة المهندس علي حلمي،ولأنه يعلم جيداً، بأن زيارتي من أجل السياحة، وضع لي برنامجاً لزيارة أهم الأماكنالأثرية والثقافية، وبالأخص المتاحف!! لذلك كانت زيارتنا الأولى إلى جزيرة حصن فنلندا المعروفة باسم »سوامنلناSuomenlinna«، وهي مجموعة جزر – تتبع
العاصمة هلسنكي – وهي حصن رادع ألي هجوم يأتي من البحر. وهذه الجزيرة بتحصيناتها الحربية، بما فيها من مظاهر تحصين وأسوار ضخمة، وبوابات
فوالذية، بالإضافة إلى مجموعة متاحف حربية، تروي قصة تاريخ فنلندا العسكري،فهيا بنا نتعرف على هذا الحصن وما فيه:جزر للبيع الاصطيافبدأت الرحلة من ميناء صغير في مركز العاصمة هلسنكي أمام القصر الرئاسي، مع مجموعة من الزائرين، وهذه الرحلة البحرية، استغرقت حوالي ربع الساعة. وطوال الرحلة، وأنا معجب بكم الجزر الصغيرة المتناثرة حولنا، وتوقفت بنظري عند مجموعة من الجزر، مساحتها أقل من ألف متر مربع، وفي وسط كل منها منزل خشبي – على هيئة كُشك أوفيال صغيرة – ويشغل هذا البناء معظم مساحة الجزيرة!! كما يوجد قارب بخاري صغير مربوط بحبل، قيل لي: إن فنلندا بها آالف الجزر الصغيرة،كنيسة بال تماثيل أو صور
وصلنا إلى جزيرة الحصن، كان كنيسة قديمة تراثية، وعلى
الفور قررت دخولها وتصوير الكنوز التي بداخلها؛ ظناًمني إنها تتشابه مع كنائس مدينة
كراكوف في بولندا التي تحدثنا عنها سابقاً؛ ولكن المفاجأة كانت صادمة!! فكنيسة
سوى: مقاعد خشبية طولية للزائرين
ال يتناسب مع حجم الكنيسة
ومكانتها!! وكرة أسياخ حديدية بها شموع مضاءة، ولوحة تعريفية بتاريخ المبنى . هذا
وصور
القديسين والاباء والقساوسة، وأين الأيقونات والنقوش والزخارف . وأين وأين .سمعت ثالثة أسباب تبرر هذه الظاهرة: األول، إنها كنيسة داخل حصن حربي، يُصلي فيها الجنود المدافعين عن البلد؛ لذلك ال نريد لفت أنظارهم أو انشغالهم بأشياء داخل الكنيسة، وعن مهمة الدفاع عن الوطن، فيعود إلى أن أهل فنلندا قديماً، كانوا يتعاملون مع الدين بصورة روحية عميقة، إلخ،سواء بالنحت أو الرسم أو التصوير أو الزخرفة!! أما السبب الثالث والأخير – والذي يعضد السبب الثاني - فيقول: إن هذه الكنيسة كانت في الأصل أرثوذكسية،إلى المذهب اللوثري الخالي من التماثيل الايقونات والزخارف . إلخ، وهو التفسير المنطقي تاريخياً!!
المتحف الحربي وملحقاته
خرجنا من الكنيسة، جمعت مقتنيات كثيرة، حول قادة فنلنداوجنودها في الحروب، التي خاضتها. ومن هذه المقتنيات، مستطيل مثبت عليه مجموعة كبيرة من النياشين العسكرية، التي نالها القادة العسكريين، مع مجموعة صغيرة من صور حقيقية لاصحاب البطولات، فعلى سبيل
به الآتي: ملابسه العسكرية
الكاملة، وشهادتين رسميتين، وأربعة نياشين، وحافظة نقود، وسلسلة مفاتيح، وسلسلة أخرى بها القطعة المعدنية التعريفية، والتي بها بيانات من يرتديها من الجنود أثناء الحروب!! كل هذه مقتنيات عادية،لتعرض مقتنياته بهذا الشكل المميز؟! وقبل أن أسأل، شاهدت الدليل بنفسي!! إن هذا البطل، كان يحارب ويقاتل بأطراف صناعية سفلية، حيث بُترت قدماه في الحرب،ورفض الخروج من العسكرية، فتم تركيب أقدام صناعية له، مع مجموعة صور فوتوغرافية تبين تركيبها، لذلك كان يجب أن تُوضع مقتنياته بالمتحف،لاحظت أيضاً مجموعة من التماثيل البشرية بحجمها الطبيعي، مرتدية الملابسالعسكرية باختالف نوع الزي، تبعاً لاختلاف نوع السلاح!! ومسألة الزي العسكري، حيث وجدت مجموعة كبيرة من مقتنيات القادة العسكريين معروضة، وبالأخص «البدلة العسكرية الكامله»، وهذه المقتنيات موجودة في غرف زجاجية متجاورة على جانبي قاعة المتحف. والملفت للنظر أيضاً في هذه الغرف، الاهتمام الواضح بالمرأة!! حيث وجدت مجسمات لمجندات بمالبسهن العسكرية،ومنشوراتهن العسكرية. فبها نماذج لأسلحة حقيقية، مثل السيارة المدرعة، وعربة نقل طعام الجنود أثناء الحرب،رواق به أربعة عشر تمثالاً نصفياً للقادة العسكريين.عليها ملخص لسيرة صاحب التمثال. وفي القاعة، وجدنا نماذج مصغرة للسفن الحربية،والأسلحة والملابس والأدوات المستخدمة في الحروب أوقات الشتاء، معروض فيه مقتنيات
الجندي الكاملة أثناء الحرب في الشتاء، ومن أهمها: الجوارب والقفازات، والسجائر والبايب وأعواد الثقاب، وأدوات الطعام المحمولة، مثل: علبة الطعام المغلقة بإحكام – بينهما . إلخ!!
ومن الأسلحة المميزة المعروضة، نماذج من المسدسات، ومعلقة وشوكة معاًدون فصل
والأمر نفسه بالنسبة للسفن والدبابات.المعايشة العسكرية
األولى بها مجموعة
دواليب بجوار بعضها البعض، ولكنها خاصة بالجنود والضباط. ومن الواضح أنها الدواليب الحقيقية لفرقة من
الجنود – رغم ترميمها وإعادة دهانها – وما على الزائر إال أن يفتح أي دوالب، ليجد
وصور أدواته التي كانت موجودة في
تجعلك
تتعايش عسكرياًمن الجنود في أدق خصوصيات حياتهم اإلنسانية!!
مربعات داخل دوالب كبير مفتوح، والخوذة أو الطاقية العسكرية »البيريه«، هي
المالبس الحقيقية للجنود أصحاب الصور الموجودة في المربعات!! وألنهم جنود فقط -
وليسوا ضباطاًكباراً- لم توضع أشياؤهم في معروضات المتحف، بل وضعت هنا،لقد الحظت أن في الغرفة مجموعة من المرايات الطولية، فكيف تحقق هذا األمر؟!!
شديداًمن الزائرين حول هذه المرايات، مع سماع صيحات اإلعجاب. وجدت أحد الزائرين مرتدياًالخوذة والمالبس العسكرية الموجودة في
أحد المربعات، ووقف يشاهد نفسه في المرآة بإعجاب!! هنا ظننت أن هذا الزائر عبث
بمقتنيات المتحف، واستهجنت فعلته!! ولكن هذا االستهجان تالشى عندما وجدت األمر
به زي عسكري معين يريد ارتداءه؛ ألن كل من يرتدي شيئاً، وهو معايشة الشباب والجيل الحالي
وترويجاًلها وألهميتها للبالد!! فكم من شاب ارتدى
المالبس العسكرية، التي ارتداها آباؤه وأجداده، وتمنى أن يكون فرداًمن القوات
المسلحة!! هذا الشعور القومي، وهذا التعايش الطريف، جعلني أخوض التجربة، فقمت
بارتداء أول مالبس عسكرية وجدتها أمامي، والتقطت بها صورة للذكرى!!
خرجنا من قاعات المتحف إلى شوارع الجزيرة، وجلسنا في استراحة رائعة الجمال، فوجدته يقول:إن الجزيرة غير مستغلة سياحياً كما يجب!! فقد كان هناك استبيان لمحافظة هلسنكيعام 2017، حول كيفية تطوير وسائل الإرشادات لزائري الجزيرة، فكتبت وجهة نظري، بضرورة جعل الجزيرة متحفاً مفتوحاً، بداية من كشك التذاكر على أن تحملا لتذكرة صورة الحصن! والمركب الذي يستقله الزائرون من الميناء إلى الجزيرة، يرتدون الملابس التراثية، التي كانت موجودة في العصور الوسطى، مع وجود أسواق قديمة للاشغال اليدوية، أيام كانت الجزيرة حصناً عسكرياً فيالماضي!! هذا ما رواه لي صديقي أثناء الاستراحة. وعندما خرجنا لالنتقال إلى آخر متاحف الجزيرة، دُهشنا من هول المفاجأة التي رأيناها!! فقد شاهدنا جنديين يسيران أمامنا بملابس جنود العصور الوسطى، ذات خنجر
في المقدمة، وهي من النوع نفسه المستخدم في القرون السابقة!! كما وجدتهما يقفان وسط الزائرين ليتم التقاط الصور التذكارية معهما!! فالتفت إليّ صديقي، قائلاً: الحمد لله إن فكرتي التي ذكرتها في استبيان البحث الميداني منذ عامين، تم تطبيقها، وشاهدتها
بنفسي!!
الجميل في الأمر، إننا شاهدنا تأكيداً آخر على تطبيق الفكرة، مع تطويرها؛تمثلت في وجود فتيات بمالبس العصور الوسطى، وهي: الفستان الطويل ذي الطبقات الكثيرة، مع البرنيطة المربوطة بشريط ستان تحت الذقن! حتى مساحيق التجميل المستخدمة في »المكياج«، كانت بأسلوب القرون الماضية!! هذه الفتيات، مهمتهن تمثلت في: قيام كل فتاة بتجميع الأطفال المصاحبين لعائلاتهم أثناء زيارتهم السياحية
للجزيرة، وتقف الفتاة وسطهم بملابسها التراثية، وتبدأ في رواية تاريخ الجزيرة، وتاريخ حروبها بأسلوب بسيط يفهمه الأطفال، ويجذبهم بصورة مشوقة نحو تاريخهم وآثارهم!!
متحف الغواصة الحربية
عندما زرت فنلندا لأول مرة العام الماضي، استقبلني – استقباالًرائعاً- صاحب
الدعوة صديق الطفولة المهندس علي حلمي، المقيم في فنلندا منذ أكثر من ثالثين عاماً؛ولأنه يعلم جيداً، بأن زيارتي من أجل السياحة، وضع لي برنامجاً لزيارة أهم الأماكنالأثرية والثقافية، وبالأخص المتاحف!! لذلك كانت زيارتنا الأولى إلى جزيرة حصن فنلندا المعروفة باسم »سوامنلناSuomenlinna«، وهي مجموعة جزر – تتبع
العاصمة هلسنكي – وهي حصن رادع ألي هجوم يأتي من البحر. وكانت تستخدم ضد هجمات الدول المجاورة لفنلندا في العصور الماضية. وهذه الجزيرة بتحصيناتها الحربية، أصبحت مزاراً سياحياً، بما فيها من مظاهر تحصين وأسوار ضخمة، وبوابات
فوالذية، بالإضافة إلى مجموعة متاحف حربية، تروي قصة تاريخ فنلندا العسكري، وحروبها ضد أعدائها ..فهيا بنا نتعرف على هذا الحصن وما فيه:جزر للبيع الاصطيافبدأت الرحلة من ميناء صغير في مركز العاصمة هلسنكي أمام القصر الرئاسي، حيث أخذناً سفينة متوسطة الحجم، مع مجموعة من الزائرين، كي ننتقل إلى جزيرة الحصن. وهذه الرحلة البحرية، استغرقت حوالي ربع الساعة. وطوال الرحلة، وأنا معجب بكم الجزر الصغيرة المتناثرة حولنا، وتوقفت بنظري عند مجموعة من الجزر، مساحتها أقل من ألف متر مربع، وفي وسط كل منها منزل خشبي – على هيئة كُشك أوفيال صغيرة – ويشغل هذا البناء معظم مساحة الجزيرة!! كما يوجد قارب بخاري صغير مربوط بحبل، ويبعد عن باب البناء خطوات قليلة!! وعندما سألت عن حقيقة هذا المشهد، قيل لي: إن فنلندا بها آالف الجزر الصغيرة، والتي تكفي فقط لبناء منزل واحد – أو أكثر حسب مساحة الجزيرة – بوصفه مكاناً لالصطياف!! ويحق ألي إنسان أن يشتريالجزيرة لحسابه الخاص، أو يؤجرها أو يبيعها للغير، ألنها أصبحت ملكية خاصة له ولمن يورثه!
كنيسة بال تماثيل أو صور
وصلنا إلى جزيرة الحصن، وأول بناء شاهدته، كان كنيسة قديمة تراثية، وعلى
الفور قررت دخولها وتصوير الكنوز التي بداخلها؛ ظناًمني إنها تتشابه مع كنائس مدينة
كراكوف في بولندا التي تحدثنا عنها سابقاً؛ ولكن المفاجأة كانت صادمة!! فكنيسة
الحصن ال يوجد بها ما يدل على إنها كنيسة، سوى: مقاعد خشبية طولية للزائرين
والمصلين، وصليب خشبي بسيط وصغير أعلى الهيكل، ال يتناسب مع حجم الكنيسة
ومكانتها!! وكرة أسياخ حديدية بها شموع مضاءة، ولوحة تعريفية بتاريخ المبنى .. هذا
فقط كل ما وجدته داخل الكنيسة!! وهنا تساءلت: أين تماثيل السيد المسيح – عليه السالم
– وأين تماثيل السيدة مريم العذراء – رضي هللا عنها – وأين صورهما، وصور
القديسين والاباء والقساوسة، وأين الأيقونات والنقوش والزخارف .. وأين وأين .. إلخ؟؟
سمعت ثالثة أسباب تبرر هذه الظاهرة: األول، إنها كنيسة داخل حصن حربي، يُصلي فيها الجنود المدافعين عن البلد؛ لذلك ال نريد لفت أنظارهم أو انشغالهم بأشياء داخل الكنيسة، تجعلهم يشردون بأذهانهم عن العبادة، وعن مهمة الدفاع عن الوطن،
وهذه وجهة نظر البعض من خالل النظرة العسكرية!! أما السبب الثاني، فيعود إلى أن أهل فنلندا قديماً، كانوا يتعاملون مع الدين بصورة روحية عميقة، دون التعامل الشكليالظاهري من خلال الاهتمام بالتماثيل والصور الايقونات والزخارف الدينية .. إلخ،
لذلك تجد بعض الكنائس في فنلندا، تكاد تكون خالية من أي تجسيد للشخصيات الدينية،
سواء بالنحت أو الرسم أو التصوير أو الزخرفة!! أما السبب الثالث والأخير – والذي يعضد السبب الثاني - فيقول: إن هذه الكنيسة كانت في الأصل أرثوذكسية، ثم تحولت
إلى المذهب اللوثري الخالي من التماثيل الايقونات والزخارف .. إلخ، وهو التفسير المنطقي تاريخياً!!
المتحف الحربي وملحقاته
خرجنا من الكنيسة، وذهبنا إلى مبنى قديم؛ وكأنه أحد عنابر الجنود – وكان
كذلك بالفعل قديما – لنجده صالة كبيرة جداً، جمعت مقتنيات كثيرة، حول قادة فنلنداوجنودها في الحروب، التي خاضتها. ومن هذه المقتنيات، مستطيل مثبت عليه مجموعة كبيرة من النياشين العسكرية، التي نالها القادة العسكريين، مع مجموعة صغيرة من صور حقيقية لاصحاب البطولات، مع صور شهاداتهم أو براءات نياشينهم. فعلى سبيل
المثال وجدت مربعاً زجاجياً كبيراً به مقتنيات أحد الأبطال، به الآتي: ملابسه العسكرية
الكاملة، وشهادتين رسميتين، وأربعة نياشين، وحافظة نقود، وسلسلة مفاتيح، وسلسلة أخرى بها القطعة المعدنية التعريفية، والتي بها بيانات من يرتديها من الجنود أثناء الحروب!! كل هذه مقتنيات عادية، ويُمكن أن نجدها عند أغلب الضباط والجنود ممنخاضوا الحروب!! ولكن ما أهمية هذا الضابط – الذي لم أنجح في معرفة اسمه –
لتعرض مقتنياته بهذا الشكل المميز؟! وقبل أن أسأل، شاهدت الدليل بنفسي!! إن هذا البطل، كان يحارب ويقاتل بأطراف صناعية سفلية، حيث بُترت قدماه في الحرب،ورفض الخروج من العسكرية، فتم تركيب أقدام صناعية له، وهي المعروضة في المتحف، مع مجموعة صور فوتوغرافية تبين تركيبها، وقيامه بالعالج الطبيعي والتدريب على السير بها، ثم صور أخرى له أثناء الخدمة العسكرية بهذه الأطراف الصناعية؛ لذلك كان يجب أن تُوضع مقتنياته بالمتحف، في مكان يليق بهذه التضحية!!
لاحظت أيضاً مجموعة من التماثيل البشرية بحجمها الطبيعي، مرتدية الملابسالعسكرية باختالف نوع الزي، تبعاً لاختلاف نوع السلاح!! ومسألة الزي العسكري، كانت ملفتة للنظر، حيث وجدت مجموعة كبيرة من مقتنيات القادة العسكريين معروضة، وبالأخص «البدلة العسكرية الكامله»، وهذه المقتنيات موجودة في غرف زجاجية متجاورة على جانبي قاعة المتحف. والملفت للنظر أيضاً في هذه الغرف، الاهتمام الواضح بالمرأة!! حيث وجدت مجسمات لمجندات بمالبسهن العسكرية، كذلك صورهن
ومنشوراتهن العسكرية. أما منتصف القاعة، فبها نماذج لأسلحة حقيقية، مثل السيارة المدرعة، وإحدى الدبابات، وعربة نقل طعام الجنود أثناء الحرب، وبعض المدافع والقنابل الثقيلة.
وعندما أردنا الانتقال إلى قاعة أخرى – أو متحف آخر مجاور – سرنا في
رواق به أربعة عشر تمثالاً نصفياً للقادة العسكريين. وكل تمثال مثبت على قاعدة مكتوب
عليها ملخص لسيرة صاحب التمثال. وفي القاعة، وجدنا نماذج مصغرة للسفن الحربية،
والأسلحة والملابس والأدوات المستخدمة في الحروب أوقات الشتاء، وأثناء تغطية الأرض بالجليد!!
ووجدت نموذجاً لذلك عبارة عن مربع زجاجي كبير، معروض فيه مقتنيات
الجندي الكاملة أثناء الحرب في الشتاء، ومن أهمها: الجوارب والقفازات، والسجائر والبايب وأعواد الثقاب، وأدوات الطعام المحمولة، مثل: علبة الطعام المغلقة بإحكام – بينهما .. إلخ!!
ومن الأسلحة المميزة المعروضة، نماذج من المسدسات، معروضة وفقاً لالحتفاظ بسخونة الطعام – وإناء معدني لشرب الماء، ومعلقة وشوكة معاًدون فصل
لتسلسل تاريخ إنتاجها، والأمر نفسه بالنسبة للسفن والدبابات.
المعايشة العسكرية
انتقلنا بعد ذلك إلى غرفتين كبيرتين ملحقتين بالمتحف، األولى بها مجموعة
دواليب بجوار بعضها البعض، على غرار دواليب الفرق الرياضية في المالعب، ليضع
كل العب مالبسه وأدواته!! مثل هذه الدواليب أو»الخزائن الخشبية«، موجودة في
الغرفة؛ ولكنها خاصة بالجنود والضباط. ومن الواضح أنها الدواليب الحقيقية لفرقة من
الجنود – رغم ترميمها وإعادة دهانها – وما على الزائر إال أن يفتح أي دوالب، ليجد
بداخله مجموعة من الصور لصاحب الدوالب، وصور أدواته التي كانت موجودة في
الدوالب!! بل ومن الممكن أن تجد صورة لهذا الجندي وهو بجوار دوالبه المفتوح،
لتكتشف أنه الدوالب نفسه الذي فتحته أنت وتقف أمامه اآلن!! وهذه الغرفة، تجعلك
تتعايش عسكرياًمن الجنود في أدق خصوصيات حياتهم اإلنسانية!!
أما الغرفة األخرى فبداخلها فكرة بسيطة، ولكنها عجيبة!! فقد وجدت مجموعة
مربعات داخل دوالب كبير مفتوح، وبداخل كل مربع ثالثة أشياء: صورة لجندي
بمالبسه العسكرية، وجاكت العسكرية الموجود في الصورة، والخوذة أو الطاقية العسكرية »البيريه«، الموجودة في الصورة أيضاً!! وهذا يعني أن هذه األشياء، هي
المالبس الحقيقية للجنود أصحاب الصور الموجودة في المربعات!! وألنهم جنود فقط -
وليسوا ضباطاًكباراً- لم توضع أشياؤهم في معروضات المتحف، بل وضعت هنا،
لقد الحظت أن في الغرفة مجموعة من المرايات الطولية، كما الحظت ازدحاماًلتكون فعالة أكثر من وضعها في المتحف .. فكيف تحقق هذا األمر؟!!
شديداًمن الزائرين حول هذه المرايات، مع سماع صيحات اإلعجاب. وعندما اقتربت
من األصوات، وجدت أحد الزائرين مرتدياًالخوذة والمالبس العسكرية الموجودة في
أحد المربعات، ووقف يشاهد نفسه في المرآة بإعجاب!! هنا ظننت أن هذا الزائر عبث
بمقتنيات المتحف، واستهجنت فعلته!! ولكن هذا االستهجان تالشى عندما وجدت األمر
يتكرر مع أغلب الزائرين لدرجة أن أحدهم كان ينتظر دوره أمام المرآه، أو أمام مربع
به زي عسكري معين يريد ارتداءه؛ ألن كل من يرتدي شيئاً، البد أن يعيده إلى مكانه!!
وبمرور الوقت، فهمت الهدف من هذه الغرفة، وهو معايشة الشباب والجيل الحالي
وأجيال المستقبل للخدمة العسكرية، وترويجاًلها وألهميتها للبالد!! فكم من شاب ارتدى
المالبس العسكرية، التي ارتداها آباؤه وأجداده، وتمنى أن يكون فرداًمن القوات
المسلحة!! هذا الشعور القومي، وهذا التعايش الطريف، جعلني أخوض التجربة، فقمت
بارتداء أول مالبس عسكرية وجدتها أمامي، والتقطت بها صورة للذكرى!!
إحياء التاريخ سياحيا
خرجنا من قاعات المتحف إلى شوارع الجزيرة، وجلسنا في استراحة رائعة الجمال، وأبديت إعجابي بما أراه سياحياً لصديقي المهندس علي حلمي؛ فوجدته يقول:إن الجزيرة غير مستغلة سياحياً كما يجب!! فقد كان هناك استبيان لمحافظة هلسنكيعام 2017، حول كيفية تطوير وسائل الإرشادات لزائري الجزيرة، فكتبت وجهة نظري، بضرورة جعل الجزيرة متحفاً مفتوحاً، بداية من كشك التذاكر على أن تحملا لتذكرة صورة الحصن! والمركب الذي يستقله الزائرون من الميناء إلى الجزيرة، يجب أن يكون تراثياً على هيئة مراكب العصور الوسطى! وكل العاملين والموظفين في مجالالمتاحف بالجزيرة، يرتدون الملابس التراثية، التي كانت موجودة في العصور الوسطى، مع وجود أسواق قديمة للاشغال اليدوية، أيام كانت الجزيرة حصناً عسكرياً فيالماضي!! هذا ما رواه لي صديقي أثناء الاستراحة. وعندما خرجنا لالنتقال إلى آخر متاحف الجزيرة، دُهشنا من هول المفاجأة التي رأيناها!! فقد شاهدنا جنديين يسيران أمامنا بملابس جنود العصور الوسطى، وكل منهما ممسكاً ببندقية طويلة، ذات خنجر
في المقدمة، وهي من النوع نفسه المستخدم في القرون السابقة!! كما وجدتهما يقفان وسط الزائرين ليتم التقاط الصور التذكارية معهما!! فالتفت إليّ صديقي، قائلاً: الحمد لله إن فكرتي التي ذكرتها في استبيان البحث الميداني منذ عامين، تم تطبيقها، وشاهدتها
بنفسي!!
الجميل في الأمر، إننا شاهدنا تأكيداً آخر على تطبيق الفكرة، مع تطويرها؛تمثلت في وجود فتيات بمالبس العصور الوسطى، وهي: الفستان الطويل ذي الطبقات الكثيرة، مع البرنيطة المربوطة بشريط ستان تحت الذقن! حتى مساحيق التجميل المستخدمة في »المكياج«، كانت بأسلوب القرون الماضية!! هذه الفتيات، مهمتهن تمثلت في: قيام كل فتاة بتجميع الأطفال المصاحبين لعائلاتهم أثناء زيارتهم السياحية
للجزيرة، وتقف الفتاة وسطهم بملابسها التراثية، وتبدأ في رواية تاريخ الجزيرة، وتاريخ حروبها بأسلوب بسيط يفهمه الأطفال، ويجذبهم بصورة مشوقة نحو تاريخهم وآثارهم!!
متحف الغواصة الحربية
علمت أن آخر متحف في الجزيرة، سأزوره هو غواصة حربية، تعجبت!! وكنت متشوقاً لم أشاهد – مثل أغلب الناس - أية غواصة إال في الأفلام السينمائية، وعندما
لهذه الزيارة، التي بدأت بوقوفي في طابور فترة زمنية طويلة، ألن زيارة متحف الغواصة تكون على أفواج، وكل فوج ستة أشخاص فقط؟ والغواصة، هي غواصة حقيقية موجودة على شاطي الجزيرة ومرفوعة على منصات حديدية وأسمنتية.
متحف الغواصة والجمهور في انتظار الدخولعندما دخلت الغواصة مع الأفراد الخمسة، وجدتها ضيقة جداً، لدرجة ال تسمحبمرور شخصين متقابلين – في عكس الاتجاه - دون أن يمر كل شخص بجانب جسده ليفسح المجال للآخر بالمرور!! وفي داخل الغواصة، شاهدت كل شيء موجود بصورة دقيقة، بحيث يتم استغلال كل سنتيمتر داخل الغواصة، دون وجود أي فراغ غير مستغل!! ومما شاهدته، كان مقدمة الغواصة من الداخل ومكان إطالق الطوربيد، وستة اسرّة على دورين، كل دور ثالثة أسرة، وكل سرير بعرض خمسين سنتيمتر وطولهأقل من مترين، مما يعني أن الغواصة تدار بستة أشخاص فقط، وهو عدد الزائرين في كل فوج سياحي للغواصة تقريباً. كما شاهدت عبر شباك صغير غرفة الالسلكيوالإشارات المتبادلة بالشفرة أثناء الحروب. كما لاحظت كما كبيراً من الاسلاكوالمواسير والمواتير والعدادات ذات العقارب الكثيرة، وكأن الغواصة من الداخل ماكينة كبيرة الحجم!!
خارج المتاحف المغلقةبانتهاء زيارة المتاحف المغلقة، يستطيع الزائر التنزه في الجزيرة، ليشاهد أسوارها العتيقة ذات العرض الكبير، الذي يصل إلى عشرة أمتار تقريباً لصد الغزاة، ويستطيع الزائر أن يلمس عرض السور بنفسه، عندما يمر من الأبواب والفتحات
الموجودة في هذا السور. كما يستطيع مشاهدة ترسانة بناء السفن الحربية قديماً، هذا بالإضافة إلى نصب تذكاري ضخم من الجرانيت موجود وسط ميدان بالجزيرة، عليه مجسم حديدي أخضر اللون به خوذة عمالقة، ودرع كبير منقوش عليه الشعار الملكي، وسيف ضخم!! هذا المجسم لخوذة ومالبس الجنرال المعماري »أوغسطين أهرنزفارد«. وهذا النصب التذكاري أمر بتشييده الملك جوستاف الثالث ملك السويد في العصور الوسطى.
ومن أهم المشاهدات في الجزيرة بوابة الملك فريدريك، وهي البوابة الرئيسية للجزيرة
والحصن، وهي بوابة ضخمة بها مدرجات نصف دائرية، يجلس عليها أغلب الزائرين لالتقاط الصور التذكارية
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
.ركز أبحاث العلاج الجيني للصرع حاليًا على تخفيف الأعراض باستخدام ناقلات فيروسية مثل AAV، مع الاستفاد...
The book "Animal Farm" authored by George Orwell, written during the peak of World War II, functions...
قصة السلطة مع الزنزانة وقصة الشيخ عيسى المؤمن مع القضبان، قصتان تنفرد كل قصة بأرضها وبنوعها وبفرادته...
كلمة رئيس قسم بحوث ديدان اللوز "نعمل في قسم بحوث ديدان اللوز بجد وتفانٍ، مدركين الأهمية الاقتصادية ل...
تعد القيمة السوقية من المؤشرات الأساسية التي تعكس قوة المراكز المالية للمصارف ومكانتها في السوق ومدى...
[المتحدث 3] Hello, and welcome to today's PMI research webinar. And as mentioned, I'm Daniel Nichols...
وأشار إلى أنّ الفصل الثاني من اللائحة التنفيذية لقانون التسجيل العقاري حدد إجراءات الإفراز والتوحيد ...
في أكواخ الفقراء مترجمة مضى الليل إلا قليلًا والظلام مخيمٌ على الكون بأجمعه، والكواكب متلفعة بأردية ...
الحمد لله الملك المعبود ـ سبحانه ـ لا نُحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ـ وأصلي وأسلم على سيدنا ...
يسعى القسم إلى الريادة في دراسة ومكافحة أمراض ما بعد الحصاد لحماية المنتجات الزراعية وتقليل الفاقد. ...
I think we might be a little bit uncertain on the potential complications from after the surgery, li...
لخص في نقاط طيب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعل...