لخّصلي

والمراحل الثلاث التي يمر بها البحث الأنثروبولوجي والنقاط التي يجب على الباحث مراعاتها في دراسته المرحلة الأولى: قبل النزول إلى الميدان؛ نظريا وتحديد الخطوات التي يجب عليه اتباعها . المرحلة الثانية: النزول الفعلي للميدان وجمع البيانات. المرحلة الثالثة: بعد النزول إلى الميدان؛ والدراسة الحقلية بالنسبة للأنثروبولوجي كالمعمل للباحث في العلوم الطبيعية. فكما أن الباحث يتحقق من نتائج أبحاثه في المعمل، فهي التجربة العملية بالنسبة للأنثروبولوجي. تنقسم المراحل المنهجية إلى ثلاث مراحل رئيسية أولاً: مرحلة ما قبل الدراسة الحقلية نظري للخطوات التي سيسير عليها البحث. وتشتمل خطة البحث على عدة نقاط رئيسية هي: ويتم عادة تحديد المشكلة من خلال قراءات الباحث للتراث النظري المتوفر لديه عن موضوع معين يحظى باهتمامه. تحديد الخلفية النظرية للبحث : لا بد من أن يكون لكل بحث نظرية معينة ينطلق منها الباحث تحدد اتجاهاته ونظرته للمشكلة، الاطلاع على التراث النظري السابق عن المشكلة التي يرغب في دراستها . 3. تحديد المفاهيم نظريا وإجرائيا: يجب على الباحث أن يحدد مفاهيم الدراسة تحديدا دقيقا نظريا من خلال الدراسات السابقة، هل الدراسة ستكون استكشافية أم وصفية أم تحليلية؟ وبالطبع فإن حداثة المشكلة أو قدمها ومدى توفر الدراسات هو الذي يحدد نوع الدراسة، فإذا كانت الدراسة حديثة ولا يتوفر عنها دراسات سابقة تكون الدراسة استكشافية؛ حيث يسعى الباحث إلى تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مشكلة الدراسة، أما إذا كان هناك دراسات سابقة قليلة فيمكن أن تكون الدراسة وصفية للحصول على معلومات أدق، 5. تحديد التساؤلات أو فروض الدراسة: هناك علاقة وثيقة بين نوع الدراسة والتساؤلات أو الفروض التي سيستخدمها الباحث، تحديد الإطار الزمني والمكاني والبشري: على الباحث أن يحدد قبل أن ينزل إلى الميدان متى سينزل، والفترة الزمنية التي يتوقع أن يقضيها هناك، والمكان الذي سيدرسه والأفراد الذين يرغب في دراستهم، وهذا التحديد مبدئي قابل للزيادة والنقصان. المنهج والأدوات التي سيستخدمها في جمعه للمادة العلمية. ثانيا: مرحلة الدراسة الحقلية عند النزول للميدان والقيام بالدراسة الحقلية على الباحث القيام بعدة خطوات . 3. كسب ثقة الأهالي يتوقف نجاح الباحث في عمله الميداني على مدى نجاحه في الأمانة في التعامل مع مجتمع الدراسة؛ عدم إبداء آرائه الشخصية في تصرفاتهم. احترام ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم. عدم التأثير عليهم في الإجابة. كما يجب على الباحث ألا يتسرع في إصدار أحكامه على الناس، يفهم الأشياء ويحللها ويقارن بين ما يسمع وما يرى. كذلك يجب على الباحث أن يدرك أن العمل الميداني ليس مهمة سهلة، سيسأل نفسه : لماذا أنا هنا؟ ثالثا: مرحلة ما بعد الدراسة الميدانية الميدانية الإجابة عن تساؤلاته ثم تحليل النتائج وكتابة التقرير النهائي. أهم أدوات المنهج الأنثروبولوجي: من أهم الأدوات التي يستخدمها الباحث الأنثروبولوجي في دراسته الحقلية الملاحظة والملاحظة من أهم وسائل جمع البيانات في الدراسات الأنثروبولوجية. ويمكننا القول: إنَّ كل باحث يستخدم الملاحظة بدرجات متفاوتة بدءًا من الملاحظة السريعة العابرة للملاحظة العلمية المتعمقة، ملاحظة دقيقة متعمقة مخططة؛ وهناك عدة تصنيفات للملاحظة هي: أولاً : تصنيف الملاحظة حسب تدخل الباحث أ. الملاحظة البسيطة: هي الملاحظة التلقائية التي تتم بشكل عشوائي وسريع دون نقاط أو موضوعات محددة يسعى إلى معرفتها . ثانيا: تصنيف الملاحظة حسب مشاركة الباحث في الحياة اليومية استخدم الملاحظة بالمشاركة هو (مالينوفسكي)؛ لكن من عيوبها أنها لا تجعله يلاحظ تصرفات الأفراد وحركاتهم وقت حدوثها ؛ الطريقة الثانية : كتابة الموضوعات الرئيسية وملاحظة سلوك الأفراد،

قواعد المنهج في علم الأنثروبولوجيا

المقدمة:

يسعى هذا الفصل إلى مناقشة قواعد المنهج في علم الأنثروبولوجيا، والمراحل الثلاث التي يمر بها البحث الأنثروبولوجي والنقاط التي يجب على الباحث مراعاتها في دراسته المرحلة الأولى: قبل النزول إلى الميدان؛ حيث يقوم الباحث بتصميم خطة البحث

نظريا وتحديد الخطوات التي يجب عليه اتباعها .

المرحلة الثانية: النزول الفعلي للميدان وجمع البيانات.

المرحلة الثالثة: بعد النزول إلى الميدان؛ حيث يقوم الباحث بتفريغ وتحليل البيانات

وكتابة التقرير النهائي. تعتمد الدراسات الأنثروبولوجيا على المنهج الأنثروبولوجي القائم على الدراسة الحقلية، والدراسة الحقلية بالنسبة للأنثروبولوجي كالمعمل للباحث في العلوم الطبيعية. فكما أن الباحث يتحقق من نتائج أبحاثه في المعمل، كذلك يتحقق الأنثروبولوجي من

نتائجه بالدراسة الحقلية، فهي التجربة العملية بالنسبة للأنثروبولوجي.

مراحل البحث:

تنقسم المراحل المنهجية إلى ثلاث مراحل رئيسية

أولاً: مرحلة ما قبل الدراسة الحقلية

من الصعب على الباحث الأنثروبولوجي القيام بالدراسة الحقلية قبل عمل خطة متكاملة للبحث، يحدد من خلالها خطوات بحثه خطوة بخطوة، أي أن الباحث يقوم برسم تصور

نظري للخطوات التي سيسير عليها البحث.

وتشتمل خطة البحث على عدة نقاط رئيسية هي:

1. تحديد واختيار المشكلة: أول خطوة يجب أن يقوم بها الباحث هي تحديد المشكلة تحديدا دقيقا ، وتحديد الموضوعات الفرعية منها ، ويتم عادة تحديد المشكلة من خلال قراءات الباحث للتراث النظري المتوفر لديه عن موضوع معين يحظى باهتمامه. 2. تحديد الخلفية النظرية للبحث : لا بد من أن يكون لكل بحث نظرية معينة ينطلق منها الباحث تحدد اتجاهاته ونظرته للمشكلة، وعادةً ما يحدد الباحث نظريته من خلال

الاطلاع على التراث النظري السابق عن المشكلة التي يرغب في دراستها .

3. تحديد المفاهيم نظريا وإجرائيا: يجب على الباحث أن يحدد مفاهيم الدراسة تحديدا دقيقا نظريا من خلال الدراسات السابقة، ويحددها إجرائيا من خلال توضيح كيف

سيدرس هذا المفهوم على أرض الواقع. 4. تحديد نوع الدراسة: يجب على الباحث تحديد نوع الدراسة، هل الدراسة ستكون استكشافية أم وصفية أم تحليلية؟ وبالطبع فإن حداثة المشكلة أو قدمها ومدى توفر الدراسات هو الذي يحدد نوع الدراسة، فإذا كانت الدراسة حديثة ولا يتوفر عنها دراسات سابقة تكون الدراسة استكشافية؛ حيث يسعى الباحث إلى تجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مشكلة الدراسة، أما إذا كان هناك دراسات سابقة قليلة فيمكن أن تكون الدراسة وصفية للحصول على معلومات أدق، أما إذا كان هناك دراسات سابقة ويسعى الباحث إلى تكوين معلومات متعمقة عن المشكلة والعلاقة بين

المتغيرات، فإنَّ الدراسة يمكن أن تكون تحليلية.

5. تحديد التساؤلات أو فروض الدراسة: هناك علاقة وثيقة بين نوع الدراسة والتساؤلات أو الفروض التي سيستخدمها الباحث، فإذا كانت الدراسة استكشافيه أو وصفية استخدم الباحث تساؤلات، وإذا كانت الدراسة تحليلية استخدم الباحث فروضًا . 6. تحديد العينة تختلف نوع العينة وحجمها باختلاف مشكلة الدراسة ومدى تجانس

أفراد مجتمع الدراسة. 7. تحديد الإطار الزمني والمكاني والبشري: على الباحث أن يحدد قبل أن ينزل إلى الميدان متى سينزل، والفترة الزمنية التي يتوقع أن يقضيها هناك، والمكان الذي سيدرسه والأفراد الذين يرغب في دراستهم، وهذا التحديد مبدئي قابل للزيادة والنقصان. .. تحديد منهج البحث ووسائل جمع البيانات على الباحث أن يحدد في هذه المرحلة

المنهج والأدوات التي سيستخدمها في جمعه للمادة العلمية.

ثانيا: مرحلة الدراسة الحقلية

عند النزول للميدان والقيام بالدراسة الحقلية على الباحث القيام بعدة خطوات . الاتصال بالمسئولين أو بعض الشخصيات التي يمكنها أن تسهل مهمته وتعرفه على

الأهالي، وتساعده في الحصول على مسكن في مجتمع الدراسة. .. توضيح أهداف البحث للمبحوثين من عوامل نجاح الباحث في مهمته توضيح أهداف بحثه لمجتمع الدراسة واقتناعهم بها وتقبلهم له ، لذا يجب على الباحث توضيح أهداف البحث بكل وضوح وأمانة لمجتمع الدراسة، والإجابة على استفساراتهم بصدق دون خداع، ولا يعدهم بأشياء لا يستطيع القيام بها .

3. كسب ثقة الأهالي يتوقف نجاح الباحث في عمله الميداني على مدى نجاحه في

كسب ثقة الأهالي وتكوين علاقات جيدة معهم، وهذه أصعب مهمة يواجهها الباحث. هناك بعض النقاط التي يجب أن يراعيها الباحث في عمله الميداني لكسب ثقة

الأهالي مثل:

. الأمانة في التعامل مع مجتمع الدراسة؛ فلا يخدعهم ويدعي تقديم خدمات لن

يحققها لهم.

عدم إبداء آرائه الشخصية في تصرفاتهم.

. احترام ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

. عدم التأثير عليهم في الإجابة.

. مشاركتهم نشاطاتهم اليومية.

. تعلم لغة الأهالي.

. كما يجب على الباحث ألا يتسرع في إصدار أحكامه على الناس، بل يحاول أن

يفهم الأشياء ويحللها ويقارن بين ما يسمع وما يرى.

. كذلك يجب على الباحث أن يدرك أن العمل الميداني ليس مهمة سهلة، بل مهمة

صعبة؛ لأنه يحاول التسلل لحياة الأفراد وعلاقاتهم الاجتماعية، وهذه ليست

بالمهمة السهلة، وقد لا يتقبله البعض، وقد يرفضه البعض الآخر، فيجب أن يهيئ

نفسه لمثل هذه المواقف، وقد يواجه الباحث لحظات صعبة في بداية البحث

سيسأل نفسه : لماذا أنا هنا؟

ثالثا: مرحلة ما بعد الدراسة الميدانية

بعد جمع المادة العلمية، يقوم الباحث بعملية تصنيف للموضوعات، ويحتاج الباحث إلى فترة كافية من الزمن لتصنيف معلوماته ومراجعتها ليكتشف لأي مدى استطاعت دراسته

الميدانية الإجابة عن تساؤلاته ثم تحليل النتائج وكتابة التقرير النهائي.

أهم أدوات المنهج الأنثروبولوجي:

أولا: الملاحظة

من أهم الأدوات التي يستخدمها الباحث الأنثروبولوجي في دراسته الحقلية الملاحظة والملاحظة من أهم وسائل جمع البيانات في الدراسات الأنثروبولوجية.

ويمكننا القول: إنَّ كل باحث يستخدم الملاحظة بدرجات متفاوتة بدءًا من الملاحظة

السريعة العابرة للملاحظة العلمية المتعمقة، وأهم ما يميز الملاحظة العلمية أنها

ملاحظة دقيقة متعمقة مخططة؛ حيث يحدد الباحث مسبقا ما يريد ملاحظته من

موضوعات، فهي ليست ملاحظة عشوائية.

وهناك عدة تصنيفات للملاحظة هي:

أولاً : تصنيف الملاحظة حسب تدخل الباحث

أ. الملاحظة البسيطة: هي الملاحظة التلقائية التي تتم بشكل عشوائي وسريع دون

أي تدخل من الباحث، ودون استخدام أي ضوابط علمية. ب الملاحظة المنظمة هي الملاحظة المخططة من قبل الباحث، وتنحصر في نقاط محددة يسعى الباحث إلى ملاحظتها ، ويحاول من خلالها الإجابة على

نقاط أو موضوعات محددة يسعى إلى معرفتها .

ثانيا: تصنيف الملاحظة حسب مشاركة الباحث في الحياة اليومية

أ. الملاحظة العادية: هي الملاحظة العابرة التي يقوم بها أي فرد في حياته العادية. ويستخدمها الباحث بشكل تلقائي في تعامله مع مجتمع الدراسة. ب الملاحظة بالمشاركة: هي الملاحظة التي تعتمد على مشاركة الباحث لمجتمع الدراسة في نشاطاتهم اليومية وممارساتهم الحياتية، وأول عالم أنثروبولوجي

استخدم الملاحظة بالمشاركة هو (مالينوفسكي)؛ حيث عاش فترة من الزمن في

جزر التروبرياند، وتعلم لغة الأهالي، وشاركهم نشاطاتهم اليومية، وكون علاقات وثيقة مع السكان. ومن النقاط الهامة المرتبطة بالملاحظة هي عملية تسجيل البيانات؛ فالباحث يجد

نفسه أمام خيارين

الطريقة الأولى: كتابة الباحث كل شيء يقوله المبحوثون حتى لا ينسى شيئًا مما يقولونه، وهذه الطريقة دقيقة جدا ، ولا تجعل الباحث ينسى شيئًا ، لكن من عيوبها أنها لا تجعله يلاحظ تصرفات الأفراد وحركاتهم وقت حدوثها ؛ لأنه سيكون مشغولاً في الكتابة، وقد تثير شكوك المبحوثين، لذا يفضل ألا يسجل الباحث شيئًا إلا بعد أن يكسب ثقة المبحوثين

وموافقتهم.

الطريقة الثانية : كتابة الموضوعات الرئيسية وملاحظة سلوك الأفراد، وكتابة كل شيء

بعد الخروج مباشرة، ويفضل استخدام التسجيل، لكن للأسف يرفض بعض الأهالي

استخدام التسجيل، ويفضل أحيانًا وجود مبحوثين في الدراسة حتى يسجل أحدهما ما

يقوله الناس، ويلاحظ الآخر تصرفات الناس