لخّصلي

الفصل الثاني:
القصبة تراث ثقافي تاريخي عالمي

تمهيد
تعتبر المعالم الأثرية والمناطق التراثية كنوزًا لا تقدر بثمن، فهي تُمثّل ذاكرة الشعوب وحكاية أجدادهم عبر العصور. فهي بوابات مفتوحة على الماضي، تُتيح لنا استكشاف حضارات التي تعاقبت على مرّ السنين. فمن خلال دراسة هذا التراث، يمكننا فهم التطورات التي شهدتها المجتمعات، وتتبع مسارها الحضاريّ، واكتشاف القدرات والخبرات التي تمتع بها سكان تلك المنطقة.
تُعدّ الجزائر بلداً غنيًا بالتراث الثقافي المتنوع، من حضارات عريقة وآثار تاريخية عريقة، إلى تنوع ثقافي فريد يُجسّدّهُ الموروث الشعبي والحرف اليدوية والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، وتتميز بمواقع ومناطق أثرية وتراثية عديدة تمّ تصنيف بعضها كموقع للتراث العالمي من قبَل اليونسكو ومن بينها الاطلال والاثار الرومانية لتيبازة وتيمقاد وجميلة، وادي مزاب بغرداية، قلعة بني حماد بالمسيلة وقصبة الجزائر. هذه الأخيرة هي موضوع دراستنا في هذا الفصل الذي سنُسافر ُفيه عبرَ الزمنِ بينَ أحجارِ الحضارةِ، ونُلقي نظرةً على التراثِ الثقافي للمنطقة ودورهِ في تنشيط وتفعيل السياحة.

1. القصبة تراث ثقافي تاريخي
   لا تخلو بقعةٌ من بقاعِ الأرضِ من معالمَ الاثرية العتيقةٍ، تُحكي حكاياتِ الحضاراتِ التي تعاقبت عليها، وتُشهدُ على عظمةِ الإنجازاتِ التي حققها الإنسانُ عبرَ مسيرته التاريخية.
   وقد يبدو التراثُ الثقافي مجردَ تراثا ماديا فقط، لكنه لا يخلوا من الجانب الروحي ولذا فأن الأمم في مختلف بقاع الأرض تعتز به وتحرص على حمايتهِ والحفاظِ عليه لأنه يمتزج بتاريخها وذكرياتها، ويعد مصدرًا هامًا للسياحةِ، ويُساهمُ في تنميةِ الاقتصادِ الوطنيّ، ويُعزّزُ من الشعورِ بالانتماءِ لدى أفرادِ المجتمعِ.
   1.1الدراسة الطبيعية:
   1.1.1. الموقع:
   إن تطور أي مدينة يتطلب توفر الظروف الجغرافية ملائمة لإقامتها، لذلك اعتبر موقع إنشاء قصبة الجزائر مثاليا لأنها تقع في السفوح الشمالية لجبل بوزريعة، مطلة على البحر ونهاية خليج الجزائر، ما جعلها في معزل عن الرياح، كما أنها تقع خلف السهل المتيجي الذي تعتمد عليه اعتماد اً كبيراً، فھو ظهيرها الخصب وبسيطھا الغني لما تتوفر فيه من مواد غذائية مختلفة. تقع منطقة الدراسة وسط العاصمة الجزائرية على بعد أمتار قليلة من مقر ولاية الجزائر العاصمة و19 كيلومترا من مطار هواري بومدين الدولي. حيث يحدها إدارياً:
   ‐ شمالا: بلدية باب الواد
   ‐ جنوبا: بلدية الجزائر الوسطى
   ‐ غربا: بلدية وادي قريش
   ‐ شرقا: البحر الأبيض المتوسط
   بلغ عدد سكان بلدية القصبة36762 نسمة سنة 2008، موزعين على مساحة إجمالية قدرها حوالي 112.35 هكتار، بينما يشمل بلغ عدد سكان القطاع المحفوظ 49491 نسمة سنة 2007 متوزعين على مساحة قدرها 105 هكتار، بحيث يشمل القطاع المحفوظ جزء كبير من مساحة بلدية القصبة قدرها حوالي 92.5 هكتار

خريطة

2.1.1. موضع القصبة:
تحتل قصبة الجزائر النهاية الشرقية لجبل بوزريعة أي في النتوء الثالث للجبل، وهو جبل ينتهي في الجهات الشرقية بعدة نتوءات منها ثلاث رئيسية:
• النتوء الأول: يقع على ارتفاع 240 م فوق سطح البحر حيث يتمركز به حي الأبيار.
• النتوء الثاني: يقع على ارتفاع 216 م وقد بني عليه حي الإمبراطور (سكالا حالياً).
• النتوء الثالث: يقع والذي يعلو ب 120 م عن مستوى سطح البحر ويبدو كمدرج منحدر نحو حي البحرية، والذي أقيمت عليه القصبة
ويفصل تلك النتوءات الثلاثة عن الكتلة الرئيسية لجبل بوزريعة:
• وادي ابن الأزهر في الجھات العليا.
• وادي المغاسل في الجھات الوسطى.
• وادي باب الوادي في الجھات السفلى.

الصورة 01: موضع قصبة الجزائر في القرن الرابع عشر.
انترنيت.
3.1.1. التضاريس
تتميز قصبة الجزائر بتضاريسها الجبلية الوعرة، حيث بنيت على تل يطل على البحر المتوسط، مكونة لوحة طبيعية خلابة تتناغم مع عبق التاريخ العريق. وتنقسم القصبة إلى جزئين هامين: القصبة السفلى والقصبة العليا، ولكل منهما خصائصها المميزة
• القصبة السفلى: وهي تضم:
‐ منطقة منبسطة تقع بين خطي كونتور (courbes de niveau) 0-20 م
‐ منطقة متضرسة توجد ما بين خطي كونتور20-30م
• القصبة العليا:
ھي أشد تضرساً من القصبة السفلى، تنحصر ما بين خطي كونتور 30م و120م أما متوسط انحذارها فهو يبلغ 15م، إذ تتنوع بين التلال والهضاب والانحدارات الحادة، تقطعها عدة أودية وشعاب وأھمھا :
‐ شعبة تنطلق من قمة ربوة القصبة لتخرج في باب عزون وبذلك تمثل هده الشعبة الحد الطبيعي الجنوبي الشرقي للمدينة
‐ شعبة تنطلق من قمة القصبة أيضا لكنها تنحرف الى الشمال لتمر بالقرب من نهج القصبة (سيدي دريس حميدوش حاليا) ثم لتخرج في باب الواد وبذلك تمثل الحد الطبيعي الشمالي الغربي للمدينة
الشعبتان المذكورتان أعطتا في اتجاههما للمدينة (القصبة) شكل مثلث متساوي الأضلاع، قاعدته الخط الشاطئ وقمته تنطبق على قمة القصبة أو تنطبق على النقطة التي كانت تنطلق منها الشعبتان.
4.1.1. المناخ
تتميز القصبة بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وينقسم الى موسمين رئيسيين الأول مطير يبدأ من أكتوبر الى غاية شهر مارس والثاني جاف وحار وقصير يبدأ من شهر أفريل الى غاية شهر سبتمبر. تبدأ الامطار بالتساقط من شهر أكتوبر وتدوم إلى غاية شهر ماي، تكون الأمطار الغزيرة ابتداء من نهاية شهر سبتمبر وحتى نهاية ماي وجوان، وتعد الأربعة الاشهر الأولى من السنة الأكثر كمية من حيث التساقط، أما من جوان حتى سبتمبر فهي أقل، وتُعاني القصبة أحيانًا من الفيضانات نتيجة للأمطار الغزيرة، خاصةً في المناطق المنخفضة مثل حي البحرية وساحة الشهداء، وذلك بسبب طبيعتها الطبوغرافية المنحدرة ووجود الأودية الصغيرة التي تُسهل تجمع المياه.
وتتميز بحرارة معتدلة لا ھي بالحارة والجافة ولا بالباردة، يمكن تقسيما إلى فصلين رئيسيين: واحد بارد والأخر حار، وتختلف درجات الحرارة في المنطقة حيث بلغ متوسط درجة الحرارة 1 درجة مئوية في فصل الشتاء و44 درجة مئوية في الصيف، أما درجة الحرارة السنوية تعادل22 درجة مئوية.
وكذلك في التغيرات اليومية للضغط يلاحظ أن الضغط يختلف في الليل عنه في النهار، بل يختلف أيضاً من ساعة لأخرى خلال الأربعة وعشرين ساعة في اليوم
أما بما يخص الرطوبة فلها تأثير على الجسم والنشاط البشري، فيعتبر سيئ إن زادت عن الحدود التي يمكن لجسم الإنسان ان يتحملها، وبالخصوص ادا صاحبتها الحرارة كما تعمل زيادة الرطوبة على التأثير في النشاط البشري والاقتصادي ومؤسساته.
2.1أصل تسمية المدينة:
مرت القصبة بتسميات عدة على حسب الحضارات التي مرت عليها:
في الفترة الفينيقية كانت تدعى ايكوسيم "IKOSIM"وهب الكلمة بونية (أي فينيقية) وتتألف من كلمتين هما: "I" معناه جزيرة، وكوسيم "KOSIM "معناها الشوك أو الطيور التي تعيش في الاطلال متل البوم، ويرى البعض أن كلمة كوسKOS معناه دجاج البحر وعلى هذا يكون معنى ايكوسيم جزيرة دجاج أو البحر .
بعدها سميت "ايكوسيوم" وهي كلمة يونانية الأصل بدليل اسمها العتيق، مركبة من ايكوسي "eikosi" ومعناها باليونانية عشرون ذلك أن الذي أسسوها كانوا عشرين نفراً من اليونان وأحاطوها بسور ظل قائما مدة طويلة من الزمن إلى عهد الاحتلال الروماني، حينذاك غير الرومان اسم المدينة من ايكوسي اليونانية إلى ايكوسيوم الرومانية.
بقيت تدعى بهذا الاسم لغاية القرن العاشر ميلادي حيث أطلق عليها اسم "جزائر بني مزغنة" وهذا نسبة لمن أسسها وهو بولوغين أو بلكين بن زيري من بني مزغنة من قبيلة صنهاجة

استبدل الاتراك كلمة جزائر بني مزغنة وجزائر الثعالبة في العهد الإسلامي باسم "المحروسة "أو "الجهاد"، وكان لهذا الاسم معنى في تطور عمران المدينة نحو الدفاع والتحصين
3.1 الدراسة التاريخية
تختلف الآراء حول تاريخ نشوء المدينة، إذ ينسبها البعض إلى سكان أفريقيا القدماء، ومنهم من يقول إنها من إنشاء الإغريق والرومان، لكن في الواقع لا يمكننا تأريخ المدينة وارجاعها بفترة محددة إلا إذا كان هناك دلائل أثرية مادية أو كتابية تدعم أي نظرية، وأقدم القطع الأثرية التي تم العثور عليها تعود إلى العصر الفينيقي.
.1.3.1المرحلة الفينيقية (814 ق.م- 146 ق.م) :
لم تكن تعرف المدينة في عهد الفينيقي، الا أنها أسست في هده الفترة بعد تأسيس قرطاجة سنة 814ق.م، ثم اختيارها من قبل الفينيقيون بسبب جزرها الأربعة (الجزيرة الصغيرة، الجزيرة الكبيرة، الجزيرة الشمالية ،جزيرة الصخرة) اطلقوا عليها اسم "ايكوسيم " و اتخذوها كمحطة تجارية لسلعهم ، تغلب عليها المحلات التجارية المبنية بالحجارة ، ثم نمت إلى قرية ثم إلى مدينة ثم إلى مستعمرة فينيقية الأصل، يمكن تحديد أبعاد المدينة التي كانت تشغلها ايكوسيم الفينيقية بالرجوع إلى الآثار الفينيقية القديمة، وقد اكتشف آثار فينيقية لمدينة ايكوسيم منها الأدلة الجغرافية والتاريخية و الاثارية، النقود، الأضرحة، البئر و غيرها .
2.3.1. المرحلة الرومانية (142 ق.م - 429 م):
أطلق عليها الرومان اسم "ايكوسيوم" وتعتبر أثارهم المتمثلة في بقايا الاسوار والمقابر والانهج رغم قلتها أكثر وفرة من الآثار الفينيقية، لنفس السبب ترجع قلة الأثار الرومانية للمتغيرات وللإصلاحات التي دخلت على المباني وما أدت إليه من تهديم بعض المنازل لإنشاء طرق أو شوارع أو مباني أخرى جديدة، وخاصتا في عھد الاحتلال الفرنسي الذي طمس الكثير من الآثار الرومانية فزاد ھذا من تغيير معالم المدينة القديمة.
3.3.1. المرحلة الإسلامية (950 م- 1516 م):
أخذت المدينة تسترجع مكانتها وتفرض دورها في هذه الفترة، التي وإن كانت لم تتخذ منها عاصمة للبلاد، إلا انها أعادت تجديد بنائها على يد بلكين بن زيري بن مناد سنة (339 ھ - 960 م) وسماها جزائر بني مزغنة أو جزائر الثعالبة، فتولى بلكين شد أسوارها وأمن سكانها ومد عمرانها ونظم اقتصادها وزادها علاقة بضواحيها الى أن أصبحت تجلب أنظار الرحالة العرب ،وأقيم بالمدينة العديد من المساجد منها جامع سيدي رمضان، والجامع الكبير سنة 409 ھ الموافق ل 1018 م، وكانت المساجد أول بناية اهتم بها المسلمون لكونها رموز للحكم الإسلامي.
4.3.1. المرحلة العثمانية (1516 م- 1830 م):
استبدل الاتراك كلمة جزائر بني مزغنة وجزائر الثعالبة في العهد الإسلامي باسم المحروسة أو الجهاد، وكان لهذا الاسم معنى في تطور عمران المدينة نحو الدفاع والتحصين، كانت تحيط بالمدينة في نهاية القرن السادس عشر أي في بداية العصر العثماني أسوار شامخة طولها 2.5 كلم تقريباً وعلوها ما بين 11 و13 متر وعرضها 2م، وفي أسفلها خندق عميق وعريض، وهذا لحماية المدينة من أيه هجوم من البحر والبر. وقد كانت المدينة في هذه الفترة مقسمة إلى أحياء سكنية وتتخلل هذه الأحياء مساجد كثيرة صغيرة وكبيرة وأسواق متنوعة ومختلفة، كما كان للمدينة خمسة أبواب هي: باب عزون، باب الوادي، باب البحر والذي سمي أيضاً بباب الحوت (السردين) أو الديوانة، باب الجزيرة والذي كان يدعى بباب الجهاد ثم باب الجديد.
5.3.1. المرحلة الاستعمارية (1830- 1962 م):
بعد الاستيلاء على مدينة الجزائر ودخول المستعمرين الفرنسيين، اضطرت العديد من العائلات التركية والعربية إلى الخروج من البلاد بسبب الجيش الفرنسي، تلا ذلك هدم الأحياء والأسواق والمناطق الصناعية التقليدية. كما تم هدم معظم الحصون الإسلامية التي بنيت خلال الفترة العثمانية، ولم يتبق سوى عدد قليل من المنازل العربية الصغيرة من آثار العصر السابق، وهدمت كدلك التحصينات التي كانت تواجه البحر، ثم بنيت في غرب المدينة وشرقها مباني على الطرز الأوربي، كما أنشأت في الجزء الأسفل منها شوارع على نمط الشوارع الأوربية تقطعها شوارع أخرى تقود إلى الجزء الأعلى من القصبة فشوه بذلك الطابع العربي الإسلامي للمدينة باستثناء بعض الأجزاء من القصبة التي نجت من الهدم .
.6.3.1المرحلة بعد الاستقلال (بعد 1962 م) :
باستقلال الجزائر أي بعد الصدمة والقطعية التي احدثها الاستعمار الفرنسي داخل القصبة من تشويه عرفت القصبة زيادة سكانية كبيرة كان العامل الرئيسي لها هو انتقال سكانها الأصليين نحو للبنيات الأوربية الشاغرة ضواحي باب عزون، باب الواد، ومصطفى باشا... و أجّروا منازلهم لأكبر عدد ممكن من العائلات النازحة من الريف التي لا تعرف أي شيء عن كيفية استهلاك المجال والتعامل معه، أين تحول هذا مقصداً لجمع الفئات النازحة الفقيرة لانخفاض سعر الإيجار به ،فبدأت الممارسات التقليدية المميزة للقصبة في الزوال، و عمت الفوضى و الاوساخ كل المساكن و أصبحت مسرحا للخصومات و فقدت بذلك مكانتها كمركز حيوي لنشر و تلقين الثقافة الحضرية و الممارسات المدنية، وأصبحت مأوى للنازحين الذين تضاعف عددهم بشكل مخيف فسجلت أرقاماً قياسية من حيث الكثافة السكانية، وما زاد الطين بله هو اهمال السلطات العمومية لها، وقلة التدخلات لانقاد ما تبقى منها أضف إلى ذلك أزمة السكن الخانقة التي مست الجزائر العاصمة وألقت بضلالها على القصبة أين أصبحت سطوح منازلها أراضي للبناء ،فانتشرت بها أكوام النفايات و البيوت القصديرية ، وباتت تسمية القصبة مرادفاً لكل أنواع الانحرافات والبطالة والفقر وللأمن وانتشار الأمراض و الأوبئة

2.المقومات التراثية للقصبة
تُمثّل قصبة الجزائر نموذجاً استثنائياً للتراث الثقافي المادي واللامادي الغني، الذي يتجسّد في المعالم التاريخية والحضارية المتنوعة والممارسات الثقافية لسكان المنطقة التي جعلتها وجهةً ثقافية مُهمّة. وفيما يلي سنتطرق إلى بعض من هذا التراث الذي يعد عنصراً هاماً من عناصر الجذب السياحي.

1.2. القصور
• قصر "دار عزيزة":

تقع في القصبة السفلى يُعتبر قصر عزيزة بنت الداي حسين من أجمل القصور التي بُنيت بالقصبة، بُني بين سنتي 1552-1556على مساحة قدرها 500 م2، تم تصنيفه كمعلم تاريخي سنة 1887م، كما خضعت لعملية إعادة التأهيل في 1989ممن طرف لجنة المحافظة الاستعمارية.
عرفت بقصر الضياف إلى أن أهداها "الداي حسين" في أواخر العهد العثماني لابنته عزيزة زوجة باي قسنطينة، حيث أخذ ھذا القصر اسمها، وهو أهم المعالم الأثرية التي لا تزال قائمة بالقصبة السفلى، ورغم التغيرات والتحولات التي مرت بها اتخذت الآن مقراً للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية ، ثم صنفت مرة ثانية سنة 1992 كتراث عالمي من طرف منظمة اليونيسكو UNISCO التابعة للأمم المتحدة .
• قصر "دار مصطفى باشا":
يقع في القصبة السفلى بحي سوق الجمعة شارع الإخوة مشري، بدأ بناء هذا القصر المُميّز سنة 1768 م، على مساحة قدرها 706م2 بالقرب من القصر الملكي (الجنينة)، كان ھذا القصر مقر سكن نساء وأطفال وخدم عائلة الداي "مصطفى باشا" الذي حكم الجزائر من 1798 م إلى 1805 م ، قبل الاستعمار كان القصر مقر سكن الأمير "بن عمر باي" وريث الداي حسين باشا، وبعد الاستعمار سكنه الجنرال الفرنسي تروبريان (Trobriant ) ،ثم حٌول جناح منه إلى مكتبة سنة 1835 وهي أول مكتبة في الجزائر في العهد الاستعماري، بعده إلى متوسطة استعمارية سنة 1838وھي أول مؤسسة تربوية استعمارية، صنفت الدار كمعلم وطني في 12 فيفري 1887 م، ثم أعيد تصنيفه كمعلم تاريخي عالمي عام 1992 م من طرف منظمة اليونسكو.
• قصر "خداوج العمياء":
تقع دار خداوج العمياء، المعروفة باسم " دار البكري"، في حي سوق الجمعة بالقصبة السفلى، تم تشيدها سنة 1570 من طرف "يحي رايس" ضابط الأسطول الجزائري بنيت على مساحة قدرها 500م2، في عام 1789 اشتراها "حسين خزناجي" لابنته "خداوج العمياء"، وصار القصر معروفاً بدار خداوج العمياء نسبة إليها، بعد الاحتلال الفرنسي تحوّل ھذا القصر إلى مقر إداري لأول بلدية فرنسية في الجزائر إلى غاية 1839 م، تم تصنيف القصر كمعلم تاريخي سنة1887، يضم حالياً متحف الفنون والتقاليد الشعبية، خضع إلى أعمال إعادة التأهيل بعد سنة 2003م.
• قصر حسن باشا (قصر الشتاء):
يقع دار حسين باشا "قصر الشتاء" في القصبة السفلى بحي سوق الجمعة مقابلاً لدار عزيزة ومجاور لمسجد كتشاوة ومطلة على ساحة الشيخ بن باديس، تم تشيد ھذا القصر سنة 1791م ، على مساحة تقدر ب780م2، كان مقر السكن العائلي للحاكم، و مكان للاستقبال الرسمي، كان يُسمّى "بقصر الشتاء" لأنه يوجد قصر آخر يسمّى" قصر مصطفى الخيل" كان يسمّى "قصر الصيف"، و هو مقر إقامة الحاكم في فصل الصيف و يسمّى حاليا "قصر الشعب" ، يتكون القصر من ثلاث منازل هي: دار حسين باشا، إضافة إلى منزلين آخرين متجاورين، وتم تصنيفه كمعلم تاريخي في 01 فيفري1982 .

• قصر "دار الصوف":
يقع في القصبة السفلى على مستوى حي سوق الجمعة بشارع الإخوة مشري، بني ھذا القصر سنة 1798 بأمر من" الداي مصطفى باشا" على مساحة قدرها 960م2، أطلق عليه اسم "دار الصوف" نظرا لاستعماله كمخزون للصوف . وفي سنة 1980 حوّ ل إلى فندق عسكري، بعده إلى مركز استجواب تابع للحكومة الفرنسية، وفي سنة 1962 تم احتلاله واتخاذه كمنزل سكني من قبل 18 عائلة جزائرية، صنفت الدار في 12 فيفري 1887 كتراث وطني وكمعلم تاريخي عالمي1992م.
• قصر "دار القاضي":
يقع بحي سوق الجمعة بالقصبة السفلى شارع الحاج عمر، شيد في القرن السادس عشر ميلادي كمقر للقاضي، أصبحت في وقت لاحق محكمة مدينة الجزائر، خضع القصر لأعمال إعادة التأهيل بعد سنة 2003 م.
• قصر "دار الألفية":
تقع على مستوى القصبة العليا بحي سيدي رمضان (باب جديد) ، يندرج الطابع المعماري لهذا القصر فيما يعرف ب: "النيوموراسك"، تم تشيده سنة 1930 من طرف المهندس المعماري الفرنسي ( ليون كلارون) ، في إطار الاحتفال بمرور مائة سنة على وجود الاحتلال الفرنسي في الجزائر، لكن في سنة 1998 ، تغير اسمه و أصبح يسمّى (بدار الألفية)، بمناسبة الاحتفال بألفية (جزائر بني مزغنة).
• قصر "دار الحمراء":
تقع في القصبة السفلى، عند تقاطع شارع 1 نوفمبر 1954 وشارع باب الواد بالتحديد عند شارع محمد بوراس (الزنقة الحمراء)، يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر ميلادي شيدت بأمر من "الداي حسين" على مساحة تقدر ب352م2 ،في سنة 1831 تحوّل القصر إلى ثكنة عسكرية، وفي 1838 م هدمت أجنحته وتضررت واجهته الرئيسية وفقد طابعه الأصلي، وبعد الاستقلال تحوّل القصر إلى مقر لإدارة الدولة، ثم رمم وألحق بوزارة الثقافة، صنف في 1887 م كمعلم تاريخي من طرف الادارة الفرنسية ، كما عرف أعمال ترميم بعد زلزال 2003 م، وهو حالياً مقر المركز الوطني لبحوث علم الآثار.
• قصر "دار الأمير عبد القادر" (دار الصدقة):
كان يُعرف هذا القصر بدار الصدقة، تقع دار الصدقة في القصبة السفلى بالتحديد في حي سوق الجمعة بشارع الاخوة مشري، شيد من طرف جمعية خيرية على مساحة تقدر ب 280م2، أصبح فيما بعد مقرا للجنة الحفلات لمدنية الجزائرية أما الان فهي تعرف بدار الأمير عبد القادر ،تم تصنيف القصر كمعلم تاريخي سنة 1887 م.
• قصر رياس لبحر:
يقع في قلب مدينة الجزائر في حي البحرية بين البحر وشارع عمارة رشيد يقع قصر رياس البحر، يعود تاريخ تشيده إلى العهد العثماني في القرن السادس عشر ميلادي، بأمر من رمضان باشا، تعددت تسميته أشهرها قاع السور في العهد العثماني إلى حصن 23.يمثل أحد المعالم الضاربة في عمق الجزائر الحضرية ،صنف كمعلم تاريخي سنة1909 يتربع على مساحة قدرها4000م2 ،و هو عبارة عن مجمع معماري يضم ثلاثة قصور ،بالإضافة الى بيوت البحارة و المصلى و ممرات مغطات و أزقة، وقد تم تصنيف القصر كإحدى المعالم التاريخية سنة 1909م،اتخذ مسكناً من قبل عدة عائلات جزائرية سنة 1981م.
• قصر "دار أحمد باي":
تقع دار أحمد باي في القصبة السفلى بالتحديد بحي سوق الجمعة شارع الحاج عمر، بدأت أشغال إنجاز هذا القصر سنة 1806م وانتهت به الأشغال سنة 1808م، بناه الدّاي "أحمد باي"، ليكون مقر سكناه، وبقي يحمل اسمه، حالياً هذا القصر هو المقر الاداري للمسرح الوطني الجزائري (TNA)، صنف كمعلم وطني سنة 1887م، ثم صنف كتراث عالمي عام 1992م من طرف منظمة اليونسكو.
• القلعة" دار السلطان":
تقع دار السلطان على مستوى القصبة العليا، تحديداً في باب الجديد على ارتفاع 118 م فوق سطح البحر، تقرر بنائها بأمر من عروج بربروس سنة 1516 م، واكتمل بنائها سنة 1591م،تقدر مساحتها ب10.927م2 وفي سنة 1805م قام الداي مصطفى باشا بعملية توسعة للقلعة، وفي عام 1817 م تم تحويل مقر الحكم من قصر الجنينة (ساحة الشهداء حالياُ) إلى القلعة، فيما بعد طرأت تغيرات على القلعة لكي تصبح مقراً للإدارة وللعدالة والمالية، وبعد الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 م قام هذا الأخير بعدة تغيرات على القلعة حسب احتياجاته الإدارية وبناء مستشفى عسكري ،صنفت قلعة الجزائر كمعلم تاريخي سنة1887 م، ثم كتراث عالمي عام 1992 م، من طرف منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

2.2. المساجد:
شكلت المساجد في قصبة الجزائر على مرّ العصور معالم دينية وثقافية هامة، حيث كانت من بين الأماكن التي يقصدها الانسان للعبادة والشعور بالرّاحة والاطمئنان والتعليم ونشر العلم، ويُقدّر عدد المساجد بـ 10 مساجد كبيرة وحوالي 50 مسجدًا صغيرًا إضافة إلى المصليات، إلا أن هذه المنشآت الدينية قد اندثرت بفعل عدة عوامل ولم يبقى منها إلا بعض منها:
• جامع الكبير: يقع على مستوى القصبة السفلى بحي البحرية، شارع البحرية، تم بنائه على مساحة تقدر ب 2000م2 بجانب آثار كنيسة كبيرة للمسحيين في العهد الروماني (عهد إيكوزيوم)، و هو يطل على البحر، بُني في عهد الدولة المرابطية بأمر من القائد يوسف ابن تاشفين سنة 1082 م، حسب ما جاء به المؤرّخون، تشهد على زمن بنائه كتابة المنقوشة على منبره وهي:" بسم للهّ الرحمن الرحيم، صنع ھذا المنبر في يوم 01 رجب 409 ھ" وتوافق هذه السنة الهجرية سنة 1018 ، حيث يقارب عمر المسجد 1000 سنة ،صنف المسجد كمعلم تاريخي في 30 مارس 1887 م، ثم خضع لعملية إعادة التأهيل بين سنتي م2000 /2002م.
• الجامع الجديد: او ما يعرف بجامع "الحواتين " يقع بالقصبة السفلى، على مستوى حي البحرية بشارع البحرية، شيد سنة 1660م بمساعدة عدد كبير من سكان المدينة والبحارة، على مساحة تقدر بحوالي 1250م2 ، تعرض مرتين لمحاولة الهدم من طرف الاحتلال الفرنسي لولا تم انقاذه من طرف جمعية أصدقاء الجزائر القديمة سنة 1910م ،يحتوى المسجد على منارة (صومعة) بعلو 25 م فوق سطح الأرض، كما تحتوى على ساعة مربعة الشكل وھي الساعة نفسها التي كانت تعلو قصر الجنينة الذي هدم سنة 1865 ، صنف المسجد كمعلم تاريخي في30 مارس 1887 م .
• جامع كتشاوة: يقع على مستوى القصبة السفلى بحي سوق الجمعة المطل على ساحة ابن باديس، بني سنة1794م على مساحة قدرها1255م2، حولته فرنسا الى كنيسة عند احتلالها للمدينة واعطته اسم "الكاردينال لافيجري"، لكن اعيدت له وظيفته مباشرة غداة الاستقلال، تم تصنيف المسجد كمعلم تاريخي في 26 مارس 1908 م.
• جامع بتشين: يقع بالقصبة السفلى بالتحديد بحي سوق الجمعة شارع باب الواد، تم تشيده من علي بتشين الإيطالي الأصل سنة 1622م على مساحة تقدر ب530م2 ،بعد الاحتلال حول إلى صيدلية للجيش، وفي سنة 1843 أصبح كنيسة تحت اسم (Notre Dame des Victoires) وذلك حتى الاستقلال، تهدمت مئذنته بثقل الجرس الذي علق في أعلاها سنة1862، تمّ تصنيفه كمعلم تاريخي في 29 أفريل1949م .
• جامع سيدي رمضان: ويعتبر اقدم معلم ديني في القصبة، يقع بالقصبة العليا بحي سيدي رمضان وبين شارعي محمد عزوزي وسيدي رمضان بالقرب من نھج ححاد عبد الرزاق، يوافق تشيده الفتح الإسلامي لشمال افريقيا ويرجح انه بني في عهد الدولة البربرية الإسلامية الأولى حيث صلى أول مسلمي الجزائر، وكان مدرس الجامع هو المرابط "سيدس رمضان "الذي اعتبر من علماء المدينة في تلك الحقبة الزمنية، تم تصنيف المسجد كمعلم تاريخي في 26 فيفري 1904 م، كما خضع لعملية إعادة التأهيل بين سنتي 2004م-2006م.
• جامع السفير: يقع بحي عمّار علي شارع الاخوة بشارة ، تم تشيده سنة 1524 على مساحة قدرها 425م2 وقد تم تهديمه وأعيد بنائه سنة 1826م، صنف الجامع ضمن المعالم الأثرية الوطنية سنة 1905م، كما خضع لعملية إعادة التأهيل بعد سنة 2002م
• جامع البراني: يقع بالقصبة العليا (باب الجديد) بالقرب من القلعة "دار السلطان" بشارع محمد طالب، شيد سنة1818م بمساحة تقد ب 295م تحوّل المسجد في الفترة الاستعمارية إلى ثكنة عسكرية، حتى عام 1939م تم تحويله إلى كنيسة تحت اسم كنيسة القديسة الصليب (Eglise de la Sainte Croix) إلى غاية الاستقلال حيث استرجع وظيفته الأصلية، صنف كمعلم تاريخي وطني في 30 مارس1887م.
3.2. الاضرحة:
• ضريح سيدي إبراهيم: يقع بالقصبة السفلى على مستوى حي البحرية، بني في العهد العثماني هو الآن جزء من المنطقة العسكرية التابعة للبحرية الجزائرية
• ضريح سيدي هلال: يقع في حي لالاهم (بشارع لالاھم)، يعود تاريخ بناء ھذا الضريح إلى أكثر من ثلاث قرون كما تم تأريخه.

4.2. الزواية:
تعتبر الزوايا مركبات دينية تحتوي على مسجد، قاعة كبيرة للتدريس وتحفيظ القرآن الكريم وعلوم الدين وإقامة داخلية أين يقيم فيها الدارسون لعلوم الدين، يعود اسمها عادة الى اسم مؤسسها أو الولي الصالح أو العالم أو الفقيه الذي درس فيها، ومن بين الزوايا التي يمكن ذكرها ما يلي :
• زاوية سيدي بن علي: تقع بالقصبة العليا بالتحديد في حي عمّار علي بشارع نفيسة، بنيت في العهد العثماني، تحتوي على قاعة للصلاة ومدرسة إضافة إلى ضريح أحمد بن علي، كما يوجد بها جثمان الولي الصالح "سيدي بوقدور"، بالإضافة إلى الكثير من فقهاء وعلماء القصبة، صنفت الزاوية كمعلم تاريخي في 23 جانفي1968م.
• زاوية سيدي عبد الرحمن الثعالبي: تقع زاوية بحي لالاھم، شارع بن شنب، تم بناء المسجد الذي يحمل اسمه أين يوجد ضريحه بأمر من الداي "حاج أحمد" سنة 1696على مساحة قدرها 270 م2، يحتوي المسجد على منارة مربعة الشكل مزينة من جهاتها الأربعة، صنف المسجد كمعلم تاريخي في 30 مارس 1887
• زاوية سيدي عبد للهّ: تقع زاوية بالقصبة العليا في حي عمّار علي شارع سيدي عبد للهّ، شيدت في العهد العثماني وتحتوي على مسجد. تم تصنيف الزاوية كمعلم تاريخي سنة 1887 م.

5.2. العيون:
لقد لعبت العيون العمومية في قصبة الجزائر دورًا حيويًا في حياة المدينة لقرون طويلة، حيث كانت المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب لسكانها. ارتبطت أسماء العديد من العيون بالمساجد القريبة منها، أو بأسماء مؤسسيها، تخليداً لذكرهم ولإسهاماتهم في إنشاء هذه العيون، كان الشكل الخارجي لهده العيون يشبه شكل الباب الذي يعلوه قوس أو شكل المحراب ويقدر عدد العيون في القصبة بـ 150 عيناً سنة 1830، ممّا يدلّ على أهميتها الكبيرة في حياة السكان من بين العيون التي يمكن ذكرها ما يلي :
• عين سيدي رمضان: التي ارتبط أنشائها بمسجد سيدي رمضان، وهي ملحقة به.
• عين المزوقة: تقع بشارع محمد عروري، نفس الشارع الذي توجد به عين سيدي رمضان قرب شارع سيدي ادريس حميدوش (شارع القصبة سابقاً).
• عين سيدي امحمد الشريف: وهي تقع بجانب لمسجد سيدي امحمد الشريف.
• عين على بتشين: تقع بجانب مسجد علي بتشين على الشارع المؤدي إلى باب الواد قدوماً من ساحة الشهداء .

6.2. الحمامات:
كان للحمام دور أساسيا في الاحياء التقليدية وكثرا ما ارتبط اسمه باسم مؤسسه او الحي الدي ينتمي اليه او مسجد يقربه. كانت الحمامات واسعة ونظيفة مضاءة من السقف ومجهزة بالمياه الباردة والساخنة، تتكون من غرفة خارجية واسعة أين يتم الاحتفاظ بالثياب ،منها:
• حمام سيدنا: يقع في حي سوق الجمعة بشارع الإخوة أحمد ومحمد مشري بالقرب من قصر مصطفى باشا، هو من أقدم الحمامات في القصبة يعود تأسيسه الى القرن 16، تظهر فيه كل التفاصيل المعمارية والتقنية الأصلية فهو يتكون من قاعات مستطيلة الشكل تتمثل في القاعة الساخنة، القاعة الدافئة، القاعة البارة والصحن، إضافة إلى الرواق المؤدي إلى الباب الرئيسي .
• حمام بوشلاغم (حمام ليهود): يقع في حي سوق الجمعة بالقصبة السفلى، بالقرب من مسجد كتشاوة، كان يتردد اليه الكثير من العائلات اليهودية ولهذا سمي أيضا بحمام اليهود .

خريطة

7.2. الحرف والصناعات التقليدية:
تُعدّ الحرف والصناعات التقليدية من مكونات التراث الثقافي، فهي تُجسّد إبداع الأجداد ومهاراتهم والعمل الذي نشأ معهم ولا زال يصاحبهم. تميزت قصبة الجزائر بحرفة الطرز على الحرير وعلى القماش وحتى على الجلد، كما أنها تشتهر أيضا بالنحت على النحاس ، وفيما يلي سنتعرف على أهمها.
• اللباس التقليدي:
يعتبر اللباس التقليدي من المقومات الثقافية التي تبرز مدى تمسك الفرد الجزائري بهويته وتراثه، ويخبرنا اللباس ورسمه وحكايته أو قماشه عن عادات وتقاليد الشعوب. اشتهرت قصبة الجزائر بالعديد من الألبسة التقليدية مثل: الكاركوا، البدرون، الغليلة ... وكذلك الحايك والعجار بحيث كان الحايك جزءاً من ديكور العاصمة وعدة مدن اخرى وكانت المرأة التي لا تمتلك واحداً منه في منزلها امرأة غير مكتملة. أما بالنسبة لرجل كان يلبس البروس فوق جميع ملابسه يحمله على كتفه ويغطي به كل جسمه، ويصنع البرنوس من قطعة واحدة وهو من ناحية شكله يتسم بالبساطة والاناقة معا .
• النسيج:
تُعدّ الزرابي الجزائرية من أجمل وأروع أنواع السجاد في العالم، فهي تتميز بغنى الزخارف المستوحى من مختلف الرسومات الهندسية والنباتية والحيوانية، بالإضافة إلى الخط العربي الإسلامي، تنوع الألوان وجودة الصناعة فهي تصنع من أجود أنواع الصوف والحرير، ممّا يجعلها متينة تدوم لسنوات طويلة.

• صناعة النحاس:
صناعة النحاس في الجزائر معروفة بجودتها والتي تأثرت بشكل كبير بالحضارات التي تعاقبت على البلاد، ففي القصبة نجد في تصاميمهم لمسات من الفن الأندلسي، كما تميزت باعتمادها على الزخارف العربية الإسلامية. ويُستخدم النحاس بألوانه المختلفة الأصفر والأحمر بشكل أساسي، لصنع تحف فنية وقطع تقليدية متنوّعة، مثل: الأواني المنزلية، أدوات الحمام، الديكورات، المجوهرات…الخ
• صناعة الحديد الفني:
تعد صناعة الحديد فن، ففي القصبة وفي العديد من المدن الجزائرية يمكننا أن نجد العديد من الأعمال الجميلة لهذا الفن في قبضان النوافذ والحواجز المفرغة وأبواب المنازل مع زخرفة بشتى الأنماط.
8.2. الممارسات الثقافية
الممارسات الثقافية هي مجموعة من الأنشطة والسلوكيات التي ينخرط فيها سكان منطقة ما للتعبير عن معتقداتهم وقيمهم وممارساتهم المشتركة. تميزت قصبة الجزائر بالعديد من هده السلوكيات التي تجسدت في عادات وتقاليد هده المنطقة، وفيما يلي سنتعرف على أهمها:
• العادات والتقاليد

يمكن أن نرى عادات وتقاليد اهل القصبة من خلال المناسبات الدينية ومختلف الحفلات مثل:
في رمضان من عادات اهل القصبة ختم صحيح البخاري في المساجد واضاءة الشموع فيها وفي منازلهم أيضا، وفي هذا الشهر الفضيل تسهر المدينة خلافا لبقيت الأشهر حيث جرت العادة ألا يخرج أحد من بيته من غروب الشمس الى شروقها، أما في شهر رمضان يخرج الجميع للسهر حتى النساء وهذا العادة لزالت الى يومنا هذا. أما في المولد النبوي الشريف فكان أهل المدينة يقومون بإشعال الشموع وانشاد التواشيح و التزين.
• العرس التقليدي العاصمي
يمر العرس العاصمي بعدة مراحل أولها الخطبة والتي تكون غالب الأوقات بين النساء عن طريق التوسيط وعادة ما يكون دلك غي أماكن معين مثل حفلات زفاف، الحمام، المقابر... بعد الخطبة يأتي الدفوع أو قطيع الشرط ويكون غالب الأحيان رجاليا حيث يتفق على المهر وتحديد موعد الزفاف ليبدأ التحضير له بطريقة جماعية بين النساء.
يسبق يوم الزفاف ليلة الحنة التي يقوم فيها أهل العريس بتقديم "التبق" للعروس وبمجرد وصولا الموكب الى بيت العروس تشرع النسوة في تقديم (نوع من الغناء) كإعلان عن الوصول بالإضافة الى الزغاريد، تحنى العروس بقطعة من الذهب "لويزة" وفي الختام تتسلى الحاضرات بالبقالات وكذلك الرقص والغناء.
وفي يوم الزفاف ترتدي العروس الكاراكوا والحايك من أجل السترة وتخرج من تحت جناح أبيها أو اخيها لتذهب الى جناح زوجيها على أنغام الزرنة والزغاريد.
• الموسيقى العاصمية:
اشتهرت القصبة بالفن الشعبي الذي لقى رواجا كبيرا ولمعت فيه عدة نجوم صنعت بها البهجة وانارت سمائها كان من بينها الحاج بورحلة، الشيخ الناظور، الحاج محمد العنفة، الهاشمي قروابي... .
2. واقع السياحة وخصائص السياح في القصبة) دراسة تحليلية (
من أجل معرفة الحجم السياحي ومدى جاذبية هذه المناطق للسياح ومعرفة واقع السياحة وخصائص السياح به، قمنا بإجراء تحقيق ميداني في شهر مارس من سنة 2024 لعينة عشوائية شملت 200 سائح، وقد سمح هذا التحقيق الميداني للوصول إلى النتائج التالية:
1.2. الأصل الجغرافي للسياح:
اعتمدنا في تحديد الأصل الجغرافي للسياح على مكان إقامتهم فتوصلنا إلى المعطيات الممثلة في الجدول والشكل التاليين:
جدول رقم 01: الأصل الجغرافي للسياح
المجموع دول أجنبية أخرى خارج الولاية من الولاية أصل الجغرافي
200 20 57 124 العدد
100 10 28.7 62.2 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
الشكل رقم 01: الأصل الجغرافي للسياح

المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
من خلال ما يظهر لنا في الجدول والشكل السابقين يتضح أن معظم السياح هم من ولاية الجزائر بنسبة 62.2%، وبالتحديد من بلدية القصبة وما جوارها (باب الواد، الجزائر الوسطى، محمد بلوزداد)، ويعود السبب ربما في الارتباطات التاريخية لهؤلاء السياح بالقصبة، حيث لهم جذور فيها، أو من أجل التجارة، ومنهم من له فضول لمعرفة معالمها العمرانية، وهم يمتثلون نسبة 33 % من مجموع السياح، ويمثل سياح من خارج البلدية بنسبة 29.1%. ثم تأتي فئة خارج الولاية بنسبة 28.7 % وذلك راجع إلى العلاقات الاجتماعية أو العائلية بالإضافة إلى حب التعرف على تاريخ الجزائر من خلال زيارة معالم التاريخ الحضاري للقصبة. ثم تأتي في المرتبة الأخيرة فئة القادمين من دول أجنبية أخرى بنسبة 10 %، وهي نسبة قليلة نوعا ما، وأغبيتهم جزائريون مغتربون ومقيمون في. ومن هنا يظهر فعلا أن حي القصبة يعتبر قطبا سياحيا حقيقيا بالنظر إلى عدد السياح الذين يزورونه خلال جميع أيام السنة، لكن في فصل الربيع تكون بصفة أكبر.
2.2. الفئات الاجتماعية – المهنية للسياح حسب السن:
الشكل رقم 02: جنس السياح

المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
الشكل رقم 03: الوضعية العائلية لسياح

المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
جدول رقم 02: الحالة المهنية للسياح
مجموع موظف حكومي عامل حر بطال المهنة
200 28 147 25 العدد
100 13.8 73.7 12.5 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

جدول رقم 03: الفئات العمرية للسياح
المجموع أكثر من 60 60-40 40-20 20-10 أقل من 10 العمر
200 8 55 102 29 6 العدد
100 4 27.6 51 14.6 2.8 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
من خلال التحقيق الميداني. ومن خلال أرقام الجداول والاشكال السابقة نلاحظ أن 59 % من السياح المحقق عليهم هم من الذكور، و41 % إناث. ويتبين أيضا أن أغلب السياح هم من فئة المهن الحرة بنسبة 37.7% و29.8% موظفون عند الحكومة أما نسبة الباطلون عن العمل تمثل 32.5% من مجموع عدد السياح. أما بالنسبة لسن فأكبر فيئة عمرية هم الدين تتراوح أعمارهم بين 20 حتى 40سنة بنسبة 51%، ثم تأتي الفئة مابين40و60سنة بنسبة27.6%، أما المتقاعدون فهم لا يمثلون سوى نسبة 4% من مجموع عدد السياح، %27.6تتراوح أعمارهم من 40 سنة فما فوق. من خلال هذه الأرقام نرى التنوع في السن والمهن لمختلف سياح حي القصبة، يتطلب التنوع أيضا في وسائل تدعيم النشاط السياحي من مرافق وتجهيزات على كل الأصناف والأنواع.
3.2. وسائط التنقل
جدول رقم 04: وسائط تنقل السياح
المجموع ميترو حافلة سيارة أجرة سيارة خاصة وسيلة التنقل
200 29 61 13 97 العدد
100 14.6 30.6 6.4 48.4 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

الشكل رقم 04: وسائط تنقل السياح

                                           	المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024  

من خلال أرقام الجدول والشكل السابقين نستنتج أن الواسطة المُهيمنة هي السيارة الخاصة، حيث يستعمل 48.8 % من السياح سياراتهم الخاصة للتنقل إلى المنطقة السياحية "القصبة"، ثم تأتي في المرتبة الثانية الحافلة بنسبة 30,6 % متبوعة بوسائط النقل الحضري (ميترو) ب 14.5 %، وفي الأخير السياح الذين يُفضلون التنقل بسيارة الأجرة يمثلون سوى 6.4 % من مجموع السياح.
4.2. مدة الإقامة
جدول رقم 05: مدة إقامة السياح
المجموع أكثر من شهر 16-30يوم 8-15يوم 5-7أيام 2-4أيام يوم واحد مدة الاقامة
200 1 2 9 27 29 132 العدد
100 0.4 0.8 4.6 13.5 14.7 66 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

الشكل رقم 04: مدة إقامة السياح

               المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024  

من خلال ما يظهر لنا في الجدول والشكل السابقين يتضح إن معظم سياح حي القصبة 66 % يقضون يوما واحدا فقط وذلك لقربهم من المنطقة، أما الفئة الأخرى لا تتجاوز مدة اقامتها الأسبوع ويعود وذلك لنقص الكبير أو انعدام التجهيزات الفندقية في المنطقة وتجهيز الإطعام والتنزه أيضا.
5.2. أماكن الإقامة
جدول رقم 05: مكان إقامة السياح
المجموع الاهل ايجار مرقد فندق بدون اقامة مكان الاقامة
200 8 6 38 16 132 العدد
100 4 3.1 19 7.9 66 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

الشكل رقم 05: مدة إقامة السياح

                                           	المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

من خلال الجدول والشكل البياني السابقين يتضح ان أغلبية السياح وبنسبة 66 % يبيتون في منازلهم وذلك لقربهم من المنطقة السياحية ولامتلاكهم سيارات خاصة، ثم تأتي في المرتبة الثانية الذين يقيمون في المراقد بنسبة 19 % وذلك لانخفاض أسعارها، وملازمتها لجميع فئات السياح، ثم تليها الفنادق بنسبة 7.9%وهي نسبة ضعيفة مقارنة مع حجم السياح وذلك راجع إلى ارتفاع سعر الفنادق من جهة وتدني خدماتها. ثم تأتي فئة الذين يقيمون عند الأقارب هي تمثل السياح الجزائريين الذي لهم أهل بالقرب من القصبة، أو لهم أصدقاء، ونسبتهم 4 %، ومنه يمكن القول إنه رغم وجود بعض تجهيزات الإيواء في القصبة وما جاورها، لكنها تبقى غالية الثمن وبخدمات متدنية.
6.2. زيارة المواقع الأثرية
جدول رقم 05: زيارة المواقع الأثرية
المجموع زاروها لم يزوروا المعالم والمواقع الأثرية السياح
200 02 198 العدد
100 1 99 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

الشكل رقم 05: زيارة المواقع الأثرية

                                                         المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

من خلال الجدول والشكل المواليين تبين أن أغلب السياح وبنسبة 99 % جاؤوا خصيصا لزيارة المواقع والمعالم الأثرية للقصبة، وقد أبدوا إعجابهم وفرحتهم بزيارة هذه المعالم التاريخية الرائعة، رغم نقص الامن، ضعف البنية التحتية وكذلك ارتفاع الأسعار حسب تصريحات السياح المستجوبين، أما نسبة 1% من السياح لم يقوموا بزيارة هذه المعالم الأثرية.
7.2. وسيلة التعرف على المنطقة
جدول رقم 07: وسيلة تعرف السياح على المنطقة
المجموع أخرى وسائل التواصل الاجتماعي زملاء ومقربين وكالة سياحية وسيلة التعرف
200 15 76 59 50 العدد
100 7.7 38.2 29.3 24.8 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
الشكل رقم 07: وسيلة تعرف السياح على المنطقة

                                           	المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

يظهر من خلال الجدول والشكل المواليين أن أكبر فئة من السياح بنسبة 38.2% تعرفوا على المنطقة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي و هدا ما يدل على انها أداة قوية للترويج للسياحة وجذب الزوار من جميع الأنحاء ثم تليها في المرتبة الثانية الوكالات السياحية بنسبة 29.3% فهيا كدلك تلعب دورًا محوريًا في تفعيل السياحة واستقطاب السياح من مختلف المناطق، وذلك من خلال تقديم خدمات شاملة، تم يأتي دور السائح القديم (الزملاء والمقربين) في جلب سياح جدد فهو يلعب دورًا هامًا في جلب سياح جدد إلى وجهته المفضلة بمشاركة تجاربه الإيجابية ثم في الأخير بنسبة7.6% تعرفوا على المنطقة بوسائل أخرى
8.2. الرغبة بتكرار الزيارة
جدول رقم 08: رغبة السائح بتكرار الزيارة
المجموع لا يرغب بتكرار الزيارة نعم يرغب بتكرار الزيارة رغبة السائح
200 39 161 العدد
100 19.1 80.9 %
المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024
الشكل رقم 08: رغبة السائح بتكرار الزيارة

                                               	المصدر: العيادي سيرين، التحقيق الميداني مارس2024

يظهر من خلال الجدول والشكل المواليين أن أغلب السياح بنسبة 81.9% يرغبون بزيارة الموقع مره أخرى وهذا ما يدل على رضا السياح، أما 19.1%لا يرغبون بتكرار الزيارة لأسباب مختلفة.

الخلاصة