لخّصلي

صفية بنت حيي، إحدى أمهات المؤمنين، اشتهرت بالصدق والخشوع، فقد أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "إنها لصادقة". نشأت صفية في بيت يهودي ذي شرف وجاه، وتزوجت مرتين قبل إسلامها. عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، كان والدها وعمها من المعادين له، حتى كادوا يقتلون النبي صلى الله عليه وسلم بحجر. بعد غزو خيبر، أُسرت صفية، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين إسلامها والعتق، فاختارت الإسلام، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصبحت أمًا للمؤمنين. تميزت صفية بإيمانها القوي، وتقواها، وصبرها، وحلمها، وكانت مثالًا في مقابلة الإساءة بالإحسان. واجهت صفية بعض المشاكل مع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي تفاخرن بكونهن أقرب إليه منها، لكن النبي صلى الله عليه وسلم دافع عنها. كما عُرفت بحكمتها، مثلما حدث عندما منعت النبي صلى الله عليه وسلم من دخول خيبر خوفًا عليه. توفيت صفية في رمضان سنة 50 للهجرة في خلافة عثمان بن عفان، رحمها الله وأسكنها الجنة مع أمهات المؤمنين.

ام مؤمنه عاقله حليمه حكيمه لقبها الناس بالصادقه الخاشعه لان النبي صلى الله عليه وسلم ما شهد لها بذلك حين قال والله انها لصادقه اليس هناك اروع من هذه الشهاده في حق امراه امنت بالله ورسوله ايمانا صادقا فصار منها اسلامها نموذجا ومثالا فريدا للمراه المؤمنه الصادقه التي سوف نتعلم من سيره حياتها فوائد عن الصبر والصدق ونبذ الغدر والخيانه ومعامله الناس بالرفق والاحترام ترى من تكون انه ام المؤمنين صفيه بنت حيي رضي الله عنها وارضاها.
ولدت صفيه بنت حيين وراءت المراه اول ما راته في ضاحيه من ضواحي المدينه و كان ابوها حيي بن اخطب سيد يهود بني النضير ونشات رضي الله عنها في بيت جاه وشرف ولما ترعرعت واشتد عودها اصبحت فتاه يافعه جميله فتزوجها سلام بن مشكم وكان زعيما وشاعرا من شعراء يهودي بني النضير ولما طلقها تزوجها كنانه بن الربيع وبعد ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينه واستقر واستقر بقباء ذهب والد صفيه حي وعبها وابو ياسر في جمع من يهودي بني النظير ليتعرفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صفيه احب البنات والاولاد الى ابيها وعمها فبقيت تنتظرهما ولما عاد عند غروب الشمس سمعت صفيه عمها اب ياسر يقول لابيها اهو هو فقال له ابوها نعم فقال عمها ابو ياسر فما في نفسك منه فاجابه حيي عداوته والله ما بقيت وظل يهود بني نظير يعادون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكيدون له كيدا حتى كادوا يقذفون حجرا على راسه ويقتلونه لولا ان الله اخبره وامره بالانصراف والابتعاد فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم مدينتي بعث الى يهود بني النظير بمحمد بن سلمه وطلب منهم ان ان يغادروا المدينه خلال 10 ايام وان يحملوا معهم اموالهم وابي لهم دون سلاح فمن لم يفعل فسوف يضرب عنقه ففرحيين باهله الى خيبر فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنه السابعه للهجره على راس جيش من المسلمين فطهر حصون خيبر حصنا الحصنا وشاء الله ان يتقع صفيه بنت حيي في يد المسلمين اسيره ولما قسمت الغنائم كانت من نصيب دحيه الكلبي الصحابي الجليل فبداهه النبي صلى الله عليه وسلم مقابل مبلغ من المال وقال لها اختاري فان اخترت الاسلام ما امسكتك لنفسي وان اخترت اليهوديه اعتقك فتلحقي بقومك فقالت له صفيه بهدوء وايمان واطمئنان اختار الله ورسوله فقد احببت الاسلام وصدقت بك قبل ان تدعوني فالله ورسوله احب الي من العتق ومن ان ارجع الى قومي فاعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها واصبحت اما من امهات المؤمنين وشاء لها الله تعالى في تحمل في قلبها ايمانا وثيقا ومضيئ فانشرح صدرها للاسلام فاقبلت على العباده اقبال المنقطع نظيري حتى صارت تقيه زكيه يضرب بها المثل في الصبر والحلم والصدق ومقابله الاساءه بالفضل والاحسان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اسكن صفيه بنت حيي رضي الله عنها في بيت لحادثه بن النعمان حتى يبني لها بيتا بجوار بيوت نسائه من امهات المؤمنين فجاءت نساء بعض الانصار يسرقن النظر اليها بعد ان تسامعن بفتنتها وجمالها فتنقبت عائشه رضي الله عنها و اندست بينهم وراها النبي صلى الله عليه وسلم فتتبع خطوها واقتفى اثرها وقال لها ارايت يا عائشه صفيه فقالت رايت يهوديه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولي ذلك فانها اسلمت وحسن اسلامها ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفيه بنت عدي يوما فوجدها تبكي بكاء متواصله فقال لها ما يبكيك فقالت له ان نساءك يتفاخرنا ويقولن نحن اكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فنحن ازواجه وبنات عمه فهدى صلى الله عليه وسلم من روعها وطيب خاطرها وقال لها انا قلت لهن كيف تكن خيرا مني وابي هارون وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت ام المؤمنين صفيه بنت حيي رضي الله عنها تحترم رسول الله صلى الله عليه وسلم احتراما وتقدره وتقديرا وقد ثنى يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبته لتضع عليها صفيه قدمها وتركبها بعيرها فابت رضي الله عنها ان تضع قدمها على فخذه احتراما له فوضعت ركبتها وركبت البعير ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على راس جيش المسلمين الى خيبر اقتربت منها وحاولت الدخول اليها فابت صفيه رضي الله عنها ان يدخل صلى الله عليه وسلم الى الخيبر فغضب غضبا شديدا فلما اقبل على صفيه قال لها ما احلمك على الامتناع من النزول في المره الاولى فابتسمت رضي الله عنها وقالت يا رسول الله خشيت عليك من قرب اليهود فابتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم واعيب بها وبسداد رايها ولما مرضت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت نسائه لرؤيته والاطمئنان على صحته فما ان راته ام المؤمنين صفيه حتى قالت صادقه اني والله يا نبي الله لوتدت ان الذي بك بي وفي شهر رمضان من سنه 50 للهجره في خلافه عثمان بن عفان فاضت روحه صفيه بنت حيي رضي الله عنها الى بارئها واستراحت قريره العين في الجنه مع امهات المؤمنين اللواتي صدقنا ما وعدنا الله عليه