لخّصلي

• أنطيوخس الثالث (الأكبر) 223-187ق.م:
تولى العرش وكان يبلغ من العمر عشرين عاما، وهي أن يجعل الدولة تقف على قدميها مرة أخرى، وبدأت المتاعب تواجه الملك المتاعب التي واجهت أنطيوخس الثالث:
المتاعب في الجبهة الشرقية:(تمرد مولون):
واختلفت الاراء حول كيفية معالجة تمرد مولون:

• فرأى فريق منهم أن يتولى الملك قيادة القوات للقضاء على تمرد مولون بنفسه وكان هذا الفريق بزعامة الوزير هيرمياس:


• بينما رأى الفريق الاخر بزعامة إإبيجنس أن من الأجدر بالملك أن يحارب ملكا مثله، حيث من الأصوب أن يتوجه الملك إلى جنوب سوريا لمهاجمة الأملاك البطلمية وانتصر هذا الرأي.
  عاد الخلاف بين كبار مستشاري الملك وهما (هيرمياس وابيجنيس) حول كيفية التعامل مع الموقف. وكان لوجود أنطيوخس على رأس الجيش أثر فعال في كسب مزيد من الأنصار , حيث أنطيوخس انتصر على خصمه ادرك مولون هزيمة و أقدم على الانتحار وتم صلب جسده بأعتباره خائناً وصدر العفو عن كل الذين تورطوا في تأييد مولون.
  أنطيوخس يقرر تأجيل المواجهة مع أخايوس:
  كان على أنطيوخس ان يستعد لدرء الخطر الذي يتربص به في الجهة الغربية و الذي يتمثل في تمرد ابن عمه، واخذ يحلم بالانقضاض على العرش السلوقي حيث تقدم بقواته ودخل مدينة اللاذقية وأعلن نفسه ملكا. إلا أن أنطيوخس بعد عودته من الشرق قرر تأجيل ورأى من الأفضل أن يعمل على تحقيق حلمه في استعادة إقليم جوف سوريا. م:
  إلا أن الدبلوماسية البطلمية نجحت في أن تدخل في روع انطيوخس أن بإمكانه الحصول على مايريد عن طريق المفاوضات، لم تستطيع الجيوش السلوقية الصمود أمام هجوم الجيش المصري، وخشى أنطيوخس أن يستثمر أخايوس هذا الموقف لصالحة ويسعى إلى مهاجمته من الشمال فطلب الصلح وانسحب إلى أنطاكية. وقد نص هذا الصلح على: تنازل أنطيوخس عن الادعاء بأحقية السلوقين في إقليم جوف سوريا. فأخذ يستعد لتصفية مشكلة أخايوس ، وكان هذا الأخير قد انتهز فرصة وجود انطيوخس في فلسطين ( معركة رفح) وأخذ يتوسع في اتجاهات متعددة وأعلن نفسه ملكا على اسيا الصغرى ، واقتحم المدينة وقبض على أخايوس حيث تم إعدامه وصلبه هكذا تخلص انطيوخس من مشكلة أخايوس وتمكن من استعادة ممتلكاته في اسيا الصغرى. أدت هزيمة أنطيوخس في معركة رفح إلى اهتزاز مكانة الدولة السلوقية في الولايات الشرقية، فشقت عصا الطاعة، وبعد أن انتهى أنطيوخس من مشكلة أخايوس توجه إلى الشرق ليضع الأمور في نصابها، عين ابنه انطيوخس وليا للعهد، وقام بتعيين أحد رجاله ويدعى تيخون أمينا عاما للجيش من أجل الإشراف على ولاية البحر الأريتيري، 2- تأمين طرق التجارة مع الهند. من المؤكد أن هذا الأسطول كان له وجود فعال في عام 205ق. م، وهو العام الذي شهد زيارة أنطيوخس إلى مدينة الجرهاء في شرق الجزيرة العربية والتي وصلها عن طريق البحر. ولكن من الملاحظ أن أنطيوخس قد سلك الطريق البري خلال عودته من الهند، إلا أنه كان يشعر بمرارة الهزيمة التي لحقته في معركة رفح، كما لم ينس لمصر مساعدتها لأخايوس, فقرر الثأر بالاستيلاء على إقليم جوف سوريا وقد شجعه على ذلك:
  آل عرش البطالمة إلى طفل صغير هو بطلميوس الخامس, وقد اغتصب الوصاية عليه مجموعة فاسدة من رجال البلاط, ودفعها إلى الارتماء في أحضان دولة مقدونيا وروما.
  لم يكن فيليب الخامس ملك مقدونيا أقل طمعاً في ممتلكات مصر من انطيوخس الثالث, وقد اتفقت أهداف الملكين فقاما بتوقيع معاهدة من اجل اقتسام ممتلكات مصر الخارجية.
  هروب القائد القرطاجي(هانيبال) ومواجهة روما: معركة ماجنيسيا
  أسفرت آخر مراحل الحرب البونية عن انتصار الرومان واندحار هانبيال, وهربه إلى مدينة صور الفينيقية ثم إلى مدينة إفسوس, حيث كان يوجد انطيوخس الثالث, وعرض عليه أن يضع كل خبراته في الحرب مع الرومان تحت تصرفه.
  أثار خبر وصول هانيبال إلى افسوس, ومقابلته للملك السلوقي غضب الرومان, وكان أنطيوخس يأمل في تسوية خلافاته مع الرومان عن طريق المفاوضات , لذا لم يستمع إلى نصائح هانيبال الذي أشار عليه أن يهاجم الرومان في عقر دارهم ( إيطاليا)
  كانت روما على يقين بأن خلافاتها مع أنطيوخس لن تحسم إلا في ميدان القتال, فأخذت تعمل على توطيد علاقتها بأصدقائها في المنطقة, مثل مملكة برجامة , ووصلت المفاوضات بين روما والملك انطيوخس إلى طريق مسدودة , واخذ الجانبان في الاستعداد للحرب.
  بدأ الرومان في عملياتهم العسكرية فأرسلوا قواتهم إلى بلاد اليونان, وكانت كبيرة لدرجة أن أنطيوخس أرسل في طلب المزيد من القوات من سوريا, وقد قام الرومان باتخاذ خطوة مضادة, حينما أرسلوا قوات إلى آسيا الصغرى لقطع الطريق أمام إمدادات أنطيوخس, كما اخذ حلفاءه يتسربون من حوله, وعقدوا الصلح مع الرومان, وتعرضت قواته لبعض الهزائم كما تحطم أسطول من قواته الذي يقوده هانيبال.
  كان هانيبال يتوقع أن تكون مسألة تسليمه من أهم الأمور التي يسعى إليها الرومان فبادر بالهرب واستقر به المقام لاجئا عند ملك بيثينيا غير أن الرومان أخذوا في ملاحقته فما كان منه إلا أن تجرع السم حتى يحرم الرومان من لذة القبض عليه وإذلاله.
  كانت هزيمة ماجينيسيا هي النهاية الحقيقية لأنطيوخس الثالث, ولكن وفاته كانت في العام التالي للصلح . ولاشك فيه أن الغرامة الباهظة التي فرضها عليه الرومان جعلته يحاول البحث عن أي موارد للوفاء بالتزاماته, مما جعله يقدم على الاستيلاء على كنوز أحد المعابد في الشرق.
  مما دفع أنطيوخس إلى طلب الصلح ، عرض على الرومان أن يدفع لهم نفقات الحرب ، لكن الرومان كانوا ينوون تدمير الدولة السلوقية فرفضوا العرض، والتقى الطرفان عند مدينة ماجنيسيا، وفي هذه المعركة لقي أنطيوخس هزيمة ثقيلة ، خسر فيها 50 ألف من جنوده، وهرب إلى أباميا واضطر إلى قبول صلح مهين صلح أباميا تعهد فيه بالتالي:
  -التخلي عن كافة ممتلكاته في اسيا الصغرى وبلاد اليونان
  -أن يدفع كافة تكاليف الحرب


• أن يسلم أسطوله و الفيلة التي يملكها


• تسليم هانيبال ومعه عشرون رهينة من بينهم ابنه انطيوخس